كتاب وكاتب » معجم الإعلام لغريد الشيخ: من ينتقي ما يحتاجه الإعلاميون؟

gharidshaykh_250صحيفة السفير
جهينة خالدية
هو جزء من كل. &laqascii117o;معجم الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب"، للكاتبة غريد الشيخ، الصادر مؤخراً عن دار النخبة. يضم الكثير من الكلمات والمصطلحات التي يستخدمها الصحافيون والإعلاميون. &laqascii117o;يركز على تلك التي يتكرر استخدامها"، حسبما تقول مؤلفته صاحبة &laqascii117o;دار النخبة".
المعجم هو الجزء. أما الكل فهو قاموس كامل بحدود 2500 صفحة، يتم إعداده منذ خمس سنوات، ويصدر قريباً عن الدار نفسها. ولكن، &laqascii117o;بهدف التخفيف من الأخطاء الشائعة في الإعلام والصحافة، والتي تؤذي الأذن والسمع" قررت الشيخ وفريق العمل المختص خلال السنة الماضية انتقاء عدد من المصطلحات وجمعها في معجم الإعلام بصفحاته الـ450 من القطع المتوسط.
لنبدأ بالمضمون، يقدم الكتاب عدداً كبيراً من الكلمات التي يحتاجها الإعلاميون والصحافيون فعلاً خلال كتابتهم الأخبار أو تغطيتهم أحداثاً متخصصة، من مجالات تربوية، أو ثقافية (فنجد مثلاً تعريف الاستشراق، التكعيبية، الرومانتيكية..) أو أحداث سياسية (الجيوبوليتيكية، ملوك الطوائف، التطبيع)، دينية (أبرشية، الزرادشتية، إثنوغرافي، الإثنولوجيا)..
ولكن بالمقابل، نجد كثيراً من المفردات البديهية، التي لا تحتاج إلى تعريف في معجم مخصص للإعلام، مثل فرح، أب، سرير، دفتر، شهيّ..!
لهذا يمكن السؤال كيف انتُقيت مفردات هذا المعجم دون أخرى؟
تجيب الشيخ &laqascii117o;أنه تم انتقاء هذه الكلمات من خلال متابعتها وفريق العمل لما يحتاجه الصحافيون، من دون أي استعانة بصحافي خبير في هذا المجال، ومن دون رصد لنشرات الأخبار أو الصحف، لأن الإعلاميين والصحافيين، هم من أكثر من يبتعدون عن المعاجم، ولا يمكن الاعتماد عليهم".
قد يكون المعجم مركزاً، ولكن ربما انتقاء الكلمات جاء انتقائياً أيضاً، والاختصار بغرض تسهيل استخدامه، ربما أثر بطريقة أو بأخرى على الكم الضروري لكل صحافي.. إذا هل يمكن فعلاً حصر ما يحتاجه الصحافيون، الذين هم الأكثر حاجة إلى معجم شامل؟
أما من حيث التبويب فيعرّفنا المعجم في البداية الى الجمل الأكثر استخداماً، وتتضمن أخطاء شائعة في استخدام الحروف وتركيبات الجمل. مفيدة هذه الصفحات، ولكن ربما جاءت بشكل &laqascii117o;عفوي" إن صح القول. فتم سردها من دون أي تصنيف أو ترتيب أو ذكر الحرف الذي يجب قوله والحرف الذي يستخدم خطأ. وهنا تلفت الشيخ الى &laqascii117o;أن ما بين أيدينا معجم بشكل أساسي، وليس كتاباً للأخطاء الشائعة، ولذا لم يتم تكثيف عدد هذه الجمل". أما فيما يتعلق بالتعريفات، فجاءت مرتبة أبجدياً كأي معجم عادي، مع أن بعض المفردات تضمنت خلفية تاريخية للكلمة (مثلاً: المسرح وتاريخه وأبرز رواده)، ولكن بشكل عام نجد الكلمات قليلة العدد، لأن الشيخ أرادته &laqascii117o;معجماً عملياً، يسهل اللجوء إليه، وحمله، لا رصفه الى جانب المعاجم الكاملة على الرفوف". بمعنى آخر، تعترف أنه ليس عاملا كاملا، ولا بد أن هناك نقصا فيه، ولكنه معجم موجه بالدرجة الأولى الى الصحافيين الشباب وطلاب الإعلام، لا الى المخضرمين الذين لا يحتاجون الى معجم، أو لا يلجأون إليه".
من جهة ثانية، يواجه متصفح المعجم بعض الصعوبة في البحث عن الكلمة داخل كل حرف، لعدم وضع مفاتيح لها أعلى الصفحة. لكن كل هذا، لا يحجب جهد المؤلفة بالعودة إلى أكثر من 16 مرجعاً اعتمدت عليها مثل &laqascii117o;أساس البلاغة" للزمخشري، و&laqascii117o;أسرار العربية" لعبد الرحمن بن محمد الأنباري، و&laqascii117o;تاج العروس" للزبيدي.
بالإضافة إلى ذلك تعتبر الشيخ من أولى النساء اللواتي كسرن احتكار الرجال لعالم الموسوعات والمعاجم. وهي عضو في اتّحاد الكتّاب اللبنانيين، وعضو في المجلس العالمي للغة العربية. وفي جعبتها نحو 40 مؤلفاً وكتاباً ومعجماً.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد