صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 29/7/2008
ـ صحيفة المستقبل رضوان السيد: نعرف جميعاً طبيعة الرهانات بلبنان والمنطقة، ومنذ اجتياح بيروت يوم 7 ـ 8/5/2008 وإلى أحداث طرابلس والبقاع. كما نعرف من تسريبات الصحف طبيعة النقاشات التي تدور بشأن البيان الوزاري، وملخصها فرض القول بالمقاومة (وسلاحها) من أجل 'المقاومة' أو من أجل الشيفرة الجديدة التي رمزُها: السياسة الدفاعية!. وما كنتُ أرى مسوّغاً للكتابة في ذلك باعتبار الأمور واضحة، حتى حدثت المجزرة الأخيرة بطرابلس، وتحدث بالأمس النائب محمد رعد، وآخرون. النائب محمد رعد دعانا بصراحة للقبول بالترتيبات الجديدة بعد 'الانتصار'، ليس على إسرائيل فقط بل على عملاء وأتباع النهج الأميركي الصهيوني في الداخل!. أما الترتيبات والتركيبات الإقليمية والدولية التي يتحدث عنها النائب رعد، فتشبه تلك التي كان الرئيس الراحل حافظ الأسد متفقاً عليها مع الأطراف الاقليمية والدولية: في مقابل ضبط ردود الفعل العربية والإسلامية على عدم حلّ القضية الفلسطينية، وعلى عدم إعادة الجولان، يكون الأسد وصياً على لبنان، دولة ومقاومة. ولذلك فقد فجع الرجل فجيعة شديدة عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 دونما كلمة من جانب الولايات المتحدة عن استمرار الوصاية أو الجولان!.وبدون طول سيرة: النائب محمد رعد يخبرنا أننا رهائن من جديد، وهذه المرة ليس من أجل الجولان أو فلسطين، بل من أجل التجاذبات بين الولايات المتحدة وإيران. وهكذا ففي الوقت الذي ما استطعنا التخلّص فيه بعد من وجهي العملة السورية الواحدة: الخضوع أو نشر الاضطراب، نقع في الفخّ الآخر: وصاية 'حزب الله' وإيران، أو مواجهة استمرار القتل في صفوفنا، بعد الاستيلاء على القرارين الأمني والعسكري للنظام اللبناني، وقد كان اجتياح بيروت رمزاً لهما.
ـ صحيفة المستقبل خالد العلي: مصدر سياسي مطلع يرى ان مواقف النائب رعد تشكل خرقاً واضحاً لما وقع عليه شخصياً في الدوحة لجهة التزام الحوار في مقاربة القضايا السياسية والإقلاع عن منطق التهديد والوعيد والتخوين، ولجهة استخدام نتائج 'غزوة بيروت' وتوظيفها في الإطار السياسي لصالح غلبة فريق على آخر. ويقول المصدر ان وزراء الأكثرية في لجنة صياغة البيان الوزاري يناقشون مسألة الاستراتيجية الدفاعية ودور الدولة وسلاح 'حزب الله' وبالتالي المقاومة ويسعون إلى مقاربة يمكن ان توفق بين تلك الادوار لمصلحة الدولة العادلة والقادرة في النهاية على حماية ارضها وشعبها، ...واستغرب المصدر كيف يتحدث النائب رعد عن 'ان المطلوب من المقاومة ان لا ترتاح.. وتبقى محاصرة يضيّق عليها..' وسأل 'متى كانت المقاومة أو سلاح 'حزب الله' محاصراً ومضيّقاً عليه؟! وهل ثمّة تضييق أو محاصرة أكثر مما تتعرض له الدولة وأجهزتها ولا سيما العسكرية والأمنية في أدوارها المفترضة على أيدي 'حزب الله'؟!' ان هذا الاخير، يضيف المصدر، لم يكن يوماً محاصراً يعاني سلب أدواره الطبيعية مثلما كانت عليه أجهزة الدولة منذ صعود الحزب بسلاحه بدعم وخطط من إيران وسوريا التي كانت توزع فتات الذخائر على الجيش وتنقل أضخم الصواريخ والعتاد إلى 'حزب الله' من إيران.. وينظر المصدر إلى مواقف رعد التي لم يتراجع عنها أو يصححها على انها تقويض لما يمكن ان تكون بعض الاطراف قد قرأته في خطاب السيد حسن نصرالله في استقبال الاسرى المحررين من تهدئة ودعوة للحوار.. وتقويض ايضاً لامكانية أن تكون تصريحات النائب وليد جنبلاط الاخيرة تصب بشكل أو بآخر في خانة ملاقاة تلك الدعوة وسط الطريق ..يشير المصدر إلى خطورة كلام النائب رعد عندما يتحدث عن معادلة لا يمكن لأحد ان يتجاوزها حتى العدو وهي تتعلق 'بالمقاومة المحصنة ضمن معادلة محلية واقليمية ودولية'. ويقول المصدر ان هذا يعني ان أي نقاش أو حوار حول سلاح 'حزب الله' لن يصل إلى نتيجة تضمن حق الدولة والشعب بحماية لبنان ضمن استراتيجية دفاعية لأن المسألة تتعلق بامتدادات اقليمية ودولية لهذه القضية بدءاً بسوريا وصولاً إلى إيران وغيرها..
ـ صحيفة السفير حلمي موسى : ما ان حط رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي الرحال عائدا من العاصمة الأميركية، حتى أقلع وزير الدفاع إيهود باراك من تل أبيب إلى واشنطن. وخلال أيام قليلة، يلحق بباراك وزيرا الخارجية تسيبي ليفني والمواصلات المسؤول عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة شاؤول موفاز. وفيما يحمل الجميع للمسؤولين الأميركيين رسالة واحدة عنوانها "محظور التراخي أمام المشروع النووي الإيراني&laqascii117o;، بدا ان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس يجامل الإسرائيليين بإعلانه أنه "ينبغي ابقاء الخيار العسكري على الطاولة&laqascii117o;، مع العلم ان "حربا أخرى في الشرق الأوسط هي آخر ما تحتاج إليه أميركا&laqascii117o;. ...ويصر الوزراء الثلاثة على التعبير عن موقف إسرائيل الرسمي الداعي أميركا إلى التمسك بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بعدم التباحث مع إيران أو تغيير السياسة إزاءها، طالما لم توقف هي تخصيب اليورانيوم. وفضلا عن ذلك، يطالب هؤلاء واشنطن بمواصلة تطبيق العقوبات المفروضة على إيران، بل وتشديدها. ..ومن المتوقع أن يعقد باراك ايضا اجتماعا مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس ومع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث يبحث معه ما تعتبره إسرائيل تآكل القرار .١٧٠١
ـ صحيفة السفير
عماد مرمل : أغلب الظن، ان المواقف الاخيرة للنائب وليد جنبلاط ستخضع، الى حين، للتشريح الدقيق في "مختبرات&laqascii117o; الموالاة والمعارضة معا، لاستخلاص الرسائل السياسية الكامنة فيها، بعد تفكيك رموزها المحبوكة بعناية. ...وتحبذ أوساط فاعلة في المعارضة، التعاطي بواقعية مع الطبعة الاخيرة من الخطاب السياسي لجنبلاط، فلا تتجاهل عناصر التجديد فيه ولا تبالغ كثيرا في تفسيرها. أما حزب الله ـ وهو أحد المعنيين برسائل زعيم المختارة ـ فقد استوقفته اللهجة الايجابية في كلامه، ولكنه يحاذر الحكم منذ الآن على المضمون، بانتظار ان يتبلور في صيغته النهائية، والى ان يتضح المسار النهائي لمواقفه وتتبين طبيعة خطوته التالية التي ستلي إعلان "النوايا&laqascii117o;. وتعتقد تلك الأوساط في المعارضة أن جنبلاط لم يصل بعد الى مرحلة الانعطاف الكبير، ...وتتوقف الاوساط بشكل خاص عند رفض جنبلاط الربط بين الانتخابات النيابية وسلاح حزب الله، لافتة الانتباه الى ان موقفه هذا أظهره أكثر وعيا ونضوجا من بعض المراهقين في ١٤ آذار، ......وعلى قاعدة الاجتهاد، لا يخفي المصدر المشار اليه ـ وهو عضو فاعل في الامانة العامة لقوى ١٤آذار ـ قناعته بان الانتخابات النيابية المقبلة ستكون من دون جدوى إذا جرت مع بقاء السلاح بحوزة حزب الله، ...
ـ صحيفة المستقبل فارس خشّان : قبل خروج رئيس كتلة المقاومة النائب محمد رعد عن سقف 'اتفاق الدوحة'، كانت عملية 'جلد الذات' اليومية في قوى الرابع عشر من آذار، تجد أرضية خصبة، فغالبية اللبنانيين كانت تُسلّم بفرضية الخسارة. ولكن بعدما تفوّه رعد بما تفوّه به، انقلبت الصورة وتحوّلت الفرضية إلى تساؤل الجاهل، ذلك أن الخاسر يخضع عادة ومن دون نقاش، إلى إرادة المنتصر... وبذلك، وبإطلالة واحدة أنجز رعد لقوى الرابع عشر من آذار ما كانت هي عاجزة عن إقناع جماهيرها الشعبية به... ... وتأسيسا على ذلك، إلى أين يعتقد 'حزب الله' ان تهديداته التي أوكل أمر النطق بها إلى محمد رعد، يمكن أن توصله؟. قد يكون في ذهنه، وفق أوساط سياسية بارزة، أن قوى الأكثرية يمكن أن 'ترتجف' بمجرد تذكيرها بردة الفعل العسكرية على قرار مجلس الوزراء الخاص بشبكة الهاتف الخاصة به، فتتراجع وتُسلّم أمرها. إلا أن هذا الاعتقاد، تُضيف هذه الأوساط، هو اعتقاد خاطئ لأنّ 'حزب الله' أسقط أهمية سلاحه في الداخل، ... وتفيد الأوساط نفسها أن الحزب ارتكب خطأ فادحا من خلال ما تفوّه به محمد رعد، لأنه أوقف نقاشا كان ساريا بقوة داخل فريق الرابع عشر من آذار، حول وجوب تجاوز بند المقاومة بالتي هي أحسن وبأسرع ما يمكن، ..
ـ صحيفة المستقبل باسمة عطوي: أدرجت الحكومة البريطانية الجناح العسكري لـ'حزب الله' على لائحة الارهاب، بحسب ما ذكرت وزارة الداخلية البريطانية، ولم تظهر مفاعيل هذا القرار بعد على الساحة اللبنانية،.. لكن ذلك لن يحوّلها الى زوبعة في فنجان، بعد تبيان ان القرار البريطاني متخذ منذ العام 2002، وظلّ قابعا في الادراج ما يزيد على السنوات الست، الى ان جاء الوقت المناسب لعرضه على مجلس العموم البريطاني ومجلس اللوردات للموافقة عليه، بحسب ما ينقل احد اعضاء لجنة الصداقة اللبنانية ـ البريطانية عن السفيرة البريطانية في لبنان فرنسيس ماري غاي. تبعات القرار ستترجم على أرض الواقع، بالتضييق على جمع التبرعات للحزب، وملاحقة أفراد بعينهم من اعضائه. اما رد 'حزب الله' على القرار فجاء على لسان الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله بأنه 'غير مفاجئ من دولة صنعت اسرائيل'. ووصف القرار بأنه 'مشبوه ويأتي للتشويه على صفقة تبادل الاسرى'، ...هذا الاخذ والرد يدفع الى البحث عن دلالة التوصية ومفاعيلها على الساحة الداخلية اللبنانية، وعلى مستقبل العلاقات اللبنانية ـ البريطانية، وتعاطي السفارة البريطانية مع نواب 'حزب الله' ووزرائه الذين يشكلون جزءا من المشهد السياسي اللبناني. ترد السفارة البريطانية في لبنان على هذه التساؤلات بالقول 'ان الحكومة البريطانية عرضت أمر حظر سيؤدي الى توسيع حظر 'حزب الله' من 'منظمة الامن الخارجي' الى الجناح العسكري لـ'حزب الله' بكامله.. ..تنفي السفارة 'ان يكون لهذا القرار وقع سلبي على العلاقات اللبنانية ـ البريطانية، لأن موقف الحكومة البريطانية واضح من المجموعات المسلحة في لبنان، ... .التوصية البريطانية قابلها اعلان فرنسي على لسان وزير الخارجية دومينيك دو فيلبان ان مسألة ادراج 'حزب الله' على اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية 'تبقى قيد النظر'، وان الاتحاد الاوروبي 'لم يتوصل الى اجماع حولها'. ويفسر الخبير الاستراتيجي العميد الياس حنا مردود قرار الحظر البريطاني بأنه 'لن يشكل عبئاً على 'حزب الله'، لأن مركز الثقل والدعم المادي والسلاح الآتي اليه، ليس من بريطانيا او القارة الاوروبية، بل من لبنانيين موجودين في الولايات المتحدة واميركا اللاتينية اضافة الى سوريا وايران.
ـ صحيفة المستقبل عبد السلام موسى: رأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون 'ان خطورة تأخير البيان الوزاري تكمن في المهلة الدستورية، وأن المعارضة تعتمد 'حيلة' المماطلة لإجراء استشارات نيابية جديدة بهدف التخلص من الرئيس فؤاد السنيورة'. واعتبر في حديث لـ'المستقبل' ان معالجة عقدة سلاح 'حزب الله' تكون 'بالاتفاق معه على عدم استخدام سلاحه في الداخل، ولا في القيام بعمليات تحريرية في مزارع شبعا لمدة ستة أشهر، لإعطاء الفرصة للحكومة لتحرير المزارع من قبضة الإسرائيليين بالأساليب السياسية والديبلوماسية'، مشيراً إلى 'ان مشروع 'حزب الله' بإقامة الجمهورية الإسلامية في لبنان ما زال قائماً ولم يتوقف'. وشدّد شمعون رداً على كل الشائعات التي تروج لانفصاله عن '14 آذار' انه 'باقٍ في 14 آذار، وفي قلب روحية ثورة الأرز'، ..ولفت إلى ان ميشال عون 'يحلم بأن يفوز في الانتخابات النيابية المقبلة بنسبة 75% كي يقوم بتعديل الدستور، وإزاحة العماد ميشال سليمان من قصر بعبدا'، مشيراً إلى انه 'رجل أناني، واللقاء المسيحي الذي يتزعمه ليس له أي قيمة، ولا يتعدّى الإطار الصوري'.
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: كيف ستتعامل وزارة الخارجية والمغتربين مع ما ورد في 'شهادة' القائمة باعمال الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان ميشيل سيسون امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ، من انتقادات وصفها ديبلوماسي بارز بأنها 'تتعارض مع الاصول الديبلوماسية' ؟. وافادت مصادر واسعة الاطلاع ان 'انزعاجا رسميا رفيع المستوى سجل ازاء ما ورد في بعض كلامها ولا سيما من الرؤساء الثلاثة، وقالت: 'مع ذلك لم يتخذ أي قرار في شأن طريقة الرد على سيسون'، مستبعدة اعتبارها شخصا غير مرغوب فيه، .. وتجدر الاشارة الى ان سيسون، وفقا لمعلومات متوافرة لدى جهات رسمية، لن تعود الى بيروت لتقديم اوراق اعتمادها الى رئيس الجمهورية قبل اواسط آب المقبل، وهي حاليا تمضي اجازة. وتوقعت مصادر رسمية ان يبلغ اليها وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ خلال تسلمه نسخة عن اوراق اعتمادها احتجاجا شديد اللهجة على تناولها فئة من الشعب اللبناني ممثلة في الحكومة ومجلس النواب وكيل الاتهامات لها، وهي فئة تكافح لتحرير الارض وتحرير معتقليها وقد نجحت في المهمتين.
ـ صحيفة النهار راجح الخوري : دعونا نصوّر الواقع بأسلوب صريح وواضح: ❑ اولا: لا الدولة قابلة او يجوز ان تقبل بان تنتهي حدودها عندما تبدأ حدود المقاومة، وهو ما يجعل المقاومة دولة داخل الدولة او الى جانبها كي لا نقول فوقها، وفي هذه الحال سلام على الدولة. ❑ ثانيا: لا المقاومة قابلة او يجوز ان تقبل بان تقوم الدولة بإلغاء حدودها ومصادرتها او صرفها من 'الخدمة'، ما لم تصر الدولة شكلا ومضمونا مقاومة تطمئن 'حزب الله'. هذا الخلاف ليس جديدا. كان موجودا منذ بداية المحاولات العرجاء لعودة الدولة بعد اتفاق الطائف. كثيرون يتذكرون الآن الجدال المرير حول صيغة 'هانوي ام هونغ كونغ' التي طالما طُرحت لتنظيم العلاقة بين الدولة والمقاومة. كانت الدولة تتعثر لأسباب كثيرة داخلية وخارجية تتصل تحديدا بالادارة الخارجية لها. وكانت المقاومة تكبر وخصوصا بعد انتصارات توّجها الانسحاب الاسرائيلي المهزوم من الجنوب. بعد انقسام اللبنانيين بين 8 آذار و14 آذار وقع طلاق مكنون وغير معلن بينهم لاسباب كثيرة تغلب تقاطعاتها الاقليمية والدولية على الخلافات الداخلية التي وصلت اخيرا الى الاصطباغ بالدم، ويا للمرارة!
ـ صحيفة النهار روزانا بو منصف : لم يتعامل العالم الغربي بايجابية مع ما جرى في لبنان خلال عملية تبادل الاسرى من نواح عدة لاعتبارات ذكرها بعض هذه الدول وتحفظ عن ذكرها البعض الاخرى وإن يكن الموقف او التقويم واحدا. لكن هذه النظرة تناولت ايضا مشاركة اركان الدولة، بمن فيهم رئيس الجمهورية على النحو الذي حصل وكل المسؤولين. وهذا لا يسري على الولايات المتحدة تحديدا بل ينسحب ايضا على كل الدول الاوروبية .. لكن بعض هذه الدول ابرز عدم ايلاء الصحف الغربية وخصوصا الاميركية منها اهتماما كبيرا لما جرى بسبب انشغالها بامور اخرى ونظرا الى احتمال انعكاس كل ذلك على النظرة الى لبنان والى طريقة التعاطي واياه في تقديم المساعدات اليه حيث يجب، وفق ما يقولون. ومع ان هذا الامر لا يعجب مسؤولين لبنانيين كثر لاحتمال ان يعمد الكونغرس الاميركي نتيجة ذلك، الى وقف المساعدات الاميركية المقررة للمؤسسات اللبنانية. ... ومن علامات الاستفهام اخيرا ما يثار حول قدرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على ادارة الحوار المرتقب حول الاستراتيجية الدفاعية في ضوء تجربتين بسيطتين حتى اليوم لم يظهر فيهما الرئيس سليمان بقوة في الواجهة كما كان يرتجي بعضهم: الاولى سياسية تتعلق بعدم اقدامه بقوة على الضغط من اجل التعجيل في تأليف الحكومة ثم من اجل الاتفاق على البيان الوزاري على ما هو ظاهر حتى اليوم بالنسبة الى غالبية المتابعين والمعنيين. ..
ـ صحيفة البلد محمد شمس الدين: (...) تعلق مصادر مقربة من حزب الله على كلام جنبلاط 'بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين'، دون أن تقفل الباب على امكانية ايجاد تفاهمات لا تصل 'حكما' الى حد اقامة التحالفات، على غرار ما حصل أيام الحلف الرباعي الذي 'حلف' عليه الأمين العام السيد حسن نصرالله في أحد خطبه العلنية، عندما أكد أن لا عودة الى مثل تلك التحالفات على الاطلاق، لما جرته على البلاد والعباد من ويلات نتيجة نكوث الفريق الآخر بتعهداته وبيع ارادته للأعداﺀ. وتتساﺀل المصادر في حزب الله عما يمكن أن يفعله الطرف الآخر من خلال اصراره على مواقفه تجاه المقاومة، مشيرة الى أنه لن يستطيع فرض ارادته، كما لن يستطيع الرهان مجددا على من راهن عليهم في السابق وقد أثبتت التجارب ذلك. البيان الوزاري سيمر بثوابت المقاومة، لأن المرحلة الراهنة تشهد تعقيدات كبيرة لا يمكن التساهل حيالها أو تقديم التنازلات في خضمها حتى ولو 'خربت البصرة' مرة جديدة، في حين أن على 'المناورين' لتحقيق مكاسب أن يقرأوا في فنجان من جمعهم في فندق البريستول في 2005 معلنا 'أن الطريق الذي سنسلكه خطير والتراجع عنه انتحار'.
ـ صحيفة صدى البلد حسين قطيش: في اطار المشاورات التي جرت وتجري بين حزب الله وحركة امل من جهة والتيار الوطني الحر من جهة ثانية حول التنسيق المفروض ان يتم بين الفريقين للانتخابات المقبلة ذكر مقربون من حزب الله ان الحزب سيترك للعماد عون تسمية المرشحين المسيحيين في لوائح الحزب والحركة في الجنوب والبقاع مع بعض الاستثناﺀ ات وهي تتعلق بالنائب ميشال موسى في الزهراني والنائب سمير عــازار في جزين اذ قيل ان الرئيس نبيه بري يتمسك بهما في اللوائح التي سيدعمها وفي كتلته النيابية المقبلة.
ـ صحيفة الأخبار نقولا ناصيف: بحسب وزير بارز، فإن الرئيس سليمان قد يكون في صدد إيجاد تصوّر يكون بمثابة مخرج ملائم يستقطب طرفي النزاع، على غرار تأييدهما ما ورد في خطاب القسم حيال موقفه المتلازم من المقاومة والاستراتيجيا الدفاعية. ويتقاطع موقف سليمان مع ملاحظات تبرزها جهات واسعة الاطلاع على صلة بمداولات اللجنة الوزارية، ومنها:1 ــــ يعي حزب الله أن تأكيد حقه في المقاومة لا يحتاج إلى بيان وزاري، ولا البيان الوزاري يمنحها ما ليس في وسعها القيام به. ويعرف حدود الضغوط التي يمكن أن تمارسها عليه الموالاة للحؤول دون إثبات الفقرة التي يريدها لسلاحه. وسواء أدرجت هذه أو لا، فلا أحد من قوى 14 آذار يسعه تقييد سلاحه ولا مراقبته، ولا الحؤول دون تسرّب الأسلحة إليه، ولا كذلك منعه من الإقدام على مجازفة عسكرية ضد إسرائيل، ولا تعطيل تحالفاته الإقليمية. في المقابل، فإن رفض الموالاة تمسّك الحزب بسلاحه لم يضعف الأخير ويحرجه، بل مكّنه من الحصول على مزيد من التنازلات منها، آخرها تأليف الحكومة الجديدة، عندما كاد الإصرار على توزير علي قانصو يطيح الحكومة برمتها، من غير أن يبدو الرجل ــــ كالسلاح على الأقل ــــ هدفاً استراتيجياً يجازف به إلى مثل هذا الحدّ. وهكذا يبدو تشدّد قوى 14 آذار في عدم إضافة فقرة المقاومة إلى البيان الوزاري هو أقرب إلى ما رمى إليه اتخاذ الحكومة السابقة قراريها حيال شبكة اتصالات حزب الله في أيار الفائت. ولم تتوخّ منهما إلا تسجيل موقف سياسي، عارفة بعجزها عن تنفيذهما، إلا أنها اتخذتهما لتأكيد نزاعها مع الحزب على سلاحه وعلى كونه مصدراً جدّياً لمخاوفها. وهي أيضاً حال موقف الغالبية من سلاح حزب الله. 2 ــــ يعرف طرفا النزاع أن تسوية سلاح حزب الله وبتّ مصيره، وخصوصاً تجريده منه، مسألة تتصل بتسوية إقليمية متشعّبة أكثر منها خياراً بين أفرقاء لبنانيين عاجزين عن مواجهة الحزب وتقييده، وفي الوقت نفسه عن إيجاد حلّ لسلاحه، الأمر الذي يحمل الموالاة، بمناداتها باستراتيجيا دفاعية لمراقبة سلاح حزب الله ووضعه في خدمة قدرات الدولة اللبنانية، على العودة بالحزب والسلاح إلى حلّ موقت، كان أقرب إلى قواعد عرفية رافقت علاقته بالأفرقاء اللبنانيين حتى عام 2005. والواضح أن الغالبية تسعى، بإصرارها على رفض إدراج فقرة المقاومة في البيان الوزاري، إلى إحياء القواعد العرفية تلك التي لا تجعل الحزب يلوّح بسلاحه كلما اندلع خلاف سياسي بينه وبين الفريق الآخر ينجح في نهايته بفضل هذا السلاح في حسمه لمصلحته. 3 ـ تكمن المشكلة التي تعانيها الموالاة الآن في أنها أصبحت تطالب الحزب بأن يجهر بما لا يريد القيام به، لا بما يريد القيام به. وقد اختبرت في الأشهر الأخيرة موقفه مما كان يقول إنه لن يقدم عليه، أي استخدام السلاح، فإذا به يستخدمه في بيروت، ويكسب جولة أساسية في صراع سياسي حوّله ــــ ومن خلاله حلفاؤه ــــ إلى أكثر من شريك في السلطة الإجرائية. لذا يتركّز تحفّظ الغالبية على أنها لا تريد أن تجعل من البيان الوزاري للحكومة الأولى للسنيورة، وتأييده الحق المشروع في المقاومة، قاعدة ثابتة لتحديد موقف نهائي وقاطع من سلاح الحزب في كل حكومة تالية، وسابقة تفرض نفسها على طاولة الحوار الوطني المرتقب.
ـ صحيفة الأخبار غسان سعود: يقول مصدر آخر، يذهب الرئيس سليمان إلى دمشق مفعماً بالثقة بالنفس، وهو العالم أكثر من الجميع بدور السوريين الإيجابي في دعم وصوله إلى بعبدا. ويقول المصدر إن سليمان قدم خلال حقبة ترؤسه قيادة الجيش نموذجاً لرجل يحترم العلاقة بين التوزيع الطائفي لوظائف الدولة وحفظ حقوق الطوائف دون أن يتحوّل جزءاً من تناهش بعض رجال الطوائف لبعض، ويقدر المرجعيات الطائفيّة والسياسيّة دون التحول إلى ناظر يرعى مصالحها. وهو منذ التوافق عليه في الدوحة حاز إعجاب المسيحيين في 3 امتحانات: الأول، في بقائه على مسافة واحدة من الفريقين المسيحيين المتنازعين. الثاني، في تضمينه خطاب القسم كل ما يتطلع إليه المسيحيون في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانيّة ـــــ السورية، المعتقلين في السجون السورية والمخفيين قسراً، اللاجئين إلى إسرائيل، والتوطين. والثالث، في اختياره لوزرائه، إذ اختار، سواء أحب البعض الياس المر أو لم يفعل، وجوهاً تلقى قبولاً في أوساط المسيحيين، وتقديراً. وهكذا يجد الرئيس أنه رغم رفضه الدخول في دائرة الاستقطاب الحاد والنزاع بين الموالاة والمعارضة، نجح في التأسيس لحد أدنى من الحيثية المسيحيّة، التي يدرك أنها تحتاج إلى وقت واهتمام كبير لتنضج وتتطور. وهو بعد اطمئنانه إلى هذه الحيثية، يتطلع صوب الشام، لثقته، يقول المصدر نفسه، إن النظرية التي سبق الكلام عليها صائبة إلى حد بعيد.
ـ صحيفة الأخبار جان عزيز: يسود جوّ لدى فريق النصف +1 أنه مقبل على استحقاق نيابي صعب، أو خاسر. لأن القاعدة التاريخية في لبنان أن الأكثرية النيابية في ساحة النجمة هي مجموع السلطة في بيروت، زائداً المناخ الإقليمي المتفاعل معها. وإزاء هذه الأجواء، تتبلور لدى الفريق نفسه ردود فعل ثلاثة، هي في الواقع تعبيرات عن الظروف الذاتية والموضوعية لكل مكوّن من مكوّنات هذا الفريق.رد الفعل الأول يمثّله أساساً مسيحيّو &laqascii117o;ائتلاف النصف +1" داخل الحكومة الحالية، وعنوانه الظاهر هو عدم التسليم مسبقاً باحتمال خسارة الانتخابات منذ الآن، لا بل الاستعداد المطلق لخوضها تحت عنوان واحد: نزع سلاح حزب الله. وينطلق أصحاب رد الفعل هذا من ثلاثة اعتبارات: أولاً اعتقادهم بأن هذا العنوان الانتخابي لمعركتهم يملك من الجاذبية المسيحية ما يؤهّلهم على الأقل لعدم الاستسلام. ثانياً، رهانهم الدائم على أن الأشهر العشرة الفاصلة عن الاستحقاق الانتخابي قد تحمل تطورات إقليمية تعيد ترجيح الكفّة السعودية في مواجهة سوريا، وقد تعيد الاهتمام الأميركي بلبنان، من زاوية احتمال فشل الحوار بين واشنطن وطهران. وثالثاً، الحساب القائل بأن معركتهم ضد سلاح حزب الله قد تمثّل نقطة التلاقي للتحوّلين المرتجيين سعودياً وأميركياً. كذلك يخلص أصحاب رد الفعل هذا إلى حسم خيارهم: &laqascii117o;اعرف عدوك، سلاح حزب الله عدوك".رد الفعل الثاني ضمن الفريق نفسه يمثّله وليد جنبلاط، وعنوانه، لا &laqascii117o;التكويع" كما يحلو للبعض توصيفه، ولا الانقلاب على الذات، ولا حتى إعادة التموضع، بل مجرد التراجع خطوة والوقوف عند &laqascii117o;تقاطع الطرق" الداخلي والإقليمي والدولي، بما يتيح انتظاراً مريحاً حتى انقشاع الأجواء.يبقى رد الفعل الثالث، ويمثّله اتجاه واضح لدى بعض المكوّن الحريري داخل فريق &laqascii117o;النصف الحكومي"، وعنوانه دفع الأمور، أو تركها تندفع تلقائياً، أو على الأقل عدم الممانعة في اندفاعها العفوي نحو عدم إجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل. وينطلق أصحاب هذا الاتجاه من عاملين اثنين: أولاً معرفتهم بأن التطورات الإقليمية المتاحة في الأشهر الفاصلة عن الاستحقاق الانتخابي ستكون أكثر خللاً لميزان قوتهم، على عكس رهان مسيحيي فريقهم. وثانياً إدراكهم بعدم قدرتهم على التكيّف مع أي تبدّل، على عكس &laqascii117o;الخيار المحتمل" لجنبلاط، وهو ما بدأ التمهيد له بالكلام عن استحالة الانتخاب في ظل السلاح.
ـ صحيفة الأخبار عفيف دياب: تشير قوى حزبية من خلال متابعتها للشأن الانتخابي في البقاع الغربي إلى أن الأكثرية قلقة من المتغيّرات في الشارع السنّي، و&laqascii117o;وضعها في الشارع الشيعي صفر، والقوات اللبنانية لم تستطع خرق معاقل التيار الوطني الحر في الشارع المسيحي في المنطقة، كما أنها لم تجد حتى الآن مرشحاً ينافس النائب السابق إيلي الفرزلي الذي يرفض أن يكون مرشحاً موظفاً عند هذا أو ذاك"، وبالتالي لا تستبعد هذه القوى أن تصل الأمور إلى حدّ &laqascii117o;اكتفاء الأكثرية بخوض المعركة بمرشحين اثنين من السنّة، وواحد من الدروز، وترك بقية المقاعد شاغرة". ويضيفون أن الفرزلي &laqascii117o;مرتاح إلى وضعه الانتخابي، وخاصة أن المعارضة تتجه إلى تأليف لائحة واحدة وموحدة ستضمّ الفرزلي حكماً، وستعبّر بشكل واضح عن وحدة قوى المعارضة في البقاع الغربي، خلافاً لما تشيعه الموالاة أن المعارضة تتخبط في رسم مشهدها الانتخابي". ويشير متابعون إلى أنّ الأسماء المرشحة عند المعارضة في المنطقة متجانسة ومتوافقة حتى اللحظة في التحالف، وقد حسمت المعارضة اسم مرشحها الأرثوذكسي، إيلي الفرزلي، عكس الموالاة التي تعيش أزمات برزت أخيراً. ولا تستبعد هذه القوى الحزبية المعارضة إصرار جنبلاط على التمسك بالنائب انطوان سعد مرشحاً وحيداً للموالاة &laqascii117o;في حال عدم التوصل إلى تفاهم مع القوات والمستقبل بشأن مرشح يرضي الأطراف الثلاثة ويستطيع تجيير أكبر عدد ممكن من الأصوات المسيحية التي تعوّض خسارة الأصوات الشيعية". ووقوف حزب الله وحركة أمل إلى جانب لائحة المعارضة، يعني خسارة أكثر من 5 آلاف صوت هي حكماً من حصة الفرزلي الذي لم ينل من الأصوات الشيعية في انتخابات 2005 سوى 2300 من أصل 8 آلاف مقترع شيعي.
ـ صحيفة الديار كمال ذبيان: يترك حزب الله للرئيس بري معالجة موضوع البيان الوزاري، وتضمينه الفقرة التي وردت في البيان الوزاري للحكومة المستقيلة حول المقاومة، وتم الاتفاق معه في الاجتماع الأخير الذي عقد بين الطرفين في عين التينة، حيث أبلغ الرئيس بري وفد حزب الله بأنه يعمل مع النائب وليد جنبلاط على تسوية تضمن حق المقاومة، وانه على اتصال مع النائب سعد الحريري الذي لم يبد ممانعة في ان يرد في نص البيان، ما يشير إلى المقاومة في حق مقاومة الاحتلال الإسرائيلي مع التأكيد على احترام القرار 1701 وتظهير دور الدولة في أنها صاحبة القرار في الدفاع عن الأرض. هذا الاختراق الذي حققه الرئيس بري مع جنبلاط والحريري لم يصل إلى السنيورة الذي يتهرب من ذكر المقاومة في البيان، واعتبار مرحلتها انتهت مع القرار 1701. وفي هذا الإطار يكشف أحد قياديي حزب الله بأنه السنيورة ومعه القوات اللبنانية والكتائب وصقور في تيار المستقبل يرفضون العودة إلى ما ورد حول المقاومة في البيان السابق وهم ملتزمون مع الإدارة الأميركية في هذا التوجه. وبحسب القيادي المذكور فإن السنيورة يناور ويماطل ويسعى إلى إرضاء الأميركيين في هذا المجال، فهو مرتبط بوعد أمام الإدارة الأميركية بنزع سلاح المقاومة. (...)