صحف ومجلات » أخبار ومقالات من مجلات أسبوعية لبنانية

- مجلة 'الشراع'
هـزّ كلام أم لبنانية من الهرمل مفجوعة بمقتل ابنها وهو من حزب الله في احداث سوريا معظم من كان في تشييعه حيث وقفت فوق مدفنه لتقول بأعلى الصوت المكسور بالحسرة والمرارة ((بدي ابعت رسالة للسيد حسن نصرالله وأسأله انا بفهم ان ابني يموت شهيد دفاعاً عن لبنان او من اجل فلسطين، لكني لا افهم ان يموت ابني في سوريا وهو يدافع عن النظام.. ليش هيك صار)).
هذه الأم التي فشل حزبيون في صرفها عن اكمال كلامها حالها كحال أمهات فقدن ابناءهن في القتال داخل سوريا، ويجري دفنهم من دون الاعلان عن كيفية وأماكن مقتلهم


- 'الشراع'
الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي لـ'الشراع': إيران قلقة والحزب يستشعر الخطر ولا أمان في زمن آيات الله العظام

إيران تريد أن تقول من خلال اعلانها عن وجود حرس ثوري في لبنان وسوريا: نحن على البحر المتوسط وعلى مرمى حجر من ديمونا
*إيران قلقة من مستقبل المعركة في سوريا وتسعى لشد أزر أصدقائها
*لا أظن ان للحرس الثوري وجوداً في لبنان لكن من غير المعقول ألا يكون لإيران ولغيرها حضور فاعل في المنطقة
*الخميني أرسل عام 82 قوات إيرانية إلى لبنان للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل وبقي بعضها في لبنان لتدريب شباب المقاومة
*رد فعل حزب الله على الاساءة للرسول كان أكثر من المعتاد لشعوره بالخطر أو لغايات تتعلق بالفتنة المذهبية
*الغلظة والقسوة وفرض الرهبة محصورة في دائرة الحرب
*من يقف وراء زراعة الممنوعات وبعض السرقات والخطف معروفون بالأسماء اللامعة وغير اللامعة وبالأرقام
*دعوت أهل البقاع للجهاد ضد الصهاينة عام 82 فرحبوا وانطلقت معهم ملحمة المقاومة
*ليس بعيداً اليوم الذي سيعود فيه الغدر من حيث أتى وتسقط عروش الفساد والرذيلة ويثأر الاحرار لكرامتهم وأطفالهم
*لا يجد أبناء البقاع وظيفة وان وجدوا لا تتجاوز عامل تنظيف أو خدمة
*المواطن لا يأمن على نفسه وأهله وماله في زمن آيات الله العظام
*عندما خرجت مع البقاعيين وكثير من اللبنانيين في ثورة الجياع عام 97 واجهتنا إيران وسوريا ومن معهما من اللبنانيين بالقتل
*آل المقداد أشراف وما حصل من خطف وما لحقه كان بتدبير معلوم الهوية والهدف

يسهب الأمن العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي في الحديث عن موضوعين: أخلاق وفضائل ومكانة رسول الله محمد (ص)، ومناقبية أهل البقاع في الدولة والمجتمع كما في المقاومة.
لا ينتقد الطفيلي رد الفعل على الاساءة للنبـي بل المبالغة فيه ((فنحن لسنا في دار حرب)) أما رد حزب الله فيراه أكثر مما كان معتاداً عازياً هذا الأمر إلى شعوره بالخطر، وأشار إلى ان الساحة أصبحت ساحة سباق بين الافكار والتيارات والعادات والقيم، وبهذا يكون رد على الاساءة.
وبمرارة من يعرف أشراف قومه، وما يتعرضون له من إساءات، يتحدث الشيخ الطفيلي عن هؤلاء الذين انطلقت معهم ((ملحمة الجهاد والمقاومة)) ضد الغزو الاسرائيلي للبنان عام 82، بينما قام البعض بنثر الأرز على الجنود الصهاينة.
لكن تضحيات أهل البقاع قوبلت بالإهمال ولا يجد هؤلاء وظيفة وان وجدوها لا تتجاوز عامل تنظيف أو خدمة.
وبالانتقال إلى موضوع وجود الحرس الثوري في لبنان وسوريا، كما صرح أحد المسؤولين الإيرانيين ثم نفي هذا الأمر، يرى الطفيلي ان الغاية منه ان تقول إيران انها موجودة على البحر الأبيض المتوسط وعلى مرمى حجر من ديمونا، لكن تتابع التصريحات الإيرانية يؤكد ان طهران قلقة من مستقبل المعركة في سوريا.
هذه المواضيع وغيرها هي محور هذه الحلقة من المقابلة المطولة مع الشيخ الطفيلي، والبداية من الحرس الثوري.

# ما هو تعليقكم على تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي الجعفري عن وجود عناصر من فيلق القدس في لبنان وسوريا ثم نفي هذا التصريح الذي قيل انه حرف لغوياً وهل من وجود للحرس في لبنان حسب معلوماتكم؟
- تحاول السلطة الايرانية بطرق عدة ان تقول نحن على البحر الابيض المتوسط، نحن على مرمى حجر من ديمونا كل المدن والتحصينات في فلسطين في قبضتنا تقول هذا مواربة او مباشرة من طهران او من لبنان، بلسانها او من خلال بعض اللبنانيين، تكرر وتعيد كلما سمعت تهديداً بضرب بعض مواقعها، مما يشعر بأنها غير واثقة مما تقول، وتحاول ردع من يفكر بضربها بالتهويل، وعادة هذه الطريقة في مقاربة الامور تنتج عكس المطلوب، خاصة اذا أحدثت بلبلة، وكان تصحيحها او التراجع عنها اكثر ضرراً من المقاربة نفسها كما حصل مع تصريح قائد الحرس.
لكن مع تتابع التصريحات من رئيس الاركان، ومن ثم السيد الخامنئي نفسه في الموضوع نفسه، يؤكد ان الادارة في طهران قلقة من مستقبل المعركة في سوريا، وتسعى لشد أزر اصدقائها، والغريب ان هذه التصريحات جاءت بعد جلسات الرباعية في القاهرة، والتي كان من المتوقع ان تخفف من نارية المواقف.
يجب ان يكون لدى طهران من الحكمة ما يجعلها تفكر بمستقبل المنطقة، والمصلحة العامة للمسلمين، والمخاطر التي ستنجم عن الاصرار على موقفها من الاحداث في سوريا، وان تجد مخرجاً للأزمة بالتفاهم مع الآخرين ينقذ سوريا والمنطقة من جنون الصراع المذهبـي.
# هل ترى ان ما يحكى عن وجود حرس ثوري في لبنان هو حقيقة أم فزاعة؟
- لا اظن ان للحرس وجوداً عسكرياً في لبنان، نعم كل مصنع لسلاح متطور قد يرسل مع سلاحه خبراء لنقل المهارات الفنية.
وبشكل عام كل الدول ذات المصلحة لها خبراء واختصاصيون ومراقبون وعيون منتشرون حيث تطلب الحاجة، خاصة في المناطق الساخنة، ولبنان وسوريا من المناطق الاكثر سخونة، ومن غير المعقول ألا يكون لإيران ولغيرها في هذه المنطقة الحضور الفاعل المطلوب.
# مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية لإيران والكلام الإيراني على ان حزب الله سيرد ألم يأت كلام الجعفري ليؤكد ان الإمرة في لبنان هي للحرس الثوري؟
- كلام جعفري لم ينفع ولا مبرر له، لان الإمرة في لبنان للقيادة الايرانية بإقرار قيادة حزب الله.
# تاريخياً هل كان هناك وجود للحرس الثوري في لبنان؟ خاصة وان الجعفري في تصحيح تصريحه لغوياً استعمل صفة الماضي عن الحديث عن الحرس الثوري؟
- من المعروف والمشهور ان الامام الخميني، رضوان الله عليه، أرسل اثناء الغزو الصهيوني للبنان في صيف عام 1982 قوات ايرانية للمشاركة في تلك الحرب، لكنها لم تشارك بسبب وقف اطلاق النار، وبقي بعضها في لبنان في حينه لتدريب شباب المقاومة.

الاساءة للرسول
# كيف وجدت رد فعل حزب الله على الاساءة للرسول الأكرم، وهل من رسائل سياسية أو غير سياسية أراد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله توجيهها بحضوره شخصياً في تظاهرة الضاحية؟
- على المسلمين جميعاً ان يدافعوا عن رسول الله (ص) وعن الاسلام، ولا يجوز التخلف عن ذلك، طبعاً اذا قضت الحاجة، ومع إغناء البعض وانقضاء الحاجة بهم يسقط الواجب عن الآخرين.
وفي موضوع رد فعل حزب الله الاخير على الاساءة لرسول الله (ص) كان اكثر من المعتاد في مثل هذه الحوادث، ربما لشعوره بخطر او ضرورة ملحة، او لغايات اخرى تتعلق بالفتنة المذهبية وما يشاع من أدوار للبعض فيها، او للوضع في سوريا.
على اي حال أحب ان أذكر في هذه المناسبة، ان الدفاع عن انبياء الله والمقدسات موضوع لا يترك للغوغاء، لانه جزء اساسي من امانة الله في أعناقنا، وعلينا حملها كما اراد الله. صحيح ان ما يصدر في الغرب بين الحين والآخر ضد الاسلام ونبينا الحبيب (ص) غريب ولا نجد له تفسيراً وان المسؤولية تقع على حكومات تلك الدول بشكل اساسي، وان التبريرات التي تساق للتنصل من المسؤولية غير صحيحة، وان وراء الحملات المتكررة على نبي الرحمة محمد (ص) والمتنقلة من بلد لآخر اغراضاً سياسية شيطانية. ويجب حمل الدول الغربية على احترام المقدسات، وإصدار تشريعات تكفل ذلك، وان مسؤولية الدول الاسلامية كبيرة في هذا الباب، وبتقديري هي قادرة على فرض احترام المقدسات وإلزام الدول الغربية بقوانين ومواثيق تلزم الجميع، وهي تملك مقومات القوة الكافية لفرض قناعتها، وتستطيع من خلال امكاناتها النفطية والمالية ان تعالج المشكلة في ايام قليلة، وبصراحة أنظمة الحكم في العالم الاسلامي وخاصة الدول النفطية تتحمل مسؤولية كبيرة فيما يفعله الغرب في هذا المجال، يستحق رسول الله (ص) التلويح بإغلاق آبار النفط ان احتاج الامر، ولا اعتقد انهم سيحتاجون لذلك، لكن أذكر حجم القدرة على فرض احترام رسول الله (ص). وصحيح ايضاً ان علاقة رسول الله (ص) بأمم الارض لا تقتصر على المسلمين منهم، هو كان وما زال كما حدد القرآن الكريم دوره المبارك ((وما أرسلناك الا كافة للناس بشيراً ونذيراً)) ((وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)) رسول الله (ص) رحمة للعالمين حتى بعد وفاته، وهو الحريص قال الله عز وجل ((لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)) هذه العلاقة بين رسول الله (ص) والناس كافة يجب ان تكون هي نفسها علاقة اهل الايمان بباقي البشر، علاقة الحرص والرحمة والبشير، بذلك فقط يحافظ المؤمن على موقعه الرسالي، ودوره الايماني الوسطي ((وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)) هذه الوسطية حدد معالمها القرآن الكريم بشكل دقيق ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)). دورنا الرحمة والحرص على أمم الأرض والدعوة الى الله وحمل المعروف اليهم، ولا يجوز ان نخرج عن هدي القرآن الكريم وما رسمه للمسلمين في مجال حمل أمانة الله الى الامم طبعاً في اطار من الحكمة والموعظة الحسنة. هذه الصورة المشرقة التي أرادها الله للمسلم في الارض، والدور الذي حدده، وهو دور المستضعفين في الارض، الذين جعلهم أئمة يهدون بأمرنا من خلاله يتم نور الله في الارض ((يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون)). الامة الوسط حملت رسالة الاسلام الى العالم، المبرأون من الفظاظة والغلظة، أصحاب الخلق الكريم، هذه صفات أمة محمد (ص) الذين يحملون رسالته وأدبه وأخلاقه الى العالم في زمان باتت ابواب الحوار والفكر مفتوحة امام الجميع دون عوائق وموانع، ولم يعد بعد اليوم عذر لمعتذر، وأصبحت الساحة ساحة سباق بين الافكار والتيارات والعادات والقيم المختلفة الوافدة من اطراف المعمورة ((السابقون السابقون * اولئك المقربون)) والفوز ان شاء الله لحملة القرآن الكريم.
بهذا وأمثاله نرد على الحاقدين ونرفع شأن الاسلام ونفرض احترام حبيب الله (ص). وأما الغلظة والقسوة وفرض الرهبة التي أمر الله بها فهي محصورة في دائرة الحرب، وكما هو معروف فإن للحرب لغتها وأساليبها وشروطها وأحكامها وقواعدها المحددة في الشريعة وكذلك الامر بالنسبة لدار الحرب ودار الاسلام ودار العهد لها أحكامها وآدابها التي ذكرها الفقهاء بالتفصيل. وما نشاهده اليوم من صبغة الغلظة في الاقوال والافعال من بعض المسلمين، سواء في وسائل الاعلام او في الشوارع في غير ساحة الحرب - طبعاً لا اعتقد ان احداً يظن ان شوارع بني غازي او القاهرة او تونس دار حرب - ليس له علاقة بأخلاق النبي (ص) وهؤلاء ممن يؤذون النبي ويحاربونه ((والذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة)). فإذا كان هذا ما يجب ان يكون عليه المسلم مع أبناء الامم الاخرى فكيف يجب ان يكون عليه امره مع اخوته من ابناء الاسلام؟ أيعقل ان نهاجم بعضنا بعضاً ونفتك بنساء وأطفال المسلمين وقد نهانا رسول الله عن قتل العاجز والطفل والمرأة من غير المسلمين واثناء الحرب عن ابي عبد الله (ع) قال: كان رسول الله (ص) اذا أراد ان يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً الا ان تضطروا اليها، وأيما رجل من أدنى المسلمين او أفضلهم نظر الى احد من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله، فإن تبعكم فأخوكم في الدين، وان أبى فأبلغوه مأمنه، واستعينوا بالله. والمقطع الاخير من الرواية المباركة ((وان أبى فابلغوه مأمنه)) فيه الكثير من العبرة اين نحن من أدب وأخلاق وسيرة وشرع رسول الله (ص).نحن بحاجة ماسة للتفقه بدين الله ومعرفة أحكام الشريعة قبل ان نخرج بسيوفنا على المسلمين وغير المسلمين.

أصل البقاع أشراف
# البقاع ذائع الصيت هذه الأيام، فهو من جهة فريسة الاهمال المزمن وغياب أي سياسة انمائية عنه مع كل ما ينجم عن ذلك من مشكلات. وهو من جهة ثانية ذائع الصيت في لبنان وخارجه كبؤرة للائحة موبقات تبدأ بزراعة المخدرات وسرقة السيارات ولا تنتهي بالخطف مقابل فدية مالية. وفي الحالتين هناك ظلم لاحق بالبقاع وأهله. ماذا تقول في الأمر الأول؟ ومن المسؤول عنه؟
- انت قلت إهمال مزمن، وهو أمر طبيعي في ظل دولة اللصوص وشرعة الغاب، حيث يُسرق الغافل ويؤكل الضعيف، ومحنة اللبنانيين مع السلطة قديمة، ومع تغير الوجوه تزداد قسوة، والبقاعيون يعرفون هذا، ومعهم كل اللبنانيين يعرفون حقيقة الحثالة التي تتحكم ببلادهم وابنائهم ومستقبلهم.
صحيح يوجد في كل المجتمعات بعض من يتجاوز على الآخرين، ويقدم على بعض الجرائم، لكن مع وجود حماية لهؤلاء، وعدم وجود سلطة رادعة، بالتأكيد يكثر عددهم وتتعاظم مخالفاتهم. لكن وراء الكثير من المنكرات هذه من هم في السلطة، ومعروف من يقف وراء زراعة الممنوعات، وبعض السرقات، والخطف سواء بفدية، او بدون فدية، معروفون بالاسماء اللامعة وغير اللامعة وبالارقام.
لعل بعض من هم خارج لبنان يجهل بعض التفاصيل، ويظن انني جائر في كلامي، او متحامل بعض الشيء لسبب شخصي او غير ذلك، لكن هذه هي الحقيقة بكل مرارتها وعلقمها.
أهل البقاع ككل المسلمين أشراف، أبناء بيوتات أصيلة، يتحلون بعادات وصفات كريمة من الشجاعة والكرم والعزة والتضحية والعفو، وأنا الخبير بهم، خبرتهم ايام البأس والحرب حين دعوتهم للزحف وقد زاغت الابصار، وبلغت القلوب الحناجر، ورحبت البلاد بجنود الصهاينة عام 1982، ونثرت النسوة على الجيش العدو الورد والأرز، والتحق الزعماء اللبنانيون بلجنة الانقاذ الاسرائيلية، وخرج الجيش السوري من بيروت ذليلاً، ورحل زعماء منظمة التحرير الفلسطينية الى أعماق البحار، وتركوا اطفال المخيمات ونساءها طعماً لنصال الصهاينة وبعض خدمهم، واستكمل مشهد الاحتلال الصهيوني بجيوش المتعددة الجنسية الاميركية والبريطانية والفرنسية والايطالية، متوعدة بالويل العظيم لكل من يرفع صوته بالاعتراض او الرفض، يومها دعوت أهلي في البقاع ابناء الاسلام العظيم للجهاد ونادوا بصوت واحد مرحباً بالجهاد في سبيل الله، خرجوا وانطلقت معهم ملحمة الجهاد والمقاومة، في البداية خيل للبعض انها مزحة فتيان، أو عزيمة صبيان لا تلبث ان تخور، من الجنون ان نتطاول للنيل من جيش قهر الجيوش العربية في حروب عدة، فكيف وقد آزرته جيوش الغرب القوية.
لكن رجال البقاع من عشائر الهرمل وجرودها، الى قلاع بعلبك وأسودها، ومعهم من لحق بهم من رجال لبنان الاوفياء، شقوا طريقهم على أشلاء جنود الصهاينة والغربيين، ورفعوا راية التحرير، ودحروا الغزاة أجمعين، وكم كان جميلاً منظرهم مدبرين، والى ديارهم عائدين.
هذه كانت عزيمة أهل الايمان من أبناء المقاومة الاسلامية من أبناء البقاع وغيرهم، الذين رماهم البعض بداءه، ليس بعيداً اليوم الذي سيعود فيه الغدر من حيث أتى، وتسقط عروش الفساد والرذيلة، ويثأر الاحرار لكرامتهم وأطفالهم.
# وماذا تقول في الأمر الثاني.. ومن المسؤول أيضاً؟
- في كل بلد يمكن ان تجد سارقاً أو مجرماً، لكن السارق الحقيقي والمجرم الحقيقي في بلدي من يحمي المجرمين واللصوص، ويمنع الدولة من اعتقالهم، وان اعتقلت بعضهم يطلق سراحهم، والبعض ذهب للتفتيش عنهم في سجون الدول المجاورة ليحررهم على أبواب الانتخابات النيابية. هذا ما يحصل في البقاع، ولك في كل يوم قصة في هذا الشأن، هذه مصيبتنا بحكامنا في آخر الزمان.
# قدم أهالي البقاع الكثير من التضحيات.. في بعلبك – الهرمل ثمة ثابتة هامة برزت مع نشوء حزب الله وهو ان أهالي المنطقة لم ينضووا في الاحزاب كما انضووا في حزب الله ولم يقدموا تضحيات في سبيل الوطن والمقاومة مثلما قدموا مع حزب الله. بالمقابل كيف تعاطى الحزب مع تخصيصه بذلك؟
- أهملوا مستشفيات الدولة وفتحوا مستشفياتهم، أهملوا مدارس الدولة وفتحوا مدارسهم، لا يجد أبناء البقاع وظيفة وان وجدوا لا تتجاوز عامل تنظيف أو خدمة، وان دفع ثمن بيت أبيه للسلطان قد يكون محظوظاً ويصبح جندياً أو شرطياً. لا يأمن المواطن على نفسه وأهله وماله من الخطف أو السرقة أو رصاص حروب الأزقة بين العصابات المحمية تلك هي بعض حكاياتنا في زمن آيات الله العظام.
# كونك ابن المنطقة.. ماذا فعلت وماذا قدمت؟
- كانت لدينا احلام كبيرة ببناء البلد دولة ومؤسسات وخدمات واقتصاد لكن اعترضتنا السياسة الايرانية. وحين تفاقم الوضع الاقتصادي عام 1997 وخرجت مع البقاعيين وكثير من اللبنانيين للدفاع عن لقمة العيش المسروقة والاحلام المنهوبة تحت راية ثورة الجياع واجهتنا ايران وسوريا ومن معهما من اللبنانيين بالقتل وقد قتل بعض كرام الناس من أبناء المقاومة الاسلامية على يد إيران وأعوانها. وحتى اليوم ما زلت المطلوب الوحيد للقضاء العدلي اللبناني، وان سنحت الفرصة سأكون الأسرع لخدمة أهل الوفاء في البقاع وغيره ولأبناء الشهداء الذين زرعوا البلاد أجساداً طاهرة.

ثقافة العشيرة
# لماذا انحسرت ثقافة العشيرة في كل مناطق لبنان وبقيت حاضرة بقوة في بعلبك – الهرمل. لا بل لوحظ انها تفاقمت في الآونة الأخيرة وقد حصل هذا كله في ظل المد الإسلامي، بينما لم تكن كذلك في ظل المد اليساري السابق.. هل توافق على ان الاسلاميين أخفقوا في الحد من انتشار ثقافة العشيرة؟
- شهادة لله أذكر ان بعض المناطق في البقاع التي خلت نهائياً من وجود الدولة وإداراتها بعد الغزو الصهيوني في عام 1982 استطاع أهلها مع قليل من الدعم والتشجيع ان ينظموا وضعها كأفضل ما تكون عليه البلاد، وصلت المياه والكهرباء الى كل بيوتها بشكل منظم بعد ان كان هذا في زمن الدولة غير وارد، وكان الرجل يخجل ان يعبث بأسلاك الكهرباء أو أنابيب الماء، أو يتأخر عن دفع المستحقات لخدمة هذه المرافق. وأكثر من ذلك كان إذا ارتكب بعض أبناء الاشراف وزعماء العائلات جناية كان أهله يطالبون بمعاقبته وتأديبه، فعلاً بقيت هذه المناطق واحة أمن وأمان وخير واستقامة حتى عادت أجهزة الدولة الفاسدة. هؤلاء أهلنا الأبرار من أبناء البقاع ما زالوا كراماً وأشرافاً ولو تركهم أهل الشر من أصحاب السلطان لعادوا لما كانوا عليه. ومن الظلم ان نلصق ما يفعله البعض بالإسلام ونقول هل أخفق الاسلاميون في الحد من انتشار ثقافة العشيرة.
# تعتاش منطقة البقاع عموماً من زراعة الحشيشة وهم مسلمون والاسلام يحرّم الحشيشة، ماذا تقول لهؤلاء حول هذا الأمر وما هي الحلول برأيك؟
- هذه الزراعة تحط من قدر الانسان وموقعه، وتغضب الله، وتفسد المجتمع، وتحول المنطقة الى منطقة منبوذة لهذا كله يجب ان يتوقف الناس عن هذه الزراعة الخبيثة. ويمكن ان تعالج الدولة هذه المشكلة بدعم جدي لأي زراعة بديلة تختارها الدولة وبكلفة محدودة ولن نعود بعدها بحاجة الى سجون وملاحقات وتصنيف مناطق لبنان الى مناطق حضارية متقدمة راقية ومناطق متخلفة بائسة.
# كيف قرأت دخول الجيش إلى الضاحية وإلقاء القبض على بعض أبناء عشيرة آل المقداد علماً بأنه لم يحدث أي رد فعل من العشيرة على هذا الأمر؟
- هذا شاهد حي على ما ذكرت لك سابقاً. آل المقداد وغيرهم أشراف، ليسوا كما أظهرهم الاعلام، فإن ما حصل من خطف وما لحقه كان بتدبير معلوم الهوية والهدف.
# سياسة إنماء المناطق شبه معدومة في لبنان ما خلفية هذا الموضوع وما الهدف منه؟
- ليس للساسة في بلدي مصلحة في خدمة الناس والمال العام مخصص لخدمة الزعماء والأفاضل.
# هل انخرط ابن البقاع في الثقافة المُدُنية أم لا؟ وفي حال النفي لماذا؟
- ابن البقاع مدني بامتياز أدبه الاسلام لكن الدولة واصحاب النفوذ لم يتركوا للثقافة والأدب مكاناً بين الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله .
# لماذا برأيك لم توضع المراسيم التطبيقية لمحافظة بعلبك – الهرمل علماً بأن حركة أمل وحزب الله فاعلان في الحكومة الحالية كما كانا أيضاً كذلك في الحكومات السابقة؟
- إذا أصبحت منطقة بعلبك الهرمل محافظة بماذا سيعد الزعماء العظام أبناء المنطقة في الانتخابات المقبلة.


- 'الشراع'
مرجع قانوني دولي لـ'الشراع': المتهمون الاربعة منفذون صغار والاهم المخطط والمخبىء والحامي
الدفاع أصر على الاستئناف لتمييع المحاكمة وإرضاءً لحزب الله

*محامو الدفاع الثمانية يتمنون ان يرد طلبهم بعدم شرعية المحكمة كي لا يفقدوا وظيفتهم والمخصصات الباهظة
ينتظر اللبنانيون والقانونيون والمتابعون لسير عمل المحكمة الخاصة بلبنان الخامس والعشرين من آذار/ مارس المقبل موعد بدء محاكمة المتهمين الاربعة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم التابعة لها، وهو موعد مبدئي تم تحديده
ويتوقع بعض القانونيين حصول مستجدات وتطورات هامة قبل ان يجيء هذا الموعد.
ويقول مرجع قانوني دولي لـ((الشراع)):
يفترض ان المهل القانونية استنفدت بالنسبة للدفوع الشكلية التي تقدم بها محامو المتهمين الاربعة بدءاً بالطعن بعدم شرعية وصلاحية المحكمة بالنظر بالقضية وعدم دستوريتها قد ردّت في البداية، ثم عاودوا استئناف القرار مطالبين بمهل اضافية وبتسليمهم مستندات اضافية اعتبرها قاضي الامور التمهيدية دانيال فرانسين خارج التداول لأنها تشكل خطراً على الشهود والخبراء وبعض الادلاءات امام قضاة التحقيق. ولكن الدفاع أصر على السير بالاستئناف وبالحصول على المستندات الاضافية، ليس لأنه لا يؤمن بصدقيتها ولا بقانونية وشرعية المحكمة، الا انه أراد بذلك كسباً للوقت ولتمييع المحاكمة ارضاءً لحزب الله. (كي يشكك العالم بصدقية المحكمة وجدواها تحت عنوان طول أمد المحاكمة يفضي الى عدم المحاكمة) ورهاناً على تغيرات ربما تكون من صالحه. والكل يعرف ان محامي الدفاع الثمانية عن المتهمين الاربعة، يدلون بعكس ما يعتقدونه ويؤمنون به، لأنهم يؤمنون بالمحكمة اصلاً والا لما سجلوا اسماءهم على لائحة الدفاع، وفي قرارة أنفسهم يتمنون ان يرد طلبهم بعدم شرعية المحكمة لأنهم بذلك يفقدون وظيفتهم والمخصصات الباهظة التي يتقاضونها، وهذا ما يتنافى مع صدقية وأخلاقية ومهنية المحاماة، لأنه لا يجوز لمحام وفق الضمير المهني ان يطالب بشيء امام المحكمة لا يؤمن به ولا يرتضيه ولا يبتغيه، وهذا الشيء وان كان قد أطال بأمد المحاكمة فهذا يسيء الى الدفاع ويقلل من صدقيته واقتناعه ببراءة المتهمين، لأنه لو كان فعلاً مقتنعاً ببراءة موكليه لما لجأ الى الدفوع الشكلية، بل طالب بالتسريع والغوص في المحاكمة لأن لديه ما يدحض ويرد على القرار الاتهامي الصادر بحقه.
ومن الآن وحتى 25 آذار/مارس ستطرأ مستجدات حسيّة وعملية بإصدار قرارات اتهامية ملحقة بالجريمة الأساسية والجرائم اللاحقة ذات الصلة. وكما نعلم ان المتهمين الأربعة هم طرف الخيط وليس أساسه، وبرأي المرجع القانوني الدولي فهم متهمون من الدرجة الرابعة وما دون، أما الرتب الأهم فهي المحرّض والمخطط والمخبىء والحامي والمنظم والمشارك فعلياً بكل هذه الجرائم، ويبقى هؤلاء الأربعة من المنفذين الصغار، ذوي الأدوار الدونية


- 'الشراع'    
عنتر الضاحية رجل عماد مغنية الذي هرّب رنى قليلات وأطلق النار على غازي كنعان

تفاصيل مثيرة في سيرة حسن كركي او عنتر كركي او ما بات يعرف باسم ((عنتر الضاحية)) المطلوب بمذكرات توقيف لبنانية ودولية عديدة وأطلق النار على قوة من الجيش حاولت توقيفه فقتل ضابطاً هو الرائد عباس جمعة وجرح آخر وعدداً من العسكريين ونجح في الفرار قبل ان ينجح الجيش اللبناني في ضبطه وتوقيفه في اليوم التالي.
من هذه التفاصيل ان عنتر وهو من بلدة خربة سلم الجنوبية وفي العقد الخامس من عمره يملك مهارات استثنائية في التزوير، سواء الهويات او جوازات السفر او حتى العملات الصعبة. وكان يملك من المهارات ما يجعله يزوّر اي توقيع باستنساخه ليظهر وكأنه توقيع حقيقي، فضلاً عن قوته الجسدية وهو المعروف بولعه برياضة رفع الاثقال.
لقب عنتر أطلقه عليه مقاتل من آل منتش بسبب شجاعته وبأسه في القتال، خصوصاً عندما واجه منتش القوات السورية لدى دخولها منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية في العام 1976 وقام منتش يومها بتدمير دبابة سورية بقذيفة ((آر بي جي))، وكان سبباً فيما بعد لدخول قوة سورية الى مسكنه في الغبيري وقتله بسبب ذلك.
لقب عنتر طغى على اسم حسن كركي الذي انتقل من تنظيم الى آخر، الا انه لم يستمر بذلك، وامتهن حرفة التزوير، الى ان عرف في الاوساط المحتاجة لهذا النوع من الوثائق، ووصلت اخبار مهاراته الى القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي استعان به وبخبراته ومهاراته، خصوصاً في عمليات التمويه والتخفي التي برع الاخير بها قبل اغتياله في دمشق قبل اعوام.
وبنتيجة هذا التعاون صار لعنتر كركي نوع من الحماية والحظوة، فمقابل ما كان يؤديه من خدمات لكل من يطلب منه، تحول عنتر الى ما يشبه زعيم حي او منطقة خصوصاً وانه حمى حيه وأبناء هذا الحي والمنطقة التي يتواجد فيها من الخوات التي قد يفكر بفرضها عدد من زعران او قبضايات عائلات وعشائر معينة.. ولم يكن احد ليجرؤ على مواجهته فبالاضافة الى ما عرف عنه من قوة بقي لسنوات وكأنه رجل عماد مغنية.
ولهذا السبب ربما كما يقول ابناء الحي كانت ردة فعل عنتر كركي الاولى لدى دخول عناصر الجيش وهم في ملابس مدنية هو اطلاق النار على افرادها لأنه ظن انهم مسلحون يتبعون لمجموعة معينة من عائلة ذائعة الصيت هذه الايام.
الامر الآخر المثير في سيرة هذا ((العنتر)) فهو انه قام بإطلاق النار على اللواء غازي كنعان في الحادثة الشهيرة التي شهدت مواجهات بين القوات السورية وحزب الله واكثرها دموية كانت مجزرة فتح الله الشهيرة في منطقة البسطة والتي راح ضحيتها اكثر من عشرين عنصراً من حزب الله قامت القوات السورية بجمعهم وتصفيتهم.
وفي عالم التزوير فإن عنتر كركي على سبيل المثال قام بتوفير كل المستندات اللازمة لتأمين سفر رنى قليلات وتهريبها من لبنان الى البرازيل عبر تزويدها بجواز سفر مزور أورد اسم أمه عليه، ولم يكن عنتر كركي يعرف ان رنى قليلات بطلة فضيحة بنك ((المدينة)) هي التي زوّر لها جواز السفر. ولما علم بعد حين عندما كانت قليلات قد غادرت لبنان ثار وجن جنونه لأن المبلغ الذي تقاضاه اعتبره عادياً وان كان كبيراً ولا يوازي ما كان يمكن ان يطلبه لو علم ان المعنية بالامر تملك مئات الملايين من الدولارات ان لم يكن اكثر. وقد حاول بوسائل عديدة تحصيل المزيد لكنه أخفق الا انه من يومها صار يدقق بكل ما يطلب منه لأن ما يتقاضاه من اسعار هو حسب ((الزبون)).
أوقف عنتر كركي والثمن كان باهظاً حيث سقط شهيد للجيش برتبة رائد لم يعش لير وليده بعد ساعات من مقتله وجرح عدد آخر من العسكريين. الا ان ((العناتر)) الآخرين ما زالوا يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها.. والحبل على الجرار.   
 

- 'الشراع'
جريحان ايرانيان من 'الحرس الثوري' نقلا الاسبوع الماضي الى المستشفى اللبناني – الايطالي (مستشفى نجم سابقاً) في صور وهما في حال حرجة.
الجريحان كانا في حالة حرجة من جراء اصابتهما بشيء ثقيل على صدر كل منهما، وكانا يتوليان على ما يبدو مهمة التدريب في احد معسكرات التدريب التابعة لحزب الله. ورغم الاسعافات العاجلة التي أجريت للجريحين الا انهما سرعان ما فارقا الحياة.
وقد عمدت عناصر مسلحة وبسرعة الى نقلهما الى جهة مجهولة وقامت بإخفائهما وسط تكتم شديد منعاً لانتشار الخبر


- 'الشراع'
'وصيةُ موَدِع' للشيخ محمد علي الحاج في مواجهة التهديدات: على ايران عدم التمييز بين الشيعة ودعم الدولة ومؤسساتها

يتابع الشيخ محمد علي الحاج العاملي وصيته متوجهاً في هذا الجزء منها الى الجمهورية الايرانية وفريقي النـزاع في لبنان 8 و14 آذار/ مارس وعائلته وأصدقائه.
*لعلي في مرحلة كنت العالم الديني الشيعي اللبناني الوحيد الذي جاهر بطلب خروج الجيش السوري من لبنان
*نشرت خبر لقائي مع الرئيس امين الجميل عقب عودته من فرنسا لأنني لا أفعل شيئاً وأستحي به
*أعلنت وجهة نظري في قيام علاقة جيدة بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة ولم أخجل
*نحتاج الى اعادة النظر بأساليبنا لمواكبة حركة التطور لدى المنافس السياسي
*لم أرهن نفسي لأحد ولم أستغل ثوبي الدينـي في اي مشروع او لدى اي جهة اطلاقاً
*حوزتي الوحيدة في لبنان غير المرهونة لمواقع النفوذ ولا تتقاضى ادارتها هدايا مالية من القوى السياسية
*الساسة اللبنانيون في موقع الحكم اليوم اشتركوا في احدى موبقتين: اما في الحرب الداخلية او في سرقة المال العام
*على الشعب السعي الحثيث لإنتاج قيادات شابة واعدة

ز – الى الجمهورية الايرانية
لست في صدد دعوة الجمهورية الايرانية لتعزيز الديموقراطية، ولا لإفساح المجال اكثر للقوى السياسية لتأخذ دورها، ولا لإعطاء الاعلام حرية اكثر.. ولكن ما يعنيني هو الشأن الداخلي اللبناني.
فإيران تتعاطى مع قوى محددة في لبنان، وهذا خطأ جسيم، لأن الشيعة اللبنانيين كانوا ليفرحوا اكثر لو ان ايران ((الشيعية)) تدعم دولتنا ((المتعددة)) وتحترم مؤسساتنا.. لأدى ذلك لعلو شأن الشيعة امام شركائهم في الوطن، ولكان ذلك موطداً لعلاقاتنا مع الطوائف الاخرى.
ولكن لما كانت العلاقة تحصل مع فئة محددة، فأسس هذا الشيء لعلاقة غير سليمة مع الطوائف الاخرى.
وطبعاً لا اقصد القضايا التي تشكل مورداً للتدخل الخارجي في لبنان، فأنا ضد ذلك من اي دولة اتى، ولكنني أتحدث عما يمكن ان يكون دعماً للبنان، فكنا نشكرها لو دعمت الدولة..
وأمر آخر أتوجه به لقادة هذه الدولة: اذا كنتم تعتبرون شيعة لبنان ابناءكم فلماذا هذا التمييز بين الابناء؟! لماذا لا تكون حدة تعاطيكم مع العائلات السياسية الشيعية، واليساريين وعلماء الدين.. بالحدة نفسها التي تتعاطون فيها مع معتمدكم في لبنان..؟!!
ولذا فإن اي شخص يكون لديه موقف سلبـي منكم، هذا على الاقل حقه، اذا لم نقل واجبه، لأن العلاقة غير السليمة من طرف تولد تعاطياً غير سليم في المقابل.
وأخيراً، أسأل الله ان يعجل في فرج ولي أمره، ليملأ الارض قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

و – الى 14 آذار/ مارس
وان كنت قد وجهت كلاماً لقوى 8 آذار/ مارس، ولمن يقف خلفهم من دول، فالموضوعية تحتم ان أتحدث عن قوى 14 آذار/ مارس، ومن يقف خلفهم من قوى خارجية..
فيما مضى، وتحديداً من اوائل فترات حكم الرئيس رفيق الحريري، كنت أنظر له بشكل سلبـي، وكنت أعتبر مشروعه السياسي مشبوهاً، حتى حصل اغتياله السياسي، وتالياً الجسدي، وطبعاً كنت ضد هذه الجريمة البشعة، ولكن في الوقت نفسه لم أكن مؤيداً لجوه السياسي كاملاً.
وعندما دخلت قوى 8 آذار/ مارس الى الحكم بقوة، وأعطت نموذجاً رديئاً في العمل السياسي، ولا سيما في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية، حيث الاداء السيىء بأجلى صوره، فهنا تأكدت قناعتي التي لا تميز بين 8 و14 آذار/ مارس نهائياً.
ولكون القاعدة تقول – مسامحة في التعبير - ((عدو عدوك صديقك)) فكان المفترض ان يكون المعترضون الشيعة على علاقة جيدة مع قوى 14 آذار/ مارس، هذا في الحد الادنى، ولكن الذي حصل فعلاً، ان قوى 14 آذار/ مارس أضحت محرقة للقوى الشيعية، ولم تقدم 14 آذار/ مارس شيئاً مفيداً اطلاقاً للشيعة، وأرادت من الشيعة ان يكونوا مجرد أتباع وموظفين، ولم تتفاعل قوى 14 آذار/ مارس الا مع غير الفاعلين جدياً في الوسط الشيعي.
لذا، وانطلاقاً مما مر اقول وبشفافية لقوى 14 آذار/ مارس وللقوى المحركة لها: كفوا أذاكم عن الشيعة، دعوا الشيعة يبنون انفسهم بأنفسهم، ولا تتدخلوا في الخصوصيات والتفاصيل الشيعية.
هذا كله في العموميات، واذا أردت ذكر امور محددة، فلن أذكر الاخطاء الكبرى بحق الشيعة من مثل جريمة الحلف الرباعي وأخواته، بل سأستعرض عينات محددة، كان بمقدور 14 آذار/ مارس الالتفات لها، لذا أتوجه لـ14 آذار/ مارس ومن يقف وراءهم:
1- ما الذي جعلكم تتعاونون مع الثنائي الشيعي لوضع السيد علي الامين (مفتي صور الجعفري) في التصرف؟ ولماذا رضختم لرأي البعض بإيقاف مخصصات الامين المالية من الدولة، علماً انكم كنتم أرباب الحكومة وتستطيعون عدم الاذعان لذلك؟.
2- حينما استطعتم تمرير وزير شيعي مستقل في احدى الحكومات، عندما تم توزير الاستاذ ابراهيم شمس الدين، لماذا أعطيتموه وزارة غير ذات اهمية (الاصلاح الاداري)؟! هل من اجل ان لا يخدم احداً، وكي لا يشكل حيثية معينة في الوسط الشيعي؟! ألم يكن بمقدوركم تزويده بوزارة وازنة وفاعلة؟!
3- ماذا فعلتم للامين العام الاسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي، الذي تم تلفيق ملف له، ما جعله مكبلاً سياسياً ومعنوياً ومادياً، فإذا كنتم جادين في التغيير في الواقع الشيعي فهل هناك اكثر اهمية من اطلاق يد الشيخ صبحي الطفيلي؟!
4- ليس انتقاصاً من نائب بيروت غازي اليوسف، ولا من نائب زحلة عقاب صقر، ولكن لما كنتم تستطيعون دعم مرشحين شيعة، وتضمنون مجيئهم للبرلمان، لماذا لم تدعموا شخصيات ذات تاريخ، وشخصيات صاحبة حيثية في الوسط الشيعي، حتى تستطيع ان تراكم على تاريخها بحاضرها، مثل: الوزير محمد يوسف بيضون في بيروت، والرئيس حسين الحسيني، وآل حمادة في البقاع، مثلاً؟
ام انكم تفضلون اشخاصاً غير مؤثرين شيعياً؟
الى ما هناك من اخطاء جسيمة، من قبل قوى 14 آذار/ مارس بحق الشيعة، من اعطاء كل الوظائف الشيعية في الدولة للثنائي فقط، وغيرها من قضايا، كلها تظهر ان هذه القوى لا يراهن عليها في اي مشروع تغييري شيعي، بل العكس تماماً.

جريمتي: الشفافية المقرونة بالجرأة
الشفافية سمة أساسية من سماتي الشخصية، جهدت أن أكون واضحاً، إلى حد الافراط، ولم أحاول أن أخفي معتقداً ((ما استطعت))، حتى انني في ظل حقبة الوجود السوري في لبنان، وحينما لم يجرؤ كثيرون على معاداته، كنت صريحاً، وكنت أطالب بخروج هذا الجيش من لبنان – ولعلي في مرحلة كنت العالم الديني الشيعي اللبناني الوحيد الذي كان يجاهر بذلك – يوم كان من يعادي النظام السوري اليوم، لديه رخص أسلحة، وخطوط عسكرية، وأوراق تسهيل مرور.. من السوريين، وكانوا يسبّحون بحمد سوريا، التي كانت تشكل قبلتهم الأولى!!
وحينما انفتحت على الرئيس أمين الجميل، عقب مجيئه من فرنسا، لم يحب أن يشهر هذه العلاقة، مراعاة للجو الإسلامي، وحفاظاً عليّ في بيئتي، لكنني نشرت خبر لقائي معه، لأنني أود أن أكون صريحاً، ولا أفعل شيئاً وأستحي به.. علماً ان الكثير ممن انتقدني في التواصل مع الرئيس الجميل، شاهدتهم مراراً معه على التلفاز بعد سنوات..!!
وعقب وفاة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، كنت من أوائل الذين تحدثوا في موضوع خلافته رحمه الله، ونشرت مقالاً في جريدة ((النهار)) تحت عنوان ((رئيس غير حزبي)) رافضاً تعيين حزبي في هذا المنصب.
وقد كنت ضد السياسة السورية، وكنت مع العمل على فتح صفحة جديدة لبنانية مع كل الافرقاء، سعيت لذلك في ظرف كان التواصل مع الجهات المسيحية المعارضة لسوريا من المحرمات والمحظورات، وكان مكلفاً ومخسّراً.. كما وكنت معارضاً للاحتكار الشيعي، وذلك حينما كانت المعارضة ((فقط)) مكلفة، ليس كما اليوم، هناك مستأجرون للمعارضة، وهناك أشخاص منتفعون منها، هناك أصحاب مصالح لا قضية..
كما انه بعدما ذهبت إلى الولايات المتحدة الأميركية، نشرت انطباعاتي ومشاهداتي، بكل وضوح وشفافية، في كتاب ((في ضيافة الشيطان الأكبر)) وكان أشبه ما يكون بتقرير مفتوح عن الرحلة، يستطيع من يود معرفة التفاصيل الرجوع إليه، وأعلنت وجهة نظري في قيام علاقة جيدة بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة الأميركية..، ولم أتردد بإشهار ذلك، خلافاً لكثيرين من الاصدقاء، الذين نصحوني بعدم النشر، ولكن لكوني أتصرف بشفافية ووضوح لم أخف شيئاً. كذلك عندما ازداد الوضع سوءاً في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، ولما كنت أجلس مع عشرات علماء الدين ويبدون امتعاضهم من وضعه سراً، وحالته المزرية، فقد أقدمت على الدعوى – مع بعض الاصدقاء – لإصلاح المجلس، بداية في رئاسة مجلس الوزراء، وتالياً لدى مجلس شورى الدولة، وطبعاً كان هذا بدافع الانسجام مع الذات، وتطبيقاً لما أفكر به، وانطلاقاً من خلفية شفافة.
ويبقى في هذا المضمار، وإن كان من المستحسن ان لا يتحدث المرء عن نفسه، ولكن في وقفة مثل هذه الوقفة – جردة الحساب العامة – ترتفع كراهية ذلك..، فمما مرّ تظهر الشفافية مع الجرأة، والوضوح مع الشجاعة، وهكذا في كل محطات حياتي كنت واضحاً صريحاً شفافاً، لم أراعِ حاكماً ولا مسؤولاً، عادلاً كان أم ظالماً، ولم أتحسب لصاحب موقع ونفوذ. مستهدياً بقوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم)) وبقوله: ((وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى)).
ما ورد كان تتمة للحلقة الاولى المنشورة في العدد الماضي، أما التالي فهو مقدمة الوصية:

الوصية للمودَع
أ‌- العائلة
فإن كنت مودِعاًَ عائلتي، فوصية بالإجمال للكل بالاستقامة، وبسلوك طريق الحق، مهما تضمن من صعاب ومشاق، فإن الحياة مع الباطل ومن دون تحديات هي حياة أقل ما يقال فيها انها غير موفقة..
وأقول لاخوتي إذا كان قدرنا أن نعيش بدون أم، حيث فقدنا الوالدة في وقت مبكر، فواجب الوفاء لروحها بالحد الأدنى عدم مداهنة أي من المسببين بوفاتها.
ليس من الوفاء احترام ذلك القزم السياسي الذي يدعي احتكار الاصلاح والتغيير، وليس من الوفاء لروحها النقية احترام النظام البعثي السوري.
فقد رحلت الوالدة في خضم معركة بين ميشال عون ومجموعات الأسد العسكرية في لبنان، وكان الصاروخ من قوات عون، ولكن يبقى الرحيل بسبب المعركة بين هذين الفصيلين المجرمين.
وان من كلمة أخيرة لكم، فإنني أطلب المسامحة عن كل أذى سببته لكم، وأقدم اعتذاراً خالصاً لكم أيضاً، حيث ان طبيعة المعاشرة الطويلة لا بد وان يتخللها أخطاء، وأنا إذ أسامح كل من أساء إليّ منكم، فإنني أعتذر عن كل إساءة تسببت بها، ولكم المسامحة وعدمها.
وأما إلى أحمد وعلي (ولداي) فأقول لهما: اعذراني لم أستطع إعطاءكما ما يتوجب عليّ اتجاهكما، وأنا الذي أحببت أن لا أقصر معكما، ولكن القدر هو الأقوى.
عزيزاي: أوصيكما بأن تحافظا على القيم والاخلاقيات الاسلامية. أوصيكما بأن تنكبا على بناء شخصيتكما، وعلى إكمال مشواركما العلمي، وان لا تتوقفا عن الدراسة لأسباب غير قاهرة!!
فها أنا، وان كنت نشأت في جزء من حياتي خلال الحرب الأهلية، فإنني كنت منكباً على الدراسة، وحينما انخرطت في الدراسة الحوزوية كنت أقرنها بالعمل، فكنت أدرس وأعمل وكنت أوصل الليل بالنهار في مرحلة معتد بها، حتى انني في بعض الاحيان كنت أدرس لدى مؤسستين تعليميتين في الوقت نفسه، وكنت أعمل أيضاً.
وهكذا، فكنت في اليوم أشتغل ما يقرب من عشرين ساعة متواصلة، ولهذا تجداني حالياً دائم الانشغال، وقلما ترياني، حيث ان هذا النَفَس أضحى لديّ عادة، ما جعلنا لا نلتقي إلا في وقت النوم، في أواخر الليل!!
هذا هو أسلوبي ومسلكي، وعليه أرغب أن تسلكا.
حبيباي: أسوأ شيء هو الركون للراحة، أسوأ شيء هو اللامبالاة والكسل. وأفضل شيء هو النشاط والجهد والانجاز، وتحقيق الطموحات والعمل الدؤوب.
صغيراي: والدتي رحلت وكنت ابن الحادية عشرة من عمري، بصاروخ أتانا من جراء القصف الذي قامت به مجموعات ميشال عون، ومن جراء ذلك أصيبت قدمي اليسرى بشكل طفيف، ولكن أصيب قلبـي في الصميم بوفاتها!!
وكان والدي قد تعطل عمله، نتيجة الصراع الدموي الداخلي، فعشت في مرحلة دون أم، ومع أب متوقف عن العمل قسراً!!
صغيراي: ما أردت قوله لكما ان طفولتي لم تكن وديعة، طفولتي كانت بين القذائف والقصف والقتل والدمار والخراب، وكان فيها من المآسي ما فيها!!
أحمد وعلي: ولدت في العام 1977، أي في السنة الثانية للحرب الداخلية، وهكذا ترعرعت في أحضان حرب مقيتة، ونشأت في أجواء سيئة.
لكم شاهدت قتلى وجرحى أمامي! لكم صادفت القنابل تنهمر! لكم نجوت بأعجوبة من الموت عن طريق الصدفة!
حبيباي: كوني ما زلت أرى سيئي الذكر أنفسهم في السلطة، في كل مواقعها، الرئاسية، والوزارية، والنيابية، فإنني أحتمل كثيراً ان تعيشا الاجواء التي عشتها، وان تخبرا المآسي والأزمات، كما خبرهما والدكما، المتعب من مآسي الماضي، وإرهاقات الحاضر، وهواجس المستقبل.
أحمد وعلي: لا أود أن تمرا بتجاربي، ولكن ما العمل إن كان ساسة لبنان من أسوأ ساسة الكوكب!!
ما العمل إن كنت أشم الروائح الكريهة من أنفاس قادة الاحزاب اليسارية والتقدمية والبعثية والقومية والاشتراكية والدينية..!؟
أخيراً، أحمد وعلي: أعتذر منكما على كل ما قصرته في حقكما، المعذرة إذا لم أعمر أكثر، كما واعتذر منكما كوني لم أترك لكما في هذه الحياة ما يجعلكما تعيشان بشكل كريم. عذراً عن تقصيري المادي الذي سيجعلكما تعيشان بكد، ومشقة، وتعب، ولكن هذا الذي عشته، والذي يجب أن توطنا نفسيكما عليه.
وتبقى زوجي، رفيقة دربي، وما أستطيع قوله أمام الملأ، والمجاهرة به: أعتذر منك عن تقصيري نحوك، وما أكثره! فقد شغلني الشأن العام عن الشأن الخاص، فإن سامحتني فأنت الكريمة كما عهدتك، وإلا فذلك حقك ولا ألومك.

ب – الأصدقاء
وإن كنت مودِعاً أصدقائي، فأطلب منهم السماح جميعاً، عن أي تقصير وقع مني اتجاههم، أعتذر منهم عن أي خطأ صدر مني، وطبيعي أن يتخلل المعاشرة لفترة طويلة بعض الهفوات والاخطاء.
وحق لمن أخطأت بحقه أن لا يسامحني، إذا كنت متعمداً الاساءة أو الخطأ، وأما إذا صدر ذلك سهواً، ودون قصد الاساءة، فهنا طمعي في المسامحة يصبح أكثر مشروعية.
وأتوجه اليهم قائلاً: حاولت في كل حياتي أن لا أسيء لأحد، كنت ودوداً مع من أساء لي، فكيف لمن أحسن إليّ؟!
كنت صادقاً اتجاهكم، ولا أدعي الكمال في ذلك، ولكن بالحد الذي يستطيع المرء أن يكون صادقاً.
تواصلت مع من قطعني، ولم ابادر لقطيعة أحد، وكان حديث الإمام الصادق (ع): ((لا تفتش الناس فتبقى بلا صديق)) قاعدة ألتزم بها.
أتسامح من الاصدقاء كونهم لهم عليّ حق، فالصداقة والزمالة ترتب حقوقاً وواجبات، من هذا المنطلق أقول لهم جميعاً:
البعض كانت تربطنا علاقة صداقة دون اتفاق في الرؤى السياسية، وطبيعي أن يكون الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية، كنت أيها الأعزاء أحزن كثيراً كون الجو السياسي لم يساعد على ان تأخذ الصداقة مداها الطبيعي، كم كنت متأسفاً كونكم كنتم أسرى الجو السياسي، كان معظمكم يرى الحق في جانب، ولكن مداراة للناس، وكي لا تظهروا بمظهر خارج عن المألوف كنتم تسايرون، وأنا لم أطلب من أحد أن يغير آراءه، بل جل ما كنت أطلبه أن يكون المرء أكثر انسجاماً مع نفسه، وأكثر صدقاً فيما يقوله، وما يفعله.
كم كنت أتأسف حينما يتصل بي شخص سراً، ليقول لي شيئاً غير الذي يعلنه؟! كم كنت أتأسف لمن يحاول التواصل بشكل شبه سري، وحتى لا يزعج القوى الحاكمة!
وطبعاً حزني عليهم أكثر منه حزني منهم، لكل هذا النوع من الاصدقاء أكتفي بقول السيد المسيح (ع): ((ما نفع المرء إذا كسب العالم وخسر نفسه)).
وأما لمن كانت آراؤنا السياسية شبه متفقة، فقد كنا أصحاب قضية، ورجال موقف، سيسجل التاريخ القريب جهادنا في سبيل إضفاء رونق جميل على الحياة السياسية للطائفة الشيعية.
كنا نرفض الاحتكار والاستئثار والمصادرة، في كثير من المحطات كان نشاطنا السياسي مسؤولية أخلاقية بامتياز، مسؤولية ان نوجد ونظهر التنوع ضمن الطائفة، عرضنا أنفسنا للخطر، فنحن نختلف في الرأي مع جسم غريب عجيب، غريب في أدائه، وعجيب في قدراته.
لكل هؤلاء الزملاء أقول: نحن بحاجة إلى إعادة النظر في أساليبنا، علينا تطويرها، مواكبة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد