ـ صحيفة السفير:
كان يوم أجمل الأمهات. أجمل الأمهات اللواتي انتظرن طويلا، أكثر مما يتعين على الأمهات الانتظار. اليوم، ربما، يستعيد أبناؤهن وجوههم. اليوم، ربما، أو غدا، يستعيد الأبطال أسماءهم.
بالأمس كان يومهن. هن، أجمل الأمهات. حملن الصور، وهي في معظمها بالأبيض والأسود، صور الأحبة الذين غادروا باكرا. اقتربن من الشاحنات، يسعين للمسها والاقتراب من "الحبيب الغائب؟&laqascii117o; تسأل نظراتهن: هل إن لمسن حديد الشاحنة الساخن من نار الشمس، يبرد قلب الأحبة قليلا؟ ذرفن دموعا، وأطلقت حناجرهن الزغاريد، وامتدت أيديهن إلى ما أعددنه من أرز وزهور ينثرنها على أحباء قضوا في أرض المعركة، وعادوا يوم أمس.
بالأمس عبروا الوطن أرقاما كبيرة. رايات تلف توابيت تحتضن أجسادهم، أو ما تبقى منها. ١٩٧ شهيدا، على متن ثماني منصات زينت كل منها بالورود، وبالرايات، اللبنانية والفلسطينية، وبمجسم للشهيد المقاوم عماد مغنية، وبعبارة "شهداء النصر&laqascii117o;. من فلسطين إلى بيروت، تناثر الأرز يغمر مواكبهم. من فلسطين إلى بيروت، علت الزغاريد تنشد استقبالا يليق بالأبطال. من فلسطين إلى بيروت، مرورا بالناقورة، وصور، والزهراني، وصيدا بوابة الجنوب وحاضنة المقاومة، وقرى الإقليم الساحلية، وخلدة، وصولا إلى بيروت النور والضاحية البهية. من فلسطين إلى بيروت، مرورا بكل حبة تراب تستعد لاحتضان أجسادهم، على اتساع أرض قاومت وتقاوم بكل ألوان طيف الانتماءات الحزبية والجنسيات، ولكن دوما بهوية واحدة، عربية، وفي سبيل قضية واحدة، فلسطين. من فلسطين الى بيروت، موكب واحد، لشهداء صار بعض ذويهم اما في الضفة أو القطاع أو المهاجر... ولشهداء أمميين ذابت أطرهم وربما يتحولون الى وديعة ترقد بجوار مقاومين لبنانيين وفلسطينيين وعرب..
بالأمس كان أيضا يوم أم سمير القنطار، أم ماهر كوراني، أم خضر زيدان، أم حسين سليمان وأم محمد سرور. بات أبناؤهن في أحضانهن. باتوا هنا، ولما استفاقوا في الصباح، كانوا هنا ما يزالون. لليوم الثاني، على التوالي، عاش لبنان عرسا وطنيا حقيقيا، بينما كانت اسرائيل تغرق في حالة من الهستيريا السياسية، عبّرت عنها التهديدات التي صدرت على لسان محافل سياسية، والرسائل الهاتفية الصوتية التي تم توجيهها الى اللبنانيين، فضلا عن استمرار الاستنفار الجزئي في منطقة الحدود اللبنانية الفلسطينية وتكثيف الطلعات الجوية الاستفزازية.
وبينما كان موكب الـ١٩٧ شهيدا يخترق شرايين الجنوب وعاصمته صيدا وساحل الشوف وصولا الى العاصمة، كانت بلدة عبيه في قضاء عاليه، باستقبالها ابنها عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار، تعيد تثبيت وتطوير الصورة الوطنية الجامعة التي عكسها استقبال الأسرى الخمسة في مطار الشهيد رفيق الحريري، والتي تم تتويجها بالخطاب الوطني والعربي التوحيدي للأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; السيد حسن نصر الله، فيما كانت اللجنة الوزارية تعقد أول اجتماعاتها في السرايا الكبيرة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وتضع "المقدمات الأولى&laqascii117o; للبيان الوزاري، في ظل توجه بعقد اجتماع ثان اليوم، وثالث غدا، تمهيدا لانجاز مسودة البيان في موعد أقصاه الاثنين المقبل.
واكدت مصادر وزارية لـ"السفير&laqascii117o; ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اشاد خلال ترؤسه اجتماع جلسة لجنة البيان الوزاري امس، بخطاب السيد حسن نصر الله، معتبرا انه يتضمن الكثير من الايجابيات.
وذكرت اوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لـ"السفير&laqascii117o; انه في حال تلقى المجلس النيابي البيان الوزاري، الاثنين المقبل، فإن جلسة الثقة ستبدأ اعتبارا من الخميس المقبل، وعلى جولات نهارية ومسائية، ومنقولة مباشرة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة.
وقد تفاعل خطاب السيد نصر الله داخليا، وجاءت ترجمته السياسية العملية الأولى، في القرار الذي اتخذه بإيفاد وزير العمل محمد فنيش لكي يمثله في حفل استقبال الأسير القنطار في عبيه، الذي تحول الى مهرجان سياسي هو الأول من نوعه يجمع فريقي الرابع عشر من آذار والثامن من آذار منذ ثلاث سنوات، وتميز بكلمات رئيس "اللقاء الديموقراطي&laqascii117o; النائب وليد جنبلاط والوزير فنيش والقنطار، بما تضمنته سواء من عناوين مشتركة أو ببعض النقاط الخلافية التي لم تفسد مناخ المهرجان على الرغم من الهتافات والهتافات المضادة التي تخللته وكانت متوقعة في معظمها من الجانبين.
وألقى جنبلاط كلمة أكد فيها على "التراث النضالي والمقاوم المشترك للجبل والضاحية والجنوب وبيروت وكل لبنان&laqascii117o;. وتمنى الا يكون هناك تناقض بين الحرية والمقاومة، بين الاستقلال والمقاومة، بين السيادة والمقاومة، بين الازدهار والمقاومة، بين التعدد والتنوع والعيش المشترك والمقاومة، بين صيغة لبنان وفكرة لبنان وكيان لبنان والمقاومة، بين العدالة والمقاومة، بين المحكمة والمقاومة، وبين سياسة لبنانية رسمية في عدم الانحياز لا شرقا ولا غربا والمقاومة، وبين اتفاق الطائف والمقاومة، ولا تناقض بين علاقات صحية واحترام متبادل واعتراف بين لبنان وسوريا والمقاومة، وأخيرا لا تناقض بين الدولة والمقاومة بعد الاتفاق تدريجيا على اتمام الخطة الدفاعية بالحوار، وختم "بملاحظة أخيرة&laqascii117o; أن "لا سلاح لحماية السلاح إلا سلاح الوحدة الوطنية&laqascii117o;.
وشدد الوزير فنيش على دخول الجميع في مرحلة الوفاق والأيدي المفتوحة "بعدما تجاوزنا خلافاتنا وأصبحنا شركاء في القرار في حكومة وحدة وطنية&laqascii117o;، داعيا الى اعتماد خطاب سياسي موضوعي توحيدي بعيدا عن التحريض والتوتير والتشنج والى "طي صفحة الماضي مهما كان التباين&laqascii117o;. وقال "ان الحوار هو الطريق من أجل أن يكون لدينا قوة تحرير وقوة دفاع عن الأرض، و"حزب الله&laqascii117o; ليس لديه أي عقدة كما سمعتم على لسان السيد حسن نصر الله. نحن من يطالب بالاسراع في الحوار ونحن من يطالب بوضع استراتيجية دفاعية&laqascii117o;. وقال فنيش "نحن كنا وسنبقى أوفياء لكل الذين شاركونا في هذا الخط، لمن صنعنا معا تاريخ الانتصار على العدو وحولنا هذا البلد من موقع الانعزال الى موقع العروبة، واضح الهوية والانتماء. نحن يا أستاذ وليد بك جنبلاط، لن ننسى أبدا تاريخنا المشترك ولن ننسى أبدا ما فعلناه معا ونتطلع الى أن نصنع معا مستقبل هذا الوطن، لأننا لا نريد إلا أن نكون جنبا الى جنب في معركة استرداد الحق والكرامة وجنبا الى جنب في إرساء مشروع دولة قوية قادرة عادلة يطمئن لها أبناء الجبل كما يطمئن لها أبناء الجنوب كما أبناء البقاع وبيروت والشمال&laqascii117o;. واشار الى انه "ليس لدى المقاومة مشروع خاص. مشروع المقاومة هو مشروع الدولة، لكن المقاومة التي تعزز دور الدولة وحضورها، المقاومة التي توفر للدولة أحد أهم مقومات الوطن وهو الدفاع عن الأرض&laqascii117o;. وألقيت كلمات للوزير طلال ارسلان ونائب رئيس الحزب القومي محمود عبد الخالق وأخيرا للقنطار الذي شدد على الحفاظ على سلاح المقاومة وعلى تراث كمال جنبلاط وقال ان ابناء الجبل "أوفياء لسوريا التي ساعدتنا في اللحظات الصعبة حتى لو اختلف البعض معها&laqascii117o;. معتبرا أن الحرب التي شهدها الجبل كانت حربا وطنية وليست حربا أهلية. وكان الأسرى المحررون قد زاروا ضريح الشهيد عماد مغنية وشاركوا في مؤتمر دعم المقاومة قبل أن ينتقلوا الى قراهم في الجبل والجنوب.
على صعيد رفات الشهداء الـ،١٩٧ التي استقرت أمس، في باحة مؤسسة شاهد على طريق المطار، أنهى "حزب الله&laqascii117o; ليلا، الترتيبات المتعلقة بفحص جثامين ثمانية شهداء مقاومين سقطوا في "حرب تموز&laqascii117o; وأسرها الاسرائيليون ووضعوا لها ترتيبا خاصا في منطقة الجليل الأعلى. ومن المقرر أن يشيع "حزب الله&laqascii117o; هؤلاء الشهداء عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم من أمام مجمع سيد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية باتجاه بئر العبد، حيث ستقام مراسم خاصة بالشهداء وتلقى كلمة من وحي المناسبة، على أن تنقل جثامين الشهداء الى بلداتهم ليواروا الثرى فيها.
أما على صعيد باقي الرفات الـ ،١٨٩ فقد بدأ فريق كبير من "حزب الله&laqascii117o; وبمعاونة فرق طبية متخصصة، في عملية كشف عليها يفترض أن تنجز، اليوم، في موازاة ترجمة تقرير عبري قدمه الاسرائيليون حول وضع هذه الرفات تفصيليا.
وقد تبين أنه في حالات محددة كان الاسرائيليون وبعد أن يعثروا على أوراق ثبوتية مع الشهداء المقاومين، يصار الى تثبيت ذلك على جثثهم التي توضع عادة في أكياس بلاستيكية قبل دفنها، وذلك بعد التقاط صورة للشهداء في المشرحة (مع وضع التاريخ والمكان)، وفي حالات أخرى، كان يتم الاكتفاء بالصورة وتحديد المكان والزمان، غير أن الصور يمكن ان تفيد في الحالات التي لم تصب بأية تشوهات، بينما في حالات أخرى يكون متعذرا التعرف على أصحابها. وتبين أن هناك ما يفوق المئة نعش سجل عليها الاسرائيليون أسماء الشهداء، بينما سجلوا على قسم آخر، مكان العملية وتاريخ الاستشهاد، وقسم ثالث سجل عليه تاريخ الاستشهاد فقط، من دون ذكر العملية... وتردد أن بين الشهداء نحو مئة وأربعين فلسطينيا على الأقل، أما البقية (حوالى الخمسين، فهم من جنسيات مختلفة وأغلبيتهم على الأرجح من اللبنانيين). وقال ضباط لبنانيون ان الاسرائيليين أبلغوا الجانب اللبناني أنهم أقفلوا نهائيا ملف القتلى الذين دفنت جثثهم في "مقبرة الأرقام&laqascii117o; في شمال فلسطين المحتلة، وأن أغلبية من دفنوا فيها هم مقاتلون لبنانيون أو فلسطينيون أو من جنسيات أخرى، انطلقوا من الأراضي اللبنانية وقتلوا على الأراضي الفلسطينية المحتلة&laqascii117o;، وأنه ليس بينهم على الأرجح، مقاتلون سقطوا في مراحل مختلفة في الجنوب اللبناني خلال فترة الاحتلال، ذلك أن الميليشيات المتعاملة مع الاحتلال (سعد حداد أو انطوان لحد) كانت تقوم اما بدفنهم في مكان استشهادهم أو في أماكن مجهولة ومتفرقة وليس في مكان واحد. وأكد الضباط أنفسهم أن ذلك يعني أن عددا كبيرا من الجثامين التي ينتظرها أهلها قد لا تكون من بين العائدين ولكن الدولة اللبنانية ستبدأ على الفور بالتحضير لملف المفقودين من لبنانيين وفلسطينيين وعرب خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب اللبناني (بين ١٩٧٨ و٢٠٠٠).
وفي ما خص رفات "اميرة الشهداء&laqascii117o; دلال المغربي، أكدت المصادر نفسها أن الاسرائيليين سلموا رفات أربعة مقاتلين قالوا انهم ضمن مجموعة المغربي، وعلى الأرجح، تم دفنهم سوية، ولذلك ستجري عملية فحص للحمض النووي (دي ان ايه) خلال ٤٨ ساعة من أجل التعرف على الأربعة وما اذا كانت المغربي بينهم، خاصة وأنه تردد في لحظة العملية أن بعض المشاركين فيها وبينهم المناضل اللبناني يحيى سكاف قد سقطوا شهداء قبل نزولهم الى الشاطئ. وبادرت عائلتا المغربي وسكاف وعشرات العائلات اللبنانية والفلسطينية تلقائيا الى تقديم تقارير طبية وعينات للمساعدة في اجراء فحص الحمض النووي في أسرع وقت ممكن.
يذكر أن الاسرائيليين تسلموا، في المقابل، أمس الأول، من المقاومة، اشلاء جنود سقطوا خلال "حرب تموز&laqascii117o; وبينهم جثة شبه مكتملة وقد وضعوا جميعا في صندوق خشبي اسود تم تسليمه بعيدا عن الشاشات، فيما لوحظ أن الاسرائيليين تعاملوا مع الموضوع بتحفظ وبدون ضوضاء اعلامية... نتيجة الاحراجات التي يسببها لهم هذا الملف، خاصة وأنها لم تبلغ عائـلات جنودها الذين سقطوا في حرب لبنان في حالات معينة بوجود اشلاء تركت في أرض المعركة.
ـ صحيفة الشرق الأوسط:
وصلت قافلة رفات المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين سلمتهم اسرائيل في إطار عملية تبادل الأسرى والجثامين مع حزب الله إلى بيروت أمس. وكان مجمع شاهد التربوي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، المحطة الأخيرة للموكب حيث خصصت قاعة كبيرة لعملية فرز الرفات التي سيجري على أساسها تحديد هويات أصحابها ليقوم كل تنظيم لبناني او فلسطيني بتسلمها. وبعد 30 عاما قضاها في السجون الاسرائيلية، وصل امس &laqascii117o;عميد الاسرى العرب"، سمير القنطار، إلى بلدته، عبيه (جبل لبنان) التي أقامت احتفالا شعبيا حاشدا. وفيما قال القنطار إنه ليس نادما أبدا على ما فعل، أكد مسؤول أمني اسرائيلي كبير أن سمير القنطار &laqascii117o;هدف لاسرائيل" رغم الإفراج عنه. وتصاعد النقاش في اسرائيل حول طريقة مقتل الجنديين اللذين أسرهما حزب الله قبل سنتين وانه إذا كان واضحا أنهما قتلا خلال عملية أسرهما، فلماذا شنت الحرب على لبنان. كما هدد مسؤول اسرائيلي أمس ايضا باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقال عضو الكنيست، والمساعد السابق لمدير جهاز الاستخبارات الداخلية &laqascii117o;شن بت"، يزرائيل حسون، إن نصرالله &laqascii117o;لن يموت ميتة طبيعية فدولة اسرائيل سوف تصفي حساباتها معه".
ـ صحيفة الشرق الأوسط
ثائر عباس:
أكد عضو اللجنة الوزير وائل ابو فاعور لـ&laqascii117o;الشرق الاوسط" أن هناك اتجاها الى &laqascii117o;التركيز على المشترك من القضايا في البيان وترحيل نقاط الخلاف الى الحوار الوطني الذي سيقوده رئيس الجمهورية". واشار الى وجود اتجاه لدى الجميع للاسراع في انجاز البيان الوزاري وإطلاق عمل الحكومة. مؤكدا ان قوى &laqascii117o;14 اذار" لن تتساهل في أي موضوع يتعلق بملف استعمال السلاح في الداخل &laqascii117o;اما موضوع سلاح المقاومة فهو يحتاج الى معالجة بميزان الذهب نظراً الى دقته".
ورأى وزير العدل ابراهيم نجار ان &laqascii117o;الدلائل الأولى تشير الى انفتاح كل الفرقاء على بعضهم البعض. والجو في مجلس الوزراء كما كان الجو لدى استقبال الأسرى وكما قال رئيس الجمهورية، هو جو حكومة الارادة الوطنية المشتركة التي تريد القيام بعمل وفاقي وعمل توحيدي، فالجو بصورة عامة يوحي أن الأفرقاء ينفتحون على بعضهم البعض ويريدون التعاون ليخرجوا ببيان وزاري يرضي كل الحساسيات والتوجهات السياسية في لبنان بشكل نتمكن معه من الانطلاق ببناء دولة". وعن صياغة البيان الوزاري، افاد أن &laqascii117o;المعلومات ومن دون أن أفشي أسرارا إطلاقا، تشير الى أن البيان الوزاري سينطلق من اتفاق الطائف ومن مقررات الدوحة وخطاب القسم والقرار 1701 ومن مسلمات الحوار الوطني الذي جرى في مطلع المسيرة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كل هذه المعطيات كافية لتأمين أرضية صلبة لبيان وزاري يمكن أن تتفق عليه الحكومة".وقال وزير الدولة يوسف تقلا، القريب من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ردا على سؤال حول كيفية انعكاس المشهد الجامع على البيان الوزاري: &laqascii117o;أقرأ خيرا وأقرأ خيرا كبيرا بعد خطاب الأمين العام لحزب الله لأنه كان انفتاحا غريبا لم يخطر ببال أحد. وأتمنى أن يكون البيان الوزاري أسهل في صياغته أكثر مما افترضنا".وسئل اذا كان إنجاز البيان الوزاري سيتم بسرعة بعدما رجح رئيس مجلس النواب نبيه بري انعقاد جلسة الثقة الأسبوع المقبل، فأجاب: &laqascii117o;اؤيد الرئيس بري في كل ما يقوله"
ـ صحيفة الشرق الأوسط:
فيما تستعد إيران لجولتين من المحادثات، الأولى في أنقرة اليوم يقوم بها وزير الخارجية منوشهر متقي بعد انتهاء مباحثاته في سورية أمس، والثانية في جنيف غدا بين مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي ومسؤولين من دول &laqascii117o;5 زائد واحد" على رأسهم وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، قال مسؤول إيراني إن طهران &laqascii117o;باتت أكثر وأكثر على قناعة بأن الحوار المباشر، حول الملف النووي، ثماره أفضل". وقال المسؤول الإيراني، الذي لا يريد الكشف عن هويته، في اتصال هاتفي مع &laqascii117o;الشرق الأوسط" إن طهران على قناعة الآن بأن &laqascii117o;حل أزمة الملف النووي، هو مفتاح حل كل الأزمات الأخرى" بين إيران والغرب وأميركا بالذات. وفيما نفى المسؤول الإيراني أن تكون مفاوضات سورية مع إسرائيل برعاية تركيا &laqascii117o;من أجل استعادة الجولان" بحد ذاتها مصدر قلق، أشار إلى أن ما يقلق البعض هو امتداد المفاوضات إلى قضايا أخرى منها سلاح حزب الله وعلاقات طهران ودمشق. وتابع:&laqascii117o;عودة الجولان تطور جيد، هذا لن يؤدي إلى عرقلة العلاقات السورية ـ الإيرانية، لكن إذا ما كانت القضية لا تنحصر في عودة الجولان وتمتد إلى قضايا أخرى مثل حزب الله وسلاحه ولبنان، فإن هذا أمر آخر".
وقال إن إيران أمامها سيناريوهات عدة للتحولات في المنطقة وإنها تضع خياراتها الاستراتيجية الآن &laqascii117o;بمعزل عما سيحدث بين سورية وإسرائيل"، موضحا: &laqascii117o;القيادة الإيرانية عرفت أنه عندما اختارت سورية مبدأ السلام مع إسرائيل، فإن على طهران أن تضع خياراتها الاستراتيجية بشكل مستقل وبمعزل عما ستقوم به دمشق". ويأتي ذلك فيما استضافت تركيا أمس مباحثات بين مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول الملف النووي الإيراني، وذلك قبل مباحثات متقي اليوم مع القيادة التركية. وفيما لم يدل هادلي بأي تصريحات حول مباحثاته بشأن إيران، دعا وزير الخارجية التركي علي باباجان إلى &laqascii117o;تشجيع الحوار" بين طهران والمجتمع الدولي، موضحا أن بلاده ستكون ممرا وملتقى خلال الأيام المقبلة لمباحثات حول الملف الإيراني، وذلك وسط تسريبات بأن تركيا تحاول &laqascii117o;جس نبض" امكانية حوار مباشر بين طهران وواشنطن.
ـ صحيفة النهار:
مهدت اجواء الانفراج السياسي التي واكبت عملية استعادة الاسرى اللبنانيين الخمسة ورفات المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب من اسرائيل الطريق امام انطلاقة مرنة وايجابية للجنة الوزارية المكلفة وضع البيان الوزاري للحكومة. وفيما شكل مهرجان عبيه أمس علامة فارقة في العلاقة بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط و'حزب الله' وخصوصا بعد احداث بيروت والجبل في ايار الماضي، توقعت مصادر وزارية في لجنة البيان الوزاري ان تنعكس هذه التطورات بل 'التحولات' الايجابية على عمل اللجنة على نحو يعجل في انجاز مهمتها ولا يعرضها لعقبات شبيهة بتلك التي اعترضت عملية تأليف الحكومة.وقالت هذه المصادر ان الجلسة الاولى للجنة التي انعقدت امس في السرايا برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اظهرت ان هناك نيات لدى جميع الاطراف الممثلين في اللجنة لتسهيل انجاز البيان الوزاري والاسراع فيه على رغم وجود تباينات في الافكار. وقالت ان المجتمعين اتفقوا على تبسيط الامور لرسم الخطوط العريضة للبيان. واضافت ان اللجنة ستحاول في جلستها الثانية اليوم وضع مسودة اولية للبيان والشروع في مناقشتها تفصيلا ووضع بنودها تباعاً.واجمع وزراء 14 آذار الاعضاء في اللجنة على ضرورة ان يخرج البيان بصيغ سياسية واضحة ولا يأتي مجرد صيغة لغوية للامور المختلف عليها، معتبرين ان اي بند لا يحسم في البيان الوزاري يجب ان يحال فورا على الحوار الوطني الذي سيرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
اما ممثل 'حزب الله' وزير العمل محمد فنيش، فرأى ان لا خلاف يمكن ان يطرأ في موضوع سلاح المقاومة في البيان، مشيرا الى ان الحل الانسب هو اعتماد الصيغة التي وردت في بيان الحكومة السابقة. وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ ان البند المتعلق بالسلاح قد يأتي من وحي خطاب القسم للرئيس سليمان والقرار 1701. وكان المهرجان الحاشد الذي اقيم للاسير المحرر سمير القنطار في مسقطه عبيه امس شهد مفارقتين متناقضتين. فمن جهة شكّل المهرجان مناسبة لاول تقارب بين جنبلاط و'حزب الله'، وعلى ارض الجبل تحديدا، بعد ثلاثة اشهر من الاحداث الدامية التي شهدها بعض مناطقه بين الجانبين. ومن جهة اخرى لم تمر المناسبة من دون مضاعفات وان عرضية، لجمع جمهورين ينتميان الى الغالبية والمعارضة، وبرز ذلك في اصداء سلبية لاعلان القنطار في كلمة القاها انه 'لولا سوريا في فترة معينة لكان سقط الجبل'.وحرص جنبلاط في كلمته على ان يذكر بمسار المقاومين وضمه الى 'ثورة الارز'، ثم رحب بالقنطار و'بممثل المقاومة الاسلامية ممثل حزب الله في ارض بني معروف في سياق تأكيد التراث النضالي والمقاوم المشترك للجبل والضاحية والجنوب وبيروت وكل لبنان'.
وفسر جنبلاط كلامه لـ'النهار' لاحقاً بأنه رد للتحية بأحسن منها الى الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله على كلمته مساء الاربعاء في استقبال الاسرى. وأشار الى ان كل النقاط التي عرضها 'مطروحة للحوار أو للمناقشة واذا كان السيد نصرالله موافقاً عليها نكون وضعنا وراء ظهرنا النقاط الخلافية وانتقلنا الى بناء الدولة'.
وألقى الوزير فنيش ممثلاً الأمين العام لـ'حزب الله' كلمة اشار فيها الى ان 'أبناء الجبل وبني معروف كانوا السباقين في الانتماء الى خط المقاومة'، مشدداً على انه 'مهما كان التباين والاجتهاد في الرأي السياسي لا ينبغي ان يكون سبباً للمحيد عن الثوابت او التفريط بالحقوق'. في غضون ذلك، نقل أمس رفات المقاومين من الناقورة الى 'مجمع شاهد' على طريق المطار لفرزها وتسليمها الى ذويها. واقيمت على طول الخط الساحلي استقبالات لقافلة ضمت 10 قاطرات نقلت الرفات الذي وضع في نعوش لفت بالاعلام اللبنانية والفلسطينية واعلام 'حزب الله'. وفي تطور لافت اعقب عملية التبادل بين اسرائيل و'حزب الله'، سجل خرق اسرائيلي واسع للشبكة الهاتفية في لبنان عبر رسائل مسجلة تضمنت تهديدات للمواطنين من مغبة التعاطف مع 'حزب الله'.وأعلن وزير الاتصالات جبران باسيل ان 'مئات الاشخاص في لبنان تلقوا رسائل تهديد عبر الهاتف الارضي عبارة عن رسالة مسجلة تبدأ بالقول: 'هنا دولة اسرائيل'.وأفاد متلقون لهذه الرسائل ان التهديد يأتي بصوت رجل يتكلم العربية ويقول: 'هنا دولة اسرائيل ننصحكم بعدم التعاطف مع حزب الله والا سنوجه ضربة قاسية للبنان'.وأوضح باسيل انه وجه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون احتج فيها على هذه الاتصالات الهاتفية، وأضاف: 'نعتبر ما حصل خرقاً للقرار 1701'.ونقلت 'وكالة الصحافة الفرنسية' عن مسؤول اسرائيلي في وزارة الدفاع طلب عدم ذكر اسمه ان اسرائيل 'تستخدم كل الوسائل المتوافرة لاضعاف حزب الله' من غير ان ينفي او يؤكد ما ورد في اتهامات وزير الاتصالات اللبناني.أما الناطقة الرسمية باسم 'اليونيفيل' ياسمينا بوزيان فأوضحت مساء ان 'اليونيفيل تلقت نسخة عن رسالة وجهها وزير الاتصالات جبران باسيل الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون حول التداخل الشديد في شبكة الهاتف اللبنانية وحتى اللحظة ليست لدينا معلومات اضافية عن الموضوع'.
ـ صحيفة الأخبار:
بعد أكثر من تسعة وعشرين عاماً في ظلام السجون، أمضى سمير القنطار ليلة الحرية الأولى تحت قمر سماء عبيه، ساهراً لرؤية شروق انتظره بشوق على مدى حوالى 10585 يوماً، واصلاً الليل بالنهار ليجمع كل لبنان في بلدته. لم تعتد بعد عائلة سمير القنطار واقع عودته. فالأم والأخ والأخت يحدثونه بشك. فما تراكم لسنوات لن يزول في ساعات، ومن غادرهم فتى يعود رجلاً يتمتع ببنية قوية وإرادة صلبة.بعد ازدحام الاحتفالات والاستقبالات، ألقت سكينة الليل ظلالها على بيت آل القنطار. اختلى سمير بعائلته الصغرى. خالجه شعور القلق حين ارتفع به المصعد الكهربائي، فخاطب شقيقه بسام ضاحكاً: &laqascii117o;هذا سجن درجة أولى". دخل الجلسة العائلية مصراً على عدم خلع البزة العسكرية. بلهجة فلسطينية، لا يكثر الكلام. يكثف إلى حدود معقدة. حاضر النكتة دائماً. لا ينسى أدق التفاصيل. يشعر الجالسون باتقاد أفكاره وبديهيته اللمّاحة. يعرض سنين الأسر، وكيف طبّق قواعد تخطّي مرحلة الصدمة، هو المصاب بداء الربو، ورصاصة العدو ما زالت داخل رئته. يدخن بكثرة، بعدما حاول الإقلاع، مبرراً &laqascii117o;كل إنسان يموت في يومه ولم يعد في العمر أكثر مما مضى". الوالدة تستعيض عن الكلام بالدموع. الشقيقات تتلمّسنه شوقاً وربما للتأكد. سميرة تسارع إلى شراء &laqascii117o;البوظة" التي يحبها كثيراً. تطعمه بيدها &laqascii117o;فهو لم يتذوقها منذ دخوله السجن". أما شقيقه عبد الله فيسترجع معه للحظات بعض شقاوة أيام الطفولة ويغوصان في الضحك. سأل الجميع كلاً على حدة عن الحال والصحة والأشغال، ووزع النكات يمنة ويسرة. قبّل كل أطفال العائلة وفتيانها، وأخبرهم بعض الطرائف القديمة عن آبائهم وأمهاتهم.
يحلم برؤية منظر شروق الشمس، وهو لم يحظ &laqascii117o;برؤية خيوطها الذهبية تتسلل منذ أمد بعيد". يتذكر بين الحين والآخر ذاك الجندي الإسرائيلي الذي بقي إلى اللحظات الأخيرة قبل التحرير يتوعده ويهدده بسلاحه &laqascii117o;لقد حفظت تقاسيم وجهه وتصرفاته العنصرية وأنا المكبّل ساعات طويلة في قفص حديدي تحت أشعة الشمس الحارقة". يلومه البعض على ارتجال الخطاب في ملعب الراية أمام الملايين من البشر، حضوراً ومشاهدين، فيرد: &laqascii117o;أنا دائماً هاوي المغامرات، وكما تقولون بعاميتكم اللبنانية &laqascii117o;السجن للرجال"، فقد صقلتنا التجربة وتعلمنا الخطابة إلى حد ما".يخرج إلى الشرفة وينظر إلى الأضواء بذهول. يستذكر قطعة أدبية شفافة كتبها أثناء نقله من سجن إلى آخر داخل فلسطين، حين رأى من نوافذ السيارة العسكرية بعض أضواء المدينة، مما ترك في نفسه عميق الأثر. ومضمونها عن تأقلم الإرادة البشرية مع واقعها مهما كان مؤلماً. يمضي الليل، والعائلة في غاية الشوق إلى التحدث والنظر إلى عميدها بخليط من الإعجاب والفخر والخوف واللوم &laqascii117o;ألا يكفيك يا سمير سنوات الاعتقال الطوال حتى تتوعد اليوم بالعودة إلى الكفاح؟". إجاباته هادئة و&laqascii117o;استراتيجية": &laqascii117o;صراعنا معهم لا ينتهي إلا بانتصار ساحق لطرف على آخر، وبما أننا أصحاب الأرض، حتماً نحن من سينتصر".مع إطلالة نور الصباح كان ينظر إلى كل ما حوله بإعجاب النظرة الأولى: الأبنية والسيارات والازدحام وتنقّل الناس، ويقول ضاحكاً: &laqascii117o;اعذروني أنا بحاجة إلى كم يوم أو أسبوع حتى أستوعب ما يحدث".
ورغم أنه لم ينم، استفاق سمير في اليوم التالي على عرس ثان لاقاه المحتفون به من مناطق عدة، منطلقين من عرمون بمواكب وصولاً إلى باحة مقام السيد عبد الله التنوخي، حيث أقيم له احتفال حضره النائب وليد جنبلاط، يرافقه نجله تيمور ونواب اللقاء الديموقراطي، والوزير طلال أرسلان يرافقه الشيخ نصر الدين الغريب، وممثّلو: الأمين العام لحزب الله الوزير محمد فنيش وعضو المكتب السياسي محمود قماطي، النائب ميشال عون الدكتور خليل حمادة، الحزب السوري القومي الاجتماعي محمود عبد الخالق، شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن القاضي الشيخ غاندي مكارم، وفاعليات حزبية وروحية واجتماعية وحشد كبير من المواطنين.
وألقى جنبلاط كلمة حيا فيها القنطار &laqascii117o;باسم التراث العربي والإسلامي المقاوم، تراث بني معروف حماة الثغور في كل لحظة. باسم العمامة البيضاء التي واجهت الاحتلال والاستعمار والغزاة، من جبل لبنان إلى جبل العرب، ووقفت دائماً بالمرصاد للحفاظ على الأرض والعرض. باسم رفاقي، باسم قافلة الشهداء، شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي والحركة الوطنية اللبنانية، باسم الجبل، جبل الأحرار، جبل العروبة والعيش المشترك، جبل كمال جنبلاط الذي حصدته رصاصات الغدر، وما أدراك يا سمير ما أصعب الغدر وما أمرّه وأحقره على الأحرار والمناضلين. ليت ما ناله كمال جنبلاط كان نعمة الاستشهاد في ساحات الوغى والقتال كالمئات والآلاف من المجاهدين والمقاومين والثوار. وباسم بيروت المقاومة العربية، باسم شهداء الثورة الفلسطينية والتلاحم الفلسطيني اللبناني، كقافلة الشهداء العائدة اليوم من فلسطين المحتلة، باسم القرار الفلسطيني المستقل، باسم القرار الوطني اللبناني المستقل، باسم ثورة الأرز ثورة الاستقلال في 14 آذار، باسم عميد الشهداء، شهداء ثورة الأرز الرئيس رفيق الحريري".
وحيا قافلة الشهداء &laqascii117o;الذين أخرجوا من مقبرة الأرقام ليواروا في أضرحة الأبطال إلى جانب الأبطال"، متطلعاً &laqascii117o;إلى اليوم الذي يحرر فيه الآلاف من المجاهدين العرب والفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، إلى اليوم الذي يفك فيه الحصار عن غزة والضفة وتزول الحواجز والمستعمرات والحائط، وتكون القدس عاصمة دولة فلسطين، ويقرّ حق العودة دون تردد أو مساومة".
ثم ألقى فنيش كلمة قال فيها: &laqascii117o;ما كان لنا أن نعيش كل هذا الفرح لولا صمود البطل سمير، وتصميمه وإرادته وصبره، ولولا عزم المقاومة وقيادتها ومجاهديها على استعادة حرية أسرانا. من الطبيعي أن يقابل هذا الفرح شعور العدو بالمذلة، لأن إطلاق سراح الأسرى لم يأت إلا إذعاناً لرأس المقاومة وقيادتها، وإلا ترجمة لانتصارها على العدوان والهمجية في تموز من عام 2006"، مؤكداً أن &laqascii117o;المقاومة الإسلامية لم تأت من فراغ وليست استثناءً في تاريخ هذا الوطن وتاريخ الأمة، بل هي إكمال لمن سبقها في خط الجهاد والشهادة والتضحية. وأنتم يا أبناء هذا الجبل كنتم من السبّاقين، أنتم يا بني معروف". وتابع، كما &laqascii117o;استطعنا أن نحرر الأرض في عام 2000 واسترداد جثامين الشهداء والشهداء الأحياء من أسرانا، لا بد من إكمال الطريق لاسترداد ما بقي من أرض محتلة من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. نحن بحاجة إلى استكمال دور المقاومة ونهجها، ولا يتعارض ذلك أبداً مع مشروع الدولة ودورها ومع الجهود الدبلوماسية. نحن منفتحون ونؤيّد كل جهد يوفر علينا التضحيات، ويكون ذلك إنجازاً للجهد السياسي وللفعل المقاوم، لأن الجهد السياسي الذي لا يرتكز على معادلة القوة هو جهد عبثي من دون طائل وإضاعة للوقت وتفريط بالحقوق".
وألقى أرسلان كلمة استهلها بالقول: &laqascii117o;ما أطيب اللقاء بك يا سمير، وأنت تضيف مدماكاً من صوان صلب لا يكسر على مداميك الجهاد التي وضعها الآباء والأجداد على امتداد 1210 سنوات من عمر ذاك التكليف الشرعي المجيد، من عمر المهمة التاريخية التي أوكلت للأجداد قبل 12 قرناً لحماية الثغور وصد هجمات الغزاة الطامعين". وأشاد بـ&laqascii117o;المقاومة الإسلامية المظفرة"، قائلاً: &laqascii117o;هذه المقاومة، شاء البعض أو أبى، فرضت على العالم أجمع حقيقة وجودها رأس حربة في وجه الظالمين العنصريين الأشرار، وفرضت الحقيقة اللبنانية بديلاً مشرّفاً عن الواقع العربي المنحل العفن، الواقع العربي مع الأسف العديم الإحساس والمعدوم الإرادة". وأكد أن &laqascii117o;جبل كمال جنبلاط والأمير مجيد أرسلان سيظل ظهراً للمقاومة الإسلامية اللبنانية وسنداً لها، ولن يفكّ صلته الوثيقة بصاحب الوعد الصادق، سيد المقاومة، قدوة المجاهدين، حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد حسن نصر الله".
ورأى أن المقاومة &laqascii117o;هي الضمانة الفعلية لحماية لبنان من أخطار إسرائيل ومن يقف خلفها"، وأنها &laqascii117o;فرضت وجودها على التاريخ والسياسة والثقافة في لبنان، وعلى امتداد العالمين الإسلامي والعربي، ولا يمكن للبيان الوزاري لحكومة الاتحاد الوطني أن يبتعد قيد أنملة عن الاعتراف بشرعية المقاومة التي تستمد شرعيتها من ذاتها أولاً، ومن الحاجة التاريخية إليها كوسيلة فعالة للدفاع عن لبناننا"، مشيراً إلى أن حلم تحرير الأسرى وجثامين الشهداء هو &laqascii117o;الدليل القاطع على قدرة المقاومة على تحقيق المعجزات".
وباسم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ألقى عبد الخالق كلمة قال فيها: &laqascii117o;أي فرح يغمرنا؟ أي غار يكللنا؟ أي فخار يلبسنا؟ أي عز، ومجد وعنفوان؟ بل أي انتصار تحقق بعودتك إلى الحرية، إلى الوطن يا سمير؟ ولو كان لابنة غريفة الشهيدة ابتسام حرب ولابن شارون الشهيد وجدي الصايغ، ولو كان لابني عين وزين الشهيدين نضال وخلدون الحسنية، ولو كان لكل شهداء الجبل، وشهداء لبنان أن يشاركوا في احتفالنا اليوم لجاؤوا يقبّلونك كثيراً كثيراً، ولو كان لهم أن ينطقوا بكلمة في عرسك الوطني لنطقوا بشهامتك وبطولاتك ووطنيتك وعشقك لهذه الأرض ولقضيتها في الحرية والسيادة والاستقلال". ووصف تحرير الأسرى والجثامين بـ&laqascii117o;الانتصار الثالث"، مؤكداً أن انتصارات المقاومة &laqascii117o;ستتوالى، ولن تنتظر يا سمير طويلاً، حتى نحتفل باستعادة سيادتنا كاملة على أرضنا ومياهنا".
وأخيراً ألقى القنطار كلمة قال فيها: &laqascii117o;اليوم صباحاً سمعت أن العدو قرر اغتيالي، وهذا العدو يعرفني جيداً. أريد هنا أن أرد عليه بمقولة قالها يوماً إمام عظيم هو الإمام الحسين عليه السلام &laqascii117o;أتهددني بالموت يا ابن الطلقاء والقتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة". أمس، وفي مثل هذه الساعة، كنت هناك بين أيديهم، بين أيدي الأعداء، لكن في هذه اللحظة أنا أكثر شوقاً للقائهم وأسأل الله أن يكون ذلك قريباً جداً. إن من يعتقد أن تحرير مزارع شبعا أو الأراضي اللبنانية يستطيع أن ينهي هذا الصراع فهو واهم صدقوني، لو تركناهم لن يتركونا. لذا فإن سلاح المقاومة هدفه شبعا وما بعد شبعا وما بعد بعد شبعا. ليكن هذا الأمر واضحاً ولا نخدع أنفسنا".
ودعا إلى الاتعاظ من تجربة فلسطين &laqascii117o;لقد وقّعوا الاتفاقيات والعهود، وبعد فترة قصيرة اغتالوا كل من قام بعمليات ضد العدو الصهيوني في السابق. لقد وقعوا الاتفاقيات في فلسطين وظن بعض الإخوة أنهم أصبحوا آمنين، لكن في أول فرصة اغتالوا من وقّع معهم هذه الاتفاقية، ولنا بشهادة الرئيس ياسر عرفات الدليل القاطع على ما أقول. لذا يا أيها الإخوة يهمني اليوم وأنا بينكم أن أؤكد أنه بفضل دماء الشهداء، كل الشهداء، شهداء الثورة الفلسطينية وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكل الأبطال، ولا ننسى أبداً أصحاب الوعد الصادق، أصحاب الفضل الأكبر والأساس في هذا النصر وهذا الإنجاز، رجال المقاومة الإسلامية الباسلة الأحب على قلبي وسيدنا الكبير والعظيم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله". وقال إن &laqascii117o;الشهيد الغالي كمال جنبلاط عندما أسس الحزب التقدمي الاشتراكي، وضع على جبين كل إنسان جملة واحدة: &laqascii117o;من تمتد يده إلى سلاح المقاومة، الحزب التقدمي الاشتراكي يجب أن يقطعها"، مستذكراً الشهيدين رشيد وسعيد حمزة &laqascii117o;وكل الأبطال في هذا الجبل"، رافضاً تسمية معركة الجبل &laqascii117o;حرباً أهلية وقطع طرق. هذه كانت معركة الدفاع عن الكرامة والأرض والعزة، هؤلاء الشباب الذين استشهدوا كانوا يدافعون عن أرضهم، ويحاولون تغييبهم اليوم من خلال حرب أهلية وقطع طرق". وشدد &laqascii117o;على أهمية أن نحافظ على التراث، تراث كمال جنبلاط، وأن لا ننسى أبداً من مدّ يده إلينا في اللحظات الصعبة. وأقول لولا سوريا لسقط هذا الجبل في حينه، ونحن أوفياء لسوريا التي ساعدتنا في اللحظات الصعبة حتى لو اختلف البعض معها".
ـ صحيفة الحياة :
فتحت زيارة رئيس تيار المستقبل اللبناني النائب سعد الحريري لبغداد أمس الباب أمام تجديد العلاقات اللبنانية - العراقية، و &laqascii117o;تقريب وجهات النظر" بين السعودية والعراق، على ما قال ياسين مجيد، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. واختتم الحريري زيارته بلقاء المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في النجف، بعدما زار ضريح الإمام علي. الى ذلك، أعلنت الكويت أمس تعيين أول سفير لها في بغداد منذ عام 1990، لكن المالكي أعرب عن استيائه من استمرارها في استقطاع نسبة 5 في المئة من عائدات النفط العراقي كتعويض حرب، على رغم ارتفاع الأسعار بنسب كبيرة، مؤكداً انه &laqascii117o;ليس من مصلحة العرب الابتعاد عن العراق".
وكان الحريري التقى الرئيس جلال طالباني والمالكي فور وصوله الى بغداد أمس، وسلم الحريري رسالة من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة &laqascii117o;تضمنت دعم جهود الحكومة العراقية في فرض الأمن وإعمار البلاد والاستمرار في تحقيق المصالحة الوطنية"، على ما جاء في بيان رسمي.
ونوّه الحريري بعد اللقاء بالتطورات الايجابية التي يشهدها العراق وجهود الحكومة في بسط القانون، مؤكداً ضرورة تطوير العلاقات بين العراق ولبنان وكل الدول العربية. كما عبر بعد لقائه طالباني، عن أمله بنجاح الديموقراطية لأن &laqascii117o;نجاحها في العراق، كما في لبنان، يشكل نموذجاً مزعجاً ومقلقاً لنماذج حكم مجاورة لا تمت بصلة لا إلى الديموقراطية ولا إلى احترام الإرادة الحرة للمواطنين". وقال المالكي ان زياراته للدول العربية في أول جولة خارجية له، بعد تسلمه رئاسة الحكومة &laqascii117o;حملت رسالة كان على الاشقاء فهمها في وقت مبكر بدل التأخر في التوجه نحو العراق. فليس من مصلحة العرب الابتعاد عن العراق لأن ذلك يلحق الضرر بالطرفين". وأكد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي ياسين مجيد في اتصال مع &laqascii117o;الحياة" ان &laqascii117o;محادثات الحريري تطرقت، بالاضافة الى العلاقات الثنائية، الى &laqascii117o;آليات تقريب وجهات النظر بين العراق والسعودية". واشار الى الانفتاح العربي الواسع على بغداد &laqascii117o;إذ تشكل هذه الزيارة احد أوجهه"، مشيراً الى &laqascii117o;حال الفتور" التي شابت العلاقات العراقية - السعودية، ومشدداً على &laqascii117o;الحاجة الى إزالة اللبس والتصورات الخطأ في هذا الملف للوصول الى توافق حول المصالح المشتركة في نطاق الحرص العراقي على علاقات عربية نموذجية". وأوضح أن &laqascii117o;المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً ملموسا في العلاقة بين البلدين الشقيقين". لكن الحريري نفى في مؤتمر صحافي أي دور له في ملف العلاقات السعودية - العراقية. وقال &laqascii117o;ان لبنان بحاجة إلى العراق كما ان العراق بحاجة إلى لبنان. كما أن العراق بحاجة إلى الدور العربي وكذلك لبنان". وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أعلن في بيان ان &laqascii117o;المالكي سيبدأ الاثنين المقبل جولة اوروبية يزور خلالها المانيا وايطاليا للبحث في العلاقات الثنائية والاستثمار في العراق، وسيلتقي البابا بنديكيت السادس عشر"
ـ صحيفة المستقبل:
أطلقت زيارة زعيم الأكثرية النيابية ورئيس تيار 'المستقبل' النائب سعد الحريري، وهي الأرفع لزعيم لبناني الى بغداد منذ نحو 5 أعوام ولقائه كبار القادة العراقيين، دفعاً غير محدود باتجاه تطوير العلاقات العراقية ـ اللبنانية في مختلف المجالات، ومساهمة الشركات اللبنانية في مسيرة الإعمار والبناء في العراق بعد سنوات من الحروب والدمار. مواقف الحريري لا سيما تركيزه على وحدة السنة والشيعة العرب دفاعاً عن العروبة بعثت برسالة واضحة وصريحة مفادها أن العراق ولبنان حالة واحدة، وأن البلدين لهما عمق عربي ولا يمكن لأي جهة خارجية النيل منهما أو حرف اتجاههما، وأن وجوده في بغداد يأتي دعماً للعراق في هذه المرحلة. شملت زيارات النائب الحريري معظم القيادات العراقية بدءاً بالرئيس العراقي جلال الطالباني، ورئيس الوزراء نوري المالكي. إلا أن الخطوة اللافتة جداً، كانت زيارة الحريري والوفد المرافق النجف الأشرف ولقائه المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني من دون أن يفصح عما جرى في اللقاء. كما زار الصحن الحيدري مقام الإمام عليّ، ثم اجتمع بالمرجع الشيعي السيد محمد سعيد الحكيم في حضور محافظ النجف أسعد ابو كلل ونائب المحافظ عبد الحسين وأبناء السيد الحكيم. كما التقى نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم. وتحدث الحريري عن مضمون لقاءاته مع المسؤولين في النجف، فقال إنه تم بحث الوضع العام، وشدد في مؤتمر صحافي جمعه بمحافظ النجف أسعد أبو كلل في مقر مؤسسة التبليغ الإسلامي التابعة للمجلس الأعلى، على أن 'لبنان والعراق عربيين وأن لا فرق بين سني وشيعي'، داعياً الى عدم 'جعل بلادنا ساحات للفتن'، وأن 'تكون لنا علاقات جيدة بكل الجوار، ويجب منع استئثار أي دولة بأخرى'.أضاف الحريري 'كما تعلمون، نحن نطالب منذ مدة طويلة بعلاقات ديبلوماسية بسوريا، وإن شاء الله نصل الى هذه المرحلة بوجود هذه العلاقة، وهذا الأمر الذي يجب أن تقوم عليه العلاقات بين الدول، لأنه من غير المقبول أن تحاول دولة فرض مصالحها قبل مصالح الشعب العراقي'. ونفى النائب الحريري أن يكون يلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين السعودية والعراق، وقال أنا لا العب أي دور في هذا المجال، لكن أنا هنا لأقول بأنني سعد الحريري، لبناني عربي مسلم وأريد وحدة العرب، والذي أستطيع تقديمه سأقدمه لوحدة العرب بين بعضهم البعض. إن لبنان بحاجة الى العراق كما أن العراق بحاجة الى لبنان.. كما أن العراق بحاجة الى الدور العربي وكذلك لبنان'.وكان النائب الحريري استهل لقاءاته برئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في حضور الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ. وقال الحريري في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إنه من حق المواطن في العراق ولبنان بناء مؤسسات طموحة في المجالات كافة، وإن الفرص متاحة في تطوير ذلك. وكشف عزم الشركات اللبنانية والعربية الدخول الى العراق للمساهمة في عملية إعادة الإعمار في القريب العاجل. وأجرى الحريري سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين إذ التقى بالرئيس العراقي جلال الطالباني في مقر إقامته ببغداد ظهر أمس وجرى خلال اللقاء مناقشة الآليات الضرورية لتطوير العلاقات الثنائية بين العراق ولبنان في شتى الميادين.وأثنى الطالباني على دور زعيم تيار 'المستقبل' ولعبه 'دوراً تاريخياً في تحقيق الوحدة والاخوة في لبنان'.أما الحريري فدعا 'إلى أن يعمل البلدان لقطع طريق الفتنة الطائفية والتطرف والغرائز العمياء'، معرباً عن تطلعه إلى اليوم الذي يصبح فيه العراق سيداً حراً مستقلاً، ونموذجاً ديموقراطياً مكتملاً.