- مجلة 'الشراع'
- حزب الله بدأ الاعداد لمرحلة ما بعد الاسد
تؤكد أوساط من داخل حزب الله، أن قيادة الحزب بدأت فعلاً بالعمل على إعداد لمرحلة ما بعد النظام السوري، بعد توفر معلومات وأدلة محلية واقليمية ودولية، عن إقتراب موعد رحيل نظام الاسد وفق تسويات محددة يتم التحضير لها على المستوى الدولي.
وكان مصدر دبلوماسي بريطاني متابع للشأن السوري كشف أن حزب الله أعد مؤخراً تقريراً أمنياً داخلياً عن الأزمة السورية يخلص إلى نتيجة مفادها أن ((النظام انتهى تماماً وأن المعركة تدور الآن ليس من أجل الإبقاء على النظام، وإنما من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والكيان السياسي السوري الذي يقف على حافة التقسيم)).
- 'الشراع'
سيناريو غربي شرطاً لمساعدة الشعب السوري: سوريا بعد الأسد كونفدرالية لمنع الديكتاتورية
محمد خليفة:
*وفود مسيحية طافت العواصم الأوروبية لدعم فكرة إنشاء كيان خاص في سوريا على غرار ما يطالب به الاكراد
*المخاوف المسيحية دفعت الدول الأوروبية للعمل على 4 محاور:
منح نظام الأسد فرص متتالية لسحق الثورة، كبح الاتجاه لعسكرة الثورة، الضغط على المعارضة في الخارج لتبني خطاب تسامحي مع الاقليات وإصدار عهد وطني لكيفية إدارة البلاد في الفترة الانتقالية
*سفراء أوروبا في مؤتمر اسطنبول قالوا: بدون الوثيقة واتحاد المعارضة لن نساعد بشكل ملموس في إسقاط الأسد
*الدول الأوروبية تسعى إلى الخيار الكونفدرالي باعتباره الأفضل لمصالحها ولاستقرار العالم العربي
بين عددي ((الشراع)) السابق والحالي, كان ما يسمى (الفترة الانتقالية في سوريا) موضوعاً لاجتماعين كبيرين مهمين, أحدهما في القاهرة, والآخر في بروكسيل.
الأول: هو اجتماع ممتد تعقده اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية المقرر الأول من تموز/يوليو المقبل, لجنة تضم خمسة عشر عضواً اختيرت بطريقة الانتخاب في مؤتمر اسطنبول التشاوري (15 - 16 حزيران/يونيو) لإنحاز مهمتين فقط هما: الاتصال ودعوة الاطراف والاطياف كافة للمؤتمر السوري العام المرتقب, وصياغة رؤية مشتركة لكل الاحزاب والقوى السياسية المعارضة عن الفترة الانتقالية تقدم للمؤتمر لمناقشتها وإقرارها, ثم تقديمها للمجتمع الدولي كوثيقة عهد.
الثاني: هو الندوة الفكرية السياسية التي عقدت في بروكسيل يومي 24 - 25 حزيران/يونيو الجاري بحضور لفيف من شخصيات الصف الاول من المعارضة السورية تمثل التيارات والجماعات الرئيسية كافة, الاخوان والعلمانيون والليبراليون والقوميون واليساريون. يقف وراء تنظيم الندوة الاتحاد الاوروبي, وقام بالإعداد لها منتدى (حوران) للمواطنة. بالتعاون والتنسيق مع اللجنة العربية لحقوق الانسان والمعهد الاسكندنافي لحقوق الانسان. وموضوعها استشراف آفاق المرحلة الانتقالية في سوريا, والبحث في شروط وضمانات انتقال الأمن في سوريا من الوضع الحالي الى النظام الديموقراطي, وخلق مرحعيات الديموقراطية الدائمة والثابتة في سوريا.
إذن فالمرحلة الانتقالية هي الموضوع الذي يستقطب الاهتمام السوري والعربي والاقليمي والدولي, وتحديداً الغربي. وربما كان الاوروبيون في مقدمة الجميع. خصوصاً إذا أوضحنا ان الجامعة العربية, ومكتب المبعوث الأممي العربي كوفي عنان مشاركان في المناسبتين, وتركيا كانت وما زالت دافعة رئيسية في الجهود, لأن المؤتمر التشاوري الذي شكل لجنة القاهرة هو مؤتمر تركي نظمته وزارة الخارحية فيها. وفي أثناء هذا المؤتمر (كتبنا عنه تغطية وافية في العدد السابق) كان واضحاً ان سفراء الدول الغربية المشاركة كانوا يلحون بطريقة واضحة وقوية ويضغطون على المعارضين السوريين لإنجاز هذه الوثيقة أو هذه (العهدة العمرية - السورية) الجماعية بحفظ الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في سوريا بعد سقوط نظام الاسد. وكان السفراء ومعهم وزير خارجية تركيا وممثلو بعض الدول العربية يعلنون بمنتهى الصراحة: لن نقدم أي مساعدة لكم في ثورتكم للتخلص من الأسد قبل أن تقدموا هذه العهدة لنا وكانت مقنعة ومرضية.
فما هي هذه العهدة؟؟.. ولماذا تكتسب هذه الأولوية لدى دول الغرب؟؟ والأهم من هذا وذاك ما هي صورة سوريا المستقبلية بحسب تصورات ومشاريع الدول الغربية.. ؟؟.
قلق متزايد من اشتعال الحروب الطائفية
تخشى الدول الغربية, والاوروبية منها بخاصة, بحكم عوامل التداخل الجيوبوليتيكي, وبتأثير صلاتها وخبراتها التاريخية العميقة في شؤون العالم العربي - الاسلامي - الشرقي, من انهيار الدولة السورية مع انهيار نظام الاسد, وانفلات حبال الامن والقانون واللحمة الاجتماعية, وقيام بعض الطوائف والمكونات بالثأر والانتقام وتصفية الحسابات من الطوائف والمكونات الاخرى التي كانت متحالفة مع نظام الاسد. في مقدمة هذه الطوائف العلويون, والاسماعيليون والشيعة والمسيحيون. ويأتي في مقدمة المكونات القومية التي قد تتوتر علاقاتها مع بقية أو بعض الأطراف المكون الكردي , إذ ينتاب الغربيين القلق العميق من احتمالات أن ينشب في فراغ المرحلة الانتقالية صراع طاحن, بينهم وبين بقية المكونات, لا سيما العرب والسريان, نظراً لطموحات الانفصال والاستقلال الجامحة المتفشية في مناطق الأكراد, وبين جميع فئاتهم, وبخاصة بعد تشكيل المجلس الوطني الكردي.
هذه الخشية بدأت مع الثورة الشعبية على النظام العلوي العائلي ثم ازدادت مع تزايد انتشار المعالم الطائفية على حركة الأحداث في الداخل السوري بدفع وتدبير من جانب النظام نفسه. وأدت بعض الفئات المسيحية الدينية وخاصة اللبنانية دوراً في إثارة وإحياء القلق لدى الدوائر الغربية, وخاصة اللبنانية من انتصار الثورة الشعبية ذات النسيج الوطني الاسلامي السني بحكم الأكثرية الاجتماعية لا غير وشجعت روسيا على اعتبار انتصار الثورة بمثابة انتصار للسلفية السنية التي تعتبر القاعدة رمزاً من رموزها الإرهابية بدليل ما قالت إنه معلومات لديها عن اتساع نطاق القاعدة في هذا البلد بدليل الانفجارات التي حدثت في المدن السورية الكبرى. ومع تفاقم الجرائم والمذابح التي اقترفتها عصابات الاسد, وتورط عدد كبير من العلويين في هذه الجرائم بواسطة الجيش وأجهزة الأمن وعصابات الشبيحة, وعدم ظهور انشقاقات تذكر في أوساط الطائفة ازدادت أكثر فأكثر المخاوف من حدوث عمليات انتقام واسعة النطاق منهم بعد انهيار النظام, وكذلك ولو على نحو أقل من الدروز والشيعة والاسماعيلية والمسيحيين. وقد كشفت لنا مصادر عليمة من المعارضة السورية في الخارج عن وفود مسيحية طافت بالعواصم الأوروبية طالبة الحماية, ودعم فكرة إنشاء كيان خاص في سوريا على غرار ما يطالب به بعض الاكراد.
هذه المخاوف دفعت الدول الأوروبية بخاصة والغربية بعامة العمل على أربعة محاور:
الأول: هو التباطؤ في العمل ضد نظام الاسد ومنحه فرصاً متتالية لسحق الثورة وإعادة الاستقرار للبلاد.
الثاني: هو كبح جماح الاتجاه لعسكرة الثورة واستعمال السلاح والقتال, ولم يعد سراً ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ذهبت الى الرياض للضغط على حكومتها لكيلا تسلح الثوار السوريين.
الثالث: هو الضغط على المعارضة السورية في الخارج لتبني خطاب سياسي تسامحي مع الأقليات, وإعطاء مساحة أكبر لها في مراكز صنع القرار في مؤسسات المعارضة, وعلى رأسها المجلس الوطني السوري, إلى حد أن أطراف هذا الأخير صارت في الآونة الأخيرة تبحث عن مسيحيين وطنيين معارضين لإظهارهم على واجهته, بل وتنصيبهم على رأسه, أي على رأس المؤسسة المعترف بها دولياً, كممثل للمعارضة السورية المهيأة لاستلام السلطة فوراً بعد سقوط الأسد.
والرابع: هو تتويج تلك المساعي كلها بإصدار وثيقة عهد وطني تلتزم بها جميع الأطراف في المعارضة والثورة، وتتضمن رؤية سياسية واضحة واستراتيجية واقعية وعملية لكيفية إدارة البلاد في الفترة الانتقالية، أي ما بين سقوط حكم الاسد (الأوليغارشي) وبناء نظام جديد بمؤسسات شرعية قوية وتحقيق الانتقال الآمن من الماضي الى المستقبل، وتأسيس الاستقرار الراسخ والدائم بناء على هذه القواعد. فترة انتقالية تمنع الانجرار الى عمليات الانتقام والثأر من العلويين أو غيرهم. فترة انتقالية تحمي البلاد من التفتت والشرذم، فترة انتقالية تمنع تمكن المنظمات الارهابية كالقاعدة من تعزيز مواقعها على الارض السورية، أو التأثير في مجريات التحول للديمقراطية، أو الحصول على بعض الأسلحة الثقيلة وغير التقليدية السورية في أيديها، واستعمالها .
التركيز على حماية المسيحيين والعلويين
في الشهور الأخيرة قلما حدث لقاء بين أطراف المعارضة السورية والدوائر الحكومية والسياسية الغربية إلا وكان مستقبل الأقليات الدينية في سوريا على رأس جدول اعمال اللقاء وبنوده. والسؤال الثابت في هذه اللقاءات: ما هو مصير الأقليات..؟ ما هو مستقبل المسيحيين..؟ ويضاف اليها: كيف ستكون المواقف من اسرائيل..؟ حتى علق أحد المعارضين السوريين: لم نتلق ولا مرة استيضاحاً عن مصير ومستقبل الغالبية السكانية أي ملة العرب المسلمين السنة في سوريا، وكأن هؤلاء ورغم المذابح التي تقترف ضدهم لا يستحقون القلق على حقوقهم ومصائرهم ومصالحهم..!!
في مؤتمر اسطنبول الأخير استمعنا الى خطابات مهمة ألقاها سفراء بريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا والولايات المتحدة والمانيا والاتحاد الاوروبي ركزت على مسألة الاقليات، والوثيقة الوطنية بما فيها خطة العمل في المرحلة الانتقالية، وقالوا بصريح العبارة: بدون هذه الوثيقة وبدون اتحاد المعارضة وإجماعها على ما تتضمنه الوثيقة من التزامات وضمانات فلن يتقدم الموقف الغربي الى النقطة التي تريدها المعارضة، ولن تساعد بشكل ملموس في اسقاط الاسد ونظامه العسكري القوي. وكان السفير التركي الأكثر وضوحاً بينما كان السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد الذي اصبح المسؤول الاول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية وادارة أوباما الأكثر قوة وحزماً في لهجته وهو يخاطب المعارضين السوريين، وأحياناً كانت تبدو عليه اعراض الاستياء والغضب والاحتجاج. وقال لنا في أثناء حديث جانبي معه، عليكم أن تبلوروا هذه الرؤية وتصوغوها في استراتيجية وطنية توافق عليها المعارضة كلها، وتقدموها لنا حتى نستطيع الاعتماد عليها في حوارنا مع الروس وتقديمها لهم كموقف جامع لممثلي الشعب السوري لكي يقبلوا بالعمل معنا لتغيير النظام، وطمأنة الدول والشعوب والطوائف والاقليات من أن سوريا لن تنتشر فيها الصراعات المسلحة والحروب الأهلية والدينية ولن تشهد تصفيات وعمليات انتقام وثأر واسعة.
الدبلوماسية السرية : أربعة سيناريوهات لسوريا
لكن ما لم يقله هؤلاء في مناقشاتهم وكلماتهم معنا أو مع غيرنا من المعارضين السوريين يجري بحثه في مطابخ سرية للقرارات والخطط والمشاريع الاستراتيجية.
على حد علمنا - مثلاً - تكونت في لندن منذ الشهور الأولى للثورة السورية خلية عمل من (خبراء) من اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا فقط لبحث ودراسة تطورات هذه الثورة / الأزمة، واستخلاص النتائج ورسم الاستراتيجيات ورفع الاقتراحات الى صناع القرار في دولهم. وقد أقامت هذه المجموعة شبكة علاقات وصلات واسعة مع عدد كبير من السوريين من ناشطين سياسيين موالين ومعارضين ومن كل المذاهب والطوائف والقوميات، ومثقفين وإعلاميين وأكاديميين ورجال دين ورجال مال وأعمال، وكانت تأخذ آراءهم وتصوراتهم وتناقشها معهم بطرق مبتكرة وعملية أكثر منها نظرية. وعقدت الخلية اجتماعات دورية فصلية. وفي ايار/ مايو الماضي عقدت لقاءها الأخير وطرحت فيه رؤيتها لما أسمته: (سوريا عام 2015) أي سوريا بعد الأسد، ورأت أن أمام سوريا من الآن وحتى عام 2015 اربعة سيناريوهات محددة.
أولها انقلاب عسكري على آل الأسد يطيح بهم ويبقي النظام نفسه بصورة معدلة، ويحفظ سيطرة الطائفة.
ثانيها حرب أهلية واسعة النطاق ومتعددة الأطراف وطويلة الأجل.
ثالثها تدخل عسكري خارجي لإسقاط النظام وحماية سوريا من الصراع والاقتتال وتحقيق الديمقراطية.
رابعها اعتماد الثورة السورية على قواها الذاتية وانتصارها بفضل الدعم غير المباشر من الخارج.
وقد استبعدت الورقة حدوث انقلاب وحدوث تدخل خارجي، وخلصت الخلية إلى أن سوريا كيفما كانت السيناريوهات التي ستختارها من الآن وحتى سقوط النطام فإنها بعد 2015 لن تكون دولة مركزية كما كانت منذ تأسيسها قبل مائة سنة تقريباً. ذلك لأنها بالأصل بلاد متعددة الطوائف والاثنيات. والصيغة الأنسب لها هي صيغة الدولة الاتحادية الكونفدرالية التي تعطي حكماً ذاتياً للأكراد وللعلويين والدروز والسريان. ويرى هؤلاء الخبراء أنه إن لم يكتب لهذا المشروع النجاح بسبب رفض الأغلبية العربية السنية له ومقاومته، فلن يكون ثمة مناص من طرح خيار الطلاق وتقسيم سوريا الى كيانات متعددة بحسب التوزع الطائفي والاثني.
ويبدو أن الدول الغربية، وخاصة الاوروبية، تسعى الى الخيار الكونفدرالي باعتباره الأفضل لمصالحها ولاستقرار العالم العربي وحماية مصالحها ونفوذها التاريخي فيه. ويوفق بين تطلعات الاقليات وبين ارادة الدول العربية وجامعتهم ويحول دون ما يرونه احتمالاً لعودة قيام ديكتاتورية عربية -سنية جديدة بقيادة أخوانية أو تحالف اسلامي عروبي عريض ومتعدد، تدعمه تركيا والدول العربية الرئيسية، وخاصة السعودية ومصر، لقطع الطريق على طموحات الاكراد وتمنيات العلويين والمسيحيين والدروز.
- 'الشراع'
رئيس مصر الجديد.. مصروع
ليس في العنوان خطأ.. وليس فيه اثارة، وليس فيه افتراء، فرئيس مصر الجديد محمد مرسي العياط، كان تقدم بطلب الى الجامعة التي كان يدرس فيها الهندسة للحصول على منحة طبية للمعالجة من صرع في الدماغ، كان أصيب فيه اثر عملية جراحية في الدماغ لإزالة ورم تبين انه حميد من رأسه.
مرسي حصل على المنحة وقدرها 20 الف جنيه يومها وسافر الى بريطانيا لاجراء علاج شامل في الرأس ليتخلص من حال الصرع التي أصابته لسنوات.
محمد مرسي العياط رئيس مصر الجديد هو ايضاً أب لشابين يحملان الجنسية الاميركية عندما كان الاب طالباً يحضر الدكتوراه في الهندسة في احدى جامعات اميركا، وكان بعض مريديه من الاخوان يتباهون بأنه كان خبيراً في وكالة الطاقة الاميركية ((ناسا)) ثم نفى هو نفسه هذه المزاعم محدداً دراسته في مجال الهندسة الفضائية.. اي الخبرة في مجالات البث الفضائي والاقمار الاصطناعية – ليس إلاّ.
ولدان اميركيان
لرئيس مصر!
كثيرون في مصر تحدثوا وكتبوا عن العوار الذي يلتحف قوانين الترشح للرئاسة المصرية، حين يمنع المرشح السلفي حازم صلاح ابو اسماعيل من الترشح لأن والدته الراحلة حملت الجنسية الاميركية، بينما يسمح لمرشح الاخوان محمد مرسي ان يترشح وان يصبح رئيساً لمصر رغم ان ولديه يحملان الجنسية الاميركية.
كيف يشطب مرشح لأن والدته تحمل الجنسية الاميركية وهي في رحاب الله، ولم تحصل عليها الا بعد ان بلغ ابنها سن الاربعين؟ وكيف يسمح لمرشح يحمل ولداه هذه الجنسية نفسها ان يصبح رئيساً لمصر والولدان على قيد الحياة؟
من الذي يمكن ان يكون له فرصة التأثير على المرشح الرئاسي او الرئيس: أمه من جيل سابق ام ولدان من جيل حاضر؟
ماذا اذا دعت اميركا الولدين للحرب ضد مصر مثلاً في حال استدعى الصراع العربي – الصهيوني مع اسرائيل مشاركة اميركا ربيبتها اسرائيل الحرب ضد مصر مثلاً؟
غير اننا،يجب ألا ندهش في هذا الصمت الاخواني على جنسية ولدي الرئيس الاخواني، اذا ما تابعنا بإلحاح هذا التصاعد او الحرص الاميركي على مكانة الاخوان في اي دور سياسي سواء كان في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، او في مرحلة تسلق الاخوان الرئاسة بدعم اميركي.
فتش عن اميركا
عام 2005 حصل الاخوان المسلمون على 88 مقعداً نيابياً، في مجلس الشعب المصري تحت حماية مشروع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش لنشر الديموقراطية في المشرق العربي بعد غزوه العراق في 20/3/2003.
رضخت السلطات المصرية يومها لمنطق بوش وسمحت للاخوان بالحصول على ما يمكن حسابه خُـمس مقاعد مجلس الشعب المصري.
ومنذ اليوم الاول لتظاهرات 25 كانون الثاني/ يناير 2011، خرج الرئيس الاميركي باراك اوباما ومسؤولوه في البيت الابيض عشرات المرات لمطالبة الرئيس حسني مبارك الرحيل.
وتصاعد هذا المطلب الاميركي تحديداً بعد يوم 28/1/2011 بعد بدء مشاركة الاخوان المسلمين في التظاهرات وهم كانوا ضدها قبل يوم 25 كانون الثاني/ يناير بحجة انهم لن يستمعوا الى كلام ((شوية عيال)).
ومنذ ان انتهت انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة يوم 17/6/2012 لم يتوقف الأميركان عن مطالبة المجلس العسكري المصري بسرعة تسليم السلطة للاخوان المسلمين، بعد ان أرسل هؤلاء نتائج الانتخابات التي حصلوا عليها من لجان الفرز إلى الادارة الأميركية عبر رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى انتخابات مصر الرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر – وكتبوا فيها ان مرشحهم محمد مرسي العياط هو الفائز بنسبة تقرب من 52% من أصوات الناخبين المصريين.
ومنذ سقوط حسني مبارك تعاملت أميركا مع الاوضاع المصرية استناداً إلى قاعدة ان الاسلاميين قادمون إلى السلطة، وقد رتبت الكثير من الاجتماعات السياسية في أميركا وخارجها مع الاخوان المسلمين (وغيرهم من الجماعات الاسلامية العربية)لا للتواصل وبحث سبل التفاهم والاطلاع على مواقفهم الحقيقية من مجموعة مسائل تهم أميركا، وأهمها موقف الاخوان من العلاقات مع إسرائيل، والاتفاقيات المعقودة معها وأبرزها اتفاقية كامب ديفيد (26/3/1979) وقد أكد الاخوان في مصر كما قالوا للأميركان انهم سيحترمون كل الاتفاقات الدولية التي عقدتها مصر في العقود السابقة.
وإذ حصلت أميركا على تعهدات اخوانية بإحترام الاتفاقيات مع العدو الصهيوني، فإن كل المسائل الأخرى يمكن التفاهم فيها بين واشنطن والاخوان.
وإذا كانت أميركا ضمنت موقفاً للاخوان، يحترم اتفاقيات مصر مع إسرائيل، فإن هذا يتناغم مع ضمان إسرائيل لعهود حركة حماس جناح الاخوان الفلسطيني معها منذ سنوات، حين تحولت حماس إلى حارس لحدود الكيان الصهيوني مع غزة، وباتت حماس هي المقاتل الذي يجابه أي نوع من أنواع المقاومة الفلسطينية من القطاع ضد إسرائيل، فتعتقل وتسجن المقاومين وفي أحسن الاحوال تلزمهم بعقد اتفاقيات لمنع إطلاق أي رصاصة ضد الكيان المحتل.
وعندما يخرج رجل الاخوان القوي، المرشح السابق قبل مرسي، خيرت الشاطر ليقول: ان على الغرب أن يتدخل لإنقاذ مصر من الانهيار السياسي والاقتصادي، فهي رسالة اخوانية قالها الاخواني الأول عبر صحيفة أميركية ((واشنطن بوست)) تعبيراً عن أمل اخواني بالغرب لإنقاذ مصر، توكيداً لثقة متبادلة تتصاعد إلى درجة ترحيب الاميركان بتسليم السلطة في أكبر بلد عربي للاخوان المسلمين.. انما مقابل ماذا؟ ماذا قدم الاخوان للأميركان حتى بات الآخرون متحمسين لعلاقة وربما لتحالف مع الاخوان؟
وهل يكفي الكلام بأن الاخوان سيحافظون على معاهدة أنور السادات مع إسرائيل، كما حافظت حماس على اتفاقية أوسلو التي عقدها ياسر عرفات مع إسرائيل، حتى ترضى عنهم أميركا؟
لاحظوا ان الاخوان خوّنوا السادات ثم قتلوه لأنه عقد هذه المعاهدة مع إسرائيل.
لاحظوا ان الاخوان خوّنوا ياسر عرفات ثم صفوا حركته وخوّنوا منظمة التحرير الفلسطينية ثم حاولوا قتل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، لأنه وافق على استمرار اتفاقية أوسلو مع إسرائيل.
أخيراً وليس آخراً،
ها قد جاء إلى حكم مصر اخواني مصاب بالصرع، لم يحظ بثقة جماعته للرئاسة، فرشحوا نائب المرشد مكانه، فلما سقط الشاطر قضائياً جاؤوا بمحمد مرسي ((Reserve)) وعلى رأي المصريين ((إستبن)).
المهم ان رئيس مصر بعد كل هذا.. حتى بعد ان لعب الاخوان لعبة إخراجه من الجماعة في كذبة جديدة على الناس بأن رئيس مصر لم يعد اخوانياً بل مصرياًِ لكل المصريين. متهم بأنه كان وسيبقى عبداً مطيعاً لمرشده محمد بديع، منفذاً للمبدأ الأول الذي يلتزم به كل مرشح لدخول الجماعة وهو السمع والطاعة..
أما ان يقال بعد ذلك ان محمد مرسي هو أول حاكم مدني لمصر بعد 60 سنة من حكم العسكر فهي الكذبة الكبرى.. ألا بئس ثورة شعبية تنتهي بأن يكون رئيس مصر اخوانياً
- 'الشراع'
- واشنطن تكشف عمليات تبييض اموال مخدرات لـ'حزب الله'
كشفت الادارة الاميركية عن شبكة لتبييض اموال مخدرات لصالح حزب الله.
وسمت وزارة الخزانة الاميركية اربعة اشخاص وثلاثة كيانات متواطئة في هذه العمليات التي تقوم بها الشبكة التي يترأسها ايمن جمعة.
وقالت الوزارة في بيان ((ان التسميات تكشف المزيد من تورط شبكة ايمن جمعة باعتباره من اكبر شركات تبييض الاموال عبر الاتجار بالمخدرات تنشط في اميركا والشرق الاوسط مع وجود صلات لها بحزب الله)).
وأشارت الى ان شبكة جمعة تغسل الاموال بطريقة معقدة وهي متعددة الجنسيات، وأرباحها من تهريب المخدرات تذهب الى مجرمين والى تنظيم حزب الله الارهابي، بحسب التوصيف الاميركي.
وسمت الوزارة كلاً من عباس حسين حرب، وابراهيم شبلي كشريكين مع ايمن جمعة الذي تم اكتشاف حركته المالية المشبوهة من خلال احد المصارف الذي سبق ووضع على اللائحة السوداء.
وبحسب وزارة الخزانة، فإن حرب يتمركز في كولومبيا وفنزويلا حيث يدير عمليات لمصلحة جمعة. اما شبلي فاستخدم منصبه كمدير لفرع العباسية في مصرف ((فينيسيا)) في لبنان، من اجل تسهيل الحركة المالية لكل من جمعة وحرب.
وعلى سبيل المثال، بحسب البيان الصادر عن وزارة الخزانة، فإن ايمن جمعة حـوّل اكثر من مليون دولار الى حساب عباس حرب في العام 2010 وأدار الحساب شبلي. وسمت الخزانة الاميركية ايضاً علي محمد صالح وقالت انه لبناني ويحمل الجنسية الكولومبية، كما وجهت اليه تهمة تمويل تنظيم ارهابي وكشفت انه مقاتل سابق في صفوف حزب الله وعلى اتصال بقيادة الحزب ويعرف خططها، فضلاً عن انه اصبح منذ 2010 على اتصال بقسم العمليات الخارجية لـ((حزب الله)).
ويشتبه انه على اتصال بعملاء في فنزويلا وألمانيا والسعودية، وهو المسؤول بالوكالة عن حزب الله في مايكاو بكولومبيا، وجمع اموالاً لـ((حزب الله)) وأدار تحويل شيكات وعملة اميركية من مايكاو الى فنزويلا، ومن ثم الى حزب الله في لبنان.
وسمت الخزانة الاميركية علي حسين حرب وقاسم محمد صالح لعلاقتهما بشبكة جمعة، كما سمت ثلاث شركات يديرها عناصر حزب الله وهي: ايمبرتادورا سيلفانيا في كولومبيا وفنزويلا، وبوديغا ميتشيغين ومقرها كولومبيا.
ويعني القرار الاميركي هذا منع اي اميركي من التعامل التجاري والمالي مع هؤلاء الاشخاص وشركاتهم وتجميد كل ممتلكاتهم. وفي هذا السياق اشار المدير المالي لوكالة مكافحة المخدرات جون ارفانيتيس في بيان رسمي الى ((ان هذه العقوبات سيكون لها مفعول عميق في محاسبة شبكة جمعة امام القضاء)).
- يواصل مسؤولون في حزب فاعل اعتداءاتهم على الاملاك العامة في مدينة بقاعية، ويعملون على توزيع اراضي المشاع على انصارهم ومحاسيبهم بالتنسيق والتعاون مع بلدية المدينة، في الوقت الذي يقوم فيه بعض الناشطين في الحزب ببيع الصخور التي يتم استخراجها من هذه الاراضي الاميرية
- ذكرت أوساط غربية خلال سلسلة من اللقاءات عقدتها مع مسؤولين في دوائر أمنية لبنانية، ان هناك مخططاً يقضي بمحاولة بعض الجهات الاقليمية لإستخدام مجموعات أصولية في تنفيذ مخططات خطيرة تستهدف الساحة اللبنانية.
وكانت الأوساط نفسها اعتبرت أن الساحة اللبنانية باتت ساحة تجاذبات وتصفية حسابات، وأن مجموعات أصولية من مختلف الجنسيات، وتعمل لحساب جهات استخباراتية، ايرانية وسورية، تسللت الى لبنان منذ مدة، وهي تضم عناصر من جنسيات مختلفة وتلقت تدريبات على فنون الإغتيالات في أقبية استخباراتية، قد تكون مكلفة بمثل هذه المهمات في الساحة اللبنانية، لأن التوجه لدى عدد من الدول الاقليمية، العمل على تحريك الأوراق الحساسة، والتي قد تؤدي الى تغيير مسار اللعبة، وتغيير اتجاهاتها على الاقل.
وكشفت مصادر عن عودة عدد من المسؤولين الأصوليين الى مخيم عين الحلوة، بعدما سبق وغادروا المخيم لأسباب أمنية ولوجستية، ومن هؤلاء ناشط في تنظيم جند الشام شوهد حليق الذقن، ويطوف في حي الصفصاف داخل المخيم، مع عدد من معاونيه.
- عاد حزب الله ومن خلال لجانه الناشطة في عدد من المناطق في البقاع والجنوب والجبل، الى محاولة اختراق الطائفة السنية من خلال محاولته كسب ود ((شخصيات ضعيفة)) في هذه الطائفة مقابل وعود لها بمناصب أو بترشيحها على لائحته الانتخابية المقبلة.
وتعمل لجان حزب الله على محاولة استمالة شخصيات دينية من الطائفة السنية، وتواصل عقد الاجتماعات واللقاءات في عدد من المنازل بشكل دوري وبشكل سهرات اجتماعية وللبحث في قضايا مطلبية
- ترددت معلومات بأن وفداً من حركة المقاومة الإسلامية ((حماس)) رفيع المستوى سيقوم بزيارة رسمية للعاصمة الأردنية في وقت قريب بعد انجاز الترتيبات للزيارة. وسيترأس رئيس المكتب السياسي لحركة ((حماس)) خالد مشعل الوفد الذي سيضم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الدكتور موسى أبو مرزوق، وأعضاء المكتب السياسي للحركة محمد نزال ومحمد نصر وعزت الرشق.
وتأتي هذه الزيارة استكمالاً للزيارة الأولى التي جرت في كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث أن الانتخابات المصرية الأخيرة فرضت اعادة النظر لبعض الدول العربية لترتيب أوضاعها في ظل هذه التطورات الإقليمية الجديدة.
وترددت معلومات عن احتمال انضمام خالد مشعل إلى وفد اخوان الأردن الذي سيقوم بالسفر إلى مصر لتقديم التهاني إلى الرئيس محمد مرسي
- 'الشراع'
الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي لـ'الشراع' ـ '11': ذاهبون الى الحرب وفصول الرعب في سوريا ستصل الى لبنان
التوطين حتى تبقى القضية الفلسطينية حية
*في لبنان يعارضون التوطين لأن اغلبية الفلسطينيين سنة
*المذهب القومي ببناء الدول قبلي وعشائري جاهلي
*الاميركيون لم ينسحبوا من العراق الاّ بعد وضع أسس لفجوات عميقة في مجتمعه
*توجه دولي لتمزيق الممزق الى دويلات صغيرة
*القرآن الكريم يحمي الوحدة في اللغة ووحدة الفكر
*كل الاطروحات في العالم أضعف من ان تناقش الفكر القرآني
*علاج سلاح المقاومة يحتاج الى علاج مشكلة الدولة اولاً
*حزب الله شارك في تقسيم لبنان الى لبنان سوري ولبنان غير سوري
*ليس من مصلحة ايران قيام دولة مركزية وقوية في لبنان
*المعركة المذهبية ستطيح بفعالية الوجود الايراني في لبنان وستطيح بسلاحها
*ازمات لبنان قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية وأحداث سوريا وطبيعة تكوينه جعلته ساحة محاور وصراعات
اجرى الحوار زين حمود
الامين العام الاسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي يحذر من اننا ذاهبون في لبنان الى الحرب، مشيراً الى ان الاطراف كلها ((تتسلح)) وتسعى للوصول الى مستوى يؤهلها للقيام بواجبها العسكري متوقعاً ((ان نشهد فصولاً مرعبة في لبنان.. وان هذا سينعكس حتماً على لبنان)).
الطفيلي يستفيض في هذه الحلقة من الحوار المطول مع ((الشراع)) في شرح وجهة نظره من الفكر القومي وفكرة الدولة اليهودية ومخاطر توطين الفلسطينيين في لبنان.
فإلى نص الحوار ضد..
# في هذا الاطار، دائماً يطرح موضوع توطين الفلسطينيين، تحديداً هل لك موقف من هذا الملف الذي عادة ما يكون مطلب الاميركيين والوسطاء الدوليين من لبنان؟
- التوطين له وجهان، التوطين بوجهه الفلسطيني، بمعنى اننا ضد التوطين لأننا نريد لهذا الشعب ان تبقى قضيته حية وأن يبقى يناضل وان تبقى لفلسطين قضية، واذا وطّنا هذا الشعب فإن قضية فلسطين تنتهي كما يطرح معارضو التوطين من فريقنا. والتوطين بالمفهوم الآخر الذي يعني ان هناك مشكلة شعب فلسطين ولا يراد له ان يعود لفلسطين وفلسطين لليهود وعلى هذا الشعب ان يجد مكاناً آخر يستوطن فيه. وهناك وجه ثالث مخفي ولا يتحدثون عنه في لبنان ولكنه حقيقة اساسية وهو ان بعض الناس في لبنان يعارضون التوطين لا من هذا الموقع ولا من ذاك، يعارضون التوطين لأن الفلسطينيين بأغلبيتهم سنة وهم ضد التوطين لأن التوازن الداخلي يختل، ليس حباً بفلسطين وليس بغضاً بالاسرائيليين وليس حلاً لمشكلة فلسطين، وأغلب المواقف السياسية في لبنان تخضع لهذا المبدأ.
# ألم يصبح التوطين برأيك امراً بالغ الخطورة بعد تبني اسرائيل وخاصة بنيامين نتنياهو الدعوة لبناء الدولة اليهودية الصرف؟
- بغض النظر عن كون نتنياهو دعا الى دولة يهودية صرف او لم يدع اليها، نحن عندنا مبدأ وهو: وجود الكيان الصهيوني في فلسطين المقصود منه تدمير المنطقة وتحويلها الى مستنقع، ونحن واجبنا ان ننقذ المنطقة ونوحدها ونجمع كلمتها وتطهير فلسطين من هؤلاء الغزاة خطوة اساسية.
# لكن من منظور استراتيجي، مجرد طرح فكرة الدولة اليهودية يعني ان هناك مشروعاً لتوليد دول تتماهى بتركيبتها وطبيعتها مع هذه الدولة، عدا ما يمكن ان ينجم عن تهجير الفلسطينيين مجدداً من اراضي فلسطين الـ48. وهذا يؤدي في لبنان وسوريا والعراق وغيرها من الدول الى تقسيم المقسم اصلاً فتنشأ دولة درزية وأخرى علوية، واخرى شيعية وسنية مذهبياً وكردية وما شابهها عرقياً.. الخ، فحيث هناك تناقضات مذهبية يتم التقسيم على اساسها وحيث هناك تناقضات او تمايزات عرقية او اثنية يتم التقسيم بموجبها ايضاً، وكل ذلك يجعلنا ندخل بشكل او بآخر في حقبة الدولة اليهودية.
- ربما البعض لا يرغب في ان يفتح عينيه على الحقيقة لكن يجب ذكر الحقيقة مهما كانت مرة. المذهب القومي ببناء الدول هو مذهب قبلي وعشائري، نحن عرب اذن علينا ان نبني دولة عربية، نحن فرس اذن علينا ان نبني دولة فارسية، هذا تفكير عشائري قبلي جاهلي، الانسان انسان، يجب ان ينطلق من الفكر والعدل ويجب ان تجمعنا الفكرة وليس اللغة والجغرافيا والدم. من هنا اي دولة لا تقوم على اسس فكرية هي عصابة كانت دول الامة الاسلامية تقوم على أسس فكرية سواء كانت هذه الاسس خطأ في بعض جوانبها او صحيحة، ولم يكن للقومية واللون واللغة والجغرافيا أي مكان لهذا كان يمكن ان يحكم في العالم الاسلامي كردي مثل صلاح الدين، او تركي مثل سلاطين بني عثمان او مملوكي من بلاد البلقان او غيرها، ولم يكن لقومية الحاكم أي اعتبار .حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حين وفدت الحركات القومية ليس لإنقاذ الامة وانما لإضعافها وتمزيقها ودفع الناس لنسيان انهم امة اسلامية، وفعلاً انطلقت الحركة التركية و الفارسية والعربية والكردية وهلمجرا. والتيارات السياسية القومية التي تعتبر نفسها ناضلت ادت دوراً اساسياً في تحقيق هذا الهدف الى ان دمرت الرابطة الاسلامية تقريباً او شبه دمرت لحساب رابطة قومية جاهلية على امل ان تنهض، لكن حلم الرابطة القومية سرعان ما تبخر. اليوم لا احد يتحدث عن وحدة عربية وعن مشرق عربي ومغرب عربي، صرنا نتحدث عن مصر الفرعونية ولبنان الفينيقي، صرنا نتحدث عن اقاليم واقطار، صار باستطاعة نظام حسني مبارك ان يضيق الخناق على اهل غزة وأطفالها دون ان يثير في مصر والعالم العربي والاسلامي المشاعر التي ينبغي ان يثيرها، ثم تطور الامر وبطريقة ممنهجة ومدروسة ، اليوم اللبنانيون أمم وخلائق ولو أتيح لهم ان يبنوا دولاً لصاروا اكثر من عشرين دولة. مثلاً لم ينسحب الاميركيون من العراق حتى وضعوا أسساً لفجوات عميقة في المجتمع العراقي ونحن نقطف ثمارها اليوم، وغداً ، هناك توجه دولي لتمزيق الممزق الى دويلات صغيرة.
وتجربة الخليج ناجحة جداً، الخليج مختبر أثبت نجاحه، دويلات صغيرة خائفة لا تستطيع ان تحمي نفسها ولذلك فهي مضطرة ان تلوذ بالدول الكبرى وكل اموالها وثرواتها وابنائها في خدمة هذه الدول، فلو عممنا هذه التجربة على العالم العربي لكانت فائدة الغرب عظيمة .
رغم هذه الصورة السوداء انا لست متشائماً وأعتقد ان الامة لديها امكانات وقدرات قد يكون البعض غير مدرك لها لكن الامة لها قدرات عالية جداً تستطيع ان تتجاوز هذا الامر كله.
وأعطيك فكرة بسيطة كمثال على ذلك، عندما يقرأ قارىء انكليزي اليوم الادب الانكليزي القديم يقرأ ادباً غريباً قد لا يحسن قراءته.. شكسبير مثلاً؟
- وهكذا كثير من اللغات، وبعد فترة من الزمن اصحاب اللغة الواحدة يصبحون اصحاب لغات متعددة لأن اللغة تتبدل وتتغير من منطقة لأخرى، بعكس اللغة العربية التي تفرض وحدة وثباتاً في اللغة، ما ينطقه الجاهلي ننطقه اليوم.
# هناك نقاش حول هذه المسألة، هناك مفردات كثيرة لم تعد حية او مفهومة اليوم؟
- لا، لا انا لا اتحدث عن مفردات، انا أتحدث عن لغة كلغة، اليوم وأنت تسمع الاخبار على اية قناة عربية في الشرق او الغرب فإنك تستمع الى اللغة نفسها والنص نفسه.
# القرآن الكريم يضمن الوحدة في اللغة التي تحدثت عنها لكن هناك فروقات بين اليوم والامس وبداية التطوير كانت مع المعلم بطرس البستاني.
- نعم القرآن الكريم الوحيد الذي يمنع ان تدخل اللغة في مداخل خاصة في هذا البلد او ذاك، القرآن الكريم كما يحمي الوحدة في اللغة يحمي وحدة الفكر، وأنا من اشد الدعاة الى العولمة الفكرية لأنه حسب فهمي فإن الاطر القومية واللغوية والجغرافية والتاريخية لن تصمد طويلاً في وجه الشعوب مع تحول العالم الى قرية اعلامية واقتصادية وسياسية وفكرية صغيرة وسيحتدم الصراع في هذه القرية بين اللغات والاعراف والفلسفات والنظم وسيفوز بالاخير الاصوب والاقدر على الاقناع وكل الاطروحات المقدمة في العالم هي اضعف من ان تنافس الفكر القرآني، لهذا فإن السباق في هذا الميدان وعلى المسلمين ألا يخافوا،وانما عليهم ان يستعدوا لمعركة طويلة الامد.
مع العولمة الفكرية
# ماذا تقصد؟
- يعني ان يكون هناك تنافس حضاري اخلاقي اجتماعي سياسي اقتصادي فكري – فلسفي، وأنا من دعاة العولمة لرغبتي بالوصول الى الافضل ولقناعتي بأننا الاقوى، ولثقتي بأن الفكر الآخر ضعيف لا يصمد اذا وضعته في وجه الفكر الحقيقي للاسلام. من هنا أتمنى ان يقرأ القرآن الكريم قراءة واعية ودقيقة ولا يجوز ان نواجه الفكر العالمي اليوم من موقع غير مستعد وغير مهيأ وغير ناضج وغير فاهم لحقيقة الاسلام، الاسلام يعني القرآن الكريم، والقرآن الكريم يعني فكر الحق الالهي الصحيح المنقذ الحقيقي للعالم من ازماته وهو ليس ما يمارسه بعض الحكام ومن يقتات على الصراعات المذهبية.
# هذا الموضوع يستحق محوراً خاصاً للحديث عنه لكن في هذا السياق ألا ترى كما يرى بعض المفكرين اننا بحاجة اليوم الى قراءة جديدة ومجددة للقرآن الكريم، ولا نبقى أسرى قراءات من سبقنا من مفكرين قبل مئات السنين؟ لأن من كان في أزمان ماضية مهما بلغ اتساع فكره وأفقه ومنطلقاته وظروفه تختلف عن واقعنا وظروفنا اليوم؟
- هذا غلط، ليس صحيحاً رفض الماضي لأنه ماضٍ او قبول الماضي لأنه ماضٍ كذلك ليس صحيحاً قبول الجديد لانه جديد او رفضه لانه غريب .
# القصد ان الانسان بحد ذاته اي انسان تتطور تجربته بين سنة واخرى يعيشها او بين عقد من السنوات وعقد آخر.. فكيف بمئات السنين التي تتطور فيها تجارب الانسان والجماعات والامم؟
- لهذا علينا دائماً الاجتهاد، وباب الاجتهاد مفتوح، أنا أستعرض آراء واجتهادات غيري واجتهاداتي وأخرج الى نتيجة استطيع ان أحميها بالحجة الدامغة التي أدافع فيها عن وجهة نظري، هنا اثراء الفكر والتجربة ولا يجوز بأي حال ان أحكم سلفاً ببطلان شيء دون حجة او بصوابية شيء دون حجة. هذا الموقف هو الموقف السديد، لهذا نحن نندد ببعض السلفية التي تلغي العقل وتقول نحن نأخذ بما صحت روايته. أو لا نحن نرفض الماضي ونستنير بالحاضر او بما أنتجته الامم، هناك حقائق في ما مضى لا يجوز تجاوزها، لأنها قديمة.
# عودة الى السؤال حول الحقبة اليهودية، ومن خلال مطالعتك لتطور الاوضاع داخل المنطقة انت تتبنى وجهة النظر القائلة بأن هناك تقسيماً للمقسم بما يتماهى مع دخولنا في هذه الحقبة؟
- لا تستطيع ان تقول ان الامم المتحكمة تريد الخير لكل البشرية، الامم تسعى للفوز بالجائزة وحدها وهي لا تفكر كثيراً بالضحية، على الضحية ان تفكر بنفسها، منذ فترة طويلة استطاع الغرب ان يبني في مجتمعاتنا أنظمة مطيعة، ولاؤها الكامل له ومعادية لشعوبها و بقيت الشعوب غير مطيعة وتعتبر انها معرضة لخطر وان هناك هجوماً عليها والغرب يسعى لتدجين هذه الشعوب وجعلها مطيعة كما الانظمة من خلال الصراعات الداخلية والخوف المتبادل بين اطراف وشرائح المجتمعات والشعوب في المنطقة، يريد شعوباً تصفق له ولا ترى في وجوده وجود عدو او وجود غازٍ وأهم ما يمكن ان يحقق هذا الهدف هو تمزيق الممزق الى دويلات صغيرة.
# مواجهة هذه الحقبة اليهودية بأي الوسائل الممكنة يمكن ان تحصل؟
- المؤسسات الرسمية في العالم العربي تخدم اليوم هذا المشروع بشكل عام وتغذيه، لكن الرهان على البناء الثقافي والفكري للانسان، بتقديري ان الفرد في الامة محصن قد يخيل للوهلة الاولى انه غير محصن ويمكن تدميره، هذا الفرد محصن ويستطيع ان يتحمل اعباء معركة طويلة الامد ويستطيع ان يخرج منها بقليل من الاضرار.
# لكن، هناك ضغوط عليه في لقمة عيشه؟
- صحيح، وتلاحظ مثلاً انه صار هناك حملة شديدة لقرن من الزمن في موضوع تغريب المواطن بملبسه ومأكله ومعشره وأخلاقياته، مثلاً شنت حملات اعلامية للقول بأن المرأة المحترمة والفاضلة والناجحة والسوية والخلوقة هي المرأة السافرة بينما المرأة المحجبة هي حجر ومن الماضي وهي الجهل. ووصلنا إلى مكان في مرحلة من المراحل اعتبر كثير من الناس ان الحجاب هزم في العالم العربي والاسلامي وانتصر السفور. كانت القراءة خاطئة جداً، اليوم تجد الجدة سافرة والأم محجبة وكذلك الحفيد وتحول الحجاب بنظر كثيرين الى جزء من معركة الحضارة.
# ولكن المرأة ما زالت مهمشة لا بل زادت تهميشاً. الحجاب هو شكل..
- أنا لا أقدم دراسة عن تفاصيل كل مناحي المسألة. أنا أذكر مثالاً، كان في الماضي إذا سافر الانسان إلى أوروبا أو أميركا نقول انه ذهب ولن يعود، يذهب وإذا عاد يعود بتقاليد واعراف وأخلاق لا تمت إلى هذه المنطقة بصلة. اليوم العكس يحصل، يمكن ان يذهب من هنا متحللاً من الكثير من الأمور وحينما يعود، يعود رجلاً متماسكاً متأدباً.
# حتى انه نقل بيئته للغرب واثار هناك مشكلات..
نعم.
# ولكنه نقل بيئته بما فيها من عقلية عشائرية وعادات سيئة..
- أنا لا أتحدث عن الكل، أنا أتناول الجوانب المضيئة. أكثر من هذا، بعضهم اعطى صورة مشوهة ومارسوا أعمالاً سيئة جداً ليس مستحباً ذكرها، على كل حال في هذه المعمعة يشكل القرآن الكريم حصناً قوياً داعماً، ومطمئن إلى انه ستسقط على أبوابه كل محاولات إسقاط شخصية الأمة وتدميرها، وأنا لا أتحدث عن عقود أو قرون من الزمن بل أتحدث عن صراع ومعركة أمم وحضارة تمتد مع الزمن.
من هنا علينا ان لا نسقط ما بأيدينا، ان لا نيأس وان لا نقطع الأمل، بل بالعكس كلما اشتدت المحنة علينا أن نزداد حماساً ونشاطاً واندفاعاً لأن القرآن وعدنا ان الايمان سيعم الأرض، كل الأرض بلا استثناء.
# عودة إلى طاولة الحوار، هناك جلسة ثانية حدد موعدها في 25 حزيران/يونيو الجاري وموضوع السلاح سيكون البند الأبرز تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية. ما هو تصورك أولاً للاستراتيجية الدفاعية؟
- أعتقد ان جلسات الحوار لا يراد منها بت هذا الموضوع وقد فرضتها بعض الحالات والتطورات الأخيرة، هذا حجمها فالأطراف غير قادرة على حل مشكلات البلد وليس بيدهم حل هذه المشكلات .
# أي أطراف؟
- كل الاطراف. أما موضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة فهو يحتاج قبل علاجه الى علاج مشكلة الدولة يجب ان تصبح الدولة دولة كل المواطنين دولة القانون دولة يثق بها الجميع وجادة في حمايتهم من عدوهم حينها لا يجوز ان يبقى أي سلاح خارج سيطرتها هذا الشرط ليس تعجيزياً وانما حاجة ضرورية ملحة ومشكلة الشعب مع سلاح السلطة اللبنانية مريرة كما هي مشكلته مع السلاح الاخر .
# كأنك تتبنى موقف حزب الله وقيادته؟
- أنا لا أدافع عن أية رؤية. يمكن ان يستخدم بعضهم لغتي نفسها، أنا أتحدث عن شيء جدي، نحن نسعى لبناء دولة. لو كان حزب الله جدياً لكان سعى من الأول إلى بناء دولة. وما كان شارك في تقسيم لبنان إلى لبنان سوري ولبنان غير سوري ودخلنا في المعمعان الطويل العريض، نحن علينا أولاً بناء الدولة بكل جدية، نبني دولتنا وبعد ذلك يجب ان يصبح كل السلاح بيد الدولة، هذا الموضوع ليس للمناورة ولا للهروب من الحقيقة أو لحماية سلاح زيد أو عمرو أو للتبرير والتعجيز أنا لا أطلب ما لا يستطاع. لمصلحة لبنان والفقير والغني والنظام والشعب والمستقبل ولمصلحة حماية لبنان لنبني دولتنا لا يجوز ان يبقى الشعب اللبناني ومستقبله وأمنه امانة بيد مجموعة من اللصوص والباعة .
# هناك من يقول رداً على هذا الكلام، ان القصد منه هو اعطونا الدولة ونعطيكم السلاح. هناك واقع سياسي في لبنان يفرض وجود الدولة على هذا الشكل..
- وإذا اعطيتمونا الدولة ليس هناك من داع لإعطائكم السلاح..
مصلحة البلد أهم كثيراً من المناورات، الدولة دولة الجميع. كما ان على الدولة ان تجعلني مطمئناً وواثقاً بها عليها ان تجعل كل اللبنانيين مطمئنين وواثقين بها. هذا موضوع يجب ان نقف عنده ملياً. لا يجوز ولا يمكن بناء دولة أغلب الناس ينظرون إليها على أساس انها محظية لفلان أو لفلان.
# قلت ان حزب الله ساهم أو شارك في تقسيم لبنان إلى لبنان سوري ولبنان غير سوري، إذا كان صاحب الشأن المعني بالقصة لم يقم بما هو مطلوب منه كيف تطلب من الآخر ذلك؟
- أنا لا أنزه قيادة حزب الله عن موضوع تخريب البلد، أنا أتهمهم بأنهم شاركوا بتخريب البلد وادعي أكثر من هذا انه ليس من مصلحة إيران قيام دولة مركزية وقوية في لبنان لأنه حينئذ لا يبقى لإيران قرار في لبنان وليس فقط إيران تتمسك بمناطق نفوذها كل الدول لا تتخلى بسهولة عن مناطق نفوذها، من هنا فإن سياسة إيران ومن يعمل في خدمتها في لبنان ليست لبناء لبنان الدولة، بل على العكس مصلحة إيران أن لا تقوم قائمة للبنان الدولة.
# إذا نظرت إلى الآخر وكيف يمكن ان يفكر. ألا ترى من حقه ان يرى ان هناك خطراً فعلياً يتهدده من العدو الإسرائيلي، هذا واضح ولكن وجود سلاح لدى المقاومة بحجمه ونوعيته يطرح علامات استفهام حول وظائفه الاستراتيجية التي يشكل التصدي للعدو الإسرائيلي احداها ولكنه ليس كل هذه الوظائف. وهو ما يثير قلقاً وهواجس لدى هؤلاء. هل تشاطر هؤلاء مخاوفهم وهواجسهم؟ وإذا كان المطلوب معالجة هذه الهواجس كيف يتم ذلك ليبقى هذا السلاح وفي الوقت نفسه يطمئن كل اللبنانيين إلى ان هذا السلاح لن يكون له وظائف أخرى غير وظيفة الدفاع عن لبنان؟
- ما ذكرته من مخاوف حقيقية وجدية مع هذا ليس بأيدينا علاج غير الذي ذكرته لك واتمنى ان نجد علاجاً آخر، لكن مع هذا سيبقى الطريق لبناء البلد ما ذكرت والطريق لحماية البلد ما ذكرت والطريق الصحيح لوضع كل الاسلحة في خدمة البلد ما ذكرت. وهو قيام دولة موثوقة عادلة دقيقة محمية بقوانين وشعب، هذه الدولة تكون كل الاسلحة في لبنان تحت سلطانها.
# ولكن في ظل انسداد الأفق القريب على الاقل أمام هذه الدولة؟
- نحن ذاهبون إلى حرب في لبنان ولا نذهب إلى الدولة نحن ذاهبون إلى خراب مستمر، أنا أتحدث عما ينبغي، أما في الحقيقة فنحن ذاهبون إلى حرب والاطراف كلها تتسلح وتسعى إلى الوصول إلى مستوى يؤهلها للقيام بواجبها العسكري.
# أليس هناك امكانية لحل واقعي وبراغماتي في ظل هذه المرحلة على طريقة لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم..
- يوجد امكانية عقلية والاطراف اذا ارادت تستطيع، نعم تستطيع، لكنها لا تريد، اليوم وفي ظل المعركة المحتدمة في سوريا وتصاعد وتيرة العنف، يبدو ان الايام القادمة مرشحة لأن نشهد فصولاً مرعبة في سوريا، هذا سينعكس حتماً على لبنان،