صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأحد 22/6/2008

ـ صحيفة النهار
سمير منصور:
ثمة لغط على حقيقة العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة، بين إصرار رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون على ما يسمى 'حقيبة سيادية' لكتلته النيابية، وهذا من حقه، وبين ما لم يعد سراً وهو رفضه اعطاء حقيبة الدفاع للوزير الياس المر. وهنا يصبح السؤال بديهياً: هل تخلّي الرئيس ميشال سليمان عن اعطاء وزارة الدفاع لالياس المر تحل العقدة الحكومية؟ وما هي حقيقة الموقف: الحقيبة السيادية ام اقصاء الياس المر عن الدفاع؟وثمة سؤال آخر: هل 'يستكثر' عون على الرئيس التوافقي للجمهورية تسمية وزيري الدفاع والداخلية وهما 'عدة الشغل' الأهم للعهد الجديد في الظرف الراهن وفي حكومة ستكون انتقالية للاشراف على الانتخابات النيابية الآتية بعد أشهر؟ واذا كانت المشكلة تكمن في آل المر، فلماذا لم يكن التعامل معهم 'حراما' عندما 'ركب' الحلف الانتخابي بينهم وبين عون في الانتخابات العامة عام 2005 وفي الانتخاب الفرعي في المتن اثر اغتيال الوزير الشاب بيار امين الجميل؟
وإذا كانت هناك مشكلة لعون مع آل المر، فهل يعقل ان تتحول مشكلة عامة تمنع ولادة الحكومة الاولى في عهد الرئيس ميشال سليمان؟ ثم هل هي مشكلة عون شخصياً، ام مشكلة للمعارضة ككل وقد وضعت 'الجنرال' مرة جديدة في 'بوز المدفع' وكلفته التصدي؟مثل هذه التساؤلات تبدو ساذجة عندما يقال ان المشكلة ظاهرياً هنا، لكنها باطنياً وفي الواقع، تكمن في مكان آخر....
من الضروري 'تشخيص' المشكلة، وهي في اللحظة السياسية الراهنة تبدو عند المعارضة. فإذا كانت في ايجاد حقيبة سيادية لكتلة عون النيابية، فان وزارة العدل او الاتصالات وفق تصنيف احد اطراف المعارضة الاساسيين رئيس مجلس النواب نبيه بري وآخرين غيره هما 'حقيبتان سياديتان'، وهكذا يمكن توزعهما بين الموالاة والمعارضة، وتحل عقدة 'النقص' في الحقائب السيادية'. ولا تعود المعارضة محرجة امام احد اطرافها الاساسيين، وهو النائب عون في التنازل له عن حصتها 'السيادية'، وقد 'حجزت' المعارضة بشقها الآخر 'حزب الله' وحركة 'امل'، حقيبة الخارجية.وإذا كانت المشكلة تكمن في شخص الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة، فمن واجب المعارضة اعلان موقفها جهاراً ومباشرة، لا مواربة عبر افتعال العقبات والعراقيل للاحراج فالاخراج ودفعه الى الاعتذار عن عدم متابعة مهمته، وساعتئذ قد يتم التوافق على اللجوء الى حل آخر، حكومة حيادية مثلاً لا تضم مرشحين للانتخابات النيابية، وتجربة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2005 لا تزال ماثلة امام الجميع، وقد كانت في حينه ناجحة.واذا لم تفعل المعارضة، فستفسح في المجال امام 'التصديق' ان المشكلة لا تكمن في عقدة الحقيبة السيادية لعون، بل في مكان آخر، في الانتخابات النيابية المقبلة في جبيل وكسروان والمتن مثلا، او ربما في مكان أبعد من الحدود السياسية المحلية، اذ قد يكون الظرف الاقليمي لم ينضج بعد، للسماح بقيام حكومة في لبنان!

ـ صحيفة المستقبل
ثريا شاهين:
تنعقد 'الرباعية الدولية' للشرق الأوسط اجتماعاً الثلاثاء المقبل على مستوى وزراء الخارجية في برلين،.وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع، ان 'الرباعية' لن تناقش بشكل رسمي الدعوات أو الضغوط التي توجه للبنان للتفاوض مع إسرائيل، وكذلك ما يحصل على خط التفاوض غير المباشر السوري ـ الإسرائيلي، .إلا ان مصادر وزارية تعزو عدم قدرة لبنان على التجاوب مع الدعوات هذه، إلى أسباب ثلاثة: الأول: ان لبنان لا يريد فسح المجال أمام إسرائيل للقيام بضغوط سياسية أو اقتصادية في وجهه أو اللجوء إلى وضع شروط من خلال التفاوض، لا سيما هناك نقاطاً للتفاوض أصلاً.
والثاني، هو ان القرارات الدولية تحوي كافة الحلول للمواضيع العالقة بين لبنان وإسرائيل، وهي مسائل واضحة وغير خاضعة للتفاوض مثل الأسرى وشبعا والحدود، بل يلزمها نية إسرائيلية لتنفيذها.
أما الثالث، فهو ان لبنان، وفي ظل وجود حجم كبير للفلسطينيين على أراضيه، لا يستطيع ان يبدأ مفاوضات مع إسرائيل، خصوصاً قبل اتضاح صورة نواة الدولة الفلسطينية، عبر التقدم الجوهري على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

ـ صحيفة الحياة:
باريس، دمشق - رندة تقي الدين:
يبدأ الرئيس نيكولا ساركوزي اليوم زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية، يشارك خلالها في الاحتفالات بمرور 60 عاما على قيام الدولة العبرية. وقالت مصادر فرنسية ان الرئيس الفرنسي سيلقي غداً خطاباً أمام الكنيست يتناول فيه بصراحة قضية الاستيطان والجدار الأمني، موضحاً ان الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع اسرائيل والبحث في وضع المسار الفلسطيني والمفاوضات السورية - الإسرائيلية غير المباشرة والوضع في لبنان والملف الإيراني.
الى ذلك، تعتبر مصادر الرئاسة الفرنسية ان عودة فرنسا الى اللجنة الرباعية الدولية يمكن ان يشكل مناسبة للتفكير في مساهمة أوروبية على صعيد مساعي السلام، مشيرة الى استعداد فرنسي للمشاركة في قوة ضامنة للسلام في المناطق الفلسطينية. .... من جهة اخرى، استبعدت المصادر الفرنسية مجدداً عقد لقاء بين الرئيس بشار الأسد ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت على هامش القمة المتوسطية في باريس. وعلمت &laqascii117o;الحياة" ان شيراك سيقاطع العرض العسكري في 14 تموز لمناسبة العيد الوطني الفرنسي بسبب حضور الاسد العرض.
لكن مصادر ديبلوماسية اوروبية قالت لـ"الحياة" في دمشق ان الاسد سيشارك في اجتماع القمة المتوسطية والغداء الرسمي اللذين سيعقدان في 13 الشهر المقبل، بمشاركة ممثلي الدول المتوسطية ومن بينهم اولمرت، علماً ان مسؤولين سوريين كانوا شاركوا في السنوات الاخيرة في اجتماعات &laqascii117o;يورو ميد" بمشاركة نظرائهم الاسرائيليين، شرط ان تعقد هذه الاجتماعات في دول اوروبية.
وتفيد المعلومات المتوافرة لـ"الحياة" ان استمرار برنامج &laqascii117o;التطبيع" السوري - الفرنسي وبناء الثقة المتبادل بين البلدين، سيؤدي الى قيام ساركوزي بزيارة لدمشق في آب (اغسطس) المقبل، ثم قيام وفد اقتصادي سوري كبير بزيارة لباريس في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل.

ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة :
'لقد جاءتهم رايس'. تلك صيغة أعتدنا سماعها من خطباء 'حزب الله'. ينكر هؤلاء الخطباء أن يكون المعارضون لحزب الله من لحم ودم، فيجعلونهم مجرّد بيادق تحرّك برمشة عين من ناظرة الخارجية الأميركية. لكن، والحال هذه، لا نعود نعرف لماذا يتوجب على البروفسور رايس تكلّف المجيء إلى بيروت، والمرور بمناطق غزاها حزب الله، ما دام بمستطاعها تحريك بيادقها عن بعد، في زمن عولمة الإتصالات، أو جلبهم إليها متى تشاء، فضلاً عن التواصل معهم من خلال سفيرتها الشجاعة والقريبة للقلب في عوكر؟
في العادة، يجيب الخطباء ضمنياً على هذا السؤال بطريقة أو بأخرى. يذهب بعضهم مثلاً إلى محاولة الإيحاء بأن رايس تتكلّف المجيء بدلاً من تحريك أنصارها عن بعد لأنها تريد رفع معنويات هؤلاء. ويذهب البعض الآخر إلى القول أن 'التآمر' لا يكتمل إلا بمجيئها. هي نعم المفارقات: شرط التآمر الوضوح، بحيث يتخصّص الإعلام الحربي لحزب الله بكشف المؤامرات أولاً بأول، ومن طريق البث الحيّ، كما لو كانت كوندوليسا رايس مراسلة لمحطة 'المنار'. لكن هذه المرة حاول النائب حسن فضل الله أن يتقدّم باجابة مبتكرة على سؤال 'لماذا تأتي رايس إلى بيروت وكان يمكنها أن تحرّكهم عن بعد؟'. هو لا يقول أنها تأتي لرفع معنويات أنصارها، وإنما لزعزعة هذه المعنويات. يقول فضل الله انها جاءت 'لتخيب آمالهم'، ولتحلّ فيهم ساعة الندم. كما لو أن كل مهمة رايس في لبنان هي ضرب أعصاب أخصام حزب الله وسوريا في لبنان. بهذه الإجابة ترفّع رايس من مراسلة لمحطة 'المنار' إلى ضابط انضباط في جهاز أمن 'حزب الله'.أما لو سألت النائب حسن فضل الله لماذا خيّبت رايس آمال 'فريقها' في لبنان، فستجد في خطبته الفطنة كل التفسير. هي 'خيبت أمالهم، لأنها طلبت منهم، كما يقول أن يسارعوا في السير في ركاب المسار التفاوضي السوري7-7-. هنا يختلط الحابل بالنابل: يصير 'المسار التفاوضي السوري' هو معيار الإنتصارات الإلهية التي يشايعها حزب النائب المذكور، وتصير قوى 14 آذار تخوّن لأنها 'لا تريد السير في ركاب' المسار التفاوضي السوري. إنها النسخة الجديدة 'لتلازم المسارين': يعاتب 'حزب الله' قوى الأكثرية لأنها غير راغبة في أن تفتتح سفارة اسرائيلية في بيروت ما أن تفتتح سفارة اسرائيلية في دمشق، وفي الوقت نفسه هو يخوّن قوى الأكثرية لأنه قد ثبت بالجرم المشهود أنها 'جاءتهم كوندوليسا رايس'. ولو لم تأت رايس إلى بيروت، لكان النائب نفسه اعتلى المنبر وحرّك إصبع الزجر والتهويل وقال: 'أما رأيتم، لقد أنكرتهم رايس. لم تسأل عنهم. باعتهم لنا'. ...إذا كان النائب حسن فضل الله قد وضع حصّته من التصعيد العنفي اللفظي تحت عنوان 'لقد جاءتهم رايس' فإن مسؤول العلاقات الدولية في 'حزب الله' نواف الموسوي اختار عنواناً أكثر تجبّراً من نوع 'حتى لو جاء جورج بوش شخصياً'. يقول في حصّته التصعيدية: 'ولو جاء جورج بوش شخصياً، لن يتمكن أحد من بناء قدرات أمنية أو عسكرية في لبنان ليضعها في مواجهة المقاومة، ولقد تصرفنا من قبل على أساس استباقي ووقائي ونتحدث منذ الآن دون أن نخدع أحداً وبكل صراحة، فإننا لن نسمح ببناء جسم أمني او عسكري في لبنان سيطعننا في الظهر'.
اللافت في هذه المعادلة أنها تحاكي بالحرف مفاهيم 'الحرب الاستباقية والوقائية' التي أشد من يرمز اليها هو جورج بوش الإبن. الأخير قام بهذا النوع من الحروب في أفغانستان والعراق. السيد نواف الموسوي يقول إن تنظيمه قد تصرّف من قبل 'على أساس استباقي ووقائي'. أين ومتى؟ هل يعني غزوة بيروت الأخيرة التي أمتدت إلى تومات نيحا وأعالي الباروك؟ أم هو يعود بالأمور سنة إلى الوراء، يوم وضعت 'خطوط حمر' حظّر على الجيش تجاوزها، وصمد الجيش أشهراً، وجرى تجاوزها.
فمن الذي تصرّف بشكل 'استباقي ووقائي' مع اللواء فرنسوا الحاج؟ ليس سؤالاً نافلاً حينما يتعلّق الأمر بتصريح ناري من السيد نواف الموسوي يهدّد باستخدام القوة الوقائية لضرب أي 'جسم أمني أو عسكري' في لبنان 'سيطعننا في الظهر'. الكلام واضح: إنه يغمز من قناة الجيش.وهو يتابع: 'اذا فهم البعض أننا نغمز بهذا الكلام من الجيش اللبناني، فنقول انكم أنتم الذين تتطاولون على الجيش'. هو طبعاً استبعد أن يكون تهديد الجيش بالقوة الوقائية من قبيل 'التطاول'. حصر 'التطاول' في 'من يفكر بوضع المقاومة في مواجهة الجيش'. هنا أيضاً ينبغي الانتباه، فهو لم يقل 'وضع الجيش في مواجهة المقاومة'. هذا أيضاً تهديد مكشوف للمؤسسة العسكرية.
في الحقيقة، ليس ثمة من يريد 'وضع المقاومة في مواجهة الجيش' بين قوى 14 آذار، لأن هذه الوضعية تعني 'المقاومة' وحدها. هي التي تقرّر إذا كانت تريد أن تضع نفسها في وجه 'الجيش' كما وضعت نفسها في وجه 'المواطنين'، ويوم هي وضعت نفسها في وجه 'المواطنين'، حاول الجيش أن يتجنب أن تضع نفسها قبالته.
لكن ثمة من يريد بالفعل، 'وضع الجيش' في مواجهة 'التعدي على المواطنين'، و'وضع الجيش' أمام المهام الملقاة على عاتقه بموجب القرار 1701. وثمة في نهاية الأمر، من يريد بالفعل أن لا يكون في لبنان من قوة مسلحة شرعية غير الجيش اللبناني. فكيف يكون ذلك 'تطاولاً' على الجيش، ولا يكون التهديد بتوجيه ضربات استباقية الى الجيش 'تطاولاً'؟ وإذ يذكرنا السيد الموسوي بالعقيدة العسكرية المثبّتة بالطائف 'الذي تتحدثون عنه كثيراً'، فإنه يقول إن 'مهمة القوات المسلحة في لبنان هي مهمة واحدة أي مواجهة العدوان الإسرائيلي ونقطة عالسطر'. بطبيعة الحال، يمكن لأي كان الإطلاع على نص وثيقة الوفاق الوطني في الطائف. ثمة، أي نعم، تحديد للعدو بأنه اسرائيل، لكن ليس ثمة 'حصر' لمهام القوات المسلّحة. أن تكون القوات المسلّحة الشرعية سيّدة نفسها فهذا يعني أنه ينبغي أن تصد أي عدوان أو أي تدخل معاد يستهدف الأراضي اللبنانية. ثم أن اتفاق الطائف يربط أفق النزاع بين لبنان واسرائيل باتفاق الهدنة وليس بمحو اسرائيل من الخارطة. فهل بالمستطاع أن يختار السيد نواف الموسوي من الطائف ما يريد ويسقط منه ما يريد على هذا النحو، تماماً كما يخلط بين 'الفتنة' و'مواجهة الفتنة'.
أصلاً السيد نصر الله قال قبله، أن تنظيمه ما عاد يخاف الفتنة، في حين علمت بيروت ومناطقه أن تنظيمه هو القائم بالفتنة، وعقيدة تنظيمه مجترة من تراث الفتنة المذهبية الممتد قروناً مديدة إلى الوراء. لكن السيد نواف الموسوي يصرّ مع ذلك على أن 'العالم العربي' (السنّي) كلّه يؤيد حزب الله الشيعي، ولأجل ذلك يمكن أن يجرّد 'حزب الله' حملة ضد سنّة لبنان في معظمهم دون أن يسمّى ذلك فتنة. فهل كانت تنشب الفتن في التاريخ بغير هذا النوع من المعادلات المتذاكية المضحكة المبكية؟ وآية التذاكي في هذا المجال قول السيد نواف الموسوي 'اننا اذا قبلنا أن نكون كأسيادهم وحكامهم لفتحت لنا أبواب البيت الأبيض ولعلّقت الاوسمة على صدورنا'. هذا قول لا يجد مكاناً في معرض التحليل السياسي. ينبغي احالته فوراً الى قسم علم النفس... التحليلي.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد