ـ صحيفة السفير :
عاش لبنان، أمس، يوما ثالثا من مواسم ومواكب الانتصار والفرح بالأسرى العائدين، الشهداء منهم أو الأحياء، وهو سيعيش، مع فلسطين ومخيماتها في الجنوب والشمال والبقاع وبيروت، في الأيام المقبلة أياما اضافية من الاعتزاز بالشهداء الذين طال أسرهم منذ عقود طويلة، وربما يكون بينهم اسماء عربية من سوريا والمغرب العربي، من دون اغفال المحطة الأخيرة من صفقة التبادل التاريخية والتي تشمل اطلاق سراح فلسطينيين من السجون الاسرائيلية، في موعد أقصاه السادس عشر من آب المقبل، حسب نص الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة.
في هذه الأثناء، كانت عملية التبادل وما رافقها من مناخات سياسية إيجابية، تسحب نفسها على مناخ اللجنة الوزارية المكلفة اعداد البيان الوزاري الجديد، حيث عقدت، أمس، جلسة ثانية، واتفقت على اجتماعين ثالث ورابع اليوم، وخامس يوم الأحد المقبل، على أن تسعى الى اقرار البيان بصيغته النهائية في جلسة تعقدها الحكومة اما الثلاثاء أو الأربعاء من الأسبوع المقبل. وإذا أنجز البيان الأربعاء، فإن مجلس النواب يحتاج الى ٤٨ ساعة للبدء بنقاشه، وهذا يعني أن جلسة الثقة التي ستنقل على الهواء مباشرة، على مدى ثلاثة ايام سيكون موعدها الاثنين أو الثلاثاء، في ٢٨ أو ٢٩ الجاري. وقال وزراء شاركوا في اجتماع لجنة البيان الوزاري، أمس، انه تم الاتفاق على عدم تسريب المناقشات، خاصة أن اللجنة دخلت في صلب القضايا الاساسية، ومنها موضوع المقاومة، وقد كانت الأجواء ايجابية جدا وتمت مناقشة القضايا المطروحة بانفتاح وصراحة وجدية في ظل رغبة بعدم تأخير اقرار البيان من جهة ومحاولة تدوير الزوايا في القضايا التي يمكن أن تبرز حولها وجهات نظر خلافية من جهة ثانية. يذكر أن الرئيس السنيورة سيحتفل اليوم، بعيد ميلاده الخامس والستين.
من جهة ثانية، قال مصدر مطلع في الأمم المتحدة لمراسل "السفير&laqascii117o; في نيويورك إن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الوسيط الألماني غيرهارد كونراد ما زال يواصل عمله من أجل إنهاء كافة تفاصيل صفقة التبادل بين إسرائيل و"حزب الله&laqascii117o;. ولم يفصح المصدر عن توقيت كشف الخطابات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله&laqascii117o; عبر الأمم المتحدة بشأن صفقة التبادل، والتي من المتوقع أن تتضمن أيضا الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين. وأشار المصدر نفسه إلى أن البيان الذي أصدره بان كي مون في يوم إتمام الصفقة أشار فيه الى أنه "يتوقع خطوات إضافية&laqascii117o; في إطار الاتصالات التي يتولاها الوسيط كونراد. وكان السيد حسن نصر الله قد قال في خطابه يوم الأربعاء إن الأمم المتحدة ستكشف عن نص الخطابات المتبادلة بين الطرفين عبر الوسيط الألماني، ولكن المصدر المطلع في الأمم المتحدة قال إنه لا يتوقع أن تتم هذه الخطوة إلا بعد إخطار أعضاء مجلس الأمن بتفاصيل الصفقة.
كما أوضح أنه في ما يتعلق بإنهاء الأجزاء المتبقية من الصفقة، وخاصة توقيت الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وعددهم، "فإن هذا الأمر يتولاه الوسيط الألماني على الأرض ولا علاقة مباشرة للأمم المتحدة بهذه التفاصيل. وكل ما سنقوم به هو دعم ما يتم التوصل له من اتفاقات&laqascii117o;. غير أن أحد أعضاء بعثة دولة كبرى في مجلس الأمن، قال لـ"السفير&laqascii117o; ان المجلس سيعقد جلسة مطلع الأسبوع المقبل للاطلاع على تفاصيل الصفقة، ومن المتوقع أن يصار بالتزامن معها مباشرة (صباح الاثنين بتوقيت نيويـورك) الى نشـر نص الخطابات والرسـائل المتـبادلة بين نصر الله وبان كي مون من جهة وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وبان كي مون من جهة ثانية.
ورداً على سؤال لـ"السفير&laqascii117o; قال المصدر الدبلوماسي الدولي نفسه، ان الحكومة الاسرائيلية وضعت في اجتماعها الأخير لائحة يجري التدقيق فيها وتشمل على الأرجح أسماء أكثر من مئة فلسطيني سيصار الى الافراج عنهم في موعد اقصاه السادس عشر من آب، وهم في معظمهم من المصنفين في خانة "الحالات الانسانية&laqascii117o; (طبقا للمعايير التي حددها "حزب الله&laqascii117o; من دون أن يسمح له بتحديد الأسماء، أي تشمل النساء والفتيان وكبار السن والمرضى الخ...).
الى ذلك، أنجزت لجنة التعرف على هويات الشهداء العائدين ضمن صفقة التبادل أكثر من خمسين بالمئة من عملها حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، ومن المتوقع أن يحتاج عملها الى ثلاثة ايام اضافية على أقل تقدير، خاصة في الحالات التي تحتاج الى فحص الحمض النووي مثل حالة مجموعة أميرة الشهداء الشهيدة دلال المغربي.
وشارك الآلاف، أمس، في مراسم تشييع ثمانية مقاومين سقطوا خلال "حرب تموز&laqascii117o; واستعيدت رفاتهم في اطار عملية التبادل، وذلك في مأتم مركزي اقيم في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، وألقى خلاله رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله&laqascii117o; السيد هاشم صفي الدين كلمة قال فيها ان "هؤلاء الشهداء هم الذين هزموا العدو. عدونا الذي كان ذليلا بالامس سيبقى كذلك بإذن الله&laqascii117o;. وأضاف ان "اخوان هؤلاء الشهداء هم الذين سوف يواجهون العدو إذا ما فكر في أي حماقة&laqascii117o;، مؤكدا أنهم "يوارون في هذه الارض الطاهرة بعدما جاؤوا من الارض الطاهرة في فلسطين&laqascii117o;. والشهداء الثمانية هم: هلال علوية (شيع أمس في أرنون)، موسى حسين خنافر، مروان حسين سمحات، زيد محمود حيدر (يشيعون اليوم في عيناثا)، محمد يوسف دمشق (يشيع اليوم في عيتا الشعب)، علي حسن فارس الوزواز (يشيع اليوم في ميس الجبل)، موسى حسين فارس وحسن كامل كرنيب (يشيعان اليوم في مارون الراس).
ـ صحيفة النهار :
اقتربت اللجنة الوزارية المكلفة وضع البيان الوزاري للحكومة من انجاز العناوين الرئيسية لمسودة البيان، من غير ان يعني ذلك حصول توافق بين أعضائها ممثلي القوى السياسية المختلفة على المضمون السياسي لهذه العناوين. واكتسبت الجلسة الثانية للجنة التي انعقدت مساء امس في السرايا برئاسة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اهمية خاصة، اذ علمت 'النهار' ان مواضيع ذات حساسية عالية طرحت على بساط البحث للمرة الأولى، منها الاحداث التي شهدتها بيروت والجبل والبقاع الاوسط وطرابلس اعتباراً من أيار الماضي. وأفادت أوساط وزارية ان كلاً من أعضاء اللجنة كان صاغ افكاره للبيان الوزاري وارسلها الى الرئيس السنيورة بالبريد الالكتروني، وان هذه الافكار تضمنت تصورات لعمل مختلف الوزارات إضافة الى اهم بندين في البيان وهما السلاح والامن.
ونوقشت في الاجتماع الثاني للجنة أمس كل الاقتراحات من غير ان يتم التوصل الى صيغة نهائية على رغم وضع كل الافكار على الطاولة. ولم تقتصر هذه الافكار على السلاح وموضوع المقاومة والامن، بل تشعبت الى مواضيع اخرى بارزة مثل العلاقات بين لبنان وسوريا. وفي المعلومات المتوافرة لـ'النهار' ان اعضاء اللجنة خاضوا مناقشات طويلة، وان نقاطاً عدة لا تزال تحتاج الى مراجعة وتدقيق، ولم يتفق عليها بعد. وطرحت احداث بيروت بشكل مستفيض لدى طرح بند الامن. ومن المقرر ان تعقد اللجنة اجتماعها الثالث الحادية عشرة قبل ظهر اليوم وسط اتفاق بين الجميع على ضرورة التعجيل في عملها وانجاز البيان الوزاري في اقرب فرصة. وثمة معلومات اشارت الى إمكان عقد جلسة رابعة الاحد اذا كان ممكناً انجاز البيان خلالها، علماً ان اوساطاً وزارية تحدثت عن امكان انجاز البيان نهائياً الاثنين. وفي حال حصول ذلك، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيحدد موعداً سريعاً لجلسة يطرح فيها البيان الوزاري على المناقشة، ثم يجري التصويت على الثقة بالحكومة. وهذا مرجّح الخميس المقبل. وأكد وزير الاعلام طارق متري ان اللجنة 'واصلت أعمالها بالروح الطيبة نفسها التي بدأت بها اعمالها وعملت بجدية كبيرة وكان همها الاول التوصل الى اتفاق، ولكن في الوقت نفسه كانت اجتماعاتها للتصارح في كل المسائل التي سيتعرض لها البيان الوزاري'. ونفى التوصل الى صيغ لما يحتويه مشروع البيان.
واستعجل الرئيس بري اقرار البيان الوزاري 'ليتزامن صدوره مع الفرحة الوطنية التي يعيشها اللبنانيون بعد اطلاق الاسرى وعودتهم الى قلب الوطن فضلا عن استعادة رفات الشهداء الذين شكلت دماؤهم عصب المقاومة واستمرارها والتي نعتز بصفحاتها المضيئة'.وعن كلام الرئيس السنيورة على انجاز البيان الوزاري للحكومة السابقة خلال سبعة أيام، قال بري: 'الحكومة السابقة تطلبت 21 يوما لولادتها والحكومة الحالية أخذت 45 يوما لتبصر النور، لذلك لنا في ذمة الرئيس السنيورة دزينتين من الايام'.
الى ذلك صرح نائب الامين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم في حديث الى صحيفة 'العرب' القطرية ينشر اليوم: 'ليس لدينا أي تحفظ عن التقارب مع تيار المستقبل وليس لدينا أي موانع من حصول لقاءات قد تساعد على حصول مزيد من الخطوات الايجابية في العلاقة بين الطرفين وانعكاس هذه العلاقة على المستوى الميداني'. وأضاف: 'ربما تشهد الايام المقبلة مزيدا من اللقاءات والتواصل الذي يساعد في شكل أو في آخر على مزيد من المعالجة وقد أعلنا أن يدنا ممدودة للحوار واللقاء والنقاش والعتب للوصول الى نتائج'.وعن جلسات الحوار أكد 'اننا حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بعقل منفتح لنقنعهم وليقنعونا واذا أدى الحوار الى أي نتيجة سنلتزمها (...) وستثبت الايام اننا مستعدون لكل منطق سليم يؤدي الى قيام الدولة القادرة القوية والعادلة'.
وفيما تنتظر بيروت زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين المقبل ناقلا دعوة رسمية من الرئيس السوري بشار الاسد الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لزيارة دمشق، أفاد مراسل 'النهار' في باريس سمير تويني ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير دافع في مؤتمر صحافي عقده عن الانفتاح الفرنسي السريع على سوريا واستقبال رئيسها واحتمال قيام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة لدمشق في ايلول المقبل. واعتبر كوشنير ان هذا الانفتاح 'كان لا مفر منه وضروريا وأحرز تقدما' في ملفات الشرق الاوسط ولبنان خصوصا'. وأعرب عن أمله في اقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا 'قبل نهاية السنة'. لكنه نقل عن 'مصدر سوري' وجود 'حواجز ادارية' تؤخر قيام هذه العلاقات من دون الدخول في تفاصيلها.
وتحدث عن وجود تمايز بين باريس والرياض من حيث الانفتاح الفرنسي على دمشق. وأفاد ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل نقل التحفظ السعودي الى الرئيس ساركوزي لدى زيارته لباريس في نهاية الاسبوع الماضي قبل زيارة الرئيس الاسد للعاصمة الفرنسية. وقال: 'بكل تأكيد اطلعنا السعودية على محادثاتنا مع دمشق، غير ان السعودية لم تكن متحمسة للقائنا مع الاسد الذي لم يذهب الى السعودية فيما زار الأمير سعود الفيصل دمشق والتقى الاسد'. ووصف العلاقات بين السعودية وسوريا بأنها 'حساسة ومعقدة وهناك اختلاف في المواقف لكن الاطراف العرب يقرون بأن الموقف الفرنسي هو البحث عن السلام والهدوء'.
ونفى كوشنير احراز أي تقدم في موضوع مزارع شبعا، مشيرا الى انه أجرى محادثات في هذا الشأن مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون والمسؤولين السوريين والاسرائيليين. واشار الى 'محاولات' لاحراز تقدم. كذلك اكد ان باريس وواشنطن 'ليستا على الخط نفسه في ما خص العلاقة مع سوريا'.
ـ صحيفة البلد :
شكلت زيارة النائب سعد الحريري المفاجئة الــى الــعــراق، محطة بــارزة على صعيد ترميم الــوحــدة السنية - الشيعية. وفــور عــودتــه، عمد الى الاتصال بالرئيس نبيه بــري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان والعلامة محمد حسين فضل الله، وتوقعت مصادر ظهور نتائج محلية للزيارة في اليومين المقبلين. وكشفت مصادر مطلعة لـ 'صدى البلد' أن الزيارة كانت تهدف الى لعب دور 'أساسي' في ترتيب العلاقات السعودية مع الــعــراق، إثــر الإخفاق الكبير الذي أصاب السياسة السعودية في لبنان بعدما تجاوز إتفاق الدوحة الألغام وسلك طريق الأمــان مصححا وضــع المؤسسات الدستورية بعد الجمود الذي اعتراها بفعل الخلافات السياسية المستفحلة والتي أفرزت أحداث السابع من أيار الماضي.
واشارت المصادر الى أن السعودية اختارت العراق لإعادة الاعتبار لدورها الذي فقد الكثير من حيويته بعدما بــــرزت قــطــر كــلاعــب مـــتـــوازن على الساحة اللبنانية ومقبول من إيران وسورية التي استطاعت العودة بقوة للعب دور أساسي في المنطقة من خلال الباب الذي فتحه لها الرئيس الفرنسي نيكولا ســاركــوزي مــا عزز الشعور بالإحباط لدى المملكة العربية السعودية.ورأت أن تــكــلــيــف الــســعــوديــة للحريري يأتي على خلفية ما ورثه الأخير من علاقات كانت للرئيس الشهيد رفيق الحريري مع العراق خصوصا الأكراد الذين أسسوا معه 'استراتيجية عربية' في مواجهة المد أو النفوذ الإيراني في المنطقة. ولاحظت أن الحريري يردد تكرارا لدى سؤاله عن هدف زيارته الى العراق بأنها تأتي في إطار تعزيز العلاقات العربية العربية في مواجهة ما اعتبره المد الإيراني في المنطقة. وكشفت أن الحريري لم يلتق المرجع السيد علي السيستاني إنما نجله السيد محمد رضا السيستاني.
(...) وعلمت 'صدى البلد' ان الرئيس ميشال سليمان قــال للرئيس ساركوزي: 'علينا التمهل في فتح السفارات لأنــنــي لا أريـــد التضحية ببعض الاتــفــاقــات التي هــي فــي مصلحة لبنان'.وقال كوشنير في مؤتمر صحافي عقده أمس في الـ 'كي دورسيه: ' 'أشعر بمناخ جديد يعم المنطقة اذ رأينا عملية تبادل الأسرى والجنود الاسرائيليين الذين ماتوا والألم الذي يعتصر الأهل في الجانبين خصوصاً لدى الاسرائيليين حيث كانوا يظنون ان الجنديين لا يزالان حيين.
وعن تبادل التمثيل الدبلوماسي بين لبنان وسورية، أوضح: 'لا نعرف متى سيحصل ذلك لأن السوريين قالوا لنا ان مرحلة اداريــة ستسبق لمعالجة بعض القضايا قبل نهاية العام، وهــذا ما نأمله. انــه أمــر غير مــســبــوق لأنـــه يـــدل الـــى اعــتــراف بالدولة اللبنانية' وعن موقف السعودية المعترض على سلوك باريس حيال دمشق قال: 'التقينا هنا قبل ثلاثة أيام بأحد أشقاﺀ الملك عبدالله، نحن أطلعناه مسبقاً على خطتنا، وفي الحقيقة ان السعودية لــم تكن تناصر فكرة اللقاﺀ بين الرئيسين الفرنسي والسوري، كما ان الرئيس الأسد ووزير خارجيته لم يذهبا الى السعودية... انها علاقات معقدة ودقيقة بينهم'.
ـ صحيفة المستقبل :
كشف وزير الإعلام طارق متري أنّ اجتماع اللجنة كان مجالاً لـ'التصارح في كل المسائل التي سوف يتعرض لها البيان الوزاري خصوصاً في القضايا الوطنية والسياسية العامة'، منبهاً إلى أنها 'لم تصل بعد إلى صياغات وكل ما يقال عن صياغات اتفق عليها وعما يحتويه مشروع البيان الوزاري غير دقيق'. وأضاف متري أن موضوع السلاح 'لا يمكن إلا أن يناقش داخل لجنة الصياغة وتقرر اللجنة هل يتفق أعضاؤها على نص يرفع إلى مجلس الوزراء لكي يتضمنه البيان الوزاري أم أي خيار آخر، لكننا لم نصل بعد إلى اتفاق حول ذلك'.
وتولّت أوساط 'حزب الله' بشكل خاص إشاعة أجواء إيجابية حول البيان وسرعة صدوره وإقراره، إذ أكد رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد أن 'البيان الوزاري سيصدر قريباً بعد الانتهاء من صوغه، ولا مشكلة حوله'. وكان لافتاً ما أشار إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمس من 'أن لبنان على أبواب مرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية والدولية تساعده في أن يعود ليلعب دوره على مستوى المنطقة والعالم'
وكانت زيارة رئيس كتلة 'المستقبل' النيابية النائب سعد الحريري المفاجئة إلى بغداد أمس، واجتماعه بمعظم قيادات الصف الأول العراقيين بدءاً بالرئيس جلال الطالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي، والتقائه آية الله السيد علي السيستاني في الصحن الحيدري بالنجف الأشرف، محور اهتمام ومتابعة على أكثر من صعيد، فأجرى النائب الحريري بعد عودته اتصالات شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والعلامة السيد محمد حسين فضل الله ووضعهم في أجواء زيارته إلى العراق واللقاءات التي أجراها مع كبار المسؤولين والمرجعيات الدينية.وأفيد أن هذه الزيارة المفاجئة تؤسس لعمل مشترك لبناني ـ عراقي على خط ترميم العلاقات العربية، ومواجهة الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، بحيث لا يكون لأي فئة مشروعاً خاصاً يتناقض مع مشروع الدولة لا في لبنان ولا في العراق. ويتوقع أن تساهم هذه الزيارة والترحيب الكبير الذي لقيته من بغداد إلى النجف في تبديد أجواء التشنج السائدة لبنانياً بفعل أحداث 7 أيار الأخيرة وتداعياتها المستمرة في بعض المناطق. وتوقعت مصادر متابعة أن تظهر نتائج عملية محلية للزيارة في اليومين المقبلين.
وتتابعت عمليات التسلم والتسليم في أكثر من وزارة، من المهجرين إلى الإعلام إلى الأشغال إلى العدل، وكان لافتاً توجه وزير العدل ابراهيم نجار لسلفه شارل رزق بالقول: 'أقف هنا بإكبار لأنني أدرك تماماً كم كانت مساهمة معاليك الحثيثة والحقيقية الفعالة في تأسيس المحكمة الدولية، ولتجهيز المحكمة بما يمكنها من القيام بمهامها'. وشدّد نجار على أنّ المحكمة الدولية هي 'محكمة التاريخ، لأنها تمهد لإرساء الحرية والحقيقة في لبنان وبطريقة لا يمكن معها التسليم بما يمكن أن نسميه تسخيف الجريمة والإفلات من العقاب'.وفي ما يتصل بالمحكمة الدولية، أشار النائب أكرم شهيب إلى أنها خارج إطار التجاذبات، لأنها 'في عهدة الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي لن يرضي سوريا على حساب حق شهداء الأرز'. وأوضح شهيب أن الانفتاح على خطاب 'حزب الله' الجديد تلقفته كل شرائح قوى 14 آذار بالمشاركة في يوم استقبال الأسرى، نافياً أن يكون خطاب رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط تحضيراً لتحالف رباعي جديد. وهذا ما أكده الوزير محمد فنيش بقوله إن 'إحياء التحالف الرباعي لا يمت إلى الحقيقة بصلة'، مشيداً بـ'المضامين الإيجابية' لكلمة جنبلاط في عبيه.
ـ صحيفة الديار :
لفت مصدر معارض الى ان كلام رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في عبيه حمل مواقف مهمة جداً، وان هذا الموقف يعتبر ايجابيا ويؤسس للحوار المقبل حول استراتيجية الدفاع للبنان. ووصف المصدر ان الاجواء مريحة مع النائب جنبلاط وكذلك مع النائب الحريري، ويقول المصدر ان العلاقة بين حزب الله والحريري لم تعد سيئة كما كانت في السابق، وان الاجواء تؤشر الى احتمال حصول لقاء بين السيد حسن نصرالله وبين النائب الحريري، ولا يستبعد المصدر حصول لقاء مماثل مع النائب جنبلاط. ويعتقد المصدر المعارض بأن هذه الاجواء في العلاقات وتبادل الخطابات المرنة والمعتدلة التي تفتح الابواب على مزيد من التلاقي والحوار ستنعكس على عمل الحكومة ومسار الأمور بعد أن تأخذ هذه الحكومة الثقة في المجلس النيابي الأسبوع المقبل أو الأسبوع الذي يليه. أما الأجواء الإقليمية فتؤشر ايضاً الى انفراجات ستنعكس على الحياة السياسية في لبنان، فبعد قمة باريس والانفتاح السوري على أوروبا وما لاقى هذا الانفتاح من ردود فعل ايجابية، ظهرت مؤشرات ايجابية ايضا بين الولايات المتحدة وايران ستنعكس ايجابا ايضا على لبنان، حيث اعلن وزير خارجية ايران منوشهر متكي عن امكان اجراء مفاوضات بناءة في جنيف اليوم، ولم يستبعد متكي فتح مكتب رعاية مصالح اميركي في ايران. كما كان كلام رايس بأن الولايات المتحدة غيّرت نهج التعامل مع ملف ايران النووي خير دليل على التغيير في المنطقة، حيث قالت ان لا اعداء دائمين لأميركا. وكان رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني قد اتصل بأمين عام حزب الله مهنئاً على الانتصار وعودة الأسرى والشهداء مبدياً الدعم الكامل للبنان.
ـ صحيفة الأخبار :
وفي خطوة تعكس ارتفاع أسهم التفاؤل والنية بالتعاون، استقبل السنيورة بعد ظهر أمس، وزير الدولة علي قانصو الذي وصف اللقاء بأنه فرصة ثمينة 'بدأ مصارحة في كل المسائل، وانتهى إلى تفاهم واتفاق على أن نتعاون جميعنا من أجل النهوض بالبلد وحمل هموم الناس'. وقال إنه أكد للسنيورة إيجابيته وتعاونه وحرصه على التضامن الوزاري. ولفت إلى أن البلد كله 'يعيش عرساً وطنياً كبيراً بإطلاق المعتقلين الأحياء والشهداء'، الذي 'مثّل مناسبة لالتفاف الجميع حول هذا الانتصار'، داعياً إلى عدم تفويت 'هذه الفرصة الإيجابية المتاحة، وبالتالي أن نتلاقى جميعاً'. وطمأن إلى أن البيان الوزاري 'سينجز سريعاً لكي تستطيع الحكومة الذهاب إلى مجلس النواب وتأخذ ثقته وتباشر رسمياً مهماتها'. كذلك عكست المواقف من البيان الوزاري، عدم توقع حصول مفاجآت، فرأى النائب أنور الخليل، أن البيان 'لن يكون أمام صعاب كثيرة على الإطلاق، بل هناك تسهيل من كل الجهات لوضعه في أقصى سرعة ممكنة'. وتحدث عن وجود 'كثير من التلاقي في أمور أساسية'، متوقعاً أن لا تكون الصياغة 'بعيدة إطلاقاً عما وضع في البيان الوزاري السابق'، وأن بعض التعديلات ستنحصر بما يتعلق بطريقة عمل الوزراء الجدد وكيفية رؤيتهم لطريقة التعاطي مع الأمور الموجودة في وزاراتهم. وجزم بأن 'صفحة جديدة قد فتحت يراها المواطن بالعين المجردة'. كذلك تحدث النائب فريد الخازن، عن 'فتح صفحة جديدة من التفاؤل'، مشيداً بالتفاهم 'الحاصل اليوم'، ومتوقعاً أن البيان الوزاري 'سيعكس بمضامينه هذا التفاهم'، وأن تكون هناك جدية في تنفيذه لاحقاً 'خلافا للبيان الوزاري في عام 2005'. وقال إن 'المسائل المطروحة متفق على طريقة معالجتها، وهذا أمر يعني أن ما هو أهم من البيان الوزاري، هو ما سيحصل داخل الحكومة وفي الحوار الذي سيطلق بعد هذا البيان حول المواضيع الشائكة المطروحة، استناداً إلى اتفاق الدوحة وإلى المسلمات في السياسة اللبنانية'.
وفي المواقف العامة، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في حديث إلى صحيفة 'العرب' القطرية ينشر اليوم، أن الميزة الاستثنائية لعملية التبادل 'أنها أظهرت وحدة والتفاف جميع اللبنانيين رسمياً وشعبياً حول عملية التحرير'، وانعكست داخلياً 'في إعطاء المزيد من المناخات الإيجابية'. وقال إن الرغبة في تحويل هذه المناسبة إلى عرس للجميع، كانت موجودة عند الجهات المختلفة 'ولم تكن مقتصرة على رغبتنا فقط'. ورأى أن المواقف الأخيرة 'تدل على أن البلد يتجه نحو المزيد من الإيجابية في التعامل الداخلي'. وقال إن وقوفه إلى جانب السنيورة في المطار 'مؤشر على وجود الاستعداد لفتح صفحة جديدة وإغلاق ملفات الماضي'. وعن نتائج الحوار، قال: 'عندما نتحدث عن جلسات حوار، فذلك يعني أننا نؤمن بالتسليم بنتائجه'، مؤكداً الانفتاح على تبادل وجهات النظر والاستعداد للالتقاء في منتصف الطريق. وكرر: 'نحن حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بعقل منفتح لنقنعهم وليقنعونا، وإذا أدى الحوار للوصول إلى أية نتيجة نتفاهم عليها فسنلتزم بها سواء كانت مقدماتها أفكاراً من عندنا أو أفكاراً من عندهم. وعلى كل حال، فستثبت الأيام أننا مستعدون لكل منطق سليم يؤدي إلى قيام الدولة القادرة القوية العادلة، وفي آن واحد تستفيد من قدرة المقاومة في مواجهة مشروع الاحتلال الإسرائيلي ولا تفرّط بقوتها'. وأكد 'عدم وجود تحفّظ للحزب على التقارب مع تيار المستقبل، ولا أي موانع في حصول لقاءات تساعد على حصول المزيد من الخطوات الإيجابية في العلاقة بين الطرفين، وانعكاس هذه العلاقة على المستوى الميداني على الأرض'، متوقعاً أن تشهد الأيام القادمة 'المزيد من اللقاءات والتواصل الذي يساعد بشكل أو بآخر على المزيد من المعالجة'.
لكن هذا الأجواء غابت عن بعض الاحتفالات والمواقف، بل إن النائب رياض رحال، خلال تمثيله الحريري في حفل وضع الحجر الأساس لمدرسة في عكار، تجاوز كل ما يقال عن الصفحة الجديدة وعاد إلى صفحة حوادث أيار والسلاح، بالحديث عما 'أصاب بيروت من جرح بالغ وما أصاب بعض المناطق اللبنانية، منها عكار، من حوادث أليمة سببها إخضاع مؤسسات الدولة للابتزاز والسيطرة عليها باستعمال السلاح الذي كانوا يتغنّون به للدفاع عن لبنان، ودائماً كانوا يعدون بأن هذا السلاح لا يستعمل في الداخل ضد اللبنانيين. فإذا بهم في السابع من أيار يحوّلون سلاح المقاومة إلى ميليشيا، وكل هذا من أجل الوصول إلى مكاسب سياسية في الدوحة، وعند تأليف الحكومة'. ومساءً، زار رحال قصر قريطم حيث التقى الحريري. وفي لقاء في دارته في بلدة سير الضنية، حضره رؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وفاعليات والنائب قاسم عبد العزيز ومسؤولون في تيار المستقبل، توقف النائب أحمد فتفت عند تحرير الأسرى وجثامين الشهداء، ووصفه بأنه انتصار كبير، ليأمل بأن 'يوظف لمصلحة الوحدة الوطنية، ولا يوظف لمصلحة التفرقة مثل ما حدث بانتصار عام 2006 الذي ضاع بسبب توظيفه الفئوي في الداخل'. وإذ وجّه تحية إلى المقاومة 'التي قاومت إسرائيل والتي كثيراً ما وقفنا إلى جانبها'، قال: 'سنقف في وجهها إذا ما أرادت أن توجه سلاحها إلى الداخل'. ودعا إلى تسهيل البيان الوزاري 'ولنطلق بصورة سريعة الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية والسلاح في البلد الذي جاء اتفاق الدوحة ليمنع وجوده إلا في أيدي المؤسسات الرسمية التابعة للدولة'. أما النائب عبد العزيز فاستذكر وفود الدعم للحكومة الخاصة، ليشيد بوفود الضنية، قائلاً إن أبناءها 'حددوا هويتهم السياسية والعربية، ولا يمكن أحداً أن يستطيع المزايدة عليهم، وهم جنود أشاوس، إذ ليس لدينا جيش مرتزقة بل إنه جيش مقتنع بسياسة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وبرسالة الشهيد الرئيس رفيق الحريري ومؤيد لنهج الشيخ سعد الدين الحريري الذي يدعو إلى الحكمة والاعتدال'.