- مجلة 'الشراع'
إكرام هيكل.. دفنه
حسن صبرا:
من حق محمد حسنين هيكل، ككاتب صحافي كما يحب ان يسمي نفسه، ان يجهر بموقفه دفاعاً عن نظام الاجرام والوحشية الحاكم كرهاً لسوريا وشعبها، لكنه ليس من حقه كإنسان ان يلغي مشاعره وهو ما زال مستمراً في تبرير جرائم هذا الوحش الحاكم في قلب العروبة النابض.
دافع هيكل عن جرائم بشار ضد المتظاهرين في كل انحاء سوريا، متذرعاً بكل خفة بأنه طالما ان دمشق وحلب لم تشاركا في الحراك الثوري، فإن بشار صامد ويستطيع ان يخرج من أزمته.
قال هذا الكلام في شهر آب/ اغسطس 2011 اي بعد خمسة اشهر على انطلاق الثورة الشعبية السورية لإسقاط النظام الهمجي.. رغم ان عدد الذين قتلهم هذا الوحش تجاوز يومها عدة آلاف من البشر اطفالاً ونساء وشيباً وشباناً ورغم ان عدد المعتقلين في أقبية الهمج تجاوز عشرات الآلاف من الناس، ضاقت بهم السجون حتى زرعوا في المستودعات والملاعب ومستوعبات البضائع والمدارس..
منذ عدة اسابيع خرج محمد حسنين هيكل ببدعة جديدة دفاعاً عن اجرام بشار، زاعماً ان شركة ((بلاك ووتر)) الامنية أرسلت ستة آلاف عنصر الى سوريا لمهاجمة الجيش السوري، وهكذا حـوّل هيكل ثوار سوريا من اجل الحرية والكرامة.. عملاء للأميركان.
لو ان طفلاً يحبو او شبلاً يتعلم ألف باء الصحافة، نقل له هذا الزعم لضحك ساخراً من قائله.
انها السخرية نفسها التي ظهرت على ألسنة الايرانيين الاحرار، حين سخر هيكل نفسه من سقوط الصبية ندى سلطان بأيدي شبيحة الحرس الثوري الايراني خلال الثورة الخضراء في ايران (حزيران/ يونيو 2009).
سخر هيكل من سقوط الضحية الشابة قائلاً: (تصوروا ماذا قال) لم تكن ندى من المتظاهرين.. بل كانت ذاهبة لممارسة الرياضة في ناد قريب!
طبعاً دافع هيكل عن جرائم شبيحة الحرس الثوري الايراني ضد شعب ايران قائلاً ان من حق النظام مواجهة المتظاهرين لأنهم كانوا يريدون ايصال مرشحهم الى رئاسة الجمهورية، مير حسين موسوي، على حساب مرشح خامنـئي احمدي نجاد.
تماماً مثلما دافع هيكل نفسه عن شبيحة حزب الله حين اجتاحوا بيروت والبقاع والجبل في 7 ايار/ مايو 2008 قائلاً في مؤتمر نادي القضاة في مصر بعد عدة ايام: ان من حق حزب الله القيام بهذه الخطوة ((الوقائية)) لأن المسلمين في بيروت كانوا يريدون معركة داخل مدينتهم لعدة ايام، ليبرروا جلب قوات عربية او دولية لمنع المقاومة - تصوروا انه ما زال يسمي حزب الله مقاومة – من التحرك.. ضد من؟
يلغو محمد حسنين هيكل بهذه الترهات.. ومع هذا نقول ان هذا هو رأيه وموقفه.
لكن ما ليس من حق هيكل كإنسان ما زال على قيد الحياة، ان يسخر من قتل عشرات آلاف البشر في سوريا بأسلحة صديقه الوحش بشار الاسد كما كان صديق والده المجرم حافظ الاسد.
فإذا كان هيكل مستمراً في التعبير عن رأيه فهذا حقه، اما اذا كان متجاهلاً كونه انساناً من لحم ودم ومشاعر وأحاسيس فهذا لا يحصل الا مع الاموات.. وبهذا فلم يعد جائزاً ترك هيكل في هذه الحالة اللاإنسانية.. فإكرام الميت دفنه، لأنه وهو في وضع الميت يفقد كل احساس او مشاعر.. تماماً مثلما حصل مع هيكل.
- 'الشراع'
- تكتمت أوساط النظام السوري حول مصير شقيق رئيس النظام ماهر الأسد الذي قيل انه كان موجوداً في مبنى الأمن القومي لدى حدوث الانفجار الذي أدى كما أعلن باعتراف النظام إلى مقتل وزير الدفاع داود راجحة وآصف شوكت وحسن تركماني، وفيما ذهب بعض وسائل الاعلام إلى تكثيف بث الخبر حتى ان بعضها ذهب إلى القول ان بشار الأسد نفسه كان موجوداً، فقد لوحظ انه كان هناك تعمد من قبل النظام السوري لخلق بلبلة حول الموضوع، وهي عادة درج النظام السوري عليها منذ سنوات ان يترك سيل التقارير ينتشر في هذا السياق، من دون أن ينفي شيئاً.
- 'الشراع'
هذا هو سجله الشخصي الذي لا يعرفه أحد مناف طلاس: طبخة حصى.. أم قصة بوليسية؟
الفرنسيون أبلغوا المعارضة إمكان ترؤس مناف حكومة جديدة بموافقة الأسد
بعد سبعة عشر شهراً من الثورة السورية يثبت النظام الأمني الأسدي قوته وقدرته على ابتكار ألاعيب مدهشة تجتذب أنظار النظارة في الداخل والخارج، المثبت الواضح للجميع بعشرات البراهين يفضي بنا الى معطى ثانٍ يصعب تجاهله أو دحضه, وهو أن عباقرة النظام الامني السوري قد حسبوا حساب الثورة مسبقاً وأقاموا خطوط دفاع متعددة عن النظام في وجه كل الاخطار ومختلف الاحتمالات, وأمكنهم وما زال بإمكانهم الى اليوم اختراق صفوف الثورة وترساناتها وقواها في كل مكان, داخل وخارج سوريا.
قصة العميد مناف طلاس واحدة من ألاعيب النظام, تثبت من ناحية اولى قدرات الأجهزة التي استعبدت شعب سوريا طوال نصف قرن وما زالت تقاتل بكفاءة عالية عن نظامها الارهابي الشمولي, ولكنها من ناحية ثانية تثبت أيضاً نفاق الدول الديموقراطية واستمرار تعاونها الحيوي مع النظام الذي اقترف الكبائر والمحرمات كافة, وهي ترجمه ليل نهار بكل الاتهامات المشينة وتدعي انها نزعت شرعيته بينما لا تألو جهداً في تقديم أطواق النجاة واحداً بعد آخر له.
فجأة وبلا مقدمات قفز اسم العميد مناف مصطفى طلاس الى واجهة الاحداث والاسماء, وكان ذلك يوم الخامس من تموز/يوليو قبل يوم من انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الثالث في باريس. ولم يكن بمقدور أحد من السوريين اكتشاف الحبل السري بين الحدثين فوراً. جاء في الأنباء أن العميد قد انشق واستطاع الخروج من سوريا الى تركيا بمساعدة الجيش السوري الحر, وظهر العقيد رياض الاسعد على قناة ((الجزيرة)) ليعطي تأكيداً للقصة المفبركة جملة وتفصيلاً ويقول إن المنشق الجديد وصل الى تركيا فعلاً. وفي صباح اليوم التالي وفي كلمة الافتتاح التي القاها وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس لمؤتمر اصدقاء السوريين وبحضور ممثلي أكثر من مائة دولة إن العميد طلاس في طريقه الى باريس. مع هذا وذاك اكتسبت القصة درجة عالية من الصدقية, ليتبين بعد اسبوع أن طلاس لم يدخل تركيا أصلاً، ولم يستطع أي مصدر مستقل إثبات وجوده في فرنسا, أو أي مكان آخر خارج سوريا. لكن مصدراً موثوقاً من رموز المعارضة السوريين الرئيسيين أطلعنا على أن الفرنسيين ابلغوهم رسميا في كواليس مؤتمر باريس ان هناك خطة لتكليف طلاس بتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تقود البلاد الى السلام والاستقرار والتغيير, ولم يخف الفرنسيون موافقة الاسد على الطبخة أو الصفقة. وذكر المصدر أنه قال للفرنسيين انه يستحيل قبول طلاس من قبل الشعب السوري أو المعارضة، لأنه صورة طبق الاصل عن صديقه بشار الاسد وهو مثل أبيه من أعمدة النظام الأسدي على مر تاريخه, وأضاف المصدر انه نبه الفرنسيين الى ضعف الحبكة في القصة البوليسية يتمثل في اقتصارها على مناف طلاس بطلاً وحيداً للفيلم, فلو أنهم وضعوه ضمن قائمة من سبعة أسماء مرشحة لكانت نسبة الحظوظ أفضل. وكشف المصدر أن طبخة طلاس لم تكن مقتصرة على باريس - دمشق, بل لها شركاء عرب أيضاً بذلوا جهودهم لإقناع المعارضة السورية بأن (المجدرة أفضل من لا شيء) وتباكوا على الدماء السورية المهدورة!
العميد مناف هو ابن وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس, لا يمكن اعتباره مجرد وزير للدفاع احتفظ بمنصبه نحو أربعين سنة في سابقة شاذة عالمياً, بل يجب اعتباره أحد شركاء الأسد الأب في حكم سوريا, وإن كان منـزوع الصلاحيات الحقيقية, وكان واجهة سنية للسيطرة العلوية المطلقة على الجيش الوطني سابقاً, وشاهد زور على تطييف الجيش وتعزيز قبضة الاسد وعصابته العلوية على المؤسسة العسكرية, وشاركه في جميع جرائمه, ضد الشعب السوري, كما شاركه في الفساد والإفساد على أوسع نطاق, وهو الآن أحد المليارديرية الكبار في سوريا مع أولاده وخاصة نجله البكر فراس الذي ارتبط اسمه بدفن النفايات الكيماوية والنووية في سوريا. وكما كان فراس صديقاً مجايلاً لباسل الأسد فإن العميد مناف هو النجل المجايل لبشار الأسد, واتسمت علاقتهما على الدوام بالحميمية والقوة والثقة المتبادلة, وظلت هكذا بعد ان آلت الرئاسة للأسد الابن ووصول مناف الى رتبة متقدمة في جهاز المؤسسة العسكرية, وكان الاثنان يكرران علاقة أبويهما التي بدأت منذ الكلية الحربية في أواخر الخمسينيات. صديقان وحميمان ولكن مع حفظ الالقاب والفارق، فهي علاقة تابع ومتبوع لا علاقة ند بند, وكان الشعب السوري يعرف هذه الحقيقة ويلمسها في كل المناسبات, وكان يتندر عليها وكان يسمي مصطفى طلاس (شرابة خرج) للأسد.
في ضوء هذا السجل الشخصي لم يكن ممكناً تصور انشقاق مناف عن صديقه بشار, مع أن الاجهزة الأمنية للنظام روجت منذ أواخر العام الماضي إشاعات عن اختلاف الاثنين حول الخيار الأمني الذي اعتمده بشار, واعتراض صديقه عليه لا سيما بعد أن كانت بلدتهما الرائعة الرستن في مقدمة المدن السورية وأقواها تمرداً ومواجهة ونالت عقاباً قاسياً جداً ولم يشفع لها كونها بلدة طلاس. وشاع ضمن ما شاع أن بشار أمر مناف بالتزام بيته، وترك قيادة اللواء 105 من الحرس الجمهوري، أي قوات النخبة، وبالقدر نفسه لم يكن ممكناً تصور انشقاق مصطفى طلاس عن النظام رغم انه غادر سوريا منذ شهور وأقام في باريس عند اولاده الامر الذي اثار اشاعات عن احتمال اعلان معارضته لجرائم الاسد، إن لم يكن بدوافع وطنية فبدافع التضامن مع الاهل وذوي القربى في الرستن التي نكبت وقمعت بقسوة لا مثيل لها. ولكن لا شك أن المعنيين ارادوا إظهار مصطفى طلاس في مغادرته الى باريس وكأنه يعلن عدم رضاه عما يجري في الوطن واتخاذه مسافة عن النظام، واقترابه من اكثر العواصم الغربية تأييداً للثورة السورية.. أو هكذا يقال!
لم ينشق مناف طلاس اذن، وهو غير قابل للانشقاق عضوياً وبيولوجياً، مثله مثل والده، اللذين ربطا مصيريهما بآل الاسد الى النهاية. وقصة الانشقاق لم تكن سوى الحبكة الدرامية أو بالأحرى البوليسية في قصة بوليسية من ألفها الى يائها، وهدفها البحث عن بدائل للمعارضة والثوار من داخل النظام، بالاتفاق مع روسيا أولاً وبعض الدول الغربية والعربية المؤثرة في الأزمة السورية. وفي الوقائع أن مناف خرج من مطار دمشق الى عاصمة عربية ومنها الى باريس حيث يقيم فعلياً الآن، وتقوم السلطات الفرنسية بمحاولة تسويقه عبر اتصالات مع المعارضة ومع الدول الاخرى، وكانت زوج مناف سبقته الى باريس عبر بيروت، وهذا السفر أو ذاك حق غير متاح لكبار شخصيات النظام حيث تفرض الاجهزة الامنية تدابير رقابية دقيقة عليهم وتمنع السفر عليهم خشية الانشقاق والفرار.
بمقابل نقطة الضعف التي اشرنا اليها في قصة مناف طلاس، لا بد أن نقر للأجهزة التي فبركتها وطبختها على نار هادئة اختيارها الموفق من الناحية الشكلية على الاقل للشخصية المذكورة التي لا تعتبر منزلتها الاجتماعية مؤسسة على منزلة الاب مصطفى ودوره في نظام الاسد، فهذا لا يعدو ان يكون ارثاً غير مشرف في الحقيقة، بينما المنزلة الحقيقية لشخصية مثل مناف وهو ما جعل الذين تبنوه لهذه المهمة الداخلية والعربية والدولية يختارونه هو دون سواه بناء عليها، فهي المكانة الارستقراطية والتاريخية العريقة لأسرة أجداده من طرف والدته، وهم آل الجابري، أعرق وأشهر وأثرى العائلات الحلبية السنية السورية على الاطلاق، بل ربما كانت أقوى وأعرق اسرة سورية خلال النصف الاول من القرن السابق، وأدت دوراً سياسياً وطنياً بارزاً جداً وما زالت أشهر ساحات حلب الى اليوم تحمل اسم الجد سعدالله الجابري. وبالتأكيد لا يعرف أحد أن لمناف طلاس ثلاث خالات متزوجات من ثلاث شخصيات عربية ذات مراتب اجتماعية لا تقل بل تزيد عن مرتبة مصطفى طلاس، فأحدهم هو رئيس وزراء الاردن الراحل وصفي التل، والثاني أحد أمراء الاسرة السعودية، وأبناء الملك عبد العزيز، والثالث هو الفلسطيني اللواء مصباح البديري قائد جيش التحرير الفلسطيني السابق في سوريا.
لكن لسوء حظ هؤلاء جميعاً وعلى رأسهم مناف وبشار ورجال الدبلوماسية الفرنسية، فإن الشعب السوري تجاوز كل هذه الشخصيات وهو عازم على التخلص منها، ومحاسبة رموز مرحلة الاستبداد والفساد بمن فيهم آل طلاس .
محمد خليفة
- 'الشراع'
الامين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي يتحدث لـ((الشراع)): ((14)) حزب الله لن يثأر لعماد مغنية لأنه غارق في وحول الداخل
سنتان في الامانة العامة لحزب الله أمضاهما الشيخ صبحي الطفيلي، قبل ان يتم إبعاده عنها بسبب موقفه المتشدد كما يقول في الدعوة لمحاكمة الايرانيين واللبنانيين الذين تسببوا باندلاع ((الفتنة)) بين حركة ((امل)) و((حزب الله)).
الشيخ الطفيلي وهو من أبرز مؤسسي الحزب يتحدث عما أنجزه خلال هاتين السنتين، ودوره في إكمال بناء البنية الاساسية للحزب التي ما زالت قائمة حتى اليوم مع بعض التعديلات الطفيفة.
الطفيلي يكشف بعض خبايا تلك المرحلة في هذه الحلقة من الحوار المطول لـ((الشراع)) منه، ويؤكد رفضه تحويل الجاليات اللبنانية في الخارج الى شبكات أمنية متحدثاً لأول مرة عن ان الحزب لن يقوم كما وعد بالثأر لاغتيال قائده عماد مغنية لأن له اهتمامات اخرى بعد ان غرق في وحول الداخل اللبناني.
وفي ما يلي نص الحوار في حلقته الجديدة.
*هذا ما أنجزته عندما كنت أميناً عاماً للحزب: وقف النـزيف الدموي بين ((أمل)) وحزب الله وإكمال بنيان الحزب
*إيران أساس في إشعال الفتنة بين أمل وحزب الله
*العلاقة بين ((أمل)) والحزب ليست تكاملية الآن والموضوع بالنسبة للحزب موضوع خدمات
*ليس لدى ((أمل)) خيار إلا التنسيق مع الحزب ولو كانت غير مقتنعة بما يفرضه
*لم أفاجأ بالذين تغيروا ممن تعاونتم معهم في الامانة العامة
*من الخطأ استثمار الجاليات اللبنانية في العالم أمنياً
*استبعدت إمكانية الثأر لمغنية منذ استشهاده
*تفكير حزب الله وأنشطته وجهده ليس اليوم في تحرير القدس والصراع مع العدو
*متفائل بانتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر وبعودة مصر إلى دورها
سنتان في الأمانة العامة
# لنتحدث عن حضورك في الأمانة العامة لحزب الله كم سنة استمررت أميناً عاماً للحزب؟
- تقريباً سنتان إلا شهور.
# في أي سنة؟
- من آخر الصيف في العام 1989 إلى أواسط أيار/مايو 1991.
# وقبل ذلك كنت المتقدم على الآخرين أو كبير القوم؟
- نعم.
# إذا أردنا أن نتحدث اليوم عن هذه المرحلة فإن أول سؤال يتبادر إلى الذهن هو ماذا أنجزت خلال هاتين السنتين؟ وما هو ما تفخر به ونجحت بتحقيقه خلال هذه الفترة؟
- أنت تعلم انه وقعت فتنة بين حزب الله وحركة ((أمل)) سنة 1988. واستلمت الامانة العامة وكانت الفتنة على أشدها، كان هناك محاولات فاشلة لإخماد نارها وكان هذا الأمر يزعجنا ويؤلمنا كثيراً، قضيت فترة من أصعب أيام حياتي وهي تلك الفترة، فترة النـزيف الدموي الداخلي، كان كل همي أن أخرج من هذا الأمر. طبعاً دون أن نتحول إلى خدم للكيان الإسرائيلي وان نبقي شعلة المقاومة في وجه العدو الإسرائيلي،ان انهاء المشكل واتمام الصلح ووضع اسس للتعايش في صيف 1990 كان إنجازاً كبيراً جداً. طبعاً ليس إنجازي وحدي هو إنجاز كل الكرام والابرار والمجاهدين، الصابرين، المتحمسين كان نتيجة دماء وعرق وآلام وصبر الكثير والحمد لله استطعنا أن نوقع اتفاقاً حصّناه وكنت حريصاً على تحصينه لأنني كنت حذراً جداً من إمكانية انهياره. الحمد لله تم الاتفاق وانتهينا من هذا وانطلقت المقاومة أفضل مما كانت، هذا الانجاز الكبير جداً الذي حققته مع الكثير من اخواني في فترة الامانة العامة، طبعاً وفي هذه الفترة أيضاً باعتبارها الفترة الأولى لوضع هيكلية للحزب. تم بناء هذه الهيكلية ومراحل التأسيس تبقى مراحل تحتاج إلى جهود استثنائية وحكمة ودراية وصبر وأناة حتى تستطيع أن تركب الأمور تركيباً سديداً.
وقبل وجودي في الأمانة العامة كان هناك الكثير من الثغرات والفجوات والنواقص تحتاج إلى استكمال ولا يمكن أن تستكمل إلا بوجود أمانة عامة ورأس للحزب.
# يعني خلال فترة توليك للأمانة العامة اكتملت عملية بناء هيكلية الحزب وأرسيت أسس البنى التنظيمية؟
- نعم، وأكملنا بنيان هذا الوليد بشكل مقبول والكمال لله أن يكون على قدر المستطاع نواقصه قليلة. بتقديري من يرقب البنية التنظيمية للحزب يدرك ان هذا الحزب كان موفقاً بنسبة عالية في بنيانه الداخلي، هذا البنيان الداخلي ليس جهدي وحدي هذا جهد الجميع.
# هل البنية التنظيمية نفسها مستمرة إلى الآن؟ بالنسبة لتقسيم العمل والتراتبية القيادية: مجلس جهادي، مجلس شورى، مكتب سياسي.. الخ؟
- حصلت بعض التغيرات لاحقاً.
# يلاحظ ان طبيعة التركيبة التنظيمية للحزب ذات سمة عسكرية وليست أقرب إلى الاحزاب السياسية، هل فرضت طبيعة عمل المقاومة هذه العسكرة؟
- أنت تعرف ان في قانون الدول إذا وقعت البلاد في حالة حرب تعلن الاحكام العرفية وتصبح أغلب الأمور بيد العسكر، نحن كنا في حالة حرب ومن الطبيعي أن يطغى الجانب العسكري، وإذا كان المنحنى باتجاه آخر أيضاً يطغى المنحى الآخر. الغريب ان لا يكون الأمر كذلك.
# تحدثت الآن عن إنجازين هل من إنجازات أخرى على مستوى بلورة أفكار سياسية أو وضع برنامج على المستوى الفكري والعقيدي؟
- طبعاً نحن كان عندنا أحلام كثيرة، أنا أسميها أحلاماً لأنها باتت هي شبه الاحلام، لكنها ليست أحلاماً بل هي برامج حقيقية طبعاً الذي منع من انجازها هو إعادة النظر بسياسة الحزب أساساً. لاحقاً بات الحزب مجرد مؤسسة سورية - ايرانية ليس أكثر.
# سورية أم إيرانية؟
- إيرانية – سورية. هي إيرانية ولكن الوكيل الحصري سوري وهذا عطل كثيراً من المشاريع التي كنا نرسمها.
# تتحدث عن هذا التقارب السوري – الإيراني على مستوى بنية حزب الله. هناك من يحمل مشكلة الخلاف بين حركة ((امل)) وحزب الله إلى الخلاف بين سوريا وإيران. المشكلة بدأت عندما اختلفا ولكن عندما اتفقا توقفت المشكلة بين ((أمل)) والحزب وحلت الأمور؟
- بالتأكيد، ((أمل)) كانت في الفلك السوري وحزب الله في فلك إيران. وبالتالي فإن القرار السوري والقرار الإيراني أساسيان. هذا شيء طبيعي وأنا قلت أكثر من مرة ان بداية الفتنة الشيعية – الشيعية إيران أساس فيها. طبعاً لا يعني هذا ان الجهة الأخرى بريئة ولكن أنا أتحدث من جهتنا وطرفنا.
حزب الله اللبناني مصلحته كاملاً في وأد هذه الفتنة وكنا مستعدين أن ندفع أي ثمن لوأد هذه الفتنة.
# حتى لو كان تسليم القرار لإدارة سورية – إيرانية مشتركة؟
- أي ثمن بشرط ان تبقى المقاومة ضد العدو الإسرائيلي. وهذا كنا نعلنه كلبنانيين، من هنا أقول بأن الإيراني الذي دفع الأمور بإتجاه الصدام الشيعي – الشيعي ذهب لاحقا إلى تكليف السوريين بالملف اللبناني وبحزب الله بشكل خاص.
لا هذا كان صواباً من قبل الإيراني بأن يذهب إلى حد إثارة الفتن بين الناس ولا ذاك كان صواباً بأن توكل نيابة عنك السوري في كل الشؤون في لبنان.
# ما رأيك بما قيل يومها عن ان اتفاق ولايتي - الشرع عام 1990 الذي أوقف القتال بين ((أمل)) والحزب، خصص ((أمل)) بتمثيل الشيعة في السلطة ومؤسساتها بينما خصص الحزب بالمقاومة وحصرها به ومن كل الاحزاب في لبنان؟
- اساساً نحن بدون اتفاق سوري – إيراني وذكرت لك قديماً حواري مع الرئيس حافظ الأسد، نحن في تلك الأيام مقاومة لإسرائيل وفي الشأن الداخلي لا رغبة لنا في السلطة. نعم نحن نكتفي بالمعارضة البناءة بقصد بناء الدولة. هذه رؤيتنا قديماً وعليها اجماعنا حتى جاء القرار الايراني بالانخراط في العمل السياسي لمصلحة سوريا حينها صار هناك وجهتا نظر بيني وبين الحزب في العام 1992. فأنا ما زلت مقتنعاً ان علينا أن نسلك مسلك المعارضة البناءة أما هم فكانوا في إطار الانخراط في المشروع السوري، أما موضوع انه باتت المقاومة حصراً بحزب الله فيما تركها الآخرون، ان هذا ليس مسألة قرار سوري – إيراني، الأمر ليس كذلك لأسباب وحيثيات كل واحد منهم، وإذا سألت الآن حركة ((أمل)) لماذا عطلت نشاطك بموضوع المقاومة أو أضعفته فستجد ان لديهم اعذاراً مقبولة، فالمقاومة تحتاج لإمكانيات وإمكانياتهم لا تسمح. تسأل الحزب الشيوعي فقد يكون لديه الشيء نفسه والحزب القومي وهلمجرا، بتقديري ان الموضوع ليس موضوع قرار.
# تحدثنا عن ان الخلاف السوري – الإيراني كان أحد الأسباب التي أدت إلى الصدام بين حركة ((أمل)) وحزب الله هل هناك أسباب أخرى من نوع التنافس الحزبي على ارض واحدة..
- بالتأكيد هناك مناخات على الأرض وهناك رغبة البعض، اتذكر انه كان يحصل قبل تلك الفتنة ان يتعرض شبابنا إلى إطلاق نار ويقتل بعضهم، واذكر كنت في بيروت وجاءني بعض اخواني من مسيرة على جسر القاسمية بإتجاه صور وتعرضوا لإطلاق نار وأحدهم كان ما يزال ملطخاً بالدماء من جراء حمله لجرحى أصيبوا. جاءني غاضباً يطالبني بأن اسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم فقلت له طالما أنا حي وأنا في حزب الله لا ينتظر أحد مني أن أسمح بأي عمل يشعل حرباً بين الشيعة.
كان هناك على الأرض مناخات، لكن بالأخير هذه المناخات جاء من أعطاها ناراً.
# لا تريد أن تسمي؟
- لا ليس من المصلحة أن أسمي.
# خلال الاشكاليات التي حصلت قتل ثلاثة من ((أمل)) على رأسهم داود داود لماذا قتلوا؟
- بالأخير كان هناك مشكلة ومعاناة.
# قيل ان قتلهم سرع الاتفاق؟
- هل كانوا هم سبب المشكلة. الموضوع ليس كذلك، بتقديري باتت هذه الحادثة من الماضي المرير والأفضل ان يتعلم منها الانسان كيف يتجنب الاخطاء، وهذا أفضل من احياء الجروح الأليمة.
# العلاقة بين حركة ((أمل)) وحزب الله اليوم، هل وصلت إلى مصاف التكامل تحت عنوان الثنائية الشيعية؟
- أستبعد أن يكون الموضوع في إطار تكاملي، بتصوري الموضوع موضوع خدمات الحزب بحاجة لبعض الخدمات ومضطر للقبول بوجود مساحة للطرف الآخر، و((أمل)) ليس لديها خيار آخر إلا التنسيق مع الحزب حتى ولو كانت غير مقتنعة ببعض ما يفرضه الحزب في الساحة بل متخوفة مما يفرضه لكن ليس لديها خيار آخر. والمسألة بهذه الحدود.
# تحدثت سماحتك عن انجازات حققتها خلال سنتين من وجودك في الامانة العامة للحزب، هل من أخطاء ارتكبتها، وهل من مواقف اتخذتها إذا عاد الزمن إلى الوراء لن تتخذها وذلك بعد نحو 22 عاماً؟
- الانسان غير معصوم، والاخطاء الغير منظورة أي التي لا تبقى في الذهن أو غير بارزة أكيد حصلت. ولكنني لا أستحضرها أما الاخطاء البارزة وليس من باب مدح النفس لا اذكر انني وقعت بها. يمكن ان يكون هناك أخطاء أكيد ليست أخطائي.
# في تلك المرحلة هل تعاونت مع أشخاص واعتدت عليهم ووثقت بهم واكتشفت فيما بعد أنهم غير أهل للثقة فطعنوا بك أو غدروك؟
- لا، أنت تلمح إلى جانب آخر، الأمور لم تكن خفية لهذه الدرجة الجميع معروفون وتستطيع أن تقرأ ما سيفعلونه ولو بعد فترة من الزمن.
# كنت تعرف طبائع من حولك وما يمكن أن يدبروه؟
- وعلاقتهم وبماذا يفكرون.
# حتى لو كانوا يتملقونك.
- هذا ما كنت أعرفه جيداً.
# لم تفاجأ بأحد إذن؟
- لا.
# هل لك أن تسمي أحداً.
- (ضاحكاً): لا.
# بالمناسبة متى ستكتب مذكراتك؟
- بيصير.. بيصير الحقيقة انني أحب أن أجنب هذه المسائل الرغبة الشخصية، وأحاول أن أكون موضوعياً وان أنتقي ما يمكن أن يكون له علاقة بالمصلحة العامة. وقد يخطىء الانسان خاصة إذا كان التقييم له علاقة بوضعه الشخصي.
# ولكن هذه المسألة مطروحة من جانب آخر كما يبدو. وكأنك تنشر شيئاً فلا تفشي أسراراً علماً انه مرّ عليها الزمن. فإما انك تداري أحداً أو غير ذلك..
- بالتأكيد يوجد أسرار من الجريمة ان تتحدث عنها. أسرار ما زالت حية والزمن لم يؤثر فيها، أكيد.
# ماذا يمكن ان يحصل إذا كشف عنها هل تحصل زلازل؟
- (ضاحكاً): هي أسرار.
# نعم هناك أسرار كبرى وآراء من شأن كشفها تغيير مسارات.
- الواحد منا مكلف بأن يتحدث حسب ما يراه نافعاً هناك جوانب وأسرار وأشخاص وأعمال ليس من المصلحة تناولها ووصولها إلى الشأن العام خاصة ان هذا الحزب اليوم له موقع كبير في المنطقة ويمكن أن يسدد الله خطى البعض وان يعيد دفة الأمور بإتجاه القدس وفلسطين ولذلك فإن من المصلحة عدم المس بأي شيء يمكن ان ينفع العدو الإسرائيلي ويضر إمكانية المقاومة وان كان موضوع المقاومة كل يوم نراه بات أبعد من اليوم السابق.
# عندما أنشىء حزب الله تردد ان تشكيله في لبنان هو جزء من توجه لإنشاء عناوين مماثلة في دول عربية عديدة، لماذا كان هذا الطرح، ولماذا فشلت محاولات انشاء فروع لحزب الله في دول عربية عديدة؟ وهل كنت مع هذا التوجه؟
- ماذا كان في ذهن الايرانيين في هذا الميدان لست على اطلاع عليه، اما انه لنا علاقة نحن في خلق تشكيلات مشابهة لنا او ما شابه ذلك فالأكيد ليس لنا علاقة. وأنا اتحدث هنا عن فترة وجودي في الحزب لم يكن يشغل بالنا أبداً اي عمل سياسي في المنطقة العربية والاسلامية بمعنى ان نتمدد في هذا الامر، شخصياً انا كنت أعتبر ان خلق مناخ مطمئن للآخرين في العالم بشكل عام ضروري ومهم، مثلاً الجالية الاسلامية في اميركا واوروبا واميركا اللاتينية وفي آسيا وفي أي مكان من مصلحتنا ككل ان نخلق مناخاً هادئاً حولها يحمل الفكر وينشره ويقدم رؤية عن رسالتنا، رسالة الاسلام الي هذه الشعوب وهذه المناطق.
# او تحويل هذه الجاليات او بعض ابنائها الى شبكات امنية؟
- وكان من الخطأ الكبير، وأنا لا اتحدث عن رؤيتي اليوم بل عن رؤيتي في تلك الايام، كان من الخطأ الكبير والقاتل ان نستثمر هذه البيئة استثمارات امنية واستخدامها في اقامة بعض الاعمال الامنية، كنت أتحدث مع الايرانيين عن هذا الامر وانه يجب ان نبعد هذه المناطق وهذه البيئات عن اي نشاط يثير الخوف منها او يجعلها تحت الرقابة أو ما شابه ذلك يمكن ان نحرق شعباً بكامله نجعله يدفع أثماناً باهظة بسبب عمل أمني أخرق لا قيمة له، بينما هذه الشعوب تستطيع ان تقدم رسالة وثقافة وعلماً، تقدم اطروحة عنك لباقي الشعوب تحمل رؤى اسلامية، وتجربتنا في هذا الميدان ليست سيئة. الاسلام انتشر في وسط افريقيا بالكلمة وليس بالسيف، الاسلام انتشر في شرق آسيا بالكلمة، ليس بالسيف.
# وحيث انتشر الاسلام بالسيف حصل ارتداد عنه، وحيث انتشر بالدعوة استمر؟
- أحسنت.. وللأسف كان الكثير قاصري نظر ولربما غير مؤهلين لتحمل مثل هذه المسؤوليات أو غير مبالين بالأضرار التي يمكن ان تلحق بالاسلام والمسلمين في سبيل بعض الاغراض.
# بالمناسبة منذ اغتيال المسؤول في حزب الله عماد مغنية لم يتوقف الحديث عن الثأر له عبر عملية كبيرة ونوعية، لماذا تأخرت حتى الآن عملية الثأر؟
- حسب قراءتي من يوم استشهاد المرحوم مغنية والوعد بالثأر. كنت أستبعد إمكانية الثأر.
# هل هناك عجز عن القيام بمثل هذه العملية أم ان هناك تحسباً وتداركاً لحجم النتائج المحتملة لمثل هذه العملية؟
- بتقديري ان اهتمامات الحزب صارت في مكان آخر.
# يعني لا يراد الثأر لمغنية؟
- اليوم، الحزب وجهده وأنشطته وتفكيره ليس في تحرير القدس أو الصراع مع العدو الاسرائيلي.
# هل غرق الحزب في أوحال الداخل اللبناني؟
- هل بقي منه شيء خارج الاوحال. أنا لا أرى منه خارج الاوحال شيئاً وأخاف ان يغرق في أوحال الشعوب العربية.
# كأنك متفائل عندما تحدثت عن انتخاب محمد مرسي رئيساً للجمهورية في مصر، متفائل بالتغييرات التي حصلت في مصر وتونس واليمن وليبيا.
- التغيير في اليمن ليس تغييراً، سقوط رئيس ومجيء رئيس ليس هناك من جديد، لا اعرف إذا كانوا سيتمكنون من وضع أسس التغيير، أما مصر فهي أساس، مصر هي العمود القوي هي عمود خيمة العرب ومن اليوم الذي قال فيه السادات إذا كنت تتذكر سنضع القومية العربية والعمل العربي الموحد في الثلاجة.
# بعد كامب ديفيد.
- نعم، خرجت مصر وشطبت، هي شطبت نفسها. أما اليوم مع بداية الثورة في مصر تبدأ الاحلام بالعودة، احلام عالم اسلامي، عالم عربي، قوة، عنفوان، تطلعات، كل هذا يراود الانسان، ومع خطاب مرسي الاخير وحديثه عن عودة مصر لموقعها الطبيعي وان قيام المنطقة بقيام مصر وسقوط المنطقة بسقوط مصر، هذا كلام دقيق وصحيح وانه ستؤدي مصر دوراً رائداً.
# بالمقابل اكد التزامه بالمعاهدات الدولية المعقودة واستقبل مبعوثاً لنتنياهو نقل له رسالة خطية، هناك ايضاً أوجه اخرى للصورة.
- لا اعرف، هو استقبل موفداً لنتنياهو؟
# هكذا قيل، والأكيد انه تلقى رسالة من نتنياهو.
- قالوا ان نتنياهو أرسل له رسالة، كيف ومن، انا قرأت في خطاب مرسي سلبية تجاه الاتفاقيات مع العدو الاسرائيلي وليست ايجابية، على العكس، بتقديري ان قراءتي ليست بعيدة عن الواقع، هو لم يذكر ولا مرة واحدة اسرائيل في خطابه ولم يذكر ولا مرة واحدة الاتفاق مع الاسرائيليين وهذه سلبية للاتفاقيات، هو ذكر اتفاقيات دولية ومعاهدات دولية وتجنب بشكل متعمد الاشارة اللفظية الى الموضوع الاسرائيلي. هذه نقطة ليست لصالح الاتفاق مع الاسرائيليين بل بالعكس نحن نتحدث عن مصر التي هي خادم اسرائيل في زمن حسني مبارك الذي ما زال كيانه وسلطانه ودولته هي القائمة ونتحدث عن رئيس لهذه الدولة وحيد وكل من حوله في النظام يتربص به. الامر الثاني الذي يشير الى السلبية تجاه الاتفاقيات هو حديثه عن ندية بضرس قاطع وتحدث عن تمتين العلاقات مع العالم العربي والاسلامي وتحدث عن حق الفلسطينيين والصلح بين الفلسطينيين والصلح كما تعلم..
# المصالحة.
- والمصالحة كما تعلم خلاف رغبات اسرائيل واميركا. إذن مصر القادمة الجديدة على لسان رئيسها موضوعة على سكة العالم العربي وسكة فلسطين وليس العكس، والقارىء يفهم ان هناك معركة بين مصر الجديدة ومصر القديمة وأن هناك منحى في مصر سيذهب بشكل هادىء مع الزمن باتجاه العودة الى العالم الاسلامي والعودة الى ريادة مسيرة تحرير القدس وفلسطين.
# تتوقع اذن ترجمة لهذه التعهدات؟
- هكذا قرأت.
# تعود مصر الى حالة الحرب مع اسرائيل.
- انا لم اتحدث عن الحرب، الحرب تحتاج الى قواعد وأسس، اعتقد ان مصر والمنطقة اليوم بعيدة كل البعد عن الحرب والمسافة بينهما بعيدة. اتحدث عن سياسة، طبعاً اقول قرأت في خطاب مرسي اما الوقائع على الارض كيف سيذهب هل يستطيع ان يتجاوز العقبات الكثيرة الموضوعة امامه؟ بالتالي هذا مرهون بالانتظار.
# قلت ان مصر هي عمود الخيمة، اذا كان الاخوان المسلمون وصلوا الى سدة الرئاسة في مصر، هل يعني ذلك اننا بدأنا دخول عصر الاخوان في المنطقة؟ هل نحن امام انقلابات وتغييرات ستحدث في اكثر من دولة بدعم من مصر؟
- على غرار جمال عبدالناصر ونسأل الله ألا يكون كذلك، لأن عبدالناصر أذى الأمة كثيراً.
# لم يتدخل عبدالناصر مباشرة، كانت تحصل انقلابات مؤيدة له فيدعمها.
- كان له 50 ألف جندي ومقاتل في اليمن.
# هذا في ما بعد.
- عبدالناصر أدى دوراً مهماً في صراع الانظمة، لا التجربة كانت محزنة ومؤسفة كثيراً في تلك الايام، ومما لا شك فيه ان وصول الاخوان في مصر بشكل اساسي وفي دول اخرى الى سدة الرئاسة والحكم سيكون له تأثيره على مجمل الاوضاع في المنطقة اضف الى ان خصم الانظمة الحاكمة في المنطقة التيارات الاسلامية السياسية وحينما تستحضر في اي بلد التيارات المعارضة تجد ان التيارات الاسلامية هي التيارات المعارضة المقهورة الموجودة في السجون، خاصة بعد ان استنزفت التيارات القومية والاشتراكية التي انتهت حقبتها، وحكماً مع سقوط هذه الانظمة الشعوب ستلجأ للمعارضة الموجودة، في مصر يقال مثلاً كيف يمكن للاخوان ان يصلوا للسلطة، شيء طبيعي ان يصلوا الى السلطة والغريب ان لا يصلوا الى السلطة فهم الشريحة الاكبر المعارضة التي تحملت الكثير والتي لها طرح وتدافع عنه وتصور لمستقبل البلد. وفي باقي البلاد الشيء نفسه، وهي ليست بحاجة لتدخل مصر في انقلابات، وبتقديري فإنه بمجرد ترك الامور تسير في مجاريها فإن التيارات الاسلامية ستكون لها الاولوية في هذا الميدان.
# هل هنأت الرئيس محمد مرسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية؟
- لا لم اهنئه، أهنئه من خلالكم.
# هل من تواصل بينكم وبين قيادات الاخوان المسلمين؟
- لا، لا يوجد تواصل
- 'الشراع'
مصدر في حزب الله أسرّ لقريب له ان الحزب يستقبل في معسكراته البقاعية، شباناً سوريين من الطائفة الشيعية القليلة العدد في بلدها ليحصلوا على تدريبات عسكرية يزعم الحزب انها تهدف إلى الدفاع عن قراهم المحاطة بأغلبية سنية في سوريا.
المصدر نفسه أكد وجود أعداد متزايدة من عناصر الحزب المذكور بين القتلى الذين يتم نقلهم إلى قراهم في البقاع والجنوب لدفنهم وسط سرية مطلقة
- مجلة 'الكفاح العربي'
حكومة 'النأي عن الناس'
لبنان الأسير
أخيرا، وبعد طول انتظار، اكتشف اللبنانيون ان الانجاز الاهم الذي حققته الحكومة الميقاتية تحت شعار فلسفة 'النأي عن' هو 'النأي عن الناس'. بعد سنة كاملة على حكومة اللون الواحد، يغرق لبنان في العتمة وسخام الدواليب المشتعلة، مكبلا بالخطاب المذهبي من جهة والمعادلة الاقليمية البالغة التعقيد من جهة اخرى. لبنان الميقاتي وحكومته، بكل اسف، مربوط اليدين والقدمين، ومعطل الارادة، مشلول على المستوى الرسمي... وأسير خطابات الاسير. ليس صعبا استكشاف معالم الوضع اللبناني في صيف العتمة والطرقات المسدودة، فالدواليب المشتعلة لا تفقد الخطة الامنية عذريتها فحسب، ولا تسد مجاري الهواء في الصدور فقط، وانما تعطل الرؤية السياسية والاقتصادية معاً وتسقط هيبة الدولة وتعري الحكومة حتى من ورقة التوت، فضلا عن انها تعطل كل المبادرات الهادفة داخل مؤسسات الحكم كما في الشارع. وعلى موقع الاتهامات والمهاترات المتبادلة، فقدت الدولة مصداقيتها بعدما خسرت احترامها، واختلطت المقاييس بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج، وضاعت الطاسة، وكأن مجلس الوزراء يضم ممثلين عن قبائل متناحرة او اوطان متباعدة، لا شركاء سياسيين يتقاسمون الحصص والمكاسب على حساب المال العام، وعلى حساب مستقبل الوطن. انه لبنان المقطوع الطرقات، الذي يعيش تحت رحمة اصحاب مولدات الكهرباء الخاصة، المسلوب القرار، المزروع بالافخاخ الطائفية والمذهبية فضلا عن الالغام الاقليمية والدولية، المهدد في استقراره الهش، الذي يستسلم للاحباط واليأس، وهو لبنان الاشهر الاخيرة الذي ينتظر نموا لا يأتي، واصلاحات تحولت الى اوهام، وانجازات هي في حجم الكذبة الكبرى. وفي الوقت الذي تحرق الدواليب زفت الشوارع وما تبقى من هيبة السلطة، على طريق المطار وفي الزواريب الداخلية، يعتصم المحتجون عند مدخل صيدا الشمالي ويقفلون الطريق العريض بأجسادهم اعتراضا على &ldqascii117o;هيمنة السلاح&rdqascii117o; على كل القرارات، بدءا بالقرار السياسي. ومن الواضح ان البوصلة السياسية التي يفترض ان تقود الاداء الحكومي معطلة، وأن مفهوم النأي بالنفس يختلط اليوم بفقدان التواصل بين المواطن والدولة بعدما تحولت البلد الى &ldqascii117o;حقل تجارب&rdqascii117o; مفتوح لزعران الشارع وسط تسيب امني شبه تام يختلط فيه السطو على المصارف بالخطف السياسي وعمليات المافيات وقطّاع الطرق والاشتباكات العائلية والعشائرية وكأن الوطن مباح لكل الممارسات الشاذة. والمفارقة الكبرى أن الدولة نفسها تؤكد كل يوم انها في طليعة الخارجين على القانون تطلق سراح من تشاء من خارج المألوف في الممارسات القضائية، وتنفق المال العام خلافا لقواعد الانفاق القانونية، وتتنكر لحقوق المياومين والاساتذة وموظفي القطاع الحكومي، وتسهر على ادارة الفوضى بأجهزة ادارية منقوصة، وإرادة سياسية معطلة، وطاقات امنية محدودة، على حساب اعصاب المواطنين واستقرارهم وعلى حساب مستقبل الوطن. نصل الى الوقائع، او بعضها الاهم على الاقل: -الوضع الاقتصادي في لبنان مهزوز، والعجز في ميزان المدفوعات بلغ 916 مليون دولار في الثلث الاول من العام الجاري، بارتفاع 318 مليون دولار عن الفترة ذاتها من العام الفائت. - معدل النمو في العام 2012 الذي كان مقدرا له ان يصل الى 2.5 في المئة يتراجع شهرا بعد شهر، والخبراء الاقتصاديون يتوقعون ان يلامس الصفر اذا ما تواصل التراجع الاقتصادي. ومن الواضح ان سوريا هي الرئة الاقتصادية الثانية للبنان وهي رئة شبه معطلة في المرحلة الراهنة. - الموسم الوحيد المزدهر في الصيف اللبناني، الى جانب الخطف والسرقة والسطو، هو موسم الدواليب المحروقة، وهو يعيد الى الذاكرة ربيع 1992 (شهر ايار/ مايو تحديدا) عندما نزل اللبنانيون الى الطرقات وأحرقوا الدواليب احتجاجا على سرعة انهيار قيمة الليرة امام الدولار، فاضطر الرئيس عمر كرامي الى تقديم استقالته، كما تعيد الى الذاكرة سقوط حكومة عمر كرامي مرة ثانية في اعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، تحت وطأة الاعتصام الشعبي الكبير في ساحة الشهداء. - &ldqascii117o;النمو&rdqascii117o; الآخر يمكن معاينته في عدد تقنين ساعات التغذية بالطاقة في مختلف المناطق اللبنانية، مع بدء موسم الاصطياف، فقد وصل التقنين الى عشرين ساعة في اليوم على وقع الاتهامات المتبادلة بين وزير الطاقة جبران باسيل والحكومة، والعروض المتناقضة بين العرض التركي والعرض الايراني وعروض صناديق التنمية العربية، واختلطت المقاييس التقنية بالمقاييس السياسية على كل المستويات ومقاييس العمولات والرشوات والمحسوبيات والمكاسب الانتخابية، وفي غمرة الاحتجاجات لجأت بعض القوى الموالية كما بعض القوى المعارضة الى تحركات شعبية فوضوية القصد منها تحميل الوزراء العونيين مسؤولية الازمة المتوارثة، واستخدم ملف التقنين في الحملة السياسية على الحكومة الميقاتية في لحظة اقليمية بالغة التوتر لا تحتمل توترات اضافية. - على خلفية ازمات متشابكة، من قطع الطرقات، الى التقنين القاسي للكهرباء، الى ازمة اللبنانيين المخطوفين في سوريا، الى ازمة العمال المياومين في مؤسسة الكهرباء، الى ازمة الاجور في القطاع العام... انفجرت مرة اخرى ازمة المخيمات الفلسطينية بدءا بمخيم نهر البارد، وكان يمكن ان تتطور، ما ادى ـ مرة اخرى ـ الى طرح تساؤلات كبيرة حول المقاييس التي تحكم المشهدين السياسي والامني معاً، في مرحلة العودة الى الحوار الوطني لاحتواء الوضع. وبدا ان ارتباك الاداء الحكومي هو الذي جعل من طاولة الحوار حلا لا بد منه في مواجهة الاخطار الداهمة ومشروع الفتنة، بعدما تكررت التحذيرات من خطة اغتيالات واسعة تستهدف زعماء وأقطابا في 14 آذار بصورة خاصة. في هذا الجو المكهرب المتوتر المشحون نزل الشيخ احمد الاسير إمام جامع بلال في صيدا الى الشارع و&rdqascii117o;مترس&rdqascii117o; عند مدخل المدينة الشمالي تحت شعار &ldqascii117o;انهاء سلاح حزب الله وحركة امل&rdqascii117o;، ولم تنفع الوساطات والتدخلات السياسية والامنية في اقناعه بالعودة الى الرصيف. وفي غضون ايام قليلة تحول الاعتصام الى قضية تتصدر عناوين الصحف ونشرات الاخبار وسط تحذيرات من عواقب وخيمة اذا ما استمر قطع الطريق، او تقرر انهاء الاعتصام بالقوة. وفي الوقت الذي لزم &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o; و&rdqascii117o;أمل&rdqascii117o; الصمت من اجل افساح المجال امام القوى السياسية والامنية لمعالجة الموقف، انقسم الرأي العام الشعبي على امتداد مساحة الوطن الى فريقين: فريق يقول بأن الاعتصام مشروع ما دام سلميا وهو يعبر عن وجهة نظر فريق واسع من اللبنانيين في ملف السلاح واستخداماته الداخلية السياسية، وفريق آخر يعتبر نبرة الخطاب الاسيري نبرة مذهبية في نهاية المطاف ويحذر من تداعياتها الخطيرة في الظروف الدقيقة التي تعيشها البلاد. وفي زحمة المآزق الصغيرة والكبيرة سجل فريق واسع من المراقبين الحياديين ان الاعتصام بات مرادفا لغياب هيبة السلطة من جهة، وغياب التواصل والحوار ين الاطراف السياسية الفاعلة من جهة اخرى، الامر الذي بدا معه وكأن لبنان كله بات اسير الاسير. ولم يكن سهلا تعريب الخيوط الامنية والسياسية في الاعتصام الصيداوي الذي يعتبر رمزيا جدا بالمقارنة مع الاعتصام الكبير الذي نفذته قوى 8 آذار في ساحة رياض الصلح والساحات المجاورة، من اجل اسقاط حكومة السنيورة في العام 2006 بقيادة &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o; وحلفائه. ومعروف ان اعتصام &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o; في قلب بيروت في وجه حكومة السنيورة تواصل في الوقت الذي كان لبنان يشهد ازمة سياسية حادة بلغت ذروتها مع شغور مركز الرئاسة الاولى وتعطل المجلس النيابي، وقد ارخى بظلاله على مستقبل التوافق الداخلي واتفاق الطائف وحوّل وسط بيروت الى مدينة اشباح، وأجبر اكثر من مئتي مطعم ومقهى ومؤسسة سياحية وتجارية الى اغلاق ابوابها وصرف موظفيها... ولا يستغرب احد في صيدا اليوم ان يمتد اعتصام الاسير وأن يتوسع ليناهز عدد الخيام التي ينصبها عدد خيام ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء مجتمعتين وقد وصل قبل ست سنوات الى ما يقارب الـ600 خيمة. وفي اقتناع اوساط مطلعة ان اعتصام الاسير يضع طاولة الحوار الوطني امام ما يشبه المأزق لأنه يشكل حالة ضغط غير مألوفة على المتحاورين، انطلاقا من بوابة الجنوب معقل المقاومة. الاوساط نفسها تقول ان الاعتصام يعتبر ايقاعا غير محسوب في المعركة الانتخابية المقبلة من شأنه أن يحصر المعركة كلها في نقطتين محوريتين: موقع لبنان من الازمة السورية والموقف من سلاح &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o;. ولا يستبعد العارفون، والحال هذه، أن يتلاقى العماد ميشال عون وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على قرار مشترك كي يأنيا بنفسيهما عن المأزق، فيبادران في توقيت واحد تقريبا الى الاستقالة من الحكومة الميقاتية قبل موعد الانتخابات، بعدما اثبتت التجربة انها غير مربحة سياسيا، وأنها نأت بنفسها عن هموم الناس ما يكفي ويزيد.
- مجلة 'الصياد'
لبنان يهتز بالأزمات... وميقاتي يهتز على يخته في إجازة!
ونحن نكتب هذه السطور نعرف انها لن تهز الرئيس ميقاتي وحكومته!
ومع ان الريح تلعب بالأشجار الطويلة، الا ان رياح السياسة في لبنان لا تهز رئيس الحكومة، لذلك اطمأن وغادر الديار الى جزيرة سردينيا للاستجمام فوق يخته الفخم، وترك البلد يموج بما فيه من مشاكل وأزمات. فلا هو مهتم لحرقة اللبنانيين عموماً في ظل أزمة الكهرباء المتفاقمة، ولا يهمه مستقبل الأجيال التي أمضت عامها الدراسي بالسهر والتعب بانتظار فرحة النجاح في الامتحانات الرسمية، لتعرف كيف ستتصرف لإكمال دراساتها الجامعية في لبنان أو في الخارج، فيما المعلمون مضربون عن تصحيح الامتحانات التي مضى على انجازها أكثر من شهر، وبدأ صبر الطلبة ينفذ، وباتوا فريسة القلق على نتائجهم الدراسية وعلى مستقبلهم التعليمي. ولا ندري اذا كان أخذ دولة الرئيس علماً بما حصل على طريق النهر، في محيط مؤسسة كهرباء لبنان، عندما حصلت المواجهة بالحجارة وبالزجاجات الفارغة، بين مياومين يعتصمون في داخل بهو المؤسسة مطالبين بمعرفة مصيرهم، وبين معتصمين خارج المؤسسة رافضين لاعتصام المياومين ومدافعين عن حقوق المؤسسة التي أعلن مديرها العام كمال حايك عن قرب خرابها، ملوحاً بأنها باتت على شفير الانهيار. والمشكلة التي كانت بين وزير الطاقة جبران باسيل ومن خلفه التيار الوطني الحر وزعيمه الجنرال ميشال عون، انتقلت لتصبح مواجهة بين أنصار التيار وبين المياومين، وتكاد تنفجر في وجه حكومة ميقاتي المشلولة عن العمل والمغلولة يديها بمصالح رئيسها نجيب ميقاتي السياسية والخاصة.
وقبل سفره كان رئيس الحكومة مهتماً بحماية مستقبله السياسي، غير عابىء بما يحدق بالوطن من مخاطر، فلم ينس أحد بعد أنه كان وراء اطلاق المتهم شادي المولوي، الذي أوقفه جهاز الأمن العام بناء لاتهامات كبيرة وخطيرة، بعضها تبلغها الأمن العام من دول كبرى منها الولايات المتحدة الأميركية، وبعضها تُهم محلية المنشأ. وخرج المولوي مع الاعترافات التي أدلى بها في جلسات التحقيق بسيارة وزير المالية حليف رئيس الحكومة الانتخابي محمد الصفدي، أعاده الله معافى الى أرض الوطن، ليذهب المولوي فوراً وبالسيارة ذاتها الى منزل الرئيس ميقاتي في طرابلس، حيث استقبله وقدم له منحة مالية قدرت بعشرة آلاف دولار أميركي. وبعد أيام استقبله من دون موعد سابق.
ولم تكن الأيام كافية لتنسي اللبنانيين ان الرئيس ميقاتي سعى لاطلاق متهمين مسجونين بأحداث مخيم