صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 28/7/2008

ـ صحيفة النهار
جنى نصر الله :
اعاد استبعاد الحزب الشيوعي غير المقصود عن الشق الرسمي من الاحتفال باطلاق الاسرى طرح السؤال حول اسباب ابقاء هذا الحزب خارج الحياة السياسية الرسمية. ولا مبالغة في القول انه المستبعد الدائم عن المواقع الرسمية في الدولة اللبنانية في كل الازمنة والعصور.
يقول الامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة ان استبعاد الحزب هذه المرة يختلف عما حصل عام 2004 في عهد الرئيس اميل لحود، مشيرا الى ان 'طابع الالتباس الذي حصل في الامس كان وبرتوكوليا وليس سياسيا. وعلمنا ان موقف الرئيس ميشال سليمان كان واضحا لجهة دعوة الحزب الى المشاركة ، رغم ان بعض المحيطين به اعتبروا هذه الدعوة قد تفتح الباب امام دعوة احزاب اخرى. كان موقفنا واضحا نحن لم نطالب بدعوتنا الى استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ولا الى الحفلات البروتوكولية التي تقام في اطار الرسميين اللبنانيين التي لا تعنينا ولا تلفت حتى نظرنا. ولكن الامر يصبح مختلفا حين يطول الموضوع استقبال الاسرى والمقاومين. بعد اطلاع الرئيس سليمان على اجواء اتصالاتنا، قام بخطوة ايجابية وهي الاعتذار والدعوة العلنية للحزب للمشاركة في المهرجان. اما في عام 2004 فكان استبعاد الحزب مقصودا بسبب موقفه من التمديد ليس فقط لرئيس الجمهورية بل لكل الطبقة السياسية الحاكمة. وهي مسؤولية يشترك في تحملها كل من رئيس الجمهورية السابق اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة. ويبدو ان هذا الحزب من طينة او نوعية مختلفة لا يريدون ان يكون لبنان على صورته. ولا اتحدث هنا عن مضمون الخطاب السياسي، بل عن شكل الحزب لجهة تنوعه الطائفي. حاول بعض المحيطين برئيس الجمهورية، وبنصائح من قوى حليفة لهم بمن فيهم 'حزب الله'، ان يتداركوا في اللحظة الاخيرة خطأ استبعاد الحزب، لكننا اعتبرنا ان فترة السماح مضت، واصررنا على استقبال الاسرى على طريق المطار وجثامين الشهداء في الناقورة مع الناس'.واذا كان الخطأ البروتوكولي يفسر استبعاد الحزب ومن ثم دعوته في اللحظة الاخيرة الى المشاركة في المهرجان الرسمي، فأي تفسير يحمله عدم وجود كلمة لهذا الحزب في اي من المهرجانات التي اقيمت في المناسبة وابرزها مهرجان عبيه؟ يعلّق حدادة على هذه النقطة مؤكداً 'ان محاولة واضحة جرت في عبيه لاعطاء الاحتفال طابعا درزيا تحت شعار ان سمير القنطار ينتمي الى بني معروف. كان المقصود استبعاد كل الاحزاب غير الحزبين الدرزيين الاساسيين. اضيفت كلمة حزب الله بسبب اللياقات التي فرضها دوره في اطلاق سراح القنطار بعد 30 عاما من الاسر. اما كلمة الحزب القومي فتم اقتناصها بمبادرة من القنطار بوصفه حزبا علمانيا يمثل المقاومة الوطنية ويضفي على المهرجان بعدا آخر غير البعد الدرزي . وربما لو شاركت قيادة الحزب الشيوعي في هذا المهرجان لحصل معها الشيء نفسه. لكننا آثرنا كقيادة عدم المشاركة وفضلنا ان يقتصر حضورنا على الشيوعيين في منطقة الشحار الذين حشدوا للمهرجان بشكل كثيف وملحوظ. لم نكن نرى ان وجودنا في الجبل يتعزز عبر كلمة مقتنصة، او كلمة 'منحة' من هذا الزعيم الاقطاعي او ذاك، كما اننا لم نكن نرغب ان يزيد حضورنا من عوامل التوتير في منطقة الجبل. وسبق ان اعتمدنا هذه السياسة في حوادث ايار في محاولة لتخفيف اجواء التوتر المذهبي. ان وجودنا في الجبل يأخذ طابع الاستقلالية التي تفعل دورا ايجابيا وليس سلبيا بمعنى الانزواء. في اي حال، رغم الاحتضان الشعبي للقنطار، فان المهرجان لم يكن منسجما على المستوى السياسي وخصوصا ان محاولات الغزل الشكلية التي حصلت بين الحزب التقدمي الاشتراكي وبين حزب الله، لا تعبر عن حالة توافقية حقيقة. والدليل ان مفاعيل الغزل انتهت مع انتهاء المهرجان'.
واذا كان الاختلاف في المفاهيم الخاصة في بناء الدولة كافيا لتفسير علاقة الحزب الشيوعي غير السوية مع سائر الاطراف الطائفيين الآخرين، فان الامر يحتاج الى مقاربة مختلفة حين يطول النقاش العلاقة مع 'حزب الله'، ذلك ان الطبيعة المقاومة لهذا الحزب تفرض نوعا مختلفا من التواصل بينه وبين الشيوعيين رغم كل ما تعرضت له قيادات الحزب الشيوعي من تنكيل على ايدي حزب الله في الثمانينات. يؤكد حدادة انه ' لم تبق فئة مذهبية وطائفية الا 'بلّت ايديها' بالحزب: القوات اللبنانية اضطهدت الشيوعيين المسيحيين في المنطقة الشرقية، والميليشيات السنية نكلت بالشيوعيين السنة في طرابلس، وكذلك فعلت الميليشيات الشيعية، وهو ما تتحمل مسؤوليته الحركة السياسية الشيعية عموما. حصل كل ذلك في اطار حملات الصفاء الطائفي والمذهبي والكانتونات التي اتخذت اشكالا حادة في الحرب. غير ان الحزب الشيوعي اتخذ قرارا واضحا بالمصالحة بعد اتفاق الطائف. وزار الشهيد جورج حاوي انطلياس وعقد اجتماعات مع القوات اللبنانية ومع قائدها سمير جعجع. كما بادر الى زيارة الامين العام لحزب الله حينذاك السيد عباس الموسوي في اطار تطبيع العلاقات وبدء صفحة جديدة'.
مما لا شك فيه ان ارضيات تواصل الحزب الشيوعي على قاعدة المقاومة هي اقوى مع 'حزب الله' مما هي عليه مع اطراف آخرين، ولكن الخلاف يحصل على مستوى مقاربة كل طرف لمفهوم الدولة، تماما كما هي الحال مع سائر القوى ذات الطابع الديني والطائفي. ويعتبر حدادة ' ان المقاومة ليست اداة للتحرير فحسب، بل رافعة للتغيير الديموقراطي. مما يعني ان التحرير وحده لا يكفي، بل يصبح معرّضا للانتكاسة ما لم يترافق مع بناء وطن متماسك قادر على حمايته. وسبق للبنان ان انجز التحرير في مناسبات متتالية بدءا من عام 1982 عندما شهدت القوات الاسرائيلية في بيروت اول هزيمة عسكرية لها، مرورا بعامي 1984 و1985 عندما شمل الانسحاب الاسرائيلي معظم الاراضي اللبنانية في الجبل وصيدا والنبطية وصولا الى تحرير منطقة الشريط الحدودي عام 2000'.
شارك الحزب الشيوعي ضمن امكاناته العسكرية المتواضعة في حرب تموز، وسقط له مقاتلون في صريفا والجمالية. غير ان الدور الفعلي الذي لعبه الحزب الشيوعي، ولم يكن في استطاعة اي طرف آخر ولا سيما حزب الله القيام به، كان التأثير الايجابي في الرأي العام العالمي. ويلفت حدادة الى 'ان العالم كان موحدا بما فيه قسم من يساره ضد المقاومة'، معتبرا ما حصل مغامرة. وكان من شأن الحملة التي قام بها الحزب الشيوعي في الخارج ومجيء زعامات شيوعية ويسارية معروفة ووفود نيابية يسارية من البرلمان الاوروبي واليونان وفرنسا وبلجيكا من دول اوروبية اخرى ان شكلت تحولا جديا تراكميا في الرأي العام العالمي لجهة دعم المقاومة وتعزيز صمود شعبها. وهذا ما يعرفه جيدا حزب الله'.
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف :
وهو ما بات يعانيه لبنان ايضا جنبا الى جنب مع اعادة التموضع الغربية وحتى الاقليمية قبل الانتخابات الاميركية المقبلة ونتائجها. ويمكن المتابعين تسجيل التطورين على مستوى ســوريا وايران في الاسابيع الاخيرة على الاقل، بحيث يمكن الجزم بسعي كل من الدولتين الى اعادة تموضع كل منهما تحسبا لنتائج هذه الانتخابات وفي كل الاتجاهات، اي سلبا او ايجابا. وازاء هذه المعطيات تفترض المصادر المعنية ان الاستقرار في الداخل سيظل مشوبا بالكثير من الاضطراب السياسي او الامني، وصولا الى الانتخابات النيابية التي يخشى اللجوء فيها اكثر الى استخدام السلاح كما في 7 ايار الماضي، وعلى نحو اكثر عنفا، على ما يخشى، اذا لم توح النتائج المرتقبة بما يرغب به الطامحون المحليون والاقليميون من انقلاب في المشهد السياسي خلال الاعوام الثلاثة الأخيرة، وحتى راهنا في لبنان لمصلحتهم.
ـ صحيفة البلد
علي الأمين:
بات من نافل القول ان التقدم في العلاقات الاميركية - الايرانية ينعكس ايجابا على العلاقات بين القوى السياسية اللبنانية، وعلى حل المشاكل العالقة، المسؤولون الايرانيون في مستويات عدة عبروا عن هذا الواقع في اكثر من مناسبة، واشار رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني اخيرا الى هذه الناحية معتبرا ان الادارة الاميركية اختبرت التعاون الايراني في العراق ولبنان اخيرا. بالفعل يمكن رصد الاوضاع الامنية والعسكرية في العراق والسياسية ايضا التي تشير الى ان تطورا مهما يشهده العراق على هذا المستوى، لقد تقدمت العملية السياسية التي تدعمها واشنطن بالدرجة الاولى، وتراجع تأثير وحضور التيار الصدري، والابرز انحسار ملفت للعمليات العسكرية ضد جنود الاحتلال الاميركي. (...) التقارب الايراني- الاميركي لن يؤدي الى تقارب سعودي- ايراني، ورغم المكاسب التي حققتها ايران في اكثر من موقع في المنطقة وباتت قريبة من الاقرار الدولي لها بانها قوة اقليمية شريكة في المنطقة وفي الحل في الازمات القائمة في افغانستان والعراق ولبنان وفلسطين، لن يفعّل ذلك التعاون بين دول المنطقة وبين ايران والسعودية، ويرجح بحسب مصادر متابعة، واستنادا الى معلومات من مصادر غير لبنانية، ان تشهد العلاقة بين الدولتين المزيد من مظاهر التصادم، وهو تصادم سيشهد لبنان في المرحلة المقبلة المزيد من مظاهره السياسية، والمزيد من الحضور السعودي في الموضوع الفلسطيني، سواﺀ في المساحة الداخلية او في ابراز الثوابت المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني المنتهكة من الاحتلال الاسرائيلي.
ـ صحيفة الأخبار
يحيى دبوق :
تعدّ ظاهرة التسريب الإعلامي في إسرائيل إحدى الحقائق الثابتة في واقع &laqascii117o;الإنسان الإسرائيلي" و&laqascii117o;الجماعة الإسرائيلية"، وتتشارك فيها كل مستويات الدولة. هذه التسريبات الإعلامية تسهم في قراءة الأساليب الإسرائيلية المختلفة التي استُخدمت في عملية التبادل مع حزب الله. لا تشذ صفقة تبادل الأسرى والرفات مع حزب الله، المتبلورة أخيراً، عن ظاهرة التسريب الإعلامي على مختلف المستويات، من إعلاميين وسياسيين وباحثين وغيرهم من ذوي المصالح على أنواعها. إذ حملت فترة التفاوض غير المباشر أكثر من دليل على حضورها. بل كانت في صلب نظام التناقض القائم بين المصالح الفردية (الإعلامية) من جهة والمصالح الجماعية (الدولة) التي تفرض على قادة الدولة أن يتكتموا عنها ويحرصوا على تأجيل استثمارها إلى ما بعد الإنجاز الكلي لها، مع العلم أن هؤلاء المسؤولين تأثروا بمصالحهم الشخصية، ودخلت مسارات التفاوض في المعضلات السياسية والقضائية التي عانوها (للقرءاة والإطلاع) .
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
يبدو أن مواقف النائب وليد جنبلاط من أحداث طرابلس الأمنية، قد فتحت الباب أمام سجال من نوع آخر داخل قوى 14 آذار، ورغم التوضيح الذي صدر لاحقاً عن مكتبه الإعلامي للقول إنه لم يقصد تحميل تيار &laqascii117o;المستقبل" مسؤولية الاشتباكات، فإن الأمر كان محل متابعة، لأن المشكلة هذه المرة ليست بين ضعفاء فريق الغالبية النيابية، بل بين أبرز قوّتين فيه، أي &laqascii117o;المستقبل" برئاسة النائب سعد الحريري وجنبلاط.
وبمعزل عن رغبة كثيرين من قوى المعارضة في رؤية الانقسام يقوى داخل فريق 14 آذار، وما يرافق هذه الرغبة عادة من تمنيات وتفسيرات تذهب أبعد من اللزوم، فإن المداولات غير الرسمية بشأن البيان الوزاري تظهر أن التمايز بين جنبلاط والحريري يتجاوز حدود التباين في التكتيك، وربما هذا ما يفسّر إشارة جنبلاط بشأن أحداث طرابلس إلى &laqascii117o;تصارع قوى خارجية"، باعتبار أن المعارضة تتهم من دون تردد الولايات المتحدة الأميركية والسعودية بالوقوف خلف موقف الرئيس فؤاد السنيورة ووزراء 14 آذار الرافض إعطاء المقاومة &laqascii117o;شرعية" الاستمرار ما دامت هناك أرض محتلة وما دامت هناك &laqascii117o;تهديدات"، كذلك بشأن الرغبة الكبيرة لدى هذه المجموعة في ربط سلاح المقاومة بملف الأمن الداخلي في لبنان، وهو ما يظهر أيضاً في الحملات الإعلامية لمقرّبين وتابعين لفريق 14 آذار عن الموضوع نفسه.
وبحسب مرجع في قوى المعارضة، فإن النقاش الآن لا يمكن أن يتصل بأصل موقف هذا أو ذاك من أقطاب 14 آذار، باعتبار أن أزمة الثقة لم تحل بعد، وأن هناك أزمة جديّة قائمة منذ سنوات عدة، وليس متوقعاً إيجاد حلول كاملة لهذه الأزمات خلال وقت قصير. لكن المرجع يلفت إلى أن موقف جنبلاط &laqascii117o;يعبّر عن درجة عالية من الواقعية السياسية، ذلك أنه يقرّ بوقائع يرفضها رفاقه في 14 آذار، وأبرزها استحالة الوصول إلى صيغة تجعل المقاومة رهينة السلطة السياسية في لبنان، كذلك إدراك جنبلاط أن الحلفاء من قوى 14 آذار لا يملكون القدرات الكافية لتحقيق توازن جديد على الأرض، ثم إنه يكثر هذه الأيام من الحديث عن تراجع المشروع الأميركي في المنطقة، ويخاف من أن تطيح المشاريع الدولية الجديدة ملف المحكمة الدولية، وبالتالي فهو يرى أن الكلام عن سلاح المقاومة يبدو ترفاً في غير مكانه، ويحذر فرقاء في 14 آذار من أن الرهان على تفجير الوضع الداخلي قد يأتي بنتائج أكثر سلبية، وبالتالي فإن خلاصة موقف جنبلاط هي التي أوردها في خطابه خلال استقبال الأسير المحرر سمير القنطار في عبيه، ومعادلته هي: المساكنة الاضطرارية بين الدولة والمقاومة حتى إشعار آخر".(للقراءة).
ـ صحيفة الأخبار
طرابلس عبد الكافي الصمد :
لقي الكلام الذي أطلقه النائب وليد جنبلاط عن اشتباكات طرابلس، امتعاضاً شديداً في صفوف تيار المستقبل، الذي رأت مصادر فيه أن جنبلاط &laqascii117o;يحمّلنا مسؤولية حوادث طرابلس، وهذا تجنٍّ غير مقبول". إلا أن النائب مصطفى علوش رجح لـ&laqascii117o;الأخبار" أن يكون كلام جنبلاط &laqascii117o;خطأ في التعبير غير مقصود"، لافتاً إلى أنه يؤيد كلام جتبلاط لأنه &laqascii117o;لا نعتبر ما حصل خلافاً بين السنّة والعلويين، بل هناك اعتداء من الحزب العربي الديموقراطي على طرابلس"،وعن التوضيحات الكثيرة التي يصدرها جنبلاط تقريباً بعد كل موقف يتّخذه، قال علوش: &laqascii117o;يبدو في هذه المرحلة أن كلام جنبلاط بحاجة إلى توضيح دائم، لأن الظروف غير طبيعية، وبعض الأحيان يتعامل مع الأحداث بأسلوبه الخاص، فيضرب مرة على الحافر وأخرى على المسمار".
من ناحيته، أوضح مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديموقراطي رفعت علي عيد لـ&laqascii117o;الأخبار" أن ما قاله جنبلاط &laqascii117o;صحيح وجيد، وقد اتصلنا به وشكرناه، لأنه معروف أين تحبل الخلافات وأين تلد، وقال لنا إنه يجب ألّا تدفعوا ثمن صراع لا علاقة لكم به، وحقكم مشروع في الدفاع عن النفس".
ـ صحيفة السفير
جورج علم :
ردّت فرنسا سريعا على التحيّة السوريّة للبنان بأفضل منها، وعلى قاعدة "كما أراك في لبنان تراني يا جميل&laqascii117o;. وإذا كانت زيارة وزير الخارجيّة وليد المعلّم قد اكتسبت هالة كونه جاء مبعوثاً رئاسيّاً، وعن طريق المطار، ويحمل دعوة رسميّة من الرئيس السوري الدكتور بشّار الأسد الى نظيره اللبناني الرئيس العماد ميشال سليمان لزيارة دمشق في أقرب فرصة ممكنة، فإن فرنسا لم تقصّر في هذا المجال، حيث سارع الرئيس نيكولا ساركوزي الى ضرب الحديد وهو حام وأرسل على وجه السرعة الى بيروت وفداً فرنسيّاً رفيعاً برئاسة سكرتير الدولة الفرنسي للدفاع والمحررين القدامى جان ماري بوكيل على متن طائرة خاصة، يرافقه مدير المكتب ميشال سوشو، ورئيس الغرفة العسكريّة لوزير الدفاع نائب الأميرال كزافييه بايتارد، ومستشار الشؤون الاستراتيجيّة والدفاعيّة العقيد برتران ـ لويس فليملين، ونقل "الى الرئيس سليمان رسالة صداقة من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، ودعماً للمسار الذي ينتهجه في ما خصّ عملية المصالحة في لبنان، وأيضاً على مستوى عملية معالجة الإشكالات مع سوريا، لجهة الرؤية التي أعلن عنها حول تبادل السفارات بين البلدين&laqascii117o;.
(...) والأهم في زيارة الوفد الفرنسي، هو الجانب العسكري ـ الدفاعي، حيث تطرّق الى "العلاقات الثنائيّة في مجال الدفاع والتعاون العسكري والتسلّح، وهي علاقات ممتازة ويجري تعزيزها حاليّاً؟!&laqascii117o;.
وبمعزل عمّا دار فعلاً من عروض ومناقشات لمشاريع آنية ومستقبليّة بين الوفد والمسؤولين الذين التقاهم، فإن المتداول في بعض الكواليس على جانب من الأهميّة "حيث للزيارة أصول وسوابق ومنطلقات وأهداف&laqascii117o; أبرزها تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وفي طليعتها القرار ،١٧٠١ مع ما يعني ذلك لجهة الوصول بالوضع على الحدود الى اتفاق الهدنة والانتقال عمليّا بهذا القرار من حال "وقف الاعتداء&laqascii117o; الى "وقف لإطلاق النار&laqascii117o;.
وفي المعلومات ان ذلك يستلزم البحث جديّاً في خطّة دفاعيّة تأخذ بعين الاعتبار الحقائق التي تفرض نفسها على أرض الواقع وفي طليعتها المقاومة ومصير سلاح "حزب الله&laqascii117o;.
والمتداول على هذا الصعيد ان مهمة الوفد كانت استطلاعيّة ـ تنسيقيّة، ويختصرها عاملان: ان اي سلاح يحتاجه لبنان لا يمكن ان تقدّمه فرنسا، ولا أي دولة أخرى إلاّ بعد توافر شرطين، الأول التفاهم على الاستراتيجيّة الدفاعيّة، والثاني أن يؤهل هذا السلاح الجيش اللبناني ليشكّل حجر الرحى، ويلعب دور الرافعة في أي استراتيجيّة دفاعيّة ممكنة. أما العامل الثاني، فمحوره ان التفاهم اللبناني ـ اللبناني أمر ضروري وحيوي ومهم في بلوغ هذه الاستراتيجيّة، لكن وحده لا يكفي ولا بدّ من إطار خارجي لها يأخذ بعين الاعتبار أموراً ثلاثة حسّاسة وحيويّة: استراتيجيّة تراعي وتحترم خصوصيّة العلاقة مع سوريا، وتراعي وتحترم مستقبل الوضع على حدود لبنان الدوليّة في الجنوب، وتراعي وتحترم مبادئ اتفاق الهدنة المبرم بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة في ٢٣ آذار ،١٩٤٩ بالإضافة إلى القرارات الدوليّة ذات الصلة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد