- مجلة 'الشراع'
رئاسة الوطنية
توقفت اوساط عند مواقف رئيس الجمهورية التي أعلنها في أكثر من مناسبة مشيدة بهذه المواقف التي اعتبرتها مواقف جديدة على مقام رئاسة الجمهورية منذ عهود الوصاية السورية وذكرت الاوساط بعضاً من هذه المواقف وأهمها:
*لن أتراجع عن أي موقف في قضية المتفجرات..
*ما قلته عن ضبط المتفجرات في قضية ميشال سماحة أبلغته الى الجانب السوري في طهران.
*أتمنى بصدق واخلاص.. ان لا تكون لأي جهة رسمية سورية مسؤولية في قضية المتفجرات.. وما زلت انتظر اتصالاً من الرئيس الاسد ليوضح لي حقيقة ما جرى!!
*لم يحدث في طهران لقاء سري مع الوفد السوري الذي جاءت المبادرة منه لإلقاء التحيه.
*لن أتراجع عن تهنئة قوى الامن الداخلي لأنهم ضبطوا متفجرات كانت ستودي بحياة المئات.
*أنا طلبت من وزير الدفاع وقائد الجيش مطاردة خاطفي المواطنين السوريين في الرويس..
*لن اسمح ان يكون لبنان ساحة تزرع فيها الفتن.
*لا يجربن احد ابداً ان يمس بالبطريركية وشخص البطريرك ولا بالجيش اللبناني..
واعتبرت الاوساط ان السوريين منزعجين مما يجري، فالأمر ليس عابراً وعرضياً، وما يصدر عن الرئيس سليمان ليس ((زلة لسان))، وانما يعبر عن جديد في السلوك والخيار والمسار السياسي، والامور تتراكم وكانت بدايتها مع طلب سليمان من وزير الخارجيه تسليم السفير السوري رسالة احتجاج رسمية، على مواصلة الجيش السوري خروقه للحدود اللبنانية، ونفي سليمان ما أورده مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري حول وجود قواعد عسكرية للجيش السوري الحر في لبنان.
- 'الشراع'
سلة واحدة
هل تكون دعوة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لقرار دولي بمنع التعرض او الاساءة للأنبياء مقدمة لقبوله بالقرارات الدولية؟ ام انه بذلك استنسابي يقبل من القرارات الدولية ما يريد ويناسبه ويرفض ما لا يتلاءم مع مشاريعه ومصالحه كحزب له ارتباطات اقليمية واضحة؟
هذا ما قاله مسؤول كبير في معرض تعليقه على المهرجان الاستعراضي الذي أقامه الحزب الاثنين الماضي تحت عنوان ((رفض الاساءة للرسول (ص)) سواء لجهة الحشد او لجهة تحدثه مباشرة وليس عبر شاشة، مضيفاً ان القرارات الدولية سلة واحدة.
المسؤول نفسه قال ان نصرالله يحاول الخروج من العزلة التي يعانيها اسلامياً بسبب موقفه الداعم للنظام السوري، معتبراً ان المناسبة جرى استغلالها خصوصاً وانها تأخرت كثيراً بذرائع مختلفة منها زيارة البابا الى لبنان.
- 'الشراع'
ايران تحتل سوريا ولبنان ماذا بعد؟حسناً
حسن صبرا:
اعترف قائد الحرس الثوري الايراني بانتشار قواته المحتلة في كل من سوريا ولبنان (ولم يعترف بعد باحتلالها العراق وأجزاء من دول الخليج العربي واليمن والسودان وموريتانيا).
اعترف بعد إنكار استمر اكثر من سنة، وتحدث عما هو قائم، ونشرت كل صحف العرب من المحيط الى الخليج هذه الاعترافات.
فماذا يفعل المسؤولون العرب من المحيط الى الخليج في مواجهة هذا العدوان الايراني على اراضي العرب؟
نحن لا نسأل حكام سوريا والجزائر والعراق تحديداً.. بل نسأل كل العرب من دون استثناء ومن المحيط الى الخليج: ماذا أنتم فاعلون في مواجهة هذا العدوان العلني والمغلف بالأفكار والنصائح والاموال.
ألا تعتقدون ان المذبوحين في سوريا محتاجون الى النصائح والاموال والافكار المضادة حتى يمكنهم الصمود في مواجهة هذا العدوان الايراني.
قديماً كنتم تقولون: ان العدوان الصهيوني على فلسطين محصور في جغرافية دول الطوق، وكلما شن العدو حرباً ضد احدى دول الطوق حول فلسطين، او اكثر، سارعتم الى الدعم والغنائم في وقت واحد.
الآن العدوان الايراني يشمل كل عواصمكم ومدنكم وأحياء شوارعكم ومؤسساتكم وكل ما تملكونه مهدد من المحيط الى الخليج، بعد ان سقط لبنان وسوريا والعراق تحت هذا الاحتلال الفارسي.
المعركة لم تعد فقط في لبنان وسوريا والعراق، بل بين ظهرانيكم.
وتأكدوا ان ايران لم تخترق مجتمعاتكم ومؤسساتكم وأفكار الكثير من شبابكم وأحزابكم ومثقفيكم الا بعد ان تقاعستم وتبادلتم بل وتواطأتم مع عدوانها في لبنان وسوريا والعراق حتى باتت بين أرجلكم وخلف ظهوركم وعن يمين كل واحد منكم وشماله.
تركتم الشعب السوري يذبح في منازله ومدارسه وفي أرضه وشوارعه، وتقاعستم وأنتم تتساءلون هل نساعده.. كيف نساعده؟ ورحتم تنتظرون رأي أميركا التي ستسأل حكماً اسرائيل ان كان بالامكان مساعدة ابناء سوريا.
ها هي النتيجة.. ايران أعلنت احتلالها سوريا رسمياً وما بشار الاسد الا احد محافظيها عينتهم كما كان والده يعين محافظي لبنان ونسميهم نحن رؤساء.
بات على كل واحد منكم يا حكام العرب من المحيط الى الخليج ان يأخذ إذناً من طهران اذا أراد مخاطبة محافظها في سوريا، بل بات كل واحد منكم خائفاً اذا اتخذ موقفاً من محافظ ايران في سوريا بشار الاسد ان يغضب طهران فتحرك احدى خلاياها النائمة في عواصمكم ومدنكم ومؤسساتكم.. ولا يأمنن احد منكم على مصيره بعد الآن، فكما بشار مهدد كذلك كل واحد فيكم.. انما الفارق ان بشار يهدده شعبه.. بينما أنتم مهددون من شعوبكم ومن ايران نفسها.
ايران تحتل سوريا ولبنان.
وما زال هذا الغبـي نبيل العربي يتشدق ليل نهار برفض التدخل الاجنبي العسكري في سوريا!
ماذا تسمي اعتراف ايران باحتلالها سوريا يا غبـي غير انك لست وحدك في هذه الصفة فهناك حكام ومسؤولون ومثقفون وحزبيون وإعلاميون تتحفنا بهم فضائيات الأمة وأيضاً من المحيط الى الخليج يرددون كالببغاوات هذه المقولة – الدعوة التافهة المتواطئة الخادمة للهمجية الايرانية المحتلة لسوريا.
يا شعب سوريا العظيم،
لك الله.. وأنت تردد ((يا الله ما لنا غيرك يا الله)).. وأنت تقاتل حزب الله اللبناني والعراقي والسوري والتركي ونكاد نقول الاسرائيلي والاميركي..
يا شعب سوريا العظيم لك الله.. ودماء ابنائك.
- 'الشراع'
كأن عبدالعزيز غاب البارحة
حسن صبرا:
يكفي ان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمان آل سعود هو محقق أول وحدة عربية في التاريخ، في حركة استعادة منطقية لواقع الجغرافيا العربية بركائزها الاساسية وهي:
وحدة الجنس واللغة والتاريخ والمصير والمصالح المشتركة.
أسس عبدالعزيز آل سعود المملكة العربية السعودية، بجغرافيتها الحالية، وكان منطقياً ان تضم كل من وما في جزيرة العرب، لولا موانع السياسة الدولية التي أرادت فواصل للدولة الوليدة الكبيرة عن بحر العرب وخليج العرب، حيث ترتع قوى الاستعمار التي عجزت عن أرض الديانات السماوية.. لكنها ما برحت ان استتبعت كثيراً من المسلمين وحرياتهم ومصالحهم.
عبقرية عبدالعزيز لم تأت فقط من التوحيد المنجز بل من البناء المتين، واصلاً بين الفكرة والتطبيق.. فهو أقام دولة الوحدة ثم جاء برجال وحدويين ليبنـي وحدة الدولة فكان العرب البارزون يومها من كل اقليم يفدون للمشاركة في الجهاد الاكبر.
لم تمنع فلسطينية احمد الشقيري ان يكون مندوباً للمملكة العربية السعودية في الامم المتحدة، ولا منعت سورية يوسف ياسين ان يكون مستشاراً للملك المؤسس، ولا مصرية حافظ وهبة ان يكون أبرز رجال عبدالعزيز.
عبقرية عبدالعزيز الذي بنـى دولة المعادلة بين الدعوة الدينية والقيادة السياسية (الوهابية والسعودية) بنـى المؤسسات بجناحين كانا سبب استقرار المملكة وتحليقها، ولكنه وهذا هو الأهم رفض ان يسمح لمؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا ان يقيم فرعاً للجماعة في المملكة كما كان في بلاد عربية اخرى، رغم العلاقة التي جمعت بين البنا ومسؤولي المملكة حتى داخل دارة عبدالعزيز من خلال مستشاري الملك المصريين.
كان رأي عبدالعزيز ان جماعة الاخوان منظمة دينية لها مشروع سياسي مختلف عن مشروع المملكة القائم على معادلة الدين والسياسة.
فالمملكة العربية السعودية هي مجتمع قائم على الدين حامياً للأماكن المقدسة ر اعياً للمسلمين كافة في كل بقاع الارض، لا تفـرّق بينهم وتنظر إليهم مجموعة واحدة، بينما جماعة الاخوان هي منظمة حزبية تزرع بين المسلمين بذور التمييز، فمن كان منها فهو صاحب حظوة، وتميـز ورعاية، ومن كان خارجها ليس له حساب لدى الجماعة إلاّ ان يكون محكوماًَ في أفضل الحالات، وهو مدعو لإثبات إسلامه امام هذه الجماعة الحزبية.
لهذا السبب كان الأصل في العلاقة بين المملكة والاخوان سلبياً في معظم الفترات، إلاّ حين النـزاع بين سياسة المملكة وسياسة جمال عبدالناصر في ستينيات القرن الماضي التي أدت أخطاء الطرفين الى تفاقمه.. قبل ان تستعيد علاقة المملكة مع مصر بعيداً عن الاخوان.
غير ان أكثر الصور وضوحاً في بناء عبدالعزيز في المملكة هو الاستمرارية التي تشكلها سياسة الأبناء في التزام مبادىء الوالد وهي الاستقلالية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤون المملكة، والوقوف مع قوى الاعتدال العربي في الدين والسياسة، ورفض التحزب والتعصب، والمحافظة على نسيج الأمة الموحد، واحتضان المسيحيين كأبناء مخلصين لبلادهم.
الآن
وبعد مرور أكثر من ستة عقود على غياب القائد المؤسس يثبت استمرار مبادىء عبدالعزيز في سياسات أولاده: سعود، فيصل، خالد، فهد، رحمهم الله، وعبدالله أطال الله عمره.. لكأن عبدالعزيز غاب البارحة.
- 'الشراع'
الامين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي لـ((الشراع)): خليفة الخميني تجاوز مشروعه الاسلامي وبات النظام قمعياً وظالماً
لا يخفي الامين العام الاسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي اعجابه الشديد بالثورة الاسلامية في ايران وبشخصية قائدها الامام الخميني وطموحاته، لكن أمله خاب بخليفته (السيد علي خامنئي) الذي برأي الطفيلي ((تجاوز المشروع الاسلامي للسيد الخميني)).
وهو يعتبر ان النظام الحالي في ايران تحول الى نظام قمعي أمني ظالم، علماً بأن ((الخميني انتقل الى جوار ربه وهو يناشد المسلمين والمستضعفين في العالم ان يتحدوا ويقفوا في وجه الظلم والاستكبار)).
ويستفيض الامين العام الاسبق لحزب الله في انتقاد لأداء النظام مؤكداً انه سيفقد الكثير من موقعه على الخارطة الاقليمية
1- تغير الزمن كثيراً خلال أربعة عقود، وأضحى الاستكبار العالمي كما وصفه الإمام الخميني إما محرراً وداعماً للثورات العربية كما ينظر إلى الولايات المتحدة وإما رهاناً يعوّل عليه لدى القوى المسماة ممانعة. ماذا تغير حتى أصبح العالم الاسلامي طوعاً ساحات للعبة الأمم؟
#- الامر لا هذا ولا ذاك، لا الاستكبار تغير وبات منقذا، ولا العالم الاسلامي اصبح مطواعا، وساحة للامم، هذه الدول لا زالت كما كانت، وكذلك الامة الاسلامية والعربية، كل ما في الامر ان الدنيا مراحل واحداث وسياسات، في الزمن الماضي كان الاستكبار يرى مصلحته في اعتماد سياسة داعمة وحارسة لانظمة الاستبداد والفساد والظلم، حتى انفجر العالم الاسلامي والعربي غضبا، واخذت مقاومة الامة لسياسة الدول الغربية مسارا متشددا، وتطور المشهد مع عذابات الشعوب، وتحول في أغلب بلاد العالم الاسلامي الى قصة شعوب جائعة هائمة على وجهها تفتش عن لقمة العيش في دنيا الاخرين . ومفكرين وسياسيين وعلماء معارضين تلاحقهم كلاب اجهزة المخابرات في كل بلاد العالم . وفي الاوطان فرعون صغير يعبد من دون الله، منتصب امام الشعب في كل مكان وزمان في التلفاز والراديو في الساحات والمدارس، ما من اثنين الا وهو ثالثهم يتجسس على احلامهم، ويدمدم بغضبه الذي لا يرحم، يرافقهم من المهد الى اللحد، وسجون متلاصقة كما يقول الشاعر سجان يمسك بيد سجان، تدور في اقبيتها حفلات تعذيب تتحول معها احكام الاعدام الى بشرى تطرب لها أذن السجين، هذا ان احتاج الاعدام الى احكام القضاء، وفي الغالب لا يحتاج . مع كل ما ذكرت وغيره مما لا اذكر تطور المشهد من زمجرة مضمرة الى غضب جارف اخذ اشكالا من المخاض، وتحول في العقدين الاخرين الى نوع من الحرب الخفية والمعلنة مع الاستكبار عموما ومع امريكا خصوصا، وباتت حربا مفتوحة في اكثر من بلد وساحة، ذهب ضحيتها عشرات الالاف، والقت بظلها الثقيل على السياسة والاقتصاد والثقافة والاعلام، واستنزفت هذه الدول مما فرض عليها ان تراجع نفسها، وتعيد النظر ببعض سياساتها التي افرزت احقادا ثم صدامات مسلحة وحروب مع العالم الاسلامي، وخرجت بمجموعة من التوجهات منها عدم حماية بعض الانظمة القمعية، والدعوة لاقامة انظمة ديمقراطية .
وليس معنى هذا عند امتنا ان الغرب ترك استكباره وطغيانه واصبح قديسا نقي الذيل، وانما كل ما في الامر انه غير بعض اساليبه ووسائله الغير نافعة، والتي اوصلته الى حرب مكشوفة مع المسلمين، لعله يخرج من هذه الحرب القائمة، وتنسى الامة ماضيه، وفي الاثناء يفتش عن بدائل نافعة وناجحة لاساليبه القديمة الفاشلة
ومن حق الامة ان تعتبر رفع الغطاء الامريكي عن بعض الانظمة القمعية في المنطقة خطوة احرزتها الامة بعرق جبينها، وتضحياتها، وليست منة من احد، ومن حقها ان ترفع صوتها في وجه الغرب الى اقصى حد، وتسعى الى مزيد، وتلاحق الغرب وبالحاح حتى يسقط حمايته عن كل الانظمة القمعية الباقية، وعن النظام الصهيوني، وان يحترم وبشكل قاطع قيم ومستقبل امة الاسلام . طبعا لن يرضخ برضاه ويقبل باحترام الامم الا اذا فرضت هذه الامم احترامها عليه وعلى غيره .
وفي هذه المناسبة اتوجه الى ابنائي في حزب الله، واذكرهم انهم رواد مسيرة المستضعفين في الارض، وانهم حلفاء المظلوم والاحرار الاوائل، الذين رفعوا شعار اسقاط انظمة الفساد والاستبداد . أسأل الله ان يمن عليهم بالحكمة والبصيرة التي تحصنهم من الركون الى الظلم، ودعم التخلف والفساد والرذيلة، ويعودوا الى موقعهم الطبيعي .
2- إذا عدنا لوصية الإمام الخميني: هل أمكن تطبيق قسم منها إيرانياً وما هي الفقرات والبنود التي لم تنفذ حتى لا نقول ما يقوله البعض بأن ثمة انقلاباً على توجهاتها؟
#- ذكرت سابقا ان مجمل المشروع الاسلامي للسيد الخميني رضوان الله عليه تم تجاوزه على يد خليفته، وقد تبخرت كل احلام الثورة الاسلامية، وتحول النظام الحالي الى نظام قمعي امني، ظهرت عليه كل اعراض الانظمة القمعية في العالم الاسلامي من الظلم والفقر والكبت ومنع الحريات والسيطرة على الاعلام وملاحقة الآمرين بالمعروف واعتقال كرام الناس واشرافهم ( ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا اعزة اهلها أذلة وكذلك يفعلون ).
3- ماذا تقول بالنسبة لوصية الخميني اسلامياً، ونصرة الشعوب المستضعفة؟
#- انتقل السيد الخميني رحمه الله الى جوار ربه الكريم وهو يناشد المسلمين والمستضعفين في العالم ان يتحدوا، ويقفوا في وجه الظلم والاستكبار، وينتزعوا حقهم المشروع في الحرية والعدالة، ويسقطوا انظمة الطغيان الدولي .
للاسف كان لبعض الحمقى في صفوف حركة الامام الخميني وهم كثر اثر سلبي على هذا المشروع، وهم يظنون انهم يحسنون الصنع، وفي الاثناء نجح اعلام المستكبيرن في استثمار بعض الاخطاء والارتكابات، وتقديم الثورة الاسلامية في ايران على انها نموذج للثورات اليسارية التي حكمت بالحديد والنار في بعض البلاد .
4- ماذا بالنسبة لتجربة حزب الله، هل يمكن ان تشكل نجاحاً لفكر الخميني ووصيته؟
#- تجربة حزب الله في مقاومة العدو الصهيوني كانت اكثر من رائدة، استطاعت ان تمزق هيبة العدو الصهيوني العسكرية، وتثبت ان المجاهد المسلم اكثر من قادر على القتال والنصر، وافشلت بلا شك نزعة بعض الانظمة العربية والاسلامية للتطبيع مع العدو، وتوقيع الصلح معه، واعادت الاعتبار لخيار التحرير والجهاد، واثبتت ان فكر السيد الخميني رحمه الله في هذا المجال كان عين الصواب .
واما فيما يتعلق بالوضع اللبناني الداخلي للاسف تحول حزب الله لاحقا الى عنصر اضطراب، وشارك بفعالية في شق صف المسلمين، واحياء النزاعات المذهبية الجاهلية، وكان عاملا مؤثرا في تدمير مقومات الحياة العامة، ودعم الفساد وترسيخ قواعد الجريمة الطائفية والقبلية، وتحول الى نصير قوي لبعض انظمة الاستبداد، ومرشح للانزلاق بسرعة للمشاركة في حرب مذهبية تدور رحاها على اشلاء اطفال المسلمين . اسال الله ان يلهم قيادته الحكمة الكافية للعودة عن هذا المسار الذي يغضب الله، ويخدم الاعداء، ويخالف اسس الفكر الاسلامي لاهل البيت (ع) الذين كان شعارهم الدائم الدفاع عن المظلوم، وخدمة الاسلام والمسلمين .
5- يتهم الكثيرون الإيرانيين بالاستعلاء والفوقية على أبناء الشعوب والقوميات الأخرى وخاصة العرب، هل توافق على هذا الاتهام؟
#- الشعب الايراني مستضعف، وشديد التعلق بالاسلام، ولا يتردد في التضحية ونصرة المسلمين والمستضعفين، وتواق للعدالة ككل شعوب الامة الاسلامية، ويتفاعل بحرارة مع الحركات الثورية والوقوف الى جانبها، وشديد الحماس للمعرفة والاخذ بها .
ومع هذا قد يتأثر بالصراعات وبعض مظاهر السلبية الناتجة عن الاحتكاك بالشعوب الاخرى، وما نراه من بعض اعراض الفارسية القديمة مثل احياء بعض اعيادها او اعرافها فهي من صناعة نظام الشاه وبعض القوميين، كما هو شأن بقية شعوب الامة، واذكر حجم الغضب الشعبي حين حول شاه ايران التقويم من الهجري الشمسي الى الامبراطوري الشمسي، والذي صححته الثورة لاحقا .
واما ما نراه من تشييد مقام لابي لؤلؤة المجوسي في كاشان، وتناول بعض رجالات الاسلام فهو من صناعة السياسة والاحتراب المذهبي في ايام الصفويين ومن لحق بهم .
6- هل شهدت وقائع أو كنت جزءاً منها على استعلاء الإيرانيين أو على تواضعهم؟
#- اذكر حين وصلت القوات الايرانية الى لبنان في صيف عام 1982 مرت مجموعة منهم على بعض القرويات اللبنانيات وهن يحصدن القمح اشفقوا عليهن، وبادروا لمشاركتهن عملهن .
7- يعتقد بعض الخبراء ان إيران اليوم استعادت العصر الذهبـي الذي كانت تعيشه كقوة إقليمية في عهد الشاه قبل سقوطه وان اعتماد إيران اليوم على الاستراتيجية نفسها التي اتبعها الشاه ووضعت وأرسيت دعائمها أيام كسرى هي التي أدت إلى هذا العصر الذهبـي بماذا تعلق على ذلك؟
#- كانت ايران في ايام الشاه تحتل موقعا مهما على الخريطة السياسية والعسكرية الاطلسية، وكانت جزأ من الطوق المحكم حول الاتحاد السوفياتي سابقا، وكان فيها قواعد رصد اميركية متقدمة، وجهز جيشها بشكل جيد ليتحمل الصدمة الاولى من جيوش السوفيات، ووكل الشاه بحماية امن ومصالح الغرب في الخليج ومنظومة مشيخة البدو فيه، وتنفيذا لهذا الدور ارسل قوات ايرانية لقتال المعارضة في ظفار، وحماية السلطان قابوس، وكان الانفاق على هذا الدور كله من ميزانية الشعب الايراني وتعبه، وكان المكسب الوحيد لايران من كل هذا الدور ان عرش الطاووس توهم لفترة انه طاووس، في ظل قوة لا يملك منها الا انها على ارضه، ومن جنوده، وفي خدمة غيره . طبعا لا اعتقد ان عاقلا يقبل لنفسه ولشعبه دورا وضيعا كهذا .
واما الدور الايراني اليوم فقد استفاد من الحرب الامريكية على ما سمي بالتطرف في العالم الاسلامي، ومن نجاح المقاومة الاسلامية في لبنان، ومن غياب الدور المصري المحوري خلال الفترة الماضية، ومن مصلحة امريكا في ابراز وتضخيم الدور والقوة الايرانية الشيعية في وجه اهل السنة .
وكما ترى كلها ادوار وعناوين قوة ليس لها علاقة بمقومات القوة الحقيقية الذاتية للدولة، القوة الذاتية هي الاساس في تقييم قوة وضعف الدول ايران وغير ايران، وحتى يقال عن اي دولة انها قوة حقيقية يجب ان تملك مقومات القوة والتي على رأسها القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية الشعبية، وهو ما لم تصل ايران بعد اليه بالشكل المطلوب .
8- ثمة إشكالية غالباً ما يتم الاصطدام بها وهي المتصلة بتسمية الخليج خاصة في ظل الاصرار الإيراني على تسميته بالخليج الفارسي مقابل الدول العربية التي تطرح تسمية الخليج العربي. لماذا لم تعتمد تسمية الخليج الإسلامي بعد الرفض الإيراني لهذه التسمية؟
#- للانصاف كان يطلق على الخليج اسم الخليج الفارسي حتى في الكتب المدرسية في الدول العربية، وهو ما تعلمناه ايام المدرسة، حتى وقعت الازمة بين عبد الناصر والشاه، واعلن عبد الناصر من جهته تسمية الخليج بالخليج العربي . وايضا يجب ان يعرف الجميع، ان من طالب بتسمية الخليج بالخليج الاسلامي هو ىالامام الخميني، وكان ذلك بعد وصوله الى ايران عام 1979 بشهر تقريبا، وفي اول خطاب له في المدرسة الفيضية في قم، لكن لم يتجاوب معه احد .
9- كم مضى على آخر زيارة لك لإيران؟
#- منذ ما يقارب 18 سنة .
10- ماذا أحببت في إيران الشعب والحوزات والمدن والعادت والتقاليد الموروثة وأساليب انماط العيش والامزجة والمتاحف والاثار التاريخية والعريقة والاماكن الدينية والاعتزاز والافتخار ولغة التعظيم وما هو الذي لم تحبه في كل ذلك؟
#- الشعب الايراني عملي، ليس لديه اوقات للتسلية، مثلا نادرا ما تجد مقهى للسمر وتقطيع الوقت، على خلاف ما عليه الامر في بعض البلاد العربية .عاصمته التاريخية مدينة اصفهان، لا زالت عاصمة جميلة، تشعرك بكل هيبة الحكم وعظمة السلطان بشوارعها وساحاتها ومساجدها وآثارها وجسورها، رغم انتقال السلطة الى طهران منذ زمن بعيد . تشعر ببساطة الحياة وعدم تكلفها في بيوت الايرانيين . وفي الحوزات العلمية تنسى انك في هذا العصر، الكتب القديمة والابنية، وحلقات التدريس وتكوير العمائم وانماط السلوك ترجعك الى القرون الاولى للاسلام، الى ايام بني العباس والفاطميين . اينما ذهبت تشعر بانفاس عمر الخيام وفردوسي. اداب السلوك والاحترام وعبارات المجاملات العامة فيها الكثير من التكلف، ومطبوعة بلغة واداب البلاط الساساني.
11- ماذا أضافت لك ثورة إيران، كفكر وتجربة انسانية وسياسية؟
#- أضافت خبرة بطبائع البشر، وان هناك مسافة بين الواقع والحلم، وشاهدت الاخلاص شبه المطلق والتضحية الكاملة في سبيل الدين والايمان، والانانية المتوحشة التي لا تتورع عن اعظم المنكرات.
الشعوب لها كيان موحد، تنهض معا، وتذبل وتموت ايضا، هي كالارض( وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت ).
كنت تشعر بالفقر الفكري في صفوف قادة الثورة، وكنت تدرك المسافة الكبيرة بين طموحات الامام وتوجهاته الفكرية، وضحالة اكثر من حوله، وسطحية تفكيرهم ، اذكر اثناء الثورة كنا في مجلس لبعض اعوان الامام الخميني في قم من كبار الاساتذة، وكان الحديث يدور حول شؤون الثورة والحوزة في آخر صيف 1978 ، وكان الشارع في غليان مستمر، المظاهرات لا تنقطع نهارا في الشوارع، وليلا على اسطح المنازل، والاضراب العام شل البلاد، واسواق المدن الكبرى مغلقة منذ شهور، والشهداء يتساقطون بالعشرات يوميا، وقد وصلت الازمة الى حافة الفوضى الكاملة، او سقوط النظام، وصدرت عن الامام بعض البيانات التي تستلزم تعطيل التدريس في الحوزة، مما اثار استغراب البعض، وتعجبه من احتمال تعطيل الدرس في الحوزة، وقد ادهشني موقفهم، وبساطتهم في تناول الامور .
12- مع إيران اليوم هل أصبح واقع الشيعة أفضل أم ان لك رأياً آخر؟
#- موضوع الافضل وغير الافضل يعتمد على طبيعة الميزان لتمييز الفاضل من غيره، فاذا اعتبرنا ان القوة ومنافسة المذاهب الاسلامية الاخرى هي ميزان التفوق والفضل، نعم الشيعة هم افضل . واذا اعتبرنا استنفار العصبية المذهبية القبلية الجاهلية هو الميزان، نعم الشيعة هم الافضل واما اذا اردنا ان نعتمد الميزان القرآني للفضل والتقدم والذي يقول ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) الامر مختلف، ومختلف تماما واذا اعتبرنا الفضل في وحدة صف المسلمين ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) نحن غرباء عن هذا الفضل المنشود .
13- قبل الربيع العربي حكي عن فراغ استراتيجي في المدار العربي وان هناك ثلاث دول تستطيع أن تملأه وهي إيران وتركيا وإسرائيل، هل توافق أولاً على هذا التوصيف، وهل ان ما كان قائماً قبل الربيع العربي لم يتغير بعد هذا الربيع ؟
#- نعم قبل الربيع العربي، وبعد الصلح مع العدو الصهيوني، وغياب الدور المصري بالكامل، ومحاولة تربع دويلات الخليج على عرش الحضور العربي تقزم كل شيء، وملأ فراغ الذل العربي كل زاوية في حياة الناس، ولم يتمكن المال واللهو ومشاريع الترف الحديث من سد الفراغ .
ايضا لا تستطيع اي دولة ان تسد الفراغ، او تشغل حيزا منه سواء كانت تركيا او ايران اذا لم تلامس مكمن الفراغ، وموضع الحاجة، وهو ما سعت اليه ايران في ايام الامام الخميني، ثم انصرفت عنه بعد ذلك، وما يحاوله الاتراك اليوم، لكن مع التجديد في مصر واستكمال المشهد في بعض دول شمال افريقيا وسوريا، سيتغير المشهد، وتدب الحياة في اوصال الامة، اسال الله ان يكون مشهد ايمان ومعرفة وقوة ونصر وجمع كلمة .
14- من الاحتمالات المطروحة في ظل تزايد الحديث عما يمكن تسميته ((يالطا الجديدة)) بين الدول الكبرى ان إيران تعد العدة لتعزيز موقعها ضمن الخارطة الدولية الجديدة خاصة في ظل المرحلة الانتقالية التي يعيشها العرب بفضل الربيع العربي ما رأيك؟
#- اولا الحديث عن يالطا جديدة لا مبرر له، ولا مكان، وهو جزء من محاولات يائسة لاخافة الامة من رياح التغيير والثورة، وكيف ما كان التغير سيكون افضل من البقاء في خدمة المجرمين والقتلة . وايران حسب ظني ستعود ان شاء الله ولو بعد حين الى موقعها الاسلامي، خاصة اذا وصلت اليها رياح التغير ، او ادركت ان سياستها خذلتها واخرجتها من جلدها الاسلامي . وعلى اي حال اعتقد ان السياسة المتبعة في ايران اليوم ستفقدها الكثير من موقعها على الخارطة الاقليمية، ولن يتعزز موقعها لا في يالطا جديدة، ولا في غيرها، خاصة في ظل المرحلة الجديدة والربيع القادم .
15- هل يستبق بنيامين نتنياهو الانتخابات الرئاسية الأميركية ويضرب ضربته، فينفذ تهديداته بضرب المنشآت النووية الإيرانية؟
#- بنيامين نتنياهو اوهن واضعف من ان يوجه ضربة الى المنشآت النووية الايرانية منفردا، وكل الخبراء العسكريين يعرفةن ذلك، والحديث الاسرائيلي المتكرر عن نية بضرب ايران للاستهلاك والاستثمار السياسي . نعم يمكن لامريكا ان تفعل ذلك، لكنه حتما ليس من مصلحتها، ومصلحة الاستثمار في الفتن المذهبية .
16- ((إيران غيت)) ماذا تمثل برأيك. هل كانت انعطافة في مسار الثورة الإيرانية، وهل أصبحت عنواناً لميكافيلية إيرانية حكمت سياسات طهران منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم؟
#- ايران غيت حدث يقع الكثير من امثاله سنويا بين الدول ويبقى سرا، صحيح اصاب الاعلان عن هذه الصفقة امريكا، لكنه اصاب ايران اصابة جارحة، كشف ان بعض السلاح الذي يصل الى ايران قادم من الكيان الصهيوني، وكشف ان الرهائن في بيروت كانوا رقيقا في سوق النخاسة السوداء بين ايران وامريكا للمبادلات التجارية .
17- ما رأيك بالفيلم الاميركي عن النبي محمد (ص)وردود الفعل عليه ؟
#- أدبيات الغرب وكتاباته ليست جديدة في هذا الميدان، وهي قديمة قدم الصراع بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي، ورغم شعارات الحرية واحترام الآخر لا زال الغرب غير قادر على التخلص من كثير من صفاته الذميمة، ان لم نقل اكثر من ذلك، خاصة وان هناك تشريعات جديدة في الكثير من بلدانه تمس بالصميم جوهر العلاقة وقبول الآخر .
اين يمكن ان نضع مثلا منع المسلمات من ستر رؤوسهن في المدارس ؟ هل في خانة محاربة الارهاب؟ او حرية التعبير والابداع ؟ او في دائرة التزمت والاغراق في احقاد التاريخ، وعدم القدرة على التعايش مع الآخرين ؟.. او هو جزء من حرب الابادة الفكرية؟
لا استطيع ان افهم الرابط بين الابداع وشتم الانبياء،هل صحيح ان الادارة الاميركية ومعها اوروبا عاجزة؟ ولا تستطيع ان ترسم ضوابط وحدود بن حرية التعبير والابداع من جهة وبين الفحشاء والرذيلة؟ ان طريقة تنصل الادارة الاميركية من المسؤولية أخبث من الفحشاء نفسها .
على اميركا والدول الغربية عموما ان تضع حدا واضحا لهذا العبث البائس من خلال تشريعات واضحة تطمئن لها الشعوب . وعليها ان تدرك ان الوقوف مع الفاحشة والرذيلة بحجة الحواجز القانونية وحماية الابداع ليس عذرا مقبولا .
وعلى الدول الاسلامية ان تكون حازمة مع الغرب في هذا الشأن، وان تعمل على فرض تشريعات اممية واضحة تمنع ممارسة اي عمل من هذا القبيل .
وعلى الشعوب الاسلامية ان تكون غيورة حقيقة على النبي وكل المقدسات بحدود ما انزل الله، يجب ان يدرك الجميع ان حماية المقدسات لا تكون بتجاوز الشرع الشريف وارتكاب المحرمات وقتل السفراء والاعتداء على من دخل بلاد المسلمين بشكل قانوني واتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وليس كل اميركي او اوروبي مجرم ومدان حتى يثبت العكس .وقد امرنا الله عز وجل ان ندعوا الى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن . كثيرة جدا الوسائل والاساليب الشرعية الحكيمة والحسنة والكريمة النافعة في مثل هذه المواقف واما ان يظهر بالاعلام وكأننا قافلة افلتت من عقالها عمياء هائجة يصدم بعضها بعضا، تهاجم ما تراه وما لا تراه،تقتل،تعبث،تحرق لا تتوقف حتى تنهك وتسقط، ذاك مظهر كريه يبعد الناس عن الاسلام ويشوه صورة المسلمين وهو أشد قسوة وعدوانا وانتهاكا لحرمة رسول الله (ص) من فيلم الاعداء قال الله عز وجل ( قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .)
- 'الشراع'
الأزمة المالية تضرب نظام ولاية الفقيه 300 جمعية إيرانية تستغيث بالسيستاني وأزمة مالية خانفة في حزب الله
العملة الإيرانية تنهار وسعر صرف الدولار يوازي 2800 تومان بعد ان كان قبل عام 800 تومان
*حزب الله يصف الأزمة بأنها تشبه حصار النبـي محمد في شعب أبي طالب
*اختلاسات مالية في حزب الله وفرار خمسة أحدهم خرج بمليون ونصف مليون دولار
*طلب الدعم من السيستاني معناه السعي لتقليده مرجعية والتخلي عن ولاية الفقيه
*توقعات بوصول الدولار آخر العام إلى نحو 3500 تومان
*المساعدات الإيرانية لبشار وتمويل حزب الله وحماس والعقوبات تستنـزف طهران
فوجىء العاملون في مكتب المرجع الشيعي البارز آية الله محمد علي السيستاني في طهران بكثافة رؤساء وممثلي الجمعيات الإيرانية الذين قصدوه طلباً للدعم والمساعدة المالية من أجل الاستمرار في أعمالهم وتقديماتهم للمحتاجين والمعوزين والفقراء في إيران.
وبلغ عدد الجمعيات التي تقدمت بطلب المساعدة من مكتب المرجع السيستاني المقيم في النجف في العراق نحو 300 جمعية تعنى بأعمال المساعدات الاجتماعية والعناية بالأيتام وأعمال الخير والعطاء.
وفي إيران التي تحكمها سلطة ولاية الفقيه التي لا تقيم وزناً للمرجعيات الشيعية في النجف وقم وتسعى لإلحاقها بها، بعد إلغاء كل ما عرف عنها من استقلالية وتعددية وسعي لتكريس مرجعية الأعلم الأتقى (الأكثر علماً)، فإن تحول مكتب مرجع ولو كان بوزن السيستاني إلى مقصد لثلاثمائة جمعية مع كل ما يستتبعه ذلك من نتائج بينها تقليد المرجع السيستاني وليس ولي الفقيه في أمور وشؤون العبادة والقواعد والأمور الأخرى المتصلة بالسياسات العامة فإن لهذا المتغير سمة التحدي، خصوصاً وان أتباع المرجعيات دون الولي الفقيه له تبعاته في ظل الضغوط التي تمارس ضد كل من يسعى لذلك.
وقد تعاطى مسؤول مكتب السيستاني في طهران وصهره الشيخ جواد الشهرستاني مع هذا التوجه من قبل الجمعيات الإيرانية نحوه بكثير من الاهتمام، لمعرفة الأسباب والدوافع وما يمكن أن ينتج عن ذلك، خصوصاً بعدما تبين ان المؤسسات الإيرانية الرسمية وبينها المؤسسات التابعة للمرشد في إيران السيد علي خامنئي أوقفت الدعم المقدم لهذه الجمعيات، علماً ان وقف الدعم لم يشمل فقط هذه الجمعيات الـ300 بل شمل جمعيات كثيرة أخرى قصدت مراجع التقليد العديدة في قم. وبعض هذه الجمعيات لم يتم وقف الدعم المقدم له، إذ بقي الدعم كما هو، إلا ان ما تغير هو ان قيمة الدعم الممنوح لها فقد قيمته بعد ان أصبح سعر صرف الدولار الواحد نحو 2700 تومان (العملة الإيرانية) بعد ان كان قبل نحو عام لا يتعدى الـ800 تومان. وانهيار العملة الإيرانية بهذا الشكل الكبير والمتسارع أفقد الجمعيات ثلاثة أرباع ما كانت تتقاضاه قبل عام واحد، علماً ان توقعات بعض الخبراء تشير إلى ان انهيار العملة الإيرانية متصاعد، حتى ان البعض يرى ان سعر صرف الدولار الواحد قد يصل إلى نحو 3500 تومان آخر العام الجاري، خصوصاً وان العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على إيران بسبب الملف النووي الإيراني بدأت تفعل فعلها ومن المقدر في حال فرض عقوبات جديدة فإن الأزمة المالية ستشتد وتكبر فيما تستنـزف المساعدات الإيرانية العاجلة للنظام السوري لمنع انهياره الاحتياطي الإيراني والإيرادات الكبيرة للنفط الإيراني، هذا فضلاً عن عمليات التسلح، إذ ان فاتورة الانفاق على الصناعات العسكرية والعتاد الحربي زادت في ظل التحديات التي تواجهها إيران بسبب السياسات التي تنتهجها القيادة الإيرانية الحاكمة وكل ذلك يتم بالطبع على حساب المواطن الإيراني، الذي يدخل كل يوم في مسلسل أزمات جديدة، فمن أزمة الخبز إلى أزمة الوقود المدعوم إلى أزمات أخرى يفتقد فيها المواطن الإيراني أبسط التقديمات التي ينبغي على الدولة تقديمها. هذا إذا لم نذكر هنا والكلام لأحد الدبلوماسيين الأجانب الذي زار إيران مؤخراً انه يوجد مناطق في هذه الدولة لم يصل إليها التيار الكهربائي حتى الآن.
وهذا الأمر تطرق إليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مؤخراً في إحدى خطبه عندما اشار الى شعارات يهتف بها في ايران وتتحدث عن ان ايرادات هذا البلد لا تنفق فيها بل لدعم حركات مثل حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي، علماً ان نصرالله كان يتحدث في الامر ليشيد ((بالتضحيات)) الايرانية وليس للاشارة الى الشكوى الايرانية من إنفاق اموال البلد في غير أماكنها الصحيحة.
هذه الازمة المتنامية حالياً التي تضرب سلطة ولاية الفقيه في ايران، وصلت مسامعها بالطبع الى كل وكلاء السيستاني في المنطقة العربية الاسلامية وبينهم وكيله في سوريا ولبنان الشيخ محمد رضا البهبهاني الذي قصد حزب الله للاستفسار عن حقيقة الامر والتقى مسؤولين فيه.
وطبقاً للمعلومات فإن البهبهاني سمع تأكيداً لوجود أزمة، وذهب احد مسؤولي الحزب الى القول اننا (في حزب الله) نشهد كما ان ايران تشهد حصاراً قاسياً، وحال ايران كما اضاف هو كحال المسلمين وعلى رأسهم النبي محمد (ص) الذين أصابهم ما أصابهم على مدى 3 سنوات عندما حوصروا في شعب ابي طالب قبل الهجرة الى يثرب (المدينة).
ويأتي هذا الاعتراف الصريح من قبل مسؤولي حزب الله بوجود ازمة مالية خانقة يعيشونها في ظل الازمة المالية التي تعيشها ايران، في وقت توالت فيه فضيحة كشف عمليات اختلاس داخل الحزب وفرار خمسة من المختلسين الى خارج لبنان وعلى رأسهم مسؤول مالي أمكن حتى الآن الكشف عن اختلاسه نحو مليون ونصف مليون دولار.
هل يمكن اعتبار هذه الازمات المالية مؤشراً على خطوات ما قد تحدث؟
الجواب على ذلك بالطبع ليس متوافراً اليوم، الا ان ملامحه قد تتضح في الفترة القريبة المقبلة.
- 'الشراع'
وصية مودع للشيخ محمد علي الحاج في مواجهة التهديدات
الشيخ محمد علي الحاج العاملي:
ليس مألوفاً ان يقدم شخص على كتابة وصيته ويعتبرها وصية مودع الا اذا كانت هناك ضرورات تفرض عليه ذلك. فكيف اذا كان هذا الشخص شيخاً شاباً لا يشكو من مرض.
لكن في ظل الواقع القائم ربما كان على كل من يعمل في الحقل العام ان يكتب وصيته، خاصة اذا كان مستقلاً وأميناً على ما يعتقد انه رسالة يؤديها واعتمر العمامة لخدمتها دون ان يكون تابعاً او ملحقاً او مجرد رقم في جداول حساب الاحزاب والسفارات والدول.
الشيخ هو محمد علي الحاج رئيس ((حوزة الامام السجاد العلمية)) اما الوصية فطويلة تنشرها ((الشراع)) على حلقتين تبدأ بحلقة يتناول شقها السياسي تتبعها حلقة ثانية يطغى عليها الطابع الوجداني والعائلي والحوزوي.
*علماء الدين الشيعة كانوا على امتداد تاريخهم ينأون بأنفسهم عن السياسات الضيقة ولم يرتهنوا لأحد فلنعد هذا المجد الضائع
*على العلماء ان يكون لهم دور بارز في رفض الفتنة السنية – الشيعية
*بعدما كنت نحمّل المارونية السياسية سبب خراب لبنان أخذ الثنائي الشيعي دورها وكرر تجاربها
*هل تستطيع القوة العسكرية الوازنة الشيعية حمايتنا كطائفة ووطن؟
*أنصح السيد والاستاذ بالتفكير من منطلق الواقعية والموضوعية وكفى كبرياء وافتخاراً
*أدعو السيد والاستاذ لأن يعيدا التفكير ملياً في طبيعة العلاقة مع أخصامهما السياسيين
*من مقدمات المصالحة بناء مؤسسة دينية شيعية رسمية حيادية وتفعيل دورها الوطني وإقفال ملف الشيخ صبحي الطفيلي وإنهاء مذكرة التوقيف بحقه
(كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين) صدق الله العظيم. البقرة (الآية 180).
في هذا الظرف السياسي الفائق الدقة، وأمام المنعطفات والتغيرات الاقليمية، مع ما لها من انعكاسات محلية، وبعدما تردد بشكل مكثف حول نية بعض القوى الآخذة بالضعف والضمور، بأنها بصدد تصفية حساباتها مع أخصامها.
ولأننا في زمن الفساد، الذي يحتم علينا إساءة الظن، كما ورد في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين علي (ع): ((إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله، ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غُرر)).
وتسليماً بقضاء هذه القوى وقضائها، كان من الطبيعي أن أسطر وصية، أؤكد فيها بعضاً من قناعاتي، التي لم أخفها في أخطر المراحل السابقة وأشدها. وأتوجه فيها بآراء راسخة، وكلمات صادقة، ورسائل هادفة.. حيال مَنْ عشت معهم، عائلة وأصدقاء، ساسة وعلماء، أحبة وأعداء.
حيث ان الله تعالى فرض علينا الوصية بما لنا وما علينا، في قضايا تتعلق بالأمانات، وحقوق الناس، والعبادات..، فمن باب أولى وجوب الوصية في قضايا أكثر أهمية، لتعلقها بالشأن العام، وبالجماعة، لا بأفراد مخصوصين.
جيد أن يكون لدى المرء حس يشعره باقتراب أجله، فيكون ضداً لمن يعيش متأملاً بطول أجله، غير متحسب ومستعد ليوم الفصل، ما ينعكس سلباً على أدائه. وعليه فأنا لا أملك مجرد شعور بالوداع، بل أجزم انني على أعتاب وداع قريب.
وإذا كنت أنا ((مُوَدِعاً)) فيعني ان هناك ((مُوَدَعاً)) وهذا ((المودَع)) قد يكون حقبة سياسية، او خطاباً سياسياً، كما قد يكون خيارات، أو مهاماً، كذلك قد يكون ((الحياة – الدنيا))، ولكن المهم ان هناك: وداعاً، ومودِعاً، ومودَعاً.
وطبعاً لست مودعاً لكوني مصاباً بمرض جسدي، ولكن لكون مجتمعنا مصاباً بأوبئة فتاكة، وبأمراض سرطانية، تتغلغل فيه، وستقضي عليه، أمراض سياسية وفكرية.
ولأن هناك ظلم في كثير من القضايا، وتبياناً للحقيقة، ولأنني بصدد بلورة خيارات أكثر وضوحاً، قد تترافق مع تغييرات جذرية مني..، فإنني أسطر هذه الوصية، التي قد يفهمها البعض إعلان حرب، كما قد يرى فيها آخرون شطحات، ولعل فريق ثالث يراها تتضمن مفيداً.. على اختلاف التقييم، ولكنني أكتبها للتاريخ أولاً، ولإرضاء ضميري ثانياً، ولرفع المسؤولية الشرعية عن عاتقي ثالثاً.
فقد ورد عن رسول الله (ص): ((إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله))، كما وقال الإمام الباقر (ع): ((اتبع من يبكيك وهو لك ناصح، ولا تتبع من يضحكك وهو لك غاش)).
ز - الكلام السياسي
تأتي هذه الوصية، لأودع بها نمطاً معيناً في شخصيتي، ولأختم بها تعاطياً بالسياسة بحدة معينة، فبعدما تكلمت في السياسة على عشرات المنابر، وبعدما نشرت في السياسة: ((الحبر الاعظم والاقانيم الثلاثة)) في العام 2004، و((الشيعة في لبنان بين ظلم الماضي ومخاطر المستقبل)) في العام 2005، و((نحو دولة حديثة.. بعيداً عن 8 و14 آذار)) في العام 2007، و((ميشال سليمان: هكذا تكون رئيساً للجمهورية اللبنانية)) في العام 2008.. وبعدما كتبت عشرات المقالات في السياسة، كتبتها بضمير، وكانت في بعض الاحيان بضمير مستتر، وأخرى بضمير بارز.
بعد كل ذلك، قد يكون هذا الكلام هو الاخير لي في هذا الجانب من شخصيتي، التي لا أحب ان يطغى عليها الشأن السياسي.
ولا أصرح بهذا يأساً، بل لأنني أعتبر نفسي قد قمت بواجباتي وأكثر، وهذه الوصية خير دليل على ذلك. التي اعرف انها لم توفر احداً، وتالياً لن تترك لي صديقاً، ولكن أراها تعبر عن فكري، وأكتفي بها.
و – الحياة – الدنيا
وان كان المودع ((الحياة – الدنيا)) فإن الامر لا يخلو عن احد اثنين: اما ان رحيلي يكون بشكل طبيعي، وبالاسباب العادية للموت، فشأني شأن كل المخلوقات البشرية، أسلم وأرضخ لقضاء الله وقدره.
واما ان كان رحيلي مفتعلاً ومخططاً له من قبل بعض القوى التي لا تتورع عن ارتكاب الجرائم، فأقول لهم: القتل والشهادة في سبيل المبدأ والعقيدة شرف عظيم، وهو ديدن العلماء والصالحين على مر العصور.
كما وان إمامنا علي بن ابي طالب (ع) يقول: ((ان أشرف الموت القتل، والذي نفس علي بيده، لألف ضربة بالسيف أحب إلي من موت على الفراش)). وبهذا الموت – القتل تكون الحياة الحقيقية، كما جاء: ((موتكم في حياتكم مقهورين، وحياتكم في موتكم قاهرين)).
وقد عشت في الدنيا زاهداً بها، وبملذاتها، ومناصبها، لم أسع يوماً لامتلاك شيء، وكل ما أملكه – حالياً – وصلني بالارث دون بذل جهد للاضافة عليه.
عشت في الدنيا ثلاثة عقود ونصف، وكفى، نعم كفى لأنني لم أعش هذه السنين برفاهية، ولم أخلد فيها للراحة والنقاهة!!
بل كانت حياتي مليئة بالجهد والنشاط، ولطالما تم وصل ايام ببعضها! طالما لم أميز بين ليل ونهار.. لذا فإنني لن أحزن من رحيلي عن هذه الدار الفانية، التي كانت سجناً لي ولأمثالي، وجنة للبعض، وهل يتأسف عاقل للانعتاق من السجن؟!!
وحتى لا أفهم خطأ، فأنا أحب الحياة، كما اي مخلوق بشري آخر، لديه غريزة حب البقاء، ولكن بالنسبة لي بمنسوبها الادنى.
فرق بيني وبين آخرين، انهم انكبوا على الدنيا، بمناصبها وملذاتها، تعلقوا بها، بشكل يجعلهم يتأسفون لتركها، اما نحن الذين سلكنا طريق ذات الشوكة، فأمر طبيعي ان يكون تعلقنا بها محدوداً.
رسائل
رغم انه ينطبق على جل القوى والشخصيات السياسية اللبنانية ما جاء عن الامام الصادق (ع) مخاطباً المنصور: ((من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك)) ومع ذلك أستفيد من هذه العجالة لتوجيه عدة رسائل، تحوي بعض النصائح، وهي:
أ – الى عامة الشعب
طبعاً الرهان السليم على الشعب، وليس على المسؤولين والساسة، ومن هذا المنطلق أتوجه لهم ببعض الملاحظات:
اولاً: لقد جربنا الساسة الموجودين في الحلبة السياسية اللبنانية، ولم نلحظ وجود شخص يستحق مكانه بجدارة، ولا يوجد سياسي في مواقع الحكم اليوم أثبت تميزاً معتداً به، ولم نر بين الساسة اي شخص استثنائي.
جميعهم اشتركوا في احدى موبقتين: اما في الحرب الداخلية اللبنانية، واما في سرقة الدولة والمال العام. والجميع ساهم في تهميش دور الدولة وتغييبه، وتالياً لا يوجد في الطبقة السياسية الحاكمة من يعول عليه، ولا من يؤمن على شيء ذي قيمة، فكيف نؤمنهم على مقدرات وطن ورقاب شعب؟!
كل ذلك يحتم على الشعب السعي الحثيث، وبكل ما أوتي من قوة لإنتاج قيادات شابة واعدة.
ثانياً: ان المدخل الرئيسي لخلق حياة سياسية سليمة، يبدأ من بوابة قانون الانتخابات، الذي يفترض ان يؤمن صحة التمثيل، ويحد من الهيمنة، ولا يفتح المجال للقوى السياسية للاستئثار، كما يحصل اليوم في الدوائر الانتخابية.
كما انه حبذا لو نعتمد الدائرة الفردية، حتى نقلص من هيمنة الزعامات على الكثير من المواقع النيابية، وتالياً توليد قيادات مناطقية تعبر عن آمال وطموحات الناس بشكل أدق.
ثالثاً: ان عوامل كثيرة جعلت الشعب اللبناني يفقد انتماءه الوطني لكيان اسمه لبنان، بشكل صادق وحقيقي.
فبين عوامل دينية، وما يستتبعها من تفضيل دول تتقاطع مع الانتماء الديني على لبنان، وبين فهم ديني خاطىء لا يفصل بين الايم