ـ صحيفة السفير :
مضى اثنان وأربعون يوما ويبدو أن الحبل على الجرار.. وكل المعطيات تشي بأن التأليف الحكومي يحتاج الى أسبوع سابع وربما ثامن وتاسع، الا اذا أتى "المؤلفون&laqascii117o; بمعجزة أو سقط عليهم "الوحي&laqascii117o; فجأة... من الخارج وحتماً ليس من الداخل... ولكن لا شيء ينبئ أننا نعيش في زمن المعجزات! وبينما كان اللبنانيون ينتظرون من يزف إليهم خبر اكتمال عقد حكومة الوحدة الوطنية قبل سفر رئيس جمهوريتهم العتيد الى باريس، بما يمهد لإعادة الالتفات الى قضاياهم التي همشت في السنوات الثلاث الأخيرة، عاد شريط الأمن الى الشاشات التلفزيونية، وهذه المرة من التبانة وجبل محسن في طرابلس، الأمر الذي طرح علامات استفهام كبيرة جداً حول الجهة المستفيدة من تأخير ولادة الحكومة ومن افتعال عقبات حقيقية أو وهمية في طريق تأليفها؟
واللافت للانتباه، أنه بينما كان رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري يحاول استخدام نفوذه السياسي بوصفه زعيم الموالاة، لتخفيض السقوف والسقوف المضادة داخل فريق الرابع عشر من آذار نفسه، انبرى رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة، الى اتخاذ موقف فاجأ المعارضة، وذلك بإعلانه من أمام بوابة القصر الجمهوري أنه لم يحصل على أسماء الوزراء الذين سمّتهم كلهم حتى الآن، نافياً علمه بأن تكون المعارضة قد سمّت علي قانصو (الحزب القومي) للوزارة. ولم يكد السنيورة يعلن هذا الموقف، حتى انبرت المعارضة الى ابلاغه اسم علي قانصو عن طريق الرئيس نبيه بري أولاً ومن ثم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، وكان جواب السنيورة للاثنين واحداً: "أنا ما بمشي بعلي قانصو. أنا مش شرابة خُرج. أعطوني اسماً بديلاً له&laqascii117o;.. وجاءه الاسم البديل من بري والخليل: "البديل لعلي قانصو هو علي قانصو يا دولة الرئيس&laqascii117o;!
وهكذا وجد رئيس الجمهورية ميشال سليمان نفسه معنياً بأن يهتم بالمشاركة في افتتاح فعاليات مهرجان جبيل، ليل أمس، وأن يتابع تفاصيل المناسبة الاجتماعية التي تخص إحدى كريماته، قبل أن يحزم حقائبه ويتوجه يوم السبت المقبل على متن طائرة خاصة الى باريس للمشاركة في القمة المتوسطية وإجراء لقاءات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والسوري بشار الأسد وعدد من القادة العرب والأوروبيين.
وحتى ليل أمس كان رئيس الجمهورية يدرس إمكان توجيه رسالة الى المجلس النيابي أو أن يتوجه برسالة مباشرة الى اللبنانيين، عشية رحلته الخارجية الأولى، يصارحهم فيها بما يعتمل في صدره من مشاعر على عتبة منتصف الشهر الثاني لانتخابه، وكيف يضغط الوضع الاقتصادي والاجتماعي على جميع اللبنانيين الذين سئموا من خلافات السياسيين وصاروا يريدون من يهتم بقضاياهم وخبزهم ومائهم وعيشهم الكريم.
وبينما كان رئيس الجمهورية يتابع تفصيلياً، المشاورات الهادفة الى معالجة العقد التي تعترض ولادة الحكومة الأولى للعهد الجديد، كان النائب سعد الحريري يشغل محركاته بعد ساعات قليلة من عودته الى بيروت، حيث أجرى لقاءات مع فريق عمله ثم مع الرئيس المكلف وزار ليلاً قائد "القوات اللبنانية&laqascii117o; سمير جعجع في معراب واستقبل رئيس "اللقاء الديموقراطي&laqascii117o; النائب وليد جنبلاط ورئيس "التكتل الطرابلسي&laqascii117o; الوزير محمد الصفدي والنائب السابق غطاس خوري وعدداً من قيادات الرابع عشر من آذار، ولكن المحصلة لهذه اللقاءات لم تكن في مستوى ما كان يشتهي أن تكون.
فمن جهة، بدا الحريري متفقاً مع الرئيس المكلف على رفض إسناد حقيبة للحزب القومي في الحكومة، "لأن هذه مسألة ما فينا نتحمّلها وهي توازي عودة رستم غزالة الى بيروت&laqascii117o;، كما قال أحد المقربين من الحريري، ومن جهة ثانية، استمرت التباينات حول كيفية مقاربة بعض القضايا العالقة التي وعد الحريري بالسعي الى معالجتها بالمفرق... ولكن النتائج لم تكن مشجعة.
فالوزير جنبلاط أخذ، حسب مصادر في الرابع عشر من آذار، على الحريري أن سوء إدارة فريق الموالاة لملف التأليف الحكومي، جعل المعارضة، وتحديداً ميشال عون، يحصد ما يريد من حقائب وبالتالي تم نقل المشكلة الى داخل فريق الموالاة، بينما كان يمكن أن تدار الأمور بطريقة مختلفة وبدينامية أسرع، معدداً في الوقت نفسه مطالبه ومنها أن تسند الأشغال للوزير غازي العريضي وأن يتم تثبيت الوزير الكاثوليكي نعمة طعمة في المهجرين. وبدا واضحاً أن جنبلاط يرفع سقف مطالبه لتثبيت الوزير طعمة، الأمر الذي جعل الوزير ميشال فرعون (تيار المستقبل) يتفادى الإجابة على اتصالات المهتمين بمتابعة قضية توزيره، مما أوحى بأن الوجهة العامة هي استبعاده مع ما يمكن أن يؤدي إليه قرار كهذا، من تداعيات على صعيد المعركة الانتخابية المقبلة.
أما الوزير الصفدي، فقد ظل متمسكاً بحقيبة الأشغال، خاصة في ظل حراجة ودقة التوازنات القائمة في الشارع الطرابلسي اليوم، فيما أبلغ قائد "القوات&laqascii117o; النائب الحريري أن "القوات&laqascii117o; متمسكة بأن تكون حقيبة العدل من نصيبها، آخذاً على الحريري وعلى رئيس الحكومة المكلف أنهما لا يراعيان حقيقة أن مصدر الأكثرية التي يراهنان عليها في الانتخابات المقبلة، هي الساحة المسيحية وأي تخلّ أو إضعاف لموقعنا يعني توجيه دعوة مفتوحة للمسيحيين للحاق بميشال عون وبالتالي فتح الأبواب أمامه من أجل اكتساح الأقضية المسيحية.
وقد عبر الحريري عن تفهمه لحساسية الوضع المسيحي، وشدد على عدم إفساح المجال أمام من يريد أن يصطاد في الماء العكر، وقال من معراب والسرايا إن "كل الكلام عن وجود تعقيدات وخلافات وعقد وحقائب ومشاكل (ضمن الموالاة)، فهذه أمور مضخمة ولا أساس لها، ونحن في قوى ١٤ آذار دائماً قوى متفاهمة مع بعضها وإن شاء الله في أسرع وقت ممكن كل الكلام الذي تسمعونه بالنسبة لمشاكل أو عقد أو غير ذلك سيكون من الماضي&laqascii117o;. ورأى "أن كل هذه الأمور ستحل خلال يومين&laqascii117o;.
لكن مصادر "القوات&laqascii117o; و"المستقبل&laqascii117o; لم تجزم بحصول توافق بين الحريري وجعجع، وقالت إن التشاور مستمر وكل شيء قابل للنقاش والأجواء ايجابية جداً من دون الاتفاق على صيغة محددة، علما أن أوساطاً بارزة في الموالاة، سألت "طالما أن "القوات&laqascii117o; مهتمة بالجو المسيحي من اين نبشت اسم ابراهيم النجار للعدلية؟ وما هو المردود الانتخابي لخيار كهذا؟ بينما كان يمكن الإتيان بوزير عدلية من كسروان على سبيل المثال لا الحصر&laqascii117o;!
أما رئيس الحكومة المكلف، فقد كانت له أكثر من محطة تشاور ابرزها في القصر الجمهوري، وثانيها عبر الهاتف مع رئيس مجلس النواب، وهو أعرب عن أمله بتشكيل الحكومة قبل سفر رئيس الجمهورية إلى فرنسا. وقال من بعبدا للصحافيين إنه "لا علم لي بمسألة توزير السيد (علي) قانصو، ولم أتسلم من أي احد بشكل رسمي أي اقتراحات اخرى، وهناك اسمان لم أتسلمهما&laqascii117o;.
وعلمت "السفير&laqascii117o; أن بري وبعد الكلام المسائي للسنيورة من بعبدا، أجرى اتصالا بالرئيس المكلف، مستوضحاً كلامه. وابلغه ما مفاده "لقد سبق وأبلغتك بالاسماء كلها، وقمت بتدوينها خطياً في مفكرتك وأنا دونتها أيضا، وفي اي حال، ومنعاً لأي التباس، أعود وأبلغك بالأسماء ذاتها بالنيابة عن "حزب الله&laqascii117o;، اي محمد فنيش للعمل، علي قانصو لوزارة الشباب والرياضة وطلال ارسلان&laqascii117o;. ورد السنيورة على بري أنه تعمد أن يقول إنه لم يتبلغ حتى تعيد المعارضة النظر في قرارها (تسمية قانصو)... فقد أبلغتك في حينه أنني متحفظ، وفي كل الأحوال دع "حزب الله&laqascii117o; يبلغني قراره مباشرة. وبعد أخذ ورد بين الاثنين، قال بري للسنيورة إن "حزب الله&laqascii117o; سيبلغه بالأسماء رسمياً، وبعد وقت قصير من هذا الاتصال، أجرى المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; الحاج حسين الخليل اتصالاً برئيس الحكومة المكلف، وقال له "دولة الرئيس أبلغناك أنا والحاج وفيق صفا يوم السبت الماضي أن الرئيس نبيه بري سيبلغك بأسماء من يرشحهم "حزب الله&laqascii117o;.. وهكذا كان عندما قمت دولتك بزيارة عين التينة. وقد أبلغنا الرئيس بري أنه أبلغك بالأسماء الثلاثة وفي كل الأحوال ومنعاً لأي التباس، أكرر الأسماء (فنيش وقانصو وأرسلان)&laqascii117o;. ورد رئيس الحكومة المكلف على الخليل أنه يرفض توزير قانصو وانه لا يمكن أن يسير باقتراح كهذا، مردداً أكثر من مرة أنه من حقه كرئيس حكومة مكلف أن يكون له رأيه بالوزراء المقترحين من الجميع... ورد عليه الخليل متمسكاً الاقتراح ومردداً على مسمعه أكثر من مرة "خير إن شاء الله يا دولة الرئيس&laqascii117o;.
وفهم من أوساط السنيورة، ان المسألة أكثر من تحفظ على قانصو، مشيرة الى ان الرئيس المكلف لا يستطيع التعايش معه، بالنظر الى ما يمثل الحزب القومي ودوره مؤخراً وفي الفترة الماضية، وأيضاً نظراً للتاريخ السلبي المشترك بين السنيورة وقانصو، وخصوصاً أيام كانا ضمن وزارة واحدة. وقالت الأوساط نفسها إن السنيورة ابلغ تحفظه، او بالأحرى رفضه إشراك قانصو في الحكومة، لكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكذلك للرئيس بري وقيادة "حزب الله&laqascii117o;. وعكست هذه الأوساط أجواء مفادها ان السنيورة "لا يستطيع ان يمشي بحكومة فيها علي قانصو&laqascii117o;. (...)
ـ صحيفة النهار :
فهم ان الحريري الذي بدأ تحركه امس بلقاء السنيورة في السرايا، ثم زار ليلا معراب حيث اجتمع برئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات' اللبنانية' سمير جعجع، اعتمد آلية سريعة لاستكمال لقاءاته مع سائر الاطراف في قوى 14 آذار. وقد استقبل ليلا في قريطم رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي، ثم استقبل لاحقا الوزير محمد الصفدي. وجرى في هذه اللقاءات عرض كل مطلب من مطالب هذه القوى لتكوين تصور شامل يجري الاتفاق عليه لاحقا بين اقطاب الغالبية مجتمعين.
وحرص الحريري في مستهل هذه الجولة على تبديد الانطباعات السائدة عن وجود خلافات داخل فريق الغالبية واكد ان 'كل كلام على وجود تعقيدات ومشاكل هو امور مضخمة ولا اساس لها وسيكون هذا الكلام من الماضي'. وشدد بعد لقاءيه السنيورة وجعجع على التذكير بأن 'قوى 14 آذار نشأت بعد استشهاد رفيق الحريري و على قسم جبران تويني وهو قسم قلناه كلنا في 14 آذار، فنحن موحدون مسلمين ومسيحيين ونسير قدما على هذا الاساس ولا احد يستبعد الآخر ولا يراهنن احد على وجود مثل هذه الخلافات'. وقال: 'اننا لا نسعى فقط الى التمثيل المسيحي او المسلم، اليوم هناك قضية اسمها 14 آذار ولا فرق بين القوات والكتائب او تيار المستقبل او الحزب التقدمي الاشتراكي وكل قوى 14 آذار لاننا كلنا كتلة واحدة'. واضاف: 'لسنا كالذين يدعون تحصيل حقوق المسيحيين او المسلمين، ويعطلون تشكيل الحكومة او الانتخابات الرئاسية لمدة ستة اشهر ثم يطالبون بحقوق المسيحيين'. وكشفت اوساط بارزة في قوى 14 آذار لـ'النهار' (...) ان البحث في التفاصيل لا يزال في بداياته، ومن غير المستبعد ان يركز الحريري على ان تحظى هذه القوى بالحقائب المقبولة لتقوية مواقعها وعبر ذلك تقويه تحالف الغالبية حتى لو كان ذلك على حساب 'تيار المستقبل'. ولمحت في هذا المجال الى ترجيح اسناد حقيبة العدل الى 'القوات اللبنانية' فضلا عن وزير دولة، والاتجاه الغالب هو الى اسناد العدل الى المحامي ابرهيم نجار على ان تسند حقيبة اخرى الى النائب سمير الجسر الذي كان مرشحا لتوليها عن 'تيار المستقبل'. كذلك ثمة اتجاه الى اسناد حقيبة الى الوزيرة نايلة معوض كممثلة للقاء قرنة شهوان بما يعني امكان سحب 'تيار المستقبل' ترشيح النائب السابق غطاس خوري.
وإذ بات مرجحا ان تذهب حقائب الاشغال والاعلام والمهجرين الى 'اللقاء الديموقراطي' الذي يرشح الوزير غازي العريضي والنائب وائل ابو فاعور والوزير نعمة طعمة، فان ثمة اتجاها الى اسناد حقيبة الاقتصاد الى الوزير محمد الصفدي، علما ان الاخير أبرز امس ضرورة بت كل الامور من ضمن صف 14 آذار في ما اعتبر تمهيدا للتسوية وستبقى حقيبة المال في عهدة الرئيس السنيورة مع امكان تعيين وزير دولة يتولاها، على ان تذهب وزارة التربية الى النائبة بهية الحريري. ولم يحسم بعد اسم المرشح الشيعي الذي سيعينه 'تيار المستقبل'، وتردد ان الاسمين الاكثر ترجيحا هما النائب غازي يوسف والسيد ابرهيم شمس الدين، كما لا يزال اسم النائب تمام سلام مرجحا لتولي وزارة دولة. أما الكتائب فرشحت ايلي ماروني لتولي السياحة.
أفادت أوساط قريبة من الرئيس السنيورة انه اثر زيارة وفد 'حزب الله' للسرايا وابلاغه اسم الوزير محمد فنيش وحده وتريثه في تسمية المرشحين الآخرين، زار السنيورة بري وتبلغ منه اسماء مرشحي حركة 'أمل'. وخلال اللقاء قال بري للسنيورة: 'انا سمعت انهم ('حزب الله') يريدون تسمية علي قانصو'. فأجابه السنيورة: 'لم يقولوا ذلك لي'. وأوضحت الاوساط ان بري لمح الى الامر مواربة ثم عمد الى تسريب معلومات انه ابلغ الى السنيورة رسميا اسماء مرشحي 'أمل' و'حزب الله' جميعهم. وأضافت انه 'قد يكون للرئيس السنيورة موقف سلبي من توزير قانصو وانه ليس مرتاحا الى توزيره'.
الى ذلك، نقل مراسل 'النهار' في باريس سمير تويني عن مصادر ديبلوماسية فرنسية ان الرئيس نيكولا ساركوزي سيطلع الرئيس ميشال سليمان خلال الاجتماع الثنائي بينهما في 12 تموز في قصر الاليزيه على نتائج اتصالاته بسوريا في شأن الملف اللبناني، كما سيطلعه على نتائج محادثاته مع السلطات الاسرائيلية في موضوع مزارع شبعا. وقالت المصادر ان موضوع مزارع شبعا يتطلب بعض الوقت لان الطرفين السوري والاسرائيلي يفضلان البحث في هذا الموضوع في اطار محادثات السلام بينهما.واوضحت ان تركيز الديبلوماسية الفرنسية حالياً هو على اقامة علاقات ديبلوماسية وتبادل سفراء بين بيروت ودمشق وتقوم فرنسا بجهد كبير مع السلطات السورية لاقامة هذه العلاقات ولترسيم الحدود بين البلدين، وسيكون هذا الملف في صلب المحادثات التي سيجريها ساركوزي مع الرئيس السوري في باريس.ويتوقع ان يقابل الرئيس سليمان، خلال زيارته لباريس، عدداً من المسؤولين العرب والاوروبيين الكبار بينهم الرئيس المصري حسني مبارك، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فضلاً عن لقائه الرئيس السوري.
وفي مقابل مع مجلة 'الاكسبرس' الفرنسية اوردها موقعها على الانترنت أمس، اكد سليمان انه 'مستعد للعمل' على اقامة علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا 'في اطار الاحترام المتبادل لسيادة كل من البلدين وحدوده'. وسئل عن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل، فأجاب: 'من حق سوريا اعتماد نمط المفاوضات الذي تريد (...) نعتبر انه اذا توصلت سوريا في مفاوضاتها غير المباشرة مع اسرائيل الى نتائج ايجابية، فسيكون لذلك تداعيات ايجابية على مجمل النزاع الاسرائيلي – العربي بما فيه لبنان الذي يواصل دفع الثمن مباشرة او بالنيابة'. وانتقد بشدة قرار لندن وضع الجناح العسكري لـ'حزب الله' على لائحة المنظمات الارهابية قائلاً: 'لا يمكن ان اقبل في حال من الاحوال ان يوصف من يدافع عن أرضه ويحررها من المحتل بالارهابي'.
ـ صحيفة الأخبار :
كان اللافت أمس البيان الذي أصدره النائب بطرس حرب والذي أعلن فيه عدم رغبته في &laqascii117o;المشاركة شخصياً" في حكومة &laqascii117o;الأضداد والخلافات". وشنّ حملة على العماد ميشال عون دون أن يسمّيه محمّلاً إياه مسؤولية &laqascii117o;ممارسات تتعارض مع الديموقراطية والنظام البرلماني وتكرّس أعرافاً دستورية جديدة تؤدي إلى الرضوخ لمحاولات القوى والأحزاب السياسية فرض نوعية الحقائب الوزارية التي تريدها وحتى أسماء المرشحين لتولي هذه الحقائب".وذكرت مصادر مطلعة أن حرب قرّر عدم منح الحكومة الثقة، وأنه بدأ يعد العدة لسلسلة من التحركات والمواقف التي تعطيه هامش مناورة أوسع، ولو اضطره الأمر الى الابتعاد أكثر عن فريق 14 آذار. وهو يخشى انعكاس الخلافات القائمة بين قواها المسيحية على التحالفات الانتخابية في منطقته.
وفي سياق &laqascii117o;مناورة" بدأها الرئيس السنيورة لإعادة تحميل المعارضة مسؤولية عرقلة الحكومة، بادر الرئيس المكلف الى إبلاغ رئيس الجمهورية أنه غير موافق على توزير الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو، معتبراً أن هذه الخطوة تأتي خارج التفاهمات السياسية وتمثّل استفزازاً له ولكثيرين في الحكومة. ولكنه قال لسليمان إنه لم يتبلغ رسمياً بالأمر. ثم عمد الى إطلاق تصريح بهذا المعنى بعد خروجه من القصر الجمهوري.
(...) وبينما لم يحسم فريق الموالاة تسمية مرشحه الشيعي، تردد أن رئيس الحكومة لا يزال يعارض ترشيح النائب الحريري للدكتور غازي يوسف، ويفضّل ترشيح سيدة كانت تعمل موظفة بارزة في إحدى الإدارات العامة، وإن كان قد لمّح الى احتمال توزير إبراهيم محمد مهدي شمس الدين أو مفتي صور السابق السيد علي الأمين، وذلك في معرض الرد على تسمية الوزير قانصو، علماً بأن المعارضة ولا سيما الثنائي الشيعي لم تعلق على هذه الطروحات. وقال قيادي في حزب الله إن &laqascii117o;المعارضة لن تتدخل في ترشيحات فريق الموالاة للحكومة بمعزل عن انتمائهم الطائفي".
وليلاً، انفجر الوضع الامني في منطقة باب التبانة ـــــ جبل محسن وتجدّدت الاشتباكات بعدما ألقى مجهولون قنبلة يدوية في منطقة متداخلة سكانياً، وأتبعوها بإطلاق قذيفة إنيرغا، فدبّ الذعر واستنفرت المواقع وبدأ تبادل لإطلاق النار، بينما كانت القوى التي تمسك بالأرض وخاصة من أطراف المعارضة، والأطراف المحايدة في باب التبانة تعيش حالة من الاسترخاء على خلفية المعلومات الإعلامية المتفائلة بقرب تأليف الحكومة.
وسادت حالة الهلع في صفوف المواطنين في المنطقة، وبدأت عمليات الهروب من المساكن الواقعة على خط التماس ما بين التبانة وجبل محسن، وأفيد عن سقوط عدد من الجرحى بينهم عناصر من الجيش ومدنيون في بعل محسن. وتدخلت الجهات كافة لمنع توسع الاشتباكات وإعادة الهدوء.
ـ صحيفة المستقبل :
لاحظ البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الذي يواصل زيارته الراعوية الى استراليا أن 'هناك صعوبات تعترض تأليف الحكومة، بسبب مداخلات عدة من الخارج سواء من دول مجاورة أو من دول أخرى لها مصالح في لبنان'، ووصف الوضع في لبنان بأنه 'غير طبيعي'، معتبراً أن 'السبب أن ثمة غرباء يتدخلون في الشؤون الداخلية اللبنانية، وأن ثمة فرقاء لبنانيين، على رغم أن القضايا داخلية'. وعن نظرته الى وثيقة التفاهم بين 'التيار الوطني الحر' و'حزب الله'، قال 'نحن ننظر اليها نظرة عابرة لأن الأمور تتبدل، ولا نبدي رأياً فيها(..)'.
من جهته، نفى عضو كتلة 'القوات اللبنانية' النائب أنطوان زهرا أن 'تكون المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف مع الأكثرية قد استغرقت أكثر من الوقت اللازم لإنجازها'، آملاً أن يتم الانتهاء من التشكيلة الحكومية 'بين اليوم وغداً، وبذلك يكون الأمر طبيعياً جداً بعد انتظار خمسة أسابيع لحلحلة عقد الفريق الآخر(..)'.
بدوره، انتقد منسق الأمانة العامة لـ14 آذار فارس سعيد 'الكلام الذي يصنف المسيحيين والمسلمين بين قادر وقاصر، وبين جيد وعاطل'، مشدداً على 'ان معركة 14 آذار سياسية في مواجهة سلاح 'حزب الله' الذي يعرقل عملية قيام الجمهورية اللبنانية(..)'.
ـ صحيفة الشرق الأوسط :
البحث عن تاريخ عمليات تبادل الاسرى بين اسرائيل والدول او المنظمات العربية يقودنا الى العام 1948. آنذاك بدأتها مصر، كما تفيد بعض الابحاث. ووصلت مجمل تلك العمليات إلى أكثر من ثلاثين عملية. وتوضح الابحاث ان العملية الاولى تمت بعد حرب العام 1948. آنذاك أجرت إسرائيل عمليات تبادل مع مصر والأردن وسورية ولبنان، حيث كان فى أيدي المصريين 156 جنديا إسرائيلياً وفى أيدي الأردنيين 673 جنديا ومع السوريين 48 جنديا ومع لبنان 8 جنود. أما إسرائيل فكانت تحتجز 1098 مصريا و28 سعوديا و25 سودانيا و 24 يمنيا و17 أردنيا و36 لبنانيا و57 سوريا و5021 فلسطينيا.
وقد نفذت حكومة الإحتلال عمليات التبادل خلال ذلك العام مع كل دولة تحتجز إسرائيليين على حدة، فعقدت صفقة الفالوجة مع مصر، ثم مع لبنان. وكانت الصفقة الأخيرة مع سورية. بعد ذلك كرت سبحة عمليات التبادل بين اسرائيل والعرب. وفي العام 1968 جرت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية، وذلك بعد نجاح مقاتلين فلسطينيين بقيادة يوسف الرضيع وليلى خالد باختطاف طائرة إسرائيلية تابعة لشركة العال. وكانت أول طائرة اسرائيلية تختطف لتسجل بذلك نقلة نوعية. وتم إبرام الصفقة مع دولة الاحتلال من خلال الصليب الأحمر الدولي وأفرج عن ركاب الطائرة مقابل اطلاق سراح 37 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام الطويلة. المرة الاولى التي دخل فيها جنوب لبنان على خط عمليات تبادل الاسرى كانت تحت غطاء منظمة التحرير الفلسطينية وذلك في 14/3/1979. حينها جرت عملية تبادل الليطاني أو كما سميت &laqascii117o; عملية النورس" بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث أطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين –القيادة العامة سراح جندي إسرائيلي كانت قد أسرته في عملية الليطاني بتاريخ 5/4/1978. وأفرجت اسرائيل بالمقابل عن 76 معتقلاً من مختلف فصائل الثورة الفلسطينية كانوا في سجونها. وفي 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 1983 تمت عملية تبادل جديدة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة &laqascii117o;فتح"، حيث أطلقت إسرائيل سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم 4700 معتقل فلسطيني ولبناني، و65 أسيراً من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود اسرائيليين من قوات (الناحال) الخاصة أسروا في منطقة بحمدون (جبل لبنان) في لبنان من قبل حركة فتح بتاريخ 4/9/1982. أما في 20/5/1985 فقد أجرت اسرائيل أهم عملية تبادل أسرى وذلك مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، التي نفذت عملية الجليل وأرغمت اسرائيل بموجبها على اطلاق سراح 1155 أسيراً كانوا محتجزين في سجونها المختلفة. العملية الاولى التي تحمل بصمات لبنانية تمت في 11/9/ 1985، وذلك عندما أفرجت إسرائيل عن 119 لبنانيا معتقلين في سجن عتليت، مقابل إطلاق سراح 39 رهينة أميركية من ركاب طائرة بوينغ تابعة لشركة &laqascii117o;تى دبليو إي" الاميركية فى يونيو (حزيران) من العام ذاته، احتجزتهم منظمة &laqascii117o; الجهاد الإسلامي"، كما أفرجت ميليشيا &laqascii117o;جيش لبنان الجنوبي" (المتعاونة مع إسرائيل) عن 51 معتقلاً لبنانياً من معتقل الخيام، وقامت إسرائيل أيضاً بتسليم رفات تسعة مقاتلين من &laqascii117o;حزب الله".
العام 1991 شهد التبادل الرسمي للأسرى بين &laqascii117o;حزب الله" واسرائيل، وذلك عبر عمليتين. الأولى تمت في 21 يناير (كانون الثاني) 1991، وأفرجت اسرائيل بموجبها عن 25 معتقلاً من معتقل الخيام بينهم امرأتان. والثانية بتاريخ 21 سبتمبر 1991 وأفرجت اسرائيل عن 51 معتقلاً من معتقل الخيام، مقابل استعادتها جثة جندي اسرائيلي كانت محتجزة لدى &laqascii117o;حزب الله".
اما العملية النوعية الاولى التي دمغت انجازات &laqascii117o;حزب الله" على هذا الصعيد فقد جرت في 21/7/1996، عندما استعادت اسرائيل رفات الجنديين يوسف بينيك ورحاميم الشيخ. وسلّمت في المقابل رفات 132 لبنانياً استشهدوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، إلى السلطات اللبنانية، كما أطلق &laqascii117o;حزب الله" سراح 17 جندياً من جيش لبنان الجنوبي، وأطلق الأخير سراح 45 معتقلاً من معتقل الخيام. وقد تمت العملية بوساطة ألمانية . ولعل اشهر عملية تبادل حصلت في 26/ 6/ 1998، عندما قامت السلطات الإسرائيلية بإعادة 40 جثة للبنانيين وإطلاق سراح 60 معتقلاً لبنانياً (بينهم 10 كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية في فلسطين المحتلة و50 آخرين من معتقل الخيام. وقد تم إخراج جثث 38 قتيلا من المقابر وجثتين من مشرحة أبو كبير إحداهما جثة هادي نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبالمقابل سلم &laqascii117o;حزب الله" رفات الرقيب إيتامار إيليا من وحدة الكوماندوس في سلاح البحرية في القسم العسكري في مطار اللد والذي قتل معه 11 ضابطا وجنديا إسرائيليا من الكوماندوس البحري خلال مهمة خاصة في لبنان.في العام 2003 أفرجت إسرائيل عن رفات عنصرين من &laqascii117o;حزب الله"، مقابل السماح للوسيط الألماني بزيارة العقيد إلحنان تاننباوم المحتجز لدى الحزب.
في 29 يناير (كانون الثاني) 2004 تمت صفقة تبادل مهمة، بين &laqascii117o;حزب الله" وحكومة الاحتلال الإسرائيلي عبر الوسيط الألماني، أفرجت إسرائيل بموجبها عن 462 معتقلاً لبنانياً وفلسطينياً، كان أشهرهم القيادي في &laqascii117o;حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد الذي اختطفه الإسرائيليون من لبنان في العام 1989 ومصطفى الديراني (الذي كان يعتقل رون اراد في منزله) واختطفه الإسرائيليون في العام 1994، كما أعيدت جثث 59 مواطناً لبنانياً وكشف مصير 24 مفقوداً لبنانياً وسلمت خرائط الألغام في جنوب لبنان والبقاع الغربي. كما أفرج بموجبها عن 431 فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي المقابل أفرج &laqascii117o;حزب الله" عن ضابط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي إلحنان تاننباوم ورفات 3 جنود إسرائيليين. والمعروف أن اسرائيل رفضت أن تتضمن هذه الصفقة إطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار. وربطت ذلك بمعرفة مصير الطيار الإسرائيلي رون آراد الذي أسقطت طائرته في جنوب لبنان عام 1986 .
والعملية الاخيرة بين &laqascii117o;حزب الله" واسرائيل تمت في 10 اكتوبر (تشرين الاول) 2007. واستعاد الحزب بموجبها الاسير حسن نعيم عقيل وجثتي قتيلين للمقاومة. وفي مقابل ذلك، سلم الحزب اسرائيل جثة المستوطن غبريال هويت من يهود الفلاشا.