- مجلة 'الشراع'
حوزاته الدينية تنتج المخدرات ((حـبّـة السيد)) تفجر حزب الله من داخله
مدارس حزب الله الدينية كما المخدرات تهدف الى تغييب عقول طلابها لإخضاعهم لسياسات وأهداف الحرس الثوري الايراني ضد وطنهم
*قرر الحزب تصنيع المخدرات بعد حرب تموز/ يوليو وجلب آلات تصنيع الكبتاغون من ايران وهـرّبت ضمن المساعدات الغذائية
*احد نواب الحزب المعروف بقيادته عمليات الاغتيال الواسعة حـوّل شبكة تصنيع المخدرات الى حالة عائلية – بقاعية
*معمل الكبتاغون في ((التيرو)) ينتج 100 الف حبة يومياً وتم تمويهه كمعمل لإنتاج النايلون
*الشيخ (م.ي) من حزب الله تولى تعريف شيخ قيادي في الحزب وهاشم الموسوي بالشيخ السعودي الشيعي عباس الهزاع واتفقوا على ترويج المخدرات في السعودية والخليج
هل يدفع رئيس لجنة الارتباط والتنسيق بين اجهزة أمن حزب الله وفيق صفا ثمن الزلازل التي تهز الحزب المذكور.. منذ عدة سنوات.
وهي زلازل مالية – اخلاقية (قضية صلاح عزالدين) وأمنية – عسكرية (قضية محمد الحاج وعشرات شبكات التجسس الصهيونية داخل حزب الله) وشبكات تصنيع وإتجار بالمخدرات؟.
ويتردد في هذا المجال تكليف من يدعى الحاج عماد مهمات من كان اسمه يمثل أمن الحزب الفارسي الحاج وفيق.
والحاج عماد هو نفسه علي ناصر الذي كان قد شارك بخطف طائرة الـT.W.A الاميركية من مطار بيروت في ثمانينيات القرن العشرين بمشاركة حاج آخر اسمه عماد هو عماد مغنية الذي قتلته استخبارات بشار الاسد خدمة لإسرائيل في 12/2/2008 في مربع أمن بشار نفسه في دمشق.
ومن المشاركين مع علي ناصر (الحاج عماد) بخطف الطائرة الاميركية ايضاً فواز يونس، الذي تم تجنيده لمصلحة الاستخبارات المركزية الاميركية C.I.A واستخدمته اميركا لاستدراج قياديين في الحزب لقتلهم، او لتجنيدهم او لإخفائهم.
الى جانب مسؤول اعلام الحزب المذكور الآن حسن عزالدين، وعلي ناصر (الحاج عماد) هو عضو المجلس الجهادي الذي تم تشكيله بعد قتل مغنية في دمشق.. وأحد ابرز اعضاء هذا المجلس هو محمد الحاج الذي كشفت ((الشراع)) تفاصيل وافية عن إدارته لشبكة التجسس الصهيونية داخل الحزب اياه.
انفردت ((الشراع)) في السنوات السابقة بنشر تفاصيل الزلازل التي أصابت حزب الله في كل قطاعاته.. والآن تنفرد ((الشراع)) بنشر اخبار شبكة تصنيع المخدرات في الحوزات العلمية التي أنشأها حزب الله ويدرس فيها مشايخه وقد اضاف اليهم مهمة اخرى فوق التدريس.. وهي تصنيع المخدرات.. لأن مدارس الحزب المذكور الدينية كما المخدرات تستهدف امراً واحداً وهو تغييب عقول طلابها البسطاء ليتحولوا عن مجتمعهم ووطنهم لإخضاعهم لسياسات وأهداف ضباط الحرس الثوري الايراني ضد وطنهم ومجتمعهم.
كيف بدأت القصة؟
بعد نهاية حرب تموز/ يوليو 2006 بين العدو الصهيوني وحزب الله، قررت قيادة الحزب في البقاع إدخال فرع جديد في الاتجار بالمخدرات بعد زراعة وحماية والاتجار وتوزيع الحشيش والافيون وهو تصنيعه.. وبعد دراسة من احد مراكز الحزب البحثية تبين ان حبوب الكبتاغون هي الاكثر انتشاراً بين الشباب في لبنان، وان سعر الحبة هو 5 دولارات، فتقرر التوجه الى هذا المجال، فتم جلب الآلات الخاصة به من ايران ((هدية)) للشعب اللبناني جرى تهريبها ضمن المساعدات الغذائية التي قدمتها فرق الحرس الثوري الايراني للبنانيين بعد حرب صيف 2006.
وأشرف احد نواب الحزب المذكور على هذه المهمة الاستراتيجية للحزب التي من شأنها بعد السيطرة على عقول الشباب، تمويل الحزب لتوفير نوع من الاستقلالية له تمهيداً لشراء مجموعات جديدة للحزب بمال المخدرات.
نائب الحزب هذا المعروف بقيادته عمليات الاغتيال الواسعة التي نفذها حزب الله.. حـوّل شبكة تصنيع المخدرات الى حالة عائلية – بقاعية رغم انه عضو فاعل في شبكة الحرس الثوري الايراني الامنية الاساسية في لبنان.
اتفق النائب وشقيقه مع شخص من آل المقداد يملك بناء تضرر خلال حرب تموز 2006، في منطقة ((التيرو)) في صحراء الشويفات، لتركيب المعمل الذي صار ينتج 100 الف حبة يومياً، وتم تمويهه كمعمل لإنتاج النايلون، وهو لم يكن يحتاج لعمال كثر، وكل من فيه هم عناصر من حزب الله.. وبسبب الرواج الشديد تم الاتفاق على ((استيراد)) معمل آخر من ايران ايضاً.
احد مشايخ حزب الله المعروفين (م. ي) اتصل بصهره الايراني ناصري مسؤول الحوزات الدينية لحزب الله المرتبطة مباشرة بمكتب علي خامنئي في طهران لتشييد المزيد من الحوزات الدينية في بعلبك لتكون غطاء لاحتضان معامل المخدرات المتكاثرة.
احد عناصر الحزب المذكور هاشم الموسوي اشترى مبنى في حي الشراونة في بعلبك من تاجر مخدرات يدعى علي حرب جعفر (مختار في الحي في الوقت نفسه) وأسس الموسوي مع شيخ يدعى م. ي (آخر) حوزة سمياها حوزة الامام الحسن المجتبى ووضع الموسوي آلة تصنيع المخدرات داخلها.
أغرق حزب الله الاسواق بحبوب المخدرات، وقرر نقل التجربة الى الاسواق الخليجية العربية لإغراقها ايضاً.
فتولى الشيخ م. ي تعريف الشيخ الاول القيادي في الحزب المذكور م. ي وهاشم الموسوي بشيخ سعودي شيعي هو عباس الهزاع، واتفقوا جميعاً على بدء الترويج في الاسواق السعودية والخليجية الاخرى.
فأسس الشيخ م. ي (الاول) حملة الحرمين الشريفين لصاحبها الشيخ عبدالله. ر من بلدة تمتين البقاعية وأسس هاشم الموسوي حملة الامام ا لمهدي لصاحبها الشيخ عباس ناصر من البلدة نفسها، وعباس هو مساعد هاشم الاول، وهو عضو في الحرس الثوري الايراني.
عبر حملات الحج فتح الشيخان ابواب الخليج لتهريب المخدرات المصنعة في الحوزات الدينية.
بعد الرواج الكبير والارباح الطائلة دب الطمع في نفس هاشم الموسوي وأراد التخلص من شراكته مع الشيخ م. ي ولأن الحوزة خارج مربعات حزب الله الامنية، بما يسمح بمداهمتها، فقد أسس الموسوي حوزة جديدة تحت اسم ام البنين – حوزة الامام الحسين، داخل مربع الحزب المذكور في حي العسيري في بعلبك.. استحصل لها مفتي بعلبك خليل شقير على ترخيص دون معرفة ما يجري فيها.
وهكذا اشرف الموسوي على ثلاث حوزات تصنع المخدرات اثنتان منها في بعلبك والثالثة في صحراء الشويفات.
إفادة سياسية
حزب الله استفاد سياسياً من هذا الوضع أيضاً وليس فقط مادياً، فهو زود العشائر في بعلبك بهذه الحبوب لترويجها وسلم هذه المهمة لسرايا دعم المقاومة مع الذين زودهم الحزب ببطاقات اللجنة الأمنية التابعة له، ما سمح لهم بنقل المخدرات عبر جميع الحواجز الأمنية من دون تفتيشهم.
قرار قيادة الحزب كان بتشكيل السرايا من مدمني المخدرات وتزويدهم بالأمزجة اليومية من الحبوب المخدرة لتعاطيها وذلك بنية إبقاء السيطرة عليهم وخصوصاً بعد ان توقف الحزب عن دفع رواتب لهم بالإضافة إلى استفادة عناصر السرايا من عملهم الجديد كمروجي مخدرات، وهذا ما زال مستمراً حتى اليوم.
كيف ضبطت حوزات المخدرات؟
منذ حوالى الشهرين ضبط مكتب مكافحة المخدرات ماكنتين ضخمتين لتصنيع الكابتاغون في مرفأ طرابلس وتبين بأن هذين المصنعين مرسلين إلى شخص سعودي في لبنان فتم توقيفه واعترف بأنه يعمل لمصلحة الشيخ عباس الهزاع وهاشم الموسوي وبأن لهم شركاء من آل الزين في بلدة إيعات البقاعية، وفي الاسبوع الأول من شهر شباط/فبراير الماضي دهم مكتب مكافحة المخدرات البلدة المذكورة واعتقل 3 أشخاص من آل الزين، فاعترفوا بأنهم يعملون لمصلحة هاشم الموسوي وعباس ناصر ومحمد جعفر (شيخان)، وبأن هناك كمية كبيرة من مواد الخام للكابتاغون تبلغ 5 أطنان موجودة مع نسيب لهاشم الموسوي من آل خيرالدين في ايعات فتم اعتقال الأخير ومصادرة الكمية وأكد خيرالدين موضوع الموسوي وناصر وجعفر واعترف بوجود المصنع في حوزة أم البنين – الإمام الحسين في حي العسيرة.
قام مكتب المخدرات بمداهمة الحوزة المذكورة وفكك من داخلها معملين ضخمين كما قام برصد الشيخ عباس ناصر واعتقله في منطقة ضهر البيدر ومعه كيميائي مختص بتصنيع المخدرات وهو من منطقة مرجعيون الجنوبية.
عباس ناصر اعترف بوجود الآلات في الحوزتين وعددها 6 معامل قادرة على انتاج 100 الف حبة يومياً وبأنه قام بتهريب اثنتين منها ووضعهما عند مرافق عباس الموسوي المدعو حسين الموسوي والملقب بحسين المدينة في بلدة النبي شيت. بالاضافة الى المعمل الموجود في منطقة ((التيرو)) في صحراء الشويفات.
مكتب مكافحة المخدرات دهم المعمل الاخير واعتقل شخصاً من آل المقداد وفكك آلة ضخمة منه، وفكك معملاً آخر في منطقة حي السلم يقع في الطابق الثالث من مبنى يملكه ع. المقداد الذي أمنت له عناصر حزب الله الحماية ثم التهريب، كما تمت مداهمة مناطق بعلبك والنبي شيت لكن حسين المدينة تمكن من تهريب الآلات تحت حراسة وحماية عناصر حزب الله في المنطقة.
واللافت في الموضوع ان رائحة صفقة كانت قد فاحت من مداهمة بعلبك.
فمكتب مكافحة المخدرات قام بمداهمة قصر هاشم الموسوي في منطقة رأس العين – بعلبك متأخراً ساعتين بسبب ما قيل ان صفقة عقدت بين وفيق صفا ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن حيث تم إخراج شاحنة نقل ضخمة تحمل كمية كبيرة من المخدرات يقدر ثمنها بنحو ملياري دولار.
مليون حبة في معمل بريتال
ومن الاعترافات مع الموقوفين تبين وجود معمل ضخم جداً في منطقة بريتال قادر على تصنيع مليون حبة يومياً وهو ملك هاشم الموسوي وقد تم وضعه في منـزل المدعو علي فياض اسماعيل وشقيقه محمد فياض اسماعيل وهما مطلوبان بالكثير من مذكرات التوقيف والاحكام القضائية وقد ذاع صيتهما بعد اختطافهما لشقيق رجل الاعمال محمد زيدان والافراج عنه لقاء فدية كبيرة فقام مكتب المخدرات وبإشراف وفيق صفا بمداهمة بريتال وفكك الآلات العملاقة إلا ان الاخوة اسماعيل استطاعا الهرب.
ومن التحقيق لدى مكتب المخدرات مع المدعو عباس ناصر اعترف بكل ما اقترفه وقال بأنه قام مع المدعو هاشم الموسوي بالاستحصال على فتوى شرعية من الشيخ محمد يزبك بأن تصنيع هذه الحبوب وبيعها هو حلال.
كرة الثلج تكبر والسر الغامض هو السبب الحقيقي وراء اتخاذ قيادة حزب الله قراراً بتصفية واعتقال هذه الشبكات والجواب هو بأن قيادة الحزب أرادت أن تسبق مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركية والمنظمات العالمية بعد انفضاح أمر تهريب حزب الله للمخدرات عالمياً ومحاولة الاظهار بأن الحزب هو من اكتشف فجأة هذه الشبكات وهو من قام باعتقالها أي محاولة الاستحصال على تقدير ووسام شرف لحزب الله في مجال مكافحة المخدرات.
السبب الرئيسي الآخر هو صراع الاجنحة داخل حزب الله، فقد تجرأ جناح السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين ونعيم قاسم باتخاذ القرار بتصفية جناح محمد يزبك وحسين الموسوي الأمر الذي ينذر برد سريع وقوي وعنيف من جناح يزبك – الموسوي لا يمكن احتسابه أو تصوره وخصوصاً ان النائب الموسوي قد استنفر كافة مسلحيه بكامل معداتهم وأسلحتهم الحربية وأعلن الانشقاق عن حزب الله وهو قد نجح بانتزاع شقيقه السيد هاشم الموسوي من أيدي عناصر أمن حزب الله بالقوة والذين حاولوا اعتقاله ووضعه داخل منـزله المحصن في بلدة النبـي شيت.
أجنحة حزب الله تصفي بعضها بعضاً. ما يزال هناك العديد من هذه الماكينات مخبأة لدى قياديين آخرين في الحزب ولم يتم الكشف عنها وهي ما تزال تنتج حبوب الكابتاغون وتصدرها إلى لبنان والخارج.
- 'الشراع'
الرياض حسمت الأمر لإنقاذ شعب سوريا
لم ولن يخفى على أحد ان قول وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن بلاده قررت أن ترمي بكل ثقلها مع الشعب السوري لحمايته من الافتراس الوحشي الذي يمارسه بشار الأسد ضده، هو اعلان رسمي ان كل الاحتمالات لمساعدة الشعب العظيم واردة، بما فيها تقديم الدعم العسكري للثوار للخلاص من همجية هذا الوحش الذي أفلت العقال لعصاباته للفتك بالأطفال والنساء والرجال والشباب.
قالها الأمير السعودي بالحرف:
((إن النظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال، فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي، لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الازمة إلا بانتقال للسلطة إما طوعاً، أو كرهاً)) ليستكمل هذا التوجه بالقول ((ان فكرة تسليح القوى الثائرة هي فكرة ممتازة)).
موقف الفيصل، هو ترجمة لموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي أبلغه لرئيس روسيا ديمتري ميدفيديف بأن الحوار مع نظام بشار لم يعد يجدي الآن.
الدنيا كلها تعلم التحفظ السعودي التاريخي في التعاطي مع المسائل المختلفة، وهو تحفظ نابع من شدة الصبر والكتمان اللذين يميزان سياسة المملكة عبر الزمان، وما يحصل الآن من مواقف سعودية ضد بشار، هو ثورة بكل معنى الكلمة، بعد ان تجاوزت سياسة المملكة التنديد اللفظي، ثم قيادة المبادرات السياسية سواء عبر مجلس التعاون الخليجي، أو عبر مجلس وزراء خارجية الدول العربية في الجامعة العربية، عبر منظمة المؤتمر الاسلامي.. لتصل إلى أنها تعتبر فكرة تسليح المعارضة السورية فكرة ممتازة، ترجمة للقول السعودي الحاسم بأنه لم يعد هناك من سبيل للخروج من الازمة إلا بإنتقال السلطة إما طوعاً أو كرهاً)).
فكيف ستساعد السعودية الشعب السوري للتخلص من الوحش الذي يفترسه؟
بالقوة؟.. نعم.
كيف؟ كل الوسائل باتت متاحة:
1- بتسليح المعارضة بما يحتاجه جيشها السوري الحر.
2- بإرسال قوات عربية – دولية – إسلامية إلى سوريا لإنقاذ شعبها.
3- بتوفير كل الامكانات المادية – الخدماتية – الادارية.
4- بحشد التأييد الدولي لجعل كل هذا ممكناً.
5- بالتوجه إلى دول الطوق حول سوريا. ومنها تركيا والاردن ولبنان وحتى العراق (القمة العربية عنده).
6- بالتحرك الدولي مع الولايات المتحدة وأوروبا الغربية تحديداً.
7- بعزل الدب الروسي اللاهث وراء المصالح خليجياً وعربياً وإسلامياً وتأديب التنين الصيني لنكثه بالعهود التي أعطاها رئيس وزرائه للمسؤولين السعوديين حين زارهم قبل استخدام النقض ضد الشعب السوري.
وواقع الأمر ان الضوء الأخضر السعودي أعطي لإيصال المساعدات العسكرية إلى الجيش الحر السوري من عدة طرق: تركيا، الاردن، لبنان، العراق.
نعم يجد الضوء الأخضر السعودي عقبات في التنسيق المذهبـي بين بعض علويي تركيا في أجهزة الأمن وعصابات بشار.
ويجد الضوء الأخضر السعودي عقبات أيضاً في التردد الأردني الذي لن يطول لإيصال المدد السعودي إلى رواد الثورة في درعا ومحافظة حوران كلها.
ويجد الضوء الأخضر السعودي عقبات أيضاً في لبنان حيث التنسيق الأمني العميق بين الفرقة الإيرانية (حزب الله) وبعض قيادات الجيش اللبناني (أمنياً وعسكرياً).
والضوء الأخضر السعودي لدعم شعب سوريا، يجد عقبات أيضاً من استخدام النظام الإيراني حكومة العراق ورئيسها وضباطاً في جيشه وأمنه وميليشياته وأحزابه، لدعم نظام بشار وتقاتل إلى جانب شبيحة وكتائب الأسد ضد الشعب السوري.
لكن الأهم في كل هذا، ان الرياض حاسمة في مسعاها لإنقاذ شعب سوريا، من براثن الوحش الذي يتسلط عليه ويفترسه، وان المجتمع العربي والدولي سيقف وراءها في هذا الخيار الاخلاقي.. ومن يتلكأ أو يعترض أو يقاوح.. سيكون في العداء المعيب مع الاخلاق.
- 'الشراع'
حسن صبرا:
النائب وليد جنبلاط عاد من تركيا محبطاً كما لاحظ المقربون منه، بعد ان لمس خلال اجتماعه مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ان الوضع المتداعي في سوريا سيستمر وفق الوتيرة نفسها التي يشهدها حالياً وتتسم بالعنف والقتل والوحشية.
جنبلاط الذي لم يلتق رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان المنقطع عن الاستقبالات بسبب وضعه الصحي لمس ان لا حلول في المدى القريب للأزمة السورية. وقال ان تركيا كانت تراهن على دور الجيش في سوريا بالانشقاق ضد النظام وقيادة التغيير إلا ان هذا لم يحصل، وبقي الجيش مع النظام.
اللافت ان جنبلاط عاد من تركيا وشارك في اعتصام من أجل حمص وشن مواقف هي الأقسى له ضد النظام السوري. وبرأي جنبلاط فإن كل المواقف التي يطلقها الاتراك ليست إلا لتبرير عدم القيام بأي فعل أو تدخل في سوريا لاعتبارات تتعلق بتركيا من الداخل وبالعلاقة مع إيران وبالموقف الأميركي غير الحاسم ضد بشار الأسد.
- 'الشراع'
فوضى وفلتان في الضاحية
صرخات ابناء الضاحية الجنوبية بدأت ترتفع من جراء الوضع المتفاقم في مناطقها، اذ تزداد الاشكالات ولا يكاد يمر يوم الاّ وتحصل فيه مشكلات يتقاطر المختلفون للتدخل فيها والتضارب بالايدي، اضافة الى تفشي الادمان على المخدرات ومشكلات اخرى ذات طابع اجتماعي ومعيشي.
وعلاوة على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي شبه الدائم، فإن واقع السير وتنظيمه مأساوي وكثيراً ما يردد الناس الى متى هذا الفلتان خصوصاً مع استفحال حركة ((الفانات)) والدراجات النارية.
والى هذا الواقع ثمة مشكلات تتعلق بمداهمات تحصل بشكل شبه يومي في عدد من الاحياء بعضها يتعلق بقيام حزب الله بمطاردة مهربي سلاح الى سوريا، وبعضها يدخل في اطار حرب التصفيات والصراعات داخل حزب الله.. الى ما هنالك.
وهذا الواقع يثير اسئلة عديدة حول استمرار غياب الدولة ومؤسساتها عن القيام بواجباتها في ظل وجود دولة داخل دولة، ورفض حزب الله التعاطي مع مناطق تواجده على غرار باقي المناطق حيث تغيب سلطة القانون وتسود سلطة الحزب الواحد.
- 'الشراع'
تقوم منظمة ((كتائب عبدالله عزام))، بتكثيف تحركاتها ونشاطاتها في لبنان، والعمل على توسيع إطارها التنظيمي.
ويعمل ناشطون في المنظمة على استقطاب شخصيات وناشطين أصوليين، للانضمام الى المنظمة لتنفيذ عمليات ومهمات خاصة، وتفعيل ((سرايا زياد الجراح)) التي تعمل ضمن إطار كتائب عبدالله عزام (الجناح اللبناني)، ومكلفة القيام بعمليات إرهابية، وإطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات الاسرائيلية، والتعرض للقوات الدولية.
المعلومات تؤكد ان كتائب عبدالله عزام تملك كميات من الصواريخ، موجودة في أماكن سرية في الجنوب، في مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل لاستخدامها عند صدور الاوامر والتعليمات
- 'الشراع'
((بشار الاسد سيسقط هذا العام)) هذا ما توقعه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال لقاء مع عدد من الاعلاميين في معراب اخيراً.
ويرى جعجع تداعيات لهذا السقوط على لبنان، منها ان الحكومة الحالية سترحل لتشكل بعدها قوى 14 آذار/ مارس حكومة على اسس جدية و((لن تتكرر تنازلات فرضها السلاح الذي تديره ايران)).
ويؤكد جعجع انه لا يمكن الوصول الى حل مع حزب الله الاّ بعد صراع سياسي، ويضيف: ((لن نسكت عنهم بعد الآن))، داعياً الى ((متابعة مجازرهم المستمرة حتى اليوم))، معتبراً انه يجب ان تتبلور حالة لدى الشيعة لتحاور الآخرين ويشير الى انه لم يفوت فرصة لمد الجسور مع العديد من شخصيات الطائفة الشيعية ولا سيما مع الشيخ صبحي الطفيلي واحمد الاسعد.
ويشدد جعجع على وجوب تصدر تيار ((المستقبل)) الصفوف في دعم تحركات الثورة السورية، اما بالنسبة للقلق على مصير المسيحيين فيتساءل ((هل كان المسيحيون في وضع افضل في ظل الديكتاتوريات التي تهاوت او ستتهاوى ومنها السوري؟)).
ويصف رئيس القوات التهديدات الاسرائيلية بشن حرب على ايران بـ((الجدية
- 'الشراع'
حزب الله اللبناني: ازمة تعثر وإرباك وعلاقات فوقية
فيلتمان نصح المعارضة والموالاة بعدم إحراج ميقاتي
*حينما يتدخل حزب الله في أمر سياسي يربك نفسه والقضية السياسية التي يتعاطى بها
*يشكو حزب الله من ان عون لا يراعي حساسيات الحزب الاقليمية ويشكو عون من ان الحزب لا يفهم خصوصيته اللبنانية
دخلت اللعبة السياسية اللبنانية مرحلة استهلاك الحدث السوري لها. فزيارات كل المسؤولين الدوليين، إلى لبنان تترك في أثرها رسالة واحدة وهي الانتظار في الثلاجة السورية.
الحكومة الميقاتية هي الطرف الاكثر تضرراً من هذه النظرة الدولية للبنان وشؤونه. يقول تقرير غربي وصل الى مرجع سياسي لبناني ان الحكومة الميقاتية يتم النظر إليها الآن من قبل المجتمع الدولي وفق المحددات التالية: أولاً انها حكومة الرأسين: الرأس المقبول والذي أثبت انه ليس خارجاً عن المجتمع الدولي وقراراته، وبالتالي يكتسب احترام الشرعية الدولية ورأس آخر غير مرغوب من المجتمع الدولي وهو نفوذ حزب الله داخل الحكومة.
يقول التقرير ان حكومة لبنان الحالية تجسد صورة الوضع الفلسطيني قبل انقلاب حماس على السلطة الوطنية الفلسطينية. فحزب الله يتحاشى تكرار تجربة حماس داخل معادلة الحكم الفلسطيني لمناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، ولكنه بالتدريج ينـزلق لهذه اللحظة. ومحمود عباس يجسد مقبولية نظرة الشرعية الدولية للسلطة الفلسطينية، وهو بالمقابل يجسد المبادرة السياسية الفلسطينية على المستوى الدولي.
يرى التقرير ان صورة الحكومة اللبنانية تشبه بالمراجعة الدولية لتفاصيلها وتركيبتها صورة السلطة الوطنية الفلسطينية بعد انقلاب حماس وبعد تحول أراضي السلطة الى سلطتين.ولا يستبعد التقرير ان ينشأ وضع يؤدي بحزب الله الى اتخاذ مواقف على الارض تجسد فوق الاراضي اللبنانية المشهد الفلسطيني.
التقرير يتساءل في حال ذهبت المحكمة الدولية بعيداً في الإلحاح على الحكومة اللبنانية اتخاذ خطوات عملية لجلب المتهمين بإغتيال الرئيس رفيق الحريري الى قفص العدالة الدولية كيف سيتصرف حزب الله وكيف سيبدو مشهد الحكومة اللبنانية؟
لا جواب واضحاً على هذا السؤال. ولكن بحسب لبنانيين كثر فإن الحكومة الميقاتية ستتعرض في هذه اللحظة للإنفراط، وبالتالي ستصبح سلطة الدولة سلطتين: سلطة الامر الواقع وسلطة تصريف أعمال. هذا المشهد لا يريد المجتمع الدولي رؤيته ولذلك فإن جيفري فيلتمان عندما زار لبنان نصح كل الاطراف اللبنانية التي التقاها، موالاة ومعارضة بعدم العمل على إحراج الرئيس ميقاتي والاستمرار بتشجيع دوره كممثل للشرعية اللبنانية في المجتمع الدولي.
نقد ذاتي
الى هنا تقرير المصدر الغربي. ولكن بمقابل كلام التقرير الآنف تطرح داخل أوساط حزب الله أسئلة عما إذا كان الحزب أصاب عندما اتخذ قرار إسقاط الرئيس سعد الحريري.
يوجد نوع من النقد الذاتي داخل أوساط في الحزب إزاء هذه الخطوة. هناك على الاقل حتى الآن عدة ملاحظات على هذه الخطوة:
الملاحظة الاولى، تقول ان الحزب لم يسقط الرئيس سعد الحريري بقدر ما انه أسقط توقيعه على تفاهم الدوحة وذلك عندما استخدم ورقة حرّم تفاهم الدوحة استخدامها في عمليته لإسقاط الحريري، والمقصود هنا ورقة الوزير الملك الذي أدى تصويته على عكس تعهدات الدوحة، الى إسقاط حكومة الحريري.
الملاحظة الثانية، تقول ان حزب الله جاء الى السلطة في وقت تعاني أنظمة السلطة في المنطقة من محاسبة الشعوب لها. وبهذا الخيار يكون حزب الله قد وضع نفسه بشكل أو بآخر في عين العاصفة المتمثلة بمساءلة الشعوب لأنظمة حكمها. كان الافضل لحزب الله في هذه المرحلة ان يبقى في المعارضة أو يبقى شريكاً في السلطة من موقع المعارض على ان يكون هو السلطة أو هو محركها الرسمي.
الملاحظة الثالثة، تقول ان حزب الله بإسقاطه الرئيس الحريري في عملية ديموقراطية قيصرية ولا تنسجم مع تفاهم الدوحة أبرز العنوان المذهبـي للصراع الاقصائي في لبنان. وهو أمر خطر في هذه اللحظة المشحونة بسحب المذهبية الداكنة في سماء المنطقة.
الملاحظة الرابعة ترى ان حزب الله من خلال تجربته في اول اختبار لإمساكه بالسلطة ولو مواربة، كشف انه ليس إلا جزءاًَ من الطبقة السياسية اللبنانية المغرقة في تقليديتها وفي فسادها. والدليل على ذلك سلسلة الاخفاقات التي وقعت بها الحكومة الحالية على مستوى إظهار ان المصالح والصفقات هي التي تحدد قرارات هذه الحكومة بخصوص قضايا مطلبية وليست مصلحة المواطن.
محاكمة التجربة في السلطة
أحد السياسيين اللبنانين كان درج على القول ان حزب الله حينما يتدخل في أمر سياسي يخص الحياة السياسية اللبنانية فإنه عادة ما يربك نفسه ويربك القضية السياسية التي يتعاطى بها. هذا القول يعود تاريخ إطلاقه الى ما قبل دخول حزب الله حتى في الحكومات اللبنانية. ولكن هذا القول ما يزال نافذ المفعول. هناك قناعة حتى لدى أنصار حزب الله تفيد بأن الحزب من خلال محاكمة تجربته السياسية أثبت انه دخيل على اللعبة السياسية الداخلية وان معرفته بالحياة السياسية اللبنانية ما تزال قاصرة وغير قابلة للتطور. فالحزب نشأ كإتجاه ديني ولبنان رغم تعدد طوائفه إلا ان حياته السياسية تنبض بدفق مدني الى حد بعيد وبقدرة عالية على تدوير الزوايا وصياغة التسويات. وبالعادة التفكير السياسي القائم على بنية دينية لا ينجح في الحراك داخل هذا النوع من البيئات السياسية.
كما ان حزب الله خرج الى النور من داخل تجربة طائفية مغلقة، فهو تجربة داخل الامتداد الايراني داخل الطائفة الشيعية، بينما حركة ((أمل)) هي تجربة شيعية داخل الرحم اللبناني ولذلك فإن ((أمل)) السياسية اللبنانية هي أكثر قدرة على التجاوب مع شروط اللعبة الداخلية اللبنانية السياسية.
ورغم ان حزب الله اعترف بالطائف إلا انه كمكون ما يزال يتصرف وكأنه توازن للمتغيرات الدولية والاقليمية داخل لبنان. ان تجربة حزب الله في الحوار الوطني اللبناني، اثبتت انه كان يتصرف كجسد عسكري لبناني وليس كطرف سياسي لبناني. حتى بالمعنى الطائفي فإن الحزب لم يجسد المعنى السياسي لمصالح طائفته بل جسد معنى حماية مصالحه بداخلها كدور إقليمي.
تشبه تجربة حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية تجربة حركة فتح الى حد بعيد. عرفات حاول ان يطرح نفسه في لحظة الاشتباك اللبناني الداخلي انه رديف عسكري لمصالح السنة اللبنانيين، وحزب الله يطرح نفسه بشكل لا إرادي انه رديف عسكري لمصالح الشيعة اللبنانيين.
وليس من دون خلفيات ان يعطي حزب الله ناصية إدارة اللعبة السياسية اللبنانية فوق المسرح المباشر لرئيس حركة ((أمل)) نبيه بري. فالحزب يشعر انه بحاجة لواجهات لتأدية دوره السياسي المباشر. ان المسألة تتعلق بنظرته لدوره اللبناني، فهو دور لا ينبع من انتماء لتوازنات الداخل بل يجسد انتماءه لمعادلات الخارج.
والواقع ان تجربة حزب الله خلال المرحلة الاولى من جمهورية الطائف كان يمكن ان تخفي هذه الحقائق العالقة بمسه تحت مكياج كثيف من الوجود السوري المباشر في لبنان، ولكن بعد انسحاب سوريا من لبنان، فإن حزب الله تقدم الى الساحة السياسية على نحو علني ليحقق فكرة عميقة عنده، وهي وراثة دور سوريا الاقليمي في لبنان، وليس المشاركة السياسية. ان العقدة التي وصلت الى حزب الله بعد خروج سوريا تمثلت بكيف يصبح هو المايسترو الذي يضبط الايقاع اللبناني مع المحور الاقليمي الذي ينتمي إليه. بهذا المعنى بدا الحزب انه فاقد للرؤية عن السياسة الداخلية. وكان يمكن للحزب ان يغطي هذا العيب في تكوينه السياسي الداخلي لولا انه أقحم نفسه في تجربة الامساك بالسلطة بشكل مباشر عن طريق قيامه بإنقلابه على حكومة الرئيس سعد الحريري.
ان مشهد حزب الله وهو يتعثر داخل مجلس الوزراء بقرارات يتخذها ثم ينقلب عليها نتيجة لمصالح تحالفات عابرة للوضع اللبناني تجعل حركته كمايسترو للحكومة مفضوحة لجهة انها تضع الاعتبار الاقليمي بمواجهة الاعتبار الداخلي بدل ان توائم بين العاملين. وتقود كل هذه الاعتبارات الى خلاصة استنتاجية واضحة مفادها ان الحزب ليس قوة سياسية داخلية، بل هو يتفاعل ضمن امتداده الاقليمي وليس ضمن موجبات ومتطلبات الساحة اللبنانية الداخلية. حزب الله ليس لديه رؤية داخلية بل يتصرف على نحو يحاكي بشكل غير ناجح الطبقة السياسية اللبنانية بالبيع والشراء والمقايضة وفق مبدأ المحاصصة المخلة بمصالح الناس والمواطن.
في الواقع توضح تجربة حزب الله السياسية الداخلية انه قليل الخبرة بمجال التحول الى تيار سياسي لبناني. ويجب الاشارة هنا الى ان تجربته النقابية ولدت على يد التيار العوني. فمؤشر حراكه النقابي بدأ بتشجيع من فكرة من إنتاج نخب في وزارة الدفاع الفرنسية في تسعينيات القرن الماضي، أوصت بتدشين حوار مبكر بينه وبين التيار العوني حتى عندما كان عون في باريس. وفي كثير من المرات كان ينقل عن عون من منفاه في باريس اننا أدخلنا حزب الله الى النقابات بينما هو لا يرد لنا الجميل في الانتخابات النيابية. وعندما دخل حزب الله مرحلة التفاهم السياسي مع عون المعروف بتفاهم كنيسة مار مخايل، تعامل الحزب مع عون كغطاء داخلي لمشروعه العسكري في لبنان وليس كشريك سياسي له. يشكو الحزب في كواليسه من ان عون لا يراعي حساسيات الحزب الاقليمية ويشكو عون في كواليسه من ان الحزب لا يفهم في احايين كثيرة خصوصيته اللبنانية. وتؤشر الفكرة الآنفة إلى ان حزب الله ما يزال قاصراً بالمعنى السياسي عن التحول الى تيار سياسي، فهو مستغرق داخل آليات عمل الحزب الامني، ووفق آليات نظرية ان الامن يخدم السياسة وليس العكس. وهو في هذا المعنى يشبه نظاماً شمولياً، وسلطة أمن بواجهات سياسية.
وحتى على المستوى الشيعي في اداء حزب الله يكرس صورته الآنفة هذه. فهو لم يستطع ان يمد نموذجه الى الكثير من النخب الشيعية، فعدا الانبهار بنموذجه كمقاومة لم ينجح في بناء جسور علاقة سياسية معها. وطالما يأخذ الشيعة المتنورون وطبقات الشيعية الوسطى على الحزب انه امتنع عن توظيف إمكاناته وشعبيته في خدمة ان يكون رافعة لحماية المطالب الشعبية وبدل ذلك عمل كموظف لحماية مصالحه السياسية العليا التي يقايضها بحماية مشروعه العسكري والامني.
ورغم ان حزب الله نظرياً خرج من التطبيقات المباشرة لنظرية ولاية الفقيه إلا ان نموذجه الاجتماعي ما يزال يتفاعل ضمن ثقافة هذه النظرية، فليس للحزب امتداد اجتماعي لبناني خارج ثقافة هذه النظرية، حتى تحالفه مع عون فوقي.. ويقوم على رشوة إغراء التيار العوني بالتقديمات السياسية والمالية له وليس بناء جسور القناعات الاجتماعية والسياسية المشتركة. خارج مصالح العائلة العونية لا يوجد لحزب الله جسور مشتركة من المصالح مع قاعدة التيار العوني. هناك علاقة سلبية كما يصفها أحد النخب العونية: علاقة تخويف من الآخر غير الاقلوي وهذه علاقة قصيرة المدى بكل أحوالها.
كما ان مؤسسات حزب الله التعليمية والثقافية تخدم فكرة عقائدية دينية منغلقة، أكثر مما تخدم فكرة تطوير مجتمعه. انه يخرج أجيالاً لولاية الفقية وأجيالاً لإطاعة علماء الدين الذين هم ورثة الله على الارض
- مجلة 'المسيرة'
- 'الشيعي' السادس
كشف مصدر قريب من الأكثرية أن حزب الله هو الذي اختار سليم جريصاتي خلفاً للوزير شربل نحاس، مشيرًا الى أن جريصاتي يشكل عمليًا &ldqascii117o;الشيعي&rdqascii117o; السادس الذي تنازل عنه السيد حسن نصرالله لمصلحة السُنة عشية تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
- أوّل الغيث
وقعّ وزير التربية حسان دياب ومعه رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين على مذكرة تعممت على الجامعات اللبنانية بفروعها كلها وعلى المدارس الرسمية تقضي بأن &ldqascii117o;تُخصص المدارس الرسمية على اختلاف انواعها ومراحلها ساعة تدريس للمقاومة في لبنان من ضمن الفترة الزمنية الممتدة من 13 شباط وحتى 18 منه&rdqascii117o;، بمناسبة &ldqascii117o;ذكرى أسبوع المقاومة وذكرى القادة الشهداء&rdqascii117o;! في إشارة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان. أما القادة الشهداء، فهم قادة حزب الله حصراً.
- قال وزير مال سابق إن الصرف من خارج الموازنة بين العامين 2006 و 2011 ليس 11 مليار دولار إنما 22 مليار دولار صُرفت خارج القاعدة الإثني عشرية، وكل ما يُقال عن عدم وجود مستندات ووثائق هو إثارة غبار سياسي ليس إلاّ، وهذا ما اعترف به نوّاب أكثريون بطريقة ما.
- مجلة 'الامان'
كلمة الامان:
الأحداث الأمنيّة.. وتداعياتها في لبنان والعالم العربي حوله
تعاني معظم أقطار العالم العربي التي أدركها &laqascii117o;الربيع العربي" ظروفاً بالغة الحدة والحساسية، ليس سياسياً واقتصادياً فقط وانما أمنياً ومعيشياً كذلك. قد تكون هناك أسباب تبرّر التراجع الاقتصادي بسبب توقف السياحة أو هجرة الرساميل والاستثمارات الوطنية والأجنبية، لكن ما علاقة ذلك بارتفاع أسعار الوقود واضطراب الوضع الأمني وانتشار عمليات القتل والخطف والسرقات المنظمة؟!
في مصر، سادت الفوضى ميدان التحرير والأحياء المحيطة به خلال العام الماضي الذي أعقب انتصار ثورة 25 يناير 2011، لكن ما علاقة ذلك بعمليات السلب والنهب والخطف المنظم في معظم أنحاء الجمهورية!! وأبرز ما وقع هو الاعتداء على الدكتور محمد البرادعي (المرشح لرئاسة الجمهورية) وهو يدلي بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في منطقته الانتخابية، مما حمله على الانسحاب من التنافس على الرئاسة. بعد ذلك جاءت حادثة الاعتداء على صاحبة قناة تلفزيونية وهي تسدّد في مكتب محاميها بالقاهرة مبلغ ثلاثة ملايين جنيه. والأسبوع الماضي جاء الاعتداء على المرشح الرئاسي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وسلب سيارته. وبالأمس الاعتداء على النائب السلفي وهو متوجه الى قريته.. يضاف الى ذلك حديث متكرر عن &laqascii117o;دولة البلطجة" في الصحافة المصرية، ومقتل ثلاثة مواطنين في طنطا، وانتشار عمليات تهريب المخدرات نحو كل أقطار العالم، ومواجهات يومية مع الشرطة، ورواج عمليات سرقة السيارات.. مما يعتبر عنصراً جديداً في الشارع المصري.
أما في ليبيا، فإن الأمور تبدو أكثر حدّة وصعوبة، فالسلاح (سلاح الثورة والثوار) منتشر في كل أنحاء المدن والصحاري الليبية، والاضطرابات ما زالت تدور في معظم أنحاء ليبيا، وهناك من يهدد بعودة دولة &laqascii117o;الأخ العقيد" الذي أفضى الى ما قدّم، وأفراد عائلته إما في القبور أو السجون.
وفي تونس قد تكون الأمور أفضل حالاً، لكن هناك قطاع عريض من الرأي العام يبدو غير مقتنع بنتائج الانتخابات، وهو يريد أن يثبت في الشارع عكس ما عبّرت عنه صناديق الاقتراع. فأي حدث عادي يجري توظيفه سياسياً، وأي موقف سياسي أو اعلامي يتم تحويله الى مظاهرة يخرج فيها مئات المتضرّرين من العملية الديمقراطية التي أفرزت التيار الإسلامي ممثلاً بحركة النهضة، سواء في المجلس التأسيسي أو في الحكومة القائمة.
ماذا عنا نحن في لبنان؟ البعض يقول إن ربيع لبنان جاء بعد تحرر الشعب اللبناني ورحيل قوات الوصاية عن البلد، وارساء مبادئ الحرية والسيادة والاستقلال. والبعض الآخر يقول ان اللبنانيين لا يكادون يميّزون بين ربيع وخريف، وأن ما يحدث الى جانبنا في سوريا يترك آثاره على ساحتنا اللبنانية، ولذلك فإن الكثيرين ينتظرون تداعيات الأحداث السورية على الساحة اللبنانية، لأنها سوف تترك آثارها (السلبية أو الايجابية) على القوى السياسية ووزنها وحجمها خلال المرحلة القادمة. وبصرف النظر عن الآثار السلبية على الاقتصاد وحركة الاستيراد والتصدير وكذلك السياحة والاصطياف، فإن احداثاً غير طبيعية باتت تتكرر في محافظة البقاع، القريبة من الحدود السورية. وبداية هذا المسار كانت في شهر آذار من العام الماضي، حيث جرى اختطاف سبعة من الشباب الأستونيين كانوا يمتطون دراجات هوائية بعد عبورهم الحدود اللبنانية بمنطقة المصنع. وأخذت القضية أبعاداً سياسية حين جرى الحديث عن اعادتهم - مع خاطفيهم - الى الأراضي السورية، وعن تدخل السفارة الفرنسية في عملية الافراج عنهم خلال الفترة التي بدأت فيها الأحداث داخل سوريا. وبعد ذلك توالت عمليات الخطف المسلح، والاغتيالات المتوالية التي يجري التنسيق الأمني فيها عبر الحدود. وليس خافياً أن معظم الذين تعرّضوا للخطف كانوا من السوريين بعد عبورهم الحدود، وان معظمهم من كبار التجار أو أبنائهم، وأن منفذي عمليات الخطف أو السرقة كانوا عصابات مؤلفة من لبنانيين وسوريين، وأن الاتصالات كانت تأتي عبر الحدود، وكذلك تحديد الفدية ومكان تسليمها.
هنا يمكن القول ان رسالة واضحة كان مطلوباً وصولها الى الداخل اللبناني، شعباً وحكومة، أن لبنان لن يكون بخير طالما أن الأحداث تعصف بالداخل السوري، وسواء كان الضحيّة لبنانياً أو سورياً فإن صاحب المصلحة هو النظام ومجموعات &laqascii117o;الشبيحة" أو أجهزة الأمن المؤيدة له والدائرة في فلكه.
واذا كانت الأقطار العربية والقوى السياسية التي استفادت من أجواء الربيع العربي تحاول التكامل والتشاور من أجل الوصول الى حلول سياسية واقتصادية وأمنيّة للمشاكل التي تعترضها، فإن من البديهي أن تفعل ذلك الأقطار التي تهددها نسمات الربيع العربي، في وقت باتت فيه أقطار عربية تتحسّس مواطئ أقدامها ومدى تفاعل ما يجري في العالم العربي حولها مع قواها الشعبية والسياسية. واذا كان الوضع في اليمن قد انتهى الى تسوية تضع حداً للصدامات العشائرية والعسكرية، فإن الأوضاع في سوريا ما زالت تتفاعل وتتطور باتجاه الأسوأ، وهو الحرب الأهلية أو الطائفية، بما في ذلك التفتّت والانقسام، وهذا ما قد يترك أسوأ الآثار على الساحة اللبنانية.
لكن الأمل كبير في أن يستفيد لبنان من تجاربه الطويلة مع الأزمات والحروب الأهلية والطائفية. ومن البديهي أن يدرك جميع اللبنانيين - بمن فيهم أصدقاء النظام السوري والمستفيدون منه - أن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد في أن يقرر مصيره وأن يحدّد خياراته، وأن ما فعله النظام السوري وما قدّمه لبعض القوى أو القضايا اللبنانية، لا يمكن لحزب أو تيار أو طائفة في لبنان أن تمارس مثله، لأن من البديهي الذي لا يماري فيه أحد أن غالبية الشعب السوري هي صاحبة الحق في اختيار نظامها وتقرير مصيرها ورسم توجهاتها، وقد بذلت نهراً من الدم في مختلف المناطق السورية كي تحقق ما أنجزته شعوب أخرى، وما تمارسه كل شعوب الأرض من تداول السلطة والتمثيل النيابي عبر صناديق الاقتراع. أما الحكم الوراثي، أو سيادة الحزب الواحد، أو الطائفة أو العائلة، فقد بات من بقايا عصور التخلف والرجعية والاستبداد. فهل يعي اللبنانيون ذلك قبل فوات الأوان؟!
- مجلة 'الكفاح العربي'
التيار من المد الى الجزر
ماذا بقي من العونية؟
الخضات تتلاحق داخل التيار العوني وبينه وبين حلفائه، بصورة توحي وكأن الجنرال يعيش حالة انحسار على مستوى قاعدته الشعبية كما على مستوى طموحاته الشخصية. ومع استمرار غياب &laqascii117o;المؤسسة" التي من شأنها أن تؤطر الحراك السياسي في نظام داخلي وهيكلية واضحة وحسابات مالية ومحاسبة قانونية، بات الولاء للجنرال مغامرة غير محسوبة. والعارفون يقولون إن التيار توقف منذ بعض الوقت عن السير تنظيمياً وشعبياً، وأن أفق 2013 العوني أقرب الى الضبابية منه الى اليقين.
ماذا بقي من التيار؟
السؤال مطروح بقوة في الأوساط العونية التي تكتشف، عاماً بعد عام، أنها أعطت الجنرال ثقة مطلقة تشفياً بالكتائب والقوات اللبنانية، ووفرت له الحماية في الشارع كما في صناديق الاقتراع على أمل &laqascii117o;الاصلاح والتغيير"، وعندما جاء زمن الحصاد (عشرة وزراء في الحكومة الميقاتية) تبين أن الغلة ليست في حجم الطموحات والآمال التي عقدت على الشجرة العونية، وأن التيار في نهاية المطاف لا يختلف شكلاً ومضموناً عن الاحزاب المسيحية التقليدية وحتى الأحزاب غير المسيحية، من حيث الخلط بين الزعامة الشخصية والزعامة العائلية، والنفوذ السياسي والنفوذ الشخصي، في غياب أي مساءلة أو محاسبة.
ويقول العونيون في مجالسهم الخاصة أن لا أحد يعرف الفرق بين ما يملكه الجنرال وعائلته والمقربون منه من مؤسسات اعلامية ومكاتب حزبية وشركات تجارية واعلانية وهندسية نمت كالفطر في أقل من ست سنوات، وما يملكه التيار، لأن &laqascii117o;الزعيم" لا يرسم حدوداً بين التيار وبين نفسه. والمفارقة أن العونيين الذين وعدوا أنفسهم والعالم بأن مدرسة الجنرال سوف تكون مدرسة ديمقراطية بآليات محاسبة لا يجادل فيها أحد، خلافاً للتجارب التي عرفوها واختبروها قبل وبعد سنوات الحرب الأهلية، اكتشفوا أنهم يخدعون أنفسهم ويخدعون الآخرين، لأن الجنرال (بمساعدة من صهره جبران باسيل) هو كل شيء داخل التيار الوطني الحر. هو القائد، وهو المنظر السياسي، وهو صانع القرار الوحيد، فضلاً عن أنه المسؤول الاعلامي ومسؤول التعبئة، وهو وحده الذي يعرف من يستحق أن يكون &laqascii117o;المنسق" في هذه البلدة أو تلك الجامعة... ومن يستحق أن يكون وزيراً أو مسؤولاً. والجنرال، لا غيره، هو المعني الوحيد بتشحيل الشجرة العونية، عاماً بعد عام، وهو الذي يقصي (أو يقص) من لا يعجبه من العونيين الذين أفنوا حياتهم في الولاء له، تمهيداً للاتيان بآخرين لا يجيدون غير الزجل الرديء، وبهم يخوض المعركة الانمائية ومعركة التغيير والاصلاح على امتداد الوطن.
والعونيون أنفسهم لا يكتمون امتعاضهم الذي لا يتوقف من الوريث، أي الصهر. والوريث &laqascii117o;جنرال" بالمعنى السلطوي والفوقية التي يتعامل بها مع الأنصار الى أي فئة انتموا. انه (على طريقة عمه) مهووس بالسلطة، لا يتقبل أن يرفض له طلب، بغض النظر عن صوابية أوامره أو ديماغوجيتها. وهو يعتبر أنه الرجل الذي لا يخطئ ويتصرف على هذا الأساس، سواء مع قواعد التيار الشعبي أو مع موظفي الوزارة التي يشرف عليها، والأكثر ذكاء في رأيه هو من يلبي تطلعات التيار الاصلاحية ولو إلغائية تكفيرية... لكن العارفين يقولون بسخرية إنه أقل ذكاء من عمه، ومن سابع المستحيلات أن يصل الى مرتبة الوريث.
وبين تعالي الجنرال الدائم واللعبة الفوقية التي يمارسها الصهر، من دون براعة في معظم الحالات، يتساءل العونيون في مجالسهم الخاصة عما اذا كانت رهانات التيار في محلها فعلاً، وعما اذا كانت خصومة الجنرال الشخصية لرئيس الجمهورية، وتماهيه الكامل مع &laqascii117o;حزب الله"، والعدائية المجانية التي يتجند لها ضد السنة اللبنانيين وسنة المنطقة، كلها رهانات تعود على المسيحيين كما على اللبنانيين جميعاً بالخير. ولا يكتم بعض المقربين أنهم متخوفون من مسار انحداري بدأ ويخشى معه أن تتحول الأكثرية المسيحية التي تمتع بها عون حتى انتخابات 2009، الى انقلاب عليه وعلى خياراته الاستراتيجية.
4 اتهامات
الحكاية الأولى تتعلق بالوزير المستقيل- المقال شربل نحاس، الذي يعتبره العونيون، حتى الذين اعترضوا على توزيره لأنه من خارج التيار (وليس وحده) قيمة أكاديمية وادارية وأخلاقية ووطنية كبيرة. نحاس الذي قدم استقالته (قال كلمته ومشى) بصورة درامية، اعتبر &laqascii117o;جرعة زائدة" لا يستطيع التيار العوني ابتلاعها، ولأنه جرعة قوية فقد لفظها عند أول تجربة.
النهاية كانت نتيجة طبيعية للتناقض المفضوح بين نهج نحاس المبدئي المغامر، ومنظومة المصالح المعقدة التي يشكل الجنرال جزءاً منها، والتي لا تنسجم مع طبيعة الوزير. والعونيون جميعاً يتلاقون على أن خروج نحاس خسارة للتيار أولاً، لأن نحاس كان شريكاً مشاكساً داخل مجلس الوزراء، لا سيما في المسائل المالية والاقتصادية التي يعرفها جيداً. والفشل في التعايش بين نحاس وعون، وبين نحاس والتيار، يعني في جملة ما يعني أن التغيير والاصلاح بالنسبة الى الجنرال مجرد شعار شعبوي، خلافاً لقناعات نحاس العميقة.
كيف وصلت الأمور الى هذا الحد؟
أوساط &laqascii117o;حزب الله" الاعلامية تملك الجواب. نقرأ في تحليل أحد المقربين:
عندما كان شربل نحاس يُسأل عن سر توزيره، كان يقول إنه ليس ابن عائلة سياسية يطمح الى الحفاظ على نسلها ولا هو صاحب ثروة مالية يريد أن يزيدها او يحميها، وما من طموح نيابي أو وزاري لديه يمكن أن يجمعه مع ميشال عون. &laqascii117o;لقد تعرفت الى عون عند عودته الى لبنان في العام 2005، وقبل ذلك الحين ل