صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 21/7/2008

ـ صحيفة الحياة
مالك القعقور :
يسلم «حزب الله» صباح اليوم 10 فصائل فلسطينية جثامين 133 شهيداً، لتتولى تشييعهم من أمام مسجد الرسول الأعظم على طريق المطار الى مقبرة الشهداء في مستديرة شاتيلا في بيروت، على أن ينقل عدد من الشهداء الى مخيمات فلسطينية في لبنان وسورية يدفن عدد آخر في مقبرة جماعية في مقبرة الشهداء.
في هذه الأثناء يستمر عمل «الهيئة الصحية» التابعة لـ «حزب الله» في التعرف الى هويات جثامين 25- 30 شهيداً مجهولي الهوية. وبينما تكتمت مصادر «حزب الله» على المعلومات المتعلقة بجثامين الشهداء الذين لم يتم التعرف إلى هوياتهم، كشف نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان كمال ناجي وممثل حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي، لـ «الحياة» أن «جثمان الشهيدة دلال المغربي لم يتم التعرف إليه بعد».
وقال ناجي: «هناك شهداء عرفت هوياتهم وهناك شهداء لم تعرف هوياتهم بسبب «خربطة» في القوام تعمّدتها إسرائيل لتضييع هوية الشهداء». وأضاف: «هناك أكثر من 20 شهيداً لم يرسل الإسرائيليون أي وثائق أو صور لهم على رغم انهم التقطوها لهم، ليضيعوا هوية كثير من الشهداء. دلال المغربي من بين الشهداء الذين لم نتعرف الى جثمانها بعد ولم تسجل هويتها على أي نعش، ليتبين كذب الإسرائيليين»، موضحاً أن «التعرف الى هويات الشهداء المجهولين سيستغرق وقتاً لإجراء الفحوص اللازمة، وكل هذه الأمور تتم مناقشتها في اللجنة المشتركة التي شكلت من فصائل منظمة التحرير، خصوصاً أن الفصائل الفلسطينية لم تكن مستعدة لهذا الأمر».
وهذا ما أكده لـ «الحياة» أيضاً ممثل «حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي بقوله: «هناك نحو 25-30 لم يتم التعرف الى هوياتهم بعد، بينهم جثمان الشهيدة دلال المغربي»، مرجحاً أن «يتم التعرف إلى جثمانها في اليومين المقبلين وقال إن عينة من ذويها أخذت لاجراء فحص الحمض النووي، وكذلك الأمر في ما يتعلق بجثمان الشهيد يحيى سكاف.
وأوضح «أن لـ «الجهاد الإسلامي» 12 شهيداً، ستتسلم صباح اليوم جثامين ثمانية منهم تم التعرف إليهم وهم: أشرف خليل الشيخ من غزة، استشهد في عملية مشتركة مع «المقاومة الإسلامية» في بليدة عام 1991، محمد أبو ناصر من مخيم نهر البارد، استشهد في العملية نفسها، ومحمد خالد كريم من نهر البارد استشهد في عملية زرعيت عام 1991، نزار محمود مهودر خصار (عراقي) استشهد في عملية حولا عام 1992، أحمد فايز أحمد (لبناني) استشهد في عملية طريق الطيري – كونين عام 1992، أحمد عبد الفتاح العلي من القاسمية، أحمد قاسم العاص ويحيى محمد الخميس من نهر البارد، استشهدوا في عملية أرنون الشقيف عام 1994.
وقال الرفاعي: «لا يزال العدو يحتفظ ببعض جثامين الشهداء»، مشدداً على أن «المقاومة هي الطريق الوحيدة لاستعادة الحقوق وتحرير الأرض والأسرى والدفاع عن قضايا الأمة».ويتوزع الشهداء الـ 133 الذين سيشيعون اليوم على 9 فصائل فلسطينية على النحو الآتي: 10 شهداء لـ «جبهة التحرير الفلسطينية»، و17 شهيداً لـ «الجبهة الشعبية»، و43 شهيداً لـ «الجبهة الديموقراطية»، و8 شهداء لـ «جبهة النضال»، و13 لـ «القيادة العامة»، و6 شهداء لـ «فتح» و4 شهداء لـ «الصاعقة»، و5 شهداء لـ «فتح – الانتفاضة»، و19 شهيداً لـ «المجلس الثوري» و8 لـ «الجهاد الاسلامي».ومن بين الشهداء 92 شهيداً من الفلسطينيين – السوريين والفلسطينيين – الأردنيين والسوريين وهم سينقلون بعد التشييع في شاتيلا إلى سورية. أما الشهداء العرب فهم 17 موزعون على الشكل الآتي: تسعة من تونس، وأربعة من الأردن، واثنان من ليبيا، وعراقي واحد، وكويتي واحد. ونعت «الجبهة الديموقراطية» ستة شهداء عرب هم: الكويتي فوزي عبد الرسول المجادي استشهد قرب مستوطنة زرعيت عام 1989، والتونسي صلاح مصطفى الماجري استشهد في جبل باسيل عام 1991، والليبي سعيد عربي خليفة استشهد قرب مسكافعام 1992، والأردنيون مالك عبد الرحمن الزهر استشهد قرب زرعيت عام 1991، واحسان يوسف الجمال ويوسف محمود حسن استشهدا في جبل باسيل 1991. وفي تونس، طلبت أسر ثمانية تونسيين بتسلم جثامينهم لدفنهم في مواطنهم الأصلية. وقالت والدة عمران المقدمي الذي قاد «عملية أبو جهاد» في إصبع الجليل التي أسفرت عن مقتل سبعة اسرائيليين أحدهم برتبة عقيد، لصحيفة «الشروق» إنها ترغب في تسلم رفات ابنها «لإقامة جنازة تليق به» في قفصة حيث تقيم الأسرة.وأكدت صحيفة «الصباح» أن أسر الشهداء الثمانية عبرت عن ابتهاجها بالإفراج عن جثامين أبنائها من «مقبرة الأرقام». وأفادت أنها «تأمل بتسريع إجراءات التثبت من هوية الجثامين واستقدامها الى تونس».والتونسيون الثمانية طبقاً لما أوردته منظمة «حرية وإنصاف» الحقوقية التونسية في بيان أرسلت نسخة عنه الى «الحياة»: ميلود بن ناجح نومة الذي استشهد عام 1988 خلال تنفيذه أول عملية فدائية في عمق الأراضي الفلسطينية باستخدام طائرة شراعية، وفيصل الحشائشي الذي استشهد عام 1993 في العيشية، وسامي الحاج علي ورياض بن جماعة استشهدا عام 1995في الطيبة، وكمال بدري استشهد عام 1996 في السريرة، وبليغ اللجمي استشهد في العملية نفسها التي استشهد فيها كمال بدري، وخالد الجلاصي استشهد عام 1988 في عملية فدائية في منطقة المنارة بالجليل الأعلى، إضافة الى عمران المقدمي الذي استشهد في 16 نيسان 1988.ولم يتسن معرفة الموقف الرسمي من نقل الجثامين الى تونس.
ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين :
لا يمكن لاحد من الموالين ان يزعم ان حصيلة السنوات الثلاث الماضية على الاقل كانت في مصلحته، او في مصلحة الوطن الذي كانوا ينشدون اخراجه من الصراع وتحييده عن المواجهة. ولا كانت تلك الفكرة التي راجت في فترة من الفترات حول ارساء التعايش بين الدولة وبين المقاومة سوى ضرب من الوهم .. الذي يستدعي الان البحث عن السبيل الوحيد الذي لم يتم التطرق اليه من قبل، وهو تحويل المقاومة الى خيار وطني عام، يجري تلزيم عملية تنفيذه الى حزب الله، وتكون الدولة كلها والمجتمع باسره رديفا وداعما يوفر الامكانات المادية والعسكرية والسياسية لاستمراره حتى يقرر الحزب بنفسه إلقاء السلاح، وذلك بدلا من التلهي بوضع استراتيجية دفاعية يمكن ان تكون اكثر كلفة على البلد وامنه وماله، حتى ولو كانت اميركا هي التي تمول اليوم عملية اعادة بناء الجيـــش اللبناني، ودول الرجعية العربية هي التي تغطي بين الحين والاخر عجز الخزينة اللبنانية. اثبتت التجربة ان الصراع مع المقاومة خاسر، والتعايش معها خيالي. آن الاوان لكي يعلن لبنان نفسه دولة مقاومة ومجتمعا مقاوما، ويكلف حزب الله وحده تحمل هذه المسؤولية.
ـ صحيفة السفير
جو معكرون واشنطن :
تمنى مسؤول غربي رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن هويته في حديث الى »السفير« نجاح الجهود الدولية لتشجيع سوريا على لعب دور ايجابي في لبنان وفي المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، لكنه اعتبر ان لا تغيير ملموسا حتى الان في السياسة السورية حيال لبنان، والمجتمع الدولي يترقب الخطوات المستقبلية من ناحية تبادل السفارات ورسم الحدود وتطبيق القرار الدولي .١٧٠١
من نجاحات بداية عهد الرئيس ميشال سليمان هي امساكه بالملفات الوطنية التي تحمل في طياتها قضايا خلافية اي السياسة الخارجية وادارة الانتخابات وحفظ الامن، واهمية هذا التحول انه يرفع ضغط هذه القضايا عن الحياة العامة لتتفرغ الطبقة السياسية الى قضايا داخلية اقل التباسا وتشنجا. ونوه المسؤول الغربي بخطاب القسم »الايجابي حقا« لسليمان، وتابع ان المجتمع الدولي يقدر جهوده في الحفاظ على وحدة الجيش في مرحلة صعبة، مشيرا الى ان سليمان لم يلعب »دورا قياديا بعد« منذ انتخابه رئيسا عبر استثمار شعبيته في الرأي العام اللبناني مؤكدا انه من المبكر تقييم عهده. ويبدو ان كلـمة الرئــيس سليمان يــوم اطلاق سراح عميد الاسرى في السجـون الاسرائيــلية سمير القنطار ورفاقه استــحوذت على اهتمام دوائر صنع القـرار في الغــرب التي تراقـب عن كـثب بلــورة ملامـح عهده. ويرى سليـمان نفـسه على انه رئيس بصلاحيات دستورية في مرحلة ما بعد الطائف ولا مؤشرات حتى الساعة انه يسعى ليكون طرفا سياسيا بل يحاول انتاج خطاب سياسي متوازن يرضي جميع الاطراف، لكن يبقى الامتحان الابرز هو ادارته الصراع الداخلي على السلطة في مرحلة اكثر تعقيدا.
كما تحاول اوساط سياسية لبنانية نافذة في واشنطن اقناع الرئيس سليمان تلبية دعوة الرئيس جورج بوش له الى البيت الابيض وليس الاجتماع به فقط على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، ولكن يبدو سليمان حتى الساعة متريثا. وتتقاطع معلومات ان الرئيس اللبناني قد يعين قريبا السفير ناجي ابو عاصي مستشارا للشؤون الخارجية من اجل متابعة اهتمامات قصر بعبدا الدبلوماسية ومن بينها بطبيعة الحال الجالية اللبنانية. ووصف المسؤول الغربي الحكومة اللبنانية الجديدة بانها »مثيرة للاهتمام ومشجعة«، وتطرق بشكل خاص الى توزير ابراهيم شمس الدين باعتباره شخصية شيعية من خارج حزب الله وحركة امل »تلعب دورا وطنيا«، معتبرا ان ليس بوسع الحزب والحركة »لعب الورقة الطائفية« في هذه الحكومة. كما تحدث عن وجود تمام سلام في الحكومة الذي يتحدر من بيت سياسي عريق يشعر ان آل الحريري يطغى على دوره التاريخي، مشيرا الى ان ما جرى في ايار الماضي جمع مجددا ما بين الشخصيات السياسية السنية. وتساءل المصدر الغربي عن ماهية الدور السعودي في تشكيلة هذه الحكومة واعرب عن اهتمامه بمراقبة دور الرياض المستقبلي في سير عملها. ورأى ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة »اصبح لاعبا بحد ذاته« في المعادلة اللبنانية، لكنه اعتبر استمراره في الحكم كان فقط نتيجة عدم رغبة رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري تسلم رئاسة الوزراء في هذه المرحلة، ورأى انه حتى لو كانت حصة السنيورة في الحكومة كبيرة، في نهاية الامر هو لا يخرج عن توجهات تيار المستقبل.
وتابع ان تعيين شخصيات مسيحية قريبة من تيار المستقبل في الحكومة كان ليكون »خطأ« يستفيد منه رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، لانه يعزز موقفه الذي يقول ان الاطراف الشيعية وحدها تعزز موقع الشخصيات المسيحية الاكثر تمثيلا. واشاد المسؤول الغربي باختيار زياد بارود لوزارة الداخلية معتبرا انه »قرار ممتاز لما يتمتع به من مصداقية«، وبأن ليس بوسع احد التشكيك بنزاهة انتخابات يديرها بـارود، لكنه ابدى تساؤلات حول ادارته لملف القوى الامنية. واعترف بوجود تحول ما داخل ١٤ اذار لا سيما بعد مواقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط. واستدرك قائلا »لا اعرف بعد ماذا يعني هذا التحول«، معتبرا ان لبنان دخل مرحلة الانتخابات النيابية لعام ٢٠٠٩ وهي مرحلة تتسم باعادة رسم حسابات الاطراف المحلية. وقال المصدر »ان لا جديد في تعامل المجتمع الدولي مع حزب الله في المرحلة المقبلة، بل استمرار في دعم بسط سلطة الدولة على الاراضي اللبنانية«، معتبرا ان حزب الله »امر واقع لا يمكن التخلص منه«، وابدى اهتماما بمعرفة موقف حزب الله من المفاوضات السورية الاسرائيلية التي وصفها بأنها »جدية« وتقطع اشواطا. لبـنان يمر في مرحلة عنوانها الانتقالية: في الداخل نحو الانتخابات النيابية، وفي الخارج نحو إدارة امــيركية مع بداية العام المقبل ستحمل معها قرارا استراتيجــيا حتـميا بالتفـاوض مع ايران وسوريا مهما تكن هوية الرئيـس الجديــد، الديمـقراطي باراك اوباما او الجمهوري جون مكاين.
ـ صحيفة السفير
طلال سلمان:
من حق اللبنانيين والسوريين أن يفترضوا أن الدعوة التي يحملها الوزير وليد المعلم إلى الرئيس ميشال سليمان للقاء الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق ستكون فاتحة عملية لتصحيح هذه العلاقات وتخليصها مما لحق بها من أذى انعكس إضراراً بمصالح »الدولتين« الشقيقتين. ... خصوصاً أن المحكمة الدولية التي استثمرت كمسألة خلافية تأخذ طريقها الطبيعي إلى غايتها، بمعزل عن محاولات التوظيف الفاحشة التي كادت تدفع اللبنانيين إلى الفتن والاقتتال بعدما أصابتهم لوثة الدم. فلنأمل أن يكون المستفيدون من »حرب الإخوة« قد باتوا أضعف من أن يستطيعوا منع عملية التصحيح الضرورية للعلاقات بين هاتين الدولتين، لبنان وسوريا، اللتين ستظلان متكاملتين، لا تستغني إحداهما عن الأخرى، والإضرار بأي منهما إضرار بالثانية. لنأمل أن تكون الخطوة الأولى جدية وثابتة على الطريق إلى تصحيح ضروري لعلاقات حتمية، كانت وتبقى غير قابلة للإلغاء، مهما اختلفت العهود والسياسات. ولعل لقاءات الرئيسين سليمان والأسد في باريس قد مهّدت لعملية تصحيح جدية وشاملة، مع ضرورة التمهّل لاستيعاب دروس السنوات العجاف.
ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
ينتقد في مقاله الذين يتهمون حزب الله بأنه ينشر ثقافة الموت، ويسأل لماذا يسعى هؤلاء إلى تعميم النكد عندما يصنع حزب الله أياماً للفرح كما فعل في عملية التبادل.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
موضوع العلاقات ( اللبنانية – السورية) ليس بجديد، وقد دار دورة كاملة حول الأرض، من فرنسا ـ شيراك، الى واشنطن ـ بوش، الى مجلس الامن الدولي والقرار ،١٥٥٩ الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الى الانسحاب العسكري الكامل من لبنان، الى المحكمة ذات الطابع الدولي، الى اتفاق الدوحة، قبل أن يعود ليستقرّ عند حدود الحوار المباشر، واستنادا الى آليّة واضحة أرست أساساتها القمة الرباعيّة اللبنانية ـ السوريّة ـ القطريّة ـ الفرنسيّة في باريس، وما تفرّع عنها من »محادثات بالمفرّق« بين الرئيسين العماد ميشال سليمان والدكتور بشّار الأسد، وبينهما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث أدت الى حسم مسألة حسّاسة: حوار في أي اتجاه؟! وهنا تكمن الأهمية القصوى لاتفاق الدوحة الذي حرر لبنان من السقف الذي كان يمدّه المحور الأميركي ـ الدولي ومن معه، وأيضا من الذي كان يمدّه المحور السوري ـ الايراني ومن معه، فجاء الاتفاق ليأخذ لبنان الى فيء الخيمة العربيّة ـ الدوليّة التي نصبت في الدوحة، والتي ينطلق منها وليد المعلّم، لمعالجة البند الرابع المتصل بالسلاح، سواء أكان ميليشيويّا أو مقاوما، وكان هناك توافق محكم بين مجموع الآراء والأفكار التي طرحت في باريس وتمّ تداولها في القمة الرباعيّة، وجاءت الخلاصة في حدود الآتي: للوصول الى هذا السلاح، هناك ممر إجباري لا بدّ من عبوره وهو المباشرة بتطبيع العلاقات اللبنانية ـ السورية للوصول الى الأساسيات، لأنه إذا كان من المهم جدّا بنظر فريق من اللبنانيين معالجة سلاح »حزب الله« وصولا الى السلاح الميليشوي الواسع الانتشار، فإنه من المهم جدّا، ومن منظار فريق آخر، التصدّي أولا للسلاح الفلسطيني الفوضوي داخل المخيمات وخارجها، وللوصول الى هذا السلاح، لا بدّ من إعادة تطبيع العلاقات اللبنانية ـ السوريّة.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
الآن، وبعد كل الذي حصل، من تراجع المشروع الأميركي في المنطقة، والتعديل القائم في موقف أوروبا، والانحسار الكبير في نفوذ «عرب أميركا»، مروراً بالتطورات المحلية التي جعلت فريق 14 آذار في حالة تشرذم ليس متوقعاً لها التوقف، وصولاً إلى الدور التاريخي الذي انتزعته المقاومة في مجالات عدة، ولا سيما بعد الإنجاز الضخم الذي تحقق الأسبوع الماضي، فإن في هذا الفريق من يريد إدارة ظهره لكل التطورات، والتصرّف بادّعاء غير مسبوق، والعمل لأجل إنتاج خطاب يُثبَّت في البيان الوزاري، يهدف إلى القول إن المقاومة ليست محل إجماع وطني، وإنها يجب أن تخضع لآليات من النوع الذي يعتقد أصحاب هذا المنطق أنه يحقق ما فشلت كل التجارب السابقة العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية في فرضه. ومع أن في قوى الغالبية النيابية من يريد التعامل مع الأمر بواقعية تأخذ بعين الاعتبار كل ما حصل، فإن المقاومة نفسها لا تريد تحويل النقاش الوزاري بشأن دورها إلى نقطة خلاف تؤدي إلى مزيد من الانفجارات السياسية، والمقاومة تقول صراحة إنها صاحبة مصلحة في التهدئة، وفي تقليص دوائر التوتر القائمة في البلاد، وهي تدرك بعقل أن تطبيع العلاقات بينها وبين جميع القوى من شأنه المساعدة على توفير أرضية تعيد النقاش إلى دوائره البعيدة عن الانفعالات، وهي لا تخشى موقفاً رافضاً لها أو معارضاً أو مسائلاً، إذا انطلق من حسابات سياسية، لا أن تُربط هذه المواقف بحالة غرائزية ذات أبعاد طائفية ومذهبية وخلافه. وعليه، فإن النقاش القائم حالياً داخل اللجنة الوزارية الخاصة بالبيان الوزاري، ومهما انتهت إليه من خلاصات، فهي غير قادرة على فرض وقائع مختلفة عن تلك التي أدّت إلى التسوية التي أتت بالرئيس ميشال سليمان وبالحكومة، يدفع إلى القول، من دون تحدٍّ أو استفزاز، إن ميزان القوى يعني، حتى إشعار آخر: ما دامت إسرائيل موجودة فالمقاومة موجودة... والله أعلم!
ـ صحيفة الأخبار
نادر فوز:
التبست الأمور على المتابعين لدى مشاهدة الوزير محمد فنيش إلى جانب وليد جنبلاط، خلال مهرجان الاحتفاء بتحرير الأسير سمير القنطار في بلدته عبيه. ويؤكد متابعون لأوضاع الجبل أنّ جنبلاط أصرّ على حضور حزب الله وإلقاء ممثله كلمة من الجبل. التقى طرفا الإقطاع في عبيه، ورسم الاحتفال صورة ملتبسة لموقف حزب الله من زعيم المختارة وسياسته، وخاصةً مع الانتفاضة الداعمة للمقاومة التي أطلقها الأخير في اليومين السابقين، مما روّج لشائعات عودة الطرفين إلى التحالف.إلا أنّ ردّ حزب الله جاء جازماً من خلال كلمة نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب، محمود القماطي، التي ألقاها أمس في بلدة الجاهلية بدعوة من رئيس تيار التوحيد وئام وهاب. وأهم ما قاله القماطي إنّ المقاومة لا تساوم على حلفائها أو تتخلى عنهم بمعسول الكلام، وهو ما أثلج قلوب بعض المعارضين ورفع ضغط آخرين. جاء لقاء الجاهلية الاحتفائي بتحرير القنطار ليجيب عن تساؤلات عديدة، أحدها أنّ المرجعية السياسية المعارِضة في الجبل ليست محصورة بارسلان، كما أعلن المير خلال «جلسة» مصغّرة في دارته بعد مهرجان عبيه. وكانت أوساط الحزب الديموقراطي اللبناني قد أشاعت قبل احتفال الجاهلية أنّ حزب الله لن يشارك في المهرجان الذي ينظمّه التوحيد.ويؤكد القماطي أنّ مشاركة الحزب في عبيه لم تأت لتقديم إشارة سياسية، إلا أنّ «المقاومة مستعدة للانفتاح على الجميع إذا تراجعوا عن مشاريعهم ومواقفهم السابقة، ودعموا مشروع المقاومة قولاً وفعلاً». ويقول القماطي إنّ حزب الله هو إلى جانب كل قوى المعارضة إلا أنّ التنافس بينها هو ما يجب تجنّبه.من جهته، يؤكد وئام وهاب ارتياحه إلى الوضع السياسي في الجبل وإلى موقف حزب الله ودعمه. إلا أنّ المشهد المعارض في الجبل لا يقتصر على ارسلان والتوحيد والقومي، فهناك الحزب الشيوعي أيضاً وهو يبدو في موقع المعارض الدائم للهيئة السياسية الحاكمة منذ عقود. ويؤكد الشيوعيون الجبليون أنهم يدعمون المعارضة في الجبل، إلا أنّ هذه الصورة للمعارضة لا تقنعهم بالانضواء تحتها. وتحالف الإقطاع الدرزي ليس جديداً على الشيوعيين، ومنه ينتقلون إلى قراءة احتمال تغيّر موقف حزب الله في التحالفات وفي الخطاب السياسي.
ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور:
خلال أكثر من ثلاثة أعوام عانى ما كان يُسمّى المعارضة مشكلة الافتقار إلى زعيم سني وتحديداً في العاصمة. سعى حزب الله طويلاً لتقوية حلفائه في هذا الحقل، حتى لا يتحوّل الصراع السياسي مذهبياً.
وحكاية سنّة المعارضة كحكاية إبريق الزيت، معارضون يقولون إن من واجب حزب الله تقويتهم ودعمهم، وهو يقول إنه لن يؤدّي دور ياسر عرفات في تفريخ قوى حزبيّة. على الجملة لا يزال هؤلاء المعارضون، قبل أشهر من الانتخابات النيابيّة، يحاولون تجميع أنفسهم، ويُمضي بعضهم الساعات في كتابة المشاريع وإطلاق المبادرات، في الوقت ذاته ينصبّ الجهد السعودي على توحيد «راية الطائفة»، بعدما فشل مشروع المملكة في حصر العلاقة معها بـ«معبر قريطم». وبقي في المعارضة عشرات «الزعماء الذين يودّون الجلوس إلى جانب السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه برّي والجنرال ميشال عون » يقول عضو في اللقاء الوطني. واستمرّ واقع المعارضين على حاله، ثم ما لبث أن تدهور إلى الأسوأ، وخصوصاً بعد أحداث السابع من أيّار. إذ بدأت صالونات سياسيي المعارضة السنيّة بالحديث عن تهميش دورهم، فلاموا حزب الله وحركة أمل على عدم ضمّهما أحد النوّاب السنّة إلى وفديهما في الدوحة، كما قيل كلام قاس عن أن المعارضة باعت حلفاءها في بيروت. وتقول مصادر في المعارضة إنه «لو عرفنا أن كل وفد من الأكثرية سيضم العشرات لفعلنا مثلها، لكننا التزمنا وفد الحوار الوطني، وإلّا لكنا دعونا أسامة سعد».وعندما يسمع معارضون بارزون مثل هذا النقد يردون بمثله، ويسأل أحدهم: «ماذا قدّم المعارضون السنّة إلى حزب الله؟ فهم لم يقطعوا ساحة شتورة في 23 كانون الثاني 2007، ولم يفتحوا طريق المصنع في أحداث أيّار». ويُضيف أن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الوحيد الذي أثبت أنه يُمكن الاعتماد عليه، «ولذلك فإن له ديناً كبيراً علينا». ويخوض الرجل في التفاصيل، قبل أن يقول: «لسنا رافعة لأحد بل نحن مساعدون في الدوائر التي لنا فيها تأثير، ولماذا لا يخوض المعارضون معركة في وجه الحريري في الدائرة الثالثة؟»، كلام شبيه بآخر يقوله مسؤولو حزب الله دائماً: «لسنا حركة فتح». يختصر هذا الكلام المشكلة الحقيقيّة التي تواجه المعارضة: لا قيادة سنيّة حقيقيّة لها في بيروت. ثم جاء دور «اللقاء الإسلامي الوطني» الذي يُحضّر عبد الرحيم مراد نفسه لإطلاقه مع شخصيّات سنيّة وفي غياب كرامي «الذي بارك اللقاء» بحسب ما يقول أحد المحضّرين لوثيقته، لكن المعلومات المتوافرة حتى الآن تُشير إلى أن احتمال الفشل أكبر من فرص النجاح. ويقول بعض المعارضين إن لهذا اللقاء دورين: التحضير للانتخابات، ومواجهة المشروع السعودي لتوحيد السنّة في مواجهة حزب الله، التي «لن تنجح لأن المشكلة في التفاصيل، والحريري الابن كوالده يريد السيطرة على السنّة وإلغاء الخصوم، ولن يقبل أسامة سعد أو كرامي أو مراد أن يكونوا ملحقين»، على ما يقول أحد المعارضين. لكن «نميمة» بعض المعارضين السنّة ضد زميلهم كرامي تقول إن المستقبل قد يستطيع تحييده عن المعركة إذا ضمّ ابنه فيصل إلى اللائحة الانتخابية.
ـ صحيفة السفير
علي الحاج يوسف:
يختصر المتابعون في طهران من دبلوماسيين ومختصين بالشأن النووي، الحديث عن مشاركة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز في محادثات جنيف، بانتظار جلاء مزيد من خلفيات المشاركة ودوافعها. لكن هؤلاء يجمعون على اعتبارها تطوراً ايجابياً في الشكل يكرس الجدية الاميركية بانتهاج الأسلوب الاوروبي بعدما مهدت وزيرة الخارجية الاميركية لذلك بتوقيعها عرض الحوافز الذي اقتصر في نسخته الاولى على تواقيع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين. ويقتصد دبلوماسي ايراني في التعليق على المسألة، بقوله »ان طهران ترحب بأي بادرة تخرج من الأسلوب العقيم لسياسة العصا والجزرة، وهي كما ترحيبها الحذر بمشاركة بيرنز في محادثات جنيف، تترقب بجدية وبإيجابية حذرة ايضاً الحديث المتواتر عن نية اميركية لفتح مكتب لرعاية المصالح في طهران بإدارة موظفين اميركيين لا عبر السفارة السويسرية، كما هو حاصل حاليا، اي إعادة العلاقات الدبلوماسية جزئياً بعد انقطاع ثلاثة عقود«. ويلخص مراقب ايراني محايد المشهد بعبارات مقتضبة يقول فيها ان »طهران تدرك جيداً الهوى السياسي الاميركي الحالي، وجنوح الرئيس جورج بوش نحو البراغماتية، بعدما استنفد كل وقته وشعاراته على مدى ثماني سنوات في حروب ما زالت مفتوحة، وبات بحاجة الى انجاز ما في الوقت بدل الضائع المتبقي له، توسلاً لرفع مؤشر تأييد المرشح الجمهوري جون ماكين في بورصة استطلاعات الرأي الاميركية«. وفي المحصلة، فإن المراقب يلحظ في طهران معدل تفاؤل غير مسبوق بشأن احتمالات حل الإشكالية المثارة حول البرنامج النووي. لكن في عاصمة الثورة الاسلامية أيضا، من يـكثر هذه الأيام من ترديد القول الشهير لمفجر الثورة الامام الخميني »لو قالت اميركا لا إله إلا الله.. فلا تصدقوها«.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
التنوع اللبناني الطائفي والمذهبي وربما بسبب توازنه في الحد الادنى يمكّن السنة والشيعة والمسيحيين من العيش كمواطنين متساوين في دولة سيدة وديموقراطية اذا احسنوا اقامتها في حين انهم في دول اخرى ذات اكثرية اما شيعية او سنية او مسيحية (على استبعاد ذلك) فان المساواة قد تغيب عن معاملة بعضهم المختلف في المذهب أو الدين أو قد تغيب حتى عن المشترك في الدين ولكن المختلف في السياسة.في اختصار قال السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير اننا سنستمر في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي واي احتلال آخر وذلك يكفي للايحاء بأن لبنان يبقى أولاً عند الشيعة لأن لا عيشاً كريماً لهم خارجه. وأكد قبله سعد الحريري وقادة آخرون من السنة تمسكهم بلبنان المستقل للسبب نفسه رغم اشتراكهم وشعوب عربية أخرى في الانتماء الى مذهب الغالبية. لكن القول وحده لا يفيد، بل الفعل والمرحلة الحالية تصلح لأن تكون تمهيداً للفعل. فهل يستفاد منها؟
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
يقول الرئيس حسين الحسيني ان رئيس الجمهورية هو رئيس كل السلطات وكل الوزراء وان كان يترأس جلسات مجلس الوزراء ويشرف على اتخاذ المقررات، وعلى سير أعمال السلطة التنفيذية والقيام بمهمته الرئيسية التي هي المحافظة على النظام كوسيلة لحفظ واستمرار الكيان، فان عليه واجبا كبيرا ومهما جدا هو البقاء بعيدا عن صراعات الحكومة والمعارضة ويحتل دور الحكم بين الفريقين المتعارضين في مجلس النواب على اختلف طوائفهم وفئاتهم وميولهم. وهذا الواجب أساسي في النظام، وفيه يكمن سر ذكاء النظام اللبناني. أما الحكومة في مفهوم النظام اللبناني فهي تشكل خط الدفاع الاول عن النظام وعن الكيان، ومركز رئاسة الجمهورية يشكل خط الدفاع الثاني عنهما، ودمج هذين الخطين، هو الاخلال الفاضح في قواعد وتوازن النظام، وهو الاضعاف المميت لبنيته وقواعده.
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
على رغم المدة التي استغرقتها المناقشات (حول البيان الوزاري) لا تزال هناك مسألتان شائكتان عالقتان، الاولى تتعلق بسلاح "حزب الله" وموضوع الاستراتيجية الدفاعية في ظل اصرار وزراء الحزب على التمسك بما ورد في البيان الوزاري للحكومة السابقة ،وعدم ابداء الاستعداد للتحاور حول موضوع المقاومة، وهذا امر يثير اشكالية معينة . ويشبه بعض المطلعين هذا الامر باصرار السوريين بعد انسحاب اسرائيل من لبنان عام 2000 على التمسك بوجودهم العسكري واجبار اللبنانيين على النظر الى هذا الوجود كأنه لم يحصل اي شيء، في حين ان ما حصل كان كبيرا جداً، فأهمل السوريون بموقفهم التعامل مع التعديلات التي طرأت ميدانيا وسياسيا وواقعيا ورفضوا الاقرار بها. وفي اي حال يبدو ان اليومين المقبلين سيكونان حاسمين بالنسبة الى البيان الوزاري الذي يتوقع الانتهاء منه مساء الثلثاء ما لم تؤخره المناقشات التدقيقية، علما ان الضغوط المعنوية كبيرة من اجل انجازه قبل الاربعاء المقبل على ابعد تقدير.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
تعقد القمة اللبنانية – السورية مبدئياً الاربعاء في 30 من الجاري اذا أنجز البيان الوزاري منتصف الاسبوع. ويرى الجانب السوري ان وزيري خارجية البلدين هما اللذان سيوقعان قرار انشاء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. ويرى مسؤولون لبنانيون انه يمكن ان يتم تبادل فتح السفارات في وقت محدود وقريب بدون ربطه ببت مصير "معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق" وينصح خبراء في القانون الدولي ويؤيدهم وزراء من حكومة الوحدة الوطنية بأن تلغى مفاعيل تلك المعاهدة وتحديداً المجلس الأعلى لالتقاء الصلاحيات مع انشاء العلاقات الديبلوماسية.وذكرت المعلومات ان عملية معاودة التفاوض بين سوريا واسرائيل وما حققته من نتائج حتى الآن مطروحة على بساط البحث في القمة اللبنانية – السورية. كذلك التطرق الى احتمال انضمام لبنان الى التفاوض على المسار المتوقف مع الدولة العبرية وإن في شكل غير مباشر بعد ان يثبت العهد أرجله. وستتناول القمة ايضاً موضوع السلاح وإمكان مساعدة سوريا في التوصل الى صيغة تمهد لتسليمه الى الدولة في الوقت المناسب، اضافة الى موضوع مزارع شبعا وترسيم الحدود في تخومها.
ـ صحيفة الديار
وجدي العريضي:
تشير أوساط الحريري إلى أن نتائج زيارته لبغداد ستظهر تباعاً وفي فترة قريبة جداً ومنها عملية التقارب بين حزب الله وتيار المستقبل إذ ستتواصل مفاجآت الحريري الإيجابية وقد تصل في وقت قريب إلى لقاء يجمعه بالسيد حسن نصر الله وإن كانت الاتصالات في بداياتها.
ـ صحيفة الأنوار
رؤوف شحوري:
ستبقى القضية المحورية في لبنان الطائفي هي المقاومة وسلاح المقاومة الى أجل غير معروف. وهي قضية مدرجة اليوم رسمياً على جدول أعمال الدولة من خلال البيان الوزاري ومؤتمر الحوار الوطني المرتقب تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية. مما يعني أنه لم يعد من الممكن مواجهة هذه القضية بالمداراة والمحاباة والتكاذب والمجاملة. والأسلوب الأفضل لعرض هذه القضية هو الصراحة... الفجة! يتردد كثيراً أن (حزب الله) دولة ضمن الدولة. وهذا قول غير دقيق، لأنه لو كان في لبنان دولة متماسكة لما كانت نشأت دولة أخرى أصلاً. موضوع المقاومة وسلاحها لا يعالج إلا في إطار وفاق وطني حقيقي، وليس في إطار طائفي أو خارجي. وبصراحة فجة فإن أي تفرد بالقرار في هذا الموضوع مثل قرار الحكومة بشأن شبكة اتصالات المقاومة فإن الحزب سيردّ بالطريقة نفسها، وبعنف يتماشى مع طبيعة القرار، اليوم أو غداً أو بعد غد. المهم في الاستراتيجية الدفاعية أن تكون (استراتيجية) و(دفاعية) فعلاً. وهذا يعني عدم تجريد المقاومة من سلاحها ليقف لبنان عارياً أمام اسرائيل، كما يعني عدم استملاك هذا السلاح من قبل الدولة. وانما يعني تطويرها شعبياً بحيث تصبح مقاومة وطنية وفقاً لأسس محددة، وألا تتفرد بقرار الرد على العدوان. ذلك ممكن بإنشاء مجلس أعلى دفاعي منبثق عن الهيكل العام للاستراتيجية الدفاعية ويضم ممثلين عن الدولة سياسياً وعن الجيش والمقاومة عسكرياً، وتكون لديه سلطة قرار السلم والحرب والرد.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد