صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 14/6/2008

ـ صحيفة السفير:
لم يخرج أحد عن اتفاق الدوحة حتى الآن، وظلّ لسان الجميع الالتزام بمضمونه وبمساره الذي يفترض أن ينتج حكومة وحدة وطنية أولا وتقسيمات انتخابية جديدة ثانيا، قبل أن يبادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى دعوة طاولة الحوار للالتئام في القصر الجمهوري لاستكمال العناوين الحوارية العالقة وفي الأولوية موضوع الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان من الخطر الإسرائيلي. غير أن هذا السياق العام، ظلّت تعترض تنفيذه ما وصفه طرفا المعارضة والموالاة، بأنه &laqascii117o;عقبات وتعقيدات تقنية وليست سياسية"، في إشارة الى الرغبة المتبادلة بعدم عودة الأمور الى الوراء من جهة وإلى تلمس قوة الدفع الدولية والإقليمية باتجاه استكمال تنفيذ بنود الاتفاق من جهة ثانية. غير أن تعذر الإخراج اللبناني، للعقدة الحكومية، بدأ يطرح أسئلة حول السقف الزمني والسياسي الذي رسمه رعاة اتفاق الدوحة من أجل أن يتدخلوا أو &laqascii117o;يمونوا" لإيجاد مخارج تكسر حالة المراوحة القائمة، إلا اذا تم ابتداع ما يخرج الجميع من حالة الأسر لمواقفهم المعلنة منذ أسبوعين حتى الآن.
وفي هذا الإطار يمكن أن يتم تسجيل عدد من العناصر الايجابية التي برزت، أمس، تحديدا ولا سيما دخول رئيس الجمهورية على خط تقديم الاقتراحات والأفكار التي من شأنها مساعدة الرئيس المكلف على الخروج من نفق التأليف الحكومي. وعلمت &laqascii117o;السفير" أن رئيس الجمهورية أجرى اتصالات مكثفة بالرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة، كما بالنائبين ميشال عون وسعد الحريري وقيادات أخرى موالية ومعارضة وحث الجميع على تقديم تنازلات، لمصلحة البلد، فيما كان النائب الحريري يجري سلسلة من الاتصالات مع المعارضة وخاصة مع الرئيس بري عبر معاونه النائب علي حسن خليل الذي التقاه مطولا ليل أمس الأول، في لقاء هو الثالث بينهما أكد الجانبان بعده على مضمونه &laqascii117o;الايجابي جدا". كذلك حافظ الرئيس السنيورة على وتيرة الاتصالات المكثفة باتجاه الرئيس بري والعماد عون، وكان لافتا للانتباه أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ظلّ يردد ما كان يردده قبل المبادرة العربية وقبل اتفاق الدوحة حول وجوب أن يكون الحل لبنانيا أولا.
وقالت مصادر سياسية مواكبة للتأليف الحكومي ان اتصالات بعيدة عن الأضواء جرت بوتيرة سريعة خلال الساعات الماضية، من أجل تذليل العقبات، مشيرة الى أن الأمور تسير في المسار الصحيح. وقالت أن لا عقد مستحكمة في طريق تشكيل الحكومة، يمكن أن تحول دون تأليفها في وقت سريع. وأشارت الى أن توسيع مروحة الحقائب السيادية عبر تسمية العدلية وزارة سيادية يمكن أن يشكل مخرجا، وهناك مخارج أخرى يمكن أن يبادر إليها رئيس الجمهورية في اللحظة المناسبة من دون الإفصاح عن مضمونها. وقالت المصادر لـ&laqascii117o;السفير" ان الرئيسين بري والسنيورة تشاورا هاتفيا، أمس، وجدد رئيس المجلس حث الرئيس المكلف على التسريع في توليد الحكومة في اقرب وقت، &laqascii117o;لا بل خلال الساعات المقبلة اذا أمكن من أجل عدم انتكاس الانطلاقة الايجابية للعهد الجديد". وقال بري لـ&laqascii117o;السفير" إنه لا يرى موجبا لتأخير تشكيل الحكومة، &laqascii117o;ولذلك يجب أن يصار إلى إعلانها قبل يوم غد (الأحد) على أبعد تقدير. فالتأخير ليس في مصلحة احد، وثمة أمور ضاغطة اقتصاديا ومعيشيا، فضلا عن أن الوضع الأمني حساس ودقيق، ما يفرض التعجيل بالحكومة اليوم قبل الغد".
وقالت مصادر قيادية بارزة في المعارضة لـ&laqascii117o;السفير" إن العقدة ليست عندنا، بل عند الرئيس المكلف ومفتاح الحل هو الوزارة السيادية لميشال عون، ونحن لا نستطيع تجاهل مطلبه المحق، وقد سبق للرئيس السنيورة أن تلقى ردودا واضحة على الأفكار التي طرحها وبالتالي الموقف هو ذاته الذي أُبلغ للسنيورة حينما طرح على المعارضة 8 حقائب خدماتية و3 وزراء دولة. وبالتالي فإن كرة الحل والتعقيد ما زالت في ملعبه وهو المعني بتقديم الاقتراحات والمخارج".
وفي المقابل، قالت مصادر موالية لـ&laqascii117o;السفير" إن رئيس الحكومة يسعى جهده لإخراج الصيغة الحكومية اليوم قبل الغد، لكن بعد تذليل بعض العقد المتصلة بالحقائب السيادية. ثم إن الوقت لم ينفد بعد، لا سيما، إذا ما قارنا العملية الجارية لتشكيل الحكومة، بكيفية تشكيل حكومة الرئيس السنيورة في 2005 (حكومة تصريف الأعمال)، فالرئيس السنيورة ما يزال ضمن الوقت الطبيعي، حيث انه كلف قبل أسبوعين، فيما تشكيل حكومته الأولى استغرق 21 يوما.. طبعا هذا لا يعني عدم التعجيل، لكن التسهيل مطلوب من قبل الجميع. وقالت المصادر نفسها إنه بعد اتصال السنيورة بعون جرى اتصال مطول بين مستشار رئيس الحكومة الدكتور محمد شطح ومسؤول الصلات السياسية في &laqascii117o;التيار الوطني الحر" جبران باسيل تم خلاله تبادل الأفكار. وطرح شطح إمكان بلورة أفكار جديدة بما فيها البحث عن خيار ثالث (مختلف عن السلتين اللتين طرحتا على عون)، وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين.
وفيما نقلت أوساط سياسية عن رئيس الجمهورية أنه متمسك بتوزير الياس المر في الحكومة وكل حديث عن الاستغناء عنه غير دقيق نهائيا، فإن الأوساط نفسها أشارت إلى أنه في حال تعرقل التأليف بسبب إسناد حقيبة الدفاع للمر يمكن عندئذ البحث عن مخارج. وعلم أن الرئيس سليمان قرر ولمناسبة إعلان تطويب المكرّم الأب يعقوب حداد الكبوشي في 22 الجاري في وسط بيروت، دعوة جميع قادة الطوائف الإسلامية والمسيحية إلى قمة روحية تعقد في القصر الجمهوري على شرف الكاردينال خوسيه سارايفا مارتينس رئيس مجمع دعاوى القديسين الذي سيمثل البابا بندكتوس السادس عشر في احتفال التطويب الذي سيقام للمرة الأولى خارج الفاتيكان.

ـ صحيفة النهار:
أوحت الاجواء التي سادت امس بان رحلة تأليف الحكومة الجديدة تجاوزت الـ20 يوماً دونما نتيجة، نظراً الى اصطدام الجهود التي بذلت بحائط التفسيرات التي اعطيت للحقائب السيادية التي يقول الرئيس المكلف فؤاد السنيورة، ومعه الاكثرية، انها اربع: الداخلية، الدفاع، المال والخارجية. في مقابل قول للمعارضة بلسان رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون انها خمس مضيفاً اليها العدل. ورأت الاكثرية في وصف عون للحقائب السيادية محاولة من الاقلية للحصول على حقيبتين سياديتين هما المال (لعون) والخارجية (لمن يمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري). فيما تقول المعارضة ان ادخال وزارة العدل في الحساب السيادي يجعلها تذهب الى الاكثرية، فيما تعطى حقيبة الدفاع للوزير الياس المر باعتباره من فريق الاكثرية، وهذا يجعل تقاسم الحقائب السيادية مناصفة بين الفريقين على ان تكون الداخلية من نصيب رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وقالت مصادر في الاكثرية لـ'النهار' ان لا عودة عن اعطاء الرئيس سليمان حقيبتي الداخلية والدفاع، على ان تكون المال والخارجية من نصيب الاكثرية والمعارضة 'وهنا تصبح المشكلة في توحيد المعارضة صفوفها كما وحّدت الاكثرية صفوفها'. واعتبرت ان ما انتهت اليه قضية تأليف الحكومة يتضمن 'اساءة الى رئيس الجمهورية الذي يقف لبنان والعالم معه. وهو يستطيع ان يدعو الجميع، بصفته المرجعية والقابلة القانونية بما لا يستطيعه اي طرف داخلي وخارجي، الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية وعدم ترك البلاد في مهب الاحتمالات واظهار العهد في حال ضعف وهو لا يزال في بدايته'.
واوضح مصدر قيادي في قوى 14 آذار ان 'الحقيبة التي تستحق ان تكون سيادية اكثر من العدل هي الطاقة لانها المصدر الرئيسي لعجز الخزينة التي تتكبد ملياري دولار سنوياً بسببها وهي تتحكم بقدرة لبنان على استقطاب السياح والاستثمارات، كما تتحكم بالحياة اليومية للمواطن في ما يخص التغذية بالكهرباء'. واقترح، في موازاة تصنيف العدل حقيبة سيادية، ان تصنف الطاقة سيادية 'وتسلم الى التيار الوطني الحر، الذي يتباهى بقدرته على مكافحة الفساد وحل مسألة العجز في الخزينة، علماً انه قد يتمكن بفضل التفاهم بينه وبين 'حزب الله' من تحسين الجباية في هذه الوزارة'.
وافادت اوساط الرئيس السنيورة ان شيئاً جديداً لم يطرأ، امس على صعيد تأليف الحكومة، على رغم ايحاء البعض بأن ثمة امكاناً لدخول الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على خط الحلحلة خلال زيارته التي بدأها امس لبيروت والتي تستمر حتى غد، وان الجانب القطري قد يدخل بدوره على الخط باعتباره راعي اتفاق الدوحة الذي انجز منه حتى الآن انتخاب رئيس الجمهورية.
وكشفت مصادر روحية مرافقة للبطريرك ان رئيس الجمهورية تحدث عن ضرورة عقد قمة روحية مسيحية - اسلامية خلال فترة قريبة، من اجل اشاعة مناخات ايجابية تنعكس على القواعد الشعبية وتعيد التلاحم بينها، بعدما أدت الاحداث الاخيرة الى بروز ملامح شروخ كبيرة بين المذاهب في الشارع وعلى الارض. وكان توافق على ان مثل هذا اللقاء الروحي يحتاج الى تحضير لكي يعطي النتائج المرجوة منه.
وعلم ان فريق عمل مشتركاً سيتولى التحضير للقاء ليخرج بمواقف موحّدة، علماً ان آخر قمة روحية انعقدت في بكركي في الاول من آب 2006، بمشاركة رؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية، وجرى التحضير لها مع لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي، وصدرت عنها آنذاك قرارات تؤكد التمسك بالوحدة الوطنية والتزام الثوابت على خلفية العدوان الاسرائيلي الذي شن على لبنان عامذاك.ولم تستقبل جهات في المعارضة بارتياح الكلام الذي ادلى به البطريرك صفير بعد زيارته امس لقصر بعبدا وحديثه عن الاكثرية والاقلية. كذلك لم ترحب هذه الجهات بكلامه عن تنفيذ بنود اتفاق الدوحة ودخول اللبنانيين في مرحلة جديدة. وذكّرت بان الاقلية حكمت لبنان نحو خمسين عاماً والى ما قبل اتفاق الطائف 'ولمسنا ما حل طوال تلك الاعوام'. ولفتت الى ان الرئيس السنيورة يشارك الاسبوع المقبل في مؤتمر لاعادة اعمار نهر البارد يعقد في النمسا. ورأت ان 'من الافضل ان يشارك الرئيس السنيورة في مثل هذا اللقاء الدولي المهم وتكون الحكومة مؤلفة، الامر الذي يساعد لبنان اكثر. وهذا الكلام ليس من باب الضغط على الرئيس السنيورة في تشكيل الحكومة'.
من جهة أخرى، نصح نائب الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم للرئيس السنيورة بالاسراع في تأليف الحكومة 'لان التأخير لن يغيّر شيئاً من المعادلة'.

ـ صحيفة الأخبار:
بات واضحاً أنّ العقدة الأساسيّة التي تعترض تأليف الحكومة هي الإصرار على فرض إلياس المرّ وزيراً للدفاع الوطني. وقد صعّدت المعارضة أمس في مواقفها، رافضةً منح المرّ هذه الوزارة السياديّة، إلا إذا احتُسبت من حصّة الموالاة، لا من حصّة رئيس الجمهوريّة. ولمّا كان اتفاق الدوحة ينصّ ضمناً على إعطاء رئيس الجمهورية حقيبة سيادية واحدة، فإنّ العماد ميشال عون لن يتنازل عمّا يعتبره حقّاً له في حقيبة سياديّة، إضافة إلى حقيبة الخارجية التي ستكون من حصّة المعارضة. وقد رفض الجنرال أمس عرضاً تقدّمت به الموالاة واقترحت فيه أن يكتفي عون بتعيين رئيس الجمهورية وزير داخلية ترضى عنه الرابية.(...)ويُتوقع تزخيم الاتصالات والمشاورات في الساعات الـ72 المقبلة لاخراج الحكومة الجديدة.
ورغم المعطيات المتوافرة ليلاً بأن لا اختراق جدياً في الجهود المبذولة، وإن بدا أن أوساط رئيس المجلس نبيه بري تأمل إبصار الحكومة الجديدة النور في عطلة نهاية الأسبوع، علمت &laqascii117o;الأخبار" أن بري اتصل أمس برئيس الجمهورية والرئيس المكلف وطلب منهما اتخاذ مبادرة حيال عون تستجيب لمطالبه، بينما نصح السنيورة بالحوار المباشر مع الجنرال وزيارته للاتفاق معه على حصته في الحكومة الجديدة. ويعكس موقف رئيس المجلس تأييد المعارضة لما يطالب به عون، انطلاقاً من أنه لا إمكان لتأليف حكومة جديدة لا تأخذ في الاعتبار مطالب ركن رئيسي فيها، الأمر الذي أبقى الأزمة الحكومية تراوح مكانها في الجمود.
كذلك علمت &laqascii117o;الأخبار" أن انعقاد المؤتمر الوطني للحوار الذي نصّ عليه اتفاق الدوحة برعاية رئيس الجمهورية وضع على نار خفيفة في انتظار تأليف الحكومة الجديدة. وبدأ رئيس الجمهورية وفريق عمله يتداولان إطاره وتوقيته ومضمونه المتعلق بمناقشة سلاح المقاومة والبحث في الاستراتيجيا الدفاعية. ومع أن انعقاد مؤتمر الحوار رهن بنيل الحكومة ثقة مجلس النواب، مما سيجعله ينتظر أسبوعين على الأقل، فإن بضع أفكار بدأت جوجلتها في اجتماعات بعيدة عن الأضواء بين الرئيس ومساعديه انطلاقاً من إصرار سليمان على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق الدوحة وعلى سحب الذرائع من طريق تعطيل هذا التنفيذ.

ـ صحيفة الحياة:
كشفت المصادر لـ &laqascii117o;الحياة" ان الأكثرية تتحمل مسؤولية في التغلب على العقبات لتسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف، في حال وجِدت داخل قوى 14 آذار، ولكن &laqascii117o;تبين ان عون هو العائق الأساسي" الذي لا يزال يؤخر ولادة الحكومة، وأن المعارضة كانت تعهدت السعي لديه لإقناعه بتخفيف مطالبه، إلا أنها عادت تطلب من النائب الحريري التعاون لتذليل العقبات ومصدرها &laqascii117o;التيار الوطني الحر". ونقلت المصادر عن الحريري قوله: &laqascii117o;أوشكنا على الانتهاء من تذليل كل العقبات التي اعترضت تشكيل الحكومة، لكننا فوجئنا بموقف المعارضة لجهة عدم قدرتها على التدخل لدى عون كما وعدت لتسهيل تأليف الحكومة". وأشارت الى ان المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب في حركة &laqascii117o;امل" علي حسن خليل طلب صراحة من الحريري المساعدة للتعاطي بمرونة وانفتاح على الجهود الناشطة من اجل تسريع تشكيل الوزارة، بذريعة ان المعارضة وتحديداً الرئيس بري استنفد كل الجهود باتجاه عون لكنه لم ينجح. وأكدت المصادر ان خليل أشار الى ضرورة تدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مؤكداً ان الحريري رد عليه بقوله &laqascii117o;اذهبوا وناقشوا الموضوع معه، وأنا لن أتدخل لأن المشكلة ليست معي ولن أستدرج للدخول في بازار سياسي مع أحد، خصوصاً انه (عون) يعتبرني من أشد خصومه السياسيين، فكيف تطلبون مني المساعدة مع أنني كنت وما زلت منفتحاً على الجميع من اجل لململة الوضع السياسي واستيعاب التأزم لنتمكن جميعاً من الانصراف الى تحصين ساحتنا الداخلية والتصدي للخروق الأمنية للحفاظ على الاستقرار العام في البلد".
إلى ذلك، بدأ وليد جنبلاط زيارته للمملكة العربية السعودية، يرافقه وزير الإعلام غازي العريضي. وعلى رغم ان السنيورة قال امس ان الحكومة &laqascii117o;ستتألف لا محالة وكل يوم تظهر عقبة نذللها"، يصر عون على خوض معركة ضد عودة المر، وهو يتناغم بهذا الشأن مع حلفاء أساسيين في المعارضة، باستثناء بري الذي لا يشجع على إبعاد المر، وهذا ما كشفته لـ &laqascii117o;الحياة" مصادر في الأكثرية بقولها ان النائب خليل لم يبلغ الحريري وبالنيابة عن المعارضة ان هناك &laqascii117o;فيتو" على توزير المر. بالتالي، يتصرف عون وكأنه يخوض معركته السياسية ضد الرئيس سليمان، وإنما بالواسطة، من خلال معارضته توزير المر، باعتبار انه بإبعاده يريد ان يمرر رسالة سياسية لمن يعنيهم الأمر فحواها ان الحماية سقطت عن الأخير وأن التيار الذي يمثله والده نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر في المتن الشمالي، سيضعف لكنه ما زال يصطدم بواقع سياسي يتمثل في الحجم الانتخابي لآل المر في هذه المنطقة، وبإصرار الرئيس سليمان على إسناد الدفاع إليه، اضافة الى ان قوى 14 آذار تعارض بشدة استمرار الحملة على الياس المر، بالتالي ليست في وارد التفريط به او التخلي عنه. كما ان عون يخطط عبر حملته لإبعاد المر عن الدفاع لإضعاف الرئيس سليمان منذ بداية عهده والتصرف باعتباره هو (عون) الممثل الأقوى بل الوحيد للمسيحيين في الحكومة، وأنه وحده يحمي مصالحهم ويدافع عنهم.
وعقد ليل امس اجتماع موسع للفصائل والقوى الفلسطينية، بدعوة من مسؤول حركة &laqascii117o;فتح" في عين الحلوة منير المقدح، خصص للتشاور في الإجراءات والتدابير الكفيلة بقطع الطريق على استمرار التوتر.

ـ صحيفة الديار:
قال‏ دبلوماسي اميركي ل &laqascii117o;الديار' : ‏ لم يدفع التجاذب حول تشكيل الحكومة وكذلك ما تشهده الساحة الداخلية من احتكاكات ‏مذهبية الادارة الاميركية للتعديل في رأيها من اتفاق الدوحة الذي وصفه دبلوماسي رفيع ‏المستوى في الخارجية الاميركية ، بأنه اتفاق جيد وهو انتصار للبنان ولمصلحة ‏هذا البلد ككل. ‏ انتخاب سليمان يتلاقى مع اهتماماتنا ولا ينطلق الدبلوماسي المطلع على الملف اللبناني والمعني به، من موقف موضوعي او تفاعل ‏‏&laqascii117o;براغماتي ' بعد سيطرة &laqascii117o;حزب الله ' عسكريا على العاصمة بيروت معقل تيار المستقبل الذي ‏يترأسه النائب سعد الحريري، بل ان المسؤول الدبلوماسي يتوقف امام مضمون بنوده التي ادت ‏في الدرجة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية هو العماد ميشال سليمان من خلال مشاركة معظم ‏القوى في جلسة الانتخاب وترجمتها الاجماع عليه من خلال اقتراعها له. ويوضح المسؤول الاميركي ‏الرفيع، الموقف من مشاركة المعارضة في الحكومة بعدما كانت وزيرة الخارجية الاميركية ‏كوندوليزا رايس، قالت ابان توجهها الى المشاركة في مؤتمر الجوار للعراق، بأنها لا ترحب ‏باشراك المعارضة، فيقول الدبلوماسي ل &laqascii117o;الديار ' , إن الاولوية كانت لانتخاب رئيس ‏للجمهورية وبعدها فان التفاهم هو على عاتق القوى السياسية التي تناقش تشكيل الحكومة، ‏مستبعداً في الوقت ذاته منطق اعادة تسمية الغالبية او قوى 14 اذار لرئيس الحكومة ‏المستقيل فؤاد السنيورة اعادة تشكيل حكومة العهد الاولى، قائلا، ان الدستور اللبناني ‏ينص على آلية واضحة لانتخاب رئيس للجمهورية وكذلك لتسمية رئيس الحكومة، لكن حيازة ‏المعارضة مطلبها المزمن اي الثلث زائدا واحدا، هو امر يعود للقوى التي تتشكل منها هذه ‏الحكومة، لا سيما ان القرارات داخلها يتخذها مجلس الوزراء مجتمعا على حد ما نص عليه ‏اتفاق الطائف، وعليه فان هذا الامر هو على عاتق القوى اللبنانية، سيما ان الواقع ‏الحكومي في لبنان يأخذ في عين الاعتبار العامل التوافقي والوفاقي للقرارات، وهذا ما ظهر ‏من خلال ممارسة الحكومة المستقيلة التي يرأسها السنيورة، التي اخذت قراراً او قرارين - حسب ‏قول المسؤول المطلع على الملف اللبناني - دون اجماع سائر القوى داخلها.
‏ ويرفض الدبلوماسي ذاته، الكلام القائل بأن واشنطن تتدخل في تشكيل الحكومة الحالية وهي ‏تطالب ببقاء الوزير الياس المر في حقيبة الدفاع، عائدا بالتاريخ الى حزيران من العام ‏‏2005، حيث تشكلت يومذاك الحكومة المستقيلة التي ضمت في صفوفها وزيراً من صفوف &laqascii117o;حزب الله ' ‏هو الوزير محمد فنيش واخرين متقاربين مع الحزب، ولم تعلن واشنطن او تتدخل من اجل ابعاد ‏الوزير فنيش رغم موقفها الواضح من &laqascii117o;حزب الله '، فالذي يحصل حالياً هو اننا نراقب ونبدي ‏اهتمامنا في الوقت ذاته بضرورة وجود وزير للدفاع قادر على حماية المؤسسة العسكرية ‏وتأمين متطلباتها. ورداً على سؤال حول ابعاد تأمين الدعم الاميركي للجيش اللبناني، رغم ‏جملة مآخذ تتوزع بين عدم قدرته على ضبط الوضع الداخلي بين الفرقاء، وعدم قدرته على ‏مراقبة الحدود مع سوريا وكذلك على مواجهة اسرائيل في حده الادنى، يجيب الدبلوماسي ‏الاميركي، بأن ثلاثة عوامل تدفع بواشنطن لدعمها الجيش اللبناني وهي وفق الاتي :
‏ ‏1- الاجماع الوطني على الجيش اللبناني كمؤسسة عسكرية، حيث تطالب القوى كافة بتعزيز دور ‏الجيش ولا سيما ان الشعب اللبناني يطمئن الى دوره.
‏ ‏2- انتصار الجيش اللبناني على مجموعة &laqascii117o;فتح الاسلام ' الارهابية في مخيم نهر البارد يدفعنا ‏لتعزيز دعمنا له لمواجهة هكذا منظمات.
‏ ‏3- وجود قرار واجماع لدى المجتمع الدولي بدعم الجيش اللبناني والولايات المتحدة واحدة من ‏هذه المجموعة الدولية.
‏ وعما اذا كان عدم وصول النائب العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، هو خطوة ايجابية، ‏كما تراها عدة قوى متحالفة مع واشنطن، يقول الدبلوماسي العارف بالملف اللبناني، إن ‏البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وعدة فعاليات سياسية واقتصادية ‏ونقابية واركان المجتمع المدني، كانوا يرددون باستمرار مطالبتهم برئيس للجمهورية ‏توافقي وقادر على جمع الفرقاء اللبنانيين، وبأن لا يكون صدامياً، فالعماد عون هو على ‏صدام مع قوى 14 اذار سياسياً ومذهبياً لا سيما السنة منهم، وهو اعطى الكثير من رصيده ‏‏&laqascii117o;لحزب الله ' الذي استعمل قواته وسلاحه في الداخل، وبيروت لكن في عودة الى الجواب يقول ‏الدبلوماسي، إن انتخاب العماد سليمان هو انتصار للبنان، وقد بدأنا نشهد بداية عمل ‏المؤسسات ومنها مجلس النواب. ‏ ويشير الدبلوماسي الى ان اتفاق الدوحة حمل الى جانب كونه مكسبا للبنان، فوزا ايضا ‏للدبلوماسية العربية، لا سيما في النص الذي اشترط عدم استعمال &laqascii117o;حزب الله 'لسلاحه في الداخل ‏واضحى تحت مراقبة او متابعة هذه الدبلوماسية واشترط على &laqascii117o;حزب الله ' عدم استعمال سلاحه ‏مجددا في الداخل. ‏ وابدى الدبلوماسي الاميركي تفهمه للتحرك الفرنسي الرئاسي والدبلوماسي تجاه كل من لبنان ‏وسوريا، قائلا بأن الولايات المتحدة تتفهم الاهداف الفرنسية والمصالح التي تربطها في لبنان، ‏ورغبة باريس في ان يكون لبنان مزدهراً، مستقلا، حراً وديموقراطيا، لكن في جوابه على سؤال ‏عما منع الولايات المتحدة من تحقيق كامل هذه الاهداف في لبنان في ظل وجود فريق 14 اذار ‏المتحالف معها، يقول المسؤول الرفيع في الخارجية الاميركية، إن لبنان شهد بداية ازدهار في ‏اوائل صيف العام 2005، لكن حرب تموز ادخلت لبنان في مواجهة قضت على تطوره الاقتصادي.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد