ـ صحيفة السفير :
شارف فريق الموالاة، على انجاز ترتيباته الداخلية، التي استلزمت "تضحيات كبيرة&laqascii117o; خاصة من جانب رئيس "اللقاء الديموقراطي&laqascii117o; النائب وليد جنبلاط، عبر قراره "الصعب&laqascii117o; بالتنازل عن توزير حليفه الكاثوليكي التاريخي ابن المختارة النائب نعمة طعمة، والقرار المؤلم لرئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري أيضا بالتنازل عن توزير النائب السابق غطاس خوري، لمصلحة أحد أعضاء لقاء قرنة شهوان المسيحي حيث تُرك لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف أن يفاضلا بين الوزيرة نايلة معوض والنائب السابق منصور غانم البون، مع أرجحية للثاني. هكذا كانت حصيلة الليل على مستوى ترتيب البيت الداخلي للموالاة، ربطا باصرار رئيس الجمهورية على انجاز عملية التأليف قبل سفره الى باريس يوم غد... لكن هذه المحصلة، وقبلها حسم "الأشغال&laqascii117o; للوزير غازي العريضي مقابل "الاقتصاد&laqascii117o; للوزير محمد الصفدي، لم تفتح كل الأبواب أمام توجه رئيس الحكومة المكلف الى القصر الجمهوري لتسليم التوليفة الحكومية بصورتها الثلاثينية النهائية. أما السبب، فانه ناتج عن محاولة جدية من قبل السنيورة، انضم اليها فريق الموالاة، من أجل الضغط على المعارضة، لاستبدال الوزير القومي السابق علي قانصو باسم شيعي آخر من الحزب القومي، "لأسباب شخصية&laqascii117o; متصلة بعدم وجود "كيمياء&laqascii117o; بين الرئيس المكلف وقانصو استنادا لتجربة الوزارات المشتركة بينهما، لكن المعارضة ظلت متمسكة بترشيحها لقانصو، محذرة من أنه اذا وضع "فيتو&laqascii117o; على أي وزير انما سيفتح الباب أمام "فيتوات&laqascii117o; مضادة على اسماء وحقائب، أولها اسناد "العدلية&laqascii117o; لحزب "القوات اللبنانية&laqascii117o;.
وعلمت "السفير&laqascii117o; أن قنوات الاتصال ظلت مفتوحة ليلا، بطريقة غير مباشرة، بين الرئيس بري والنائب الحريري، سعيا الى وضع اللمسات الأخيرة على تشكيل الحكومة حيث ظل رئيس المجلس متمسكا بترشيح قانصو عن الحزب القومي، وتردد أنه أبلغ من راجعوه بأمر قانصو "أعطوني تشكيلتكم الكاملة حتى أعطي رأيي فيها أيضا&laqascii117o;! وفي هذه الأثناء، سجل دخول فرنسي وسعودي وقطري لافت للانتباه على خط التأليف الحكومي، سعيا الى تسريع ولادة الحكومة قبل سفر رئيس الجمهورية.
وعلم أن الأمين العام للرئاسة الفرنسية (الاليزيه) كلود غايان أجرى، أمس، اتصالين بالرئيس فؤاد السنيورة والرئيس نبيه بري، ونقل اليهما حرص الرئاسة الفرنسية "على أهمية تشكيل الحكومة اللبنانية قريبا جدا، وقبل سفر الرئيس سليمان الى باريس غدا&laqascii117o;. وفيما تردد أن السنيورة وضع الفرنسيين في جو الجهود التي يقوم بها، قال بري لغايان، ان المعارضة قدمت كامل التسهيلات في هذا السبيل، معتبرا ان ليس من حق الرئيس السنيورة الاعتراض على توزير قانصو. وأبلغ القطريون قيادات عدة في الموالاة والمعارضة رغبتهم بانهاء الملف الحكومي برمته قبيل الزيارة المقررة لأمير قطر الى بيروت في النصف الثاني من هذا الشهر، فيما شدد السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي التقى أمس الرئيس السنيورة والنائب الحريري على دعم المملكة لانجاز التأليف والسعي الى تحصين اتفاق الدوحة واستثمار المناخات السياسية الجديدة باعادة تفعيل المؤسسات والاستفادة من موسم الاصطياف الواعد.
وخاض النائب الحريري مفاوضات صعبة، دشنها مع "القوات اللبنانية&laqascii117o; والوزير محمد الصفدي، واستكملها أمس، مع النائب جنبلاط والرئيس امين الجميل، حيث نقل جنبلاط للحريري استعداد النائب نعمة طعمة للتضحية بالمقعد الوزاري، لمصلحة تسهيل العهد الجديد وانطلاقة حكومة الوحدة الوطنية، وكان رد الحريري بشكر جنبلاط وطعمة على هذه التضحية. وعلمت "السفير&laqascii117o; أن انسحاب طعمة لم يصب حتى ساعة متأخرة ليلا، لا في خانة اعادة ترشيح الوزير ميشال فرعون للوزارة ولا غبريال وردة تاجر القماش الذي طرحته "القوات اللبنانية&laqascii117o; بل لمصلحة شخصية كاثوليكية ثالثة من فريق الموالاة. كما تم الاتفاق بين جنبلاط والحريري على تثبيت "الأشغال&laqascii117o; للوزير العريضي، وترشيح ابراهيم شمس الدين عن المقعد الشيعي الذي حصلت عليه الموالاة مقابل المقعد الدرزي لطلال ارسلان. وتقرر اسناد حقيبة الاعلام لشمس الدين، علما أن جنبلاط صاحب الاقتراح، ردد مرارا أمام بعض مساعديه "وجوب مراعاة حساسيات شيعية معينة وخاصة لدى الرئيس بري&laqascii117o;، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام اعادة نظر في هذا القرار، لمصلحة اعادة المقعد للنائب في "المستقبل&laqascii117o; غازي يوسف...
وفي موضوع التوزير الماروني، رست البورصة ضمن الموالاة، على ثلاثة مرشحين للوزارة، ايلي ماروني عن الكتائب، منصور غانم البون أو نايلة معوض عن قرنة شهوان، ووزير تختاره "القوات اللبنانية&laqascii117o; (الأرجحية لادي أبي اللمع حتى الآن).
وسبق ذلك اتصالات مكثفة قام بها الحريري والسنيورة، حيث ابلغ غطاس خوري بقرار "التضحية&laqascii117o; به، لمصلحة اعادة وعده بالمقعد الانتخابي اما في دائرة بيروت الأولى أو في الشوف، واستوجب الأمر دعوة أعضاء قرنة شهوان الى "فنجان قهوة&laqascii117o; في السرايا ولبى الدعوة كل من نايلة معوض، بطرس حرب، جواد بولس، سمير فرنجية، فارس سعيد، منصور غانم البون وأمين سر حركة التجدد الديموقراطي أنطوان حداد.
وخلال الجلسة، فاتحهم رئيس الحكومة المكلف بأمر التوزير، فما كان من النائب حرب الا أن اعتذر تاركا الأمر بيد رئيسي الجمهورية والحكومة في أن يختارا من يمثل المجموعة، بينما أعلنت الوزيرة نايلة معوض ترشيحها وكذلك فعل من بعدها النائب السابق منصور غانم البون، وانتهى الأمر بالرئيس السنيورة أن تمنى عليهم أن يرتاحوا أولا وأن يفوضوه في أمر اختيار واحد من الاثنين، حيث كان الميل العام في "القرنة&laqascii117o; لترشيح منصور غانم البون، ربطا بحسابات معركة كسروان الانتخابية في العام .٢٠٠٩ وأوفد السنيورة مستشاره السياسي الدكتور محمد شطح، للقاء سمير جعجع في معراب وناقش معه سبل تذليل العقد المتبقية، ومنها مسألة تثبيت
وفي هذا السياق، قال الرئيس بري لصحيفة "القبس&laqascii117o; الكويتية "ان الذي يتسامح بالعدالة يقبل بكل الحزب القومي. والذي يقبل ان يفرّط بالعدل لا يعترض على مرشح من الحزب القومي مع العلم انني كنت متيقنا انه اذا طرح اي اسم من الحزب القومي... علي قانصو او غيره، فلن يقبل... اتعرفون لماذا؟ لسبب بسيط لانه الحزب العلماني في البلد والمطلوب من الجميع ان يكونوا مذهبيين وطائفيين&laqascii117o;.
وقال بري "اذا لم تتألف الحكومة قبل سفر رئيس الجمهورية الى فرنسا، فإنني سأدعو مجلس النواب الى الاجتماع بعد عودته&laqascii117o;، واشار الى انه "لو كان هناك عمل مكثف وحقيقي لتشكلت الحكومة في اقل من اسبوع&laqascii117o;.
وذكرت مصادر قصر بعبدا ان الرئيس سليمان سيسافر الى باريس غدا "حتى لو تاجل تشكيل الحكومة، لانه ارتبط بمواعيد للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس السوري بشار الاسد، وحضور القمة المتوسطية والعرض العسكري لمناسبة عيد الثورة الفرنسية (الاثنين)، والمشاركة في مأدبة الغداء التي يقيمها ساركوزي ظهر الاثنين للقادة المدعوين، اضافة الى لقاءات مع عدد من الزعماء العرب والاجانب المشاركين في قمة "الاتحاد من اجل المتوسط&laqascii117o;، على أن يعود سليمان مساء الاثنين او صباح الثلاثاء الى بيروت.
ونقل زوار سليمان عنه أنه حضّر كتابا خطيا وجدانيا، يريد أن يتوجه فيه الى اللبنانيين، مباشرة أو عبر المجلس النيابي، ولكنه ما زال يأمل بأن تنجز التشكيلة في الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
أمنيا، أفاد مراسل "السفير&laqascii117o; في طرابلس غسان ريفي أن الجيش اللبناني نفّذ انتشارا عسكريا، أمس، في مناطق التوتر في مدينة طرابلس بتأخير تسع ساعات عن موعده المقرر نتيجة احتدام المواجهات على كل خطوط التماس التي تطوق منطقة جبل محسن ابتداءً من القبة ونزولاً في اتجاهي، المنكوبين شمالاً والتبانة غرباً، إلا أن هذا الانتشار ما زال قاصراً عن مواجهة أي احتمال لاستئناف الاشتباكات التي يحتاج عدم تجددها إلى غطاء سياسي لم يتوفر حتى الآن في ظل التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة، وهو الأمر الذي جعل المتابعين يتخوفون من تثبيت هدنة قابلة للانتكاس في أي لحظة.
وعلى الصعيد الميداني، كانت الساعات الأخيرة التي سبقت الشروع الجدي في وقف إطلاق النار هي الأعنف والأكثر ضرراً واتخذت طابعاً انتقامياً تجلت مظاهره في الدمار الكبير الذي أصاب المؤسسات والمحال التجارية والمنازل في المناطق الفاصلة بين المتقاتلين والتي يجري تكريسها كخطوط تماس ثابتة، خصوصاً في ظل محاولات محمومة جرت في ربع الساعة الأخير، الذي طال لأكثر من أربع ساعات، لتعديل في خريطة هذه الخطوط بما يتناسب والواقع الجغرافي على "الجبهات&laqascii117o; الثلاث المحيطة بمنطقة جبل محسن. ومع ساعات الصباح الأولى كانت هذه المعارك قد بدأت بالتراجع تدريجياً بالتزامن مع بدء انتشار الجيش في عمق مناطق الاشتباكات ما اضطر المسلحين للانكفاء وإتاحة المجال أمام تمدد وحدات الجيش الذي استقدم تعزيزات إضافية للمشاركة في التمركز في عدد من الأبنية المرتفعة التي شكلت في الأيام الماضية مكامن للقناصة.
وقرابة الثامنة صباحاً كان الجيش قد أنجز فعلياً عملية إعادة الانتشار العسكري الذي ساهم في فتح الطريق الدولية التي تربط بين طرابلس وشمالها نحو عكار والحدود الدولية.