تلفزيون » نقاش: أداء الاعلام في الأزمات

صحيفة السفير
مايسة عواد
تركّز النقاش في حلقة &laqascii117o;سجال" أمس الاول مع الزميلة رابعة الزيات على &laqascii117o;أن بي أن" حول أداء الاعلام في الأزمات، انطلاقاً من تجربة الأحداث الاخيرة في الشياح. استضافت الحلقة استاذ الاعلام السياسي في الجامعة اللبنانية نسيم خوري، الزميلة مريم البسام مديرة أخبار &laqascii117o;الجديد" والزميل عباس ناصر من &laqascii117o;الجزيرة".
حضرت مسألة نقد الصحافة المكتوبة للأداء الاعلامي المرئي بقوة في الحلقة. كان للزميلة بسّام وجهة نظر قاطعة في الموضوع، على قاعدة أنه يحق للصحافة ان تحاسبها (أي القناة المرئية) على برنامج اجتماعي أو سياسي، أو على سياسة المحطة، لا أن تقيّمها بناء على يوم من التغطية المباشرة، مشيرة إلى ان العاملين في الصحافة المكتوبة يملكون كل الوقت كي يكتبوا ويحللوا &laqascii117o;وينتقوا الجمل وينمقوها" بعكس التغطيات المباشرة حيث السرعة والأجواء المتوترة.
هي وجهة نظر من المفيد فتح نقاش حولها لتوضيح طبيعة العلاقة بين المرئي والمكتوب في محطات فاصلة كهذه، العلاقة التكاملية لا الصدامية من حيث المبدأ. فلا أحد ينكر ان للصحافة المكتوبة نعمة الحصول على بعض الوقت الاضافي، وهو بالمناسبة، وقت طافح ومحموم بجمع الأخبار للوقوف على تفاصيل الرواية المتكاملة وكواليسها، أي أنه إضافة خالية تماماً من ترف الاسترخاء بهدف إعطاء القارئ الخبر اليقين، وبالتالي فالتأخير في النشر يأتي لصالح القراءة المتأنية ووضوح الصورة لا ضدها.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ألا يجب الاعتراف بأن البث المباشر، تحديدأً في يوم مثل ذلك الاحد، كان العامل الأخطر الذي يجب التوقف عنده، لأنه، من دون أدنى مبالغة، كان قادراً على اشعال حرب وتأجيج عصبيات متأهبة على قاب قوسين أو أدنى من الانفجار؟ لا يتجنى &laqascii117o;المكتوب" على &laqascii117o;المرئي" عندما يسأل عن حق مُشاهد يسعى لمعرفة الخبر اليقين وسط غابة من الشاشات المنحازة، ربما تكون المحطة التي تعمل فيها الزميلة البسام الأقل انحيازاً بينها. أفلا تستوجب خطورة الموقف تسليط الضوء على أداء الاعلام المرئي المحلي في امتحان كهذا، لا بل تتضاعف ضرورته وأحقيته؟ ألا يصبح بديهياً أن نسأل لماذا لم تقع تغطية الشاشات الفضائية العربية بالمطبات التي وقع فيها إعلامنا المحلي؟ عن مدى استعداد مراسلينا لمواجهة أحداث كهذه؟
لا تتعلق المسألة هنا بنقد موجه إلى محطة بعينها، بل تدور حول معايير التغطية التلفزيونية، حول أولوية ما تبثه لنا كمشاهدين، سواء أكان مباشراً أم غير مباشر. فهل نختار السرعة في التغطية، أم نريد التثبت من صدق الخبر؟ هل نسعى لنكون أول من يقول وينقل أم نؤخر إعلان المعطيات ريثما نتحقق منها، وهي السياسة التي تتبعها مثلاً محطة &laqascii117o;بي بي سي". كلها أسئلة لا تتعلق بحكم يُسقط جزافاً بعد تغطية يوم واحد للأحداث، بل تصب في قلب سياسة أي محطة مرئية في لبنان، بات لديها بحكم تراكم الاحداث المؤسفة، رصيد كبير من التغطيات... المباشرة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد