صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 24/7/2008
ـ صحيفة الحياة وليد شقير: تفيد تقارير ديبلوماسية واردة الى بيروت خلال الأسبوعين الماضيين، أن هناك جهداً كبيراً يتركز على محاولة أحداث تقدم جديد في التفاوض السوري – الإسرائيلي، على أن تظهر معالمه في شهر آب (اغسطس) أو شهر أيلول (سبتمبر) المقبلين. وتشير التقارير الديبلوماسية هذه الى أن من الخطوات التي تدخل الى تصاعد هذا الجهد، أن تركيا، التي ترعى التفاوض السوري – الاسرائيلي، بتغطية من الولايات المتحدة الأميركية، بعدما كانت في العام الماضي أظهرت عدم اكتراث لهذا المسار، دخلت على خط التفاوض الأميركي – الإيراني أيضاً، وهو ما ظهر علناً نهاية الأسبوع الماضي حين زار وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أنقرة التي نقلت اليه رسالة من رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي ستيف هادلي، قبيل حضور واشنطن للمرة الأولى اجتماع المفاوض الإيراني سعيد جليلي مع مجموعة 5+1 حول الملف النووي الإيراني، والعرض الأخير الذي قُدّم الى إيران في هذا الصدد. وتوضح هذه التقارير أن أنقرة نبهت الى أن نجاحها حتى النهاية في الوساطة بين إسرائيل وسورية يتطلب تسهيلات أميركية في وقت تطلب دمشق رعاية واشنطن للتفاوض بينها وبين تل أبيب كي تكون هناك ضمانات لأي اتفاق، وتعديل في العلاقة السورية الأميركية، على الأقل حين تقترب المفاوضات بين دمشق وتل أبيب من المرحلة الحاسمة. كما أن أنقرة، وفق أوساط سياسية لبنانية متابعة للتقارير الواردة من الخارج، رأت أن إرسال واشنطن إشارات إيجابية حيال دمشق يعين الجانب التركي على طمأنه الجانب السوري بحيث يبقى ثابتاً على اندفاعه في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي. وتضيف مصادر ديبلوماسية عربية على ذلك أن عدداً من الدول العربية الخليجية التي احتفظت بصلات جيدة مع طهران ولعبت دوراً في نقل الرسائل بينها وبين واشنطن، نصحت الجانب الإيراني خلال الأسبوعين الماضيين بالتجاوب مع العرض الأخير الذي قدمه سولانا ومجموعة 5 + 1 في شأن الملف النووي الإيراني.وكشفت هذه المصادر لـ &laqascii117o;الحياة" أن هذه الدول الخليجية أبلغت طهران موقفها ونصيحتها بعد التشاور مع المملكة العربية السعودية استناداً الى قراءتها الموقف الدولي وأن من أسباب حضور واشنطن لقاء مجموعة 5 + 1 مع الجانب الإيراني هذه المرة جاء نتيجة توافق بين الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا (بما فيها روسيا والصين) على مقاربة الملف النووي الإيراني والتفاوض مع طهران استناداً الى العناصر الآتية: 1 – منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. 2- إعادة الاستقرار الى المنطقة.
ـ صحيفة الأخبار نقولا ناصييف: بلغت إلى مراجع رسمية لبنانية معلومات دبلوماسية مصدرها وزارة الخارجية الأميركية، أوردت إشارات جديدة إلى اهتمام واشنطن بمصير مزارع شبعا وضرورة التوصّل إلى حلّ لها من ضمن احتمالات يتداولها مسؤولو الخارجية، ولا سيّما الوزيرة كوندوليزا رايس. بينما يعارض أندادهم في البيت الأبيض كإليوت أبرامز مبادرة رايس، ولا يتردّد آخرون محيطون به في القول إنها &laqascii117o;تأخرت في طرحها كي يتحقق حلمها هذا". وبحسب المعلومات الدبلوماسية، فإن رايس التي تنظر إلى مشكلة مزارع شبعا على أنها رضيعتها، ترى أنها المسألة الوحيدة المتعلقة بلبنان التي يقتضي أن تحصر إدارة الرئيس جورج بوش اهتمامها بها في الأشهر القليلة المقبلة. إلا أنها ترغب أيضاً في أن يكون التوصّل إلى حلّ لها، رغم العقبات التي تعترضها، قبل 20 كانون الثاني 2009 موعد مغادرة بوش منصبه من أجل أن تنتهي الولاية بنجاح في أحد الجوانب الرئيسية لأزمة المنطقة التي تتقاطع عندها محاور عدّة للتوتر، سواء كانت إسرائيلية أو سورية أو حزب اللّهيّة، أو حتى تتعلق بحكومة السنيورة الجديدة، إذ تُشعر هذه الوزيرة الأميركية بأنها في حاجة إلى مكسب سياسي ودبلوماسي كبير في المرحلة القريبة لإحراج حزب الله ومساعدة قوى الغالبية النيابية في التسلّح بحجج أساسية وقوية يمكن الدفاع عنها وتبريرها. وتقول الحجة الثالثة، تبعاً لموقف رايس، بأن يصار إلى اعتماد هذا الحلّ من ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لكون الواقع الذي تتخبط فيه المزارع اليوم ـــــ كما منذ احتلالها قبل ثلاثة عقود ـ هو جزء من نزاع إقليمي مسلح على صلة مباشرة بتحقيق السلام في المنطقة. لكن رايس تعزّز حجتها بالقول، استناداً إلى المعلومات الدبلوماسية ذاتها، إن حلاً متاحاً لمزارع شبعا يعيدها إلى الحكومة اللبنانية يؤدي ـ أو يفترض أن يؤدي ـ إلى تجريد حزب الله من سلاحه. وتنسب المعلومات نفسها إلى رايس قولها إن هذا الحل ينزع سلاح &laqascii117o;منظمة إرهابية هي حزب الله لا تزال تمثّل تهديداً جدّياً للحكومة اللبنانية". وكانت قد تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الموضوع خلال لقائهما الأخير في نيويورك يوم 19 حزيران، وإذ لمست منه تفهّماً لإيجاد حلّ للمشكلة، أبرزت له اهتمامها بمتابعة مناقشاتهما في مدى قريب، وفق ما أوردته المعلومات التي أجرت بدورها تقويماً مقتضباً لموقف رايس وعَزَتْه إلى رغبتها في تشديد الخناق على حزب الله، وخصوصاً بعد الصفقة الأخيرة لتبادل الأسرى بينه وبين إسرائيل التي جرّدته من ورقة رئيسية قرنها لسنوات بتشبّثه بسلاحه، وضرورة تعزيز موقع السنيورة لتقوية سلطته المركزية التي تجبه تحديات الحزب.
ـ صحيفة السفير طلال سلمان: على سبيل المثال لا الحصر، يفترض سمير القنطار، ومن حقه أن يفترض وقد عاش الصورة من قلب الداخل الإسرائيلي، أن لبنان قد انتصر في الحرب الإسرائيلية في تموز , ٢٠٠٦، وهو قد قرأ وسمع وعرف من الوقائع والشهادات ما يؤكد له، وبالدليل القاطع، أن إسرائيل قد مُنيت بهزيمة لم تكن تتوقعها. لكن سمير القنطار سيجد في لبنان "زعماء&laqascii117o; وكبراء وقادة وحتى "جماهير&laqascii117o; لا تريد أن ترى في تلك الحرب نصراً لهذا الوطن الصغير، لشعبه جميعاً ومقاومته التي صمد أبطالها كما الجبال، ولجيشه على ضآلة قدراته. أبسط مثال، يتجاوز الأقوال والخطابات المضادة، هو هذا الجدل المضني، بمعنى ما، والعبثي بمعنى ما، والمهين لكرامة هذا الشعب وتضحياته الجليلة بكل المعاني، الذي يجري حول البيان الوزاري لحكومة شُرِّفت بلقب "حكومة الوحدة الوطنية&laqascii117o; بينما وزراؤها يتجادلون ويتماحكون حول أحرف العلة وأحرف الجر حتى لا يتضمن البيان أي ذكر للمقاومة، وإلا "فرطت&laqascii117o; "الوحدة الوطنية&laqascii117o;، فضلاً عن النصر الذي تحقق للبنان كله.
ـ صحيفة السفير رشاد سلامة: (...) هكذا يصبح الاعتراف بدور المقاومة، وسلاحها، وقدراتها، بصفة كونها احتياطاً استراتيجياً رئيساً لمكوّنات قوّة الوطن، ضمن صيغة المنظومة الدفاعية التي يجب اقرارها، بالصوت الصارخ، حتى ينقطع النفس، ولو كره الكارهون، اياً كان هؤلاء، ومهما تعددت مواقعهم وصفاتهم. الدخول الى البيان الوزاري يكون عبر هذا الممر الاجباري، ولا لزوم لاي كلام آخر عن مخرج، شعاري، إنشائي، تهريباً لموضوع المقاومة، او تهرّباً منه، اذ لا مفرّ للبيان من الاعتراف المطلوب، انصافاً للذين حرّروا الارض، وهزموا العدوّ، واستعادوا الاسرى ورفات الشهداء، قرابين مقدسة، ولا يزالون حماة للثغور، لا يستغني لبنان عنهم، ولا هم يخلفون بوعدهم للبنان.
ـ صحيفة السفير واصف عواضة: (...) ان المقاومة كورقة قوة رادعة في يد لبنان، لم تعد محل نقاش، ولا يجب ان تكون، تحررت مزارع شبعا ام لم تتحرر. ولعله من باب الوهم الحديث عن مقاومة من دون سلاح. لكن من الضروري النقاش في تنظيم هذا السلاح، اذ من حق اي كان أن يرفض استخدام هذا السلاح في الصراع السياسي الداخلي. وقد حدد اتفاق الدوحة الاطر لذلك. ولا أحد يرفض مناقشة هذا الامر في نطاق الاستراتيجية الدفاعية، وأول من اكد على ذلك هو "حزب الله&laqascii117o; المعني المباشر بهذا الموضوع. خلاصة القول: لقد كان الرئيس نبيه بري محقا وواضحا في ما قاله، وفي الاسئلة التي طرحها امس من قصر بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية. لكن ما لم يقله الرئيس بري، ولن يقوله، هو بصراحة مطلقة، انه اذا كان البعض مصرا على نزع سلاح المقاومة من دون ثمن ومن دون حساب، ولحسابات العودة بلبنان الى زمن مضى من الضعف والهوان، فان "حزب الله&laqascii117o; بالتأكيد سيدير "الأذن الطرشاء&laqascii117o; لأي حوار او نقاش، لأن هذا الأمر يعني تسليم لبنان من جديد، وأهل الجنوب تحديدا، للصلف الاسرائيلي الذي اختبروه لأكثر من ثلاثة عقود، فضلا عن تقديم رأس "حزب الله&laqascii117o; هدية لكل من يطمع بالهدايا المجانية. وهذا الأمر لا كان، ولن يكون، والسلام على من اتبع الهدى!
ـ صحيفة السفير خضر طالب: من ينطق الكلمة السحرية التي تجعل من البيان الوزاري قابلاً للصياغة؟ من الواضح أن شيئاً ما حصل فتسبب بتدحرج الحصى على الطريق لمنع موكب الحكومة من السير. ومن الواضح أيضاً أن الحبر الذي يُستخدم لكتابة نصّ البيان الوزاري قد أصيب بالجفاف فتوقف الكتبة عن الكتابة في انتظار التزوّد من "مكان ما&laqascii117o; بالحبر الذي يفترض أن يكون مرئياً ليستطيع الجميع قراءة كلمات البيان الوزاري، بدلا من الحبر السري المستعمل في بعض العبارات التي لا يفقهها إلا كاتبها ولا يراها إلا من كانت بيده "الكلمة المفتاح&laqascii117o; لفكّ "الشيفرة&laqascii117o; المستخدمة. في التقديرات المتداولة أن زيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلّم إلى بيروت ونقل الدعوة الرسمية لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لبدء جولته العربية من بوابة دمشق، ربما أثارت حفيظة البعض، فكانت الرسائل الموجهة إلى تلك الزيارة السورية "الرسمية&laqascii117o; إلى لبنان، متعددة الأوجه والتعابير: ـ سياسية، صدرت على ألسنة قيادات في قوى ١٤ آذار أعادت التحذير من الربط بين الانفتاح السوري وبين مصير المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجرائم الاغتيال الأخرى. ـ إنسانية، عبر تحريك ملف المفقودين أو الموقوفين في سوريا، وتنفيذ اعتصام على الطريق إلى قصر بعبدا، أراد إصابة ثلاثة عصافير بحجر واحد: إبلاغ الوزير وليد المعلم وسوريا أن معارضيها في لبنان ما زالوا قادرين على التحرك وأن التغييرات في المنطقة لا تعني أن سوريا تستطيع العودة إلى لبنان بأي صيغة. التخفيف من وهج انتصار المقاومة بملف يحاول خطف الأضواء عن النجاح الكبير في صفقة تبادل الأسرى والرفات مع العدو الاسرائيلي، وإرباك الرئيس سليمان عشية التحضير لجولته العربية بأن خياراته لن تكون مفتوحة وأنه ليس مطلق اليدين في ملف العلاقة مع سوريا، خصوصاً أنه يذهب إليها وحيداً ومن دون تفويض محدد بسقف التفاهمات المطلوبة مع سوريا. ـ أمنية، عبر القنابل اليدوية الخمس التي انفجرت يوم الأحد وحاولت تفجير الوضع الأمني بين التبانة وجبل محسن في طرابلس قبل ساعات قليلة من موعد زيارة الوزير المعلّم إلى العاصمة بيروت، وللقول إن اليد لا تزال قادرة على استهداف أي طموح سوري بـ"التمدد&laqascii117o; خارج مناطق نفوذها. وتزامنت تلك الرسائل مع صدور مواقف من أقطاب في قوى ١٤ آذار استهدفت المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري باعتباره من "مخلفات&laqascii117o; زمن الوصاية السورية ولا بد من إلغائه. وهنا برز ارتباك في مواقف خصوم سوريا في لبنان الذين بدا أن مسارعة سوريا بإعلانها قرب البدء العملي لإقامة سفارة في بيروت قد أربكهم لأن معظمهم لم يكن قد تهيأ لدراسة الخيارات المطروحة بشأن التبادل الدبلوماسي بين البلدين ومصير المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري الذي يرى فيه بعض خصوم سوريا ضرورة مع إجراء تعديلات على قانون إنشائه وآلية عمله. إذ ذاك، يصبح البيان الوزاري على "مقاعد الانتظار&laqascii117o; الذي قد لا يكون طويلاً، لكن عدم حصول مبادرات استدراكية يجعله عنصر تفجير لكل ما تحقق منذ اتفاق الدوحة. ولهذا يبدو أن صياغة الجمل الإنشائية للبنود الثلاثة الساخنة في البيان الوزاري قد تسخّن حرارة المرتبكين من فحوى ما تحمله الرسائل المتبادلة الإقليمية المتبادلة في لبنان... لكنها لن تستطيع الدخول في سباق مع حرارة التقارب الفرنسي ـ السوري الذي أشعل شرارته الاقتناع بأن الأمور قد تغيّرت فعلاً في المنطقة، ومن لم يقتنعوا الآن بأن حرارة التغيير يمكن أن تحمل الدفء لأولئك المرتعدين الذين وقفوا قريباً منه قبولاً به... فسيدركون أن حرارة هذا التغيير قد تحرق الذين ربما يخططون الآن لمواجهة هذا التغيير... بالحديد والنار. هل تُحلّ عقد البيان الوزاري؟ وفق قاعدة حسن الظن تبدو الأمور سائرة نحو الحلّ ولو تأخرت ساعات أو أياماً... ومن حسن الفطن أن اللبنانيين لا يملكون اليوم إلاّ حسن الظن.
ـ صحيفة صدى البلد علي الأمين : يتفق حزب الله وتيار المستقبل على ثابتة في الاداﺀ السياسي للمرحلة المقبلة، مفادها تعزيز قوة المسيحيين في المعادلة السياسية. وهذا المسعى ترجم في التشكيلة الحكومية وكان جليا في الدعم الذي ناله الطرف المسيحي في المعارضة من قبل حزب الله لنيل اكبر قدر ممكن من الوزارات كما ونوعا، فيما لم يبخل تيار المستقبل على حلفائه المسيحيين ايضا، فنال مسيحيو 14 آذار ما ارادوا من وزارات. لكن ملامح جديدة برزت اخيرا في معادلة الصراع بين الطرفين، اذ يجهد حزب الله الذي دانت له الطائفة الشيعية، ليحدث خروقا على الجبهة السنية مستفيدا من رصيد المقاومة وانجاز عودة الاسرى من اسرائيل، ومن استخدام عنوان الصراع مع اسرائيل لخلق نواة من السياسيين المنافسين او المناوئين لتيار المستقبل. في المقابل عبرت زيارة النائب سعد الدين الحريري الى النجف الاشرف اخيرا عن منحى جديد لديه يعكس اتجاها لبناﺀ علاقات مع قيادات شيعية وعلى رأسها المراجع الشيعية في العراق التي لا تنضوي تحت العباﺀة الايرانية. واذا كان دعم توزير الوزير الشيعي المستقل ابراهيم شمس الدين قد ازعج بعض قيادات الشيعة الرسمية والدينية، فذلك لان شمس الدين لا يمكن ادراجه في خانة تيار المستقبل او الحزب التقدمي الاشتراكي، وتوزيره يترجم منحى لدى فريق الاكثرية لدعم شخصيات مستقلة داخل الطائفة الشيعية.
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: هل حان وقت معاودة التفاوض غير المباشر بين لبنان واسرائيل؟ الى متى يستمر الرفض الحكومي الرسمي مع الدعوات التي تكاثرت في الفترة الاخيرة، ليس فقط الاسرائيلية منها بل كما توالت من سوريا، ثم من ايطاليا عبر زيارة وزير الخارجية فرنكو فراتيني لاسرائيل قبل نحو شهر، ثم من فرنسا قبيل توجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى باريس لتمثيل لبنان في 'مؤتمر برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط'، واخيرا من الولايات المتحدة. ولأن اميركا متيقنة ان رئيس حكومة الوحدة الوطنية فؤاد السنيورة الذي تتهمه قوى 8 آذار بانه حليفها الاول في لبنان، وعلى الرغم من ذلك، يرفض اجراء مفاوضات مع اسرائيل لتحرير مزارع شبعا من الاحتلال الاسرائيلي، اعتمدت أسلوبا آخر، فأبلغت انها جمدت مساعيها مع تل ابيب بسبب احتجاجها على الاستقبال الرفيع المستوى الذي جرى للاسرى المحررين من السجون الاسرائيلية ولرفات الشهداء من جهة، ولاحراج الحكومة ودفعها الى التفاوض مع اسرائيل في شأن تلك المزارع بعدما كانت مقتنعة بموقف السنيورة، وبأن لا لزوم للقبول بهذا النوع من التفاوض في هذا الوقت بالذات، بل يجب تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة وفي مقدمها القرار 425. ورأت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان اللجوء الاميركي الى اسلوب 'الديبلوماسية المعلنة' يرمي الى توجيه رسالة الى لبنان الرسمي بوجوب التفاوض مع اسرائيل على الاقل في شكل غير مباشر، في محاولة لحل قضية المزارع. وفي مقدم المتحمسين الرئيس ميشال سليمان الذي صارح قادة الدول الذين زاروه في بعبدا ومنهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني او وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لدى استقباله لها في قصر بعبدا بوثائق جديدة متوافرة لديه تثبت لبنانية المزارع، وبانه سيسعى الى تحقيق الخطوة الاولى بوضعها تحت 'الوصاية الدولية' اي انسحاب اسرائيل من المزارع ونشر عناصر من قوة 'اليونيفيل' محل الجيش الاسرائيلي.واقترحت تشكيل خلية متخصصة للتفاوض تضم ديبلوماسيين محترفين، ولا مانع من الاستعانة بالسفراء وبالضباط الذين مثلوا لبنان في مفاوضات الثمانينات للافادة من خبراتهم.
ـ صحيفة النهار إميل خوري: ماذا في استطاعة لجنة المطارنة الموارنة الرباعية ان تفعل لمعالجة اوضاع المسيحيين التي تختلف اختلافا تاما عن اوضاع المسلمين خصوصا على ابواب الانتخابات النيابية المقبلة؟ ما تستطيع ان تفعله لجنة المطارنة الموارنة الرباعية هو جمع المسيحيين حول شرعة عمل سياسي تحترم الرأي الآخر، ولا يبلغ الاختلاف في الرأي حد الخلاف والتصادم او الخروج على آداب التخاطب ليكون للكنيسة دور الجامع حول المبادئ والثوابت الوطنية، حتى اذا تعذر جمع الصف فأقله توحيد الكلمة حول وحدة الاهداف والمبادئ والثوابت الوطنية، ولتكن المنافسة في الانتخابات النيابية منافسة بروح رياضية حرة، يهنئ فيها الخاسر الرابح، ما دام الرابح لا يكون الشخص في ذاته بل المبادئ والاهداف.ويقول مرجع ديني إنه يتمنى ان يتوصل المسيحيون الى تحالف يجعلهم يحسمون المعارك الانتخابية في دوائرهم كما يحسم التحالف الشيعي هذه المعارك في دوائره، وكذلك التحالف السني والتحالف الدرزي، فلا تظل المعارك القاسية بين المسيحيين وحدهم فتزيدهم شرذمة وتهميشا وضعفا، وانه اذا كانت التعددية مطلوبة، فينبغي ان تكون داخل كل مذهب وكل طائفة، وليس داخل طائفة واحدة لمجرد القول إنها مصدر غنى وتعزيز للديموقراطية، ولا يظل الموارنة كما قال البطريرك صفير منقسمين ويهاجم بعضهم بعضا، وتتزاحم قياداتهم على السلطة والمواقع.
ـ صحيفة النهار سركيس نعوم: هل من انتخابات نيابية في ظل تمسّك فئة من اللبنانيين بالسلاح؟ هذا السؤال بدأ اللبنانيون غير المنتمين الى فريق 8 آذار والمحايدون بينه وبين فريق 14 آذار يطرحونه على انفسهم، بعدما استعمل 'حزب الله' سلاحه المقاوم في الداخل اللبناني خلافاً لتعهدات سابقة. (...) في اي حال، ان الاشتراك في الانتخابات مهم جدا. لكن هناك شيئاً آخر موازيا له في الاهمية يجب ان يأخذه في الاعتبار الفريق المنزعج وعن حق من السلاح في الانتخابات، هو ان يخوض الانتخابات كفريق والا يقبل اطراف فيه، او ألا يسعوا الى ائتلافات انتخابية مع الفريق الآخر، اذ بذلك يعطون الرأي العام انطباعاً ان ما 'يهمهم هو الكراسي' فقط، كما جرت العادة، وليست المبادئ وصحة التمثيل. فالائتلاف، في مرحلة مصيرية كالحالية، يكرس سيطرة فريق السلاح في حين ان معركة انتخابية سياسية نظيفة قد تؤسس مستقبلاً لتيارين سياسيين عابرَيْن للطوائف والمذاهب، علماً ان التيارين الحاليين عابران لها ولكن جزئياً. والخسارة اليوم قد تعني ربحاً مستقبلاً. هذه هي الديموقراطية، والمحافظة على المقاعد النيابية من المتربعين عليها في كل العهود والولايات والوصايات والاحتلالات على انواعها لا تدل على صفاء الانتماء الى الوطن ونقائه.
ـ صحيفة النهار علي حماده: العودة الى نص البيان الوزاري لـ'حكومة التحالف الرباعي' السابقة غير معقولة لا بل انها مرفوضة. فسلاح 'حزب ولاية الفقيه' هو بند خلافي جوهري، ويتعلق بوجود لبنان او زواله. ولا يجوز للاستقلاليين التساهل في أمر منحه شرعية جديدة عبر البيان الوزاري. فبعدما دخل 'حزب ولاية الفقيه' هدنة واقعية مع اسرائيل اثر حرب تموز، وتحول بسلاحه ومشروعه التوسعي نحو الداخل واحتل العاصمة بيروت، بات من المستحيل اقناع ملايين اللبنانيين هنا وفي الخارج بشرعية سلاحه الذي يمثل تهديدا لجميع اللبنانيين. وهذا موقف مبدئي يتقدم على الحكومة، وكل الحكومات. فالى ممثلي التيار الاستقلالي في الحكومة نقول: لا تفرطوا بالمبادئ، واوقفوا مسلسل التنازلات.
ـ صحيفة النهار روزانا بومنصف: (...) هل ان فوز 'حزب الله' بالاكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة مع حليفه المسيحي سيفتح الباب للقول، كما الآن، ان الحزب بات مسيطرا وان سوريا تعود الى لبنان بواسطته بقوة، وان يكن الطرف المسيحي المعني سيشكل جزءا من هذا الانتصار للحزب على ما يتم التعامل مع مكسب الثلث المعطل له؟يسمع بعض الديبلوماسيين من قادة في التيار العوني ان سياسة التيار في الحكومة لن تكون هي نفسها سياسة حليفه الشيعي. اذ يحتمل ان تكون هناك نقاط التقاء كثيرة ونقاط اختلاف ايضا. لكن الامر، في رأي هؤلاء، صعب خصوصا على ابواب انتخابات نيابية يعول فيها التيار على حليفه الشيعي من اجل الفوز بالمقاعد المسيحية في مناطق البقاع والجنوب وحتى الجبل.