ـ صحيفة الشرق الأوسط :
في موقف بدا مختلفا عن المواقف التي اتخذها مسؤولون سوريون ازاء ما طرح من اطراف دولية عن وضع مزارع شبعا تحت وصاية الامم المتحدة قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: لا نمانع خروج الاسرائيلي من مزارع شبعا وإعطاءها الى الامم المتحدة. لكننا نعتبره تحريرا منقوصا الى ان تعود الى السيادة اللبنانية. وكان مصدر سوري مقرب من المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة قال ان تسوية مزارع شبعا يجب ان يتم في اطار عملية مدريد. وبدا نصر الله في كلمته التي القاها امس ليعلن موافقة الحزب على صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل منفتحا تجاه الداخل مرحبا بأي لقاء أو اجتماع سياسي تحت أي عنوان.
ـ صحيفة السفير :
شكّل الخطاب السياسي للأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله، أمس، تدشينا لمرحلة سياسية جديدة، طويت معها صفحة &laqascii117o;حرب تموز" الداخلية، بكل تفاصيلها وتشعباتها الخلافية، لتبقى الصفحة نفسها مفتوحة، في الشق المتصل بالصراع مع العدو الإسرائيلي، ولكن وفق مقاربة منفتحة على مناقشة كل ما يتصل بسلاح المقاومة من زاوية الحفاظ على عناصر قوة لبنان في معادلة الصراع اللبناني الإسرائيلي، خاصة أن لبنان سجل ويسجل أنه الدولة العربية الأولى التي حررت الجزء الأكبر من أرضها وكل أسراها الأحياء والشهداء والمجهولي المصير، من دون تقديم أي تنازل لمصلحة إسرائيل.
وفي مؤتمرِ صحافي كان مُخَصَّصا لصفقة تبادل الأسرى بين الحزب والإسرائيليين، حاذر السيد نصر الله الغوص في الأوضاع الداخلية، وخاصة في لعبة المغانم الحكومية، وقال إنه على الرغم من ظروفه الأمنية الصعبة يعلن انفتاحه السياسي المطلق &laqascii117o;على أي لقاء سياسي وأي اجتماع سياسي تحت أي عنوان وتحت أي إطار إذا كان يساعد ـ وهو بالتأكيد يساعد ـ في لم الشمل وجمع الكلمة وترميم الوحدة الوطنية وتكريس السلم الأهلي وتجاوز المرحلة السابقة مع ما فيها من حساسيات وأحقاد وضغائن والتباسات"، داعيا اللبنانيين بكل أطيافهم ومناطقهم وطوائفهم بالعرس الوطني الحقيقي يوم استقبال الأسرى الأحياء والشهداء. واستعاد السيد نصر الله مضمون خطاب الثاني والعشرين من أيلول 2006 مشددا على أن سلاحنا ليس أبديا وبعدَ تحرير الأسرى ومزارع شبعا وكفرشوبا، نذهَبُ الى الاستراتيجيَّةِ الدفاعية... ونحن واعون ومستعِدون لأيِّ إجراءٍ أو مشهد أو صورة لصالِحِ البلد، مؤكدا أن انتصار الأسرى، كما كل انتصار، مُهدى الى كلِّ لبنان.
وقد ترك خطاب الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله"، الذي عرض فيه للتفاصيل المتاحة والممكنة حاليا في ما يتعلق بقضية التبادل، أصداء إيجابية لدى فريق الموالاة، حيث تلقفه رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بقوله لـ&laqascii117o;السفير" إنه خطاب مشجع ويتضمن إيجابيات. وقال جنبلاط العائد من مؤتمر الاشتراكية الدولية في اليونان، &laqascii117o;نحن جاهزون للحوار ولم نرفض ذلك في أي يوم من الأيام وهذا من النقاط الأساسية في اتفاق الدوحة ولا مانع في أن يكون أيضا من دون أية شروط مسبقة من أي طرف". أضاف جنبلاط رداً على سؤال &laqascii117o;نعم سأكون في استقبال الأسير سمير القنطار وبقية الأسرى والشهداء العائدين فهذا موضوع يتجاوز أي اعتبار أمني أو سياسي، وهو بمثابة تقدير متواضع لكل من ساهم في الصراع مع العدو الاسرائيلي". وقالت اوساط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لـ&laqascii117o;السفير" انه سيكون هناك قراءة تفصيلية دقيقة من جانب رئيس الحكومة للخطاب وبعده يكون هناك موقف رسمي، ولكن يمكن القول إن النبرة التي اتسم بها الخطاب كانت نبرة إيجابية وتركت ارتياحا لدينا وهي دليل على وجود توجه ايجابي ومنفتح من قيادة &laqascii117o;حزب الله"، يترافق مع مؤشرات أخرى ايجابية، نأمل أن تترجم سريعا بتأليف حكومة الوحدة الوطنية التي توافقنا عليها في الدوحة، كما نأمل بأن تنعكس إيجابا على الوضع السياسي العام في البلاد.
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن هناك توجها مبدئيا لدى رئيس الحكومة، للمشاركة رسميا في استقبال الأسرى العائدين شهداء وأحياء، فيما تحدثت مصادر سياسية واسعة الاطلاع عن وجود توجه لجعل يوم عودة الأسرى عيدا وطنيا كبيرا، بقرار من الحكومة اللبنانية. وعلم أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أبلغ المعاون السياسي للأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" الحاج حسين الخليل ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا أنه يرغب بالمشاركة أيضا في استقبال الأسرى وهو جدد تهنئته للمقاومة والسيد نصر الله على الانجاز الذي سيضاف الى سلسلة الانتصارات التي حققتها المقاومة في مواجهتها للعدو الإسرائيلي وأعطت للبنان المزيد من المناعة في إحباط المخططات المعادية التي تستهدفه واللبنانيين. وأشار الى ان وحدة اللبنانيين كانت وستبقى المرتكز الثابت لهذه الانجازات الوطنية والقومية. وفيما رفضت أوساط رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري التعليق على الخطاب &laqascii117o;في الوقت الحاضر"، قالت أوساط بارزة في &laqascii117o;تيار المستقبل"، لـ&laqascii117o;السفير" إننا سنتعامل بإيجابية وانفتاح ومرونة مع خطاب نصر الله، وستكون لنا مشاركة بارزة في العرس الوطني الجامع من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال بالإضافة إلى محطتي صيدا وبيروت.
وشددت المصادر على وجوب أن يكون تأليف الحكومة هو نقطة اللقاء الأولى بين &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;المستقبل" وهو الأمر الذي عبّر عنه بشكل واضح النائب الحريري من القصر الجمهوري عندما أكد أنه بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لن تعود هناك اصطفافات على أساس أغلبية ومعارضة. واكتفت أوساط مسيحية في الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار بالقول لـ&laqascii117o;السفير" إننا سنتعامل بإيجابية ومرونة وانفتاح مع خطاب السيد نصر الله ودعوته للحوار، مشددة على إبقاء السلاح خارج المعادلة الداخلية، وأشادت بإشارة نصر الله لجهة رفضه استثمار صفقة تبادل الأسرى في الداخل.
في هذه الأثناء، كانت الاتصالات تتم بصورة مكثفة بين السرايا الكبيرة والرابية، بعد إعلان النائب الحريري من القصر الجمهوري، أمس الأول، أن وقف التواصل بين الجانبين كان خطأ. وبعد اتصال جرى بين السرايا الكبيرة والرابية، صباح أمس، زار مسؤول الاتصالات السياسية في &laqascii117o;التيار الحر" المهندس جبران باسيل، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة واجتمع به مطولا بحضور مستشار رئيس الحكومة الدكتور محمد شطح، وتم تبادل أفكار جديدة، وتأكيد الاتفاق بين الجانبين على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، سعيا الى صيغة تساعد على ولادة الحكومة في أسرع وقت ممكن. وقالت أوساط رئيس الحكومة لـ&laqascii117o;السفير" ان الكلام بين الجانبين كان إيجابياً وجدياً لكن لا صحة لما تم تعميمه من تكهنات حول صيغ تم التوصل إليها.. أضافت &laqascii117o;هناك تواصل مكثف ودائم وجدي وبروح إيجابية ومنفتحة من الجانبين وقد أكدنا بشكل مشترك على أهمية الوصول الى نتيجة ولكن لا يمكن القول إنه تم التوصل حتى الآن الى أية معادلة واضحة ونهائية في موضوع الحقائب، والمهم في الأمر أننا اتفقنا على استمرار التواصل. وردا على سؤال قالت أوساط رئيس الحكومة انه لا معادلة جاهزة للإنجاز خلال ساعات كما أن الجانبين لا يريدان أن تأخذ الأمور وقتا طويلا أو مفتوحا.
وقالت أوساط قيادية بارزة في &laqascii117o;التيار الحر" إنها لمست أجواء إيجابية وهناك انفتاح واضح من رئيس الحكومة على نقاش كل الأفكار والاقتراحات ولم نلمس وجود &laqascii117o;فيتو" على أية وزارة سيادية أو شبه سيادية أو خدماتية أو أساسية وعلى رأسها وزارة الأشغال العامة والنقل، وقد تم التعبير عن هذا التوجه في أكثر من معادلة وصيغة طرحت وقد اتفقنا على استمرار التشاور في الساعات المقبلة...
وفي السياق نفسه، أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سلسلة مشاورات، بينها اتصال مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، بالإضافة إلى جولة تقييم لمسار المشاورات مع وفد &laqascii117o;حزب الله" الذي أعلن الحاج حسين الخليل باسمه أن الحزب يشدد على ضرورة الإسراع &laqascii117o;قدر المستطاع، وليس التسرع، في تشكيل الحكومة لأنها ضرورة وطنية كبيرة جدا"، كما شدد على ضرورة التواصل المباشر.
ورداً على سؤال حول إمكان التواصل قريبا بين قريطم وقيادة &laqascii117o;حزب الله"، أجاب الخليل: &laqascii117o;لا شيء بعيدا، وهذا الأمر طبعا ممكن". ونقل زوّار رئيس الجمهورية عنه تشديده على ضرورة تأليف الحكومة قبل سفره الى باريس منتصف الشهر الجاري للمشاركة في القمة المتوسطية وإجراء لقاءات مع عدد من القادة المشاركين فيها وخاصة نظيره السوري بشار الأسد.
ـ صحيفة النهار :
شقت رياح التفاؤل طريقها مجدداً الى المناخ السياسي وسط تطورين بارزين تمثلا في المواقف المنفتحة التي عبّر عنها الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في شأن امكان عقد اي اجتماع سياسي على نحو متزامن مع الترتيبات الجارية لاتمام صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل، واعادة تحريك الاتصالات المباشرة بين رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة والعماد ميشال عون لتأليف الحكومة.
وعلى أهمية المحاولة الجديدة لاحداث اختراق في المأزق الحكومي والتي ذهب معها البعض الى توقع ولادة الحكومة قريباً، تصدّر المؤتمر الصحافي للسيد نصرالله الذي عقده أمس الأولويات، نظراً الى الاهمية التي اكتسبها شرحه المسهب لتفاصيل المفاوضات التي أفضت الى صفقة تبادل الاسرى على نحو يفترض معه اقفال هذا الملف بعد استعادة خمسة اسرى ورفات نحو 200 لبناني وفلسطيني وعربي.
فهذه المفاوضات التي وصفها نصرالله بانها 'كانت طويلة وصعبة وشاقة ومعقدة' تناولت أربعة 'مبادئ وأساسات' طرحها 'حزب الله' للصفقة وهي ان 'تشمل كل الاسرى اللبنانيين وفي مقدمهم الاخ سمير القنطار، وكل اجساد الشهداء الذين دخلوا من لبنان ولا يزال العدو يحتفظ باجسادهم ورفاتهم في المقابر الجماعية او ما يسمى مقابر الارقام، وحسم ملف كل المفقودين، واطلاق اسرى فلسطينيين وعرب وأيضاً موضوع الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة'. وقدر نصرالله عدد رفات اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين سيعادون الى لبنان بـ 199 او 200. واعلن رسمياً ان الاتفاق المعلن 'مقبول من طرفنا ومنجز وكل الترتيبات سنمشي فيها ان شاء الله'، متوقعاً تنفيذ الاتفاق 'في غضون اسبوع او اسبوعين' وملمحاً الى 15 تموز موعداً محتملاً للتنفيذ. واكد انه 'حتى هذه اللحظة لم تقدم أي معلومات عن مصيري الجنديين' الاسرائيليين الاسيرين لدى 'حزب الله'، 'وكل ما يقال في اسرائيل تحليل واستنتاج. لم نعط بعد اي معلومة'.
واذ 'بارك للبنانيين جميعاً بهذا الانجاز وهذا الانتصار'، تمنى 'ان يعتبر كل اللبنانيين ان هذا الانجاز انجازهم وهذا النصر نصرهم ونحن لا نريد ان نستفيد من هذا النصر في أي معادلة داخلية'. ولفت الى انه 'بفضل هذا الانجاز يكون لبنان أول بلد عربي في الصراع العربي - الاسرائيلي ينهي ملف الاسرى، أي لن يبقى أي اسير لبناني في السجون الاسرائيلية ولا عظم أو لحم من الاجساد الطاهرة للشهداء خارج أرض الوطن'.
ودعا الى تحويل استقبال الاسرى المحررين ورفات الشهداء 'مناسبة وطنية جامعة موحدة وفرصة للم الشمل واللقاء مجدداً'. واوضح انه 'على المستوى الشخصي، وعلى رغم ظروفي الامنية الصعبة، نعلن انفتاحنا السياسي المطلق على اي لقاء سياسي او اي اجتماع سياسي تحت اي عنوان واي اطار للمساعدة في لم الشمل وجمع الكلمة وترميم الوحدة الوطنية وتكريس السلم الاهلي'.
وشدد على انه لم يكن لدى الحزب مانع في اشراك الدولة في المفاوضات 'لكن الاشكال الرئيسي هو ان العالم كان يضغط على الحكومة ويطالبها بتسلم الاسيرين قبل البدء بأي تفاوض ويطالبها باطلاق غير مشروط لهما'. وذكّر بدخول الرئيس رفيق الحريري وسيطاً مع الفرنسيين 'اذ كان شريكاً جدياً في المفاوضات وكان رئيس وزراء'.
اما في موضوع مطالبة الحزب بالاعتذار عن احداث بيروت، فقال نصرالله: 'جمهور المقاومة في مدينة بيروت يستحق اعتذاراً من كل من اساء الى المقاومة واتهمها في حرب تموز وبعدها والى اليوم. اذا قدم هذا الاعتذار نحن نرد على التحية بمثلها أو أحسن منها'.
وتحدثت اوساط سياسية مطلعة عن اتصالات تجري للتحضير للقاء يجمع السيد نصرالله ورئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري بما يعمم اجواء التبريد السياسي وينعكس على الشارع. لكنها لم تجزم بموعد عقد هذا اللقاء المحتمل، موضحة ان المسعى لا يزال في بدايته. وقالت ان زيارة الحريري لقصر بعبدا مساء الثلثاء اتسمت بأهمية كبيرة في فتح جسور التواصل المباشر بين الافرقاء في ضوء الدعوة التي وجهها الحريري علناً عقب الزيارة الى معاودة هذه الاتصالات واللقاءات. وقالت إن زيارة المعاون السياسي للامين العام لـ'حزب الله' حسين الخليل ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا امس لقصر بعبدا استكملت هذا الاتجاه للقاءات المباشرة. وعلم ان موفدي نصرالله الى رئيس الجمهورية نقلا اليه دعم الحزب له في مسعاه لحلحلة العقد الحكومية، واستعداده للقيام بما يسهل مهمته.
واجرى الرئيس سليمان مساء امس اتصالاً هاتفياً بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وافيد ان الحديث تناول عدداً من مواضيع الساعة ابرزها عملية تبادل الاسرى والاتصالات الجارية لتأليف الحكومة والمراحل التي قطعها تنفيذ اتفاق الدوحة. وشكر سليمان لامير قطر تقديمه طائرة هليكوبتر رئاسية تسلمها رئيس الجمهورية امس في اطار المساعدات التي تقدمها قطر الى لبنان.
ـ صحيفة الأخبار:
ظل الاهتمام السياسي العام محصوراً بين متابعة عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، والمساعي المتواصلة لمعالجة الملف الحكومي، رغم أن المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فتح كوة كبيرة في جدار الأزمة السياسية بإعلانه انفتاحه والحزب على كل اتصال سياسي من دون استثناء وتحت أي عنوان. لكن المناخ الخاص بملف الحكومة، وإن شهد بعض التبدل باستئناف الاتصالات المباشرة بين الرئيس المكلف فؤاد السنيورة والعماد ميشال عون، فإن أجواءً سلبية سادت ليل امس تشير الى رفض عون الاقتراح المعدل الذي قدمه السنيورة، فيما قال مصدر رسمي في التيار إن الموقف النهائي سيعلن اليوم رافضاً التعليق على الأنباء التي تحدثت عن جواب سلبي.
إلا أن مصادر متابعة قالت إن مناقشات عدة جرت أمس داخل قيادة التيار الوطني الحر بشأن عرض السنيورة الذي يقضي بأن تحصل كتلة التغيير والإصلاح على وزير يتولى منصب نائب رئيس الحكومة من دون حقيبة، ويتولى أربعة وزراء حقائب: الأشغال العامة، الطاقة، الاقتصاد والزراعة. وبرزت وجهة نظر تدعو للعودة الى الاقتراح السابق الذي يمنح الكتلة وزارة الاتصالات والشؤون الاجتماعية وعدم تحمّل مسؤولية وزارة الطاقة فيما طالب آخرون بالسير بالعرض لأنه يوفر حقيبة خدمات أساسية هي الأشغال ولأنه يخشى في حال الرفض تحميل التيار مسؤولية تعطيل المساعي لتأليف الحكومة.
وعلم أن قيادة حزب الله كانت قد ناقشت الأوضاع الداخلية من زوايا مختلفة، ووجدت أن من الضروري نقل البلاد من مناخات التوتر والفتنة الى مناخات الهدوء والمصالحة، وأن تكون الحكومة الجديدة مدخلاً لإعادة توحيد الموقف الداخلي واحتواء التوترات الاهلية والامنية، وقررت قيادة الحزب أن يعلن نصر الله الموقف لجهة الانفتاح على كل القوى السياسية بدون استثناء، وهو ما أعلنه نصر الله امس، علماً بأن الجميع يشعر بأن كلامه بمثابة دعوة مباشرة وخاصة الى النائب سعد الحريري الذي كان قد دعا ليل أول من أمس، بعد زيارته القصر الجمهوري، تأييده التواصل المباشر بين جميع القوى وحديثه عن ضرورة التخلي عن تصنيف القوى بين معارضة وموالاة. وعلم أن سليمان شجّع الحريري على التواصل المباشر بين الجميع ولا سيما مع السيد نصر الله وأنه لاقى ترحيباً بالفكرة وإن تمنى الحريري أن تؤلف الحكومة أولاً.
وعلم أن رئيس الجمهورية أبلغ زواره أنه يريد جهود الجميع من أجل إنجاز تأليف الحكومة خلال أسبوع من الآن على أبعد تقدير. وقال إن عدم تأليف الحكومة سيدفعه الى إلغاء زيارته الى باريس والمشاركة في قمة الاتحاد هناك. وتحدث سليمان أمام وفد حزب الله الذي ضم المعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين الخليل ورئيس لجنة الارتباط وفيق صفا، عن المشاورات الجارية بشأن الحكومة. وقال لهما: منذ اليوم الاول لسماعي اقتراح النائب حسن فضل الله بإعطاء عون منصب نائب رئيس الحكومة مع حقيبة أساسية بادرت الى تلقف الفكرة وبادرت باتجاه الرئيس السنيورة وفريق 14 آذار وأقنعتهم بالسير بها، وحصل أن تمت الموافقة على التخلي عن إحدى حقيبتي الاتصالات أو العدل، لكن الاتصالات التي جرت لاحقاً أدّت الى ما هو معروف.
وتمنى سليمان على وفد حزب الله المساعدة في إنجاز الأمر. وفهم أن سليمان يطلب مساعدة مباشرة من الأمين العام لحزب الله، فيما تحدث الحاج الخليل عن أهمية الانتقال الى التواصل المباشر وعدم الاكتفاء بالوسطاء، وأن من المهم أن يبادر الرئيس المكلف الى التواصل مع جميع القوى المعنية بدخول الحكومة، ولا سيما مع العماد عون. وأكد تضامن المعارضة والحزب مع عون، ورغبة الحزب في إنجاز تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن.
وأشار سليمان الى أنه توافق مع الحريري ليل أول من أمس على ضرورة استئناف الاتصالات بين الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر، وهو الأمر الذي وافق عليه الحريري وطلبه من السنيورة الذي بادر صباح امس الى إيفاد مستشاره محمد شطح الى الرابية قبل أن يوفد العماد ميشال عون مساعده جبران باسيل لسماع اقتراح جديد من السنيورة بشأن التركيبة الحكومية، وقد استمهل عون 24 ساعة للرد على الاقتراح، علماً بأن بعض المتصلين به سمعوا كلاماً إيجابياً، بينما كان مساعدوه يجرون سلسلة من الاتصالات مع عدد من قيادات المعارضة قبل إبلاغ السنيورة ردهم النهائي.
إلا أن هناك مشكلة ستنشأ في فريق 14 آذار إذا سارت الأمور وفق اقتراح السنيورة، ولا سيما أن الوزير محمد الصفدي مستاء من انتزاع وزارة الأشغال منه، فيما لا يزال البحث جارياً في احتمال أن تنال القوات اللبنانية وزيراً واحداً بدل اثنين إذا ما قرّر السنيورة إبقاء الوزير جهاد أزعور في منصبه، وبالتالي يبقى للقوات وزير أرثوذكسي هو عماد واكيم، المرشح لتولّي حقيبة خدماتية، على أن تذهب السياحة الى وزير ماروني يسمّيه حزب الكتائب، بينما يسمّي رئيس الجمهورية وزيراً مارونياً واحداً لحقيبة الداخلية. وإذا ما أعطي فريق قرنة شهوان حقيبة تذهب لماروني فعندها لن يبقى للقوات أي مقعد ماروني (واحد للرئيس وواحد للسنيورة وواحد للكتائب وواحد لقرنة شهوان واثنان لعون). وبالتالي فإن النقاش سيكون في فريق الموالاة ولا سيما أن المقاعد السنية لم تحسم بعد وخصوصاً احتمال تولي النائبة بهية الحريري حقيبة التربية، بينما تشير مصادر قريبة من النائب وليد جنبلاط الى أنه يميل الى إبقاء ممثليه أنفسهم في الحكومة (مروان حمادة، غازي العريضي ونعمة طعمة) على أن يذهب المقعد الدرزي الثالث للوزير طلال أرسلان.
ـ صحيفة الديار :
كلام امين عام حز ب الله السيد حسن نصر الله الهادئ، الواثق، كان له الوقع المطمئن في الداخل اللبناني، كما كان كالصاعقة على الداخل الإسرائيلي، فالقيود التي تكسرت والزنزانات الاسرائيلية التي تحطمت والوعد بخروج الاسرى اللبنانيين كانت الضربة القاصمة لأولمرت فجعلته اسيرا داخل حكومته مقيداً ذليلا، ولو لم تكن ضربات المقاومة للجيش الاسرائيلي موجعة ومؤلمة لما فرضت المقاومة خلال التفاوض غير المباشر شروطها على اسرائيل. السجان اصبح سجيناً، والمقاوم السجين سيصبح حراً، وكلام السيد حسن نصر الله الجذري الحاسم باقتراب خروج الاسرى اللبنانيين وعميدهم سمير القنطار دوّى صداه في العالم، خصوصا وان مقاومة قهرت جيشا لأقوى دولة في المنطقة، وان عددا من المقاومين الابطال هزموا الميركافا وطائرات الـ اف 15 الاميركية الصنع، والأهم من كل ذلك ان اسرائيل لم تعد تجرؤ على دخول الاراضي اللبنانية ولا احتلالها لأن الثمن سيكون اكبر بكثير مما دفعته في عدوان تموز، فوعد سيد المقاومة تحقق، وسلاح المقاومة ادى وظيفته الدفاعية، وصواريخ المقاومة لا تزال اصوات ارتجاجاتها تذكّر بكلام السيد حسن نصر الله بحيفا وما بعد حيفا.
فقد اطلق امين عام حزب الله امس السيد حسن نصر الله خلال كلمة له امس عدة مواقف تؤسس للتهدئة، معلناً الانفتاح على اي اجتماع سياسي يساعد في لم الشمل وتكريس السلم الاهلي وتجاوز المرحلة السابقة على ما فيها من احقاد وتوترات.
ـ صحيفة المستقبل :
في وقت تكثّفت الاتصالات السياسية من أجل إنجاز تشكيل الحكومة، وقد شهدت الساعات الماضية معاودة اتصالات كانت انقطعت بضعة أيام، بدا أمس، أن ثمة اختراقاً ممكناً في جدار الأزمة مثّله كلام الأمين العام لـ'حزب الله' السيّد حسن نصرالله في مؤتمر صحافي عقده للحديث عن اتفاق تبادل الأسرى بين الحزب وإسرائيل، إذ أطلق مجموعة من المواقف الداخلية، معلناً 'الحرص على تجاوز المرحلة السابقة والسعي إلى لملمة الجراح وفتح الأبواب لتنفيذ اتفاق الدوحة'، معرباً عن اعتقاده أن 'الأمور الى خير، وأن تشكيل الحكومة يخفف من الاحتقان، وبأن الأحداث لن تتطور باتجاه فتن'. وقال نصر الله انه 'أمام عظمة هذه المناسبة الوطنية الشاملة، أعلن انفتاحنا السياسي المطلق على أي لقاء سياسي يساعد في لمّ الشمل وترميم الوحدة الوطنية وجمع الكلمة وتكريس السلم وتجاوز المرحلة السابقة'، مضيفاً انه 'يبارك للبنانيين جميعاً هذا الانتصار، وأن يعتبروه انجازهم'، داعياً الى جعل يوم عودة الأسرى 'مناسبة وطنية عامة وفرصة للمّ الشمل'، مبدياً استعداد 'حزب الله' لما سمّاه 'الردّ على التحية بمثلها أو بأحسن منها، إذا برز اعتذار ممن اتهموا المقاومة وجمهورها خلال حرب تموز'.
في غضون ذلك، اعتبر مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك نصر الله بطرس صفير ان 'الابطاء في تشكيل الحكومة، بعد الابطاء في إنتخاب رئيس الجمهورية ليس بدليل عافية'، وشدد على وجوب 'ان تكون مصلحة البلد وجميع ابنائه فوق مصلحة هذه ام تلك من الفئات السياسية'، مؤكداً ان 'قضايا الشعب يجب أن تكون موضع بحث وجدل جدي، بعيدا عن مهاترات وإدعاء بطولات وهمية'، مذكّراً بأن 'ما يعاني منه بلدنا اصبح معروفا، وعلى أهل الحكم ان يبذلوا قصارى جهدهم ليرفعوا التحديات التي يواجهها الشعب الذي أصبح لا يجد منفذا له إلا في الهجرة(..)'. وفي المواقف، لاحظ عضو كتلة 'المستقبل' النائب عمار حوري ان زيارة النائب الحريري للرئيس سليمان 'أعطت دفعاً إيجابياً إضافياً لمسيرة تشكيل الحكومة'، مشددا على ضرورة 'التزام سقف اتفاق الدوحة سواء في الموالاة او المعارضة(..)'، فيما اعتبر النائب محمد الأمين عيتاني أن الزيارة 'تنبع من قناعة الحريري بضرورة المحافظة على زخم انطلاقة العهد والذي يحاول البعض إضعافه من خلال عرقلة التشكيل(..)'، ولفت النائب محمد قباني الى أن الحريري 'حرص على تأكيد دعمه عهد الرئيس سليمان وتسهيل تشكيل حكومة الوحدة والخروج من مرحلة الجمود وتوقيف الاتصالات خلال الايام الاخيرة(..)'.
ـ صحيفة الحياة :
فتح الاتفاق على صفقة تبادل الأسرى بين &laqascii117o;حزب الله" وإسرائيل، الباب واسعاً لترميم العلاقات اللبنانية الداخلية، بعد إعلان الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر أمس انفتاحه السياسي على أي لقاء أو أي اجتماع إذا كان يساعد في لم الشمل وجمع الكلمة وتجاوز المرحلة السابقة في لبنان مع ما فيها من أحقاد والتباسات. ودعا نصر الله، بعد ان كان عدد من قادة قوى الأكثرية تمنوا خلال الأيام الماضية ان تكون عودة الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية مناسبة للوحدة الوطنية وفي طليعتهم زعيم تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري، كل اللبنانيين والقوى السياسية والوطنية إلى الاحتفال بالمناسبة في عرس وطني وإلى ان تعتبرها مناسبة وطنية. وجاء كلام نصر الله هذا في ختام يوم طويل من الاتصالات واللقاءات سواء من جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان أو رئيس الحكومة المكلف تأليف الحكومة فؤاد السنيورة، لحلحلة العقد من أمام تشكيل الحكومة الجديدة، غلبت عليها الأجواء الإيجابية.
وخصص نصر الله المؤتمر الصحافي الذي عقده لكشف تفاصيل عن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل والتي تشمل تسليم &laqascii117o;حزب الله" إسرائيل الجنديين اللذين أسرهما في 12 تموز (يوليو) عام 2006 وأشلاء جنود سقطوا في حرب تموز، مقابل الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين بينهم عميد الأسرى العرب في اسرائيل منذ عام 1979 سمير القنطار (وأربعة من مقاتلي الحزب)، اضافة الى جثث المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الموجودة في إسرائيل ويبلغ عددها زهاء المئتين.