ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
يطلب رئيس الجمهورية وزارة الدفاع للمرّ وفاءً وإخلاصاً لوقوف الأخير إلى جانبه في الأشهر التي سبقت انتخابه، مع أن الرئيس يعزو الخيار إلى عامل الثقة الذي نشأ بين الرجلين في الأعوام الثلاثة المنصرمة، وارتياحه إلى تعاونه معه في المؤسسة العسكرية. وسواء رمى الرئيس إلى إطراء أو عبّر بدقة عن وجهة نظره هذه، فهو كان القائد الفعلي للوزارة والقيادة معاً إبان وجوده على رأس الجيش على امتداد تسع سنين، تعاون معه خلالها كل وزراء الدفاع المتعاقبين، وسلّموا بدوره المرجّح هذا، من الأكثر التصاقاً بسوريا كالوزيرين خليل الهراوي وعبد الرحيم مراد إلى الأقل التصاقاً كالوزيرين غازي زعيتر ومحمود حمود. أما المرّ فيطلب الوزارة لنفسه بسبب الدور الذي يطمح إليه في المرحلة المقبلة، وهو أن يكون في صلب السياسة الأمنية للجيش، ونافذته على العلاقة مع المجتمع الدولي والدول الغربية الراغبة في دعم الجيش وتسليحه وتعزيز قدراته، ومسؤوليته القانونية عن اقتراح القائد الجديد للجيش الذي يعيّنه مجلس الوزراء، فضلاً عن صلاحيته المماثلة بإصدار مرسوم تعيين مدير الاستخبارات بناءً على اقتراح قائد الجيش. يعني ذلك حاجة الوزير إلى أن يطمئن إلى مرؤوسيه، قائد الجيش ومدير الاستخبارات، كي يظلا بدورهما في عهدة رئيس الجمهورية. إذ سيفضي توزير المرّ إلى اضطلاعه بالدور المحوري في الفريق الوزاري الصغير المحيط برئيس الجمهورية، وسيمنحه نفوذاً كافياً للتأثير في وزارة الداخلية وهو يرأس وزارة الدفاع، الأمر الذي يعدّه للدور السياسي الذي يأمله في انتخابات 2009، بل في السنوات الست من ولاية سليمان. إنها الطموحات المشروعة في بيت اعتاد منذ عام 1990 أن لا يبرح مقعده في الحكم. إلا أن المعارضة التي تملك، في أي حال، نصاب الثلث الزائد واحداً لمنع تعيين قائد للجيش لا ترتاح إليه، تتصرّف أيضاً على أساس أن لا يكون ثمّة قائد للجيش ومدير للاستخبارات قريبين من قوى 14 آذار. وهو فحوى إصرار عون على الدفاع حقيبة سيادية تبعاً للمبرّرات نفسها التي تجعل المرّ الابن يطلب توزيره في هذا المكان.
ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور:
يقول أحد المتابعين لملف الانتخابات النيابية، إن حزب الله يرغب في ضمّ الشيوعي إلى لائحته، من أجل توسيع حلقة حلفائه، وسيسعى إلى إقناع الرئيس نبيه برّي بذلك جنوباً، بعدما فشلت محاولاته في انتخابات 2005، ولم يستطع إلّا عرض مقعد ماروني في بعلبك ــ الهرمل، وهو الأمر الذي رفضه الشيوعي انطلاقاً من رفضه تحديد مرشحيه، وظلّ مصراً على مقعد شيعي جنوباً. وتقول أوساط الشيوعي إن النقاش يدور حول المشاركة أو المقاطعة، وفي الحالة الأولى سيكون التحالف مع قوى المعارضة. وهو كلام أبلغه الأمين العام للحزب خالد حدادة بشكل غير مباشر إلى وفد من حزب الله عندما قال له إن الحزب يؤثّر في ثلاث عشرة دائرة انتخابيّة. وفي هذه الحالة يبقى رياض الأسعد وحيداً، وهو يُهاجم قانون 1960 المعدّل بشكل كبير، معتبراً أنه يمنع وصول نخب سياسيّة جديدة. ويسأل لماذا لم تدمج دائرتي صيدا والزهراني أو تفصل حاصبيا عن مرجعيون. ويرى الأسعد، وهو الذي كان جزءاً من حركة أمل سابقاً، أن الخلاف في الجنوب ليس حول المقاومة، &laqascii117o;لأننا كنّا مقاومين وسنبقى" بل يتعلّق بكيفية إدارة شؤون الجنوب. ويؤكّد الرجل الذي يكن ودّاً كبيراً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن حماية المقاومة واجب الجميع، ومن راقب أعمال الإغاثة في تموز 2006 &laqascii117o;يعرف ما الذي أعنيه". ويشير إلى الفساد المستشري، الذي تتحمّل أمل مسؤوليّته في نظره، وينتقد حزب الله لأنه يُغلق الطائفة الشيعيّة على نفسها.
ـ صحيفة الأخبار
نسرين زهر الدين :
هل قضية إقالة العميد وفيق شقير تختزل واقع الشيعة في لبنان حتى يعتبر المس بـ&laqascii117o;جلالته" مساً بالطائفة؟ وهل شعار تحصيل حقوق السنّة في لبنان أخرج أبناء حي التمليص من الفقر المدقع، وأوصل إليهم ـــــ على عجل ـــــ إيرادات مشاريع سوليدير؟ وهل كل سكّان الضاحية المقهورون هم من فقراء الشيعة دون سواهم؟ وهل التخويف من هجوم الشيعة على الجبل أنقذ القرى الدرزية من الفقر وحيتان المال، وحفظ تاريخ بني معروف العروبي والقومي وصان أعراضهم وممتلكاتهم ؟ تعالت أخيراً أصوات الخطابات التحريضية على أساس مذهبي، وأبرز أبطالها رجال الدين، مكملين ما بدأه بالتصريحات والتصرفات زعماء الطوائف ورجال السياسة التابعون لهم. وفي استعراض للمواقف المتشنّجة، لا نزال نذكر كلام مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني تعليقاً على أحداث بيروت: &laqascii117o;حزب الله يقوم بمحاولة الهيمنة على لبنان بدعم خارجي تحت غطاء المقاومة"... &laqascii117o;من المؤسف والمحزن أن تتولى دولة إسلامية تمويل كل التجاوزات التي تسيء إلى وحدة المسلمين اللبنانيين"... &laqascii117o;أهل السنّة ضاقوا ذرعاً بالتجاوزات، اللهم فاشهد أني بلّغت". صدر هذا الكلام بعيد الأحداث التي احتاج أهالي بيروت جراءها إلى خطاب يطيّب خواطرهم ويهدئ نفوسهم، فجاء خطاب المفتي كمن يصب الزيت على النار ويعمّق &laqascii117o;الجرح البيروتي". غير أن ابن بيروت م. ط. مثلاً يعتبر أن خطاب المفتي صحيح تماماً لجهة الحفاظ على حقوق أهل السنّة في وجه من يجتاح بيروت من &laqascii117o;الزعران".
سبق هذا الخطاب كلام لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان يندرج في سياق الفرز المذهبي، عندما نوّه بأداء جهاز أمن المطار الذي يديره العميد وفيق شقير، معتبراً أنه &laqascii117o;لا يجوز الافتراء على مقامه ومكانته (...) ومن يعتقد أنه قادر على إقالة هذا الجهاز وقائده فهو واهم". ودعا السياسيين إلى &laqascii117o;مراجعة حساباتهم" والتجاوب مع مبادرة الرئيس بري وقتها. ساهم قبلان بهذا الموقف في تأجيج المناخ المذهبي وبدا كأنه دفاع عن موظف، لا لشيء، إلا لانتمائه الشيعي، بل الشيعي السياسي تحديداً. يقول م.س. إنه عندما يسمع قبلان يعرف ماذا يريد أن يوجّه بري والسيد حسن نصر الله من رسائل، فخطابه مرآة لمواقفهما.
ـ صحيفة صدى البلد
علي الأمين:
ينذر استمرار الازمة السياسية في البلد اليوم بمزيد من التحلل السياسي والاجتماعي وبالتالي مظاهر متعددة من التوترات الامنية والعسكرية في مناطق عدة خصوصا تلك التي يقوم بنيانها الاجتماعي على تنوع مذهبي وسياسي. ما جرى في سعدنايل وفي تعلبايا شهدته مجددا مدينة طرابلس في اليومين الماضيين- احد الاصدقاﺀ قال ممازحا: المعارك في سعدنايل قامت بسبب محاولة المعارضة تغيير اسم سعدنايل الى حسن نايل- على اي حال 'شر البلية ما يضحك'. الى جانب ذلك يترسخ في الوعي المذهبي والطائفي ان الصراع المذهبي والطائفي بات وجوديا فلا يصح التراجع عن المواقف المتخذة لانه ايذان بالانهيار وانتصار للخصم. ينقل احد زوار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني قبل ايام، ان هناك استياﺀً شديداً سنياً بشكل عام يعبر عنه المفتي مما جرى في بيروت، وهو ما زال شبه معتصم في منزله ولا يمارس مهماته بشكل عادي في دار الفتوى بل من منزل الفتوى اي من مسكنه. لكن الزائر الذي يقر بان ما جرى في و97و8 ايار غير مقبول، طالب المفتي بألا يسمح بتحويل الصراع الى سني- شيعي، واذا كانت هناك مشكلة مع جهة سياسية فلا يجوز ان تشمل كل الشيعة او كل السنة في هذه المواجهة.
المناخ المذهبي مستعر ويتهم بعض المسؤولين الشيعة قيادات دينية سنية عليا بالنفخ في نار المذهبية. نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان يبدي قلقه الشديد من تدهور العلاقات السياسية ويشير الى انه لم يكن مرتاحا لما جرى في بيروت ولا لاسبابه التي يرى انها كانت تستحق من الآخرين النظر اليها بعين الانصاف سواﺀ في الاستهانة المديدة باستقالة الوزراﺀ الشيعة، او اتخاذ القرارات الحكومية التي لا تستند الى اي منطق سلمي. ويقول انه خلال الاحداث اتصل هاتفيا بالشيخ قباني وابدى استعداده الى ان يأتي اليه في منزله كما طلب من احد النواب (عباس هاشم) المقيم في جوار منزل المفتي بزيارته خلال الاشتباكات. الشيخ قبلان الذي عبر بشديد الاسى والاسف عما وصل اليه الحال، وجه نقدا قاسيا الى الادارة السياسية التي تدفع بالبلاد الى الهاوية. قبلان الذي عبر عن اسف لكلام قباني اثر زيارته قصر بعبدا حين وصف ما جرى في بيروت بالعمل الارهابي، ولأن يلقى من على باب القصر الجمهوري.
ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
يبدو ان الرياح الخارجية لا تجري وفق ما تشتهيه السفن اللبنانية، وأن المطلوب من لبنان قبل الدوحة، هو نفسه ما هو مطلوب بعد الدوحة، ويمكن اختصاره بكلمتين: سلاح المقاومة ورأس حزب الله، ولا تراجع او تهادن مع هذا المطلب الذي يأخذ في هذه المرحلة تعبيرات متعددة، ليست مزارع شبعا الا واحدة منها. أمام هذا المشهد السوداوي، لم يعد موضوع الحكومة أولوية في نظر المعنيين. فبعض التعابير التي سادت قبل الدوحة عادت مجددا الى الظهور، وبات تأليف الحكومة يحتاج الى عملية &laqascii117o;تطويب"، تماما كما تم تطويب &laqascii117o;أبونا يعقوب الكبوشي". لكن المشكلة هي في ايجاد ثلاثين قديسا دفعة واحدة في بلد الأرز!
ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم:
ليس خافيا ان التعثّر في تشكيل الحكومة الجديدة، متصل بالانتخابات النيابية المقبلة. وليست خافية ايضا، النصائح المتجددة لفريق 14 آذار، بوجوب استيعاب تداعيات 7 ايار، والابقاء على القدر الاعلى من التماسك وتعزيز عناصر القوة. وآخر نصائح &laqascii117o;الحليف الاقرب": &laqascii117o;اعملوا المستحيل، وحافظوا على أكثريتكم، وحضِّروا انفسكم لانتخابات لا تسمح بإنتاج اغلبية سورية وايرانية"؟ ويبدو جليًّا هنا، ان الآلية المتبعة في تأليف حكومة العهد الاولى، ليست منفصلة عن سياق محاولة التموضع هذه، لما تنطوي عليه من &laqascii117o;محاولة استثمار" للمدى الأبعد على الحقائب الوزارية، ان لجهة التبرّع بوزارات الصف الثاني كيفما اتفق، واحتكار وزارات الصف الاول الغنية والاكثرخدماتية، او لجهة الاستنساب في توزيع الحقائب السيادية، ومنعها عن تكتل نيابي يزيد على العشرين نائبا والمقصود هنا ميشال عون، ووهبها على قاعدة الوفاء بوعد رئاسي الى ابن &laqascii117o;كتلة عائلية" من نائب واحد، والمقصود هنا الياس المر(!!) وقد يقود البحث عن سر التباخل على عون، الى افتراض انه جزء من حملة مستمرة لتجريده من عناصر قوته وايصاله الى الانتخابات مهشّما ومضرجا بالخيبة والضعف، بما يحقق هدفا مزدوجا: تحجيم عون ومن خلاله إضعاف المعارضة، الامر الذي يعزز للموالاة بشكل عام امكان الحفاظ على الاكثرية النيابية في مجلس ,2009 ومن ناحية ثانية يفتح الباب لبعض المنافسين لملء الفراغ، وعلى وجه الخصوص سمير جعجع. لكن واقع الارض يفيد بخلاف ذلك، وعبر عنه استطلاع رأي اجرته اوساط قريبة جدا من جعجع خلال الاسبوع الماضي، في منطقة كسروان، وعلى اساس السؤال الآتي: هل انتم مع التيار الوطني الحر وقوى 8 آذار، ام انتم مع قوى 14 آذار؟ وجاءت النتيجة لمصلحة التيار برغم الشق التحريضي بايراد عبارة &laqascii117o;قوى 8 آذار"، بـ 41 مع التيار و35٪ مع 14 آذار، اي بفارق 6 نقاط... وتم التكتم على هذا الاستطلاع.
لكن، في المقابل، ماذا عن &laqascii117o;السر الآخر"، وأين يقف رئيس الجمهورية مما يجري، وما هو سرّ الوعد بتوزير الياس المر، وما هو سرّ تطوّر &laqascii117o;الوعد الرئاسي" بتوزير المرّ، الى اصرار على منحه حقيبة سيادية (الدفاع)، خلافا للتفاهم في الدوحة على ان وزارة الداخلية وحدها من حصة رئيس الجمهورية، ولشخصية حيادية؟ وهل توزير المر موجّه ضد العماد عون او بالاحرى يندرج في سياق الحملة على عون؟ رئيس الجمهورية وحده يملك الجواب. لكن قراءات سياسية تحاول التنقيب عن سرّ الدَّين الواجب على سليمان ايفاؤه للمرّ، وأين يكمن هذا الدّين، فيحصره بعضها بالدور الذي لعبه آل المرّ في خدمة انتخاب سليمان، بينما يعتبر بعضها الآخر ان الاصرار على حقيبة الدفاع امر طبيعي جدا من قبل رئيس الجمهورية، ولا سيما ان حقيبة الداخلية، وإن كانت محسوبة من حصته، فإن التفاهم حولها تمّ على اسنادها الى شخصية حيادية يوافق عليه كل الفرقاء، تحسب من حصة الرئيس، ما يعني ان للرئيس في حقيبة الداخلية ما لأي طرف، وبالتالي حق الرئيس بحقيبة سيادية &laqascii117o;مستقلة" وهي الدفاع، وحقه ايضا ان يسندها لمن يمثله وقد اختار الياس المر. لكن البعض الثالث من هذه القراءات، يركزعلى ان مسيرة التعاون بين المرّ وقائد الجيش منذ العام ,2005 انتجت بين الرجلين ما هو أكثر من &laqascii117o;كيمياء"، وبنت منظومة مصالح مشتركة، ورؤية موحدة لمستقبل الساحة المسيحية، والتأسيس مع الانتخابات المقبلة لاطلاق &laqascii117o;مرحلة الوراثة السياسية" بعدما انتهى المشروع الرئاسي للجنرال عون. ويشكل المر فيها احدى الركائز الاساسية في المتن، كما حال آخرين في كسروان وجبيل، ويتردد اسما منصور غانم البون ونعمة افرام.
هنا بيت القصيد، وهنا مبعث ريبة عون، على حد ما يقول وزير سابق يرى بناء على هذه الريبة استحالة حبك علاقة سياسية منتجة بين &laqascii117o;الميشالين". وخيار المهادنة والمساكنة بينهما هو خيار موقت. وهو امر يخالفه سياسي بارز، لسبب بسيط وهو ان رئيس الجمهورية انتخب على اساس انه رئيس توافقي، ودخوله طرفا في الانتخابات لتشكيل &laqascii117o;لائحة الرئيس" من 4 أو5 أو 6 وحتى 10 نواب، يعني انه بدلا من ان يكون حضوره على مستوى 128 نائبا، يتراجع الى مستوى رئيس غير مباشر لكتلة نيابية، اي رئيس كتلة نيابية برتبة رئيس جمهورية.. ثم ماذا لو خاض الرئيس الانتخابات، وماذا لو خسر مرشحوه، وهذا احتمال وارد، الا يعني ذلك ان الرئاسة ستصلب معنويا؟
ـ صحيفة السفير
مارلين خليفة:
في تحليلات صحافية رشحت اخيرا من واشنطن &laqascii117o;فإن قضية مزارع شبعا لا تزال قيد الدرس والتفكير ولم تتوصل الادارة الاميركية بعد الى الطريقة الفضلى لحل هذا الموضوع. اما طرح الفكرة في التداول فليس سوى بالون اختبار لرصد ردود الفعل حولها، وهي اثيرت في لقاء الرئيسين جورج بوش ونيكولا ساركوزي وعرضت على نظرائهما الاوروبيين لتطوير الفكرة التي لم تبتّ صيغتها النهائية بعد". وثمّة قناعة اميركية &laqascii117o;بأن الامور لن تحلّ بالقوّة مع &laqascii117o;حزب الله" وأن بتّ موضوع مزارع شبعا يعيد المطالب المحقة كلّها، لكن الصيغة لم تزل في طور النقاش". اما موضوع سلاح &laqascii117o;حزب الله" &laqascii117o;فسيبتّ مصيره في محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل التي سٍتتحوّل الى مفاوضات مباشرة في مراحلها المقبلة". يرى الاميركيون ان &laqascii117o;أي اتفاق شامل بين سوريا وإسرائيل لا مناص من انه سيشمل سلاح &laqascii117o;حزب الله"، وأقله ان سوريا يجب ان تلتزم بمنع دخول السلاح عبر حدودها الى الحزب، وموضوع السلاح سيثار بقوة لاحقا كما اثيرت قضية مزارع شبعا بفعل هذه المفاوضات المباشرة".
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
تحدث في مقاله عن ما سماه الصراع الإيراني العربي في المنطقة وخلص إلى :' أما بالعودة الى لبنان، فأن وقوعه في أزمة استمرت ثلاث سنوات وتصاعدت حدتها مع الوقت (استقالة وزراء من الحكومة الى اقامة اعتصام وسط بيروت، واستمرار الاغتيالات والتفجيرات، وفراغ سدة رئاسة الجمهورية) فقد كان نتيجة اكيدة للصراع العربي - الايراني (الفارسي). والآن فإن تعثّر تأليف حكومة جديدة بعد ملء الفراغ الرئاسي بفضل اتفاق الدوحة انما هو انعكاس واضح او نتيجة واضحة للصراع نفسه. وكي لا يبقى الكلام عمومياً تقول المصادر الديبلوماسية الاقليمية المتنوعة أن الحكومة كانت تألفت خلال أيام قليلة لو اقترحت الاكثرية النيابية النائب سعد الحريري لتأليف الحكومة الاولى في عهد سليمان. لكن السعودية في رأيها لم تكن موافقة لأن تطبيع الوضع اللبناني بعد انتصار عسكري ايراني - سوري عبر 'حزب الله' وحلفائه كان سيعد خسارة معركة في الصراع العربي - الايراني الدائر. ماذا يعني ذلك؟يعني ان مستقبل الأوضاع في لبنان سيبقى غامضاً ومجهولاً وربما معلقاً او مخيفاً طالما استمر الصراع المذكور والى ان يضع حداً له وصول الصراع الاكبر الدولي - الاقليمي المعروف الى نهاية سواء بتسوية او بحرب. وهذا أمر لا يمكن ان يحصل بين ليلة وضحاها. وقد يتطلب أشهراً وربما ما هو اكثر منها.
ـ صحيفة الحياة
داود الشريان:
من الصعب قبول اعتذار &laqascii117o;حزب الله" عن شتائم الوزير السابق وئام وهاب الذي ظهر على قناة &laqascii117o;المنار" وتهجم على السعودية، بالقول إن وهاب &laqascii117o;يتحدث باسمه الشخصي ولا يعبّر عن موقف الحزب"، فوهاب ليس له سوى هذه الوظيفة على القنوات الفضائية وأولها &laqascii117o;المنار"، فضلاً عن أن قناة &laqascii117o;المنار" محطة رسمية، تعبر عن سياسة الحزب، وعلى فرضية أن تصديق هذا الاعتذار الذي أصبح جزءاً من حالة التكاذب المسكوت عنه في وسائل الإعلام العربية، كيف يمكن الاعتذار عن الهجوم الذي شنه مسؤول العلاقات الدولية في &laqascii117o;حزب الله" نواف الموسوي على السعودية من دون أن يسميها؟ إن لغة الشتائم التي لا تليق بالسياسيين والإعلاميين، فضلاً عن من يدعي &laqascii117o;الجهاد" و &laqascii117o;المقاومة". ليست هذه هي المشكلة، فنحن في العالم العربي لا نجيد من لغة الاختلاف إلا الشتائم، وتاريخنا السياسي والإعلامي يشهد لنا ببلاغة لا نحسد عليها في التفنن بلغة الإسفاف والردح، لكن المشكلة مع &laqascii117o;حزب الله" أنه تنازل عن وقاره وترفعه عن الخوض في المهاترات، في شكل أسرع مما كنا نتصور، فاستبدال التهديد والتخوين باللغة السياسية وتقاليد الاختلاف السياسي والحوار، والأهم أن هذه اللغة دليل على أن الحزب بات يعاني من غياب أو ضبابية في رؤية مستقبله في لبنان، فتبدل الأوضاع الإقليمية على هذا النحو المتسارع والغامض، وتغيير دمشق لأساليبها التقليدية في التعامل مع الأزمة اللبنانية والمشكلة الفلسطينية، وتخليها عن حزمة التبريرات التي سهلت لـ &laqascii117o;حزب الله" بناء ترسانته العسكرية، دفعت الحزب إلى اللجوء للعنف اللفظي الذي ينم عن حيرة وقلق وغياب الرؤية السياسية في التعامل مع الوضع الجديد، وإن شئت الدور الجديد. إن إعلان &laqascii117o;حزب الله" أن اتفاق الدوحة &laqascii117o;اتفاق الحد الأدنى بالنسبة إلينا"، و &laqascii117o;أننا لن نسمح ببناء جسم أمني أو عسكري في لبنان"، إشارات لا تحتاج إلى دليل على أنه يتصرف بطريقة تشير إلى أن لديه تفسيره الخاص لاتفاق الدوحة. فهو اعتبر الاتفاق انتصاراً بالمعنى العسكري، وتفويضاً للاستمرار في التمسك بمنطق القوة والهيمنة، وهذا الفهم لا يتفق مع التوجهات السورية الجديدة، ولأنه كذلك، فإن تصرفات &laqascii117o;حزب الله" الراهنة تؤكد أن لبنان مقبل على وضع لا مجال فيه للحلول السياسية، فالحزب &laqascii117o;المقاوم" بدأ يدق طبول الحرب من جديد، ولكن في الداخل هذه المرة.
ـ صحيفة المستقبل
فارس خشان:
تعتقد أوساط سياسية لبنانية أن إيران مستاءة جداً من دولتين معنيتين باستقرار لبنان وتالياً باتفاق الدوحة وهما: المملكة العربية السعودية وفرنسا. وعلى هذا الأساس بالتحديد، يمكن فهم تصعيد 'حزب الله' سياسيا وأمنيا، في لبنان، فهو الى إقفاله الأفق امام تشكيل الحكومة يرعى 'الفتنة المتنقلة' باستهداف مناطق الكثافة السنية ويوجه هجومه الى المملكة العربية السعودية مهددا سفيرها المعتمد في بيروت.
ولكن ماذا سوف يُنتج 'حزب الله'؟في ظاهر الحال، لبنان هو المستهدف، ولكن في حقيقة الأمر فإن رأس النظام السوري هو المطلوب. كيف ذلك؟لبنانياً، يُدرك 'حزب الله' أن معادلات القوة، يُمكن أن تُحني رؤوساً لتمرير عاصفة التوتّر، لا أكثر ولا أقل، ولكنّ يستحيل أن تفرض أمراً واقعاً مستداماً، لأن للعبة السلاح حدوداً وللطموحات السلطوية ضوابط وللعواطف الشعبية محفّزات، وللدمى المتحركة بين يديه طاقات بدأت بالنفاد. أما سورياً، فإن ما يقوم به 'حزب الله' بتكليف إيراني له نتائج غير محسوبة على النظام السوري، ذلك أن تعرية الرئيس السوري بشار الأسد قد بدأت عملياً. صحيح أن الأسد مستاء من مصر والسعودية اللتين تغلقان عليه، ولكن الأصح أن الأسد يستحيل أن يُحضّر زيارته لباريس، وهو يظهر امام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عاجزاً عن 'الوفاء' بعهوده في لبنان، كما يستحيل عليه أن يستمر في الجلوس الى طاولة واحدة مع الإسرائيلي حيث تتوافر الأدلة على أنه ترك لبنان لإيران.
ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة:
قد تحرص ايران وسوريا كل الحرص على ديمومة تحالفهما، وعلى رعاية الإبن المشترك، 'حزب الله'، أو الأبن بالتبني، 'حماس'.لكن الغربيين كما الإسرائيليين صاروا يدركون ويفصحون عن تمايز 'هيكلي' بين ايران وسوريا، تمايز ليس بمستطاع أي من البلدين الحليفين تجاوزه: فالايرانيون مصمّمون على سلوك كل السبل، بما فيها الأكثر تضليلاً للمجتمع الدولي، بغية الوصول الى قوة نووية عسكرية، في حين أن حاكم دمشق مصمّم على ارتياد كل الدروب التي من شأنها أن تجعل منه، هو، رئيساً مدى الحياة. غايتان مختلفتان في القصد كما في المقصد.
'حزب الله' يريد أن يدفع أخصامه في لبنان ثمن التفاوت الكمي والنوعي بين الأولويات الإيرانية وتلك السورية. وحال 'حزب الله' في هذا المقام كحال 'عبقري' ذهب إلى أن دولة الفرس المصطفين لا تمانع تسوية سورية ـ اسرائيلية ما دامت اسرائيل زائلة بعد سنوات معدودات، والدليل عنده تكرار الوعد بشطبها من الخارطة، في خطب مأثورة لأحمدي نجاد والسيد حسن نصر الله والآخرين.
ـ صحيفة اللواء
صلاح سلام:
بدا واضحاً أن استمرار تنقل المسلسل الأمني في أكثر من منطقة يهدف إلى ارسال عدة رسائل الي الخارج العربي والدولي، بأن المعارضة، وعمودها الفقري حزب الله، ممسكين بالأرض بقوة السلاح، وأن هذه القوى مستعدة لحسم الصراع الداخلي وتداخلاته الخارجية بقوة المدفع، بعدما تم إنزال الأسلحة الثقيلة إلى مناطق الاشتباكات المتنقلة&bascii117ll; &bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وماذا يعني الهجوم المفاجئ على السعودية&bascii117ll;&bascii117ll;؟ الهجوم المفاجئ الذي شنّه أحد قياديي حزب الله على المملكة العربية السعودية لم يكن مستغرباً من الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، التي باتت تدرك جيداً أنه كلما احتقنت العلاقات الإيرانية مع السعودية، يُبادر حزب الله إلى ترجمة هذا الاحتقان بحملات من الاتهامات والافتراءات التي تطال مواقف المملكة الداعمة للشقيق الأصغر، والمساندة لكل قضايا الأمتين العربية والإسلامية&bascii117ll; يبقى من المضحك المبكي أن يتم اتهام السعودية بتمويل الفتنة في لبنان، في وقت تَجهد فيه القيادة السعودية، في مدّ يد العون والمساندة للبنان، دولة وشعباً ومؤسسات، من دون أي تفريق أو تمييز بين منطقة وأخرى، أو بين طائفة وأخرى&bascii117ll; في حين أن مساعدات إيران اقتصرت على قنوات حزب الله ومناطق جمهوره، من دون الالتفات إلى بقية مكوّنات الشعب اللبناني&bascii117ll; وقيادة حزب الله تدرك جيداً أن السفير السعودي عبد العزيز الخوجه كان أكثر السفراء العرب إقداماً على عقد اللقاءات مع السيد حسن نصر الله في ظروف بالغة الحساسية والتعقيد، وهو عمل بكل حكمة وشجاعة على ترتيب زيارة الوفد القيادي من حزب الله إلى الرياض لعقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين السعوديين، وكل ذلك في إطار تأكيد حرص المملكة للبقاء على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانية&bascii117ll;
ـ صحيفة الأنوار
الهام فريحة:
يتوقّع المراقبون أن يشهد لبنان السيناريو التالي:
- وضع تشكيل الحكومة الجديدة على رف الانتظار لأن تشكيلها سيضعها أمام استحقاقات لا أحد مستعجل عليها ومنها (بند سلاح المقاومة) في البيان الوزاري، وكذلك التعيينات العسكرية والأمنية التي هي مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالعلاقة بالمقاومة. - بت الوضع النهائي ميدانياً، فثمة مَن يعتقد بأن ما قام به حزب الله في بيروت (لم يكتمل) بعد وانّ ما تشهده بعض بلدات البقاع ولا سيما بين سعدنايل وتعلبايا، هو البداية، حسب مصادر واسعة الاطلاع، كما يخشى البعض أن تكون المصالحات التي جرت هي مصالحات هشّة، ويمكن أن تسقط في أي لحظة.
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
رسم التصعيد في مواقف مسؤولين في حزب الله في اليومين الأخيرين علامات استفهام حول الاسباب الحقيقية لهذا الموقف، وهو يندرج في إطار الخطاب الشهير للأمين العام لحزب الله في تشرين الثاني 2007 . ويعتقد المراقبون أن أداء حزب الله يثير خشية جميع اللبنانيين مما يقود لبنان إليه قبل الانتخابات النيابية وخلالها أيضاً، خصوصاً أن التهديدات تجد صدى لها في الواقع الميداني ولا يمكن التكهن بما يمكن أن تنتهي إليه الأمور في ظل هذا التصعيد الكلامي بدل التهدئة.
ـ صحيفة اللواء:
أجرت الصحيفة مقابلة مع النائب بطرس حرب ورأى فيها أنّ سلاح حزب الله صار مذهبيا وأنّ السيد نصر الله بخطابه الأخير أعلن ولاءه لولاية الفقيه على حساب لبنان وهذا شيء خطير جدا، والعماد عون يوفر تغطية وطنية له، ورأى أنّ شروط المعارضة تكمن في سلب الرئيس صلاحياته وأمل وحزب الله يستخدمان عون لهذه الغاية.