صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 20/6/2008

ـ صحيفة صدى البلد
أديب ملاعب :
'المطلوب معركة ولو لساعتين فقط مع حزب الله' هذا ما سمعته من أحد المتابعين للسياسة اللبنانية المحسوبين على تيار سياسي وذلك صيف العام 2006، وتحديدا قبل حرب تموز التي لم تفلح في استئصال أو إنهاء ظاهرة حزب الله والمقاومة.

ـ صحيفة السفير:
استنكر المهاجر اللبناني في فنزويلا فوزي كنعان، أمس، قرار وزارة المالية الاميركية تجميد أمواله وأصوله في الولايات المتحدة، رافضاً الاتهامات الأميركية بتمويل &laqascii117o;حزب الله" ودعمه من الخارج، في وقت أعلنت فيه كراكاس أنها &laqascii117o;لا تتدخل في التوجهات السياسية لموظفيها". وكان القرار الذي صدر أمس الاول، شمل أيضاً المهاجر اللبناني غازي نصر الدين، الذي يعمل مستشاراً للشؤون السياسية لدى السفارة الفنزويلية في لبنان. واتهم الاول باستخدام &laqascii117o;وكالتي سفر يملكهما"، والثاني &laqascii117o;باستخدام منصبه الدبلوماسي ومركز إسلامي شيعي يملكه في كراكاس"، لتقديم الدعم المالي لـ&laqascii117o;حزب الله"، وتيسير إجراءات التبرع له &laqascii117o;مباشرة" من فنزويلا، واصطحاب أعضاء من الحزب إلى طهران.
وفي اتصال هاتفي مع &laqascii117o;السفير"، نفى كنعان من كراكاس أي نشاط سياسي له &laqascii117o;لا مع حزب الله ولا مع سواه"، مضيفاً &laqascii117o;أبيع لكل العالم بطاقات سفر، ولا أعرف من يشتريها. هل أسألهم: أنتم مع حزب الله أو مع أمل أو المستقبل...؟". وتابع كنعان أنه لا يعلم لماذا وقع الخيار الأميركي عليه، هذه المرة، لإضافته إلى اللائحة السوداء لـ&laqascii117o;داعمي الإرهاب"، موضحا &laqascii117o;لست منتسبا الى حزب ولا أي شيء، هربت من لبنان لأربي عائلتي، ليس لدي أي مواقف معلنة سياسياً... هل كلّ جريمتي أنني مسلم شيعي؟".
أما إيران، فلم يزرها فالمهاجر اللبناني الستيني سوى &laqascii117o;مرة واحدة، في أيام الشاه، حين كنت أعمل لدى خطوط الطيران النمساوي في (بيروت)، وطلب إليّ تسليم ستوك (رزمة) التذاكر إلى مكتب طهران في عام 1967". ولم تتجاوز الزيارة ساعات، حيث &laqascii117o;كان الوكيل ينتظرني في المطار لتسلّم التذاكر، ثم توجهت فوراً للمبيت في فندق هيلتون، وعدت مباشرة إلى بيروت". إلى ذلك، فكنعان الذي يملك وكالة &laqascii117o;هلال" للسفر(لا السياحة) ويديرها في كراكاس، والتي أسسها منذ التسعينيات (وكانت باسم &laqascii117o;بيبلوس" قبل إعادة افتتاحها باسم &laqascii117o;هلال")، يؤكد أنه لم يبع تذكرة إلى إيران قط، موضحاً أن &laqascii117o;للخطوط الايرانية مكاتب معينة تتعامل معها". يحمل المهاجر المولود في بشتليدا (قضاء جبيل)، الجنسية الفنزويلية منذ ثلاثة عقود، حيث تزوج في بيروت من فنزويلية لبنانية الأصل، ثم هاجر مع أبنائهما الثلاثة في عام 1986 إلى كراكاس، حيث عاشوا في جوار أهلها الفنزويليين. وقد عمل، قبل هجرته، مديراً للخطوط الجوية المغربية في لبنان، وموظفاً في الخطوط الجوية العراقية والنمساوية. وهو المعيل الوحيد لوالده في لبنان، الذي يزوره كل أربعة أو خمسة أعوام، كان آخرها بعد أدائه مناسك الحجّ في عام .2003
بحكم المواطنية، يعرف كنعان شريكه في القرار الاميركي، الدبلوماسي غازي نصر الدين: &laqascii117o;بالطبع أعرفه، كان تاجراً قبل أن يكون دبلوماسياً، وأنا تربطني صداقة بكل من يشتري تذاكر من عندي". أما عن &laqascii117o;المركز الإسلامي الشيعي" التي اتهمت الحكومة الأميركية نصر الدين باستخدامه في دعم &laqascii117o;حزب الله"، فهو، كما يوضح كنعان، حسينية اسمها &laqascii117o;الإمام الهادي"، مخصصة للمناسبات الدينية فحسب: &laqascii117o;دعاء يوم الخميس، صلاة الجمعة، تعاز... مثلما تحــظى كل الطوائف الأخرى هنا بمراكزها الدينية". من جهة أخرى، أشاد كنعان بموقف الحكومة الفنزويلية، بعد ساعات من إعلان وزير الاعلام الفنزويلي أندريس إيثارا أن بلاده لم تتلقَّ &laqascii117o;احتجاجاً رسمياً من لبنان بشأن هذا الموضوع... ولو كان ثمة مشكلة تتطلب القيام بتحقيق، لكانوا (المسؤولون اللبنانيون) تقدموا بطلب لدينا". ونفى إيثارا أي علم لحكومته بعلاقة نصر الدين المفترضة بـ&laqascii117o;حزب الله"، قائلاً &laqascii117o;لا نسأل موظفينا عن توجهاتهم السياسية"، وفي جميع الأحوال فهذا &laqascii117o;الحزب يعمل بصورة مشروعة في لبنان". أضاف الوزير الفنزويلي أن الخارجية الفنزويلية ستتحدث رسمياً في الموضوع وإن كانت بلاده &laqascii117o;لا تتدخل في شؤون دول أخرى، بخلاف الولايات المتحدة".

ـ صحيفة السفير
محمد بلوط :
&laqascii117o;الإسرائيليون باتوا مستعدين أكثر من أي وقت سابق لإيجاد حل لقضية مزارع شبعا". الدبلوماسي الفرنسي، الذي واكب اجتماع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك جزم بذلك. ويقول في ضوء المباحثات بين الوزيرين &laqascii117o;ان إسرائيل لم تعد تعترض على تسوية ملف المزارع اللبنانية المحتلة، لكن الأطراف لا يحتاجون لرعاية فرنسية مباشرة لإنجاز تقدم في هذا الملف، خصوصا أنه بات مطروحا على طاولة المفاوضات، وستجري متابعته مع اللبنانيين، ومع الأمم المتحدة، حيث ينص القرار 1701 على ضرورة تسوية هذه المسألة". برنار كوشنير وجد بعد عشائه أمس الأول مع وزير الدفاع الإسرائيلي في الكي دورسيه انه &laqascii117o;ليس سهلا الحديث عن قضية مزارع شبعا التي ستعالج في إطار الأمم المتحدة.. وهناك اقتراح لمنح الأمم المتحدة دورا في مرحلة انتقالية للإشراف عليها". وقد جرى تعميم انطباع ان ملف مزارع شبعا عاد محورا لصفقة تشرف عليها واشنطن وتفلت روريدا رويدا من يد الدبلوماسية الفرنسية، التي حاولت استعادة المبادرة، لبنانيا، بتوظيف جزء من زيارة الرئيس ساركوزي إلى تل أبيب، الأحد المقبل، لخدمة هذا الهدف. وتعتقد الخارجية الفرنسية ان رفع سقف الشروط الإسرائيلية في ملف شبعا واشتراط مفاوضات مباشرة مع لبنان، سيضعفان الرئيس فؤاد السنيورة، إزاء &laqascii117o;حزب الله". وعزز مصدر دبلوماسي في باريس انطباعا بفشل الدعوة التي تبنتها فرنسا، بعد إحيائها خلال الزيارة البيروتية للرئيس ساركوزي بوضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة لفترة انتقالية. وقال ان باراك كرر لكوشنير ان اي صفقة بشأن شبعا يجب أن تمر عبر مفاوضات مباشرة مع لبنان، وفي اطار حل سياسي يتفق عليه الطرفان &laqascii117o;كي لا تتكرر أخطاء الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار العام 2000". وتابع &laqascii117o;ان باراك رفض عروضا وضمانات من الاتحاد الأوروبي بالمشاركة في تدعيم المرحلة الانتقالية، مكررا ان لا حل من خارج المفاوضات المباشرة مع لبنان". وفي ملف تبادل الأسرى بين &laqascii117o;حزب الله" وإسرائيل، قال المصدر الدبلوماسي ان باراك أكد لمقربين في باريس &laqascii117o;ان صفقة التبادل قد نضجت وقد تتم خلال يومين، وربما اسبوع، وعلينا ان ندفع ثمنا كبيرا لاسترجاع جنودنا". أما &laqascii117o;ما يجري مع سوريا، فهو ليس مفاوضات. انها مجرد اتصالات تمهيدية". ايهود بارك وجد ضروريا ان يصوب معاني الحدث الإسرائيلي السوري في اسطنبول خلال مقابلة مع &laqascii117o;لوموند" الفرنسية بالأمس بإعادة توصيف متواضع للقاءات الجارية بين السوريين والإسرائيليين بوساطة تركية، ولمن يرى فيها محاولة ناجحة لإبعاد سوريا عن طهران. &laqascii117o;أعتقد أننا لن نحصل على مفاوضات مع سوريا قبل نهاية العام ولن نستطيع الحصول عليها من دون رعايتها أميركيا". واللوحة الاستراتيجية كما يراها وزير الدفاع الإسرائيلي أكثر تعقيدا من هذه الرهانات على تصديع التحالف مع طهران، كما ظهرت في الترحيب &laqascii117o;بالاتصالات"، وهو يرى قبل كل شيء ان النظر ليس إلى هلال شيعي، لكن إلى &laqascii117o;موزة شيعية تمتد من طهران فجنوب العراق فدمشق وصولا إلى جنوب لبنان، وحتى حماس رغم عدم شيعيتها. إن إضعاف هذه الموزة ممكن شريطة أن تغير سوريا وجهتها وستضعف إيران كثيرا إذا ما حرمت دعم الدولة العربية الحليفة الوحيدة ومعها حزب الله. أما حماس فستجد هامش مناورتها وقد ضاق". وذكر باراك بتجربة التفاوض التي خاضها مع سوريا معددا الدروس: &laqascii117o;فاوضت في الماضي مع الأسد الأب وأعرف أولويات السوريين، أولا استمرارية النظام وهو واقعة عائلية. ثانيا وضع حد للمحكمة الدولية لقتلة (الرئيس الشهيد رفيق) الحريري لأنهم يخشون أن تمس العائلة. ثالثا دور خاص في لبنان. رابعا الحصول على رضا أميركا والعالم الحر.. وهم ينظرون منذ سنوات إلى المساعدات، ومليارات الدولارات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى مصر، وخامسا وأخيرا، الجولان". أما دور سوريا في إنجاز اتفاق الدوحة، فموضع تساؤل وتقاطع صدف عند باراك &laqascii117o;وقد شاءت الصدفة وحدها أن يتزامن الموعد الذي اخترناه للإعلان عن الاتصالات مع سوريا مع اتفاق الدوحة اللبناني.. ان سوريا لم تؤد دورا رئيسيا في إنجازه. وهذا الدور يعود بالأحرى لدولة قطر لكن ذلك خلق ظرفا مؤاتيا للأسد الشاب". جلوس الأسد مع أولمرت برعاية فرنسية واوروبية سيساهم نفسيا في تحقيق التقدم. &laqascii117o;أما ظهور علامات ابتعاد سوريا عن إيران" فيجب توقعه، لكن ليس قبل انتهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها الإدارة الأميركية، بعدها &laqascii117o;ومع الوقت يمكن توقع مفاوضات جدية لتسهيل العملية بين سوريا وإسرائيل. وإذا ما نجحت المفاوضات، فسنكون جاهزين لاتخاذ قرارات مؤلمة بشأن الجولان الذي نحبه". وزير الدفاع الإسرائيلي قدم إيران في مقابلة &laqascii117o;لوموند" &laqascii117o;تهديدا للعالم بأسره". باراك لا يتوقع أي تراجع إيراني عن مواصلة عمليات التخصيب &laqascii117o;ولن تتوانى إيران في سبيل ذلك عن تحدي العالم، واستخدام الغش والخداع، أما تقرير الاستخبارات الأميركية عن توقف البرنامج فمخطئ". وإذ كانت احتمالات توجيه ضربة عسكرية بالنسبة له، ليست قريبة، فيجب استغلال العقوبات وعدم توفير أي جهد دبلوماسي بما فيه الإجراءات الملزمة الواقعة تحت البند السابع للأمم المتحدة &laqascii117o;لإبطاء الإيرانيين.. كما ينبغي الإبقاء على جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.. ولا أتصور عالما مستقرا إذا ما امتلكت إيران القنبلة النووية. كما أننا خلال عشرة أعوام سنجد قنابل نووية في أيدي الإرهابيين". وقارن باراك بين سرعة تقدم الإيرانيين نحو القنبلة وبطء فعالية العقوبات. ومن أجل حرمان الإيرانيين من القنبلة لا بد من تغيير جذري في القواعد المؤسسة للاستراتيجية الأميركية &laqascii117o;إننا في سباق مع الزمن. ويجب أن تتعاون الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، كما أن روسيا والصين والهند تؤدي دورا رئيسيا في إبطاء البرنامج الإيراني، ويجب أن تضمها أميركا إلى حلف ضد إيران، لا نجاح من دونه، لمواجهة ثلاثة تهديدات كبيرة: الإرهاب الأصولي الإسلامي.. وانتشار الأسلحة النووية.. والدول المارقة". والتطمينات الروسية، ونفي رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين سعي إيران إلى التزود بالقنبلة، &laqascii117o;لا تغير شيئا في حقيقة ان روسيا تفهم حقيقة المخاطر الإيرانية التي تطالها من إيران النووية. وقد قال لي بوتين: &laqascii117o;صحيح ان تل ابيب تقع قبل موسكو في مرمى الصواريخ الإيرانية لكننا نأتي قبل باريس ولندن وواشنطن في مرمى هذه الصواريخ". ومغزى التصريحات الروسية النافية للخطر الإيراني &laqascii117o;ليست سوى محاولة من الروس لرؤية أميركا تعود إلى حجمها الطبيعي، وأن تأخذ بالحسبان نتائج هزائمها واخطائها في أفغانستان والعراق، وهم يضعون الملف الإيراني عمدا في أدنى سلم اهتماماتهم الدولية، للحصول على ثمن في مقابل تعاونهم.. وقد قلت للأميركيين ان ذلك لن يحدث، إذا ما واصلتم الإلحاح على قضايا مثل الشيشان، أو نشر الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية". في هذا الوقت، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في مقابلة نشرتها صحيفة &laqascii117o;سيدني مورننغ هيرالد" الاسترالية إنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا ومع الفلسطينيين، مشيراً إلى انه يريد إجراء مفاوضات سلام مع لبنان. واعتبر أن السلام مع سوريا سيكون اختراقا استراتيجيا حيويا من شأنه أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط ويجبر سوريا على إنهاء تحالفها مع إيران، لافتاً إلى أنه &laqascii117o;إذا فتحت سفارة إسرائيلية في دمشق فستكون هناك لعبة كرة جديدة، وهذا هو هدفي وهذه هي فكرتي". واستبعد أولمرت أن تدخل سوريا وإسرائيل في مواجهة عسكرية &laqascii117o;لأن أيا من الحكومتين لا تحرص على ذلك"، لافتاً إلى أن &laqascii117o;الحدود بين سوريا وإسرائيل خلال الثلاثين السنة الماضية كانت هادئة، حيث التزم كلا الجانبين بوقف إطلاق النار بعد حرب العام ,1973 ولم يكن لدينا أي سبب للشكوى

ـ صحيفة السفير
حلمي موسى:
قال مصدر دبلوماسي في باريس لمراسل &laqascii117o;السفير" إن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أكد لمقربين خلال زيارته العاصمة الفرنسية أن &laqascii117o;صفقة التبادل قد نضجت وقد تتم خلال يومين، وربما أسبوع، وعلينا أن ندفع ثمنا كبيرا لاسترجاع جنودنا".
وحاول صحافيون عرب وإسرائيليون التدقيق في معنى قول باراك إن الدولة العبرية ستدفع ثمنا كبيرا، وهل يعني ذلك إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أو عرب ضمن صفقة التبادل، فكان جواب بعض أعضاء الطاقم المرافق لباراك مفتوحا على احتمالات شتى، بما في ذلك التلميح إلى إمكان حدوث مفاجآت غير متوقعة من الجمهور من دون تحديد طبيعتها. وفهم من الطاقم الإسرائيلي أن عملية التفاوض بين &laqascii117o;حزب الله" والجانب الإسرائيلي ما تزال مستمرة عبر الألمان، وأن بعض التفاصيل التقنية لعملية التبادل لم تنجز، في الوقت الذي أُنجز معظم ما يتصل بطبيعة الصفقة نفسها. وردا على سؤال عن المقصود &laqascii117o;بالتفاصيل التقنية"، أجاب أفراد الطاقم أنه على سبيل المثال لا الحصر، فإن مكان عملية التبادل في مرحلتها النهائية لم يُحسم حتى الآن، فهناك طرح بأن تتم عملية التبادل في الأراضي الألمانية على غرار الصفقة الأخيرة، وهناك طرح قدمه إلينا &laqascii117o;حزب الله" ويقضي بأن تتم العملية في مطار بيروت، وهناك أفكار أخرى لناحية اقتراح أماكن في أوروبا وغيرها...
وأضاف بعض أعضاء الطاقم المرافق لباراك أن العملية قد تشمل أيضا أشلاء الجنود التي قال &laqascii117o;حزب الله" إنه يحتفظ بها، ومن غير المستبعد أن تشمل أيضا بعض اللبنانيين الذين أوقفوا على خلفية قضايا جنائية مثل تهريب المخدرات عبر الحدود. ومن المقرر أن تبدأ اليوم الجوانب الإجرائية للمصادقة على الصفقة في الجانب الإسرائيلي بمداولات يعقدها باراك مع قادة المؤسسة الأمنية. وكان باراك قد ألمح في أحاديث خاصة إلى قناعة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن الجنديين الأسيرين لدى حزب الله ليسا على قيد الحياة، ما أثار تساؤلات عن جدوى الصفقة. وكان باراك قد أوضح في مداولات سرية كشفت عنها صحيفة &laqascii117o;إسرائيل اليوم" أن &laqascii117o;هناك احتمالات عالية جدا جدا بأن إيهود وإلداد ليسا على قيد الحياة". وأثار هذا القول نقاشات حادة من جانب عدد من الجنرالات السابقين وبينهم عاموس يارون وداني روتشيلد اللذان طالبا بنشر هذه الوقائع، والسماح بإجراء نقاش شعبي حقيقي حول &laqascii117o;مبادلة أحياء بجثث".
وبحسب ما نشر في إسرائيل، فإن أولمرت سيبدأ الأحد المقبل مشاوراته مع كل من وزير الدفاع ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بشأن الصفقة. وفي هذه المشاورات سيعرض باراك الموقف النهائي للمؤسسة العسكرية. وفقط بعد ذلك، إما يوم الاثنين أو الثلاثاء، ستعرض المسألة على المجلس الوزاري المصغر للمصادقة عليها. ورغم الإيحاءات هنا وهناك باحتمال اعتراض عدد من الوزراء على الصفقة، فإن التقديرات تتحدث عن أنها ستقر بأغلبية الأصوات. ومع ذلك فإن هناك خشية لدى عائلتي الجنديين من احتمال عدم إقرارها، ولهذا السبب طلبت هاتان العائلتان الاجتماع بباراك للتأكد من وقوفه إلى جانب الصفقة. كما أنهما لم تكتفيا بذلك بل طلبتا الاجتماع إلى جميع الوزراء أعضاء المجلس الوزاري المصغر في محاولة لكسب تأييدهم للصفقة.

ـ صحيفة السفير
عماد مرمل :
في رواية مصادر المعارضة لوقائع زيارة رايس وخصوصا تلك المتصلة بلقائها مع رموز 14 آذار، ان جزءا أساسيا من النقاش تمحور حول كيفية سحب الذرائع التي تبرر للمقاومة الاحتفاظ بسلاحها، وفي طليعتها مزارع شبعا التي استفاق الاميركيون عليها ليس حبا بها وبتحريرها وإنما كرها بالمقاومة وسلاحها.
وبحسب الرواة، فإن الاهتمام المستجد بمزارع شبعا لم يمنع بعض قيادات الموالاة من إثارة &laqascii117o;همومها" أمام رايس، فطرح أحدهم سؤالا حول كيفية التوفيق بين إجراء الانتخابات النيابية في الصيف المقبل واستمرار حزب الله في الاحتفاظ بسلاحه، فكان جواب وزيرة الخارجية الاميركية مفاجئا للسائل، إذ قالت له ما معناه: &laqascii117o;لقد أجريت الانتخابات في العراق برغم ان السلاح منتشر فيه بكثافة، وكانت التجربة ناجحة الى حد كبير". ولم يكن صعبا الاستنتاج من بين كلمات رايس ان مسألة سلاح حزب الله أصبحت مرتبطة بسياق أكثر تعقيدا، يتجاوز محطة الانتخابات النيابية.
وانبرى قطب آخر، كما يسرد بعض المعارضين، الى إبداء خشيته من ان تكون قوة الدفع الاميركية لـ&laqascii117o;المحكمة الدولية" قد تراجعت، على إيقاع المرونة المستجدة تجاه سوريا (والتي عبرت عنها المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل ابيب والانفتاح الفرنسي على النظام السوري). وأبدى هذا القطب خوفه من ان تكون المصلحة الاميركية راهنا تقضي بتأخير انطلاق المحكمة لاسباب سياسية لا تقنية، كما يجري الترويج. استمعت رايس الى هواجس المتكلم، ثم طمأنته الى ان واشنطن لا تزال على التزامها القوي بالمحكمة الدولية.
ولم يتردد قيادي آخر في 14 آذار في &laqascii117o;جس نبض" رايس بخصوص الدعم الذي يمكن ان تقدمه واشنطن لقوى الاكثرية خلال الانتخابات المقبلة، فأكدت له &laqascii117o;كوندي" ان إدارتها تؤيد طبعا خط السيادة والحرية الذي يمثله هذا الفريق، لكنها اعتبرت ان الدعم يجب ان يكون مدروسا &laqascii117o;حتى لا يرتد سلبا عليكم". وهنا، أوضح أحد مساعدي هذا القيادي ان المقصود هو ان تتولى المنظمات الاميركية غير الحكومية تفعيل التعاون وتعزيزه مع القوى الديموقراطية والحية في لبنان، فلفتت وزيرة الخارجية انتباهه الى ان هذا النوع من التعاون قائم. لكن، ماذا عن رواية الموالاة للساعات اللبنانية الخمس التي أمضتها رايس في بيروت، وهل من قطب مخفية فيها؟
تؤكد أوساط مقربة من رئيس تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري ان الكثير مما قيل حول الزيارة ونتائجها هو من نسج الخيال ليس إلا. أما الحقيقة ـ وفق الاوساط ـ فهي ان وزيرة الخارجية الاميركية أعربت عن جدية ادارتها في متابعة مسألة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا، مشيرة الى ان واشنطن ستستخدم ثقلها لانجاز هذا الامر. وتوجهت رايس الى الحريري بالقول: انت تطالب منذ ثلاث سنوات باستعادة مزارع شبعا، وكنت تثير هذه النقطة خلال زياراتك الى واشنطن وجولاتك الخارجية، لكن هذه المرة نحن بادرنا الى طرح هذا الموضوع، وكان الرئيس جورج بوش قد تناوله مع سفير لبنان في واشنطن. وهنا، تدخل الحريري مشددا على انه بموازاة الاهتمام بتحرير مزارع شبعا يجب إيلاء قضية تحرير الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية العناية المطلوبة، قائلا لرايس: هذا الموضوع لا يجوز إهماله. وتطرقت رايس الى الانفتاح الفرنسي على سوريا، فأبلغت قيادات 14 آذار ان الادارة الاميركية ناقشت الرئيس نيكولا ساركوزي في هذا الامر، وان الاخير أكد ان انفتاحه على الاسد يتمحور بشكل أساسي حول انضمام سوريا الى &laqascii117o;الاتحاد المتوسطي". وأضافت مخاطبة الحضور في قريطم: لقد قال لنا الرئيس ساركوزي بوضوح ان السوريين سيسمعون من الفرنسيين الرسائل الصحيحة، وأنا متيقنة من ان ما يقوم به لا يمكن ان يكون على حساب المحكمة الدولية أو سيادة لبنان واستقلاله. وتستغرب الاوساط المقربة من الحريري قول البعض في المعارضة ان السعي الى سحب إسرائيل من مزارع شبعا إنما يندرج في إطار &laqascii117o;نيات خبيثة" تجمع الموالاة مع واشنطن، وتستهدف سحب الذرائع التي تبرر لحزب الله الاحتفاظ بسلاحه، معتبرة ان كل طرح من هذا النوع لا يصب سوى في خانة محاكمة النيات. وتتساءل الاوساط: هل المطلوب إذا قررت إسرائيل الانسحاب من المزراع ان نعيدها اليها، او إذا قررت إطلاق سراح الاسرى من سجونها ان نبقيهم فيها، حتى لا نكون متآمرين على سلاح المقاومة؟ أليس تحرير المزارع هو مطلب الجميع، فأين المشكلة في ان تبدي الولايات المتحدة استعدادها الجدي للعمل في هذا الاتجاه، علما بأنــنا لسنا واثقين بنجاحها؟ وهل يصبح فريق 14 آذار خائنا وناطقا باسم الخارجية الاميركية لانه يحاول ان يساهم في هذا الجهد لتحرير مزارع شبعا؟ وتنفي الاوساط بشدة ان يكون أحد في فريق 14 آذار قد طلب من رايس الحصول على دعم أميركي خلال الانتخابات النيابية المقبلة، مضيفة: ما الذي يمكن ان تفعله واشنطن أصلا في هذا المجال؟ اما الكلام عن تعقيدات إضافية طرأت على تشكيل الحكومة بعد لقاء رايس مع رموز الموالاة فلا علاقة له بالواقع، كما تجزم الاوساط التي تدعو الى البحث عن المشكلة في مكان آخر.

ـ صحيفة الأخبار
أنطون الخوري حرب:
تحدثت مصادر حكومية عن أهمية اختيار قائد جديد للجيش تتحقق من خلاله الشراكة بما يرضي الأطراف المعنيين. وتقابل جهات معارضة هذا التوجه باعتراض مبدئي لكون الملف الأمني يجب أن يكون مجرداً من أية حسابات سياسية، وبالتالي فإن أمن المجتمع والدولة هو ملف قائم بذاته ولا يمكن حامله أن ينجح في مهمته حين يكون مكبّلاً بمطالبات السياسيين وتدخلاتهم في المؤسسة. وتطرح الجهات المعارضة معياراً علمياً لاختيار قائد جديد للجيش، وهو اختيار الضابط الماروني الذي يتقدم على زملائه من حيث الرتبة والأقدمية في الخدمة والكفاءة دون الاهتمام بميوله السياسية، طالما أنه سيكون خاضعاً للسلطة التنفيذية ولإشراف رئيس الجمهورية. وفي هذا الإطار، تطرح مجموعة أسماء من الدورة العليا للضباط العامين، ومنهم العميد طعان حرب أحد رفاق دورة العماد سليمان، إلا أن مشكلة أفراد هذه الدورة أنهم على مشارف الخروج من الخدمة لاقترابهم من السن القانونية للتقاعد.أما الدورة التي تلي دورة سليمان فهي دفعة اللواء فرانسوا الحاج، ومنها العميدان آرمان طبشي وشربل برق. وإذا اعتمد المعيار السياسي، فالضابط الأكثر شهرة من هؤلاء هو مدير الاستخبارات جورج خوري الذي يعدّ الأوفر حظاً نظراً إلى مطالبة حزب الله والبطريرك نصر الله صفير به، بالإضافة إلى عدم وجود سبب لرفضه لدى سائر الأطراف. لكن وصوله إلى قيادة الجيش سيكون سابقة لوصول مدير الاستخبارات إلى هذا المنصب الذي لم يسبقه أي من أسلافه في الوصول إليه، وهذا يعني أن النجاح في إدارة الملف الأمني لدى الفرقاء السياسيين بات يحجز مكاناً له على طريق الوصول إلى قمة القيادة العسكرية.

ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور :
هذا ما جنته المعارضة على نفسها. بعدما دُفنت الوثيقة الوطنيّة الجامعة فُتح الباب أمام وثائق الطوائف
عندما عُقد الاجتماع التحضيري لإطلاق مشروع اللقاء المسيحي الوطني في الرابية في 17/6/2008 كانت تُطلق رصاصة الرحمة على جثّة الجبهة الموحّدة للمعارضة. هذه الجبهة التي أُريد لها أن تكون خياراً وطنياً شاملاً وبرنامجاً للمعارضة. في الأيام الأخيرة برز تناقض واضح بين أطراف المعارضة. تُشكّل التحضيرات للانتخابات النيابيّة أساس هذا التناقض، بعدما حصر قانون 1960 المُعدّل، بفعل تقسيماته في الدوحة، التنافس الانتخابي بين المذاهب. وهذا القانون الذي حسم المعركة سابقاً في أغلب الدوائر، أبقاها في الدوائر المسيحيّة وعدد من الدوائر السنّية. هكذا أصبح التنافس تحت شعار: &laqascii117o;من يكون طائفياً ومذهبياً أكثر". وبالتالي يُهاجم النائب ميشال عون موقع رئاسة الحكومة ليقوّي موقعه، فيردّ عليه الرئيس عمر كرامي ليحفظ نفسه في الشارع السنّي.
في آذار 2008، كانت المعارضة تُعدّ لإطلاق وثيقة جامعة على مستويات ثلاثة: تحديث النظام السياسي، إصلاح السياسات الاقتصادية والاجتماعية، والمسألة الوطنية وحماية لبنان وصون استقلاله وسيادته. وكان يُفترض تأليف لجنة سداسيّة تضم ممثلين عن أطراف المعارضة لنقاش وثيقة أعدّها النائب السابق زاهر الخطيب بين اللقاء الوطني والتيّار الوطني، وجرى نقاشها وإجراء بعض التعديلات عليها.لكن الرياح لم تجر كما تشتهي سُفن بعض المعارضين المتحمّسين، بل كما أراد آخرون غير متحمّسين... فقتلوا الجنين قبل أن يولد، واختلف كثيرون على موقعهم في هذه الجبهة.لخّص اجتماع الرابية &laqascii117o;المسيحي" هدف لقائه بـ: &laqascii117o;تجميع المسيحيين في سياسة وطنيّة توحيديّة جامعة تحافظ على الصيغة والميثاق والعيش المشترك، وتحفظ للمسيحيين دورهم الرائد ووجودهم الفاعل في وطنهم لبنان، ضمن تفاعلهم في محيطهم وانفتاحهم على العالم".
(...) قد يكون نصّ المسودة مشتملاً على تفصيلات وشروح أكثر، لكن مصيرها كان الأدراج. ويُعبّر عدد من المعارضين عن استيائهم من المسار الذي اتخذته الأمور. ويشرحون موقفهم بالقول إن &laqascii117o;مذهبة المعارضة لا تعود بالفائدة عليها، بل على الموالاة". في رأيهم، إن تحويل المعارضة إلى مجموعة من الجبهات أو المجموعات الطائفيّة أو المذهبيّة التي تتحالف في سبيل الوصول إلى السلطة وتوفّر غطاءً لمشروع كلّ مجموعة على حدة، يؤّدي إلى القضاء نهائياً على أي أمل في بناء الدولة. ويرى بعض منهم، من ذوي الجذور العلمانيّة، أن وجوده في المعارضة كان لسببين: حماية المقاومة وبناء معارضة وطنيّة حقيقيّة، وبالتالي فإن &laqascii117o;ما يحصل يضرب المشروعين" يقول أحدهم، مضيفاً: &laqascii117o;من المفيد إجراء بعض النقد الذاتي".

ـ صحيفة الأخبار
(من دون توقيع):
وفق زوار رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فإنّ الرئيس يعتقد بأن أياً من طرفي النزاع، الموالاة والمعارضة، ليس في وارد تحمّل مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة وتحمل وزر تعطيل تنفيذ البند الثاني من اتفاق الدوحة. ولاحظ سليمان أنّ التأخير حقيقيّ، وربما استغرق بعض الوقت وقد يمتد إلى أيام، لكنه ـــــ كما قال الرئيس ـــــ لن يمتد بالتأكيد إلى أسابيع، مضيفاً أنه لن يطل شهر تموز إلا تكون الحكومة قد أبصرت النور. وأظهر تعويله على حركة الاتصالات غير المعلنة بين كل الأفرقاء بلا استثناء، مشدداً على أن الجميع يريد الحل ويعمل له، وأن هذا الحل من شأنه أن يتّسع للجميع إذا عزموا على التعاون.
ولفت رئيس الجمهورية إلى وجود اتصالات عربية ـــــ عربية تواكب الجهود الداخلية لإنجاز تأليف الحكومة، تقع قطر في صلبها.ورغم الانطباعات الإيجابية التي يشيعها رئيس الجمهورية يومياً أمام زواره، لم يكتم البارحة وجود عقبات جدية تقف في طريق استعجال تأليف حكومة الوحدة الوطنية.وتبعاً لمصادر سياسية على صلة بالاتصالات الدائرة، فإنها تشير إلى أن المشكلة الرئيسية التي تحول حتى الآن دون تأليف الحكومة لا تزال رفض المعارضة توزير الياس المر في حقيبة الدفاع الوطني، وطلب هذه الحقيبة للعماد ميشال عون، في وقت تشير فيه المصادر إياها إلى أن الآمال ليست موصدة دون أي تسوية إذا تم الاتفاق على مقايضة ملائمة تخرج الأزمة الحكومية من مأزقها. لكنها أكدت أيضاً أن رئيس الجمهورية مصرّ على الحصول على حقيبة الدفاع الوطني، وهو يتمسك بتوزير المر فيها، متأثراً بتجربة تعاونهما معاً في قيادة الجيش. ويتلاقى هذا الموقف مع ما تذكره مصادر واسعة الاتصال في المعارضة، إذ تشير إلى خطورة مراوحة الوضع الحكومي في ظل إرباك أمني يهدد الاستقرار يومياً وتنقّل الحوادث من منطقة إلى أخرى، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية. لكنها ترى أن المشكلة ليست بين المعارضة، وخصوصاً العماد عون، ورئيس الجمهورية، بل داخل الموالاة نفسها بسبب وجود خلافات على تقاسم القوى، التي يتألف منها هذا الفريق، الحقائب الوزارية. وتتحدث عن ضغوط داخل قوى 14 آذار بغية حمل الرئيس المكلف على الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة بعد أن يصل المأزق إلى ذروته، وأبرز تلك الضغوط حرمان السنيورة تعيين وزير يسمّيه هو، في وقت يسعى فيه رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري إلى إنعاش الآمال بحلوله هو محل السنيورة لتأليف الحكومة الجديدة، وهو أدخل إلى بورصة الأسماء التي يرشحها للتوزير النائب السابق غطاس خوري كوزير ماروني.

ـ صحيفة المستقبل :
مقالة لـ فادي شامية بعنوان :
' كيف أعلنت المقاومة الإسلامية السنية اللبنانية للدفاع عن لبنان؟!' جاء فيها : تركت أحداث حلبا جواً من الخوف في قرى عكار كافة. تحركات 'الحزب السوري القومي' في عدد من المناطق لا سيما في الكورة كانت توحي بأعمال انتقامية يمكن أن تحصل بالتوازي مع فتح أكثر من معركة صغيرة في طرابلس، وبين التبانة وجبل محسن. ثمة من اتصل ليهدد بزحف عسكري ينطلق من الهرمل باتجاه عكار، وقد كان الرد على الجهة الأخرى: 'نحن بانتظاركم، فتحملوا النتائج'.
بعد أقل من 48 ساعة، وفي منزل النائب السابق خالد الضاهر حضر عدد من الفعاليات الشمالية لتدارس الموقف، من بينهم الشيخ كنعان ناجي، الشيخ فواز آغا، والشيخ بلال بارودي، والشيخ زكريا المصري، وعدد آخر من الوجوه المنضوية في 'اللقاء الإسلامي اللبناني'. المشاعر كانت ملتهبة، لدرجة أن أحدهم ضرب على الطاولة بيده قائلاً: 'الظاهر أن الدولة لن تحمينا، أليس لدى السنّة رجال يدافعون عنهم؟'. في ختام الاجتماع تلا الضاهر بياناً أعلن فيه قيام: 'المقاومة الإسلامية السنية اللبنانية للدفاع عن لبنان، وذلك لعدم قيام القوى الأمنية والعسكرية من جيش وقوى أمن داخلي بحماية العاصمة بيروت وأهلها من الميليشيات التى تدعي زوراً المقاومة، فيما هي تمارس الإرهاب والقتل بحق اللبنانيين عامة وأهل السنة خاصة'. لم يكد الاجتماع ينتهي حتى بدأت الاتصالات من ممثلي مجموعات دينية في طرابلس وعكار والضنية لإعلان استعدادها، لـ'الدفاع عن أهل السنة في لبنان'. كانوا يُقسمون أنهم لا يعودون إلى بيوتهم إلا أشلاء إذا ما فتحت 'معركة الدفاع عن الشمال'، فيما راح آخرون يستعرضون سلاحهم الفردي علناً استعداداً لمعركة ليس فيها إلا 'نصر' أو 'شهادة'!.
ربما يبدو أن 'الفورة' التي أنتجت ما سمّي مقاومة لـ'الدفاع عن لبنان' قد زالت، وأن الأمور بعد اتفاق الدوحة بدأت تأخذ طريقها نحو الهدوء الذي لا يخلو من بعض التوترات المحدودة، فهل ثمة وجود أو مبرر راهن لما جرى الإعلان عنه؟. النائب السابق خالد الضاهر يجيب بالقول: 'نحن نشعر بأن علينا واجب للدفاع عن البلد وأهل السنة فيه، وعندما نشعر بأن الدولة تحمينا فلا مبرر لسلاحنا'.
منزل الضاهر في ببنين اليوم محاط بعدد من المسلحين للحماية، إضافة إلى مجموعات مدرّبة أخرى في نواح أخرى من البلدة، كما في البلدات المجاورة. يعترف الضاهر بأن إمكاناته العسكرية متواضعة، لكنه يعوّل على تطويرها في المستقبل. ولدى تحذيره من أن مشروعاً كهذا يعني حرباً أهلية يسارع إلى القول: 'نحن لا نريد سوى الدفاع عن أنفسنا ممن يريد أن يعتدي على حرماتنا وإسكات صوتنا ووسائلنا الإعلامية والضغط على مشايخنا. نحن مع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي دوماً، ونتمنى أن نكون إلى جانب حزب الله في ذلك، لكن أن يُستعمل السلاح ضدنا في الداخل، فإن حقنا المشروع هو الدفاع عن أنفسنا، والشمال الذي قاتل الجيش السوري أكثر من شهر ونصف لن يقدر حزب الله وملحقاته على إخضاعه. واعتقد أن من حق الجميع اليوم أن يتسلح لحماية مشروع الدولة نفسه من أن يدمره حزب الله تحت عنوان المقاومة ضد إسرائيل'.
لا يبدو للكثيرين في الشمال اليوم أن ما جرى في بيروت على وجه التحديد يمكن 'مسحه' باعتذار أو بـ'تبويس لحى'، فسلاح 'حزب الله' بات عامل قلق لديهم، وطالما أن إمكانية تكرار ما حصل واردة، وأن 'عينات' منها تتكرر بشكل شبه يومي، فإن الشعور الفطري بالخوف سيدفع الناس للبحث عن وسيلة أو جهة تحميهم. قد يجدون ضالتهم في جماعات إسلامية متشددة لمعرفتهم أن هؤلاء الذين يبحثون عن الموت في العراق وأفغانستان وآخر المعمورة لن يتأخروا في بذل أرواحهم للدفاع عن أهلهم الأقربين، وأن قتالهم سيكون مختلفاً عن أي مجموعة مسلحة أخرى، بغض النظر إن كان الذين ينشدون الحماية يوافقون هذه الجماعات في طروحاتها الفكرية أم لا.
وما يجري في الشمال ينسحب على البقاع الغربي، لا سيما بعد تكرار المعارك والاعتداءات على تعلبايا وسعدنايل. الطريف أن الناس هناك باتت تنتقد 'تيار المستقبل' على 'تقصيره' في الدفاع عن السنة، فيما التيار متهم من 'الفريق الآخر' بأنه يستعمل لغة التحريض المذهبي!. وبطبيعة الحال فإن المجموعات الآخذة في التشكل في مجدل عنجر وأخواتها من قرى البقاع لا يمكن اتهامها عقلاً بأنها تأتمر بأوامر أميركا، أو غير ذلك من الخزعبلات التي ترددها قوى 8 آذار يومياً، إذ قصارى آمال هؤلاء الشباب أن تتيسر لهم 'رحلة' إلى العراق لقتال الجيش الأميركي. الملاحظة الهامة هنا أن يأس الناس من قدرة الدولة على حمايتهم هو الشطر الثاني والأخطر لحال الفتنة السائدة بين السنة والشيعة في لبنان.
بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري 'عاد' السنة إلى مشروع الدولة، فباتوا أكثر تمسكاً بالكيان اللبناني كما لم يكن مسيحيو السبعينات من قبل. في هذا الوقت بدا أن بعض المسيحيين باتوا في موقع لا ينسجم مع مسارهم التاريخي، فيما غالبية الشيعة مع حزب ولاية الفقيه، ثم جاءت استباحة بيروت، واشتداد الفتنة المذهبية، حتى صارت غير 'كافية' لجمهور السنة تلك الشعارات التي تقول إن 'السنة هم أم الصبي'، أو أنهم 'انتصروا بسلاح الإيمان وعدم الانجرار للفتنة'.
ما يجري في الساحة السنية اليوم خطير جداً على الكيان اللبناني، إذ ثمة العديد من المجموعات الصغيرة والكبيرة، المعلنة وغير المعلنة، حسمت خيارها نحو تحقيق تعادل إيجابي بامتلاك السلاح، طالما أن التعادل السلبي بنزعه من الجميع غير ممكن، وطالما أن القوى الأمنية غير قادرة على حماية الناس. وفي القريب العاجل ستكبر هذه الأجسام مستفيدة من الشعور المتعاظم بالقهر، وقبل أن يعترف 'حزب الله' بأن ثمة مشكلة خطيرة في البلد اسمها الفتنة السنية ـ الشيعية، سيجد نفسه، كما باقي اللبنانيين، أمام واقع جديد ولّده ارتكاب 'الخطأ القاتل' في السابع من أيار.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد