صحف ومجلات » أخبار ومقالات من مجلات اسبوعية لبنانية

- مجلة 'الشراع'  
حسن صبرا
هذه الثقافة وأخلاقها الوضيعة

انها الثقافة نفسها التي تجعل رئيس جمهورية ايران محمود احمدي نجاد يقف على منبر الامم المتحدة ليعلن ان المهدي المنتظر يواجه مؤامرة من الاستكبار العالمي، وتجعل سفيره المخبر في لبنان غضنفر ركن ابادي يتحدث عن مؤامرة اميركية وراء محاولة مفبركة لاغتيال عميلهم التافه في لبنان.
وهي الثقافة نفسها التي تجعل حزب ايران اللبناني يكتب في نعي القتلة من حزب الله انهم سقطوا شهداء الواجب.. وما هو هذا الواجب؟ انه عدوان الحزب المذكور على دماء وأجساد اطفال ونساء وشباب وشيب سوريا في مساجدهم وفي أقبية الخوف من عدوان حليفهم المجرم الوحش بشار الاسد وفي تظاهراتهم المطالبة بالحرية والكرامة.
وهي ثقافة حزب الله الذي يعتدي على ابناء بيروت في 7/5/2008 ثم يعلن أمينه العام انه يوم مجيد من أيام المقاومة.
وهي ثقافة المقاومة التي تلتقي مع عدو الامة والدين والاخلاق اسرائيل في دعم مجرم الحرب في سوريا، وفي تفتيت جسد الامة العربية بين سني وشيعي.
وهي ثقافة الموت التي تنفذ تعليمات مجرم حرب في طهران اسمه قاسم سليماني، بقتل ايرانيين مسالمين خرجوا يطالبون بالحرية في بلدهم، وقتل عرب الاحواز الذين يريدون استقلال بلدهم، وقتل عراقيين يطالبون بوحدة وسيادة واستقلال وطنهم.
انها ثقافة عصابات تبكي الامام الحسين في كل يوم وأسبوع وعام من على كل المنابر، لكنها ترتكب المجازر ضد ابناء الحسين الحقيقيين في سوريا والعراق وإيران، وتدعم في كل وطن يزيده، كيزيد بشار الأسد ويزيد نوري المالكي ويزيد علي خامنئي (مع الاعتذار من يزيد الأموي الذي كان شاعراً وأديباً.. وكان عربيداً خموراً).
انها ثقافة أشرف الناس الذين يسجلون الأرقام القياسية في صناعة المخدرات والاتجار بها وسلب عقول وأجساد مئات الآلاف من الشباب معظمهم من الشيعة، والذين يشكلون العصابات للاعتداء على اللبنانيين وسرقة أموالهم، والذين يحمون المعتدين على أملاك الناس والدولة.
انها ثقافة نظام الإرهاب في إيران، الذي يخوّن الوطنيين لأنه عاجز أن يكون في مستوى أخلاقهم، والذي يكفّر المؤمنين، لأنه رافض ان يكون الدين هو الاخلاق والضمير والصدق والنظافة والاستقامة.
انها ثقافة العاهرة التي تعطي دروساً في العفة وتبني المساجد من عرق وسطها، وتلصق الاسقاطات بالشرفاء لرفضهم مجاراتها في السقوط.
انها ثقافة دخيلة على كل دين وكل خلق نبتت شيطانياً في أرضنا، وتمتعت بالمال الحرام فاشترت به عقول أطفال أغرار، وأناس صغار ومنافقين ومزايدين، وجهلة متعصبين.
غير ان،
أحسن ما كشفته هذه الثقافة، عمق الهوة بين واديها العميق وجبال الشرف والكرامة والصدق والاخلاق التي تحاول منذ عقود التطاول عليها.

  
- 'الشراع'

مفاجأة هل يساهم التحقيق مع سماحة في كشف متورطين جدد في جريمة قتل الحريري؟

هل يؤدي كشف المزيد من الحقائق في التحقيقات مع ميشال سماحة، الى كشف وقائع جديدة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ خاصة وان أسماء بعض هؤلاء ورد على ما يبدو على لسان سماحة اثناء التحقيق معه؟
التحقيقات تشير الى تورط نائب يحتل موقعاً قيادياً في حزب علماني، في بعض التفجيرات التي سبقت وتلت اغتيال الحريري، ويبدو ان لهذا النائب دوراً في عمليات سماحة التي كشفت والتي لم تكشف.
كما يبدو ان اسم نائب سابق من يتامى استخبارات الاسد في لبنان، يتردد كمتورط في المشاركة في عمليات تفجير أمنية استهدفت سياسيين كباراً في لبنان.
كما ان احد المعروفين بسلاطة لسانهم والتطاول على مقامات كبيرة يمكن ان يستدعى للتحقيق في قضايا عديدة منها قضية سماحة نفسها.
ومن الكتلة النيابية لسليط اللسان معتوه، يتردد اسم احد نوابه لاستدعائه للتحقيق في قضية سماحة ايضاً.
وهذا النائب هو من المتسلقين الذين كانوا ينامون على أعتاب وسائل الاعلام من اجل الاهتمام بهم بنشر صورة لهم او خبر عنهم او كلام لهم كان دائماً ضد نظام الوصاية السورية الكريهة على لبنان، علماً بأن هذا النائب المتسلق كان أقل نواب كتلة المعتوه تردداً على دمشق – على الاقل علناً.   
 

- 'الشراع'
موافقة أميركية شرط إرسال قوات عربية إلى سوريا؟
حسن صبرا:

يحاول مرسي إعادة استحضار دور مصر عبر قضية سوريا
*الرئيس المصري اختار في علاج أزمة الثقة مع السعودية ((قرصة الودن))
*ستعود القاهرة للتناغم مع الرياض لا لمناكفتها
*ستشارك مصر في أية قوة عربية لإيقاف نزيف الدم في سوريا لكنها لن تكون قائدة هذه القوات


مع إن مواقف الرئيس المصري السابق حسني مبارك كانت متشددة في سنوات حكمه الأخيرة من بشار الأسد شخصياً وسياسياً، وكان مبارك يصف بشار بأنه ((ولد عبيط وبيستعبط)) (أي غبـي ويتغابى) رافضاً توجيه دعوة لبشار لزيارة مصر، رغم اعلان ((العبيط)) رغبته بالحضور إلى أرض الكنانة، وفي قمة الكويت الاقتصادية العربية آذار/مارس 2009 قال مبارك لراعيها الملك عبدالله بن عبد العزيز ((أنا علشان خاطرك سأصافح الولد ده (بشار) وسأبقى جالساً معه بحضورك وحضور أميري الكويت وقطر، ولكن أي حديث سياسي معه أنا سأشوط به)).
فإن الرئيس محمد مرسي الذي جاء خلفاً لمبارك في انقلاب سياسي على الحكم المصري السابق، يسير في خطى متصاعدة ضد بشار وعصاباته الحاكمة، حتى ان مرسي أعلن أمام الملأ انه لن يهدأ حتى يرى سقوط هذا الطاغية المجرم الذي يلوغ في دماء السوريين ومصالحهم وحياتهم.
لماذا هذا التصعيد الكلامي المصري، الذي لا يتناسب أبداً مع المناخ السياسي الداخلي، الذي تسود فيه، جمهوراً وثقافة واعلاماً الاهتمامات الداخلية المستحقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقانونياً ودستورياً؟
فأولويات ملايين المصريين هي البحث عن لقمة العيش، وأولويات آلاف السياسيين هي البحث عن كراسي السلطات في كل موقع (مجلس الشعب القادم، مواقع إدارية متقدمة، مشاركة في الحكم..).
وأولويات مئات الباحثين هي البحث عن قانونية وشرعية الحكم والحكومة وقراراتها.
أما الاعلام المصري الرسمي والخاص، الحزبي والمستقل، الرأسمالي والاشتراكي، كما الاعلاميون في مؤسسات المرئيات التي نبتت كالفطر منذ أكثر من عام.. فهو منغمس حتى النخاع في تغطية هذه الأولويات.
فالفضائيات المصرية كلها تغطي هذه المسائل بنسبة هائلة، ولا يبقى ثانية أو سطر أو خبر لأي حدث خارجي حتى لو سقط في سوريا كل يوم مئات القتلى وآلاف الجرحى.
ويقولون تفسيراً لذلك: انها معركة كسب الجمهور المصري المنسجم مع ما هو سائد في ترتيب الأولويات، وان أي خبر عن سوريا، سيعرقل الاهتمام بهذه الأولويات ويسبب خسارة للوسيلة الاعلامية التي تتبناه لحساب الوسائل الأخرى التي تجتر على مدى الأشهر وربما السنوات المواضيع نفسها في الأولويات السائدة.
صحيح ان المعارضات السورية تتمتع بقدر كبير من حرية الحركة في الأراضي المصرية، وتبذل جهداً خارقاً كي توصل قضيتها وثورة السوريين إلى الرأي العام المصري، إلا ان هذه الحرية، هي نتاج قرارات المجلس العسكري المصري السابق، الذي حمى هذه التحركات ووفر لها الحضور والتفاعل ورفع أعلام الاستقلال في مناسبات مختلفة، وعقد مؤتمرات وإصدار بيانات والمشاركة في تظاهرات.
فلماذا مرسي الآن؟
أسباب عديدة ذاتية وموضوعية، تفرض نفسها في شرح الموقف الرسمي المصري الراهن من ثورة شعب سوريا ضد المجرم الذي يحكمه.
لعل أولها ان مشاكل مصر نفسها وأولوياتها، هي التي تجعل حكماً جديداً لا يملك أي رؤية اقتصادية – اجتماعية حقيقية لحل مشاكل مجتمع الـ90 مليوناً (إلى تصاعد)، يحتاج إلى لفت المصريين إلى اهتمامات خارج أولوياته، وليس أفضل من الحديث عن مجازر بشار ضد الشعب السوري من يلفت الناس في مصر عن مشاكلها، هذا ذاتياً – أما موضوعياً فالبحث يطول في الأسباب:

السبب الأول:
ان مرسي ينتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين المصرية، التي يجمعها مجلس عالمي مع جماعة الاخوان المسلمين السورية التي تسيطر على المجلس الوطني السوري (بمشاركة مجموعات سياسية أخرى وأفراد من انتماءات مختلفة).
وهذا الانتماء المشترك يعني بالضرورة تناغماً حقيقياً في المواقف من نظام بشار وعصاباته، بين الجماعتين، وكلما تقدمت مواقف جماعة سوريا ضد بشار، سحبت معها مواقف الجماعات في كل البلاد العربية.. تقريباً.
وعندما حسمت جماعة سوريا أمرها، وقررت العمل بمطالب الشعب السوري في الداخل وأولها إسقاط العصابة الحاكمة في سوريا، كان لا بد من استجابة الجماعة المصرية لهذا التوجه.

السبب الثاني
ان جماعة الاخوان المسلمين المصرية تدين بجزء كبير من نجاحها بالوصول إلى السلطة، إلى المساعدات المالية القطرية، وبتسخير محطة ((الجزيرة)) القطرية اعلامياً لمصلحتها قبل وخلال الانتخابات الرئاسية التي جرت على مرحلتين.
وتدين الجماعة المصرية لقطر أيضاً في توفير مبالغ نقدية وضعت في مصرف مصر المركزي لدعم العملة المصرية، فضلاً عن فتح أبواب الاستثمار بـ 10 مليارات دولار داخل مصر تشجيعاً للاستثمار العربي (والدولي) المتردد حتى الآن في المشاركة في هذه المخاطرة نتيجة الاضطرابات التي تعيشها مصر بعد انتفاضة 25 يناير/ك2 2011.
وقطر تتزعم الموقف العربي دعماً لثورة السوريين ضد الطاغية، وقطر هي صاحبة الدعوة إلى تشكيل قوة عربية تدخل إلى سوريا لفرض الخطط والقرارات التي أصدرتها جامعة الدول العربية، ولقيت تأييداً ودعماً دوليين أديا إلى اعتماد بعثة أولى برئاسة أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي عنان وبعثة ثانية بديلة برئاسة الدبلوماسي العربي الأخضر الابراهيمي، وكلها تحمل تحقيق مرحلة انتقالية لا يكون لبشار الأسد أي وجود فيها.
والعالم كله لاحظ، ان كلام المتحدث الرسمي المصري سيف عبد الفتاح بتأييد مرسي للدعوة القطرية الذي جرى نفيه بعد ذلك، جاء بعد استقباله لرئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر مؤخراً في القاهرة، وبعد حمل ابن جبر أوراق الاستثمارات القطرية في مصر. مصادر عربية قالت لـ((الشراع)) ان مرسي قال ان هذا التأييد للقوات رسالة لمن يهمه الأمر، وهو يعرف استحالة تنفيذ هذا الأمر إلا بموافقة أميركية لما تحصل بعد.

السبب الثالث
ان طبيعة النظام المصري الجديد المتعارضة بالثقافة والفكر مع طبيعة نظام مبارك، لا بد مثبتة نفسها في خيارات جديدة أكثر حركية وحيوية في الميدان الذي أهمله مبارك طيلة 30 سنة، وهو المدى الحيوي العربي الذي هو جزء من أمن مصر القومي، في المجالات المتعددة سياسياً واقتصادياً.
أقفل مبارك مصر عن أي دور عربي، في وقت كانت فيه الأمة بأمس الحاجة لهذا الدور، فإنتهى مبارك إلى ان مصر في عهده باتت بلا أي تأثير في أي بلد عربي.. حتى ان حركة حماس التي خطفت غزة عام 2008، تمردت على كل مساعيه للمصالحة مع حركة فتح، فأرسل هذا التمرد قضية فلسطين إلى غياهب النسيان ومعه نسي العالم دور مصر نفسها.
مرسي يحاول اليوم إعادة استحضار دور مصر عبر قضية سوريا، في ظروف مناسبة وملائمة لاستعادة دورها عربياً في القضية الأكثر إلحاحاً والأكثر مأساوية، والأكثر خطورة على الأمن العربي والسلم الاقليمي، والأكثر تأثيراً مستقبلياً على الصراع مع العدو الصهيوني نفسه.
ولم تكن صدفة ان يعلن مرسي من تركيا ان سوريا هي مأساة القرن (21) بعد ان ظلت فلسطين مأساة القرن العشرين.

السبب الرابع
ان جماعة الاخوان المسلمين في مصر وخارجها، تعاني أزمة في العلاقات مع المملكة العربية السعودية تحديداً، التي يرى مسؤولون فيها: انها (الجماعة) في الثقافة والسياسة والسلوك الديني كانت نكبة على العرب والمسلمين، بينما يرى قادة في الجماعة ان الرياض تدعم الجماعات السلفية في مصر كخصم ومنافس قوي للاخوان حاضراً ومستقبلاً.
ومرسي كأنه في علاج أزمة الثقة هذه مع السعودية اختار الاسلوب المصري التقليدي وهو ((قرصة الودن)) نحو السياسة السعودية، كي تلتفت الرياض إلى حقيقة ان الاخوان المصريين يحكمون أرض الكنانة الآن.. وان أمن البلدين بات في سلة واحدة من أمن باب المندب إلى أمن باب الجماعات المتشددة.. خاصة وان السعودية كمصر عانتا خلال العقدين السابقين من إرهاب هذه الجماعات، وأن لا مصلحة للسعودية أبداً في دعم سلفيي مصر بعد ان استفاق هؤلاء إلى عمل سياسي وحضور اعلامي وتحرك ميداني وسباق نحو كسب ملايين المصريين الذين يسبحون في مناخ من التدين لم تعرف مصر مثيلاً له في تاريخها.
أمر آخر يريده مرسي الاخوان من الرياض، وهو ان تتنافس السعودية مع قطر في دعم مصر الاخوان مالياً كي يحل هؤلاء بعضاً من مشاكل المصريين المعيشية فينجح الاخوان في مشروعهم السلطوي، وهم لا يملكون شأناً آخر يقدمونه لمصر حتى الآن.
ووفقاً لنظرية ((قرصة الودن)) المصرية التقليدية فإن مرسي شدد على ان تكون إيران ضلعاً في اللجنة الرباعية لحل قضية سوريا، والعالم كله يدرك ان ايران لم تعد جزءاً من المشكلة في سوريا.. بل هي كل المشكلة وما بشار الا احد ادوات النظام الايراني الحالي للسيطرة على ما تبقى من المشرق العربي.
ولا شيء يؤلم السعودية قدر دعم مشروع ايران السياسي في المنطقة، والرياض ترى كيف تتقلب السياسة المصرية بعد إسقاط مبارك، من زيارات لا تتوقف لمصريين من مختلف الاتجاهات الى ايران، الى تصريحات كبوالين اختبار حول ضرورة قيام العلاقات الطبيعية مع ايران، الى فتح الابواب نحو وفود ايرانية (ولبنانية) لنشر التشيع في مصر.. ليجيء اشراك ايران في حل القضية السورية في تنازل مجاني لطهران.. لا ترى فيه الرياض الا زكزكة مصرية من صناعة اخوانية بالية..
لذا،
غابت الرياض عن اجتماعي الرباعية الثاني والثالث ومضت داعمة للدوحة في قيادتها العمل العربي لنصرة سوريا ضد الطاغية المجرم.
بعد ايران وكل هذه الدوافع الاخوانية في موقف مرسي من ثورة الشعب السوري، الى اين سيصل الموقف المصري؟
*ستعود القاهرة للتناغم مع الرياض.. لا لمناكفتها.
*سيكون للقاهرة موقف محدد من طهران لأنها تدرك قبل غيرها ان ايران هي التي تقتل الشعب السوري وان بشار لم يعد يملك قراراً حتى داخل غرفة عمليات القتل السورية.
*ستشارك مصر في اية قوة عربية لإيقاف نزيف الدم في سوريا، لكنها لن تكون هي قائدة هذه القوات واذا كتب لهذه الخطوة ان تحصل فإن عماد هذه القوات سيكون مغاربياً وبعض الخليج (عُـمان مثلاً) كما قالت مصادر عربية لـ((الشراع)).
*سيكون لمصر دور مهم في توفير قيام المناطق الآمنة المقترحة لحماية المدنيين السوريين، سواء من خلال الغطاء الجوي او قوى المساندة الارضية، لكن شرط هذا هو الغطاء السياسي الاميركي الذي يفتح الباب امام تركيا والاردن كي يجعلا هذا ممكناً ميدانياً، وهذا لن يحصل قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة يوم 6/11/2012 اي بعد اربعة اسابيع من تاريخ هذا العدد.
سيكون للقاهرة تحرك أعمق وأكثر شمولية مع المعارضات السورية في الخارج.. وربما في الداخل وهي تقدم السبت كي تلتقي الاحد كما يقول المصريون.
اي انها ستدعم المعارضات السورية سياسياً وإعلامياً.. كي يكون لها تأثير سياسي على هذه المعارضات، فيمكن عندها تقديم حلول للقضية السورية تلقى تأييداً من الثوار السوريين على أساس ان مصر هي قاعدة العمل العربي المستقبلي الذي سيكون دون بشار الاسد او احد من عصابته.
اذا كان هذا هو تفسير الموقف المصري الداعم للثورة السورية الآن، فهل يكون طرح مصر ان تتخلى طهران عن بشار لفتح المجال امام حل القضية السورية وراء دعوتها لتكون طهران جزءاً من الحل وليس كل المشكلة؟
كل الاحتمالات واردة.. شرط ان يكون موقف الاخوان المصريين من ثورة سوريا جدياً.. وليس مناورة كما اعتاد الاخوان المسلمون ان تكون سياساتهم.   
 

-'الشراع'
الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي لـ'الشراع':
اعتراف السيد بأنه شريك بنقل المتفجرات أكرم له من اعترافه بأنه مغفل

تتابع ((الشراع)) في هذه الحلقة من الحوار الطويل مع الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي استشراف مستقبل الامة في ظل الثورات الحاصلة في دولها. وفي هذا السياق، يؤكد الطفيلي ان لا خوف على هذه الثورات وهي في أمان، وأن على ((أنظمة الفساد ان تخاف وتستعد ليومها الاسود القادم على يد شعوبها الحرة الكريمة)). ويعطي الطفيلي مفهوماً قرآنياً للثورات وهو رفض الظلم والجور بأية وسيلة وإلاّ عاقبة المتخلفين جهنم بحسب النص القرآني، موضحاً في هذا الاطار، ان طلب العدل والانصاف ورفع الظلم هو الدافع الحقيقي لكل حركات التحرر.
ويتطرق الطفيلي الى المسألة الكردية ناصحاً الاكراد بإعادة النظر بمجمل سياستهم مع الشعوب التي يعيشون معها والابتعاد عن دهاليز الاستخبارات الدولية، واذ يستبعد ان يفعل المبعوث الدولي العربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي، شيئاً، يرى ان المخرج الوحيد في سوريا هو تسليح المعارضة بأسلحة مضادة للدروع والطائرات.
اما لبنانياً، فيرى ان اعتراف اللواء جميل السيد بأنه شريك في نقل المتفجرات مع الوزير السابق ميشال سماحة من سوريا، ((أكرم له من ان يعترف بأنه مغفل)).

*تسليم النظام السوري المنطقة الكردية لحزب العمال لإشهار ورقة التقسيم في وجه المعارضة
*أنصح الأكراد بإعادة النظر بمجمل سياستهم مع الشعوب التي يعيشون معها والابتعاد عن دهاليز الاستخبارات
*إسقاط راية الأمة الاسلامية ورفع الرايات القومية مزق الأولى إلى أمم متباغضة ومتنافرة ولبنان مثل صارخ
*العدل والانصاف هو الدافع الحقيقي لكل حركات التحرر
*الاسلام لا يجيز للمظلومين الاستسلام للقهر والظلم وإلا مأواهم جهنم
*الابراهيمي لن يستطيع فعل شيء في سوريا
*المخرج الوحيد في سوريا تسليح المعارضة بمضادات للدروع والطائرات
*الضرب على وتر الجيش والانظمة العسكرية كبديل عن الديموقراطية يراد منه تدمير الشعوب والمحافظة على الانظمة الأمنية الفاسدة

# في الفترة الاخيرة نشطت الجبهة الكردية مع تركيا وقيل انها بتشجيع من سوريا؟
- ليس غريباً ان يسعى النظام السوري لاستخدام كل الاوراق المتاحة في يده للدفاع عن نفسه في وجه تركيا الدولة الاكثر دعماً للمعارضة السورية، ويحرك في وجهها الجبهة الكردية.
# يقال ان النظام السوري سلم منطقة الاكراد السورية لحزب العمال الكردستاني كمقدمة لتقسيم سوريا هل هذا صحيح؟
- اعتقد ان تسليم المنطقة الكردية السورية لحزب العمال، او لجبهة مقربة منه يراد منه توتير الجبهة اكثر مع تركيا، اضافة الى إشهار ورقة تقسيم سوريا في وجه المعارضة.
لكن كما هو معروف فإن القدرة السورية في هذه المجال محدودة. فهي لا تملك الكثير من اوراق المسألة الكردية. ولا يخفى ان المسألة الكردية في المنطقة جزء مهم من اللعبة الدولية، والدور السوري فيها محدود. وبالمناسبة تحولت المسألة الكردية منذ ولادتها الى سوق للاستثمار الدولي، ورغم كل الحروب التي خاضها الاكراد، والتضحيات التي قدموها بقيت المسألة الكردية في مكانها، وبقي الظلم سيد الساحة، وحسب نظري لن يتمكن الاكراد من تحقيق اي شيء، وستبقى الدول ذات المطامع تستخدمهم لغاياتها، وتعبث بمستقبلهم. ورفع الظلم وإقامة العدل غير مرتبط بمشروع الحركة الكردية وبنظرية القومية.
وبالنسبة لموضوع التلويح بتقسيم سوريا من خلال الاكراد فان حجم الشريحة الكردية في سوريا متواضع، ولا يثير خوفاً على مستقبل وحدة سوريا. وفي الواقع ان اكراد سوريا يضيعون فرصة كبيرة حينما يستطيع النظام استخدامهم في الصراع مع تركيا، ويبعدهم عن المشاركة في صناعة مستقبل بلدهم. وأنصح الاكراد ان يعيدوا النظر بمجمل سياستهم مع الشعوب التي يعيشون معها، ويعملوا على تطوير بلدانهم، وإصلاح النظام السياسي، ويبتعدوا عن دهاليز الاستخبارات الدولية.

تمزيق الامة العربي
# لماذا يشكل الوجود الكردي عامل اضطراب في المربع الايراني – العراقي – السوري - التركي؟
- الاكراد جزء أساسي وفاعل في الوسط الاسلامي، وفي فترات مهمة وحيوية من حياة الامة قاد العالم الاسلامي رجال مسلمون أكراد، اشهرهم صلاح الدين الايوبي، لكن للأسف استيراد الفكر القومي الغربي الى المنطقة، وتشكيل أنظمة وكيانات سياسية على قاعدة قومية في البلاد العربية وتركيا وايران، دفع بالكثير من المسلمين للتفتيش عن هوية سياسية قومية، ومنهم الاكراد، وعانت الانظمة القومية في المنطقة من مشكلات القوميات الاخرى، ودفعت بعض الدول ثمناً باهظاً بسبب هذه المشكلات، وفي المقابل لم تستطع هذه الانظمة ان تجد الحاضنة لأبناء الديانات الاخرى وبقيت الاقليات الدينية من غير المسلمين تشعر بأنها غريبة، وتتحرك انطلاقاً من هذا الشعور. وأكثر من ذلك ففي ظل المد القومي، كما يقولون، نشأ الكيان الصهيوني القومي الديني، ورحل الكثير من يهود العالم العربي الى فلسطين.
ان اسقاط راية الأمة الاسلامية ورفع الرايات القومية مزق الأمة الاسلامية الى امم متباغضة ومتنافرة، ولم تجمع رايات القومية أبناء المذاهب والديانات الاخرى، ولبنان في هذا المجال مثال صارخ.
# اليوم هناك دعوات لحل مشكلة النزاعات المذهبية والعرقية عن طريق تقسيم الدول القائمة وتوزيعها على المذاهب والاعراق لحل المشكلات؟
- يجب ان يفهم الجميع ان حل المشكلات لا يكون عن طريق الرضوخ للمشكل، والاستسلام للأمراض، لان هذا الاسلوب في العلاج يزيد الأزمة تعقيداً، ويمـكّـن مرض التفتيت من جسم الامة الضعيف، حتى يصل الى كل قرية ومدينة مع ما يلازم المرض من مصائب.
والذين فتتوا الامة الاسلامية سابقاً كانت لديهم جملة ذرائع، منها انهم يريدون الخروج من المشكلات القائمة، وعلى رأسها مسألة النـزعة القومية واللغوية لفئات الشعب، لكنهم قتلوا الامة، وأغرقوا أعراقهم وقومياتهم بنـزاعات وتمزقات اعظم من سابقاتها، ثم من قال ان علاج المرض بالاستسلام له.
اعتقد من فعل هذا سابقاً ويفعله اليوم اما رجل لا دراية له بالحياة، واما قاصد قتل الامة وتمزيقها. ثم ما العلاقة بين الوطنية والقومية من جهة وبين إقامة العدل ودفع الظلم والرخاء الاقتصادي والتقدم. انك تجد في أعرق القوميات وأقدمها عظيم الظلم والقهر والفساد. وتجد في تجمع بشري حديث لم يكن بين فئاته اي رابط ديني او قومي او لغوي او جغرافي او وطني، هم مجرد أفراد ساقتهم اقدارهم من أطراف الارض، وشكلوا دولة وكياناً سياسياً، وحـكّـموا فيما بينهم نظماً وقوانين، مكنتهم ان يصبحوا خلال قرنين من الزمن أسياد الارض وأعلامها، ولو انهم رفعوا راية العدل حقيقة بين الشعوب والامم لكان لهم شأن أعظم بكثير من شأنهم اليوم.
يجب ان ندرك ان لا رابط ابداً بين العدل والإنصاف ورفع الظلم وإحقاق الحق والرخاء والتقدم من جهة وبين اي تجمع بشري قومي او غير قومي. نعم التجمع الوحيد المفيد في هذا الميدان هو التجمع القائم على قواعد العدل والحق والانصاف والمعروف والناظم لحياة الناس على اساس هذه القواعد، والحريص على سلامة العمل بها، وتطبيقها، سواء كان هذا التجمع من دين ولغة وقومية واحدة او من أديان ولغات وقوميات متعددة. هذه هي سـنّـة الحياة الحقيقية التي عليها أمر البشرية منذ عرفت النور، وهي الدافع الحقيقي لكل حركات التحرر، والحافز وراء نضالات الشعوب، وحين تفقد الشعوب الامان والعدل، وتعجز عن مقاومة الجبابرة يفر من يستطيع منها النجاة، ولا يستسلم الا العاجز الذي تقطعت به السبل، او رضي بالهوان والذل نصيباً، وحركات الهجرة بشكل عام هي في الحقيقة هروب من الجور والظلم والقهر والجوع الى أرض فيها امان اكثر، وحياة افضل. نعم هذه سـنّـة الحياة، والقاعدة الثابتة، وهذا ما أمر الله به، قال تعالى في محكم التزيل ((ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً)) حسب الآية الكريمة لا يجوز للمظلومين والمقهورين في الارض الاستسلام للقهر والظلم، وعليهم دفعه وعدم الاستسلام ولو بترك أرض الظلم والهجرة، ومن لم يفعل وهو قادر تصفه الآيات بالظالم لنفسه وتتوعده بجهنم ثم تستثني الآية التالية الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً قال الله عز وجل ((إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً)) وقوله تعالى ((يا عبادي الذين آمنوا ان أرضي واسعة فإياي فاعبدون)) ((والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة)) روي عن النبي (ص) انه قال من فر بدينه من أرض الى أرض وان كان شبراً من الارض، استوجب الجنة وكان رفيق محمد وابراهيم. ذكرت الرواية هذين النبيين صلوات الله وسلامه عليهما بالخصوص لأنهما هاجرا في سبيل الله.
حق الانسان وواجبه العمل لإقامة العدل ودفع الظلم والجور، فإن عجز وغلب أمره عليه بالهجرة، والفرار الى حيث لا قهر ولا طغيان. لهذا، الوطن بالمفهوم السياسي الحديث القائم على مفاهيم القومية واللغة وغيرهما بعيداً عن العدل والحق لا أساس له في قاموس البشرية، ولا في دين الله.
وحيث ان الايمان الحقيقي بالله عز جل الذي لا ينفصل عن الايمان بالعدل الإلهي يوم القيامة، وبشرائع الرسل الآمرة بالعدل والناهية عن الظلم، يتعارض مع الجموح نحو الظلم والفساد في الأرض، الذي هو في الحقيقة وليد الكفر والشرك قال الله عز جل ((الكافرون هم الظالمون))، ((وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم)). ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)) بالإضافة الى قاعدة ((وأمرهم شورى بينهم)) التي تجعل السلطة بيد الأمة، ومبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يلزم الأمة بالرقابة والمعارضة والاصلاح، وإن لم يفعلوا فهم شركاء بالمعصية ((الساكت عن الحق شيطان أخرس)).
طبعاً لا تستطيع ان تقول كيف هذا وهناك الكثير من الدول الاسلامية التي يؤمن قادتها بالله وبيوم القيامة، وبالرسل وبالإسلام والقرآن، ومع هذا ينخر الفساد تلك الدول، ولا يترك قادتها شنيعة إلا فعلوها ولم يمنعهم إيمانهم عن ذلك. هؤلاء لا تقصدهم الآيات السابقة، وإنما هم من قصدهم قوله تعالى ((ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، وإذ قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون، إلا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)).
ولا تستطيع أن تقول كيف هذا وهناك الكثير من الدول التي لا يؤمن قادتها بالله وبيوم القيامة، وبالرسل وشرائع السماء، ومع هذا هي دول يسودها العدل، والإنصاف، لأن هذه الدول المقصودة في هذا المورد وإن كانت حققت بعض التقدم في مجالات معينة، نتيجة لمناخ التنافس على السلطة، ونظم الرقابة والاعلام، وتبادل السلطة من خلال صناديق الاقتراع. لكنها ما زالت تعيش ألواناً من الفساد والظلم على المستوى الداخلي، وأما علاقتها مع الشعوب والأمم الأخرى فإنها قائمة على قاعدة القوة والغلبة، وليس للعدل وموازين الانصاف مكان أبداً.
والانسان إنسان سواء كان يحمل جنسية هذه الدولة أو تلك، والظلم ظلم سواء وقع على فرد أو شعب وعلى مواطن أو غريب. ونحن حينما نتحدث عن العدل المرتبط بالإيمان، نتحدث عن العدل الذي لا يميز بين البشر والشعوب والأمم، وهو الذي تسعى إليه البشرية وتنشده، وهو شعار الانبياء ورسالاتهم في الأرض، وهو الهدف الوحيد لكل أمم الأرض وشعوبها.

مهمة الابراهيمي
# لنعد إلى الموضوع السوري الطاغي على الاهتمامات العربية والاقليمية والدولية، ما رأيك بإمكان نجاح المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي في مهمته؟
- لا اعتقد ان الابراهيمي سيستطيع ان يفعل شيئاً ولا يتوقع أحد منه فعل شيء، وبتقديري مهمته لتقطيع الوقت الضائع في هذه الفترة حتى يتبلور حل في الأفق.
# بنظرك هل ما زال هناك أمل بحل سياسي للأزمة السورية؟
- الظاهر من مواقف أطراف الأزمة السورية سواء النظام أو المعارضة التمسك بمواقفهما المتباعدة والمتنافرة، وكذلك مواقف الأطراف الداعمة لكل من الفريقين، لهذا أستبعد إمكانية الحلول السياسية في المدى المنظور في ظل هذا التباين بمواقف الاطراف الدولية والاقليمية والمحلية.
# هناك مراوحة في سوريا بين السلطة والمعارضة حتى اليوم لم تستطع السلطة ان تحسم رغم وعودها المتكررة في الحسم وكذلك المعارضة عجزت عن التقدم، بنظرك الى أين تذهب الأمور وخصوصاً بعد عجز مجلس الأمن الدولي عن فعل شيء؟
- هناك مجموعة أفكار تتناقلها وسائل الاعلام، منها فكرة الحظر الجوي حتى يحرم النظام من نقطة تفوقه، وهي فكرة غير عملية، وقد تدفع بالأزمة السورية نحو التدويل العسكري، وتصبح الساحة في سوريا مسرحاً لتنافس بعض الأسلحة الأميركية والروسية، وتعود الأمور الى يوم الحرب الباردة، وهو ما لا تريد ان تصل إليه هذه الدول، لهذا أعتقد ان هذا الخيار مستبعد جداً.
ومنها فكرة التدخل العربي، أيضاً هذه الفكرة بعيدة عن الواقع:
أولاً، إذا كان هذا التدخل غير قتالي لن يستطيع فعل شيء، وقد جرب سابقاً وفشل.
ثانياً، إذا كان قتالياً سيحول المعركة في سوريا من معركة محلية بين السوريين الى معركة إقليمية مذهبية، وستكون نتائجها كارثية على المنطقة، هذا ان وجد في الدول العربية من يفكر بالتدخل العسكري، والظاهر ان هذه الدول أضعف وأعجز من ان تفكر بمشروع كهذا، لذلك هذه فكرة مجرد خيال، لا وجود لها في الواقع، ولا تخرج من دائرة التهويل الاعلامي. ومنها التدخل التركي وهو أيضاً له مخاطره الكثيرة والمخيفة، وقد أحجمت تركيا عنه حتى اليوم، رغم الذرائع الكثيرة التي لاحت في الأفق، والتحرش السوري أكثر من مرة بالأتراك. وعلى أية حال هذا موضوع يحتاج الاتراك فيه الى التنسيق والتفاهم الكامل مع الحلف الأطلسي، الذي ذكرت مخاطر تدخله المباشر.
ومن الافكار المطروحة إقامة المناطق الآمنة وهي أيضاً لا يمكن تنفيذها لأن نجاحها يعتمد على أكثر من حظر جوي أجنبي وقد ذكرنا محاذيره.
تبقى فكرة واحدة وهي تسليح المعارضة السورية خاصة بأسلحة ضد الدروع والطائرات، وحسب تقديري هي الفكرة الوحيدة المتاحة من بين كل الأفكار المطروحة، رغم أضرارها العظيمة على الشعب السوري، لكنها المخرج الوحيد في ظل استبعاد كل الخيارات الأخرى، وفي ظل المراوحة القائمة، والموت والدمار المستمر، وحسب الظاهر هذا ما تفكر به المعارضة والدول العربية والغربية، وان كانت هذه الفكرة بنظر الدول الغربية تحتاج الى ترتيب بعض الملفات المرتبطة بها. منها ترتيب شأن المعارضة سياسياً وعسكرياً بما يتناسب مع المرحلة القادمة. ومنها معالجة شأن بعض مخازن الأسلحة السورية الخطرة، وعلى أي حال المراوحة ستستمر الى ما بعد الانتخابات الاميركية.

تونس وليبيا
# بعد أحداث الشغب في تونس ومظاهر الفوضى يقال ان الدولة فشلت في ضبط الوضع الامني وان أغلبية الشعب التونسي تثق بالجيش وترى الحل في عودته الى السلطة؟
- أولاً هذا تهويل ورغبة عند أعداء الثورات العربية، ما حدث في تونس أمر أقل من طبيعي، ويحدث مثله في أكثر الدول أمناً واستقراراً، ووقوعه في دولة خرجت من مخاض إسقاط نظام فاسد، وتعمل على بناء نظام ديموقراطي جديد، ليس بالأمر المهم، خاصة وان الدولة أثبتت انها حازمة، وقادرة على وضع حد لمن يرغب بالعبث بأمن البلد.
ثانياً الضرب على وتر الجيش، وان البديل عن الديموقراطية الانظمة العسكرية، وكأننا شعوب متوحشة، لا تستحق الحياة الكريمة، وهي دائماً تحتاج الى السلاسل والقيود، وأنظمة البطش، ان هذا الكلام يحمل في باطنه عملاً عدوانياً، يراد منه تدمير الشعوب، وقطع الطريق عليها، والمحافظة على ما بقي من الأنظمة الأمنية الفاسدة في المنطقة.
يجب على الجيوش في العالم العربي والاسلامي ومعها أجهزة الأمن ان لا تتجاوز حدود دورها العسكري والأمني في حماية البلاد. ويجب على الشعوب ان تحرس ديموقراطياتها، وتمنع أي تجاوز على النظام العام، وتضع حداً نهائياً لتدخل العسكر في السياسة.
# هل ستغرق ليبيا ببحر النـزاعات القبلية والميليشيات أم انها ستستطيع جمع السلاح والتغلب على مشاكلها؟
- أمر طبيعي ان تسعى السلطة الى جمع السلاح، وعلاج المشاكل بالرفق والحكمة، وليس عيباً ان تتأخر قليلاً وتنجز مهمتها بدون خسائر، وقد استطاعت ان تتجاوز المرحلة الأصعب بنجاح، وما زال أمامها بعض المسائل التي يمكن علاجها، ووضع البلد على سكة الاستقرار، وكما قلت سابقاً لا خوف على الثورات العربية، هي في أمان، وعلى أنظمة الفساد ان تخاف، وتستعد ليومها الاسود القادم على يد شعوبها الحرة الكريمة .
# ما هو تعليقك على اعتراف اللواء جميل السيد بوجوده في سيارة الوزير السابق ميشال سماحة مع المتفجرات المنقولة من سوريا؟
- ان يعترف بأنه شريك بنقل المتفجرات أكرم له من ان يعترف بأنه مغفل.
يتبع   
 

- 'الشراع '
رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون: عون شراع تعبان يسيّره هواء ايراني وسوري
أفضل القانون الانتخابي الذي يقضي بتقسيم لبنان الى 88 دائرة وتخفيض عدد النواب الى 88

*أرفض الطرح الارثوذكسي بشكل قاطع
*خطف الجنديين الاسرائيليين عام 2006 تم بأمر من استشاريين عسكريين ايرانيين
*هل المطلوب ان تقوم 14 آذار/ مارس بشغب وتدعو الناس الى ساحة البرج لتظهر انها بأفضل حال
*اذا استطاعت 14 آذار/ مارس ان تدير العملية الانتخابية بشكل جيد ستكسب الانتخابات المقبلة
*عون أشبه بشراع تعبان يدفعه الهواء من الخلف
*عون يقسم المسيحيين ويحاول ان يبحث عن مشاكل
*طاولة الحوار خارجة عن القانون والدستور
*الوضع الامني هش طالما ان الدولة غير قادرة على الحكم
*حزب الله فاتح دولة على حسابه
*ظهور نصرالله بعد زيارة البابا ليقول لجمهوره انا البابا  تبعكم 
*سوريا اشبه بجسر مريض يضعف كل يوم
*اذا ضربت اسرائيل ايران لن تتحول الحرب الى اقليمية لأنها ستكون قاضية على ايران
يعزو رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون كل ما يجري في لبنان من مشاكل ولا سيما تلك التي تتعلق بالتوافق حول القانون الانتخابي، الى الطائفية التي تعبث فيه من كل حدب وصوب، معتبراً ان القوانين الانتخابية المطروحة ومن ضمنها قانون الستين غير واقعية. لذا فإن المنقذ الوحيد من الطائفية هو التوافق على قانون انتخابي يقضي بتقسيم لبنان الى 88 دائرة انتخابية وفي كل دائرة يترشح نائب واحد من اي منطقة في لبنان وأية طائفة بغض النظر عن موقع الدائرة، داعياً الى خفض عدد النواب الى 88 نائباً بما ان هناك عدداً منهم غير فاعل، حسب قوله.
ويرى ان 14 آذار/ مارس اذا استطاعت ان تدير العملية الانتخابية فسوف تفوز بالانتخابات المقبلة. ويشبه النائب ميشال عون بالسفينة الشراعية التعبانة والتي تعتمد على الهواء الذي يدفعها من الخلف، في اشارة منه الى نزول اسهم عون شعبياً، متهماً اياه بتقسيم المسيحيين.
ويصف الوضع الامني بالهش بما ان الدولة غير قادرة على الحكم في بعض المناطق اللبنانية ولا سيما في الجنوب.
اما فيما يتعلق بالنظام السوري فيصفه بالجسر المريض الذي يضعف يوماً بعد يوم، مؤكداً انه في حال تعرضت ايران الى ضربة اسرائيلية فإن هذه الحرب لن تتحول الى اقليمية لأنها ستكون قاضية على ايران.
هذه المواضيع وسواها تحدث عنها شمعون في هذا الحوار.

((حرام)) عتيق
# ما رأيك بالصراع القائم حول القانون الانتخابي؟ واي قانون تفضل؟
- هذا الصراع مبني على أمور او أفكار لم تعد في هذه الايام واقعية، فقانون الستين مثلاً غير واقعي، والقانون الذي تقدم على اساس 50 دائرة مصغرة غير واقعي، والنسبية ايضاً غير واقعية.
لبنان وصل الى مرحلة علينا ان نعلم بأن الطائفية هي التي قتلت هذا البلد، فليس المطلوب ان نطلع عن ديننا ابداً، فعلى الناس ان تتعلق بالدين وروحيته لأنه كلما تعلقت بالدين كلما كانت افضل من حيث النوعية.
ولكن ادخال الدين في السياسة يجعل من السياسة مبنية على توازنات طائفية، لذا علينا ان نخرج منها، خصوصاً ان هناك فئات تستخدم الدين للوصول الى مراكز سياسية معينة، فالتمسك المزيف بالطائفية أوصل البلد الى ما نحن عليه، وحان الوقت لنعتمد قانوناً مبنياً على اسس غير طائفية.
وبرأينا الدائرة الفردية تمثل المناطق بشكل اكبر وهي ترمي المسؤولية على الاشخاص الذين يمثلون هذه المناطق، ويصبح الفرد مسؤولاً عن المنطقة بكل نواحيها.
لذا أنصح بتقسيم لبنان الى 88 دائرة فردية وليس اكثر، لأننا نلاحظ انه في مجلس النواب هناك اشخاص موجودون صورياً لا اكثر، اضافة الى انه من شأن ذلك التوفير على الخزينة من رواتب ومخصصات.
حان الوقت ان يتم تقسيم لبنان الى 88 دائرة غير طائفية بحيث يمكن لأي شخص ان يترشح بدائرة من الدوائر، وفي كل دائرة يكون هناك نائب واحد.
واذا كان لا بد من التعلق بالأمور الطائفية او التوازن الطائفي، فلننشىء مجلس شيوخ والذي طالب فيه الطائف ولم ينفذ. مجلس الشيوخ يتعاطى بالتوازن الطائفي، ولكننا نترك الامور السياسية المحض الى المجلس النيابي.
فالطائفية أشبه بـ((حرام)) عتيق يحاول كل شخص ان يشده لعنده و((ينتفو)). التمزق الطائفي والانتخابات
# برأيك هذا القانون يمكن ان يلقى صدى ويتم تطبيقه؟
- لا اظن انه سيتم العمل به، ولكن اذا كنا نبحث عن حل لقسم كبير من مشاكلنا وهو التمزق الطائفي، فإن هذا القانون يحل هذه المشكلة بالنسبة للمجلس النيابي، ونترك المجال لمجلس الشيوخ ليتعاطى بالامور الطائفية.
# مع من تتوافق بهذا القانون؟
- لا اظن مع احد على الاطلاق، الكتلة الوطنية عملت مشروعاً بالنسبة للدوائر الفردية ولكن بعدد دوائر اكثر.
# ما رأيك بطرح اللقاء الارثوذكسي؟
- أرفضه رفضاً قاطعاً وأعتبر ان المشكلة الكبرى في لبنان هي المشكلة الطائفية وعلينا ان لا نعمل لإبرازها اكثر.
# هل تتوقع حصول الانتخابات في العام المقبل؟
- برأيي لا يجوز ألا تحصل الانتخابات لأن الدستور ينص على ذلك، الا اذا حصلت حوادث او حرب وأمور غير ناتجة عن ارادتنا.
# ولكن هناك كلاماً عن محاولة تأجيل هذه الانتخابات بسبب الوضع السوري؟
- من قال ان الوضع في سوريا سوف يحل من الآن حتى حصول الانتخابات النيابية، فلا يجوز ان نبني سياسة لبنان وادارة الشؤون اللبنانية بالداخل على الحل السوري. فلم نصدق متى سوريا خرجت من لبنان، ومتى تحولت هذه العلاقة الى علاقة دبلوماسية بيننا وبينهم، ولكن للأسف بقيت الامور مستمرة مثلما كانت سوريا موجودة في ذلك الوقت وتدير لبنان، وبقي المجلس اللبناني – السوري موجوداً، في حين انه عندما يكون هناك علاقات دبلوماسية يفرض ان تنقل الامور هذه تحت خيمة الدبلوماسية.

((زلمة)) حزب الله
# هل ستترشح للانتخابات المقبلة؟
- لـمَ لا، وأتمنى ان يكون هناك قانون ينظر الى مستقبل لبنان وليس لمستقبل بعض الاحزاب والطوائف.
# ولكن ماذا عن التحالفات؟
نحن 14 آذار/ مارس، نسير ضمن هذه السياسة، فلن نقوم بتحالفات غير مقتنعين بها وندخل تحالفات مع حزب الله الذي يريد ان يستمر في سلاحه وسياسته، ولا حتى مع ميشال عون الذي هو بمثابة ((زلمة)) حزب الله.
# المشكلة مع حزب الله تختصر بالسلاح إذن؟
- موضوع السلاح هو الأهم.. لنفترض انني وجدت بئر نفط في حديقتي وأصبح لدي المال. فهل أهجم وأحتل القدس وأعيد الأمور سنوات إلى الوراء، هذا عذر وأصبح بشعاً.
حزب الله يتصرف بهذه الطريقة لأن 1701 خلصه من مشكلة كبيرة. سمعناهم عام 2006 كيف كانوا يبكون ليخلصوا من المشكلة التي وقعوا بها.. حتى ان السيد حسن نصرالله وفي خطابه قال انه لو كان يعلم ان خطف الجنديين الإسرائيليين سيؤدي إلى ما وصلت إليه، لما قام بذلك. ولنعلم فيما بعد ان خطف الجنديين كان بأمر من الاستشاريين العسكريين الإيرانيين وبعد 15 دقيقة علم بها السيد نصرالله. أقبل أن يقولوا ربحنا الحرب لو استطاعوا ان يسقطوا طائرة واحدة. فهل ربحنا الحرب يكمن في عمليات التدمير والضحايا الذين سقطوا.
ولو لم نصرخ الصوت للولايات المتحدة الأميركية عندما كنا على علاقة طيبة بها، لكانت قصفت إسرائيل المطار.

وهج 14 آذار
# كيف تصف وضع 14 آذار/مارس ولا سيما ان اطلالاتها خجولة خلال هذه الفترة؟
- هناك اتصال دائم بين القيادات حتى لو لم نجلس على طاولة واحدة.. فليس هناك مشكلة أبداً.
# ولكن لماذا أصبح وهجها خفيفاً؟
- هل المطلوب أن ندعو الناس إلى ساحة البرج دون سبب، فنحن غير قادرين على تطيير الحكومة لأن الاكثرية ليست معنا، ولكن هذا الأمر يمكن اللعب فيه مع النائب وليد جنبلاط الذي يقوم بدور ((بيضة الميزان)).
هل المطلوب ان نقوم بشغب ونغلق البلد؟ فهذا ليس من أسلوبنا. إضافة إلى الوضع الاقتصادي والوضع الاجتماعي بسبب تأثر السياحة بالوضع السوري وبسبب الفلتان الأمني الذي نشهده على طريق المطار والسبب بذلك يعود إلى حزب الله الذي جعل من حائط الدولة ((واطي)) فعندما رفع حزب الله يده عن جناح آل المقداد رأينا أين أصبحوا. فهذا الجو خلقه حزب الله ليضعف من قيمة الدولة.
# هل تتوقع فوز 14 آذار/مارس في الانتخابات؟
- أتأمل ذلك، ولكننا ما زلنا نتكلم حبراً على ورق. إذا استطاعوا أن يديروا العملية بشكل جيد المفروض أن نكسبها. إذا اتفقوا على الاختيار وكل شخص بأي منطقة سوف ينـزل واعطوا كل فئة بقدر ما تستأهل عندها ممكن أن تنجح.
فالسبب الأساسي لنجاح العونيين في كسروان هو السند الشيعي الذي كان في عدة مناطق.

عون و((الشراع))
# كيف ترى وضع النائب ميشال عون هل يتصاعد أم العكس؟
- من زمان أراه نازلاً ولكن لسوء الحظ الظروف تكون معه، فكأنه سفينة شراع تعبانة ولكن الهواء معها، ولكن الهواء الآن يتغير لأن الناخبين الأساسيين كانوا السوريين والايرانيين.
فإذا تغير الحكم في سوريا وبقيت إيران تعاني من مشاكلها الاقتصادية فإن الهواء هذا سوف ينقطع، وسوف يجعل من هذا الشراع مكانه.
# ماذا عن إنجازات وإخفاقات وزراء عون؟
- في الواقع لم أر شيئاً مفيداً لا بل على العكس الكهرباء مقطوعة أكثر من قبل والمياه تعبانة، كما وان القرارات التي تتخذ ليست في إطار إنقاذ البلد.
# هل تخشى على المسيحيين؟
- أنا لا أخشى على المسيحيين إلا من المسيحيين أنفسهم. عون يقسم المسيحيين ويحاول أن يفتش عن مشاكل، لاحظنا خطابه في جبيل كيف كان غير مسؤول كي لا أقول أكثر من ذلك، وهذا ليس لمصلحة المسيحيين وأتمنى بشكل عام أن لا تتدخل الكنيسة في السياسة كي لا تنجر وراء الكواليس السياسية.

ضحك على الذقون
# ما رأيك بجلسات الحوار وهل تحقق مبتغاها؟
- حتى الآن الجلسات ((ضحك على الذقون)) أو إما انهم يضحكوا على أنفسهم، في آخر جلسة حوار قالوا انهم سوف يبحثون في مسألة السلاح وهم يضيعون الوقت فكلما خف وهج سوريا في لبنان كلما أصبح التعاطي بالسلاح أكثر سهولة. طاولة الحوار أصبحت جزءاً من الدستور اللبناني مع العلم انها خارجة عن القانون والدستور.

حزب الله والأمن
# كيف تصف الوضع الأمني في لبنان؟
- الوضع الأمني ((هش)) طالما ان الدولة غير قادرة على حكم كل سنتمتر مربع من الأراضي اللبنانية، مثلاً في الجنوب هناك دولة حزب الله حيث انهم يعملون المشكلة ويحلونها وإذا لم يجدوا لها حلاً يستدعون الدولة.
هم الذين وضعوا الامدادات ويقولون انها جزء من الاستراتيجية فهم ((فاتحين دولة على حسابهم)).
وشاهدنا ماذا حصل في جرود كسروان، وهم يتحدثون عن الاستراتيجية العسكرية وكأن إسرائيل ليس لديها طائرات تصور كل سنتمتر مربع. إسرائيل تعرف بكل شاردة وواردة في لبنان. ظهور نصرالله ثاني يوم بعد مغادرة البابا فهم على أنه يريد أن يقول ان هذا البابا للمسيحيين وأنا البابا ((تبعكم)) هناك نوع من السخافة والغرور بالنفس.
# ما هي توقعاتك للوضع في سوريا؟
- الوضع السوري لا يمكن أن يستمر، ما عدا روسيا والصين وإيران الذين يقفون إلى جانبه فلا أحد مع سوريا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد