- مجلة 'الشراع'
كلهم أحمد جبريل
حسن صبرا:
لم يكتف حافظ الاسد برفض توفير غطاء للدبابات التي ارسلها صلاح جديد الى الاردن لمساندة المنظمات الفلسطينية المشتبكة في صراع دموي مع الجيش الاردني في ايلول/ سبتمبر 1970، بل انه حين استنجد به ياسر عرفات لتوفير سيارات اسعاف لنقل جرحى المعارك من الفلسطينيين قال له عبر موفده حكمت الشهابي: ((بيصير خير)).
والخير عند الاسد الأب ان منع الفلسطينيين الهاربين من جحيم المعارك في عمان والمناطق الاردنية الاخرى، من دخول الاراضي السورية الاّ مروراً نحو لبنان لتفجير الحرب الاهلية فيه تمهيداً لاحتلاله من قبل الاسد الأب ثم الابن بعد ذلك.
وحده احمد جبريل تمتع برعاية حافظ الاسد، وألحقه بأحد فروع استخباراته عميلاً بدرجة أمين عام للجبهة الشعبية – القيادة العامة.
كم هو وفي احمد جبريل،
انه ((الفلسطيني)) الوحيد، بين ملايين ابناء الارض السليبة المقاتل اليوم دفاعاً عن بشار الاسد، وفاء لدين والده الذي مكنه من وضع اسمه ضمن خارطة المنظمات الفلسطينية، التي حملت لسنوات صفة المقاومة او الممانعة.
كل الموبقات التي قرر حافظ وبشار الاسد رميها ضد الفلسطينيين والعرب والعالم نفذها احمد جبريل.
كل الاغتيالات والمهمات القذرة التي قررها حافظ وبشار ضد لبنانيين وعرب نفذها احمد جبريل.
أرسل حافظ الاسد احمد جبريل الى طهران ليبدي تدروشاً ويطلق لحيته ليحصل على دعم مادي يعجز عنه نظام الاسد.
ترك بشار الاسد احمد جبريل كمسمار جحا محتلاً أنفاق الناعمة مشرفاً على مطار رفيق الحريري الدولي، محتلاً اراضي لبنانية على الحدود السورية، ليعيق فيها تنفيذ قرارات ترسيم الحدود بين البلدين.
آخر ((انجازات)) ديون احمد جبريل لآل الاسد تأجير شبيحته ليقاتلوا ضد ابناء الشعب السوري الذي آواه وأطعمه من جوع وآمنه من خوف.
يحتل احمد جبريل ركناً مهماً في مخيمات الفلسطينيين في سوريا وعناصره من استخبارات الاسد العسكرية (من علي دوبا الى آصف شوكت الى علي المملوك..).
أرسل احمد جبريل عشرات الفلسطينيين ليقتلوا على حدود الجولان في 2011، في محاولة لسحب أنظار العالم عن ثورة الشعب السوري ضد الوحش الذي يحكمه.
لم يعد أمر احمد جبريل وشبيحته غائباً عن أذهان الفلسطينيين، لذا يسجل لأبناء المخيمات في دمشق انهم وخلال عدة اشهر خرجوا عدة مرات في تظاهرات ضد احمد جبريل هذا واصفة اياه بالخائن العميل.
ما هذا المصير لهذا الذي ارتضى لقب الخيانة من شعبه مقابل صفة الوفاء لآل الاسد.
وكم من احمد جبريل في صفوف الكتبة والسياسيين والمثقفين الذين يرفعون رايات العروبة ويطلقون البكائيات على شعب فلسطين، فلما ارتكب بشار الاسد المجازر تلو الاخرى ضد ابناء فلسطين في مخيماتهم في سوريا أداروا ظهورهم وراحوا يشغلون أسطوانة المقاومة والممانعة السورية.
ما معنى هذا الحلف الجهنمي بين حزب الله ونظام بشار القائم على أكذوبة المقاومة والممانعة، ووحش سوريا يقتل الفلسطينيين في مخيماتهم؟
ما معنى صمت هؤلاء القومجيين من يتامى استخبارات الاسد الاب والابن، الذين يدبجون الكلام المنمق دفاعاً عن فلسطين، فلما يقتل معلمهم ابناءها يلعقون أحذية أتفه رجل استخبارات يأمرهم بالتصريح او الظهور على شاشات الفضائيات دفاعاً عن المقاومة والممانعة.
احمد جبريل ليس وحده.. فحـوله شبيحة تقتل ابناء فلسطين جسدياً، وشبيحة يلعقون الاحذية وهم يتحدثون ليل نهار عن المقاومة والممانعة المجسدة في هذا الوحش الذي يمعن في قتل السوريين والفلسطينيين واللبنانيين.
- 'الشراع'
انهم الحجاج الفارسي
حسناً سنصدق الاعلام الرسمي الايراني الكذوب، بأن الايرانيين الـ48 الذين أسرهم الجيش السوري الحر في دمشق وهم في طريقهم إلى مطارها الدولي للمغادرة، هم زوار حسينيون جاؤوا لزيارة السيدة زينب والتبرك برخام مقامها وشراء البرازق وبيع بعض المشغولات الإيرانية لتوفير مصاريف الزيارة ثم المغادرة.
صدقنا الكذوبين.
ولكن لدينا بعض الاسئلة ونحن نعرف ان الكذوب يحمل عادة في بدنه لا يغيرها إلا كفنه.
السؤال الأول: ما الذي يفعله إيرانيون في بلد تقول حكومتهم انها مستعدة للقتال ضد العدو الذي يهدد سوريا وهم يزورونها للسياحة الدينية؟
السؤال الثاني: ماذا يفعل إيرانيون كلهم في عمر الشباب في بلد يحمل فيه الشباب السلاح لإسقاط نظام يعتبره نظام بلدهم الإيراني حليفاً استراتيجياً له؟
السؤال الثالث: ألم يرتدع نظام إيران الشعوبي من أسر 22 إيرانياً في حمص منذ أكثر من سنة، وأهاج الدنيا للحصول عليهم، وفاوض تركيا وقايض أميركا من أجل تحريرهم؟
السؤال الرابع: ان لم يكن هؤلاء الـ48 ((حاجاً)) من الحرس الثوري، فهل يتنبه العالم إلى وجود عشرات بل مئات الخبراء الايرانيين في مجالات الامن، الاتصالات، النفط، التدريب، كلهم موجودون في سوريا لخدمة نظام عائلة الأسد؟ ولماذا لا يكون هؤلاء الـ48 منهم.
السؤال الخامس: عندما يأمر النظام الفاشي في طهران أدواته في لبنان (حزب الله) وفي العراق (جيش المهدي) بالتوجه إلى سوريا لقتل الشعب السوري.. فهل كثير عليه أن يرسل بعضاً من عناصره للمساهمة في هذا الإرهاب الذي يواجه الشعب السوري العظيم؟
السؤال السادس: هل استفاق نظام الارهاب في طهران إلى وجود ثورة شعبية قادرة على حمل السلاح، وجيش حر يتمتع بهذا القدر من الحرية في التنقل.. وأسر الإرهابيين الذين جاؤوا لقتل الابرياء السوريين، أم ما زال يعتبر ان الأمور في سوريا عادية وطبيعية؟
السؤال السابع: يقول بشار الأسد انه سيطر على دمشق، وأسر الإيرانيين حصل في دمشق، فهل هو متواطىء في أسر هؤلاء الإيرانيين الحجاج، أم انه كان يكذب في الأصل كالعادة؟
السؤال الثامن: أين هو المزار الذي كان حجاج إيران الـ48 يزورونه في دمشق وهم قادمون من ريف دمشق، وكل سوري عارف يدرك أن لا مزار لأي ولي من الاولياء في هذا الريف؟
السؤال التاسع: هل أدرك النظام الإرهابي في طهران ان الأسرى الـ48 من عناصره سقطوا نتيجة معلومات استخباراتية يملكها الجيش السوري الحر الذي لاحقهم من لحظة خروجهم من أحد المقرات الامنية في ريف دمشق إلى طريق المطار حيث أمكن له اعتقالهم في وضح النهار في عملية أمنية منظمة فائقة الدقة؟
السؤال العاشر: أين أصبح هؤلاء الـ48 أسيراً إيرانياً؟ كيف يمكن اخفاؤهم، ونقلهم؟ ألا يدل هذا على تقدم تنظيمي كبير وقدرة أمنية فائقة حتى يمكن لجيش في مواقع حربية أن يحتفظ بهذا العدد (48) وهو ليس أسيراً واحداً أو اثنين أو ثلاثة.. انهم 48 أسيراً يشكل أسرهم وتأمين نقلهم والاحتفاظ بهم مسؤولية كبيرة لا تقدر على إكمالها إلا دول.. وفي حالة سلام ووجود مؤسسات وسجون؟
السؤال الحادي عشر: ألا يعني كلام أحد مستشاري علي خامنئي محسن رضائي (قائد سابق للحرس الايراني) ان سقوط بشار سيجعل الدور القادم على إيران، ان طهران تخوض في سوريا معركة الدفاع عن نفسها؟ وبالتالي فهي ترسل آلاف الإيرانيين ليقتلوا مواطنين أبرياء يريدون العيش بحرية وكرامة؟
ألا يكفي هذا تفسيراً للهمجية الايرانية في العدوان المستمر على شعب سوريا العظيم؟
السؤال الثاني عشر: لم يعرف تاريخ زيارات الحجاج الإيرانيين الحقيقيين إلى العراق وسوريا حافلة أو طائرة واحدة تضم رجالاً فقط، فجميع رحلات الزيارة الحقيقية تضم رجلاً وزوجه، رجالاً وأزواجهم وفي كثير من الاحيان أولادهم أيضاً.. إلا هذه الزيارة لـ 48 رجلاً فقط.. فأين النساء إذا كانت الزيارة للمراقد فعلاً.
للمعلومة فقط: يستحيل على أي رجل إيراني أن ((يزور)) دون زوجه، فالقرار في كل بيت إيراني هو للزوج أي للمرأة أولاً.. واسألوا أي إيراني ان كنتم متشككين.
السؤال الثالث عشر: في تاريخ الزيارات الايرانية لسوريا والعراق كانت أعمار الحجاج دائماً بين مراهق وشاب ورجل وهرم.. انظروا هل رأيتم بين الأسرى الـ48 مراهقاً أو عجوزاً.. أليسوا كلهم من الشباب القادرين على حمل السلاح، أو العاملين في مجالات الخبرة.. أمناً، نفطاً، اتصالات؟
ربما هناك أسئلة أخرى، لكن نظام الإرهاب في طهران عاجز عن الاجابة عن سؤال واحد منها.. وهو لا يملك للرد إلا الكذب سلاحه الدائم.. المستهلك.
- 'الشراع'
لا تلوموا عباس ابراهيم
نحن لا ندافع عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المتهم بترحيل عدة مواطنين سوريين إلى وطنهم يعرف الجميع ان معظمهم مطلوب للنظام المتوحش الذي يحكم بلده بالقتل والارهاب والنهب والشبيحة.
((من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنه قتل الناس جميعاً))
فعباس ابراهيم هو ابن البيئة الشيعية التي تعيش خداعاً فظيعاً بأن سقوط وحش سوريا تحت أقدام الشعب السوري سيترك الشيعة وحيدين في لبنان دون سند مذهبـي يمثله النظام العلوي الحاكم في سوريا منذ خمسين سنة، لذا جاء سعيد جليلي الفارسي إلى لبنان ليطمئن شيعة لبنان إلى ان حمايتهم مستمرة بقوة إيران بعد سقوط بشار.
انه الخداع نفسه الذي عاشه شعب مصر حين استقبل بالملايين أنور السادات الذي سقط في إسرائيل في 19/11/1977. ثم استفاق بعد عدة سنوات، فعبر عن يقظته بمقاطعته جنازة السادات التي شهدت حضور أربعة رؤساء جمهورية أميركان.
فعباس ابراهيم ينفذ تماماً المهمة التي جاء من أجلها إلى الأمن العام خلفاً أصيلاً لأول مدير أمن عام شيعي في تاريخ لبنان جميل السيد.
لاحظوا ان الاستقبال الذي جرى لعباس ابراهيم في قريته الجنوبية بعد تعيينه في وظيفته الأمنية، يشبه من حيث حشد حزب الله واعلامه، الاستقبال الذي نظمه الحزب المذكور لجميل السيد حين أخرج من السجن بناء لطلب من المحكمة الخاصة بلبنان بعد دخوله لمدة أربع سنوات وأكثر بتهمة الاشتباه به بالتخطيط لقتل الرئيس المظلوم رفيق الحريري ورفاقه يوم 14/2/2005.
المشكلة، إذن، ليست في عباس ابراهيم، ولو جاء حسن أو حسين أو عبد الحسين أو عبد النبـي أو محمد المهدي أو الهادي إلى الأمن العام لما تصرف إلا بما يفعله عباس ابراهيم اليوم.
المشكلة في حالة الخداع التي يعيشها معظم الشيعة في لبنان، الذين بلغت سذاجة أو خداع بعضهم لنفسه قناعته الكاملة بأن ما يجري في سوريا هي حرب كونية يشنها العالم ضد الشيعة، وان على الشيعة ان يتماسكوا وأن يدعموا بعضهم بعضاً في مواجهة مصيبة سقوط بشار الاسد ونظامه العلوي.
الخداع النفسي الذي يجعل أهالي قرى عديدة في جبل عامل والبقاع والضاحية يكتمون كل خبر أو إشارة عن دفن عشرات مقاتلي حزب الله الذين أرسلهم الحزب المذكور إلى سوريا لقتل المدنيين وقنص الابرياء في مدن وقرى سوريا والمشاركة في دك أسقفها فوق رؤوس الآمنين والخائفين من همجية آل الأسد وعصاباتهم.. وعادوا جثثاً تدفن سراً ولا يتحدث أحد عن غيابهم أو جرائمهم أو قتلهم.
لذا،
لن تستفيق البيئة الشيعية الى حالتها الشاذة منذ عدة سنوات الا بعد سقوط النظام العلوي في سوريا، والا بعد ان تستفيق شعوب ايران الفارسية والعربية والكردية والبلوشية والآذارية الى حقوقها في إسقاط هذا النظام العنصري الشعوبي التوسعي الحاكم بقيادة علي خامنئي.
شيعة لبنان سيستيقظون الى حقيقة انتمائهم الى وطنهم، بعد ان يتخلصوا من أوهام انهم أشرف الناس وأخلص الناس وأنظف الناس، التي زرعتها العنصرية الفارسية عبر أمين عام حزب الله وثقافته في نفوسهم وهم يعيشون في الضاحية الجنوبية تحديداً أسوأ أوضاع تعيشها مجموعة بشرية في لبنان من حيث سيادة المخدرات والاغتصاب والسرقات ونهب المال العام والخاص.
يستيقظ شيعة لبنان الى هذه الحقيقة الوطنية بالمصالحة مع ابناء الوطن الآخرين، حين يتخلصون من أوهام انهم براغٍ او أوتاد في آلة او خيمة ايران النووية العبثية.
سقوط الاسد وصحوة شعوب ايران ضد الطغمة الشعوبية، كفيلان بيقظة شيعة لبنان الى وطنيتهم وانتمائهم الى بلد فيه مسلمون غيرهم وفيه مواطنون غيرهم وفيه دولة تمثلهم ومؤسسات تحميهم.. من جيش وأمن عام وقوى أمن داخلي وقضاء ومجلس نواب ومجلس وزراء ورئاسة جمهورية.. عندها يصبح عباس ابراهيم وغيره ممثلاً لدولة يطمئن فيها ابناء الوطن الى انهم محميون بشرائع الوطن ودستوره وقوانينه ولا احد معلقاً بعرقوبه المذهبـي، ولا أحد يملك ان ينفذ تعليمات المذهب الذي ينتمي اليه، او يحميه هذا المذهب مهما ساد خاطفوه، ومهما طالت عملية الخطف.
وأخيراً،
انه ليس دفاعاً عن موظف كبير في اي جهة أمنية، بل هو استرشاد لواقع الحال الشاذ في لبنان لن يعيده الى طبيعته الاّ سقوط بشار وصحوة شعوب ايران.
- 'الشراع'
الامين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي لـ'الشراع':
خمس المكاسب غير شرعي والمنابر الحسينية باب للتفرقة
المنبـر الحسيني تحول الى مثار للفتنة وبات باباً للتفرقة
*الكذب يميت ذكر آل محمد ويمحو أمرهم
*مسألة انتظار الامام المهدي تحولت الى مدخل لتعطيل شرع الله مثل صلاة الجمعة والجهاد
*الفقه الشيعي أفرغ الزكاة من مضمونها
*خمس المكاسب استيلاء على أموال الناس بالباطل
*الحديث عن عدم وجوب خمس المكاسب يهز الحوزات والمؤسسات المالية الدينية ويقوضها
*الوقوف في وجه السنة جريمة تحركها دوائر شيطانية تخدم مشاريع يزيد
*علينا ألا نستثمر عاشوراء في بازار الصراعات المذهبية وخلق فتن بين المسلمين والكذب على بسطاء المؤمنين
أجرى الحوار زين حمود
تركز هذه الحلقة من الحوار المطول مع الامين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي على قضايا فقهية حصل ويحصل حولها التباس لدى الفقهاء والعامة على حد سواء، كفريضة الزكاة وخمس المكاسب. وفي هذا السياق أطلق الطفيلي ثورة فقهية معتبراً ان الفقه الشيعي ابتعد عن الزكاة لصالح تكريس خمس المكاسب ((غير الشرعي)) فريضة واجبة، وذلك لتمويل الحوزات العلمية والمؤسسات الدينية الذي من دونه تنهار.
كما يتطرق الطفيلي الى طقوس عاشوراء وفي رأيه ان المنابر الحسينية تحولت الى مناسبة للتفرقة من خلال خطابها المذهبـي، فضلاً عن تحويل الكثير من المساجد الشيعية الى مكان للمعصية.
وفي ما يلي تتمة حوار الحلقة السابقة.
# ما ينطبق على المعممين أمر ينطبق أيضاً على قارئي العزاء في المجالس الحسينية، فهذه الصفة أصبحت حرفة وباباً للإرتزاق..
- أنا لست ضد الارتزاق من المنبر الحسيني، هذا ليس أمراً شائناً لكن هناك مسألة أخرى وخطيرةً وهو تحويل المنبر الحسيني الى مثار للفتنة المذهبية. أغلب قراء التعزية يوجهون الكلام وكأنه صراع مذهبي، وكأن المسألة سنية – شيعية. نحن نعرف، ونعرف عن يقين ان المسلمين كل المسلمين يتبرأون مما فعل يزيد وهم لو كانوا في كربلاء لكانوا مع الامام الحسين وليس مع يزيد. الشافعية والحنبلية والمالكية والحنفية وكل المذاهب الاسلامية، أبو حنيفة كان من أشد المناصرين لأهل البيت وكان مع ثورة ابراهيم بن عبدالله بن الامام الحسن، لكن مع هذا فإن قراء مجالس التعزية بطريقة مقصودة او غير مقصودة يوجهون الحديث بشكل مذهبـي، وهذا امر خطير، وبدل ان يكون المنبر الحسيني موحداً للمسلمين بات باباً للتفرقة. بدل أن يكون المنبر الحسيني جامعاً للكلمة ويوجه المسلمين للدفاع عن دينهم كما فعل الامام الحسين يتحول الى عنصر استفزازي داخلي يسيء إلى المسلمين.
للأسف تحول المنبر الحسيني الى حفلات كذب على الله ورسوله وأهل البيت تروى من فوقه أقاصيص وحكايات من محض الخيال وينقل عن رسول الله وأهل بيته الكثير مما لم يصدر عنهم حتى ليظن البسطاء ان هذه الروايات صحيحة ومعتمدة يذهب المسلم ليشارك في مجلس عزاء قاصداً الثواب والأجر وإذ به يشارك في حفل كذب آثم، ثم لا يجد من ينكر ذلك رغم كونه حراماً بيناً. فإن الجلوس تحت منابر الكذابين والاستماع إليهم إغراء لهم وتشجيع على الإثم والمجالس التي هذا شأنها مجالس يحارب فيها الله ورسوله وأهل البيت فإن إحياء ذكرى آل محمد لا يكون بالكذب فإن الكذب يميت ذكرهم ويمحو أمرهم رحم الله من أحيا أمر محمد وآل محمد بصادق القول لا بكاذبه وبرزت في السنوات الاخيرة أساليب آثمة في النوح على أهل البيت ومدحهم في مناسباتهم أدخلت هذه المناسبات في سباق مع مجالس الطرب والغناء وفي استعمال الآلات والالحان وفي ما تعارف عليه أهل الفسوق من حلقات الطرب وحركاته وقد شكل حضور من هم في سمة أهل الشرع والعمائم هذه الحفلات وعدم النهي عنها ونشرها قناعة لدى الجهلة بجواز ذلك وانه مما يسمح الشرع فيه وهو في الحقيقة من بلاء آخر الزمان الذي أصبح فيه المعروف منكراً والمنكر معروفاً أهل البيت لا ينصرون بالكذب ليسوا بحاجة الى ان نكذب لننصرهم، من يحتاج الكذب لنصرته فهذا ليس أهلاً لينصر. أهل البيت بحاجة للصدق والكلمة الصادقة والطاهرة والنـزيهة والشريفة، هذه رسالتهم، هذا أدبهم، هذه أخلاقهم.
الحسين لا يطلب الوقوف في وجه السنّة
# ماذا عن الجانب الثأري الذي تتسم به هذه المجالس؟
- لم يخرج الإمام الحسين في صراع قبلي بين بني أمية وبني هاشم ولم يخرج في صراع مذهبي ديني، الإمام الحسين خرج لأنه كان هناك ظلم في المجتمع وخروج عن الشرع الشريف، أراد ان يعيد الامور الى نصابها، الاقتداء بالإمام الحسين ليس بقتل أطفال المسلمين وهدم بيوتهم وإشعال الفتن المذهبية وإنما بمواجهة الظلم في العالم بالطريقة والاسلوب والرؤية والشجاعة التي واجه بها الإمام الحسين يزيد بن معاوية. الإمام الحسين يدعونا الى ان نقف في وجه الظلم الإسرائيلي في وجه محدلة الاستكبار الدولي والجرائم التي ترتكب في العالم، الإمام الحسين يدعونا الى أن نقف مع كل مظلوم في العالم في وجه كل ظالم.
الإمام الحسين ليس شيعياً يطلب منا ان نقف في وجه السنّة، هذه جريمة تحركها بعض الدوائر السياسية لأغراض شيطانية دنيوية تخدم مشاريع يزيد ومن سلك مسلكه حتى هذا الزمن.
# يقال ان السيرة الحسينية قبل انتشار الاسلاميين بهذا الشكل كانت واضحة ومحددة وتتناول السيرة كما هي. أما اليوم وبعد انتشار الاسلاميين وتنامي قوتهم جاءت المجالس بما جاءت به من تضخيم وتخيلات، ألا يتحمل الاسلاميون المسؤولية عن ذلك؟
- اساساً، حينما يتحدث المتحدثون عن بداية إحياء عاشوراء يتحدثون ان الإمام الصادق استمع الى قصيدة في رثاء الإمام الحسين، وبين الإمام الصادق والإمام الحسين يوجد مسافة زمنية.
# قصيدة لمن؟
- انها لجعفر بن عفَان الطائي.
# من طائي؟
- نعم، على هذه يعتمد من يحيون مراسم أهل البيت، ويجب الاعتماد على الصحيح من الروايات والروايات الصحيحة في هذا الميدان نادرة. نعم كانت قبل فترة المراسم في هذه المناسبة محدودة وليس عليها هذه الاضافات أقول ان علينا أن نتقيد بحدود الروايات الصحيحة وبحدود ما أمر الله، بحدود خدمة الاسلام، ولا يجوز ان نستثمر هذه المسائل في بازار السياسة وفي بازار الصراعات المذهبية وخلق فتن بين المسلمين والكذب على بسطاء المؤمنين.
# ما رأيك في هذا المجال باللطم والتطبيـر وما الى هنالك من مظاهر دامية مرتبطة بالمناسبة وفيها تعذيب للنفس وإسالة دماء..؟
- هذه مسألة تدخل تحت عنوان كونوا لنا دعاة صامتين وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إذن المسلمون مأمورون ان يقدموا أفضل وأحسن وأنقى وأزهى صورة عن الاسلام وعن المنطق الاسلامي والمسلك الاسلامي للأمم ولأنفسهم وللجميع، وأي مظهر يمكن ان يخالف هذه القواعد لا يجوز اعتماده ويجب تركه بناء على هذه الادلة الواضحة.
# تحدثت عن استخدام المساجد بشكل فردي وعدم الالتزام بالصلاة خلف امام الجماعة، هذا يطرح سؤالاً حول صلاة الجمعة غير الملزمة حسب بعض الفقهاء في ظل غياب الإمام المهدي المنتظر..
- اللافت للنظر ان مسألة انتظار الإمام المهدي لدى كثير من فقهاء الشيعة تحولت الى مدخل لتعطيل شرع الله في بعض المجالات، لأن حسب زعم هؤلاء لا تعقد صلاة الجمعة إلا بحضوره أو حضور نائبه وهو أمر يلزم الوقوف عنده فبحجة غياب الإمام أسقطوا وجوب صلاة الجمعة مع العلم ان صلاة الجمعة من أبرز شعائر الاسلام، نزلت فيها سورة في القرآن الكريم يلتزم بها المسلمون من أيام رسول الله (ص) وأيام أهل البيت عليهم سلام الله حتى بعد عصر الغيبة. كيف يمكن لفقيه ان يعطل صلاة الجمعة لا يجوز ان نحول مسألة الانتظار الى باب لتعطيل شرع الله. أضف الى مسألة أخرى عطلها كثير من الفقهاء تحت عنوان الانتظار، وهي موضوع الجهاد، زعموا انه سقط التكليف به في عصر الغيبة حتى ان بعضهم لم يذكره في كتبه الفقهية لأنه لا يجوز الجهاد حسب هؤلاء في ظل الغيبة. والغيبة امتدت حتى الآن حوالى 13قرناً تقريباً وقد تمتد الى عشرات القرون، كيف يمكن للأمة أن تعيش بدون القدرة على حماية نفسها وبدون القدرة على الدفاع عن نفسها، يمكن ان يقول قائل لا نحن في حالات الدفاع نعلن الجهاد، هذا كلام، الجهاد جهاد ان كان دفاعاً أو هجوماً. اليوم موضوع القوة هو مقدمات قبل ان يكون نتائج وهو اعداد ومصانع وأسلحة وتطور علمي وكل هذه الامور، هل يمكن ان نخضع شرع الله والجهاد الى مزاج فقهي لشخص ما أو لأكثر، تصوراً ان غيبة الإمام ستمتد لسنوات قليلة أو لفترة وجيزة وبالتالي كيف نلغي أحد أهم أبواب الفقه، لهذا مفترض ان يعاد النظر بكل هذا لأنني أتخوف من ان نصل في يوم من الايام نتيجة خطأ هنا وفتوى في غير محلها الى إسقاط مجمل أبواب الفقه كما حصل لبعض المذاهب التي كانت إسلامية وتخرج من الاسلام بكل تشريعاته وبكل بياناته وهذا أمر خطير، حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة.
# بالنسبة للإمام المهدي المنتظر، ثمة الكثير مما ينسج اليوم خاصة في موضوع علامات الظهور، علماً ان المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله سبق ان أكد لـ((الشراع)) ان الإمام المهدي نفسه لا يعرف مواقيت ظهوره، وان الله عز وجل وحده مختص بهذه المسألة، وبالتالي فإن كل ما يشاع عن علامات الظهور هي لاستخدامات سياسية وحزبية. هل توافق على ان ما يشاع اليوم هو ترويج لثقافة تسيء حتى للإمام المهدي؟
- أولاً حول هذا الموضوع يوجد روايات كثيرة هي من محض الخيال وصناعة سياسيين وفاشلين، وعلى المرء الذي يخوض في هذا الامر ان يكون ماهراً لمعرفة الحقيقة. وهناك امرآخر وهو انه عادة الكثير من الناس يسارع مع تصاعد الاحداث واضطراب الامور الى الغيب واستجلائه وقراءته والحديث عما يمكن أن يعالج بعض المشكلات النفسية لديهم وان كان ليس لها واقع واليوم الكثير يذهبون بهذا الاتجاه بسبب هذه الحيثية.
موضوع النصر الذي وعدنا الله به في قرآنه الكريم ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون))، هذا أكيد، وهذا الوعد موجود في كل الرسالات السماوية وليس فقط في الإسلام، في اليهودية تجد هذا الوعد، وفي المسيحية تجد هذا الوعد وعند كل المذاهب الاسلامية تجد هذا الوعد. الآن هناك اختلافات في بعض التفاصيل، تكثر أو تقل هنا أو هناك ولكن الوعد الإلهي بنصر الحق وملء الأرض بالعدل أمر أكيد، متى؟ كيف؟ هذا موضوع، نعم لا يعرفه إلا الله علا وعز شأنه الكريم.
# تحدثت عن ترك صلاة الجمعة ماذا عن الزكاة؟
- اليوم عند الشيعة لا يوجد زكاة تقريباً، الشيعة بشكل عام بأغلبيتهم الساحقة ليس عليهم زكاة مع العلم ان الشرع الشريف والقرآن الكريم أكدا على فريضة الزكاة. والزكاة عماد قيام الدولة وعماد دفع الفقر عن الفقراء والمساكين.
# حتى بوجود دولة غير إسلامية؟
- نعم، وهذا أمر يجب ان يفهمه أي فقيه أو أي قارىء ان هناك خللاً. القرآن الكريم يتحدث في عشرات الآيات عن الزكاة والروايات كثيرة في هذا الباب والمسلمون دفعوا الزكاة خلال قرون وقرون، واليوم حين يبحث المؤمن عن زكاته ضمن الضوابط الفقهية لدى الشيعة الاثني عشرية في الاغلب لا يجد ما يخرجه.
# لكن الضرائب في أية دولة تأخذ ما يزيد عن الزكاة وخاصة مع الضريبة على القيمة المضافة فضلاً عن الضرائب المباشرة..
- أتحدث عن الزكاة الشرعية الفقهية. وهنا ينبغي ان ندرك ان هناك خللاً، الفقيه الشيعي أفرغ الزكاة من مضمونها فمثلاً في الانعام لا زكاة إلا على الابل والبقر والغنم غير المعلوفة ولو لبعض الوقت ولا زكاة على كل انواع النقود إلا الذهب والفضة المسكوكة سكة المعاملة اليوم ولا زكاة على الثمار الا الحنطة والشعير والزبيب والتمر، الزكاة موجودة ضمن شروط أغلبها لا تتوافر لدى المكلفين يعني مدينة مثل مدينة نيويورك إذا أردنا أن نأخذ الزكاة الشرعية من أهلها وهي مركز الاقتصاد العالمي وأميركا تعتمد على وارداتها لإدارة دفة البلاد والعباد، لا نستطيع طبقاً للفقه الشيعي من جمع ما يكفي لعمال بلدية نيويورك من الزكاة، الفقهاء ذهبوا في استنباطهم للأحكام فيما يتعلق بالزكاة إلى مكان عطلوا الزكاة. الشيعة لا يتحدثون اليوم عما يجب عليهم من زكاة يتحدثون عما يجب عليهم من خمس، بينما في الواقع الفريضة هي فريضة الزكاة، والخمس يتعلق بالمعادن والكنوز والمغانم الحربية.
# لكن الخمس اليوم يتعلق بمداخيل الناس؟
- أضاف فقهاء الشيعة خمس المكاسب، بينما خمس المكاسب حتى القرن الثالث بعد الهجرة لم يكن مطروحاً، يعني لا رسول الله ولا الإمام علي ولا الإمام الحسن ولا الإمام الحسين ولا اي أحد من الأئمة تحدث عن خمس المكاسب، وهناك نقاش حول قبول كثير من الفقهاء القدامى بعد عصر الأئمة لخمس المكاسب الذي هو عمدة الخمس اليوم، لكن مع هذا نحن اليوم نطبق ونأخذ من أموال الناس خمس المكاسب، يعني عملياً ألغينا الزكاة وأحيينا شرعة أخرى. الزكاة التي أمر بها الله أمتناها وأحيينا شرعة أخرى لم يأمر الله بها، نحن نستولي على أموال الناس بالباطل. ليس في أموال المكاسب من تجارة وزراعة وصناعة ووظائف خمس وانما فيها زكاة. لهذا فإن المتدينين المساكين يحبون طاعة الله ويخافون من الإثم فيحملون أموالهم ويدفعونها في الوقت الذي هذه الاموال غير مستحقة.
ليس في دين الله خمس مكاسب. علينا أن نعود إلى ما فرض الله ونقرأ نصوص الزكاة بدقة أكثر لكي نلتزم بها وندفع زكاة أموالنا التي لا ندفعها. وهذا أمر يحتاج إلى ان يعيد الفقهاء النظر به ويقرأوا ملياً القرآن الكريم وشرع الله بدقة متناهية بعيداً عن المصالح والمكاسب لأنني أعرف ان الحديث عن موضوع الخمس وعن انه يجب ألا يدفع المسلمون خمس مكاسبهم سيهز الحوزات والمؤسسات المالية الدينية هزاً عميقاً بل سيقوضها ولهذا سيحاول الكثيرون الدفاع عن وجهة نظرهم وقد يستخدمون أساليب غير لائقة، لكن هذه هي الحقيقة. ليس في شرع الله خمس المكاسب. واقول لهؤلاء بقليل من الحكمة يمكن ان نأخذ الزكاة الشرعية مكان خمس المكاسب غير الشرعي في مؤسساتكم .
'الشراع'
- في معلومات مسؤول أمني كبير ان المخطوفين اللبنانيين الـ11 في أعزاز في سوريا لن يفرج عنهم قبل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
ويرى المسؤول نفسه ان كل ما نسمعه أو يشاع عن موضوع الافراج عنهم غير دقيق، ويستحيل الافراج عنهم في هذه الظروف حتى لا يدخل النظام السوري على الخط ويقطف ثمار الافراج عنهم.
وقال المسؤول نفسه انه مهما جرى من تصعيد من قبل الاهالي فإن الموضوع لن يحل قبل سقوط النظام السوري
- تقول مصادر رفيعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي ان العونيين في الكورة لم ينتخبوا بمعظمهم وان الذين انتخبوا منهم صوتوا ضد مرشحهم. وتسود حالياً حالة من التوتر الشديد في العلاقة بين الحزب القومي والتيار الوطني الحر، وتتدخل أطراف ثالثة من أجل إنهاء هذا الاشكال، وإعادة الثقة بين الطرفين.
- خطة لعمليات خارجية إذا اندلعت الحرب
ذكرت معلومات ان المجلس الجهادي في حزب الله بدأ بوضع خطة للقيام بسلسة من العمليات الخارجية في عدد من الدول الاوروبية ضد مصالح إسرائيلية وأميركية في حال اندلعت حرب إسرائيلية ضد إيران ولبنان بمشاركة الولايات المتحدة الاميركية والحلف الاطلسي.
يشرف على الخطة مسؤولون في المجلس الجهادي الإيراني الاعلى التابع للاستخبارات الخارجية الايرانية، وعدد من مسؤولي حزب الله
- أعلن بيان باسم ((سكان من قرى جبل عامل)) ان الاحداث الجارية في سوريا منذ فترة ليست بالقصيرة وخاصة ما جرى في منطقة دمشق اخيراً دفعت الى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى لبنان.
اضاف البيان: وبالرغم مما قدموه لنا من استقبال وحسن ضيافة خلال حرب تموز/ يوليو 2006 حيث قررت عائلات شيعية كثيرة التوجه الى سوريا واستقبلت من قبلهم بالحفاوة لم نستطع حتى الآن رد ما قدموه الينا لأننا لم نقم باستقبالهم في بيوتنا، نحن متأكدون بأن عدم قدومهم الينا نابع من موقف قيادات حزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله.
وقال: اننا نتفهم دعوات قيادات حزب الله لنا، بعدم تقديم المساعدة لهؤلاء النازحين، بسبب دعمهم لبشار الاسد، لكننا نقف ضد هذه الدعوات لأنها تعرب عن سياسة بعيدة عن العقل السليم والموقف الانساني المتوقع منا، وان موقف هذه القيادات سيكون له تأثير مباشر على مستقبل طائفتنا الشيعية في العالم العربي الذي نعيش فيه.
وأشار البيان الى موقف السيد علي فضل الله الاخير الداعي الى مساعدة اللاجئين السوريين والذي نجده مباركاً ((يدعونا الى ان نتوجه الى قيادة حزب الله باسمنا وباسم أهالينا في الجنوب الى تغيير موقفها عموماً من الموضوع السوري وخصوصاً في موضوع النازحين ودعوتنا نحن ابناء الطائفة الى العودة الى مواقفنا التاريخية بدعم المظلوم والوقوف الى جانبه والى فتح منازلنا وتقديم المساعدة المرجوة لهم خلال هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك)).
- لفت الانتباه في الايام الاخيرة ظهور حواجز مسلحة في شوارع الاحياء المسيحية في حلب وخاصة منطقة السليمانية. وفسر هذا التطور على انه يعكس مخاوف المسيحيين وسعيهم لحماية أحيائهم لا أكثر، لكنه مع ذلك أثار القلق من ان يكون مؤشراً على اتجاه البلاد الى حافة الاقتتال الطائفي
- مجلة 'الثبات'
حقيقة الوضع في شمال سورية. معركة حلب لن تكون الأخيرة
حسان الحسن - 'الثبات':
'إن المعارك التي تدور في مدينة حلب وريفها راهناً لم تفاجئ الجيش السوري، وكانت أجهزة الاستعلام السورية على علم مسبق لما يحضّر للمدينة من خارج الحدود، لذلك فإن اجتثاث المسلحين منها بات أمراً محتوماً، لكن معركة حلب، رغم أهميتها الاستراتيجية، لن تكون الأخيرة والمصيرية كما يصفها بعض الإعلام والمحللين، بل ستشهد مناطق أخرى معارك جديدة مع الإرهابيين، في ضوء استمرار تدفق المال الخليجي المخصص لتخريب سورية، وفي غياب أي حل سياسي للأزمة فيها في المرحلة الراهنة'، حسب ما قال مرجع أمني سوري.
ويلفت المرجع إلى أن معركة حلب قد تستمر بعض الوقت، نظراً إلى دقة الوضع الميداني في العاصمة الاقتصادية لسورية، فهي تختلف عن دمشق لناحيتيْ الاكتظاط السكاني والانفلاش الجغرافي، كما أنها أكثر اكتظاظاً وأوسع انتشاراً، إضافة إلى أنها مفتوحة على الحدود مع تركيا التي تقدم دعماً لوجستياً غير مسبوق للمسلحين، وتشكل أراضيها القاعدة الأساسية لانطلاق المسلحين إلى سورية.
ويؤكد المرجع أن التأخير في حسم المعركة في حلب سببه حرص الجيش على أرواح المواطنين، وعلى المباني ذات الطابع التراثي فيها، مرجحاً ألا يطول الوقت طويلاً.
ويلفت المرجع إلى أن مخيمات 'اللاجئين' السوريين في تركية باتت تشكل عبئاً عليها، وقد تتهدد الأمن القومي التركي، خصوصاً أنها تحوي أعداداً كبيرة من المقاتلين الوهابيين، الأمر الذي دفع أنقرة إلى إقحام أكبر عدد من 'المقاتلين' الموجودين لديها في معارك شمال سورية، علّها تحقق من خلال ذلك هدفان في آن معاً، الأول: الإمعان في محاولة الضغط على سورية وإنهاك جيشها، والثاني: التخلص من المسلحين الموجدين لديها.
ويجزم المرجع أن تركية لن تحقق في حربها على سورية أي هدف استراتجي، مؤكداً أن الجيش عازم على ملاحقة الإرهابيين واجتثاثهم أيمنا وجدوا ومهما بلغت التضحيات، صوناً لأمن سورية وشعبها، كاشفاً أن غالبية العشائر في منطقة الشمال تؤازر الدولة في حربها ضد الارهاب، خصوصاً أن أبناء هذه العشائر لم يسلموا من إجرام المجموعات الإرهابية المسلحة، ما زادها اقتناعاً بضرورة اقتلاعها.
ويرى المرجع أن معارك ما بعد تطهير حلب ستأخذ طابع الملاحقات والمداهمات في معظم الأوقات، مؤكداً ألا يمكن لعصابات مرتزقة أن تتفوق على أي جيش نظامي في العالم، وأن سورية باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان انتصارها.
وفي السياق عينه، يشير مرجع استراتيجي إلى أن منطقة شمال الفرات تشكل مجتمعاً زراعياً مؤلفاً من مزيجٍ من عشائر البادية والأكراد، يدين بالولاء للدولة السورية التي تشتري منه محاصيل القمح وتقدم له الإعانات الزراعية، مؤكداً أن رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان لم يفلح في إثارة النعرات المذهبية في منطقة الجزيرة العربية التي تمتد إلى ريف حلب، وبالتالي لم يستطع تحريض أبناء هذه المنطقة على الحكومة السورية، نظراً لارتباطهم الاقتصادي والمعيشي معها.
ويعتبر المرجع أن أردوغان ارتكب إخفاقاً استراتجياً خطراً، عندما قرر خوض حربه على سورية، خصوصاً أن منطقة شرق الأناضول المتاخمة لسورية والتي تضم نحو 35 مليون مواطن من أصول كردية وعربية وعلوية وسريانية، هي في غالبيته معارضة للحكومة التركية، ولها امتداد عشائري وقومي ومذهبي في منطقتي شمال الفرات في سورية والساحل السوري، لاسيما أن منطقة لواء اسكندرون هي في الأصل قطعة من سورية، وقد ترتد حربه على سورية إلى الداخل التركي.
ويشير إلى أن أهم أكبر المصانع السورية وأهمها موجود في حلب، وأن إيران والعراق تستورد الكم الأكبر من منتجات هذه المصانع، فبالتالي لن تشكل العاصمة الاقتصادية السورية بيئة حاضنة للمسلحين، وسيحسم الجيش السوري المعركة فيها عاجلاً أم آجلاً.
ويختم المرجع بالقول: 'من المحتوم أن نهاية أردوغان ستكون بعد حسم الجيش السوري المعركة في حلب، والآتي لناظره قريب'.
مجلة 'المسيرة'
- جنبلاط والأكثرية
توقعت مصادر سياسية أن يتعرض النائب وليد جنبلاط لضغوط مماثلة للضغوط التي تعرض لها عشية اختيار الرئيس نجيب ميقاتي رئيسًا للوزراء بعد إطاحة الرئيس سعد الحريري، وذلك لمنعه من تأمين الأكثرية النيابية المطلوبة لإسقاط قانون الانتخاب الجديد في مجلس النواب.
- ما بعد بشار؟
علّق مصدر سياسي على قانون الانتخاب الجديد قائلاً إن حزب الله يسعى الى تأمين غطاء سياسي شرعي لسلاحه في حال سقط الغطاء الذي يوفره حتى الآن الرئيس بشار الأسد.
- ماذا يعرف سماحة؟
ذكرت أوساط دبلوماسية عربية أن ميشال سماحة يملك كل الأسرار الأمنية السورية في لبنان، وأن قليلاً من الضغط عليه قد يؤدي الى سقوط رؤوس كثيرة.
- نعيم ميقاتي
تبدي أوساط مقربة من الرئيس ميقاتي استياءً من المأزق الذي أوقع نفسه فيه، بقبوله رئاسة الحكومة في ظرف يعتبر محرقة لا نعمة، لا سيما أنه يملك ما يكفيه نعيم السرايا.
- إيران ـ حزب الله
أكدت مراجع قريبة من قوى الأكثرية أن الرسائل التي نقلها مبعوث المرشد الأعلى للثورة الإسلامية سعيد جليلي الى حزب الله لم تتضمن أخبارًا طيبة عن الوضع في سوريا وتطرقت الى السبل التي يمكن أن يلجأ إليها الطرفان لإنقاذ الحلقة السورية في المحور الإقليمي الممانع.
- صيف وشتاء
لوحظ أن قوى الثامن من آذار لم تبدِ أي اعتراض على تسليم 14 معارضًا سوريًا للنظام الحاكم في دمشق، يشبه الاعتراض الذي أبدوه على توقيف حليف سوريا في لبنان ميشال سماحه.
'المسيرة'
طهران: أي شيء لإنقاذ الأسد
جليلي حرّك الجبهات لا المبادرات
هل هي مصادفة أن يجول المبعوث الايراني سعيد جليلي على بيروت ودمشق وبغداد عشية انطلاق الهجمات البرية النظامية، وغداة احتجاز ثمانية واربعين ايرانيا في دمشق بعد ثلاثة اشهر على احتجاز احد عشر شيعيا لبنانيا في حلب؟ ولماذا تحركت جبهة سيناء – غزة في وقت تولى الاخوان المسلمون الحكم في مصر بالشراكة مع المؤسسة العسكرية التي تعتبر حارس السلام القائم بين القاهرة وتل ابيب؟
- مجلة 'الأمان'
ما وقع في مصر تخطيط مكمّل لما يقع في سوريا
بعد أيام من الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الفلسطينية (المقالة) اسماعيل هنيّة الى القاهرة، ولقائه الحميم مع الرئيس المصري محمد مرسي، وفتح معبر رفح من غزة وإليها، حيث بدأ مواطنوها يتنفسون الصعداء بعد الحصار (الاسرائيلي والمصري) الذي كانوا يعانون منه.. أعلن الكيان الصهيوني فجأة أنه يطلب من رعاياه الخروج من شبه جزيرة سيناء ومرابع شرم الشيخ، باعتبار أن المنطقة لن تكون آمنة. استغرب المصريون (والعالم معهم) ذلك. لكن بعد يومين فقط يتعرّض مركز عسكري مصري عند وقت الافطار لهجوم مسلح يقضي بسقوط ستة عشر شهيداً من جنود الجيش المصري بالاضافة الى عدد من الجرحى، ثم تكتمل المأساة باختطاف مدرّعة مصرية الى معبر كرم أبو سالم، وقصفها بالطيران الاسرائيلي بعد عبورها الحدود، ليقضى على جميع من كانوا فيها من الخاطفين.
تأتي الغرابة أولاً من أن مثل هذا الحادث قد يقع عندما كانت الحدود مقفلة، وكانت عمليات العبور تتم عبر الأنفاق، ويعاني سكان قطاع غزة مرارة الحصار المزدوج. وتأتي ثانياً من أن الطيران الاسرائيلي كان جاهزاً لضرب المدرّعة المصرية المخطوفة بعد عبورها الحدود بعشرات الأمتار فقط. وتأتي ثالثاً لأن التحذير الاسرائيلي لم يكن له ما يبرّره، الا اذا كان ذلك تمهيداً للعملية التي وقعت يوم الأحد الماضي، أو أن يكون العدوّ في صورة ما سوف يجري عند معبر رفح.
كان هناك في الشارع المصري من كان جاهزاً لاطلاق حملات دعائية على الحكومة المصرية ورئيس الجمهورية تحديداً، لأنه أصدر قرارات عفو عن عدد من المعتقلين المتهمين بالتطرّف، أو لأنه سهل عمليات العبور من والى قطاع غزة.. أو لأنه لم يفتح أي اتصال مع الكيان الصهيوني الذي تعترف به مصر وتقيم معه علاقات دبلوماسية. وبالتالي فإن الجانب المصري الآن مضطر لاستلام جثث الخاطفين الستة الذين كانوا في المدرعة المصرية من السلطات الاسرائيلية، وأن يفتح حواراً رسمياً مع الكيان الصهيوني من أجل تعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يتيح للجيش المصري حماية شبه جزيرة سيناء بالعدد الكافي من جنوده وآلياته، لأن الاتفاقية تحدد عدد الجنود والآليات في مناطق (أ - ب - ج - د) بما لا يعطي مصر امكانية حماية سيناء أو ملاحقة العناصر المتطرفة فيها، أو الموظفة لأغراض تخدم مصالح الكيان الصهيوني، والعملية الأخيرة خير مثال على ذلك.
أخلص من كل هذا لأقول ان هناك من سوف يرمي الشوك ويشعل الأرض أمام الحركة الاسلامية بعد أن تسلمت السلطة في عدد من الأقطار العربية، ولا سيما في مصر. فليس مقبولاً لدى القوى الكبرى العالمية أو الاقليمية أن تنتقل الحركة الإسلامية الي مواقع السلطة في تونس والمغرب ومصر، وان تكون سابقة الى ذلك في السودان وقطاع غزة.. وأن يبقى أعداؤها يتفرّجون. ولا داعي للتأكيد أن الحركة الاسلامية ما كانت تريد ذلك بهذه السرعة، كل ما تريده هو أن تتمتع بحرية الدعوة والحراك السياسي. ويذكر الجميع أنها ما كانت في فلسطين ترغب في أن تكون في موقع السلطة، لأنها هناك حركة مقاومة، والسلطة أعاقت حركتها ومقاومتها الى أن استطاعت الحفاظ على قطاع غزة محرراً. وكذلك في مصر، الى أن واجهها خصوم ثورة يناير بترشيح أحمد شفيق، ظل حسني مبارك وأداته المتجددة من أجل الانقلاب على الثورة. وما حدث في شبه جزيرة سيناء لا يعدو أن يكون واحداً من المطبات التي يحفرها أعداء الحركة الإسلامية (بل أعداء الشعوب الاسلامية) من أجل الايقاع بها وتعطيل مسارها. وليس عبثاً ما وقع في جنازة الجنود المصريين، والهتافات التي انطلقت بعد أن قرر الرئيس مرسي عدم المشاركة في الجنازة، وهو الذي دأب على المشاركة في صلاة الجماعة في المساجد متجاوزاً كل الاحتياطات الأمنية التي تعتمدها الأجهزة. لكن الاشكالية الآن أن &laqascii117o;اسرائيل" باتت طرفاً في الساحة، وليس مستبعداً الوصول الى ما هو أسوأ.
وبالعودة الى الاقليم، الى بلاد الشام، هل طبيعي ما يجري في سورية منذ سبعة عشر شهراً؟! أن يقوم نظام بقصف شعبه وتدمير مدنه وقراه مستخدماً سلاح الطيران والمدفعية الثقيلة، وأن يبقى العالم من حوله متفرّجاً بذريعة الالتزام بالفيتو الروسي أو الصيني.. ولماذا لا تحمى حلب مثلاً كما فرضت الحماية على بنغازي، ولماذا لا يفرض حظر جوي منها الى الحدود التركية التي باتت تؤوي مئات آلاف النازحين الذين تشرّدوا هرباً من القصف والدمار؟! لعل حلب ودمشق ليس فيهما نفط، بل لعل القوى العالمية لا تريد اسقاط النظام رغم كل ما أصابه وما أصاب شعبه، خاصة بعد انشقاق رئيس وزرائه مع عدد كبير من ضباطه وكبار موظفيه، وما يجري الحديث عنه في الأوساط الايرانية هو مجرد وهم، ذلك أن القوى الكبرى تخاف من أن يقوم في سوريا نظام شبيه بما قام في مصر وغيرها، وأن الشعوب العربية اذا ما تحرّرت وامتلكت قرارها التزمت بالاسلام دون تردد، ولذلك فإن هذه القوى (الدولية والاقليمية) تريد سوريا ضعيفة منهارة ومفككة، واستمرار جرائم النظام يضمن تحقيق هذه الغاية.
أما أصدقاء النظام فهم يدركون أنه ساقط، وأن أيامه باتت معدودة، اذ لا يمكن أن ينشق رئيس وزرائه وكبار ضباطه وان يبقى متمسكاً بكرسي الحكم، فسوريا الضعيفة المفككة لن يكون بإمكانها دعم المقاومة ولا ممارسة أي دور قومي، سواء على المستوي الاقليمي أو حتى الداخلي، وأن &laqascii117o;سوريا الأسد" التي كنا ندعمها هي وحدها التي يمكن أن تشكل مقاومة أو ممانعة.
بالنتيجة، ان الحركة الاسلامية تقف أمام استحقاقات كبرى ندبتها لها جماهيرها المؤمنة بالاسلام بعد أن تساقطت كل الخيارات الأخرى. وواجبها أن تتابع الطريق وان تؤدي الأمانة بكل الصدق والاخلاص والتفاني.. وواجب كل القوى الحيّة، وطنيّة واسلامية وقوميّة.. بل مسلمة ومسيحيّة.. أن تدعم الحركة الإسلامية، في مصر وسوريا وفي كل مكان، لأنها أثبتت أنها تريد الخير للجميع، وأنها تبذل كل ما تستطيع من أجل استقرار المنطقة وتحرّرها من الأنظمة الاستبدادية الفاسدة، ومن كل أعدائها الآخرين.
وجهة نظر
- 'الامان'
القانون الانتخابي مزيد من الفرز الطائفي
قبل نحو عشرة أشهر من موعد الانتخابات النيابية المفترض إجراؤها في صيف العام القادم، عكف مجلس الوزراء بإصرار من رئيس الجمهورية ميشال سليمان على دراسة قانون الانتخابات وإقراره، ومن ثم إحالته على المجلس النيابي. وقد خرج هذا القانون وفق ما يشتهي سليمان، مستنداً الى مبدأ النسبية الذي دأب رئيس الجمهورية على الدعوة الى اعتماده طوال السنوات الماضية من عمر عهده.
وقد اعترض داخل مجلس الوزراء على هذا القانون الوزير علي قانصو، لأنه يطالب باعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، وإلا فالمحافظات الخمس. وكذلك اعترض وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي الذين اعتبروا النسبية غير متلائمة مع الطبيعة اللبنانية في هذه المرحلة على وجه التحديد. وكان من أكثر المتحمسين للمشروع الذي اقرته الحكومة في جلساتها يوم الثلاثاء الماضي قوى الثامن من آذار التي دأبت على الدعوة الى قانون انتخابي يحقق الانصهار الوطني. وتجدر الاشارة هنا الى أن الجمع الغفير من المراقبين السياسيين يعتبر ان عقبات كبيرة تحول دون إقرار هذا القانون في المجلس النيابي الذي زيد فيه عدد مقاعده النيابية ستة مقاعد للمغتربين، وحيث يُرجح ألا يجري التوافق على قانون انتخابي ما والبقاء بالتالي على قانون الستين الذي سع