- مجلة 'الشراع'
إيران تعاقب السعودية في القطيف
لا يمكن توصيف هذا الذي جرى في القطيف شرق المملكة العربية السعودية، إلا انه امتداد لما حصل شرق القطيف في مملكة البحرين.
وفي الحالتين في البحرين والسعودية استخدام إيراني لأدوات تنتمي مذهبياً إلى الشيعة غسلت الاجهزة الأمنية الإيرانية أدمغتهم لتحريضهم ضد أوطانهم العربية.
لماذا الآن؟
لأن المملكة العربية السعودية تقف صداً مانعاً أمام المخططات التوسعية الفارسية في الوطن العربي.. لذا يجري عقابها بإفتعال مشاكل داخلية بهدف التشويش على سياستها الواضحة الداعية دائماً إلى الوحدة الاسلامية، والتضامن العربي والسلام الدائم بين الشعوب.
تعاقب إيران المملكة العربية السعودية بسبب سياستها بدعم الشعب السوري في ثورته ضد الوحش الحاكم بشار الأسد.
راقبوا
ان التحريض المذهبـي الفارسي ضد المملكة العربية السعودية في القطيف، جاء هذه المرة خلال حملة التبرعات التي دعا إليها وقادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لمصلحة الشعب السوري.
ولاحظوا
ان الحملة الإيرانية ضد أمن واستقرار المملكة العربية السعودية جاءت في غمرة التطورات التي تشهدها الثورة الشعبية السورية الشاملة ضد مجرم الحرب بشار الأسد من دمشق إلى حلب، ومن درعا إلى القامشلي ومن دير الزور إلى الرقة.
تنتقم إيران من السعودية لأنها تقف مع شعب سوريا في سعيه للحرية والكرامة، فطهران تريد أن يظل شعب سوريا خاضعاً لحكم عصابات النهب والسرقة وبيع المواقف لمصلحة النظام العنصري الشعوبي في إيران.
لذا
لا أحد يتعاطف مع هذا التحرك المضاد الذي جرى في القطيف لأنه تحرك إيراني – شعوبي – مذهبـي، يجيء خدمة لمخططات متضررة من الحرية التي سينالها شعب سوريا للتخلص من عبودية مجرم الحرب بشار عبر المشروع الفارسي ضد الوطن العربي.
رحم الله الإمام محمد مهدي شمس الدين المرجع العربي الشيعي الكبير الذي كتب في وصاياه ناصحاً الشيعة العرب ان يؤكدوا انتماءهم وإخلاصهم لبلادهم العربية، وان يشاركوا في بنائها وان يلتفتوا إلى صوت الوطن والعروبة والوحدة الاسلامية، دون أن يعيروا أي اهتمام للدعوات الشعوبية المعادية لأوطانهم، المعادية للإسلام، المعادية للشيعة كذلك.
ونصائح الإمام شمس الدين وجهت أولاً إلى شيعة لبنان الذين عملت إيران على استتباعهم وشراء ذمم كثيرين منهم وما زالت إيران تحاول شراء ذمم آخرين سنّة وشيعة ومسيحيين لأخذ مواقفهم لصالحها ولتغييب أي دور عربي يحتاجه اللبنانيون في ظل الهجمة الإيرانية على لبنان.
فليقف كل المسلمين سنّة وشيعة مع المملكة العربية السعودية في سياستها الرشيدة العاقلة التي ترفض التدخل في شؤون الآخرين والتي تهتم دائماً بمساعدة الشعوب وترفض بحق السماح لأحد بالتدخل في شؤونها.
ح. ص
- 'الشراع'
كشفت أوساط سورية ان العميد السوري مناف طلاس قدم للاستخبارات التركية معلومات مفصلة عن وحدات الحرس الجمهوري في سوريا، وقوائم مفصلة بأسماء قادتها وجداول مفصلة بأسلحتها الثقيلة والنوعية وأنظمة الاتصالات التي تستخدمها، بما في ذلك قائمة تتضمن أكثر من 500 رقم هاتفي خاص تستخدمه قوات الحرس الجمهوري والوحدات العسكرية الأخرى ضمن شبكة الاتصالات العسكرية المغلقة.
وقال المصدر إن من جملة المعلومات التي قدمها طلاس ((خارطة تتضمن مواقع ألوية الصواريخ الاستراتيجية الثلاثة، ومستودعات الذخيرة غير التقليدية (الكيميائية والبيولوجية) في درعا وشمال شرق دمشق وجنوب غرب تدمر، ومعلومات مفصلة حصل عليها من شبكة ضباط تعمل معه في مختبرات مركز البحوث العملية التابع لوزارة الدفاع، لا سيما مصانع منطقة السفيرة في حلب.
- 'الشراع'
فليغتنم 'حزب الله' الفرصة ولو مرة واحدة
وهكذا بدل ان يلتفت حسن نصرالله ومن معه إلى التمهيد للمصالحة الداخلية لحفظ أمن واستقرار لبنان، يذهب إلى دمشق ليقف مع مجرمها العدو الأكبر لأمن لبنان واستقراره كما أمن وسلامة سوريا ومشروعه بإنشاء جمعية تأسيسية هو فتنة ضد وحدة الوطن بعد ان أصبح سلاحه سلاحاً مذهبياً بإمتياز.
وبدل ان تستمع منه الناس من موقعه كرجل دين بعمامة سوداء، إلى طلب الرحمة لأطفال سوريا ونسائها ورجالها الذين يقتلهم وحش سوريا، يفتخر ويعتز بمجرمي حرب وحوش همج ظلوا يعملون قتلاً بالنساء والاطفال والرجال في سوريا طيلة أربعين سنة، بل وراح يعتبرهم شركاءه في المقاومة.. بئس المجرمين.. بئس المقاومة وبئس اللسان الذي يهين شعباً بأكمله وهو اللسان الذي يشيد بقتلة هذا الشعب وأبنائه.
انها فرصة جديدة يضيعها نصرالله لإعادة الاستقرار والأمن إلى لبنان.. والبعض يقول انه عبد المأمور، فالقرار هناك عند قاسم سليماني مجرم الحرب الأكبر الذي يوزع وحشيته في العراق وسوريا ولبنان واليوم في القطيف وغداً ودائماً في إيران لمجابهة الشعوب الإيرانية الساعية للحرية والديموقراطية والعدالة والكرامة.
انها وصمات العار في حزب زعم كثيراً انه حزب المقاومة، وهو أصبح منذ عقد من الزمان وأكثر حزب مقاومة الشعوب اللبنانية والسورية والعراقية والايرانية وشعب الاهواز المحتلة من إيران سيدته ومصرفه.
لم يكف حزب الله قتله المباشر للناس في هذه البلدان، فراح يقتلهم في خلايا أجسادهم وعقولهم من خلال تصنيع المخدرات وتوزيعها بهدف تحقيق أرباح حرام شرعاً وأخلاقاً وإنسانية.
لم يكف حزب الله رهن الوطن لعدوان صهيوني دائم متحفز بما يرهق ويستنـزف أية قدرة في لبنان على البقاء والبناء حتى لا يتعرض في أي لحظة للدمار.
بل ها هو يرهن مصير لبنان من جديد بمصير مجرم دمشق ووحشها بشار، ويمعن في تحدي الشعب اللبناني، فنصرالله لا يهمه الناس والشعوب وإرادتها، لأنه مرهون لمشاريع تعتاش من امتصاص مصالح الناس ودمائها.
لم يكف حزب الله مشاركته في جرائم قتل قيادات وطنية لبنانية.. بل ها هو يغطي مجرمين آخرين من طينته يريدون مصادرة معركة رئاسة الجمهورية في لبنان منذ الآن.
لم يكف حزب الله مشاركته هذا التافه المجنون المتهم بسرقة أموال الدولة وتبرعات الشعب اللبناني، بل راح ساكتاً متواطئاً على الحال التي أوصل إليه صهره حال الكهرباء في لبنان.
لم يكف حزب الله مبايعته العلنية لمرجع إيراني وافتخاره بذلك رغم الدماء التي تسيل من يدي هذا المرجع من مداد الشعوب الإيرانية لعشرات السنين، بما يخالف كل انتماء وطني لبناني وسيادة وكرامة وهوية، بل ها هو ينفذ تعليمات هذا المرجع في العدوان على الشعب السوري الثائر من أجل كرامته وحريته ووطنه العربي السوري.
ومع هذا
ما زالت الفرصة سانحة أمام هذا الحزب ليحمي عار مواقفه، بالعودة إلى الصواب والسعي الجدي نحو المصالحة الداخلية.
فليتذكر حزب الله للحظة واحدة انه حزب لبناني وان اعضاءه لبنانيون وان أرضهم لبنانية كما وطنهم ومدنهم وقراهم.
وليتذكروا انهم باقون على هذه الأرض اللبنانية فوقها أو تحتها وانها لن تكون يوماً إيرانية.. وليعتبروا من درس وحش سوريا الذي ظن انه يعيش ويحكم إلى الأبد.. وليعتبروا ان ثورة أحرار الشعوب الإيرانية ستنتصر وسيزول هذا الحكم الإرهابي الذي يمد حزب الله بكل مقومات وجوده الحالي.. على حساب الوطن.
فليعمل حزب الله لمرة واحدة لمصلحة لبنان واللبنانيين، وليسعَ للمصالحة الداخلية فهي وحدها تحميه في وجوده اللبناني أما سلاحه فلا يتوهمن لحظة انه قد يحميه إلى الأبد.. فليتذكر الأسد.
حسن صبرا
- 'الشراع'
الامين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي لـ((الشراع)): بعض الاجهزة استخدم العمامة للتجسس ولا اكليروس في الاسلام ولكن هناك ((آلهة)) على الارض
المصارف الايرانية بعد ثورة الخميني ظلت تتعامل بالربا
*يجب تقديم رؤية اقتصادية اسلامية متكاملة ومعها نظام للتعايش مع النظم الحالية
*لم تهتم ايران بتقديم رؤية نظام اقتصادي اسلامي بسبب عدم وجود مستوى ثقافي وفقهي وانشغالها بحرب طويلة والتناحر على السلطة
*الفساد الاداري والمالي منتشر في أوصال النظام الايراني
*بعض ائمة الجماعة حوّل المساجد الى مكان للمعصية
*على الفقيه حين لا يملك الدليل على مسألة ان يرجع مقلديه الى فقيه آخر لا ان يلزمهم باحتياطات مربكة
*أغلب مساجد الشيعة فيها اساءة للصلاة والمصلين وإمام الجماعة
أجرى الحوار زين حمود
في هذه الحلقة من اللقاء المطول مع الامين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي، نغوص في عمق المسائل الفقهية. بعض هذه المسائل يستحكم فيها الخلاف بين السنة والشيعة وبعضها الآخر بين الشيعة انفسهم، ويعلن مواقف جريئة حول النظام المالي في ايران بعد الثورة، مشيراً الى ان نظامها المصرفي ما زال قائماً على الربا والفقهاء لا يعلمون. فإلى نص الحلقة الجديدة:
# النظام المالي العالمي يمر بأزمات أدت إلى سلسلة من الانهيارات..
- بالتأكيد النظام المالي العالمي يؤدي دوراً أساسياً في هذه الأزمات المالية ومن الواضح ان حركة المال اليوم والنظم المعتمدة لهذه الحركة تجعل من المال وحشاً مفترساً يصطاد الفرائس شعوباً وافراداً، صاحب المال في النظام الحالي القائم على عنصر الربا لا يكترث الى ما ستؤول إليه أحوال الناس. المهم ان يكسب ماله بل في اغلب الاحيان يسعى صاحب المال الى تدمير الآخرين وهنا يتحول المال إلى سلاح مدمر أخطر من السلاح النووي في بعض الأحيان هذه نتيجة للنظام الاقتصادي المعمول به اليوم والمبني بشكل عام على نظام الربا. في النظام الاسلامي الذي يمنع الربا ويفرض على رأس المال ان يكون شريكاً للعامل، يعني ان صاحب المال والعامل شريكان في العمل ان خسرا يخسران معاً وان ربحا يربحان معاً. لهذا سيعملان معاً على النجاح وتتحول الدول والمجتمعات والافراد الى خلية عمل في سبيل خير البشرية وفرق كبير بين نظام تحكمه قواعد الصراع وبين نظام تحكمه قواعد التعاون والبر. يفرض الفقه الاسلامي ان يكون هناك تعاون وليس حرباً، ((وتعاونوا على البر والتقوى)) ومن مصاديق التعاون التي أمر الله بها موضوع النظام المالي في الاسلام، ((ولا تعاونوا على الاثم والعدوان))، النظام المالي الموجود ينطبق عليه ((تعاونوا على الاثم والعدوان)).
وبغض النظر عما يحدث في العالم من اضطراب مالي خطير يجب ان نقدم الرؤية الاسلامية التي تساعد على خلق ساحة تعاون وتآزر وخدمات مشتركة بين كل الامم و الشعوب، اضف الى موضوع المأساة التي يعيشها العالم الذي يحتاج فعلاً الى طرح جديد في القطاع الاقتصادي، وكثير من الخبراء والاقتصاديين وحتى السياسيين يفتشون اليوم عن حلول.
الفقيه دوره، ان يستقرىء النصوص، ان يستقرىء آيات القرآن الكريم، ان يستقرىء الروايات وان يقدم رؤية متماسكة دقيقة يمكن ان يعتمدها العالم ولو بالتدريج ولو بالتقسيط ولو جزئياً، شيئاً فشيئاً تقدم أطروحة يمكن ان تنقذ الكثيرين في العالم من بلاء النظام المالي الحديث.
# مع الامام الخميني هل جرت محاولة لتحقيق او تطبيق هذه الافكار؟
- لا للأسف، لهذا انا اقول في هذا المجال انه يوجد تقصير مريب، وأذكر انني كنت في جلسة مع رئيس المحكمة العليا في ايران آية الله موسوي اردبيلي قديماً، كنا نتحدث وذهب بنا الحديث الى موضوع المصارف وسألته: لم مصارفكم ما زالت تتعامل بالربا، وقد استغرب يومها وقال: معقول ان مصارفنا ما زالت تتعامل بالربا، قلت: نعم. هذه مشكلة الفقهاء. على المجاميع الفقهية وعلى الدول الاسلامية ان يعملوا لسد هذه الثغرة والانكباب على دراسة الفقه الاسلامي على ضوء الحركة الاقتصادية والنظام الاقتصادي الجديد وتقديم حلول اسلامية نابعة من القرآن الكريم ونصوص السنّة لحل المشكل الاقتصادي الذي يتخبط فيه العالم، وهذه منفعة لنا وللعالم. وبالمناسبة هناك محاولات مشكورة في هذا الميدان نسأل الله لأصحابها التوفيق.
# ولكن هناك واقعاً، كيف يمكن ان تكون جزءاً من السوق ولا تتعامل بقواعده اما ان تكون جزءاً منها واما ان تكون خارجها؟
- لا، لا أتحدث عن انقلاب.
# لا يستطيع احد العيش بمفرده، الفرد، او الجماعة او الدولة، هناك عالم ممتد تحكمه قواعد واحدة؟
- لا يمكن الانقلاب دفعة واحدة، هذا الامر غير وارد وهو شبه مستحيل في البداية لا بد من تقديم رؤية اقتصادية متكاملة ومعها نظام للتعايش مع النظم الحالية لأنه حتماً ستنشأ إشكاليات كثيرة من هذا التعدد الذي سيطول امره . وحينما تحدثت معك عن موضوع التنافس الحضاري او الفكري قلت لك اني مع العولمة، من جملة ما قصدته هو النظام الاقتصادي والمالي، فالنظام الاقتصادي العالمي سيضطر مع التجربة والممارسة والاخطاء والسقطات التي يتعرض لها الى حث الشعوب والامم والافراد الى التخلي عن النظام الربوي والتفتيش عن بديل وهو ما يحدث في بعض البلاد اليوم فمع وجود بديل ناجح حتماً سيكون خياراً مقبولاً. ولذلك فإن الفكر الاسلامي في مناخ تنافسي بإمكانه ان يقدم الكثير من الحلول، لهذا يمكن ان يتحول العالم طبعاً ليس بحساب الايام والسنوات الى نظام اقتصادي جديد يخدم الفكر الاسلامي ويخدم البشرية.
ايران لم تقدم رؤية اقتصادية
# هل قدمت ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية رؤية لنظام اقتصادي اسلامي يستطيع ان يضع حداً للرأسمالية المتوحشة وأنظمتها السائدة في العالم ؟
- لم تفعل حسب علمي وبحكم وجودي في قم في تلك الايام وخبرتي بالمناخ الثقافي والفقهي لحوزتها لم تكن الاخيرة مؤهلة ثقافياً ولا فقهياً لهذه المهمة، بعكس حوزة النجف التي كانت في تلك الايام أكثر إلماماً في هذا المجال وأيضاً لم ألحظ اي جدية او مسعى لتدارك الامر وعلاجه كما هو حالها في الكثير من الميادين التي كان من المفترض ان تقدم فيها ايران كدولة اسلامية طرحاً ينسجم مع الفكر الاسلامي.
# لماذا فشلت ايران في تقديم هذه الرؤية؟
- بتقديري هناك أسباب كثيرة منها عدم وجود مستوى ثقافي وفقهي لهذه المهمة كما ذكرت وانشغال ايران بحرب طاحنة لفترة طويلة وانغماس الجميع تقريباً بالتناحر على السلطة.
# المخزون النفطي أمّـن لإيران تغطية العجز عندها ورغم ذلك فإن اقتصادها ليس في وضع مريح هل فشلت ايران كدولة اسلامية اقتصادياً؟
- لا اعتقد ان احداً يجهل حجم الفساد الاداري والمالي المنتشر في أوصال النظام الايراني وهو في هذا الميدان وفي غيره من الميادين مثله مثل سائر انظمة الحكم في المنطقة تحكمه قواعد الارتجال والفوضى وعدم الشعور بالمسؤولية وهذه أسباب كافية لابتلاع كل نفط العالم والفساد في انظمة الحكم ليس له علاقة بالاسلام وغيره ولا يمكن ان ننسب الفشل للفكرة اذا كان حاملها أول من يخونها . اولاً يجب ان يتوفر للفكرة اليد الأمينة والجديرة بحملها والعمل بها بعد ذلك لنا الحق ان نحكم بنجاحها أو فشلها وهذا ما لا نجده اليوم في إيران ولا في غيرها من الدول المدعية لحمل أمانة الاسلام.
# هل تستطيع دولة اسلامية مهما علا شأنها أو مجموعة من الدول ان تفرض رؤية إسلامية للإقتصاد العالمي وتسد الفجوات بين الشمال والجنوب أو بين عالم الاغنياء والفقراء؟
- نحن لا نتحدث عن فرض رؤية اقتصادية على الاقتصاد العالمي نحن نتحدث عن طرح بديل يعالج محنة الاقتصاد وهذا الامر ليس بحاجة لدولة أو دول وإنما هو فكرة قوتها تكمن في قدرتها على الاقناع والعلاج.
ثم موضوع الفجوات بين الشمال والجنوب أو بين الفقراء والاغنياء هذا أمر علاجه لا يقتصر على علاج موضوع الربا والنظام المصرفي الذي كان محور حديثنا وإنما له علاقة بمجموعة من الموضوعات منها النظام الضريبـي وهو أساس في هذا الميدان ومنها قواعد توزيع الثروة ونظام الخدمات وفوق هذا وذاك هذه المهمة بحاجة الى إعادة النظر بكل المواثيق والانظمة الدولية المعنية حتى تنسجم مع المشروع الجديد للعدالة الاقتصادية مورد السؤال. وبحاجة أيضاً الى إعادة النظر بالمؤسسات الدولية الناظمة من مجلس الأمن والأمم المتحدة والقضاء الدولي وحقوق الانسان وغيرها مما له علاقة حتى تتحول هذه المؤسسات الى مؤسسات مخولة أولاً وقادرة ثانياً على النهوض بالمهمة في ظل مناخ دولي يسمح بذلك وحتى يتكون هذا المناخ الدولي الذي لا يعيق مهمات المؤسسات الدولية ((طبعاً لن تتكرم الدول الناهبة لثروات العالم بالتعفف وإخلاء السبيل للعدالة الانسانية)) يجب على المجتمعات وشعوب العالم وخاصة المستضعفة أن تناضل وتعمل مجتمعة لانتزاع حقها في حياة عادلة وهي أعظم وأشرف مهمة ومع النجاح تكون قد حققت البشرية أعظم مشاريع العدالة الانسانية التي جاهد في سبيلها الانبياء والصالحون ودعت لها الكتب السماوية وقد باتت هذه المهمة مع نمو ثقافة العدالة وتطور نظام التواصل والاعلام في العالم أسهل على الساعين في سبيل حياة أكرم وأفضل.
# المسألة في النظام المالي العالمي ليست فقط مسألة الربا المحرم بل تتعلق أساساً بسيادة عقلية النهب المنظم للثروات وضرب اقتصاديات الدول التي تسعى للاستقلال إنتاجياً. ومع تحول العالم اليوم الى مركز واحد ونظام واحد اقتصادياً ومالياً تزداد التحديات فإما أن تكون جزءاً من قواعد السوق وهذا النظام وإما أن تصبح خارج الزمن، والصين أبرز مثال على هذا المستوى من خلال رفع قدراتها الانتاجية ومعدلات النمو وفقاً لمعايير الاقتصاد العالمي. أين يقف الاسلاميون من هذا؟
- تارة نتحدث عن الغاية القصوى والعلاج الأمثل لمحنة الفقر في العالم، وأخرى نتحدث عما يجب فعله في ظل الواقع القائم وسيادة شريعة الغاب بين الاقوياء والضعفاء من الطبيعي ان لا تستسلم الدول وتقبل أن تكون بموقع الضحية كما هو شأن أغلب دول العالم الاسلامي ومن الطبيعي أن تسعى في ظل قواعد السوق والنظام القائم للنجاح ومثالك عن الصين حافز لكل الدول وان كان حول نجاح الصين ذات القوة العسكرية والبشرية نقاش جدي، لكن يمكن ان تكون ماليزيا البلد المسلم الصغير والضعيف والناجح بلا منازع مثالاً لكل الطامحين في العالم طبعاً مع الاستمرار في محاولة إصلاح النظام الاقتصادي العالمي وتقديم الافضل والنضال في سبيل مجتمع دولي أكثر عدالة.
فتاوى غير واضحة
# هناك في سياق هذا الحديث فتاوى غير واضحة ومبهمة كثيراً ما يتردد فيها عبارات من نوع ((الاحوط)) اعتماد كذا او ((الاحوط)) عدم القيام بكذا..
- كلمة الاحتياط يستخدمها الفقهاء، وكثرت استخداماتهم لها في الازمنة المتأخرة، يستخدمها الفقيه في كثير من الاحيان حينما تعجزه الأدلة أي حين لا يكون لديه دليل، وفي بعض الاحيان يكون الاحتياط إشارة الى أفضلية ما، بشكل عام هذه العبارة تربك المكلف وقد تلزمه بغير ما انزل الله عز وجل، والمفترض في الفقيه حين لا يملك الدليل ان يرجع مقلديه الى فقيه آخر لا أن يلزمهم باحتياطات في كثير من الاحيان تكون مؤلمة ومربكة والاسلام هو الشريعة السهلة السمحاء ورد عن رسول الله (ص) ما بعثت بالرهبانية الشاقة ولكن بالحنيفية السمحة وهذا خلل فقهي لا يجوز للفقيه ان يرتكبه، ذكرت هذه المسألة لأنها باتت في الازمنة الأخيرة محل بلوى الجميع تقريباً.
أيضاً في هذا المضمار وأنا أتحدث عن الفقهاء وطريقة الفتاوى وكيف يتناولون الامور فإن من الآثار السيئة لتناول بعض المسائل الفقهية في الكتب الفقهية المعقودة لخدمة المكلفين موضوع العدالة، خاصة عدالة إمام الجماعة، فأغلبهم يتناول هذه المسألة بطريقة حولت المساجد التي هي مكان للطاعة الى مكان للمعصية، وهذا أمر يجب على الفقهاء ان يعيدوا النظر بطريقة تناولهم لهذه المسائل ولأحكامها الشرعية بشكل تجعل المسلمين يتسارعون في رص صفوفهم في المسجد والصلاة جماعة والابتعاد عن كل ما يشعر بالفرقة والاساءة وما الى ذلك.
آلهة على الأرض
# تتحدث عن الفقهاء وكأن هناك عند المسلمين اكليروساً علماً ان لا اكليروس في الاسلام؟
- الفقيه كما هو مفترض، هو شخص مؤهل علمياً لقراءة النصوص واستنباط الاحكام منها، ليس لدينا في الشرع اكليروس وان كان عملياً الآن على الارض هناك آلهة. يوجد بعض المناخات الثقافية الفقيه يملك الاموال والانفس ويستطيع ان يفعل الشيء ونقيضه ولا يلام، هو إله من دون الله عز وجل، لكن أنا أتحدث عن الموضوع الفقهي، عمل الفقيه أن يقدم للناس ما استنبطه من أحكام، في بعض الاحيان هذه الاحكام وطريقة تناولها يكون لها آثار سيئة جداً، الى درجة باتت ظاهرة مؤلمة. بشكل عام فإن أغلب مساجد الشيعة فيها هذه المشكلة فيها اساءة للصلاة والمصلين وإمام الجماعة.
# سماحتك تتحدث عن أي إمام جماعة، اليوم في ظل ظاهرة انتشار المعممين دون حسيب أو رقيب ودون نظام يضع ضوابط وشروطاً في الحد الادنى علمية وفقهية لأي معمم، ونحن نعرف ان رجل الدين له موقعه ومكانته، ولكن من يضمن ان لدى كل هؤلاء الحد الادنى من الاهلية والكفاءة، على الاقل لم يعد هناك اليوم الضوابط نفسها التي كانت موجودة سابقاً للمعمم بحيث ان هناك حوزات تخرّج كل عام عشرات ممن تطرح حول اهليتهم علامات استفهام..
- أولاً ليس عندنا في الاسلام زي معين.
العمامة باتت باب رزق
# العمامة كرمز له احترامه.
- نتيجة أعراف وتاريخ باتت بعض الملابس تشير الى شيء، مجرد إشارة اجتماعية ثقافية عرفية، لا تستطيع ان تقول لإنسان إنزع هذه الملابس وإلبس ملابس أخرى، بشكل عام. أيضاً لا تستطيع ان تضع هذه المسألة بيد جهة مسيسة فقد تستخدمها لسحق الآخرين وبالتالي وضع يدها على الامور بشكل خاطىء. ما ينبغي ان يحصل هو أن يكون لدينا مجتمع محصن، وهو الأساس، المجتمع المحصن بطبيعته ينبذ غير المؤهلين ويحتضن ويحمي المؤهلين. نعم المجتمع المحصن موازينه نسبياً دقيقة وإن بقي هامش وأود ان ألفت النظر الى انه في الفترة الأخيرة أو في العقود الأخيرة تواجدت في المجتمع أجيال من المعممين كان الكثير منها مسيئاً بحكم ان العمامة باتت اليوم باب رزق دنيوي وباباً للزعامة وخداع الناس بينما كانت قديماً بالعكس.
# كانت عنواناً للتضحية وخدمة الناس؟
- نعم أحسنت، المعمم هو من أدار ظهره للدنيا. العمامة باتت باباً واسعاً من أبواب الدنيا أضف الى أمر وهو ان بعض الاجهزة الامنية استخدمت العمامة للتجسس على الناس ورصد تحركاتها.
# أجهزة محلية أم أجنبية..
- وهذا أمر خطير، عادة المعمم في المسجد موطن أسرار الناس وشكواهم وآلامهم وهمومهم فكثير من الناس يلجأون الى المعمم لثقتهم به ولدينه، حين يتحول هذا المعمم الى جاسوس على الناس يكتب تقارير عنهم فهذا أمر خطير جداً على مستقبل العلاقة بين الناس وبين أهل الدين والعمائم، وقد حاولت في الماضي العمل لتجنيب هذه المساحة من هذا اللون من النشاط لكن للأسف الشديد الأمور سارت بغير ما يشتهي المرء وما زالت هذه الظاهرة الى الآن موجودة وأتمنى ان يصار الى إعادة النظر بهذه الظاهرة لأنها أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار في العالم الاسلامي من إيران الى العراق الى غيرهما. ظاهرة خطيرة جداً وتسيء إساءة بليغة قد لا نستطيع تدارك سلبياتها في وقت منظور.
الشراع : قدم مراجعة جريئة وصريحة لأداء 14 آذار النائب احمد فتفت: تراجع تيار ((المستقبل)) سببه مالي وندفع ثمن إقصاء الشيعة في التحالف الرباعي
حافظنا كقوى 14 آذار/ مارس على الحياة الديموقراطية بالرغم من وجود السلاح وحققنا انجازين
*اولى اخفاقات ثورة الارز عدم اسقاط الرئيس اميل لحود
*قيادات 14 آذار/ مارس قصروا بحماية انفسهم بدءاً بالرئيس رفيق الحريري
*مجابهة قوى 14 آذار/ مارس بالسلاح لا يعتبر فشلاً لها ويجب ان لا تلجأ الى السلاح كي لا تلغي ثقافتها
*تيار المستقبل لا يتحمل جزءاً كبيراً من الفشل في انجازات ثورة الارز لأنه كان تياراً ناشئاً
*مسؤولية القوات والمستقبل والكتائب انهم اقصوا قسماً كبيراً من المجتمع المدني
*اللوائح البيضاء في انتخابات الكورة تعود الى الناخبين الشيوعيين وهذا انجاز لـ14 آذار/ مارس
*نعلق الآمال على الربح في الانتخابات القادمة
*اعتبر طاولة الحوار طاولة التكاذب على اللبنانيين
*لا نراهن على سقوط النظام في سوريا وموقفنا مما يجري واضح
*اذا قلنا ان الوضع الامني جيد في لبنان فهذا الكلام لا يصدق
*ضرورة وجود الحريري في الخارج قد يكون أهم من الخسائر التي قد يتعرض لها
*المحكمة تشكل انتصاراً كبيراً للديموقراطية اللبنانية
يتحدث النائب د. احمد فتفت عن الانجازات التي حققتها قوى 14 آذار/ مارس بدءاً من المحكمة الدولية والخروج السوري من لبنان وصولاً الى الحفاظ على سيادة البلد واقتصاده. ولكنه يتحدث في الوقت نفسه عن الاخفاقات التي تصدرها عدم اسقاط الرئيس اميل لحود في تلك الفترة، اضافة الى التحالف الرباعي الذي اقصى الفريق الشيعي الامر الذي جعل قوى 14 آذار/ مارس تدفع ثمنه حتى الآن. ناهيك عن الصعوبة التي واجهتها 14 آذار/ مارس في مواجهة الاغتيالات ومسألة حل سلاح حزب الله.
ويصف فتفت طاولة الحوار بأنها ((طاولة المواربة الوطنية)) لكونها عجزت عن ايجاد حلول لكل القضايا التي كانت تناقشها. وينفي ان يكون لتيار المستقبل المسؤولية الكبيرة في اخفاقات ثورة الارز لكونه كان تياراً ناشئاً خلال تلك الفترة، ويعلق فتفت الآمال على الانتخابات النيابية القادمة وخصوصاً على القاعدة الشعبية وان كان الجانب الخدماتي للتيار تراجع في الآونة الاخيرة بسبب الاوضاع المادية التي يمر بها تيار المستقبل.. اضافة الى تأثير غياب الشيخ سعد الحريري عن لبنان.
ويؤكد بأن المحكمة الدولية تشكل انتصاراً كبيراً للديموقراطية اللبنانية.
هذه المواضيع وسواها تحدث عنها د. فتفت في هذا الحوار، فسألناه:
الانجازات والسلاح
# منذ العام 2005 حتى العام 2012 شهدت قوى 14 آذار/ مارس وتيار المستقبل تحديداً صعوداً وهبوطاً هل يمكنك ان تصف لنا ابرز المراحل التي مرت بها الحقبة من انجازات واخفاقات؟
- على مدى سبع سنوات انطلقت 14 آذار/ مارس من حالة جماهيرية وليس من حالة تنظيمية او حزبية أجمعت على ثوابت وهي البحث عن الحقيقة والمحكمة الدولية والخروج السوري من لبنان وموضوع الحفاظ على الحياة الديموقراطية وموضوع الحفاظ على سيادة البلد.
أعتقد ان كل هذه الامور تحققت واذا عدنا الى بيان قوى 14 آذار/ مارس الذي صدر في 14 شباط/ فبراير فنحن الآن متقدمون عليه. وحتى اذا عدنا الى الشعارات التي رفعت في اوائل 14 آذار/ مارس فنحن ايضاً متقدمون عليه. وأريد ان أذكر انه حينها كانت المطالبة بتطبيق الطائف والخروج السوري الى البقاع.
اليوم نتكلم عن بلد لم يعد فيه وجود سوري بشكل عملي مع العلم ان التأثير الامني والسياسي للوجود السوري ما يزال موجوداً، رغم كل الظروف الصعبة ووجود السلاح، حافظنا بالحد الادنى على الاقل على الحياة الديموقراطية في البلد والمؤسسات.
واليوم اصبحت المحكمة الدولية واقعاً لا يستطيع احد تجاوزه ومضطرة الدولة اللبنانية و8 آذار/ مارس ان تمول المحكمة وتتعاطى معها وان كانت تعتبر انها غير موجودة، وهذا كله يؤكد ان هناك مكاسب تحققت وهي مهمة.
وبالرغم من كل الظروف الصعبة الاقتصادية والامنية والاجتماعية وما شابه، فإن قوى 14 آذار/ مارس استطاعت ان تحقق انتصارين: انتصار في العام 2005 وانتصار في العام 2009. وبالطبع هذه الانتصارات الانتخابية لم يعبر عنها كما يجب على صعيد السياسة وعلى صعيد الدولة اللبنانية، لأنه كان هناك سلاح موجود خارج اطار الدولة.
هناك نجاح اساسي الآن نجد قيمته بالمقابل وهو النجاح الاقتصادي، فبالرغم من كل الظروف الصعبة في العام 2005 و2006 فإن التطور الاقتصادي عام 2007 و2008 و2009 و2010 كان مذهلاً حيث كان هناك نمو اقتصادي وصل الى 7 و8%.. في الوقت الذي كل المحيط وحتى الدول البترولية لا تتجاوز الـ3%، علماً اننا مررنا في حروب في العام 2008، من اجتياح بيروت الى حرب البارد. ورغم ذلك حققنا نجاحات اقتصادية كبيرة.
اليوم نرى ان الفريق الآخر استلم الحكم ونشهد كيف تراجع الاقتصاد اضافة الى الثورة الاجتماعية الكبيرة التي تحصل علماً ان هذا الفريق هو الذي بيده قسم كبير من العمل النقابي، ومع ذلك فإنه غير قادر على ضبط الشارع في وجهه.
اما عن الاخفاقات، فلنتحدث عن النقاط التي لم تستطع ان تحقق فيها قوى 14 آذار/ مارس لنصل بعدها الى الاخفاقات.
اعتقد ان الفشل الاول كان بعدم استكمال فكرة ثورة الارز بعدم اسقاط الرئيس اميل لحود وهذه النقطة اساسية وأكبر خطأ ارتكب وأدى الى تراكم اخطاء فيما بعد.
الخطأ الثاني كان عام 2005 بالتحالف الرباعي علماً ان البعض يعتبر انه كان موجهاً ضد فريق مسيحي.. وهذا الكلام غير صحيح لأن الفريق المسيحي اخذ دوره وشاهدنا ذلك في الانتخابات.
ولكن الفريق الذي أقصي فعلاً بالتحالف الرباعي هو الفريق الشيعي في 14 آذار/ مارس الذي أقصي بالكامل عن اللعبة السياسية الديموقراطية، وحتى الآن ندفع ثمن اقصائه عام 2005. فلو تواجد بشكل فعال عام 2005 انتخابياً لوجدناه اليوم اكثر فعالية في السياسة.
اضافة الى مواجهة الاغتيالات فقد واجهنا صعوبة في ذلك وربما كان هناك ضرورة لتكون قوى 14 آذار/ مارس اشرس بحماية قادتها. لا أريد ان ألوم احداً (الله يرحمهم كلهم شهداء) ولكن البعض قصروا في حماية انفسهم بدءاً من الرئيس رفيق الحريري.
بعد التحالف الرباعي دخلنا في الحوار الوطني وكان يفترض ان يصل الحوار الى نتيجة، وربما لم نضغط بشكل كافٍ لنوصل الحوار الوطني لنتيجة. ثم بدأنا بعدة معارك كانت هذه المعارك لا نصل بها الى الآخر وأهمها معركة السلاح.
فمن الضروري جداً ان تكتشف قوى 14 آذار/ مارس احدى النقاط الاساسية لنقاط الفشل وهي عدم الالتزام المبدئي بمشروع ثورة الارز ان كان في موضوع رئيس الجمهورية وصولاً الى التحالف الرباعي حتى موضوع السلاح الى جانب المواضيع الاخرى.
أعتقد ان المشكلة الاساسية التي تعاني منها 14 آذار/ مارس انها تجابه بالسلاح. وهذا الامر لا أعتبره فشلاً لأنني مقتنع ان قوى 14 آذار/ مارس يجب ان لا تلجأ الى السلاح والا فسوف تلغي ذاتها وثقافتها المدنية بإحياء الدولة والمؤسسات.
وأعتقد ان المقاومة المدنية الحقيقية التي يمكن ان تمارسها 14 آذار/ مارس وتكون فاعلة بشكل اكثر من اللجوء الى السلاح ولكن ربما ينقص المزيد من التنسيق بين قوى 14 آذار/ مارس وتخفيف الحسابات الحزبية في 14 آذار/ مارس.
مسؤولية 14 آذار
# هل تيار المستقبل مسؤول اكثر من غيره عن هذا الموضوع؟
- حجم تيار المستقبل يعطيه مسؤولية اكبر من غيره بالنجاح والفشل، فهو لديه دور كبير بالنجاحات التي تحققت بدءاً من ثورة الارز وصولاً الى المحكمة مروراً بنتائج الانتخابات المهمة والنتائج الاقتصادية. ولكن تيار المستقبل يحمل المسؤولية بالفشل ايضاً ولكن لا اعتقد اكثر من غيره لأنه كان تياراً ناشئاً وقسم كبير من قياداته لا تعرف بعضها ومنهم دولة الشيخ سعد الحريري الذي تعرفت اليه الناس بعد اغتيال الشيخ رفيق الحريري وبعد انتخابات 2009 وما تلاها. فتيار المستقبل يحمل المسؤولية بكل هذه الامور مثله مثل القوات اللبنانية وحزب الكتائب.
هناك مسؤولية ملقاة على الاحزاب الثلاثة هذه وهي اساءت لقوى 14 آذار/ مارس وهي ان القوى السياسية الثلاثة أعطت بلحظة من اللحظات انطباعاً انها هي 14 آذار/ مارس وأقصت قسماً كبيراً من المجتمع المدني ليس بقرار ارادي لا بل بالممارسة. وهنا أعتقد ان هناك مراجعة من قبل 14 آذار/ مارس لأن هذه القوى اكبر من تيار المستقبل وحزب الكتائب والقوات اللبنانية وأكبر من تحالفهم، فهي حالة شعبية وتستند الى مجتمع مدني مسيس يؤدي فيه الافراد دوراً مهماً جداً.
ورأينا مشاهد في 14 آذار/ مارس 2005 مذهلة كيف ان عائلة تتصرف بشكل فردي دون ارتباط سياسي او حزبي لتعبر عن ارادتها وما تريده من هذا البلد.
فهذا هو احد الاخطاء التي ارتكبتها قوى 14 آذار/ مارس مجتمعة ويجب معالجته ضمن الاطر المستقبلية. جرت محاولات ولكنها لم تنجح ولذا يجب ان تتكرر هذه المحاولات.
واريد ان أطرح هذا السؤال:
هل يمكن ان تنجز قوى 14 آذار/ مارس مشروعاً سياسياً موحداً؟
وأجيب: قوى 14 آذار/ مارس لديها مشاريع سياسية متعددة ولكن لديها اهدافاً مشتركة شاهدناها في السابق من تحقيق الخروج السوري الى المحكمة والانتخابات والمحافظة على اقتصاد البلد والمحافظة على الحريات، استطاعت ان تنجح بها كأهداف مشتركة.
ولكن لا يوجد مشروع سياسي موحد لقوى 14 آذار/ مارس، فهل يجب ان يكون لديهم مشروع سياسي موحد؟
انا اخشى المشروع السياسي الموحد لأنني أخشى من احادية الرأي وأفضل ان يبقى التفاعل الديموقراطي بين طروحات مختلفة في قوى 14 آذار/ مارس وجمهور قوى 14 آذار/ مارس هو الذي يحسم المواقف تدريجياً.
فجمهور 14 آذار/ مارس احياناً يكون السباق في دفع الامور باتجاه مواقف سياسية معينة، وشاهدناها اخيراً بالمشاركة في الحوار وبعدها بالخروج من الحوار.
شتائم 8 آذار
# لماذا لا تجتمع قيادات 14 آذار/ مارس كالسابق ولا نشهد لقاءات موسعة فيما بينهم؟
- على العكس هناك لقاءات تعقد، وفي الفترة الاخيرة حصل ثلاثة لقاءات، اللقاء الاول بعد محاولة اغتيال د. سمير جعجع واللقاء الثاني الذي جرى في منزل الشيخ بطرس حرب يوم محاولة اغتياله، ثم اللقاء الذي حصل في قريطم لاتخاذ القرار في المشاركة المرحلية بالحوار.
وهذه القرارات اخذتها قيادات 14 آذار/ مارس مشتركة.
ولكن لربما هناك اسباب امنية لتحرك قيادات 14 آذار/ مارس الصف الاول، اضافة الى غياب الشيخ سعد الحريري عن لبنان لأسباب أمنية واسباب سياسية اخرى.
كل هذه الامور تجعل قيادات 14 آذار/ مارس لا يوجد لديها السهولة الموجودة عند الاطراف الاخرى، واذا لاحظت حتى الاطراف الاخرى لا تجتمع بسبب المشاكل والخلافات التي تظهر على العلن والشتائم التي تم تبادلها بين قوى 8 آذار/ مارس لا تقارن ببعض الاختلافات في وجهات النظر التي ظهرت في قوى 14 آذار/ مارس ما زال الاساس في قوى 14 آذار/مارس صامد. الدولة، السيادة، الحرية، الاستقلال والاقتصاد الحر وحرية الرأي.
# لماذا أصبح وهج تيار المستقبل خفيفاً مقارنة بالعام 2005؟
- لنكن واضحين، في النهاية المال هو عصب السياسة شئنا أم أبينا. وبالرغم من اننا لسنا بحاجة إلى الكثير من الاموال إلا ان الوضع المالي الذي يمر به تيار المستقبل وتحديداً الشيخ سعد الحريري أثر على حركة تيار المستقبل مع العلم اننا عوضنا بالحالة التنظيمية وبتفعيل العمل السياسي في المناطق ولكن هذا لا يكفي الناس اعتادت على حضور اجتماعي وإنساني وسياسي لتيار المستقبل أقوى بكثير مع العلم اننا عندما نحك الناس فعلياً نشعر ان الناس ليست بعيدة أبداً عن تيار المستقبل وتفكيره إنما الوضع اليوم حتم علينا بعض التراجع على الأرض عملياً وهذا أثر في السياسة. ولكن التأثير بالسياسة لم يتجه نحو الخصومة ولكنه اتجه نحو تجذير المواقف أكثر خصوصاً بموضوع الثورة السورية والسلاح وبكل هذه المواضيع لذلك نحن لا نخاف.
الصوت السني في انتخابات 2013
# هل يمكن ان تكون الانتخابات القادمة هي تعويم لعام 2005 أم إلى المزيد من التقهقهر؟
- في انتخابات العام 2009 كان هناك حديث عن خروقات لتيار المستقبل في عدة مناطق بعد تراجعه في عكار والضنية وطرابلس والبقاع الغربي وعدم إمكانية النجاح في البقاع الأوسط حتى بصيدا. وهذا كله سمعناه بالسنة التي سبقت انتخابات عام 2009، فإذن اعتدنا على هذه الأمور من المبكر ان نحسم الأمر الآن، فالانتخابات تحتم علينا وضوحاً بالرؤية السياسية أكثر تجاه الناس في بعض الظروف السياسية. وهذه تعوض قسماً كبيراً من الانكفاء الذي يحصل على الصعيد الاجتماعي والخدماتي ولكن لا يمكن أن ننكر بأن العنصر الخدماتي والاجتماعي يؤدي دوراً بحدود 20% في أي انتخابات.
# في انتخابات الكورة كان هناك رهان على الصوت السني. هل يمكن أن يتراجع تيار المستقبل في الانتخابات القادمة على حساب قوى سنية أخرى كالسلفيين وقوى مستقلة أخرى؟
- لنتحدث عن انتخابات الكورة، بنسبة الاصوات المقترعة هي النسبة نفسها التي حصل عليها كل الاحزاب مع تراجع 4% أو 5% وهو التراجع الذي يتناسب مع انتقال دولة الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي إلى الطرف الآخر.
ولكن المشكلة هي ان المشاركة كانت أضعف وتكون أسبابها خدماتية أو سياسية فهناك حوالى 19 أو 20% انكفأوا عن التصويت والبعض منهم كانوا مسافرين.
# ماذا عن الاوراق البيضاء التي تم الحديث عنها؟
- الاوراق البيضاء معروفة انها للحزب الشيوعي الذي لم يرغب ان يأخذ موقفاً بهذه المعركة بين الطرفين السياسيين المرشحين. فصوت وهذا يعود إلى عمل اليسار الديموقراطي الذي ضغط على القاعدة الشيوعية وهذا إنجاز، لأن الشيوعيين كان يمكن ان يصطفوا إلى جانب الحزب السوري القومي الاجتماعي كما اصطفوا إلى جانب 8 آذار/مارس.
كان هناك انكفاء في الاقتراع السني وهذا سبق ان شرحنا أسبابه في السابق منها محلي خدماتي يتعلق بالتواب منها محلي خدماتي متعلق بتيار المستقبل ومنها سياسي لذا فإن الخصوم السياسيين تحسن موقعهم بنسبة 4 أو 5% لأن الفريق الذي يمثله الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي انتقل إلى جانبهم.
# هل تعلقون الآمال على الانتخابات القادمة؟
- بالنسبة لنا كل شيء مرتبط بالانتخابات، فأي عملية سياسية هي إيجابية أياً كانت نتيجتها بالتأكيد نحن نعلق الآمال على انتخابات 2013 أياً كانت النتيجة. نعلق الآمال بالربح في الانتخابات القادمة نعتبر انه لدينا المقومات لنربحها وإذا حصل ثغرات في الانتخابات الفرعية، فهذه الانتخابات ثغراتها أقل من الانتخابات الفرعية التي حصلت بالضنية عام 2010 والتي كان وضعها أصعب من انتخابات الكورة.
طاولة المواربة الوطنية
# بالنسبة للحوار الوطني، ألا تعتبر ان عدم مشاركة قوى 14 آذار/مارس فيه تعطيل طاولة الحوار التي تجمع كل الاقطاب السياسية؟
- اسمحي لي بإعطاء رأيين:
أولاً رأيي الشخصي: شاركت في طاولة الحوار عدة مرات، في العام 2006 في مجلس النواب مرتين وشاركت في سان كلو وثم في الدوحة. اعتبرها طاولة المواربة الوطنية التي تضع على الطاولة كل المواضيع التي لا نستطيع أن نحلها ليقال بأنه يجري البحث فيها. لا إنتاج فيها، لدرجة انه لدي انطباع ان هذه طاولة التكاذب وطاولة الكذب على اللبنانيين.
حتى عندما تنجز هذه الطاولة لا يتم تطبيق ما تم الاتفاق عليه، اتفقنا على ترسيم الحدود مع سوريا لم ينفذ، اتفقنا على سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لم ينفذ، واتفقنا على بند الاستراتيجية الدفاعية ومع ان منهم يرفضون بحثها فأنا شخصياً غير مقتنع بطاولة الحوار وأعتبر انها مجرد وهم اعلامي ولا تأثير له بالحياة السياسية الفعلية والدليل ان عمليات الاغتيال سارية والاضرابات وقطع الطرقات في ظل انعقاد طاولة الحوار.
ثانياً: في قوى 14 آذار/مارس كان هناك وجهتا نظر واحدة للقوات اللبنانية وأخرى لقسم من تيار المستقبل وحزب الكتائب إنما ماذا جرى؟ لم يعد هناك مقومات للحوار. فرئيس الجمهورية دعا للحوار للبحث في الاستراتيجية الدفاعية وإذ بنا نفاجأ بالنائب محمد رعد يتحدث عن الاستراتيجية التحريرية. وبعدها يظهر السيد حسن نصرالله ليقول ان الاستراتيجية الدفاعية هي بقاء المقاتلين في الجنوب 33 سنة. فإذن نسفوا المبدأ الأول من الحوار.
ثانياً إن وزارة الاتصالات والحكومة الحالية ترفضان إعطاء داتا الاتصالات للأجهزة الأمنية أي انها كانت تقول لنا انها على ثقة بموظفي ألفا وتاتش أكثر من الاجهزة الأمنية التابعة لها. وهذا الأمر مستغرب وفي الوقت نفسه يحصل عمليات إجرامية وعمليات اغتيال لا نستطيع الكشف عنها لأن الداتا كانت ناقصة.
ثالثاً: عمليات الاغتيال كانت مستمرة ولا يتم تأمين الحماية التامة لقيادات 14 آذار/مارس.. فالنائب بطرس حرب سحبت منه الحماية الاضافية.
رابعاً: في عملية اغتيال النائب بطرس حرب طلب القضاء بالتحقيق مع شخص اسمه محمود الحايك.. تبين وقيل انه تابع لحزب الله وبالتالي رفض حزب الله التحقيق معه لأنه تابع لجهازه الأمني.
الوضع السوري والأمني
# هناك رهان على سقوط النظام السوري.. ماذا لو بقي النظام؟ وإذا سقط ما هي تداعياته على لبنان؟ هل نتجه نحو الاسوأ أم الافضل؟
- نحن لا نراهن على سقوط النظام في سوريا، موقفنا مما يجري في سوريا يستند على ثلاثة بنود:
- الدعم السياسي للشعب السوري.
- الدعم الاعلامي.
- الدعم الانساني للنازحين معيشياً وطبياً.
وهكذا يختصر موقفنا مما يجري في سوريا.
# كيف تصف الوضع الأمني في لبنان، ألا تخشى من الاغتيالات؟
- إذا قلنا ان الوضع الأمني في لبنان جيد فهذا أمر لا يصدق. لقد حصل في الآونة الأخيرة سلسلة من محاولات الاغتيال بدءاً من د. سمير جعجع وصولاً إلى الشيخ بطرس حرب حتى اكتشاف إمكانية تعرض النائب سامي الجميل إلى الاغتيال.
كل هذا خلق جواً غير سليم في البلد، في الوقت نفسه كان هناك مسألة منع الداتا على الاجهزة الأمنية وعدم تأمين حماية للسياسيين إضافة إلى الاضطرابات الاقتصادية نتيجة السياسات الاقتصادية العقيمة للحكومة لذلك نشهد تردياً اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً.
غياب الحريري وأحداث طرابلس
# إلى اي مدى يؤثر غياب الرئيس سعد حريري على المشهد السياسي وعلى تيار المستقبل بشكل خاص؟ وهل سيعود في فترة قريبة؟
- ما من أحد يغيب عن الساحة إلا ويكون له تأثير فكيف إذا كان الغائب الشيخ سعد الحريري نجل رفيق الحريري. فالتأثير سيكون على تيار المستقبل تنظيمياً وسياسياً وقاعدة 14 آذار/مارس.
ولكن ضرورة وجوده في الخارج قد تكون أهم من الخسائر التي قد يتعرض لها.
أما عن عودته فهي مرتبطة بأسباب سياسية وأمنية.
# كيف تصف عمل المحكمة الدولية بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على انطلاق العمل بها؟
- المحكمة تسير بشكل طبيعي خصوصاً بعد ان أجبرت الحكومة على تمويلها. والمحكمة واقع موجود لا يمكن تجاوزه وهي تشكل انتصاراً كبيراً للديموقراطية اللبنانية ولكننا ما زلنا نعيش تحت رحمة السلاح.
# من تحمّل مسؤولية ما يجري في طرابلس والشمال؟
- تيار المستقبل أخذ موقفاً منذ حوالى السنة وطالب الحكومة بدخول الجيش إلى طرابلس ونزع السلاح. لكن الحكومة لم تأخذ هذا الموقف.. مع العلم انها لو اتخذت هكذا موقف لكنا مرتاحين.
لذا أحمل الحكومة المسؤولية بالدرجة الأولى لكونها لم تسمح للجيش بأخذ دوره.
حوار: فاطمة فصاعي
- 'الشراع'
إعادة هيكلية المجلس الوطني السوري ستشهد حضوراً جديداً للتيار الناصري في سوريا الذي يمثله التيار الشعبـي الحر
- 'الشراع'
'حزب الله' يسعى لتغيير مفصلي في لبنان لتعويض خسارته النظام السوري
أشارت أوساط مطلعة الى ان مخاوف حزب الله من تغييرات مفصلية في سياق الوضع الاقليمي، ومن بينها سقوط النظام السوري ستدفعه جدياً لإجراء تغيير مفصلي في أساس الصيغة السياسية اللبنانية، مستنداً الى ما حققه من بناء ترسانة عسكرية وصاروخية، وقوة سياسية، وهذا التغيير يتيح للحزب التعويض عما سيلحقه من أضرار، ومن خسائر ومن فقدان أوراق حساسة في حال سقوط النظام السوري.
واعتبرت الاوساط نفسها ان حزب الله يلجأ الى طاولة الحوار بقصد تمرير ما يخطط له في إطار الدستور وتكريس حالات دستورية قد يستفيد منها في المستقبل.
وقال عضو كتلة ((نواب القوات اللبنانية النائب شانت جنجنيان في اتصال مع ((الشراع)) في هذا الصدد: ((ان حزب الله لا يعير طاولة الحوار أهمية، إنما يدعو إليها في كل مرة يشعر فيها بحاجة لتمرير الوقت وبأقل خسائر ممكنة، وكأن حزب الله مصر أن يتجاهل ان عجلة التغيير تسير الى الأمام، ولا يمكن أبداً إيقافها، لذا عليه ان يبادر الى البحث جدياً في طريقة تجعله يندمج فعلياً في إطار الدولة الشرعية، بحيث يكون الجميع تحت سيادة الدولة والقانون.
- 'الشراع'
ألقت وحدة مكافحة التجسس في حزب الله القبض على خلية تضم أطراً من الحزب تعمل لصالح الاستخبارات الاسرائيلية، من بين أفرادها عضو في بلدية بقاعية محسوبة على الحزب وموظف آخر في البلدية نف