صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 12/7/2008
ـ صحيفة الأخبار نقولا ناصيف: (..)إعلان الحكومة الجديدة، أفضى إلى ملاحظات أولى: أولها، عودة سوريا إلى مجلس الوزراء من خلال عودة قوية لحلفائها إلى السلطة الإجرائية، ولا سيما أولئك الذين أسقطتهم انتخابات 2005 عقاباً لهم على تحالفهم مع دمشق كالوزير طلال أرسلان، أو الذين ارتبطوا معها بتحالف عقائدي كالوزير علي قانصو. وكلاهما تعرّض للنبذ. ثانيها، أن مسيحيي 14 آذار مدينون بتعديل حصتهم لحزب الله والرئيس ميشال عون بعد مناورتهما البارعة، إذ أكسبتهم مقاعد كانوا يعرفون سلفاً أن الحريري وجنبلاط لن يتخليا عنها إلا بعد هزة عنيفة تضرب وحدة قوى 14 آذار.
ـ صحيفة الأخبار جان عزيز: جميلة جداً مصادفات الأسماء والألقاب الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية. فهي حكومة دفاعها مرّ وداخليتها بارود. صحتها خليفة وطاقتها طابور. تربيتها بهيّة وثقافتها سلام. عدلها نجار وماليتها شطحٌ. بيئتها كرم، ولمهجريها... عودة. (...)لكن، ماذا يعني أن يكون حزب الله وجنبلاط، قد أقدما على التنازل حكومياً؟ التعبير الوحيد عن هذا الواقع انتخابياً، هو ارتياح الاثنين إلى وضعيهما الانتخابيين. لا بل تأكدهما من أن لا معارك انتخابية فعلية سيخوضانها. فتقسيمات الدوحة حسمت المواجهات الانتخابية الشيعية إلى حد كبير. وأعلنت نتائج الانتخابات الجنبلاطية قبل عام من حصولها. غير أن الإرباك والإخفاق، تجلّيا بوضوح لدى مسيحيي الموالاة. إن لجهة أدائهم الطوعي، أو لجهة ما فرضه عليهم أداء قريطم. فكانت مفاجأة أولى التضحية بميشال فرعون. وهو الذي تنتظره معركة صعبة في بيروت الأولى، دائرة المسيحيين بامتياز، بمقاعدها الخمسة ورمزيتها التاريخية بعد معركة الدوحة عليها. وإسقاط فرعون لن يسهّل طبعاً المواجهة عليه في هذه المنطقة بالذات.وكانت المفاجأة الثانية استبعاد نايلة معوض، لتترك أرملة أول رئيس في الطائف وجمهوريته، وحيدة في مواجهة أكثرية شعبية ساحقة مؤيدة لخصمها في زغرتا.وجاءت المفاجأة الثالثة، فيتو من قبل أحد أركان الموالاة على توزير منصور البون. وذلك على خلفية ما يحكى عن أن البون شرّع خطوط تعاونه الانتخابي مع بعبدا، وأبلغ المعنيين أنه غير مستعد لحمل مرشحي الموالاة في كسروان من أحزاب السلطة، حتى لا ينتقل من طائرة كوتونو قبل ثلاثة أعوام، إلى باخرة كسروان من دون وزير سلطوي، وتركت مقاعدها المارونية الخمسة لمعركة شبه مستحيلة على الموالين.وإذا كانت زحلة تبدو الاستثناء الوحيد لدى مسيحيي الموالاة، مع توزير كتائبي منها لمواجهة تحالف عون ـــــ سكاف في عاصمة البقاع، فإن هذا الاستثناء لا يبدو كافياً لتبديد الصورة القائلة بأن الانتخابات بدأت غداً وأن مسيحيي الموالاة ليسوا في أفضل حال لخوضها.
ـ صحيفة البلد علي الأمين: (...) تفسر مصادر دبلوماسية غربية، ان تحرك الحريري الاخير كانت له اسباب ترتبط بتمنٍ سعودي على الحريري بان يحل موضوع الحكومة في لبنان ولو على حساب تيار المستقبل، لكي لا يحال الامر الى القمة الرباعية في فرنسا (اليوم) التي تجمع رؤساﺀ فرنسا وسورية ولبنان وامير قطر، وبالتالي اعطاﺀ الرئيس بشار الاسد فرصة لان يلعب دورا منقذا للازمة القائمة من دون مبرر. (...) إلى ذلك، تترجم تسمية إبراهيم شمس الدين محاولة لانصاف مناخ داخل الطائفة الشيعية لا يصب في مكان واحد لانه متنوع، وتجمعه فكرة انه يمكن ان تكون شيعيا وتعمل في الشأن السياسي من دون ان تكون في 'حزب الله' او تابعا له، التحدي امام شمس الدين اليوم هو في قدرته على ان يكون امتدادا مخلصا لسيرة الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين ووصاياه. مع هذه المكاسب ثمة ملمح جديد هو في دخول تيار العماد ميشال عون في سلطة الطائف من خلال مشاركته الاولى في حكومات ما بعد اتفاق الطائف الذي عارضه العماد عون وابعد من لبنان بسبب محاولة اسقاطه. 'الطائف' الدستوري والسياسي كان ايذانا بدخول 'حزب الله' في مؤسسات الدولة الدستورية واقراره بالكيان اللبناني، كما كان اتفاق الدوحة السياسي معبرا لدخول 'التيار الوطني الحر' في الحكومة.
ـ صحيفة المستقبل نصير الأسعد: للمرّة الأولى في تاريخ الحكومات بعدَ الطائف، يدخل شيعيّ مستقلّ.. عن ثنائيّة التمثيل الشيعي، إلى الحكومة وهو المهندس إبراهيم شمس الدين نجلُ الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين صاحب الصفحات التاريخيّة البيضاء في الفقهِ السياسيّ الشيعيّ ولبنانيّة الشيعة وعروبتهم. إنه أوّل 'كسر' لثنائيّة 'الاحتكار الشيعي'. لا يمكن إنكار ان دخول ابراهيم شمس الدين تمّ بعد 'علعَلة' من 'حزب الله' و'أمل' او أحدهما. لكن الصحيح انّه بقدر ما عمل 'حزب الله' على 'تدفيع' الأكثرية ثمن توزير قانصو، فقط اضطرّ في المقابل الى دفع ثمن توزير شمس الدين.
ـ صحيفة المستقبل خالد العلي: يقول مصدر سياسي مطلع ان الرئيس سليمان ملتزم إنجاز اتفاق الدوحة بكل تفاصيله معطوفاً على خطاب القسم، وهو إذا كان سيدعو إلى الحوار بشأن السلاح فهو معني بإيصاله إلى نهاياته السعيدة. فقد يضمن الشروع في الحوار ولكن من غير الواضح ما ستؤول إليه النتائج وسط اجتهادات محلية واقليمية بشأن السلاح. وقد جاءت تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد حول هذا الموضوع (وقوله ان السلاح مرتبط بوضع حد لما يجري في لبنان وسوريا وفلسطين) لتكشف أجواء استحالة الوصول إلى حل لقضية السلاح وبالتالي بداية عرقلة لمهمّات الرئيس سليمان، فضلاً عن استمرار ايران في رفد 'حزب الله' بالمزيد من الأسلحة والترسانة العسكرية.ويذكّر المصدر بالمواقف التي أعلنها 'حزب الله' غداة إعلان اتفاق الدوحة واعتباره موضوع السلاح مسألة ثانوية قياساً لانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وإقرار قانون للانتخابات، وقوله إن المسألة مرتبطة بالبحث الجدّي والحوار بشأن استراتيجية دفاعية وأخرى للتحرير وثالثة تنتظر قيام الدولة العادلةو.. و.. ويقول المصدر ان العرقلة التي سيواجهها الرئيس سليمان في هذا المجال ستكون أكثر تعقيداً من تلك التي واجهها في تشكيل الحكومة والاعتراضات على حجم ونوعية تمثيله في الحكومة. ويدعو المصدر إلى التوقف ملياً عند مسألة الحوار بشأن السلاح إلى حد ربط كل القضايا بسرعة إنجاز اتفاق بشأنه حدّه الأدنى التوقف عن استخداماته لأغراض الداخل وحدّه الأقصى تسليمه للدولة وفق آلية محددة لغرض وضع استراتيجية دفاعية عن لبنان يشارك فيه الجميع من وراء الدولة بكل أجهزتها الشرعية بحيث لا يبقى سلاح خارج مؤسساتها الأمنية. ويعطي المصدر أهمية استثنائية لهذه المسألة، ويقول سوف تكون أولى تجارب دعم المعارضة للرئيس ميشال سليمان بعد عرقلتها تشكيل الحكومة، وعلى الأكثرية إقامة ربط نزاع قاعدته إنجاز حل جذري لمسألة السلاح، وهو سيكون أولى مؤشرات قيام دولة فاعلة تمسك بزمام الأمور وتعيد للشرعية دورها عبر قيام سائر مؤسساتها. ويحذر المصدر من استمرار العرقلة الاقليمية لانطلاقة الحكم عن طريق ربط سلاح 'حزب الله' بانتهاء النزاع مع إسرائيل واستخدام إيران لهذا السلاح لأهداف خاصة بها في مواجهة أميركا أو غيرها، الأمر الذي يعطّل آلية انطلاق الدولة بعد وصول البلد إلى حافة حرب أهلية. ولحظة تشكيل الحكومة الجديدة قد تكون احدى المؤشرات الضعيفة لتلك الانطلاقة التي ما تلبث أن تتصاعد باتجاه بلورة وضع مستقر يدفع لبنان نحو العودة إلى مواقع كان يجب أن يحتلها، أو الاستمرار في المراوحة بالمكان وبالتالي العودة إلى الوراء..
ـ صحيفة السفير حلمي موسى: رجحت مصادر إسرائيلية أمس أن تُنفذ صفقة تبادل الأسرى مع "حزب الله&laqascii117o; يوم الأربعاء أو الخميس المقبل، بعد ان يتم الإعلان رسميا عن تفاصيلها في إسرائيل يوم غد الأحد، ما يسمح لمن يريد الاعتراض أمام المحكمة بالقيام بذلك. وستعقد الحكومة الاسرائيلية جلسة خاصة فور عودة رئيس الوزراء إيهود أولمرت من قمة "الاتحاد من اجل المتوسط&laqascii117o; التي تستضيفها باريس يومي الأحد والاثنين، للمصادقة النهائية على التبادل. وإذا لم يطرأ أي تغيير، سيتم التبادل يوم الأربعاء أو الخميس المقبل على الحدود مع لبنان في الناقورة. ومن المقرر أن يتسلم اليوم المسؤول عن ملف الأسرى في إسرائيل عوفر ديكل من الوسيط الألماني غيرهارد كونراد، تقرير "حزب الله&laqascii117o; عن مساعيه لمعرفة مصير الملاح الجوي رون أراد. وسيعكف ديكل على دراسة التقرير، تمهيدا لعرضه في جلسة الحكومة يوم الثلاثاء امام كل من أولمرت ورئيسي "الموساد&laqascii117o; مئير داغان و&laqascii117o;الشاباك&laqascii117o; يوفال ديسكين والمسؤول عن ملف أراد الجنرال إيلان بيران. وبرغم أنه سيكون مطلوبا من القادة الأمنيين الثلاثة ومن قيادة الجيش والاستخبارات العسكرية، تقديم رأي مهني بهذا الشأن، إلا أن الدلائل تشير إلى أن هذا الرأي لن يغير من واقع المصادقة المفترضة على الصفقة. وأكد معظم الوزراء أنهم سيؤيدون الصفقة، بصرف النظر عن موقف الجهات الأمنية من تقرير أراد، فيما شددت ابنة أراد، يوفال، على انه "لا يمكن إعلان وفاة احدهم، فقط لان لا معلومات&laqascii117o; حوله. من جهته، نقل المراسل العسكري لصحيفة "معاريف&laqascii117o; عمير ربابورات عن مصادر أمنية أن صفقة التبادل ستنفذ في ١٦ تموز أو في اليوم التالي. ووجهت شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، تعليمات لجميع الجهات ذات الصلة بوجوب إتمام الاستعدادات لتنفيذ الصفقة ما بين ١٣ و١٦ من تموز، بعدما رفضت تنفيذها في ١٢ من الشهر الحالي لتوافقه مع ذكرى "حرب لبنان الثانية&laqascii117o;. من جهته، كتب المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت&laqascii117o; شمعون شيفر أن إسرائيل ستستلم إلى جانب تقرير أراد، معلومات نادرة عن الملاح الجوي. ونقل عن مصدر مقرب من أولمرت أن "حزب الله&laqascii117o; سيسلم إسرائيل رسائل كان قد كتبها أراد إلى أفراد عائلته ولم تصل إليهم. وجميع هذه الرسائل هي بخط أراد وموجهة الى زوجته تامي وكتبت في العام .١٩٨٨ وأشار شيفر إلى أن رسالة من هذا النوع وصلت الى إسرائيل من "حزب الله&laqascii117o; قبل شهور، يعرب فيها أراد عن حبه الشديد لزوجته.
ـ صحيفة السفير سليمان تقي الدين: إن انتصار المقاومة في تموز لم يكن بحاجة الى ان يقدم هدية لأحد لأن المعنيين بهذا النصر هم أنفسهم فرحوا به وعرفوا معناه وقيمته، وهؤلاء هم الذين صدوا عن المقاومة كل حملات التشويه لهذا الانتصار لانه سيدخل التاريخ الوطني والعربي بوصفه محطة اساسية للدفاع عن كينونة هذه المنطقة بجغرافيتها وبإنسانها، وبثرواتها ومواردها وحرية قرارها وارادتها. وكي ندرك اهمية هذا الحدث التاريخي علينا ان نلقي النظر على الداخل الاسرائيلي وهو يتأرجح فاقداً الارادة والقدرة على ممارسة سياسة العدوان بغير حساب لنتائجه وأثمانه. هذه الحقيقة هي التي سيكون لها أثرها في كل الحراك السياسي والدبلوماسي الهادف الى ترتيب تسويات سياسية للنزاعات الرئيسية التي ما زال ينشرها العدوان الاميركي على المنطقة. ولن نحمل أوهاماً عن تراجع هذا المشروع وانكساره الكامل، لكننا نلمس تعثره وتخبطه وحاجته الى المراجعة واعادة النظر بالحسابات. ولعلها فرصة العرب أن يقرأوا في كتاب واحد هذه الصفحة التي خطتها المقاومة من لبنان.
ـ صحيفة السفير ساطع نور الدين: صفقة الاسرى الوشيكة بين اسرائيل وحزب الله، ستكون لحظة عابرة، ونادرة، تتلاقى فيها المواقف المتعارضة من المقاومة عند قاسم مشترك لا يمكن الجدال فيه، وتتقاطع فيها الحاجة المعلنة الى تكريم دور السلاح وتطويره وربما ايضا توسيعه، مع الرغبة المعلنة ايضا في نزع احدى آخر ذرائع الاحتفاظ به.. ثم تعود الاطراف في اليوم التالي الى سابق عهدها من الصراع على طريقة إدارة صراع، شارف على نهايته، لكنه سيبقى ذريعة رئيسية للشرخ الداخلي العميق. لكن اللبنانيين جميعا، لا سيما الباحثين منهم عن سبيل لنزع السلاح، سيكتشفون قريبا جدا ان الحماية الفعلية للبنان تكمن في احتفاظ المقاومة بأسلحتها كافة، وابقائها موجهة نحو العدو الاسرائيلي الذي بدوره لا يمكن ان يخدم احدا من المراهنين على ان الصراع قد انتهى، وحان موعد الانتقال الى تدبير شؤون لبنان الداخلية، كدولة قابلة للاستمرار والازدهار من دون خوف او قلق، يأتيها من وراء الحدود الجنوبية. المقاومة لم تكن يوما موضع اجماع . كانت في الماضي مستوردة، ومسببة للحرب الاهلية. ثمة فرصة الان، لاعتبارها جامعة، ومانعة لتجــديد تلك الحــرب.. والا فان السيناريو العراقي سيتخذ صفة مقاومة!
ـ صحيفة السفير حلمي موسى: ليس ثمة أكثر رمزية من أن تحل الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان بعد أيام من إقرار الحكومة الإسرائيلية لصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله. ولا يقل رمزية عن ذلك أن يعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل اجتماعاً خاصاً لمناقشة الخطر الذي يمثله حزب الله في الجنوب اللبناني بعد مضاعفته لقوته. وفي الحالين تنطلق الإشارة من إسرائيل بأن الحرب لم تحقق أياً من أهدافها الأساسية، لا بل أنها زعزعت المفهوم الرئيسي للأمن الإسرائيلي المتمثل بالحسم ونقل المعركة الى أرض العدو لتجنيب مدنييها نيران الحرب.
ـ صحيفة السفير عماد مرمل: هناك في الوسط المسيحي المحايد من يختصر المعادلة الجديدة على الساحة المسيحية بالآتي: ما خسره ميشال عون نتيجة تفاهمه مع حزب الله، ربحه مجدداً بعد اتفاق الدوحة.. حيث سُجلت نقطة التحول في كل هذا المسار، ليستعيد عون المبادرة ويجبر خصومه على العودة الى "خنادقهم&laqascii117o;. لقد أتاحت تجربة الدوحة لرئيس تكتل التغيير والإصلاح إثبات عكس ما كان يتهمه به خصومه، فظهر حزب الله خلف العماد عون وبدا ان الاخير هو الذي يقود المواجهة السياسية، لتسقط مقولة ان "السيد&laqascii117o; يفصّل و"العماد&laqascii117o; يلبس. كما ان "التفاهم&laqascii117o; ذاته اكتسب بريقا استثنائيا بعدما اكتشفت القاعدة المسيحية ان "نصفه الآخر&laqascii117o;، أي حزب الله، أدى دوراً فاعلاً في الحد من تهميشها المزمن وصولا الى تصحيح التوازن بنسبة كبيرة داخل الدولة. وأهم ما أفرزته مفاوضات الدوحة أنها ثبّتت عون زعيماً للمسيحيين، باعتراف عربي عكسه الجانب القطري الذي تولى التفاوض مع الجنرال، فكرسه محاورا باسم هؤلاء المسيحيين، وهذا ما فعله أيضا الرئيس فؤاد السينورة في بيروت عندما اضطر الى الاقرار بهذه الصفة التمثيلية وبالتالي "تسييلها&laqascii117o; الى حقائب وزارية تتلاءم وحجم التيار الوطني الحر. ولعل أحد أبرز المؤشرات على الصعود المتجدد لاسهم عون في الساحة المسيحية، هو حسم عدد كبير من الشخصيات الوسطية في هذه الساحة خيارها السياسي الى جانب الجنرال، بعدما كانت تتوزع في المرحلة السابقة بين الحياد والتردد، والأرجح ان هذا التحول في مزاج تلك الشخصيات ما كان ليتم لولا الإنجاز الذي حققه عون في الدوحة والاعتراف العربي بمرجعيته المسيحية. وهناك من يعتبر في هذا السياق ان اللقاء الوطني المسيحي الذي يضم غالبية "الوسطيين&laqascii117o; شكل إضافة حقيقية لرصيد عون ومكسباً له، وسيساهم في تعزيز أرجحيته في الانتخابات النيابية. ويبدو من بعض المعطيات المتداولة، ان عون مطمئن الى نتائج الانتخابات في جبيل وكسروان حيث تؤكد أوساطه أنه سيكتسح مقاعد المنطقتين بالائتلاف مع حلفائه فيهما، ولذلك فهو يبحث في إمكانية الترشح في المتن الذي ستدور فيه أقسى المبارزات نتيجة ازدحامه بالأقطاب الطامحين. وإذا كان المتن سيمثل، حسب التوقعات، "بيضة القبان&laqascii117o; التي ستحدد أحجام التمثيل المسيحي فإنه يمكن الافتراض ان ترشيح عون عن أحد مقاعده المارونية قد يؤدي الى قلب الطاولة على رؤوس منافسيه والدفع في اتجاه حسم الجولة الانتخابية هناك لمصلحته.. بالضربة القاضية. يبقى، أن هناك من يراهن على إضعاف عون مسيحياً، عبر إثارة التناقضات بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وتروي شخصية مسيحية تربطها علاقة جيدة بالرجلين ان أحد المتخصصين بالعزف على الاوتار الحساسة يواظب على زيارة بعبدا والرابية لإسماع كل من الجنرالين ما يطربه، بعدما يكون قد انتهى من تحريض أحدهما على الآخر. ويعتقد الحريصون على الرجلين انهما لن ينزلقا الى الافخاخ التي تنصب لهما، إذا التزم كل منهما بحدود دوره.وتلخص الشخصية الخبيرة بالرجلين معادلة العلاقة بينهما كالآتي: ان عون وسليمان سيخسران معاً إذا اصطدما، بينما سيربحان كلاهما إذا تفاهما..
ـ صحيفة السفير جورج علم: (...) وأثبت "حزب الله&laqascii117o; جدارة في إدارة خيوط اللعبة من وراء الكواليس، وكان له كلّ ما أراد في التوزير وتوزيع الحقائب، وعرف كيف يتبادل الادوار مع حليفه الجنرال ميشال عون لتأمين المشاركة العمليّة على طاولة مجلس الوزراء. (...)ولعب السفير الدكتور عبد العزيز خوجة خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية دور "الرافعة&laqascii117o; مؤكدا انتصار السعوديّة لدورها التوفيقي التقليدي الداعم لمسيرة الأمن والاستقرار، معيدا الاعتبار مرّة جديدة للتفاهم السعودي ـ الايراني الحريص على وأد الفتنة المذهبيّة.
ـ صحيفة النهار اميل خوري: 'المعارضة ضغطت سياسياً وأمنياً لتحصل على ما تريد':لقد بات واضحا ان كل تطور سياسي يرتبط بتطور امني يسبقه وهذا التطور يمسك به 'حزب الله' توصلا الى تحقيق اهداف ومكاسب سياسية. فاجتياح بعض شوارع بيروت في 7 ايار ومهاجمة بعض مناطق الجبل، عجّلا في الدعوة الى عقد لقاءات الدوحة والتوصل الى اتفاق يقضي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لحلفاء سوريا فيها 'الثلث المعطل'. هذا الثلث الذي قال الرئيس الاسد انه يشكل ضمانا لعدم تسييس المحكمة ذات الطابع الدولي. ولم تكن سوريا تريد ان يكلف الرئيس السنيورة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لذلك لم يسمه حلفاؤها ونواب المعارضة في الاستشارات بل سموا سواه، وتولى العماد ميشال عون مهاجمته ووصفه بانه 'مشروع حرب' . ومع ان اتفاق الدوحة هو كل لا يتجزأ، فان المعارضة لم تلتزم 'الامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح او العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية'، بل اخذت ترد على كل رفض لمرشح منها بتوجيه التحذير والتهديد من مغبة ذلك، وهو ما حصل نتيجة رفض الرئيس السنيورة توزير علي قانصو، وما الحديث التلفزيوني لوزير الخارجية السوري وليد المعلم عن ان 'الوضع الامني قد يصبح أسوأ اذا لم تشكل الحكومة في اسرع وقت'، الا استكمال لتصريحات وبيانات حلفاء سوريا في المعارضة، وهذا ما جعل نوابا في الاكثرية لا يبرئون سوريا من عودة التفجير الامني في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة. وختم هذه هي حكومة 'الوحدة الوطنية' التي تتمثل فيها المعارضة ليس للعمل والانتاج بل لعرقلة كل عمل وتعطيل كل انتاج.
ـ صحيفة النهار سركيس نعوم: 'المسيحيون يحسمون بين السنّة والشيعة... إنتخابياً':المعركة الانتخابية النيابية الحقيقية لسنة 2009 لن يكون مسرحها الفعلي الدوائر الانتخابية التي يشكل فيها الناخبون المسلمون الشيعة أكثرية مرجحة. ذلك أن النتائج فيها لا يمكن الا ان تكون محسومة . اما اسباب الحسم الانتخابي المشار اليه فكثيرة منها الشعبية الواسعة والتي كوّنها تاريخ حركة امل وحزب الله في مقاومة اسرائيل، ثم في تحرير الاراضي المحتلة. ومنها التنمية الكبيرة التي وفّرها الاثنان سواء من موارد الدولة او من موارد خارجية اخرى. ومنها المال 'النظيف' الذي كان دائما متوافرا عند الحاجة وبكثرة وايضاً حاضراً ليس لـ'رشوة' الناس بل لمساعدتهم على تجاوز صعوباتهم الحياتية من خلال تأمين فرص عمل متنوعة لهم داخل مؤسسات ومنظمات انشأوها وتتعاطى غالبية الاشغال ولكن من منطلقات اسلامية شيعية هادفة الى خدمة المصالح الاسلامية الشيعية في لبنان. ومنها السلاح 'الطاهر' الذي حرّر الارض ولا يزال حاضراً للدفاع عنها , ومنها شعور الفخر والعزة والكرامة الذي منحه الحزب واستطراداً الحركة للشيعة اللبنانيين. والمعركة الانتخابية النيابية الحقيقية سنة 2009 لن يكون مسرحها الفعلي والحاسم الدوائر الانتخابية التي يشكل فيها الناخبون المسلمون السنّة اكثرية مرجحة ورابحة ومربحة. ذلك ان النتائج فيها لا يمكن الا ان تكون محسومة لمرشحي 'تيار المستقبل' السني ولكل التشكيلات والشخصيات السنية. اما اسباب الحسم الانتخابي فكثيرة. منها الشعبية الواسعة لـ'تيار المستقبل', ومنها شعور السنة اللبنانيين بأن الاستهداف الذي تعرضوا له سياسيا على يد نظام الوصاية السورية مستمر بعد انتهائها على ايدي مواطنيهم الشيعة بدعم من حلفائهم الاقليميين. ومنها المال 'النظيف' ايضا المتوافر لدى الاحزاب والتيارات والمجمّعات السنّية الذي توفره لها جهات عربية مسلمة وسنّية. ومنها السلاح 'الطاهر' بدوره كونه للدفاع عن النفس المتدفّق من كل حدب وصوب والذي يشد العصب وفي الوقت نفسه يحول دون الخروج على 'الاجماع' السنّي علماً ان ما يمنع هذا الخروج قبل ذلك هو الشعور بالاستهداف عند الذين كانوا وربما لا يزالون حلفاء لـ'حزب الله' وحركة 'امل' الشيعيين. لماذا هذا الكلام؟ ليس للتحريض بين السنّة والشيعة بل هو وصف حقيقي لواقع قائم لن يزول اذا انكرناه. لكنه لابراز حقيقة اساسية للبنانيين هي ان المعركة الانتخابية النيابية الحقيقية سنة 2009 هي التي ستجرى عند المسيحيين اي في مناطق الغالبيات العامية المسيحية التي لا تزال موجودة رغم تناقضها المنهجي. وذلك يعني انها ستكون معركة طاحنة بل معركة كسر عظم وخصوصاً بعدما انقسم المسيحيون على الاقل منذ عام 2005 فريقين واحدا يشكّل جزءاً مهماً من فريق 14 آذار وآخر يشكّل جزءاً مهماً من فريق 8 آذار. ونتائج هذه المعركة هي التي ستحدّد النتيجة النهائية للانتخابات النيابية كلها. ولهذا السبب يجب ألا يستبعد احد ان يُستعمل فيها المال 'النظيف' سواء اتى من ايران الاسلامية او من دول عربية سنّية، وان يستعمل فيها ايضاً السلاح الذي بدأ يتوافر عند الجميع ومن مصادر متنوعة. في اختصار هذا الوجه السلبي الذي يظهره التحليل للوضع الانتخابي اللبناني ولدور المسيحيين فيه يظهر في الوقت نفسه حقيقة اساسية ايجابية او يمكن ان تكون ايجابية هي ان المسيحيين، رغم تقلّص عددهم وضعف دورهم وتهميشهم انفسهم وتهميش غيرهم لهم وضعف امكاناتهم، لا يزالون قادرين على ان يكونوا مرجحين او ربما 'بيضة قبان' بين مسلمي لبنان سنّة وشيعة
ـ صحيفة النهار علي حماده: أخيراً، تشكلت الحكومة اللبنانية عشية وصول الرئيس السوري بشار الاسد الى باريس. واليوم ما هو اهم من تقويم التشكيلة الحكومية، العودة تحديدا الى اصول الانقلاب الذي ما زلنا حتى اليوم نعيشه، بالتذكير بأن البداية جاءت من طريق توريط لبنان بأسره في حرب مدمّرة دفع ثمنها جميع اللبنانيين، وإذا كان لا بد لنا من التدقيق في الامور في الذكرى الثانية لمغامرة تموز التي اشّرت الى بدء الهجوم الكبير على الاستقلال، يصح القول ان انطلاق الحرب على الداخل في شكل واسع بدأ لحظة سكت المدفع، فتحول اكثر من ثلثي اللبنايين على ذمة اهل 'ولاية الفقيه' جماعة 'عملاء ومأجورين وصنائع الاستعمار والصهيونية'، وتزامن ذلك مع اعلان رئيس النظام السوري في خطابه الشهير انطلاق حرب لاسقاط 17 ايار جديد. كل شيء بدأ مع الحرب التي شنها 'حزب ولاية الفقيه' كي يربح بطاقة ذهبية للابتعاد عن الحدود الجنوبية والتحول نحو الداخل اللبناني. في ذكرى الحرب الكارثية، ومع تشكيل حكومة لبنانية جديدة تعكس الى حد معين تحولات في المعادلات السياسية، تبقى القضية الخلافية الاولى هي قضية امتلاك فئة سلاحا تحول عن وجهته الاساسية، ووُجّه صوب الللبنانيين ولا يزال حتى اليوم يشكل خطرا دائما. ان الحكومة الجديدة التي تبصر النور في ذكرى حرب فرضت على اللبنانيين، لن تكون في احسن الاحوال اكثر من انعكاس لاضطراب في الموازين السياسية في البلاد.