صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 25/6/2008
ـ صحيفة السفير حلمي موسى: تراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت عن نيته عرقلة تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله خضوعاً لمواقف عدد من قادة الأجهزة الأمنية. وأبلغ أولمرت، أمس، زوجة الجندي الأسير إيهود غولدفاسر التي هددت باسم عائلتي الجنديين برفع القضية إلى المحكمة العليا، أن الصفقة ستحسم في اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأحد المقبل. وشنت وسائل الإعلام الإسرائيلية حملة شديدة ضد تعامل أولمرت وحكومته مع قضية الأسرى، وأثر ذلك على الوعي الجماعي للجنود الإسرائيليين. وهددت عائلتا الجنديين في رسالة موجهة لرئيس الحكومة ووزير الدفاع ايهود باراك باللجوء للقضاء إذا لم يقرر أولمرت عرض الصفقة على اللجنة الوزارية خلال 48 ساعة. وطلبتا من الحاخامين الأكبرين لإسرائيل والحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي عدم المشاركة في لعبة سياسية ترمي إلى تقويض صفقة تبادل معقولة، وعدم اتخاذ أية إجراءات لتغيير وضعية الجنديين المخطوفين ما يؤثر على الصفقة. واستدعت رئاسة الحكومة على عجل زوجة أحد الجنديين كرنيت غولدفاسر للقاء أولمرت. وخرجت من الاجتماع لتعلن أن رئيس الحكومة أبلغها أن الصفقة ستعرض مع كل توابعها وتحفظاتها على الحكومة الأحد. وحسب التقديرات فإن الحكومة الإسرائيلية ستقرّ الصفقة بأغلبية كبيرة في اجتماعها المقبل. وفي كل الأحوال فإن الأمر يتطلب أياماً قد تكون بدايتها ونهايتها في اجتماع الحكومة الأحد، وقد يكون اجتماع الحكومة الخطوة الأولى في عملية أطول.
ـ صحيفة الأخبار إبراهيم الأمين: لم يكن سهلاً على رئيس حكومة إسرائيل إيهود أولمرت إدخال أي تعديل على الصورة شبه النهائية لصفقة تبادل الأسرى التي أبرمها الوسيط الألماني بينه وبين حزب الله. وحتى المناورة الأخيرة التي قام بها خلال اليومين الماضيين ارتدّت عليه حملة إعلامية كبيرة في إسرائيل وعودة سريعة له إلى مربع القرار الذي يحتاج إلى مصادقة مفترضة الأحد المقبل في الحكومة. وإذا لم يحصل أي انقلاب كبير في الموقف السياسي داخل إسرائيل، مثل حلّ الكنيست وحجب الثقة عن الحكومة قبل الأحد، فإن الصفقة مرشحة لأن تمر حتى لو خرج وزراء حزب العمل من الحكومة، علماً بأن إيهود باراك ليس معارضاً للبنود التي تتضمّن ما كان كثيرون في تل أبيب يرون فيه ثمناً باهظاً. الأكيد أن أبواب المناورات أقفلت تماماً، وأمام إسرائيل فرصة وحيدة في الأيام القليلة المقبلة، وإذا فقدتها فإن المقاومة لا تجد أنها مضطرة لأي تنازل، فيما قد يكون لديها الخيار لتحسين شروطها بألف طريقة وطريقة!.
ـ صحيفة الأخبار نزار عبود: لم تستمر طويلاً موجة التفاؤل بانسحاب إسرائيلي وشيك من مزارع شبعا. ورأت أوساط دبلوماسية هنا أن واشنطن أرادت من التصريحات المشجعة اختبار النيّات وزرع الشقاق بين أطراف المعارضة. والمبادرة المفاجئة جاءت بعيد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للرياض، ولقائه أركاناً من الموالاة، في حضور تيري رود لارسن.وحسب مصدر دبلوماسي، فإن لارسن والرياض يريان أن فكرة الانسحاب من المزارع تكون مفيدة إذا أدّت إلى إثارة موضوع سلاح المقاومة قبل صدور البيان الوزاري وأثناء تأليف الحكومة. ويتساءل المصدر: &laqascii117o;وإلا ماهي مصلحة إسرائيل في التخلّي عن أكثر المواقع في الشرق الأوسط أهمية من الناحية الاستراتيجية؟".وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن نقل المزارع إلى عهدة القوات الدولية لن يمنحها أي طمأنينة لأنها تشكك في فعالية اليونيفيل وتتهمها بغض النظر عن نشاط المقاومة.لذا قال دبلوماسي في نيويورك &laqascii117o;لو كانت رايس صادقة لما تحدثت عن الانسحاب من مزارع شبعا علناً، ولبذلت مساعيها مع إسرائيل بتكتم حتى تتوصل إلى نتائج". ورأى أن المهم هو التمعّن في التقرير المقبل لبان كي مون حول تطبيق القرار 1701 في موضوع المزارع، بعدما تجاهله التقرير السابق. ورأى أن التقرير سيركز على تهريب السلاح عبر الحدود السورية، وعلى زيارة اللجنة الدولية لتقييم الحدود (ليبات). ورجّح أن يشدد الأمين العام على ضرورة حل هوية مشكلة المزارع بين سوريا ولبنان، معيداً القضية إلى نقطة البداية. المتحدث باسم الأمين العام، فرنان برندن، نفى لـ&laqascii117o;الأخبار" أن يكون بان كي مون قد تلقّى من الحكومة اللبنانية رسائل أو مستندات جديدة في شأن لبنانية المزارع. أما الدبلوماسي فقال إن إسرائيل تشكك في قدرة الموالاة على الاستفادة سياسياً من أي انسحاب من المزارع لأنها &laqascii117o;ضعيفة للغاية".
ـ صحيفة الأخبار انطوان سعد: يجمع مراقبون مستقلون وقريبون من المعارضة والموالاة أن لبّ الأزمة الحالية هو في أسلوب تعاطي مختلف الأفرقاء مع ما جرى خصوصاً في بيروت من أحداث في الثامن من أيار الماضي. فمن جهة، ترى المعارضة ـــــ وفي مقدمها حزب الله ـــــ أن ثمة توازنات كرسها اتفاق الدوحة، كلّفتها ثمناً باهظاً، ولا سيما على مستوى نظرة العالم العربي والإسلامي إلى دور المقاومة الإسلامية في لبنان، ومن الواجب أخذها بالاعتبار. وبكلام آخر مقابل الثمن الغالي المدفوع لا بد من ثمار مفترضة يجب أن تحصل عليها المعارضة، وبخاصة حزب الله الذي لديه مجموعة مطالب هي في نظره ضمانات ضرورية وحيوية بالنسبة إلى دوره في المعادلة المقبلة، وبخاصة في ظل الأنباء عن تقدم المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية. ومن جهة ثانية، تبدو أوساط الموالاة، وبخاصة تيار المستقبل، غير قادرة أو في شكل أدق، غير راغبة في تجاوز محطة أحداث بيروت.وهي ترى أن حزب الله لم يدفع بعد الثمن المطلوب مقابل حصوله على الثلث المعطل، ومقابل حرمان تيار المستقبل عدداً غير قليل من المقاعد النيابية في بيروت والشمال. وبالتالي، فإن الموالاة تعلن التزامها تنفيذ أحكام اتفاق الدوحة، لكنها في العمق، وبحسب الأوساط القريبة منها، تعمل على أمرين: الأول جعل الأمور صعبة على حزب الله وحلفائه من خلال ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة، الخبير في مواجهتهم، والمتمتع بصفات الجلمود الذي لا يتأثر بما يقومون به، ومن خلال متابعة محاولات إحراجهم في الأوساط العربية والإسلامية. والأمر الثاني قطع الطريق على ما تعتبره محاولات من حزب الله رامية إلى وراثة الوصاية التي كانت سوريا تمارسها على لبنان من خلال الاحتفاظ بالكلمة الفصل في ما خص التعيينات في المواقع الأساسية في الإدارة والأمن.وتنطلق الأكثرية من مسلمة أن أفضل ما عند حزب الله قدمه في أحداث الثامن من أيار، ولم يعد لديه ما يهوّل به أكثر من ذلك.وتتساءل أوساط فاعلة فيها: &laqascii117o;ماذا بإمكان الحزب أن يفعل بعد؟ إنه يدري جيداً حجم الصعوبات التي يعانيها من جراء الاجتياح لبيروت. فهل لديه أمر آخر؟". وتضيف هذه الأوساط: &laqascii117o;إن ما تحاوله القوى المعارضة في البقاع لن يجديها نفعاً، ولا سيما على مستوى السيطرة على الطريق الدولية المؤدية إلى المصنع أو إفهامنا أن لإقدام القوى المناصرة لنا على قطع هذه الطريق ثمناً باهظاً".وتستنتج أن على حزب الله أن يعرف أن من مزايا تركيبة لبنان الطائفية هي أن لا مجال لفريق أن يخضع فريقاً آخر، وبخاصة إذا كانت لكل منهما صبغته الطائفية. وإذا كان ثمة درس للاعتبار به، فهو الثورة المضادة التي قام بها حزب الكتائب وحلفاؤه في نهاية أيلول 1958 لقطع الطريق على &laqascii117o;الثوار" كي لا يقطفوا &laqascii117o;ثمار الثورة".
ـ صحيفة الأخبار ثائر غندور: (...) ثمّة مكلّف تشكيل حكومة تشبّهه شخصيّة وسطى بالرئيس الياس سركيس. يروح ويجيء بين أقوى منه. يُضاف إلى ذلك عدم قدرة النائب الحريري على السيطرة على جمهوره، وارتفاع حدّة الثقة بالنفس و&laqascii117o;الفوقيّة" عند بعض مسؤولي حزب الله، الذين يتوهّمون أن بإمكانهم حكم البلاد، &laqascii117o;ويُطالب بعضهم باستكمال العمليّة العسكريّة والسيطرة على لبنان كله".وفي رأي الشخصيّة أنه لا يُمكن فصل الدور الإسرائيلي عن الأميركي، وأن إسرائيل لا بد أن تشن حرباً على إيران، رغم ما يُقال خلاف ذلك، وبالتالي من مصلحة إسرائيل أن تكون حربها على إيران بينما ينشغل حزب الله بمتاهات الداخل اللبناني. كما ان الصراع الإيراني ـ السعودي بدأ ينفجر بشكل أكبر في لبنان، إذ شرع حزب الله يُهاجم المملكة (في إشارة إلى كلام مسؤول العلاقات الخارجيّة في حزب الله نوّاف الموسوي الشديد اللهجة). وترى هذه الشخصيّة أن كلّ ما تفعله المملكة هو &laqascii117o;مساعدة الأكثريّة لحماية لبنان من النفوذ الإيراني". وتدافع الشخصيّة عن المملكة التي لم يسمع أحد من سفيرها في لبنان عبد العزيز خوجة &laqascii117o;أي كلام تحريضي ضدّ الشيعة". ويتشعّب الحديث. لكنّه يصل دائماً إلى النهاية ذاتها: البلد في خطر، وإمكان الخروج من الأزمة أصعب من الأمس لكنّه أسهل مما سيصير في الغد. بعد حرب تموز كان يُمكن بناء الثقة بين النائب الحريري والسيد حسن نصر الله. لكن الأمر لم يحصل.
ـ صحيفة الأخبار غسان سعود: جاهر السنيورة خلال مداخلته في مؤتمر فيينا لإعادة إعمار مخيم البارد، بالقول إن الشرط الرئيسي لتأمين استقرار الفلسطينيين هو &laqascii117o;وضع المخيم تحت صلاحيات السلطة اللبنانية"، مؤكداً أن إعادة إعمار المخيم ستلبي &laqascii117o;شروط الجهات المانحة ورغباتها".هذه التصريحات تتقاطع مع ما يصفه نائب سابق بمعلومات أكيدة عن توجه لبناني رسمي، بإيعاز من صنّاع القرار في الخارجيّة الأميركيّة، صوب التعامل مع قضيّة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفق خطة جديدة تتألف من 3 نقاط أساسيّة: أولها، تسليط الضوء على حقوق الفلسطينيين المدنيّة. ثانيها، توفير إجماع لبناني على عبثيّة السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها. وثالثها، تأمين جوازات سفر فلسطينيّة لفلسطينيي لبنان، ومبادرة وزارة الداخلية إلى إعطائهم إقامة طويلة الأمد، بحيث تصبح ديمومة وجودهم في لبنان شرعية. ويقول المصدر إن السنيورة تحدث عن تعميم نموذج البارد، بمعنى حصول الفلسطينيين على حقوقهم المدنيّة، وعلى السكن اللائق والفرص الاقتصاديّة والاجتماعيّة، مقابل تسليمهم السلاح إلى الدولة.
ـ صحيفة صدى البلد جورج ساسين: هل عاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من اسرائيل وفي جعبته بداية حل لاحتلال مزارع شبعا؟ هذا السؤال طرح نفسه بقوة بسبب التكتم الشديد الذي واكب زيارته بخلاف تسريبات اسرائيلية حول نية رئيس الحكومة ايهود أولمرت الطلب من ساركوزي التمهيد للقاﺀ مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة لبحث الأمر. وأفادت مصادر واسعة الاطلاع بأن التكتم الحاصل بمثابة 'انضاج لظروف نجاح المسعى الفرنسي'.ويبدو ان عملية انضاج الظروف أطلقها ساركوزي في أثناﺀ محادثاته مع المسؤولين الاسرائيليين بعدما حيّد الرئيس الأميركي جورج بوش شارحاً لهم منافع تسليم مزارع شبعا الى الأمم المتحدة على الوضع السياسي في لبنان ولا سيما في بداية عهد سليمان والحكومة العتيدة. وعلمت 'صدى البلد' بأن ساركوزي حاول اقناع أولمرت ووزيري خارجيته ودفاعه 'برمزية هذه المنطقة الصغيرة لكونها تشكل مدخلاً لنزع سلاح' حزب الله 'الذي أعلن انه ما دامت تحت الاحتلال فهو سيبقى على مقاومته. أما إذا انسحبت اسرائيل منها فمن الممكن آنذاك البحث في تسليم سلاحه والانضمام الى الجيش اللبناني'.
ـ صحيفة المستقبل وسام سعادة: يتعامل المشروع المهدوي المسلّح الذي يمثّله 'حزب الله' مع الجغرافيا اللبنانية على أساس تكريس الإنقسام إلى فضاءات أربعة. الفضاء الأوّل هو الذي 'يخلص' بطاعته للولي الفقيه الإيراني. يمتد هذا الفضاء بقاعاً وجنوباً، لكنّه يتكثّف في منطقة الضاحية الجنوبية، حيث تتوارى سلطة الدولة اللبنانية ومؤسساتها أمام 'قضاء حزب الله' الذي يُحتكم إليه بالإسم للنظر في العقود أو في بتّ المعاملات العقارية والتجارية، وأمام 'مؤسسة الشهيد' وتأتي بعد ذلك كوكبة المؤسسات البديلة عن الدولة من 'جهاد البناء' إلى شرطة 'الإنضباط'، أو تلك المؤسسات التربوية التعبوية مثل مدارس المصطفى ومدارس المهدي وقد فاتها أن المادة 10 من الدستور اللبنانية تكفل حقوق الطوائف من جهة إنشاء مدارسها الخاصة، وليست تكفل أبداً حقوقاً مماثلة للأحزاب، أياً يكن الحجم التمثيلي للأحزاب ضمن طوائفها. وإذا كانت الديموغرافيا المذهبية صافية ومن لون واحد في 'الفضاء الأوّل'، فإنها ليست كذلك في 'الفضاء الثاني'، حيث يعمل 'حزب الله' وأعوانه على فرض سيطرة أمنية على مناطق مختلطة مذهبياً، مع الإستفادة، بالحد الأقصى، من السيطرة الأمنية لفرض تعديل مذهبي ديموغرافي واضح المعالم، عمارة في إثر عمارة، وشارعاً من بعد شارع. فالمشروع المهدوي المسلّح في لبنان ما عاد يقبل بمعادلة 'الضاحية الجنوبية' في مقابل 'بيروت'، وصار همّه تكريس معادلة 'بيروت الجنوبية' في مقابل 'وسط ورأس بيروت'. أما 'الفضاء الثالث' فهو ذلك الذي يتاخم مناطق سيطرة 'حزب الله' الصافية مذهبياً لمصلحته (الفضاء الأول) أو المختلطة مذهبياً تحت أمرته (الفضاء الثاني). يمكن الإقتراب هنا من المعادلة التالية: إذا كانت السيطرة الأمنية في المناطق المختلطة مذهبياً تؤسس لتغير ديموغرافي تتضّح فيه الغلبة المذهبية شيئاً بعد شيء، فإن النفاذ الديموغرافي في المناطق المتاخمة أو المحاذية لعموم مناطق سيطرة 'حزب الله' إنما هو من النوع الذي يؤسّس للتوسّع الأمني. لأجل ذلك، فإن أهل المناطق المتاخمة أو المحاذية للمشروع المهدوي المسلّح غالباً ما أظهروا قلقاً بالغاً من 'خيار القضم'، بل ارتسم 'أخدود القضم' من بدارو إلى عين الرمانة والشياح إلى الحدث. لكنّ 'الفضاء الرابع' هو الذي تظهر فيه، أكثر من سواه، الخطورة الكيانية للمشروع المهدوي المسلّح على لبنان: إنه الفضاء الذي تتأمن فيه أكثرية طائفية أو مذهبية ساحقة ليست كتلك التي يجد فيها 'حزب الله' قاعدة أهلية آمنة. هو الفضاء الذي لا يشكّل 'الإختلاط السني ـ الشيعي' أو 'الدرزي ـ الشيعي' أو 'المسيحي ـ الشيعي' سمته الأساسية، ولا تشكل 'المُتاخَمة' أو 'المُجاوَرة' مع المناطق الشيعية مثل هذه السمة. وفي هذا 'الفضاء الرابع' بلدات أو تجمعات سكنية تتميز عن جوارها بالإنتماء إلى المذهب الإثني عشري، من عاليه إلى المتن الشمالي إلى جبيل إلى قرى محدّدة في البترون والكورة. وتضاف كذلك مناطق وجود الطائفة العلوية، ابتداء ببعل محسن في مدينة طرابلس، وغير انتهاء به. من زاوية الحرص على العيش المشترك، يفترض بهذه 'الجيوب' أن تشكل 'جسوراً' للوصل لا للفصل بين أبناء الجماعات الروحية المختلفة. وإذا كان قسم من هذه 'الجيوب' قد حمل على النزوح في مرحلة من مراحل الحرب الأهلية، إلا أن قسماً آخر قد أظهر مقدرة على التكيّف والبقاء حيث هو، وهو ما ينطبق بشكل أساسي على الأقلية الشيعية في منطقة جبيل. بيد أن ما هو جار على قدم وساق منذ سنوات، وبشكل محموم في الأشهر الأخيرة، هو تحويل هذه 'الجيوب' إلى قلاع أمامية. فنموذج 'الحصن' الذي يمثّله 'بعل محسن' هو الأكثر رسوخاً في هذا المجال، إذ لم ينقطع 'خبر' الصدامات بينه وبين منطقة 'باب التبانة' على امتداد الأعوام، ليصل ما بين المرحلة الدامية لدخول الجيش السوري المدينة في الثمانينات وبين انفجار الصدام الدموي الأخير، بعدما دججت هذه المنطقة بالسلاح وبالذخيرة بشكل غير مسبوق. وإذا كانت لـ'بعل محسن' خصوصيته 'العلوية'، فإن العمل جار على قدم وساق لتحويل 'الجيوب' الأخرى على صورته ومثاله، وهو ما من شأنه حمل البلاد على مضاعفات أهلية خطيرة ومزمنة، هذا في أقل تقدير. وإذا كانت بعض الأوساط المنخرطة في 'شبكة الإعلام الحربي' تستغرب مناداة السكان بضرورة 'حماية الأكثريات' من الميليشيات التي تستبد بالجيوب الأقلوية وتتحصّن وراءها وتقصف وتعتدي، فتخضع مدينة انطلاقاً من تلة، فإنه من واجب 'الأكثريات' هذه، وهي تحرص على الجمع بين الموقف الحازم دفاعاً عن أمنها وعن كرامتها وبين الموقف الوسطي والمحاور دينياً ومذهبياً، أن تشدّد على أن ما يحصل في 'الفضاء الرابع'، إن هو إلا محاولة منهجية لتحويل 'الجيوب' الأقلوية إلى ما يشبه 'المستوطنات الأمنية'. وقبل حوادث الشمال، و'انقضاض' بعل محسن على طرابلس، سبق أن انكشف السيناريو الحربي في منطقة الغرب من عاليه، يوم كانت المهمة الأساسية لمقاتلي 'حزب الله' محاولة مد 'طريق آمن' بين بلدتي كيفون والقماطية الشيعيتين في منطقة يغلب عليها اللون الدرزي، فكان 'الطريق المذهبي الآمن' سبباً في افتقاد الهجمة الحزب اللهية لأي غطاء درزي يتبع لها ولو على سبيل التمويه. في المناطق المسيحية، ليس من مصلحة 'حزب الله' في الظروف الحالية أن يصدر أمر عملياته لـ'الجيوب الممليشة'، ذلك لأن الغطاء المسيحي الذي يقدّمه له العماد ميشال عون ما زال ينهض بالمهمّة. مع ذلك، فإنّ المشروع المهدوي المسلّح يزداد حرصاً على 'امداد' هذه الجيوب أكثر من ذي قبل، سواء لاستباق أي تصدّع في الغطاء المسيحي الذي يوفّره تيار العماد عون، أو لتحويل هذه 'الجيوب' إلى قوة مساعدة لمصلحة الأخير ان استدعت الحاجة، وقد سبق أن حصل شيء من هذا القبيل، وإن على صعيد محدود، قبل أقل من عام، في نهاية اليوم الانتخابي الطويل في فرعية المتن الشمالي. ما يقوم به المشروع المهدوي المسلّح هو 'توريط' هذه الجيوب في ما لا تحمد عقباه، وفي ما من شأنه أن يجعل علاقتها مع جوارها، كعلاقة بعل محسن أو (جبل محسن) مع باب التبانة. ويتم ذلك، بالتوازي مع اشارات متزايدة عن تصميم المشروع المهدوي المسلّح على استئصال كل ما يظهر له كـ'جيوب' خارجة عن طوعه داخل الطائفة الشيعية، وضمن المناطق التي يبسط عليها سيطرته.
ـ صحيفة اللواء معروف الداعوق: في اعتقاد مصادر سياسية بارزة ان النتيجة المنظورة للجوء حزب الله الى استعمال سلاح المقاومة في الصراع السياسي الداخلي، أتت معكوسة تماماً لما كان يتوقعه قادة الحزب وكل من حمّسه للجوء الى هذا الاسلوب وايده علناً او سراً في هذا الخيار، الذي أدّى اولاً الى سقوط هيبة هذا السلاح، من سلاح موجه للعدو الاسرائيلي، الى سلاح فتنوي، يوجه الى اللبنانيين لغايات واهداف سورية وايرانية، للسيطرة على لبنان، كما ظهر علناً على لسان اكثر من مسؤول ايراني كان آخرهم علي لاريجاني، في حين ان تحقيق التفوق السياسي من خلال هذا السلاح، بدأ يندثر تدريجياً بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد ورفض الاغلبية الانصياع لتأثيرات هذا السلاح، الذي يواجه بالرفض المطلق في مناطق استعماله، وبالتفاف شعبي على الاكثرية وتأييد طروحاتها السياسية، خلافاً لما يسعى اليه حزب الله والمعارضة، ورفض سياسي ملحوظ للانحناء بالرغم من كل الحرائق التي يشعلها هذا السلاح&bascii117ll;
ـ صحيفة الديار جوني منير: أرجأت قطر إرسال موفدها أياماً معدودة ريثما تنضج الظروف الإقليمية المساعدة والمهيأة لولادة الحكومة حيث علم أن فسحة من التفاؤل كانت تسود الكواليس أمس، على أساس أن تقدماً جيداً تحقق خلال الساعات الماضية. من جهة ثانية لاحظ التقييم الغربي أن أحداث الشمال أثبتت وجود عناصر متطرفة مستعدة للتحرك وهذا مؤشر خطر. لكن الملاحظ أن هذه العناصر لا تزال محدودة العدد، إلا أن مكمن الخطورة أنها تجد احتضاناً شعبياً وغض نظر رسمي. وشعور الإحباط لدى الطائفة السنية يدفع هذا الشارع باتجاه حضانة العناصر المتطرفة، إضافة إلى ضرورة المساعدة في توطين الفلسطينيين على أساس أن هؤلاء يمكن أن يشكلوا الذراع العسكرية للسنة. وهمس دبلوماسي أوروبي بأن محاولة توطين الفلسطينيين في لبنان ليست كذبة ولا فزاعة.
ـ صحيفة الديار أسعد بشارة: (...) بحسب أوساط المعارضة فإن كلام السيد نواف الموسوي جاء بفعل وجود معطيات لدى حزب الله بأن هناك دخولاً أميركياً وسعودياً على خط تأليب الواقع الداخلي ونسف اتفاق الدوحة والاستفادة من حالة الفوضى هذه لتشويه سلاح المقاومة وادخاله في صراع مذهبي لا ينتهي. وتضيف أوساط المعارضة أن التحضير لتسليح السلفيين والتحضير لمواجهات جديدة سكون شبيهاً بما جرى في العراق بحيث يتحول الواقع التفجيري إلى عنصر ضاغط على حزب الله لبدء النقاش الفعلي في مبدأ وجود سلاحه.
ـ السفيرغاصب المختار: يقول ان الاسوا ما في الاقتتال في الازمة الاخيرة انها ادت الى الاقتتال بين الفقراء وفي اكثر المناطق فقرا وحرمانا ... واضاف 'نفهم أن يكون ثمة معترضون على مشروع المقاومة في لبنان ضد العدو الإسرائيلي، لكن لا نفهم ما دخل السنّة والشيعة والخلفاء الراشدين والأئمة وآل بيت النبي، حتى يُهانوا كل يوم من هذا الطرف أو ذاك، كأن المعركة هي بين قريش وبني هاشم، أو بين المسلمين والمشركين؟ ولا نفهم كيف ينقاد الأولاد الى الحرب وبعضهم لم يبلغ الحلم بعد، كما شاهدنا في طرابلس مؤخرا، وكيف يسمح لهم أهلهم بحمل السلاح وترك مدارسهم وامتحاناتهم، دفاعا عمّن وعمّاذا؟'وقال' ولماذا يتحول بعض رجال الدين والدعوة الى دعاة تفرقة وتنابذ وعنصرية وتعصب، بينما جوهر الدعوات السماوية يدور على المحبة وحسن المعاملة؟'
ـ صحيفة النهار راجح خوري : عندما يعلن الشيخ نعيم قاسم مثلا الاستعداد للمناقشة مع الآخرين 'كي تكون المقاومة جزءا من مشروع كل اللبنانيين حول أي لبنان نريد، لبنان السيد الحر المستقل القوي أم لبنان تحت الوصاية، فان ذلك يعني عند الاكثرية في ظل الخلاف السياسي المديد وبعد دخول السلاح الى الداخل وعلى خط حسم الخلاف، ان 'دفتر شروط' 'حزب الله' هو الذي يفترض أن ينفذ في الاتفاق على أي لبنان نريد لكي يكون البلد سيدا وحرا، وإلا فان لبنان يكون تحت الوصاية! وعندما يقرأ اللبنانيون كلاما صادرا عن مسؤولين في 'حزب الله' يمكن ان يُفهم منه ان على الدولة ان تدخل تحت مظلة الحزب والمقاومة، وأن تولد من رحم أو من مفاهيم الحزب والمقاومة، وأن تتبعهما في كل الامور من مفهوم الاستراتيجيا الدفاعية الى تعيين أي شخص في أي موقع أمني، مرورا طبعا بمواقف لبنان وعلاقاته الخارجية، فان ذلك يعني اننا امام وضع لم يعد يحتمل الثنائية في التصرف والمفهوم بين الدولة والمقاومة وخصوصا عندما تدعو الاكثرية الى الاتفاق على استراتيجيا دفاعية تضع مقاليد القرار والسيادة في يد الدولة. فاما ان تلتحق الدولة بالمفهوم الذي يراه 'حزب الله' للدولة، وإما ان يلتحق الحزب بالمفهوم الذي يتفق عليه اللبنانيون للدولة!هنا يكمن جوهر الخلاف. وهنا تكمن صعوبة الحوار الوطني الموعود، وخصوصا بعد الخط التصاعدي في الصراع الذي تجاوز التراشق بالاتهامات الى الاشتباكات المسلحة، وخصوصا ايضا بعد التهديد بتكرار استعمال السلاح للحسم في بيروت وغيرها!
ـ صحيفة النهار ابراهيم بيرم: ليل الاحد الماضي، دخل احد المحيطين برئيس مجلس النواب نبيه بري دارته ليراه وامارات الاستياء تسكن وجهه، ويسمعه يقول بلهجة تقطر مرارة: 'يظهر ان كثيرين من زعماء هذا البلد لا يريدون بلداً، لذا ساعطي نفسي اجازة من القيام بأي اتصالات من الآن حتى 15 يوماً لنرى ماذا سيفعلون'. بعض من سمعوا هذه الرواية فسرها على اساس ان الرجل قرر اخيراً التوقف عن بث موجات التفاؤل التي اضطلع بها شبه وحيد، وكان يحض معاونيه على بثها باستمرار على رغم كل المعطيات السلبية التي كانت تفرض نفسها في المعادلة السياسية، حتى انهم كانوا يستغربون هذا الامر بينهم وبين انفسهم.اضافة الى ذلك، كان بري فتح قنوات تواصل عريضة بينه وبين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، لا سيما بعدما كفّ الاخير عن خطابه التصعيدي، وبعدما تيقّن ان ثمة متغيرات لا بد من اخذها في الحسبان. ولم يعد جديدا القول ان هذه القنوات تمظهرت بلقاء يتيم بين مسؤولين في حركة 'امل' و'التقدمي' طرحت خلاله فكرة مصالحة في الجبل تضع حجر الاساس لتذويب الكثير من آثار حوادث ايار المشؤومة.والى ذلك كله كان بري مطمئناً الى علاقته القديمة، المتجددة مع رئيس تكتل 'المستقبل' النائب سعد الحريري، والتي تقدمت لاحقاً بحوارات ومناقشات قاربت اكثر من اشكالية، على نحو يرضي زعيم تيار 'المستقبل' الذي ما انفك يوماً عن الاشارة الى الجرح الذي اصابه بفعل حوادث بيروت.واللافت في السياق ان بري وجد فسحة امل اكبر في علاقته المتجددة مع الرئيس فؤاد السنيورة. وفي مرحلة بالغ بري في احتفائه بالسنيورة 'العائد الى رئاسة الحكومة بوجه جديد ورؤية جديدة تستبطن اقراراً بأخطاء وخطايا شابت سلوكه في السابق'، حسبما ذكر قريبون من رئيس المجلس وبوحي منه.وفي حين طلب بري من اعضاء كتلته واركان حركته الكف عن مهاجمة السنيورة، بادر في احيان اخرى الى الدفاع عنه واعتباره مظلوماً من جماعته وجعله في حفل زفاف كريمته في 'البيال' احد ضيوف طاولة الشرف التي ضمته الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي. وفي 'مناخات' المعارضة كان لدى بري ما يشبه اليقين من ان 'مونته' على جماعته ستجعلهم يخفضون سقف اعتراضهم على كثير من الأمور، على رغم ما نمي إليه عن عدم رضا 'حزب الله' و'التيار الوطني الحر' عن تعجله في قضية إعادة العلاقة مع النائب جنبلاط لإيمانهم بأن رهانات الرجل وارتباطاته القديمة لم تنته كلياً، بينما كانا ينظران بريبة الى 'تسامحه' مع آل المر وتغطيته 'طموحاتهم الجامحة' في بعض المراحل. كان بري كعادته مستعجلاً في حركته السياسية، ومتعجلاً في إطلاق العنان لتفاؤله لاعتبارين اساسيين: الأول حساباته المعروفة بعودة عاجلة إلى الدولة، والثاني يقينه ان اتفاق الدوحة هو في ذاته ثمرة 'اقتناع' مشترك من طرفي النزاع الاقليميين اللذين انعكس في الازمة صراعهما الحاد على الساحة اللبنانية تأزماً تصاعد حتى بلغ حدود الانفجار الامني، وقوام هذا الاقتناع ان الاتفاق كان ضرورة للحد من خسائر منيت بها عاصمة بينما حققت عاصمة اخرى مكاسب صار في امكانها صرفها في علاقاتها بالخارج على نحو سيخرجها من حالة العزلة بعدما حُمّلت لمدة طويلة المسؤولية عن تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية.لكن رياح التطورات عاكست تفاؤلات بري، هذه المرة ايضاً وجعلته في موقع اشبه ما يكون بموقعه حينماً كان يطلق العنان للمناخات الايجابية خلال اشهر الازمة العجاف قبل اتفاق الدوحة، اذ بدأ ينتشر في اوساط المعارضة على وجه الخصوص ان اتفاق الدوحة كان حاجة اقليمية ودولية غايتها حصر 'النار' في داخل جدار البيت اللبناني، والحيلولة دون انتشارها الى الاقليم، وبالتالي لم يتعامل معه الاطراف والمعنيون على اساس انه حل جذري، او مدماك اولي للحل المنشود والمعقود عليه الرهان. حيال هذا 'التعقيد' البادي، بات السؤال المطروح بالحاح كيف ستتعامل المعارضة مع المرحلة، وما هي الخطوط العريضة العامة لخطة المواجهة؟ الثابت حتى اليوم من مصادر عليمة في المعارضة ان هذا الفريق سيتحرك انطلاقا من يقين مفاده ان المرحلة بالنسبة اليه ليست مرحلة انتظار لتجميع تدريجي للمعطيات، بل هي مرحلة الاستمرار في الهجمة التي بدأها في الاسبوع الاول من ايار.لذا لا تعتبر المعارضة نفسها انها توقفت عن الحراك والفعل، فهي على سبيل المثال وليس الحصر جبهت بشراسة كل المحاولات 'الميدانية' لشن الموالاة هجوما معاكسا، من شأنه 'استهلاك' نتائج احداث ايار وامتصاصها'.وعليه كانت واضحة قساوة رد المعارضة على كل التحركات الامنية 'المضادة' في بيروت والبقاع الاوسط. ثم كانت حوادث طرابلس الاخيرة نموذجا آخر اكثر شراسة على امكان نقل المواجهات وتوسيع نطاقها، واستهدافاتها وخصوصا في التلويح بسيف 'السلفية' و'السلفيين'، وفي استمرار توجيه الضربات الى الساحة التي يعتقد النائب الحريري انها قاعدته ومعقله.وبطبيعة الحال كان للمعارضة ردها السياسي الوقائي، فهي لم تتهاون اطلاقا مع محاولات 'كسر' حليفها الاساسي النائب العماد ميشال عون سياسيا، فكان تشبثها بالحقيبة السيادية امرا ذا ابعاد ودلالات واضحة، وهي ان كل تفكير مسبق بحلف داخل المناطق المسيحية لتطويق عون او حصاره او اسقاطه من الداخل امر محظور، ودونه خطوط حمر لا يسمح بتجاوزها على الاطلاق، وهكذا تقيم المعارضة على اعتقاد فحواه ان العهد الذي يريد البعض عبره محاصرة عون في ساحته بات مكبلا، وقاصرا عن الحراك في باكورة أيامه. ولاحقا اعلنت المعارضة في شكل غير مباشر انها صارت في طور الانتقال الى 'المرحلة الثانية' من 'المواجهة'، وتجلى ذلك من خلال ثلاثة معطيات: - لائحة 'اللاءات' الطويلة التي اطلقها المسؤول عن العلاقات الدولية في 'حزب الله' السيد نواف الموسوي والذي ما زالت اصداؤه تتردد حتى اليوم. - رفع العماد عون لوتيرة خطابه التصعيدي. - رفع وتيرة الهجوم اليومي على الموالاة بتهمة تعطيل تأليف حكومة الوحدة الوطنية. والامر الجديد في لائحة حسابات المعارضة انها تعتزم هذه المرة عدم السكوت عن أداء دولة عربية تعتقد (أي المعارضة) انها تقف مع جملة الواقفين امام تأليف حكومة الوحدة الوطنية بشروط المعارضة، وهي ان لمحت اليها تلميحا في رسالة مشفرة، فانها تعتزم في مرحلة لاحقة الى فتح سجال اعلامي مباشر معها، وقد مهدت لهذا الامر الاسبوع الماضي مما اضطر سفير هذه الدولة الى الاتصال بجهات ثلاث منها 'حزب الله' طالبا الكف عن هذا الامر، ومهددا بتسليم مفاتيح سفارة بلاده.وفي كل الاحوال يبدو جليا ان المعارضة لن تلجأ هذه المرة الى اسلوب الانكفاء في 'خيم الانتظار' كما فعلت غداة تحركها نهاية عام 2006، فهي تقيم على اعتقاد فحواه انه ليس امامها ما تخافه وتهابه، وبالتالي لا ترى امامها اي خطوط حمر تحول دون استئناف هجومها، فيما هي تعتقد ان خصمها في حالة انهاك، ولن تترك له فرصة استرداد انفاسه، واستعادة توازنه.وفي كل الاحوال يختصر احد قادة المعارضة الموقف بجملة واحدة هي: 'لن نسمح لخصومنا بالشعور بالأمان، ولن نسمح لهم بالاعتقاد اننا فقدنا زمام المبادرة ولو دقيقة واحدة'. وفي معلومات مصادر المعارضة ان قيادتها ابلغت من يعنيهم الامر انها تنتظر من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فعل شيء ما يكسر دوران حلقة الفراغ من الآن حتى نهاية الشهر الجاري وبعد ذلك سيكون عليها حكما الدخول في ما تعده المرحلة الثانية من رد فعلها'.
ـ صحيفة النهار هيام القصيفي : تعرض فيه بعض من تاريخ الجيش اللبناني وان الحرب على نهر البارد ادت الى اعجاب الملحقين العسكريين الاجانب بادائه .. وعرجت الى الوضع الحالي بين الجيش والاوضاع السياسة والامنية القائمة على الارض فتقول ' يبدو ان هناك تسليما واقعيا لدى الجيش بوجود عراقيل تلقائية تمنع احرازه اي تقدم فعلي عسكري في الحوادث التي تتنقل من منطقة الى اخرى، يواكبه اعتراف ضمني باخطاء سجّلت في حوادث الشياح وبيروت. ولعل المكاشفة الذاتية تساعد على اعادة جدولة الاولويات وتعيد برمجة الوضع الامني على قواعد واضحة، فيما لا تزال الدول الغربية التي يعول عليها لمساعدة الجيش، وتقويته، تراهن عليه وعلى وحدته. وقد تبلغت القيادات السياسية المعنية في الساعات الاخيرة، وبعد حوادث الشمال، تمسك الاميركيين بالجيش وضرورة تعزيزه. والاعتراف الاميركي بضعف مقدرات الجيش حاليا، لا يلغي ان الاميركيين واثقون بدور الجيش المستقبلي، وقد يكون ذلك اقرب مما يتصوره البعض. فقيام الحكومة العتيدة يعني حكما فتح كل الملفات الامنية بما فيها ملف سلاح 'حزب الله'، واي تطور امني في المنطقة سلبا او ايجابا، يعني حكما دورا متزايدا للجيش. ولهذا السبب يفهم تطويق الاميركيين لحركة الاعتراض القوية على دور الجيش في حوادث بيروت، وتفهم ايضا النصائح التي تقدم له بضرورة التنسيق مع جميع القوى في لبنان من دون استثناء، بما فيها 'حزب الله'، على رغم الملاحظات الاميركية على اداء الجيش في حوادث بيروت 'والتي سجل خلالها للمرة الاولى مساندة جيش شرعي لميليشيا'.من هنا يتواصل تقديم الهبات الاميركية من عتاد وذخائر، التي لا تكفي وحدها لتعزيز قدرة الجيش القتالية، ما دامت اسرائيل تعترض دوريا على رفع مستوى المساعدات العسكرية وتحسين تجهيزات الجيش الدفاعية. وحاليا، اغدقت وعود اميركية بتقديم طوافات جديدة الى الجيش، لكن لبنان يصر على ان تكون ذات طابع عسكري قتالي، اي مزودة اسلحة، والا ستنعدم الفائدة منها، تماما كطوافات 'غازيل' التسع التي قدمتها دولة الامارات العربية المتحدة للجيش في آذار 2007، من دون تزويدها السلاح اللازم. فتعزيز قدرات الجيش هو المعبر الذي تراهن المؤسسة العسكرية عليه، لتحقيق فرض الامن في لبنان، وخصوصا في مواجهة ميليشيات وقوى مدربة ومجهزة تجهيزا عاليا، ولديها امكانات عسكرية متطورة. وهو ما حصل في نهر البارد العام الماضي، وكذلك في الشمال والبقاع، مع كشف انواع جديدة من البنادق الاوتوماتيكية المتطورة التي وجدت مع عناصر 'فتح الاسلام'. في حين كشفت المعلومات الامنية ان من بين الاسلحة التي استخدمتها المعارضة في البقاع على سبيل المثال مضادات ارضية، وهو دخول متطور في نوعية الاشتباكات التي دارت اخيرا. وتعطي هذه اللمحة تأكيدا لعدم قدرة الجيش على الدخول في اي معركة على الارض الا قبل الاتفاق السياسي، بحسب المعلومات الامنية الموثوق بها، 'فالجيش لا قدرة له عدديا على الفصل بين المتقاتلين، ولا يمكنه ان يفض اي اشتباك، ما دامت القوى المتقاتلة تملك القدرة العددية والعتاد المتطور. ولا ننسَ ان الجيش ينفذ انتشارا واسعا على مساحة لبنان كله، وليس لديه العديد الكافي لتحقيق انتشار امني رادع على المساحة اللبنانية كلها'. ويؤشر ما حصل في البقاع والشمال من دعوة القوى السياسية الجيش الى التدخل للفصل والانتشار، الى ان ثمة ثقة لا تزال باقية بهذه المؤسسة، بعدما وصل طرفا المعارضة والاكثرية الى حائط مسدود، ولو ان الجيش يعرف تماما ان منسوب العتب على ادائه لا يزال مرتفعا، وخصوصا لدى القوى السنية. وتسجل هذه القوى ملاحظات كثيرة على اداء بعض القطع والضباط. واذا كان الجيش تمكن بفعل ادارته الذاتية خلال اسابيع قليلة من احتواء اي حركة تململ سني في صفوفه، الا ان وجوده على الارض في بعض المناطق الشمالية، بدأ يشعره ان نسبة التململ عالية. ولعل في جواب امني عن بعض التساؤلات المطروحة حول عدم قدرة الجيش على الحسم، وهو الذي حقق انتصارا باهرا في نهر البارد، خير دليل على مدى استشعار الجيش بما يحصل، اذ جاء في الجواب 'في معركة البارد، كان ظهرنا محميا من كل القوى السنية التي كانت تساندنا. اليوم الامر مختلف، البعض يعتبر الجيش حياديا اكثر من اللازم، والبعض الاخر يريده مواليا له'.