ـ صحيفة السفير
عماد مرمل :
من الملاحظ، أن هناك نوعا من توزيع الأدوار في التعاطي مع مسألة السلاح، داخل فريق الأكثرية، ففي حين يؤكد النائب وليد جنبلاط أن تحرير مزارع شبعا يمكن أن يتم دبلوماسيا أو عسكريا إذا أخفق الخيار الدبلوماسي داعيا الى استلهام روحية البيان الوزراي السابق كما سبق ان صرح لـ"السفير&laqascii117o;، وفي حين يدعو رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري الى عدم تكبير حجر البيان الوزاري... تعمد الأمانة العامة لقوى ١٤ آذار وشخصيات منضوية في الأطر السياسية المكوّنة لها إلى رفع سقف المطالب والى استخدام أسلحة هجومية في مقاربة ملف حساس، ينبغي التعاطي معه بكثير من الروية. ولكن هناك في المقابل من يعتقد أن الأمر قد لا يتعلق بعملية توزيع أدوار، بل هو أقرب الى أن يعكس نوعا من التمايز بين الرئيس فؤاد السنيورة من جهة والنائبين جنبلاط والحريري من جهة أخرى في طريقة مقاربة موضوع المقاومة وموضعه في البيان الوزراي. ولعل من وظائف اللغة المتشددة التي يستعملها البعض في هذه الأيام في معرض التطرق الى مستقبل سلاح المقاومة، السعي الى تحسين "شروط التفاوض&laqascii117o; قبل استئناف الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية، بما يجعل حزب الله وحلفاءه يخوضون هذا الحوار من "موقع دفاعي&laqascii117o; تحاصره مسبقا هواجس القلقين، بعدما يكون إنجاز تحرير الأسرى قد فقد وهجه وجرى استهلاكه، مع مرور الوقت. إلا أن أوساطا مؤيدة للمقاومة تعتبر أن الطروحات الحادة التي تخرج من هنا أو هناك هي طروحات "شاردة&laqascii117o;، لا تمت الى الواقعية السياسية بصلة، وإنما تهدف الى تحقيق مكاسب تكتيكية وانتخابية، على حساب المصلحة الاستراتيجية العليا.
وتلفت هذه الأوساط الانتباه إلى أن التواضع الذي أظهره حزب الله بعد الانتصار الجديد، لا يجب أن يُفهم خطأ أو أن يُستغل في غير موضعه، وبالتالي فان أي بحث في الصيغة المستقبلية لسلاح المقاومة ينبغي أن يبدأ من حيث انتهى اليه هذا السلاح الذي نجح في تحرير كل الأسرى ومعظم الأرض، مع ما يعنيه ذلك من وجوب التنبه الى عدم الانزلاق خلال النقاش الداخلي في اتجاه العمل لتنفيذ ما عجزت عنه أميركا وإسرائيل اللتان أخفقتا في ضرب المقاومة ومحاصرتها. وتدعو الأوساط الداعمة للمقاومة الى استخلاص العبرة من "السلوك البراغماتي&laqascii117o; للامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الذي اضطر في نهاية المطاف الى الاعتراف بالأمر الواقع القائم وتسلم رسائل من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرة الله، وهو الحزب الموسوم بالارهاب من قبل عدد من مراكز القوى والنفوذ في المجتمع الدولي. وترى الأوساط أن القول باستحالة التعايش مع سلاح حزب الله وبتعذر حصول الانتخابات النيابية في ظله، قد يكون توطئة لتبرير المطالبة لاحقا بتأجيل الانتخابات، ليس خوفا من السلاح بل خوفا على الأغلبية التي حصل عليها فريق ١٤آذار في الانتخابات الماضية، والتي لن يستطيع الاحتفاظ بها مجددا باعتبار أن موازين القوى الشعبية والسياسية قد تغيرت هذه المرة.
ـ صحيفة النهار
إبراهيم بيرم :
كانت لافتة 'البرودة' التي يتعاطى بها 'حزب الله' اعلامياً وسياسياً وموضوع 'السجال' حول البيان الوزاري، مع العلم ان الموضوع الخلافي الابرز كان قضية سلاحه المقاوم حاضراً ومستقبلاً وحدود العلاقة بين هذا السلاح والدولة. والامر بالنسبة الى الحزب ليس عابراً لا يستحق التوقف عنده، كي يضع اعصابه في الثلاجة ويمضي كأن شيئاً لم يكن ويحصل، لكن دوائر القرار في الحزب لا تكتم ان تصرفها البارد هذا حيال موضوع شديد الحماوة مبني على 'فلسفة' وقراءة معمقة لواقع الحال لا تجعلانها مضطرة الى سلوك مسلك الجزع او الخائف من الآتي، ففي وجدانها ان البيان الوزاري سيقر عاجلاً أم آجلاً ووفق المناخ الذي لا يتناقض مع رؤية الحزب وجبهة حلفائه. فليس الحزب مكرها، وفق دوائر القرار نفسها، على الركض لاهثاً وراء حدث اقرار البيان، واثارة ضجة اعلامية او سياسية حوله. فالنظرية التي باتت تحكم المسلك العام لسياسة الحزب بعد 7 ايار الماضي، هي نظرية 'الوقائع والمستلزمات'، ففي ذلك التاريخ اي 7 أيار الذي لم يمر عليه الزمن، ارتسمت وقائع عنيدة غيرت مجرى رياح التطورات على نحو بات معه 'الخصم' محكوماً بلعبة 'التدارك' لعله يحصّل بعضاً من كثير فاته، ومحكوماً بلعبة البحث الدائم عما يؤدي الى 'ربط النزاع' حول قضايا معينة. على هذا الاساس تعامل الحزب مع مسألة تأليف الحكومة، و'تعمد' الرئيس المكلف فؤاد السنيورة التلاعب 'بأعصاب' الوقت، علّه يفرض وقائع ومعطيات معينة يخفف فيها 'خسائر' الفريق المحسوب عليه، ويحقق حسابات خاصة به شخصياً. والأمر نفسه ينسحب على تعاطي الحزب وقضية البيان الوزاري. فهو لم يكن واهماً من الاساس ان الأمور ستكون 'برداً وسلاماً'، وعليه، ترك لممثله في اللجنة المولجة وضع البيان الوزاري الوزير محمد فنيش مهمة 'المشاغلة' حول العنوان الخلافي الأبرز وهو سلاح المقاومة. (للقراءة والإطلاع).
ـ صحيفة البلد
علي الأمين :
انتقاد اداﺀ ونهج قوى 14 آذار لا يجعل صاحب النقد او المتجني يشعر بانه يمكن ان يكون عرضة لتهديد او مساﺀلة تبعث على القلق او غير ذلك مما يثير الخوف والقلق الشخصي او من المحيطين. والامعان في التهكم او التشفي بقيادات 14 آذار لا يجعل صاحبه في موقع يتحسس فيه جسده او بعض اطرافه او يشعر بانه عرضة لخطر جسدي.النقد وربما التجريح احيانا لا يخيف ولا يحد من عملية التنقل بين المناطق والاحياﺀ ولا يودي بصاحبه الى التلطي والاحتماﺀ والتخفي. انتقد وهاجم ولا تقلق بدﺀا من وليد جنبلاط (حاف وبدون القاب) مرورا بسعد الحريري وصولا الى سمير جعجع، وغيرهم من السياسيين اللبنانيين المنتمين الى فريق الاكثرية الفعلية او الورقية على حد تعبير اعلاميي التيار الوطني الحر. في المقابل ثمة حساب مختلف اذا صوبت ادوات النقد في الاتجاه الآخر، انك بحاجة لان تتنبه لاشياﺀ كثيرة، وتحسب حسابات شتى، فما يمكن ان يقال في هذا المضمار بشأن قيادات في الصف الاول في المعارضة، او بشأن مسؤولين سوريين كان لهم دور فاعل في السياسة اللبنانية، هو مبعث قلق لدى صاحبه وقد يجعله عرضة لتهديد ولنصائح بعض الاصدقاﺀ بأن لا يعيد الكرة ثانية، لأن ذلك يعرضه لما لا تحمد عقباه.وقد يتم في هذه الحال استعراض بعض الذين دفعوا ارواحهم ثمنا لمواقف مبدئية بحسب مؤيديهم، او مواقف فيها من التجني الكثير بحسب ما يصف معارضوهم. وتتحول السياسة التي هي شأن المواطنين لدى البعض، الى عمل الهي لا يقاربه الخطأ ولا تدنو منه الشياطين، ويتحول بعض القيادات الى ما يتجاوز البشر واحيانا ما بعد بعد البشر، واذ ذاك يصبح النقد او الانتقاد وبالتالي التعبير الحر عن الاختلاف، عمل من رجس الشيطان واعانة للظالم (الذي ليس هو الا الشيطان)، على المظلوم (الذي لا يمكن ان يكون الا الآخر). وعندما تصبح الممارسة السياسية عين الدين يمسي الاعتراض على 'اولي الامر' تطاول على ذات الله. (...) هذه الكفاﺀة العسكرية والامنية كفيلة بان تبعث الخوف في نفوس الكثير من الناس، وكفيلة بان تمنع معظمهم عن التعبير عما يخالف خطاب المعارضة.
ـ صحيفة المستقبل
مقابلة مع النائب احمد فتفت قام بها أيمن شروف :
ينتقد تقصير الجيش وقوى الأمن في فض النزاع بين باب التبانة وجبل محسن، محمّلاً المسؤولية إلى بعض قيادات الجيش التي تعمل على الأرض والمتقاعسة عن تأدية واجبها، ما يؤدي إلى انتشار منطق الأمن الذاتي بين أهالي المنطقة بشكل فاضح. النائب أحمد فتفت علّق في حديث إلى 'المستقبل' على أحداث الشمال، مشيراً إلى ارتباطها بالوضع السياسي القائم ، وقال (...) الرئيس برّي بشّرنا بالأمس بانفلات الوضع إذا لم يتم الاتفاق'، ليحذر الجميع من بقاء الوضع على ما هو عليه في الشمال. في أي خانة تضع تفجير الوضع الأمني في طرابلس؟ (...) إذاً أنت تضع المسؤولية على الجيش؟ـ هناك تقصير واضح في القيام بالدور الموكل إلى المؤسسة العسكرية لأن على الجيش أن يكون حازماً وحاسماً، إذ أصبح لديه أسماء المتنازعين من الجهتين من باب التبانة ومن جبل محسن وهم يظهرون على شاشات التلفزة ويعقدون المؤتمرات الصحافية على الرغم من أنهم مطلوبون وهذا وضع غير مقبول إطلاقاً. (...) وبالنسبة إلى وجود طرف ثالث؟ـ بالطبع هناك طرف داخلي لديه مصلحة في تزكية هذا النزاع للافادة من خلاله في تحصيل مكاسب سياسية على الأرض، وهذا الطرف معروف لأن المجموعات المسلحة دربها 'حزب الله' وأخضعها لدورات عسكرية وزوّدها بالسلاح كي تقوم بهذه الأمور عندما تدعو الحاجة.أين دور القيادات السياسية في الشمال في الحد من هذه الاشتباكات والتخفيف من حال العداء السائد بين المنطقتين؟