- مجلة 'الشراع'
ماذا تريد اسرائيل أفضل من هذا؟
حسن صبرا:
تعاون النظام الايراني مع جورج بوش الغبـي للتخلص من العراق دولة ومجتمعاً وجيشاً وعروبة، منذ العام 2003.. الى ما شاء الله.
وتعاون النظام الايراني مع فلاديمير بوتين الارهابـي للتخلص من سوريا دولة ومجتمعاً وجيشاً وعروبة.. الى ما شاء الله.
لم يعد في العراق تحت قيادة نوري المالكي جيش للعروبة، وما عاد الجيش السوري تحت قيادة آل الاسد الاّ عصابات لوأد العروبة في سوريا.
وماذا تريد اسرائيل أفضل من ذلك؟
لم تطلق اسرائيل طلقة واحدة ضد جيش العراق الذي حاربها منذ العام 1948 حتى العام 1991، وتولى الاحتلالان الاميركي والفارسي لبلاد الرافدين تفكيك جيش العروبة لإحلال عصابات في العراق يقودها قاسم سليماني من طهران.. وبأسلحة اميركية.
لم تطلق اسرائيل طلقة واحدة ضد سوريا منذ العام 1974، وتولت عصابات الاسد تفكيك جيش الوطن حين وجهته لقتل المواطنين السوريين منذ اليوم الاول لثورتهم التي تطالب بالحرية والكرامة.
كنا نكتب ان الغباء الرئاسي الاميركي في عهدي بوش وأوباما حقق أحلام النظام الايراني في التخلص من عدويه الاساسيين في أفغانستان والعراق.
وها نحن نكتب ان الغباء الرئاسي في اميركا والارهاب الرئاسي في سوريا حققا حلم اسرائيل في التخلص ايضاً من عدو اساسي لها هو جيش سوريا.. بعد العراق.
كم هي مصلحة العدو الصهيوني متطابقة مع مصالح النظام الايراني ضد القدرات العربية.
كم هي مصالح العدو الصهيوني متطابقة مع إرهاب النظام الروسي وسقوطه اللاأخلاقي.
أمضى العدو الصهيوني نحو 65 سنة وهو يحاول تفتيت النسيج العربي – وطنياً وقومياً ودينياً ومذهبياً – وما نجح.
نجح النظام الايراني في تفتيت النسيج الديني الاسلامي بين سنة وشيعة في طول البلاد العربية وعرضها.
قدمت أجيال فلسطين المتعاقبة طيلة القرن العشرين التضحيات والدماء والدموع والعرق من أجل إثبات هويتها السياسية الفلسطينية عبر منظمة التحرير التي تحمل اسمها الوطني، فجاء النظام الايراني ليمنح هذه الهوية الى جماعة دينية تحالفت معها واحتلت قطاع غزة لتشطب الهوية الفلسطينية باسم حماس الجناح المسلح للاخوان المسلمين في غزة، ولتفصل الجسم الفلسطيني بين غزة ورام الله.
احتل العدو الصهيوني جزءاً من فلسطين عام 1948 واحتل الجزء الآخر عام 1967، وظلت فلسطين واحدة.. وحين احتلت جماعة الاخوان المسلمين المتحالفة مع النظام الايراني قطاع غزة، تفتتت فلسطين بين ضفة وقطاع.
يا سبحان الله
عدو يوحّـد وفلسطيني يفـرّق..
الاول بقوة الاحتلال.
والثاني بسلطة المقاومة تنفيذاً لأوامر طهران.
كانت اسرائيل تخشى نموذج لبنان في الديموقراطية والعيش الواحد، والتعددية والانفتاح، والتعلق بالحياة، فجاء نموذج طهران ممسوخاً في لبنان ليحكم مقدماً خدمة لم تكن اسرائيل لتحلم فيها، بنهاية الحلم اللبناني الديموقراطي الواحد المتعدد المنفتح.
كنا نكتب ان قوة اسرائيل الحقيقية هي في ضعف العرب، والآن من واجبنا ان نكتب ان ضعف العرب الحقيقي ناتج عن قوة العدو الصهيوني، وغطرسة النظام الايراني، ولن يكتب للعرب، للبنان، لسوريا، للعراق النجاة الا بالتخلص من قوة اسرائيل وغطرسة النظام الايراني..
قبل كل هذا علينا ان ندرك ان كل ما يفعله النظام الايراني بالعرب.. يصب في مصلحة العدو الصهيوني، فنظام طهران وعدونا الصهيوني وجهان لعملة واحدة.
'الشراع'
- البيان الذي أصدره السيدان محمد حسن الأمين وهاني فحص حول أحداث سوريا ودعم ثورة الشعب السوري ورفض الممارسات القمعية الوحشية من قبل النظام السوري ضده أثارت استياء إيرانياً وقد حاول سفير إيران في لبنان غضنفر ركن ابادي الاتصال بالأمين من أجل إبلاغه الموقف الإيراني.
- لقاء بعيد عن الاضواء عقد في طهران بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والوفد السوري المشارك في أعمال قمة عدم الانحياز التي عقدت في العاصمة الايرانية الاسبوع الماضي.
وفي معلومات ((الشراع)) ان سليمان كرر القول امام الوفد السوري انه ما زال ينتظر اتصالاً من الرئيس السوري بشار الاسد حول اعترافات الوزير السابق ميشال سماحة بنقل متفجرات بتكليف من اللواء علي المملوك من سوريا الى لبنان لتفجيرها في مناطق الشمال.
- 'الشراع'
الخوض الصريح في محرمات الثورة
'الشراع' تنشر قائمة التشكيلات العسكرية المتقاتلة في سوريا
بقلم: محمد خليفة
*عشرون تشكيلاً عسكرياً وميليشيوياً فئوياً تتأسس حالياً سراً وعلناً
*التسابق إلى تأسيس منظمات عسكرية يخدم مخططات النظام وحلفائه
*النظام فرض على الجميع السقوط في الفخ الذي نصبه لهم
*يجب مناقشة ملفات هذه المسائل بوضوح وإلا فإننا نندفع من حافة الهاوية إلى قاعها
في مقالتنا اليوم نقترب من محرم ثانٍ أكثر عمقاً وخطورة على مستقبل الثورة السورية من مقالتنا في العدد السابق, لأنه يمس مستقبل سوريا والنسيج السوري, أي وحدة الوطن والشعب, مصير الدولة والمجتمع على حد سواء. وللأسف فإنه رغم خطورته لم يلمس أبداً من قريب, أو بعيد, لا في وسائل الاعلام ولا في الندوات والمؤتمرات بين السوريين, فهو أكثر المحرمات المسكوت عنها حالياً.
إنه ملف الميليشيات الفئوية والخاصة التي تشكلت, أو يجري تشكيلها الآن على الأرض السورية, منذ عام على الاقل. وهذا الامر ليس سراً بالمطلق, فهو محسوس وملموس بالنسبة لأصحاب الشأن من جميع الاتجاهات السياسية والثورية الفاعلة على الساحة السياسية في الداخل والخارج, ولكن التواطؤ بين هذه القوى لأسباب عديدة مفهومة هو الذي يحول دون طرحه منها, لأن الكل أو أغلب الأطراف لا مصلحة له في وضع هذا الأمر تحت الأضواء للبحث ومناقشته بشفافية ومسؤولية تامتين.
في سوريا الآن, أكثر من عشر ميليشيات أو جيوش صغيرة فئوية وخاصة بعضها لطوائف, وبعضها الآخر لمكونات قومية, وبعضها لأحزاب ومنظمات سياسية أو ايديولوجية, أو قبلية, وهذه التشكيلات العسكرية تقوم الآن بالتسلح, أو تتدرب على السلاح, وعلى القتال, وتستعد للسيطرة على مناطق معينة من سوريا, أو لفرض إرادتها السياسية على السلطة - أياً كانت هذه السلطة, الحالية, أو التي ستحل محلها مستقبلاً بعد سقوط الأسد ونظامه -.
وهذه جردة شبه كاملة لها:
أولاً - تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية معلنة وظاهرة :
1 - الجيش السوري, أي الجيش النظامي السابق للدولة بعد أن تحول منظمة عسكرية إجرامية تفتقر للمشروعية الوطنية والأخلاقية، بسبب إصرار عصابة الأسد على تحويلها الى قوة بطش وتنكيل وانتقام طائفية إرهابية، ترتكب المذابح والمجازر والممارسات الإجرامية بحق الشعب السوري، وخاصة المدنيين العزل والأطفال والنساء, وهذه القوة الآن بحكم دورها ووظيفتها أبعد ما تكون عن جيش وطني ذي أخلاقيات ومناقب ومبادىء وطنية, وأقرب ما تكون لعصابة عسكرية. وهذا الجيش يزداد طائفية بعد انشقاق الغالبية السنية منه وارتفاع نسبة العلويين والدروز داخله.
2 - (الشبيحة) برزت هذه التسمية كمصطلح مشتق من كلمة (شبح) التي كانت مفردة من مفردات قاموس الاستخبارات السورية وتعني صنفاً مبتكراً من صنوف التعذيب المعتمدة طوال سنوات القهر والتنكيل, ثم تحولت مع بداية الثورة للدلالة على عصابات منظمة تستعملها السلطة لمساعدة التشكيلات الأمنية والعسكرية في مهامها ومحاولاتها لإخماد الثورة وقمع المحتجين والمتظاهرين. وبمضي الوقت وتتالي اعترافات المسؤولين المنشقين من الجيش والأمن تبين ان هذه العصابات ليست مجرد فلول عصابات ومجموعات قمعية من الاوباش وأصحاب السوابق فقط بل أيضاً تشكيل عسكري - أمني جرى إعداده وتنظيمه على مدى عشرات السنين كمنظمة تقودها عائلة آل الأسد لأداء وظائف متعددة خارج القانون, وبعيداً عن مسؤولية الدولة والنظام معاً. وتتراوح وظائفها بين التهريب والسرقة وتصريف النفوذ والفساد, وقمع المواطنين وإرهابهم لأسباب سياسية. وكان جميل الاسد شقيق حافظ أول مسؤول عنها في السبعينيات, ويعتقد الآن انها كانت موازية لقوات سرايا الدفاع العلوية التي أسسها وقادها رفعت الأسد ومهمتها حماية النظام والعاصمة من أي تهديد داخلي. أي ان (الشبيحة) كانت إحدى أدوات آل الأسد للسيطرة على الحكم والدولة وترويع المواطنين. وبعبارة أخرى كانت هي عصابة (المافيا) العائدة لعائلة الاسد. واتسع نطاق نشاطها إلى فرض الرعب والقمع مع بداية الثورة الحالية, وهي تعد الآن بحكم المهام التي تنفذها تشكيلاً أمنياً مسلحاً ضخماً ينتشر بين حوران في الجنوب وحلب في الشمال, واللاذقية غرباً حيث منشأها الاصلي, ودير الزور والحسكة شرقاً. وتكمن خطورة الشبيحة بأنها تخزن السلاح لتدافع عن نفسها مستقبلاً بعد سقوط الأسد لأنها تعلم أن الحساب العسير في انتظارها, وربما كان ما لقيه قادتها في حلب من آل بري إنذاراً واضحاً للبقية لكي يقاتلوا الى آخر رمق.
3- الجيش السوري الحر. وهو منظمة عسكرية نشأت كرد فعل على الانحراف الخطير الذي أصاب الجيش السابق واضطرار الشرفاء والوطنيين من جنوده وضباطه للانشقاق عنه تنصلاً من مسؤولية القتل والاجرام, وهو ما يشبه ظاهرة رفض الخدمة لأسباب أخلاقية في كل جيوش العالم. وقد دفع تكاثر عدد المنشقين ورفضهم الخدمة الى البحث عن سبل لحماية أنفسهم من (عقوبة الإعدام) التي تنتظرهم ميدانياً حتماً في حال القبض عليهم, إلى حمل السلاح للدفاع عن النفس, ثم تطور الهدف الى حماية المواطنين السوريين بعامة والمتظاهرين بخاصة من قوات الامن والجيش الأسدية التي اتبعت سياسة القتل والعنف والسرقة والتخريب بشكل منهجي ومبرمج. ومع تطور الثورة وانشقاق العسكريين, تشكل الجيش السوري الحر, وهو يبلغ الآن أكثر من مائة ألف مقاتل. ربعهم عسكريون محترفون منشقون, والبقية مدنيون تطوعوا للقتال ضد نظام الاسد وعصاباته العسكرية. وهذا الجيش يتطور الآن كماً ونوعاً وينال اعتراف دول كثيرة في الخارج حيث تتعامل معه عشرات الدول واقعياً وسياسياً.
4 - فرق مسلحة ومقاتلة مشابهة وموازية للجيش الحر, ومعروفة ولكنها غير خاضعة لسلطتة. ومنها لواء التوحيد الذي بدأ معركة تحرير حلب, لواء أنصار الاسلام وأحفاد الرسول في دمشق, وغيرها. وبعض هذه الفرق والكتائب تضع نفسها تحت سلطة الجيش الحر شكلياً ولكنها تحتفظ بسلطات واسعة, وتستطيع الخروج عنه في أي لحظة. فارتباطها بالجيش الحر ليس مؤسسياً, ولا ثابتاً.
5 - القوات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكوردي. عددها غير معلن ولا معروف ولكن بالنظر الى قدرة الحزب على بسط هيمنته على مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا يتوقع أن يكون العدد يزيد عن ألف مقاتل. وهي قوات تتألف من الكورد, وبعضهم ليسوا سوريين بل أتراكاً وإيرانيين, ومن جنسيات أخرى. وقد أقامت هذه القوات مواقع عسكرية ظاهرة وحواجز في بعض المناطق, وسيرت دوريات في مدن شمال شرق سوريا.
6- (البشمركه) وهي نواة جيش كوردي شبه رسمي أيضاً، تتشكل الآن بحضانة ورعاية القيادة الكوردية في كوردستان العراق, وتحمل الاسم التاريخي نفسه الذي استعمله الملا مصطفى البرزاني (بشمركه) وهي الآن قوات عسكرية نظامية تابعة لإقليم كوردستان. واعترف رئيس الاقليم مسعود البرزاني بإشرافه على معسكرات تدريب رسمية لكورد سوريا في مدينة دهوك, وتتراوح المعلومات الرسمية وشبه الرسمية عن نواة تتدرب حالياً عديدها بين 700 و1300 مقاتل. وقال برزاني ان هذه القوات هدفها حماية المناطق الكوردية السورية في حال تعرض الكورد لأي خطر, أو حدوث اقتتال محلي, وهي تتشكل بالتعاون مع أحزاب المجلس الوطني الكوردي السوري.
7 - الجناح العسكري لحزب الاتحاد السرياني. أعلن عنه رسمياً السيد ابراهيم مراد رئيس الحزب من فرعه اللبناني في بيروت في بيان رسمي يوم 29 آب/اغسطس الماضي, حيث كشف البيان رسمياً وجود جناح عسكري مسلح للحزب في سوريا, وعزمه على القتال ضد النظام الاسدي, والمشاركة في ثورة الشعب السوري, وللدفاع عن وجود ومصالح المواطنين السريان في المنطقة إذا تعرضت للخطر, وهي عبارة تشي بمشاعر خوف لدى المواطنين السريان مما سيجري على تلك الارض في الفترات القادمة, وخاصة محاولات الكورد فرض السيطرة على الاقليم, واعتباره كوردستان الغربية.
ثانياً - تشكيلات عسكرية غير رسمية وغير معلن عنه :
تتزايد المعلومات عن تشكيلات عسكرية أخرى عديدة بشكل غير رسمي, في أنحاء متفرقة من سوريا, تقف وراءها فئات عديدة كما سبقت الاشارة, منها ما هو قبلي وما هو طائفي, وما هو حزبي. وهذه بعضها:
1 - تشكيل عسكري علوي ضخم جرى اعداده بعد بداية الثورة 2011, وتيقن العصابة الحاكمة انها زائلة وساقطة لا محالة, وقد جرى تخزين أنواع ضخمة ونوعية من الاسلحة العائدة أصلاً لجيش الدولة في مخازن ومخابىء سرية في جبال العلويين الحصينة بإشراف ضباط عسكريين منهم. ومهمة هذه الاسلحة أن تستعمل للقتال من قبل العلويين ضد المواطنيين السوريين والجيش الحر, أو ضد سلطة الدولة التي ستنشأ بعد سقوط الاسد. ويرى البعض انه يمكن أن تكون نواة تأسيس الجيش العلوي في حال تمسك الأسد بمناطق العلويين واعتصم فيها للقتال ضد الشعب السوري الى ما لا نهاية, أو في حال تمزقت سوريا وصار بالإمكان تأسيس دولة علوية. هذا بالنسبة للأسلحة, أما بالنسبة للمقاتلين فمن النافل القول إن الطائفة العلوية لا ينقصها المقاتلين المدربين والجنود والضباط, إذ يكفيها لملمة شعث الجنود والضباط الذين سيفرون من جيش السلطة أو سيطردون في عملية التطهير المنتظرة بعدئذ. وتؤكد المعلومات المستقاة من معارضين علويين ومن مواطنين سنّة في الساحل عن إعداد جيش علوي طائفي سراً, وان المذابح التي وقعت في الشهور الاخيرة في قرى حمص وحماة نفذت بأيدي هذا التشكيل العسكري الطائفي السري, سمه ميلشيا أو جيشاً لا فرق.!
2 - قوات درزية هناك اعتقاد آخر شائع بين قوى المعارضة والجيش الحر، عن شروع الضباط الدروز في الجيش السوري وهم يحتلون المرتبة الثانية بعد العلويين من حيث الكثافة والسيطرة والنفوذ داخل المؤسسة العسكرية السابقة باتخاذ الاحتياطات لبناء تشكيل عسكري أو شبه عسكري للدفاع عن أنفسهم بعد أن تأكدوا أن نظام شركائهم العلويين يلفظ أنفاسه الأخيرة. ويعتقد أيضاً ان لهذا المخطط عوامل وقنوات مساندة ودعماً خارجياً, عبر لبنان.
3 - قوات قبلية عشائرية. برزت عشائر وقبائل سوريا كقوة اجتماعية وسياسية متجانسة منذ بداية الثورة, وتحركت باعتبارها قوة سياسية رئيسية وشكلت فيما بينها ائتلافاً قوياً, فرض نفسه بين الفصائل والتجمعات السورية المعارضة, وشارك في جميع المؤتمرات والمحافل, وفرض رؤيته الخاصة بوضع القبائل والعشائر, بما في ذلك مستقبل الدولة والحكم. وتشير دوائر ومصادر عدة إلى أن هذه القبائل كونت تشكيلاً عسكرياً يعتد به على الارض السورية نظراً لما تتمتع به من قاعدة اجتماعية في شرقي سوريا وشمالها وجنوبها, بل ووسطها, وما لها من وجود عددي معتبر أيضاً داخل المؤسستين العسكرية والامنية السابقتين. وما يتوافر لها من موارد مالية ضخمة من دول الخليج العربية والعراق والاردن, سواء من أبنائها العاملين هناك, وما يتمتعون به من امتيازات لا تتمتع بها مكونات الشعب السوري الأخرى, أو من معونات تقدمها حكومات الخليج لهذه القبائل التي تعتبر امتداداً لقبائل وعشائر الجزيرة العربية وخاصة: شمر وعنزة والعكيدات والنعيمية والحديدية.
4 - ميليشيا إخوانية. كشفت الصحف البريطانية في تموز/يوليو الماضي عن وجود تشكيل عسكري سري جديد عائد لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا, واعترف القيادي البارز ملهم الدروبي بوجود هذه القوات, واعترف انها لا تنسق مع الجيش السوري الحر, ولا تخضع لقرارات المجلس الوطني السوري ويحوطها الغموض. ويقال ان الاخوان استطاعوا إعادة بناء قاعدتهم الاجتماعية التي تدمرت واقتلعت جذورها أثناء حقبة الأسد الرهيبة, كخطوة أولى, وبناء تشكيل عسكري على أساس تلك القاعدة الاجتماعية تالياً, وتقول هذه المصادر إن الإخوان أنفقوا مليارات الليرات السورية على ذلك, وانهم أدخلوا وخزنوا كميات كبيرة من الاسلحة والعتاد الحربي في سوريا, ودربوا آلاف الرجال من أنصارهم وحلفائهم استعداداً لاستحقاقات عصر ما بعد الأسد. وتشير معلومات أخرى إلى أن الكثير من الألوية والكتائب التي ظهرت في الآونة الأخيرة تابعة للاخوان, ولا سيما في ريف دمشق ومحافظات حمص وحماة وإدلب وكذلك حلب. ولا تثير هذه المعلومات دهشة أحد من الباحثين والمؤرخين ولا من السياسيين، لأن تنظيم الاخوان يملك امكانيات هائلة اقتصادية ومالية وبشرية وامتدادات دولية توفر له شرايين دعم لا ينضب. ولديهم خبرات وتجارب تفوق خبرات اي فصيل سياسي على الساحات السورية والعربية، بما في ذلك قتالهم المسلح ضد الاسد قبل ثلاثين سنة، وقتالهم ضد اسرائيل في حرب 1948 ووجودهم حالياً في السلطة فعلياً في دول عربية واسلامية كثيرة كمصر وليبيا والاردن والعراق وتونس والمغرب.. فضلاً عن الحليف الكبير ممثلاً في تركيا التي تعتبر قاعدة العمل السياسي والعسكري الابرز ضد النظام السوري.
5 - ميليشيات تحريرية. أي تابعة لحزب التحرير الاسلامي، وتؤكد مصادر مهمة عن نجاح هذا الحزب في اختراق الساحة السورية الاجتماعية والعسكرية، واستغنائه عن اي دور سياسي حالياً بين المعارضة المعروفة، واكتفائه ببعض الدور الاعلامي والدعوي. أما تركيزه فانصب على بناء قوة عسكرية مدربة، وتخزين أسلحة وعتاد حربي. وتوحي الادلة المتوافرة الآن حسب المصادر نفسها أن حزب التحرير لا يستنفد طاقته في النضال ضد الاسد ونظامه وإنما يدخرها للمرحلة التالية، وتقول ان حزب التحرير سيكون مفاجأة الثورة، لأنه لم يكن له وجود يذكر في سوريا قبل الآن.
6 - تشكيلات سلفية متعددة. هذه الميليشيات اجتذبت أكثر من غيرها شهوة الكاميرات الغربية والمراسلين الأجانب فتحدثت الصحف والفضائيات في الغرب عن هذه التشكيلات التي تضم مجاهدين من جنسيات عربية متعددة، ليبية ولبنانية وسعودية وتونسية.. إلخ ومجاهدين ((أفغان)). وشوهدت على نحو واسع في مناطق ادلب وريفها. وبعضها شوهد في حلب في معركة التحرير، بل إن لواء التوحيد نفسه يصنف ضمن القوى السلفية.
7 - ميليشيات تركمانية. ممثلو الحركة التركمانية السياسية فرضوا حضورهم في صفوف المعارضة السورية التاريخية والجديدة بفضل الدور التركي في الأزمة السورية، وهم يتحدثون عن وجود حالة تركمانية ضخمة في الشعب السوري لم تكن معروفة أقله بهذا الحجم، الذي يبلغ حسب بياناتهم ما يقارب المليون تركماني في سوريا، وهم يحاولون اليوم تفعيل دورهم لكي يتحاشوا مصير اقربائهم في العراق، مستفيدين من تلك التجرية القريبة تاريخياً وجغرافياً، وتشير مصادر غير رسمية الى بنائهم قوة عسكرية مدربة وممولة من الدولة الأم الكبرى تركيا. وينتشر التركمان في سوريا في منطقة الشمال بين الساحل وحلب مروراً بإدلب، ويعتقد ان التركيز على هذه المنطقة سببه وجود التركمان بما في ذلك اقامة مناطق آمنة وحظر جوي.
8 - ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعات مسلحة من المواطنين المسيحيين في حلب، ولا سيما في الأحياء ذات الكثافة المسيحية وخاصة حي السليمانية وامتداده الى حي العزيزية، وأكد هؤلاء أن الهدف هو الحماية فقط من اللصوص والعصابات وليس للأمر طابع سياسي أو طائفي.
9 - ظهرت أيضاً مجموعات مسلحة من الأقلية الأرمنية في حلب، وتحدث بعض المعلومات عن طابع سياسي لهذه المجموعات على عكس سابقتها، وإنها تتحرك على الأرض بصورة داعمة لقوات الأسد في المدينة. ومع أن الشارع الأرمني شارك في بداية الثورة مع بقية المواطنين في الحراك الثوري الشعبي، لكن يبدو أن الاحزاب الأرمنية فعلت فعلها واستطاعت حرف حركة الشارع ولو بشكل محدود.
10 - هناك مؤشرات متزايدة الى أن النظام يقوم الآن بتسليح بعض الأحزاب الايديولوجية المؤيدة له وخاصة الحزب القومي السوري الاجتماعي، الذي انشق الى جناح مؤيد للثورة وهو صغير، وجناح أوسع متطرف في تأييده لنظام الاسد، يشارك بحسب مصادر كثيرة في العمليات العسكرية ضد الثوار في العديد من المحافظات السورية، ويقاتلون بضراوة تتغذى على قناعات ايديولوجية وطائفية متطرفة تميز بها الحزب ورجاله دائماً في سوريا وفي لبنان.
11 - ميليشيات فلسطينية مسلحة. لولا أن بعض الميليشيات الفلسطينية شاركت فعلياً وبقوة في القتال مع قوات النظام ضد الشعب السوري لما كان ينبغي إدراج هذه الميليشيات في هذه القائمة، لأنها معروفة تاريخياً بوجودها القديم ومعروف أن سلاحها وقواها موجهة ضد العدو الاسرائيلي، بيد أن العلاقات العضوية بين بعض الفصائل الفلسطينة والنظام السوري بأجهزته الأمنية الشهيرة أبرزت بعداً شاذاً في العلاقة حين تحولت البندقية الفلسطينية لهذه الفصائل الى بندقية سورية مؤجرة للنظام للقتال ضد الثورة والثوار، وفي مقدم هذه الفصائل المعنية هنا جبهة احمد جبريل الجبهة الشعبية - القيادة العامة. ويعتقد أن لهذه المنظمات الفلسطينية دوراً عسكرياً وأمنياً أعمق مما يبدو على السطح، فمسرحية اختراق الحدود مع الجولان المحتل العام الماضي، نفذت بأيديهم، وقمع المشاركين الفلسطينيين في الحراك الثوري السوري تم ببنادق هؤلاء ايضاً، وعمليات التجسس وتعقب الناشطين السوريين في الخارج تعتمد على مشاركة من هذه المنظمات المصنوعة، وهي ايضاً جزء رئيسي من تحالفات الاستخبارات السورية وشبكتها السياسية في لبنان، ولذلك لا يجوز الاستهانة بدورها غير المنظور بالعين المجردة، وهو دور مرشح للتصاعد في المستقبل بعد سقوط الاسد ونظامه الأمني.
12 - هناك شكوك وظنون مفادها أن مجموعات عديدة حزبية من الشيوعيين والماركسيين، والقوميين أخذت تعمل ايضاً على تشكيل مجموعات مسلحة، إما لحماية نفسها، أو لتثبيت دورها في المرحلة القادمة، مما يعني أن عدوى السلاح والقتال والعسكرة قد اصابت الجميع، ونشرت الحالة بين جميع المكونات والتيارات.
هل نسير نحو الحرب الأهلية ؟
هناك إذن نحو عشرين تشكيلاً عسكرياً نشأ، أو هو قيد النشوء، على الأرض السورية وعلى أرضية الثورة، ومعظمها غير معروف وغير معترف به، وبعضها اهدافه واضحة وبينة، وبعضها أهدافه غامضة وملتبسة، ومنها ما هو مشروع ومفهوم ومبرر، ومنها ما هو عكس ذلك ونقيضه، ولذلك لا بد من فتح ملف التسلح وبناء القوى العسكرية بطريقة جادة ومسؤولة، ووضع حلول صارمة وضوابط تنظيمية وسياسية، لهذه الظاهرة. وبدون ذلك فإننا كمن يعدون العدة والعدد للدخول في حرب اهلية طاحنة وطويلة المدى في بلد يتكون من تعددية وطنية وتعددية اثنية ومذهبية وتعددية سياسية واسعة مما يشكل بيئة صالحة للصراع والاحتراب والتفتت. ونعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للخوض في هذا الموضوع بلا تأخير ولا مناورة ولا إنكار. ونعتقد أن المجلس الوطني كمظلة واسعة وكبيرة تتسع للجميع يصلح لفتح الحوار في هذا الملف بالنسبة للقوى الوطنية السياسية المعارضة والثورية تحديداً. أما بالنسبة للقوى الأخرى المؤيدة للنظام والدائرة في فلكه والتي تتآمر على سوريا فلا بد من مواجهتها وتعريتها ولو بالقوة، ولكن ليس بطريقة فئوية او حزبية أو طائفية.. بل بطريقة وطنية وحماعية.
ولا شك أن ثمة اتفاقاً وإجماعاً وطنياً اليوم على شرعية المجلس الوطني كمظلة وطنية جامعة للمعارضة السياسية، أولاً، وإجماعاً وطنياً على شرعية الجيش السوري الحر، وعليه فلا بد من تثبيت هاتين المسألتين والبناء عليهما. ولنقل أن ما يصدر عن المجلس الوطني والمؤتمرات السياسية العامة كمؤتمر القاهرة الذي نظمته الجامعة العربية في بداية تموز/ يوليو الماضي هو الأساس وله صفة التشريع الوطني، ولا سيما وثيقة العهد الوطني، ووثيقة المرحلة الانتقالية، وفي اعتقادنا يجب تحريم النكوص عنهما من اي طرف ولأي سبب. وعليه فلا بد من تحريم اي سلوك سياسي يتعارض أو يتناقض ومنطوق هاتين الوثيقتين، وخاصة إنشاء وتشكيل أذرع عسكرية فئوية واعتماد حلول عنفية خارج مظلة الاجماع الوطني والادوات العسكرية المعتمدة، وبالتحديد الجيش السوري الحر، نواة الجيش الوطني القادم الجديد الذي ستوكل اليه مهمة الحفاظ على سوريا والدفاع عنها وعن حدودها وتثبيت دعائم الدولة والنظام وحماية الامن والاستقرار في المرحلة التالية لسقوط النظام الحالي.
إن التنافس والتسابق حالياً لتأسيس منظمات عسكرية أو شبه عسكرية حزيية وطائفية وقبلية لا يخدم المصلحة الوطنية، بل لا يخدم سوى أعداء سوريا، ولا يؤدي إلى الانتصار على النظام وحلفائه بل يؤدي الى خدمة مخططاته التي صارت في الواقع مساراً ومدرجاً للأزمة، واستطاع هو أن يفرض على الجميع السقوط في الفخ الذي نصبه لها جميعاً، وخاصة فخ العسكرة والحرب الأهلية والتطرف الطائفي، وما زالت جميع الاطراف تتحرك بموجب (النوتة) التي يكتبها نظام الأسد نفسه ويفرضها على الارض، بينما يقتصر سلوك المعارضة والحراك الثوري في الغالب على ردود أفعال انعكاسية ونمطية لها.
والسؤال الذي يتحتم علينا أن نجيب عليه بشفافية وأمانة مع الذات ومع الوطن ومسؤوليه: هل نريد إسقاط النظام وإقامة دولة ديموقراطية على قاعدة من التسامح والمصالحة الوطنية.. أم نريد الاندفاع بشكل غريزي نحو ردود أفعال جاهلية هوجاء؟ هل نريد الحفاظ على سوريا موحدة ومنيعة ومزدهرة أم نريد تمزيقها عصبياً وطائفياً واثنياً وقبلياً؟ هل نريد تغليب المشروعات والأجندات الفئوية.. أم نريد الالتحام في مشروع وطني ديموقراطي..؟؟
علينا جميعا كسوريين أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية، وأن نمتلك الشجاعة والرصانة لفتح الملفات الخاصة بهذه المسائل اليوم وليس غداً، وأن نضع أوراقنا على الطاولة ونناقشها بوضوح، وإلا فإننا نندفع من حافة الهاوية الى قاعها.
- 'الشراع'
الامين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي لـ'الشراع': العقل الشيعي في محنة وما تفعله ايران وحزب الله انتحار
زين حمود:
في هذا الحوار مع الامين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي صرخة وبأعلى الصوت مما آلت اليه الامور في المواقف الايرانية وكذلك موقف حزب الله مما يجري في سوريا، وصلت الى حد القول بأن هذه المواقف هي بمثابة انتحار، داعياً الى اعادة النظر بهذه المواقف والتفكير بمرحلة ما بعد سقوط النظام السوري، الذي يعتقد الطفيلي جازماً انه ساقط لامحالة.
محور الحوار يتعلق بواقع العقل الشيعي اليوم وأسباب ما يروج حول قلقه وتوتره في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ المعاصر، والتي يتوقع ان تكون قاعدة مؤسسة لحقبة من الزمن.
وفي ما يلي نص الحوار:
*ليس للشيعة الحق بأن يقلقوا أو يتوتروا
*نحن اليوم في لبنان في مجتمع الغابة الذي يثير الخوف والاضطراب لدى الكل
*على الشيعة ان يحملوا رسالة اخراج الجميع من سنن الغابة
*هناك محاولات للعمل على العقل الشيعي باتجاهات خطرة
*من الخطأ الدعوة الى دعم النظام السوري بعد إيهام الشيعة انهم مهددون اذا سقط
*ليس من عاقل يقبل هدم البيوت على الاطفال وصراخ الشعب السوري
*ما تعرض له السنة والشيعة تاريخياً ليس صراعاً مذهبياً بل تنافس على السلطات
*من قال ان النظام السوري ممانع وهناك تاريخ طويل يثبت ان الممانعة لا وجود لها في سوريا
*عندما كانت المقاومة مقاومة عانت كثيراً من النظام السوري وما كان يصلها أقل من نقطة القطارة
*ايران تراهن بكل رصيدها في المنطقة على المعركة في الشام التي ستنتهي حتما لغير صالحهم
*النظام السوري لا يفكر بالبقاء في السلطة وما يفعله يؤكد ذلك
*الكلام عن تقسيم سوريا فزاعة.. لإخافة الناس من سقوط النظام
*كيف نقبل ما يحدث في سوريا ونحن ابناء مدرسة علي الذي قال للحسن والحسين كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً
*على الشيعة في لبنان وسوريا ان يفكروا في ما بعد النظام السوري
أستبعد تقسيم لبنان لكننا امام حرب أهلية خطرة
# هناك سؤال مركزي مطروح اليوم حول العقل الشيعي، المفكر وضاح شرارة يصف الشيعة بأنهم الأمة القلقة، وهناك مفكرون آخرون يرون ان الشيعة اليوم تجاوزوا مرحلة القلق إلى مرحلة التوتر. من خلال رؤيتك وتجربتك ومتابعتك لمراحل هامة في واقع الشيعة خلال العقود الثلاثة الماضية. كيف تصف العقل الشيعي اليوم هل هو قلق هل هو متوتر هل هو انتحاري؟
- لا ننسى أن هذه المسألة تؤثر بها أمور كثيرة، يمكن أن نتحدث أو نخاطب مجموعة من الناس بمنطق هادىء وبشعارات هادئة ومستقبل هادىء فتهدأ الاعصاب وتستقر ولا تكون لا متوترة ولا قلقة، ويمكن أن نصنع لها ظرفاً قلقاً فتتوتر وقد لا يكون لهذا التوتر ما يبرره وكذلك الهدوء ربما ليس له مبرراً. وما أريد قوله هو ان هذا التوتر أو الهدوء يمكن أن يكون مصطنعاً ويمكن أن لا يعبر عن الواقع. الشيعة ليس لهم حق بأن يتوتروا أو يقلقوا.
# حتى في ظل اعتقادهم بوجود أخطار تتهددهم؟ هناك إسرائيل وهناك الحركات التكفيرية؟
- هذا ما أشرت له، هل هناك واقع يفرض عليك التوتر أو القلق أو لا. القلق والتوتر صنع لهما ظرف لجعل الشيعة وغير الشيعة متوترين. هذا الذي قصدته. كل الطوائف والناس في مقام الصراع على النفوذ بعيداً عن قوانين البشر والعدالة تتوتر عندما يخرج الانسان من دائرة كونه إنساناً إلى دائرة كونه في غابة يمكن أن يَفترس ويمكن أن يُفترس. في الغابة نعم القلق يأتي والخوف يأتي والطمع يأتي والاستنفار يأتي والجشع يأتي وكل هذا مع بعضه يأتي، لكن إذا خرجنا من عقلية الغابة ووضعنا أنفسنا بعقلية القانون والعدالة والانصاف حينئذ نخرج بالتأكيد من كل سنن الغابة إلى سنن أخرى القلق فيها غير موجود وكذلك الخوف لأنني محمي بالعدل الذي يحمي الجميع. فليس من حق الشيعة أو غير الشيعة أن يعيشوا قلقاً في ظل مجتمع إنساني. نعم من حق الجميع أن يشعروا بالقلق والخوف والاضطراب والتحفز في ظل مجتمع الغابة.
نحن اليوم في لبنان في مجتمع الغابة، نحن شركاء في هذا المجتمع، والمطلوب أن نخرج من هذه الغابة. المطلوب أن نسعى للخروج منها، وكل فرد منا يحاول أن يكون جزءاً من لعبة الغابة ويرضى بهذه اللعبة هو شريك في مأساتنا ومأساة الجميع. وإسرائيل لا تهدد الشيعة فقط إنما تهدد المنطقة بأسرها وأما موضوع التكفير فهو موجود في كل الساحات عند كل الاطراف ومع سياسة جمع الكلمة والابتعاد عن التحزب في النـزاع السوري لا يبقى مكان للخوف من لغة التكفير.
# ولكن هذا هو الواقع. وإذا لم تكن واقعياً تخرج من حركة الزمن وتصبح مهمشاً؟ أي شخص أو جماعة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة؟
- أنا لا أقول إما أن أكون صاحب ناب في الغابة أو أن أكون نعجة. ليس الأمر كذلك. ينبغي أن أحمل رسالة إخراج الجميع من الغابة. وهذه الرسالة لها قواعدها ومنطلقاتها وأسلوبها ونشاطاتها.
# هل يملك الشيعة لوحدهم القدرة على ذلك ولماذا مطالبتهم وحدهم بذلك؟
- أنا لا أتحدث عن الشيعة وحدهم ولا أتحدث عن الشيعة كلهم، أنا أتحدث عمن هم في الغابة، ربما أنت في هذا الموقع والآخر في موقع آخر يجب أن يكون هناك مسعى مني ومنك و من كل من يؤمن بهذه الفكرة. لأن هذا المسعى يجمع ويوحد نشاطات هؤلاء حتى ينمو هذا النشاط فتتمكن في يوم من الأيام من الوصول إلى الاهداف المرجوة. أنا قلت هنا بالدقة ينبغي أن لا يقنط المرء، وينبغي أن يسعى دائماً ولا يجوز القنوط حتى ولو كان المسعى قليل التأثير، ربما ما هو بنظرك اليوم قليل التأثير قد يصبح في يوم من الأيام عظيم التأثير دون أن تدرك. هذا أولاً، أما الأمر الثاني فإن عدم السعي لإخراج الناس من هذا المنطق المتوحش هو بالتأكيد مساهمة ولو سلبية في إبقاء الناس على ما هم عليه ولا يجوز للمرء أن يساهم ولو بموقف سلبـي في ذلك
*.# لكن الواقع السائد ينحدر إلى الأسوأ. بالأمس كان البلد مستقطباً بين حركتي 14 و8 آذار بشعارات كبرى الأولى تدعو لشعارات الحرية والسيادة والاستقلال والثانية شعارات المقاومة والممانعة وما أشبه ذلك أما اليوم فينحدر الواقع باتجاه ممسوخ، أصبح الصراع الآن وكأن عناوين من نوع حركة الشيخ أحمد الأسير أو من نوع ما يسمى المجلس العسكري لآل المقداد وما يرافق ذلك من اثارة للتشنجات المذهبية وعمليات خطف وما شابه ذلك في ظل هذا الواقع أنت الآن تبدو كمن يطرح شعارات مثالية..
- العرب قبل الاسلام كانوا يعيشون في بيئة يمكن أن توصف بأنها أسوأ بيئة كانوا شتاتاً من الناس يعيشون فقراً مدقعاً ليس لهم جامع، ويتناحرون لأدنى سبب القوي يأكل الضعيف. إذا ولد للرجل مولود أنثى يدفنه وهو حي خوفاً من إملاق وليس كما يقول بعضهم للشرف والنخوة. في هذه البيئة المغرقة بالظلم والظلمات والقهر استطاع رسول الله (صلعم) ان يرفع صوت العدل وبعد فترة ليست بعيدة انبثقت أجمل حضارة قادت البشرية لقرون طويلة من الزمن.
# تقصد اننا بحاجة الآن لنبـي. النبـي محمد (صلعم) كان خاتم المرسلين؟
- (ضاحكاً) لا لسنا بحاجة لأنبياء. أنا أضرب مثلاً على ان كثرة الظلم وكثرة الفساد تزيد الحاجة لكلمة الحق ولا تضعفها، مع العلم ان هذه الظواهر التي ضربت بها المثل كلها تقريباً مرعية من أطراف أساسية في البلد، في لبنان المستفيدون كثر من هذا المستنقع الآثم لكن مع هذا ينبغي أن نقول الحق وان ندعو إليه وان لا نسكت عن الخطأ وان نشير إليه دائماً ونحاول معالجة الأمر مهما كانت الغاية بعيدة. ولا خيار آخر أمامنا، ما هو الخيار الثاني؟ أن نركن للباطل أو أن نسكت عنه، ليس عندنا خيار المفترض أن نتابع ونتصدى.
# نتحدث سماحة الشيخ عن موضوع محدد وهو العقل الشيعي. السؤال هل العقل الشيعي اليوم في محنة؟
- هنا، يوجد محاولة للعمل على العقل الشيعي باتجاهات خطرة، مثلاً، ان تتردد على ألسنة الكثيرين من عوام الشيعة مقولة انهم في خطر. وانه يجب أن نقف مع النظام السوري وندافع عنه بل ونقاتل إلى جانبه خوفاً من ان ينتصر المعارضون ونتعرض كما تعرضنا سابقاً إلى محنة مذهبية ويتم ذكر أيام صلاح الدين والمماليك وما شابه ذلك. هذا المنطق يوصل هؤلاء الناس المساكين إلى مكان خطر، يزجهم في نفق مرعب ويدفعهم إلى ان يشاركوا في لعبة قذرة جداً وان يشاركوا في حرب مذهبية قد يكون مخططاً لها ان تكون واسعة وقد يكون مخططاً لها أن تأكل الجميع. ثم أنا أقول لهؤلاء ولغيرهم إذا كنتم خائفين من المستقبل وتغيير النظام في سوريا أليس المشاركة في قتال المعارضة السورية هو الخطر بعينه ألا يعني هذا انني أعطي مبرراً قوياً لهؤلاء أو لغيرهم ان ينتقموا مني غداً. ربما إذا لم أشارك ووقفت على الحياد أو حاولت الاصلاح، يمكن أن أجد مكاناً على الأرض بمنأى عن ردات الفعل ولا أعطي مبرراً لأحد. لكن في حال أنا شاركت ودخلت على السوريين بسيفي وكنت الظالم الأول ماذا سأقول لاحقاً حينما يسقط النظام السوري؟ كيف أبرر فعلي؟ أقول كنت بريئاً وكنت مظلوماً، وأنا الظالم الأول، ثم أيعقل ان هناك انساناً يرى كيف تتهدم البيوت على الأطفال وتمزق اشلاؤهم ويسمع صراخ الشعب السوري يصل إلى عنان السماء ونحن نرى طائرات ودبابات ومروحيات وحرائق ومدناً بكاملها تحترق، ثم نتحدث بهذه اللغة. لا أعتقد ان هناك عاقلاً منصفاً يقبل أو يرضى لنفسه هذا الموقف ونحن ابناء مدرسة الانبياء مدرسة أهل البيت الذين توفي أمير المؤمنين (ع) وهو يخاطب الحسن والحسين (ع) ويقول لهما كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً. ثم أقول الصراعات المذهبية القديمة لم لا نفهمها على حقيقتها؟ وحقيقتها ان هناك أطرافاً متصارعة على السلطان والملك تستخدم العواطف المذهبية وتؤجج الصراعات لتستثمرها في السياسة، يعني ما تعرض له السنّة على أيدي الشيعة. وما تعرض له الشيعة على أيدي السنّة في أكثر من زمان وأكثر من مكان ليس صراعاً مذهبياً وإنما هو صراع سياسي على سلطان.
وأذكر هنا ان أول إمارة شيعية كانت إمارة بني بويه وهؤلاء حملوا سيوفهم وحشدوا الجيوش واستنفروا الشيعة تحت عنوان إنصاف أهل البيت وإزاحة الخليفة العباسي وتعيين خليفة علوي مكانه.
حينما وصل بنو بويه إلى بغداد وباتت السلطة بيدهم والخليفة بيدهم قرروا إبقاء الخليفة العباسي وحجتهم كانت واضحة: خليفة بنظر جنودنا عدو أهل البيت لو أمرناهم بقتله فعلوا أفضل لنا من خليفة بنظر جنودنا هو صاحب الحق لو أمرهم بقتلنا فعلوا هؤلاء استخدموا شعاراً مذهبياً حتى وصلوا. وحينما وصلوا إلى السلطة نزعوا المذهبية وتمسكوا بالسياسة. إذن الموضوع سياسي، هذه هي حقيقة الصراعات وأتمنى على الجميع سنّة وشيعة أن يفهموا الحقيقة، المطلوب رؤوس الجميع، هناك أطراف تريد الوصول إلى غايات وأهداف سياسية على جماجم هؤلاء وأولئك. واجبنا أن نقف مع المظلوم وان نحميه وندافع عنه وليس من حقنا أن نهاجم المظلوم، نحن نتخوف من انتصار المعارضة السورية لهذا نذهب لنقاتل شعباً مظلوماً، إذن ما الفرق بيننا وبين فرعون، فحينما قيل له ان هناك مولوداً في بني إسرائيل ستكون نهاية سلطانك على يده، ذهب ليقتل كل مولود في بني إسرائيل لعله يقتل هذا المولود. ونحن لاحتمال ان يقع علينا خطر في يوم من الأيام نقول تعالوا لنشارك في قتل الشعب السوري.
الوضع في العراق مختلف عن سوريا
# لكن هناك من يقول في بعض الاوساط الشيعية ان أحداث العراق عكست وجود استهدافات من خلال سيارات الانتحاريين التي تستهدف المواكب الحسينية وغيرها وان التهديدات ضد الشيعة ليست احتمالاً بل أمر واقع؟ علماً ان هناك استغلالاً واسعاً لهذه الأمور سياسياً واعلامياً لشحن النفوس وإثارة العصبيات؟
- يتوهم هذا البعض ان استهداف الشيعة المستضعفين بالعراق لخدمة أهل السنّة لكنه في الحقيقة لخدمة المشروع الأميركي ثم هناك دول في المنطقة ترى من مصلحتها تأجيج الصراع المذهبي وقد ساعدت على خلق هذا المناخ في الماضي.
واما اليوم ففي العراق مجموعة مسلحة تتقصد ضرب الشرائح الشعبية من كل المناطق ومن كل المذاهب. وأنا أتفهم ان تقوم عمليات ضد القوات الاجنبية أتفهم ان تقوم عمليات ضد من يرتبط بالاجنبي، ولكنني لا أتفهم أبداً ان يقع انفجار في سوق أو في عزاء أو في عرس أو في مسجد.. عمليات يقصد منها قتل الناس كناس بأطفالهم، بنسائهم بشيوخهم وهو ما لم يرتكبه إلا المغول والأميركان والصليبيون، هذا عمل تقف خلفه جهات أمنية ترغب في تدمير المجتمع وترغب في خلق أزمة خطرة يمكن بقليل من التفكير أن نعرف من هؤلاء ومن له علاقة ومن له مصلحة في هذا النوع من النشاط. العراق تعرض لهذا الأمر ومرت فترات ماضية كانت عصيبة، واليوم ما يزال العراق بين الحين والآخر يعاني من محنة بعض العمليات ولكن بالقياس لما مضى فإن الموضوع وصل إلى مكان أضحت فيه العمليات أقل تأثيراً ، أما الوضع في سوريا فمختلف وما حصل في العراق لا يمكن أن نقول انه سيحصل هنا أو في سوريا لأننا لسنا من يستعين بدول غربية ولسنا السلطة المنتظرة وأكثر من ذلك لسنا السلطة الحالية بل بالعكس نحن شريحة مقبولة، كنا في يوم من الأيام مقاومة وكل إنسان يشعر بالعزة حين يتذكرنا أو نذكر أمامه، ولا يحق لنا أبداً أن نضرب مثلاً بالوضع العراقي ونسحب هذا المثل علينا. نعم مشاركتنا للنظام في سوريا تعرضنا لخطر حقيقي وحقيقي جداً.
# عودة للسؤال المركزي عن العقل الشيعي. هناك أزمة اليوم، هل هي في الجانب الفكري والفقهي لهذا العقل أم في الجانب السياسي أم في الاداء العام؟
- لا شك ان هناك بيئة فكرية صنعتها السياسة قديماً. اليوم نحن مذاهب، كيف نشأت هذه المذاهب؟ عوامل تأسيسها؟ كم تقارب الواقع وكم تبتعد عنه؟ لكن عندنا بيئة فكرية مذهبية قائمة على تناحر داخلي وعلى إحساس بالمظلومية هنا وهناك، هذه البيئة يمكن ان تستنفر، يمكن ان يلعب عليها وتستغل. ويوجد اليوم من يحاول ان يلعب على هذه البيئة ويحاول ان يستنفرها في أكثر من اتجاه. المنصف عليه ان يرى ولا يجوز له ان يغمض عينيه حتى ولو كان هناك ضباب وغبار كثير، عليه ان يرى الحقيقة ويتعامل معها وألا تخدعه كل هذه المظاهر. مثلاً حينما نسمع عن اننا مضطرون للوقوف مع النظام السوري لأنه يتعرض لمؤامرة لإخراجه من خط الممانعة وان الأميركيين يسعون لإسقاط النظام السوري وتحويل النظام من خط ممانع ومقاوم للعدو الاسرائيلي وداعم للمقاومة الى نظام عمالة أو ما شابه ذلك، وعليه فإن من حقنا ان نحمي هذا النظام ونقاتل عنه لأننا نقاتل دفاعاً عن هذا الخط المعادي للإسرائيليين.
العاقل يجب ألا يقبل هذا الكلام على نحو المسلمات، بل عليه ان يفكر ملياً ويناقش بهدوء. نحن نعرف ان الاميركي تدخل في العراق بجيوشه وأساطيله وطائراته وأسقط صدام حسين الخط الممانع والمقاوم في لبنان وسوريا وايران صفق لهذا التدخل وهو تدخل اميركي.
التدخل الأميركي في العراق يدعم الممانعة، والتدخل الأميركي في مصر يدعم الممانعة والتدخل الأميركي في تونس يدعم الممانعة، التدخل الأميركي في ليبيا يدعم الممانعة فقط التدخل الأميركي الاعلامي في سوريا مؤامرة لضرب الممانعة. بتقديري هذه مغالطة مفضوحة لا تخدع إلا الحمقى لا يجوز لأحد ان يقبل بها ومن يتحدث بهذا الحديث عليه ان يدرك انه لا ينصف نفسه ولا ينصف الآخرين. ثم من قال ان سوريا ممانعة. نحن يمكن لنا ان نتحدث عن
تاريخ طويل عريض ونثبت بكل المقاييس ان الممانعة ليس لها وجود لا في سوريا ولا في غيرها وما تعرضت له المقاومة على يد النظام السوري حين كانت مقاومة لا يدع مجالاً للشك ان هذا النظام ليس له علاقة بالممانعة.
# ألم يدعم النظام السوري المقاومة في لبنان وفلسطين؟
- يمكن للمرء ان يتحدث بالتفصيل عن مراحل حياة المقاومة من بدايتها وحتى اليوم.
# بالامس قال السيد حسن نصرالله ان كل صواريخ المقاومة هي من سوريا؟
- هناك أكثر من مرحلة في حياة المقاومة. في المرحلة التي كانت المقاومة فيها مقاومة عانت كثيراً من سياسة النظام السوري، وكان ما يصل الى المقاومة أقل من نقطة القطارة. نعم النظام السوري فتح كل أبواب الخير للمقاومة بعد ان باتت المقاومة غير المقاومة باتت تستخدم سلاحها في غير شأن المقاومة، هذا موضوع يجب ان لا يغيب عن ذهن الجميع وهو موضوع أساسي.
# تطرقنا الى هذا الموضوع في حلقات سابقة وحتى لا نسترسل في المكرر لكن لماذا يتم تصوير الامر وكأنه مؤامرة ضد النظام السوري ومن له المصلحة في ذلك؟
- في مكان ما في العقل الايراني قرار متخذ حتى هذه اللحظة بدعم النظام السوري الى النهاية مهما كانت النتائج والزج بكل حلفاء ايران بهذه المعركة وهم يعلمون ان النظام ساقط لا محالة لا تجد تفسيراً مقبولاً أو معقولاً لهذا الرهان على حصان مغلوب.
# هذا انتحار؟
- أحسنت، هذا انتحار. وللأسف سنتحدث بهذه اللغة: كل الرصيد الايراني في لبنان وفي سوريا والمنطقة يراهنون به على المعركة في الشام. ومعركة الشام منتهية حتماً لغير صالحهم وكأنهم يريدون ان يقولوا إذا سقط النظام فليسقط رصيدنا كله في هذه المنطقة.. وكل الشيعة في لبنان وسوريا والاصحاب. أنا لا أظن عاقلاً يمكن ان يقبل بهذه السياسة وهذه ليست سياسة من يفكر بغده إلا أن يكون النظام الايراني قرر التضحية بالجميع في سبيل غاية أو منفعة في مكان آخر. وإذا كان لا هذا ولا ذاك يبقى احتمال ان يظن هؤلاء ان النظام السوري سيبقى، من أين لهم هذه الثقة؟ ومن أين لهم هذا الاحتمال؟ لكن مع هذا وأمام هذه المعضلة يبدأ الانسان بالتفتيش عن القبول بشبه المستحيلات.
مع ان ما يفعله النظام السوري اليوم من تدمير ممنهج لكل شيء في سوريا يجعلنا ندرك انه قطع الأمل من البقاء في السلطة.
حتى هذا النظام لا يفكر بالبقاء في السلطة، لا يفعل ما يفعله إلا من غسل يده من كل شيء. فإذا كان الأمر بهذا الوضوح وهو كذلك، فلا يجوز حتى بالمقاييس الدنيوية ان تضيع السلطة الايرانية شعوب المنطقة بحرب عبثية ظالمة فضلاً عن اننا نحن بشر ولسنا سلعاً تباع وتشترى على الشيعة في لبنان وفي سوريا ان يفكروا في ما بعد النظام السوري وعلى ايران ان تفكر في ما بعد النظام السوري وأن تسعى للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه.
لا يجوز ابداً تحت أي اعتبار ان نربط الجميع بحصان هوى في هوة سحيقة.
التقسيم فزاعة
# هناك من يتحدث عن تقسيم سوريا الى أربع دول. وكونك متيقن من سقوط النظام هل تخشى من تقسيم سوريا؟
- يوجد سيمفونية تستعمل كثيراً. سيمفونية وجود ((قاعدة))