ـ صحيفة النهار
هشام ملحم :
افاد مصدر اميركي مسؤول ان المبادرة الاميركية المتعلقة بمزارع شبعا لا تزال مطروحة على بساط البحث ولا تزال تحظى باهتمام وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي ساندتها في الاصل، وان يكن اشار الى ما سماه 'توقفا موقتا للجهود المتعلقة بها'، بسبب ما وصفه بحال 'الاشمئزاز' التي سادت الاوساط الاميركية عقب الاستقبال الاحتفالي الذي حظي به بالتحديد الاسير اللبناني المحرر سمير القنطار في مطار بيروت، في سياق الافراج عن الاسرى اللبنانيين من سجون اسرائيل، والذي شاركت فيه الحكومة اللبنانية بكاملها.ورأى هذا المسؤول وغيره من المسؤولين الذين تحدثت معهم 'النهار' في الايام الاخيرة، ان مفتاح نجاح المبادرة هو في يد الحكومة اللبنانية.ويتحدث المسؤولون الاميركيون بنبرة لا تخفي مشاعر الاحباط عن ضرورة اتخاذ الحكومة اللبنانية بعض القرارات الشجاعة، التي تؤكد قدرتها على اتخاذ القرارات السيادية، في تعاملها مع سوريا واسرائيل، او مع بعض القوى الداخلية، وان تبين ايضا استعدادها للتفكير بشكل خلاق اكثر في هذا المجال. ويكررون في هذا السياق ما قالوه للمسؤولين اللبنانيين من انهم لا يعتقدون ان انسحاب اسرائيل من المزارع واخضاعها لسيطرة الامم المتحدة ممكن قبل بت مستقبلها نهائيا، كما يطالب لبنان، ولذا فان الحكومة اللبنانية لا تستطيع تفادي التفاوض مع اسرائيل. وبما ان واشنطن تدرك ان لبنان غير قادر على الدخول في اي مفاوضات مباشرة في المستقبل المنظور مع اسرائيل، فانهم يتحدثون عن مفاوضات عبر الامم المتحدة او عبر اللجنة العسكرية الثلاثية بين لبنان واسرائيل والامم المتحدة، التي تناقش المسائل والمشاكل الميدانية على الحدود.
ورأى مسؤول بارز تحدثت معه 'النهار' ان حجج لبنان السابقة بعدم التفاوض حتى غير المباشر مع اسرائيل قد سقطت عمليا بعد المفاوضات بين سوريا واسرائيل بوساطة تركيا، وبعد المفاوضات بين 'حزب الله' واسرائيل عبر الامم المتحدة والمانيا لترتيب تبادل الاسرى. وتساءل 'لماذا يحق لسوريا ولحزب الله التفاوض مع اسرئيل عبر اطراف ثالثين، ولا يحق لحكومة لبنانية شرعية التفاوض مع اسرائيل على نحو غير مباشر لاستعادة اراض يصر لبنان على انها لبنانية؟'.ويعكس المسؤولون الاميركيون مشاعر احباط مماثلة حين يتناولون دور الامم المتحدة في جنوب لبنان وما وصلت اليه الجهود الرامية الى تنفيذ قرارات مجلس الامن ومنها القرار 1701 بمختلف بنوده. وتشمل المبادرة وفقا لهؤلاء، تحديد الامم المتحدة منطقة مزارع شبعا ومسحها جغرافيا بما في ذلك تحديد مساحتها، من اجل الاجابة عن سؤال بسيط هو: 'ما الذي نعنيه عندما نتحدث عن مزارع شبعا'.ويضيفون ان هذه العملية لا تشمل اطلاقا التطرق الى هوية المزارع وملكيتها او حق السيادة عليها. ويبدو ان هذه المهمة لم تقم بها الامم المتحدة حتى الان على نحو واف. ووفق للطرح الاميركي، هذه الخطوة الاولى حيوية جدا، لان قبول الحكومة اللبنانية ومختلف القوى اللبنانية بتحديد هوية شبعا ومساحتها، هو نقطة البداية . وقال احد المسؤولين: 'اذا لم يقبل لبنان بهذا التحديد، او اذا رفضه اطراف لبنانيون مثل حزب الله، فان المبادرة ستنتهي'. ويقرّ المسؤولون في واشنطن بصعوبة تخطي ما يسمونه 'عقبة الفيتو السوري، وعقبة حزب الله'، وان كانوا يعتقدون ان مفاوضات سوريا و'حزب الله' غير المباشرة مع اسرائيل قد اوجدت دينامية جديدة يمكن ان تستغلها الحكومة اللبنانية اذا 'قررت الخروج من دائرة التفكير التقليدي والسهل'.
وفي هذا السياق قال المسؤول البارز: 'مشكلتنا الرئيسية مع سوريا هي دورها السلبي والخانق في لبنان'. وبعدما أشار الى ان الدعم السوري التقليدي للمنظمات الفلسطينية المتشددة من اسلامية ويسارية، هو موقف معروف منذ ايام الرئيس السابق حافظ الاسد وله تأثير محدود، كما ان الموقف السلبي في العراق هو جزء من مشكلة كبيرة، ذكر 'ان دورهم التخريبي في لبنان، يشكل اكبر عقبة امام الوفاق اللبناني، وامام تخفيف التوتر بيننا وبينهم'.
واضاف: 'المشكلة هي ان هناك اطرافاً لبنانيين يساعدون سوريا فعلاً على تقويض سياسات الحكومة ومصالح اصدقائنا وتحدي مصالحنا'. واستناداً الى المسؤولين الاميركيين، بعد هذه الخطوة الاولى، تتوقع واشنطن من لبنان ان يطالب سوريا علناً وعلى نحو صريح ومباشر بتحديد الحدود بين البلدين في شبعا، وهو أمر يمكن تحقيقه من طريق استخدام وثائق مثل الخرائط والصور الجوية، ولا يقتضي، مثل ترسيم الحدود، وجود فرق مساحة على الارض.ويؤكد هؤلاء ان تصريحات المسؤولين السوريين عن ملكية لبنان للمزارع لا وزن لها قانونياً، لان الامم المتحدة تقبل فقط موافقة الدول رسمياً على تحديد او ترسيم الحدود بينها وتقديم الوثائق المشتركة الى الامم المتحدة التي تثبت ذلك، وهذا لم يتم حتى الآن، لرفض سوريا تحديد الحدود بحجة استمرار الاحتلال الاسرائيلي للمزارع. ويرى المسؤولون الاميركيون انه في حال تحديد الحدود بين البلدين وتأكيد لبنان وسوريا الرسمي لهوية شبعا اللبنانية، عندها يفترض ان تطالب الحكومة اللبنانية اسرائيل رسمياً بالانسحاب منها. وفي هذا السياق، قال المسؤول البارز: 'طبعاً في هذه الحال ستقول اسرائيل: حسناً دعونا نتفاوض في هذا الشأن، وهنا يمكن ان يقول لبنان: فلنفعل ذلك عبر الامم المتحدة او اي طرف ثالث آخر مقبول'. وتكهن بان اسرائيل يمكن ان ترد بالقول. 'سننسحب فقط في مقابل اتفاق سلام'، وعندها يمكن ان يقول لبنان: 'نحن ملتزمون مبادرة السلام العربية نصاً وروحاً 'وهي المبادرة التي اقرتها القمة العربية التي انعقدت في بيروت، اي ان لبنان سيتوصل الى سلام مع اسرائيل في سياق سلام شامل بين الدول العربية و اسرائيل.واضاف: 'كل ما تفعله الحكومة اللبنانية في هذه الحال، هو المطالبة بحقوقها واراضيها من دون التنازل عن اي شيء او المساومة على اي شيء'.ويبدي المسؤولون الاميركيون استعدا واشنطن لتقديم المساعدة التقنية واللوجستية والدعم السياسي للمفاوضات. ووفقاً للتصور الاميركي، فان دور الامم المتحدة سيكون دوراً مسهلاً ومساعداً، لتطبيق اي اتفاق بين البلدين. ويعلنون صراحة ان رايس 'غير متحمسة لفكرة وضع المزارع تحت وصاية الامم المتحدة الى حين بت مصيرها لاحقاً'، فضلاً عن ان اسرائيل ترفض ذلك، وان اصرار لبنان على موقفه سوف يسهل على اسرائيل 'التي لم تكن مرتاحة الى طروحات رايس'.
واعتبر مسؤول اميركي سابق، اضطلع بدور مهم في مفاوضات السلام خلال ولايتي الرئيس السابق بيل كلينتون وله اتصالات مستمرة مع المسؤولين الكبار في اسرائيل وسوريا، ان مصلحة لبنان في المدى البعيد تقتضي قيام الولايات المتحدة بدور اكبر في المفاوضات بين سوريا واسرائيل التي ترعاها تركيا وخصوصاً اذا تقدمت ووصلت الى مرحلة تتطلب مساهمة اميركية في مجال الضمانات الساسية والامنية والمساعدات الاقتصادية، وهو دور ترغب فيه وتطالب به دمشق.واعترف هذا المسوؤل السابق بأن اسرائيل لن تتردد ولو في لحظة في التوصل الى تفاهم مع سوريا على حساب لبنان، اذا رأت ان ذلك يخدم مصلحتها 'ولذلك فان الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على اقناع اسرائيل بالتوصل الى اتفاق سلام مع سوريا لا يكون على حساب لبنان، ويتوقع من سوريا تغييراً جذرياً في سلوكها وتعاملها مع لبنان، ويؤدي الى احترام سيادة لبنان، ووقف امداد حزب الله بالسلاح والعتاد، وان تكن مسألة نزع سلاح حزب الله في نهاية المطاف هي مسألة يجب ان يحلها لبنان بنفسه'.
ـ صحيفة الأخبار
غسان سعود :
تراكمت خلال الأيام القليلة الماضية المواقف الغريبة الصادرة عن المعارضة وعن أركان في 14 آذار. فمن جهة، لم تسجّل عودة قوية لحلفاء سوريا الأقوياء فقط ــــ كما يقول أحد مسؤولي 14 آذار ــــ بل &laqascii117o;لرجال سوريا في لبنان". فقبل يوم واحد من زيارة وزير الخارجيّة السوري وليد المعلم إلى قصر بعبدا (&laqascii117o;التاريخيّة" على وصف النائب سمير فرنجيّة)، كان رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد يحشد في قلب بيروت الآلاف ويخطب فيهم مشيداً بـ&laqascii117o;قائد سوريا الصامدة المنتصرة الرئيس بشار الأسد". في هذا الوقت، كان الوزير السابق وئام وهاب يعتلي المنبر في قلب الشوف محاطاً بالبعثيين والقوميين، ويحيّي &laqascii117o;عملاق دمشق بشار الأسد الذي وقف وحيداً في هذه الأمة وبقيت هامته مرفوعة". وتأتي المهرجانات ذات اللون السوري بعد سلسلة من النشاطات المناطقيّة لكل من البعث والقومي، وقد لاقت إقبالاً شعبياً لافتاً، وبعد دخول الأخير إلى حكومة السنيورة بضغط من النائب سعد الحريري. تزامن هذا النشاط اللبناني ــــ &laqascii117o;السوري" مع إيجابية أكثريّة تثير الاستغراب، بحسب أحد المتابعين. فالمنظمات الشبابيّة والطالبية لقوى 14 آذار، التي كانت تطالب قبل أشهر بمحاكمة المعلم، خرجت أمس تمنّن نفسها بأن زيارة الأخير إلى لبنان انتصار كبير لمبادئ ثورة الأرز، دون شرح حيثيّة هذا الانتصار.
وفي موازاة الطلاب، كان النائب مصباح الأحدب يرى أن تطور العلاقات السوريّة ــــ الأوروبيّة يفرض صيغة لبنانيّة جديدة، مؤكداً أن العلاقات اللبنانيّة ــــ السوريّة حالياً غير طبيعية &laqascii117o;لأنه من غير المنطقي أن تكون العلاقات متوترة مع سوريا". فيما كان النائب وليد جنبلاط ينحدر نزولاً في مطالبته بإصلاح هذه العلاقات، من &laqascii117o;محاكمة الرئيس بشار الأسد عن كل الجرائم التي ارتكبت في لبنان"، إلى &laqascii117o;إلغاء المجلس الأعلى اللبناني ــــ السوري والاتفاقات المجحفة بحق لبنان". ويقول أحد أعضاء 14 آذار إن معظم خطاب هذا الفريق عن سوريا يُساء فهمه، ويُفسّر زوراً في سياق مهادنة السوريين. فيما يرى أحد المراقبين أن صنّاع القرار في قوى البريستول يعيدون اليوم تمركزهم، ويركّز معظمهم على حساباتهم الخاصة، وعلى كيفية إنقاذ رؤوسهم من &laqascii117o;برمة الدولاب"، إذا جار عليهم تغيّر الرياح الإقليميّة والدوليّة. ويكشف المتابع أن هناك نقاشاً جدياً بين أركان 14 آذار، تعبّر عنه القراءة الهادئة لتصريحات مندوبي الزعماء، ويقول بضرورة الفصل في هذه المرحلة بين سوريا وإيران، انسجاماً مع التوجه الأوروبي، والتعاطي مع الأولى من منطلق أن ما يحصل لا يعدو كونه ملاقاة في منتصف الطريق للسوريين &laqascii117o;الذين يعبّرون يوماً بعد يوم عن رضوخهم للضغوط في شأن الملف اللبناني". ويتابع: إن الأمانة العامة لقوى 14 آذار تخفّف من حدّة خطابها تجاه السوريين، بينما هي تعدّ العدّة لخوض الانتخابات النيابية تحت عنوان &laqascii117o;الخطر الفارسي"، وهو ما قد يشجّع الغرب على مد هذه القوى بالشحنات المعنويّة المطلوبة.
ـ صحيفة الأخبار
انطوان سعد :
يبدو رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بحسب أوساط قريبة منه، شديد الارتياح للنهج السوري المستجد. وتقول هذه الأوساط إنه متفائل حيال إمكان تحقيق التقارب المطلوب مع دمشق على قاعدة الاحترام المتبادل للسيادة والقرار المستقل. ويعزو دبلوماسي فرنسي ارتياح رئيس الجمهورية وتفاؤله إلى ما دار من محادثات في باريس في نهاية الأسبوع الماضي، وإلى التعهدات والالتزامات التي قطعها الرئيس السوري بشار الأسد لنظيريه اللبناني والفرنسي نيكولا ساركوزي. ويؤكد هذا الدبلوماسي أن القيادة الفرنسية لا تزال تشعر بأن &laqascii117o;سوريا ماضية في نهج يوحي برغبتها في تثبيت المناخ الإقليمي الإيجابي، وفي أن تكون عنصراً إيجابياً في عملية تسوية كل النزاعات القديمة والجديدة في منطقة الشرق الأدنى".
بيد أن بعض السياسيين المخضرمين ممن اضطلعوا بأدوار مهمة في العلاقات اللبنانية ـــــ السورية في مختلف مراحلها، لا يشاطرون رئيس الجمهورية والدبلوماسية الفرنسية تفاؤلهما حيال النيات السورية، بعدما خبروا، ولا سيما أيام الرئيسين سليمان فرنجية والياس سركيس، مثل هذه البوادر الانفتاحية التي لم تبلغ يوماً خواتيمها المرجوة، رغم التجاوب اللبناني التام مع هذه المبادرات. فالمطالبة السورية بتبادل السفارات تعود إلى أواسط الستينيات، والمواقف المؤكدة لاحترام سيادة لبنان واستقلاله لم تغب عن القاموس السوري. لكن الحاكم في دمشق لم يفوّت يوماً فرصة للنفاذ إلى قلب المعادلة اللبنانية ومحاولة السيطرة عليها.
ـ صحيفة النهار
سمير منصور :
خلاصة الامر ان هذا التطور (عملية التبادل) أحدث انقلابا في المشهد السياسي الداخلي وساهم في مزيد من الجنوح نحو التهدئة من الجميع، وقد تجلى ذلك في الخطاب الذي ألقاه الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في المهرجان الحاشد الذي أقيم تكريما للمحررين، وعلى رأسهم عميد الاسرى سمير القنطار. وقد تميز عن الخطابين الاخيرين بالهدوء وساهم في ترسيخه وتعميمه على سائر اهل المعارضة، وكذلك على أهل الموالاة وقد نوه معظمهم بمضمون الخطاب. وثمة تطور آخر على غير صعيد تمثل بالزيارة اللافتة والمفاجئة التي قام بها سعد الحريري للعراق والاستقبال الحافل الذي لقيه ليس فقط على الصعيد الرسمي. ويحكى الكثير عن الاستقبال العفوي الذي لقيه في النجف الاشرف والاثر الطيب الذي تركته الزيارة عند عامة الناس وخصوصا أن بعضهم يعرف أن والدته عراقية الاصل. واذا كان الحريري يتحدث 'برقيا'، كالعادة، عن تلك الزيارة، فانه لا يخفي ارتياحه الى ما سمعه من أوساط رسمية وشعبية، ولا سيما في تأكيد رفض الانجرار الى كل محاولات اثارة الفتنة الطائفية او المذهبية بين المسلمين السنة والشيعة. ويؤكد تكرارا ان المشكلة سياسية والخلاف لم يكن يوما طائفا او مذهبيا، بل هو سياسي ويتخذ البعض من المذهبية قناعا له.وتتحدث اوساط واكبت زيارة الحريري تلك، بتقدير عال عن 'المرجعية الشيعية العربية في النجف' وعن السيد علي السيستاني وعن 'وجوه شبه' في المعاناة في بعض الحالات بين لبنان والعراق، أولاها التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية، مشيرة من حين الى آخر الى التدخل الايراني كما الأميركي بطبيعة الحال. ووفق هذه الاوساط فان 'العراق يفتقد حضورا عربيا أكبر في العملية السياسية واعادة بناء ما تهدم نتيجة الاجتياح والاحتلال الاميركيين' لافتة الى أن هذا الحضور 'يحد من التدخل الخارجي والايراني خصوصا'. وتكشف هذه الاوساط عن انفتاح سعودي قريب على العراق، ومن الطبيعي أن يستتبع باقبال عربي واسع من سائر دول الخليج في ما يؤشر الى مرحلة جديدة في العراق تشكل انعكاسا آخر لاكثر من تطور اقليمي ودولي.
ـ صحيفة السفير
غاصب مختار :
إذا تم التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا فهذ يعني ان "السفارة السورية&laqascii117o; في بيروت ستصبح مرجعية ـ وربما من اكبر المرجعيات ـ لبعض القوى السياسية اللبنانية المعلنة والمستترة، اسوة بما هي حال سفارات السعودية ومصر وقطر، وبالطبع فرنسا، وبشكل اخص الولايات المتحدة الاميركية، التي لا يترك سفراؤها شاردة ولا واردة لبنانية من دون ان يتدخلوا فيها بحكم "التفويض المعطى لهم لحفظ سيادة لبنان وحريته واستقلاله&laqascii117o;. "السفارة السورية&laqascii117o; في بيروت تعني، خلافا لما يعتقده الكثيرون من "قوى ١٤ آذار&laqascii117o; وجمهورها، تعزيزا للدور السوري في لبنان، الدور السياسي بالدرجة الاولى، الذي سيكون شرعيا ومحميا بالقانون الدولي، وللادوار الاخرى تبعا لما سيصبح عليه الوضع في لبنان في العام ،٢٠٠٩ بعد رحيل الادارة الاميركية الحالية، وبعد اجراء الانتخابات النيابية على مستوى القضاء، وما يمكن ان ينتج عنها من إعادة رسم الخارطة النيابية وبالتالي السياسية في لبنان. وجود "سفارة سورية&laqascii117o; في بيروت يعني علاقات مشتركة اعمق واكبر وربما اسهل مما كانت سابقا، وتعني زيارات وتحركات رسمية مغطاة بالكامل "للسفير السوري&laqascii117o; باتجاه كل المسؤولين والادارات والاحزاب والجمعيات واركان المجتمع المدني، وهو بالطبع سيثير الكثير من المواضيع والاسئلة، وسيطرح الكثير من الافكار والاقتراحات وربما الاستفسارات،عن امور تهم مصلحة سوريا، و"تسهم في تعزيز العلاقات بين الدولتين الجارتين لا الشقيقتين فحسب&laqascii117o;. وربما يتقدم باحتجاجات رسمية الى وزارة الخارجية اللبنانيةعلى تصريحات او مواقف او حركات او اساءات تمس الكرامة والسيادة والدولة السورية، وذلك من منطلق المعاملة بالمثل المفترض ان تكون معتمدة بين الدول.
ـ صحيفة السفير
زياد حيدر :
علمت "السفير&laqascii117o; أن الرئيس السوري بشار الأسد سيزور طهران قبل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دمشق المتوقعة في ايلول المقبل لإطلاع الجانب الإيراني على المحادثات التي جرت في باريس، خصوصا بعدما رحبت طهران بالدور السوري "الذي يمكن أن يقرب بين الغرب وإيران&laqascii117o;. وتأتي هذه التطورات في سياق التحول الأميركي، الذي تضعه مصادر سورية واسعة الاطلاع في خانتين داخلية وخارجية، تمكنت الأخيرة فيها من تغذية الأولى. فالفشل الأميركي عموما في المنطقة والعالم، هو الذي جعل مواقف "السياسيين&laqascii117o; في إدارة الرئيس جورج بوش، أمثال وزيرة الخارجية كوندليسا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس أقوى في وجه نائب الرئيس ديك تشيني ونائب مستشار الأمن القومي إليوت إبرامز، بالإضافة إلى ضغط الحزب الجمهوري على إدارة بوش للعمل بما يسمح بإنقاذ سمعة الحزب بعد الفشل الذريع في العراق وتراجع السياسة الأميركية في المنطقة، وذلك وفقا للتقييم السوري. وتعدد المصادر دلائل أخرى على هذا التقييم بينها "قيام تركيا الأطلسية بقيادة محادثات سورية إسرائيلية غير مباشرة، لا ترضى عنها أميركا&laqascii117o;، و"اندفاع (رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود) أولمرت الضعيف والحليف لأميركا منذ عام ونصف العام من أجل بدء التفاوض مع سوريا من دون رغبة الأميركيين&laqascii117o;، و"الفشل المتراكم في العراق&laqascii117o;، ومن ثم "الفشل في لبنان، والانتهاء إلى الأخذ بصيغة لا غالب ولا مغلوب، وتحقيق اتفاق الدوحة&laqascii117o;. وترى هذه المصادر، وفقا لتحليل سوري شبه رسمي، ان "زوال أسباب التوتر تؤدي للتهدئة بشكل طبيعي&laqascii117o;، معتبرة أن سبب "التوتر الرئيسي في العالم كان سياسات إدارة بوش&laqascii117o;، التي بدأت ولايتها الأولى "باستبعاد الحل السلمي من جدول أعمالها، ما سمح بتراكمات هائلة للصراع العربي الإسرائيلي على المنطقة والعالم، ومن ثم الغزو الأميركي للعراق، وطرح موضوع الشرق الأوسط الجديد، وهو المشروع الذي فشل أيضا، لكن ليس قبل أن يؤدي إلى حالة غليان في المنطقة عملت واشنطن على تزكيتها بما يسمى الفوضى البناءة&laqascii117o;. وتعتبر المصادر أن ما جرى في لبنان خلال العامين الماضيين يصب في هذا السياق، وإن كانت تسترجع الحكم بفشل نتائجها، معتبرة أن "توريط الإدارة الأميركية لفريق لبناني بتبني مشروع إزالة شبكة اتصالات حزب الله ومن ثم العجز عن مساعدته حين وقعت أحداث أيار إشارة جلية على بدء التحول نحو التهدئة&laqascii117o;. وكان أن أدت الأحداث دورا في دفع التهدئة قدما، فبدلا من "التوتر السوري الإسرائيلي والحديث عن صيف ساخن، تجري سوريا وإسرائيل محادثات غير مباشرة في اسطنبول&laqascii117o;، وفيما كانت "المصادر المختلفة تحذر من احتمال قيام الولايات المتحدة بضرب إيران، نرى "واشنطن تستدير وتغير من استراتيجيتها حيال طهران، على الأقل على المستوى الظاهري&laqascii117o;. وتلاحظ المصادر، بناء على معلومات، أن الأطراف عامة تحاول تكريس هذه الحالة بانتظار الإدارة الأميركية المقبلة، بما في ذلك الأطراف الأكثر تشددا، وهنا المعني إيران، التي تشير مصادر إلى أنها "تمارس سياسة مرنة تتجنب التصعيد وتنصح بها حلفاءها بمن فيهم حماس&laqascii117o;.
ـ صحيفة المستقبل
خالد العلي :
مصدر سياسي مطلع يرى ضرورة بلورة المنطق الحقيقي الذي يجعل 'حزب الله' حاضراً للحوار والنقاش في القضايا الخلافية ويخشى ان يكون منطق التعاطي مع تشكيل الحكومة هو الذي يحكم منطق الحوار حول السياسة الدفاعية. فالحزب، يقول المصدر السياسي، احتفظ بوزير واحد فيما تنازل عن حصته لمصلحة حلفائه. إلى هذا الحد يعتبر المصدر ان 'حزب الله' ضحّى و...و... ولكن عندما يقول الحزب 'لقد تنازلنا لكن كل وزراء المعارضة هم وزراء لحزب الله.. فهذا يعني استمرار الهيمنة على المعارضة وتوجيهها في السياسة كما كان التوجيه قائماً زمن الحرب فاذا كان التنازل شكلياً لمصلحة الحلفاء فهذا شأنهم لانه يخشى من ان يكون الاستعداد للحوار أيضاً شكلياً، فهذا شأن يهم الوطن كل الوطن. ويعتبر المصدر ان إبداء هذه الجهة السياسية أو تلك استعداداً للحوار حول مسألة ما يجب ألا ترافقها شروط أو تحديد قاطع للمفاهيم لأن هذه الأخيرة يجب ان تخضع لتقييم جلسات الحوار.. فـ'حزب الله' في هذه الحالة سيكون في مواجهة فريق يمثل الدور المستقبلي للدولة وليس لفريق من اللبنانيين سواء كان فريق الرابع عشر من آذار أو غيره، فهذا الأخير وعندما سيساهم في النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية سوف يكون ممثلاً لمفهوم الدولة والمؤسسات وليس لمفهومه كفريق من 'حزب الله' يخطئ عندما يقول 'اننا لا نخشى نقاشاً أو حواراً لانه سيضع من وجهة نظرنا الآخرين أمام مسؤولياتهم في الاجابة عن السؤال الكبير كيف تحررون أرضكم؟؟ وتمنعون إسرائيل من تشكيل الخطر الدائم عليكم؟؟' فالسؤال في هذه الحالة موجه إلى الدولة وعلى قواها والراغبين في قيامها ان يبلوروا صيغة ما تتولى الدولة عبر مؤسساتها الامنية خططاً للدفاع عن لبنان سواء عبر التزام صيغ سياسية أو ديبلوماسية تأخذ في الاعتبار قرار الهدنة مع إسرائيل بعد إعادة النظر فيه أو عن طريق دور أو أدوار للأمم المتحدة أو عن طريق قرار يتخذه اللبنانيون ويشاركون فيه جميعاً في الدفاع عن أرضهم سواء عن طريق المؤسسات العسكرية والأمنية أو عن طريق حرب شعبية أو مقاومة مختارة أو أي صيغ أخرى للدفاع عن الوطن..