صحيفة 'الشراع'
- حزب الله يستنفر ضد معارضيه خشية من احمد أسير شيعي
حالة من الاستنفار الشديد يشهدها حزب الله في دوائر انتشاره ومناطق تواجده تحسباً لأي تحرك معارض سواء من شخصية معممة او غير معممة او من لقاءات ومؤسسات.
وظهرت هذه الحالة الاستنفارية من خلال موجة الاشاعات التي أطلقت بحق معارضين لتوجهات حزب الله عموماً وموقفه من الثورة السورية بشكل خاص. ووصل الامر الى حد توزيع مناشير في في قرى معينة تتهم شخصيات بالعمالة ومنها وصف أحد المشايخ بأنه ((شيخ العملاء)) في مقارنة مع عبارة ((شيخ الشهداء)) المعروف بها الشيخ الشهيد راغب حرب في احدى بلدات الجنوب.
ويبدو ان هذه الحملات مستمرة في خط تصاعدي من خلال بعض الممارسات والتهديدات وعمليات الترهيب، علماً ان كثيرين ممن يتعرضون لهذا النوع من الضغوط لا يجاهرون بها.
وفي السياق نفسه يصر عالم دين شيعي فاعل في اوساط عدة، على عدم الكشف عن ضغوط تعرض لها، رغم ان احداها استهدفت مقرباً منه، وتم فيها استخدام السلاح واطلاق النار واصابة هذا الشخص، كما جرى تهديد آخرين لإبعادهم عنه في مقدمة لتعريته.
وتأتي هذه الضغوط رداً على الحراك اللافت سياسياً وحوزوياً لرجل الدين المشار اليه وبشكل متمايز وأحياناً متعارض مع الاجواء السائدة المفروضة على الواقع الشيعي اليوم. وفي معلومات خاصة فقد تم اتخاذ قرار على مستوى عال وصارم من قبل قيادة حزب الله لوضع حد لنشاط هذا الشيخ، وتخييره بين الانصياع الكلي لخط الحزب السياسي وبين التخلص منه بأي طريقة ومن ضمن ذلك توجيه تهمة معينة له. وقد بدأ الحديث في أوساط معنية للتشهير بهذا الشيخ عن انه يتقاضى مبلغاً شهرياً قدره خمسة آلاف دولار أميركي لمؤسسة دينية تابعة له من قبل سفارة غربية في بيروت، علماً ان هذه المؤسسة الدينية لم يتم التعرض لها سابقاً من قبل الحزب إلا ان كل العاملين فيها والمعنيين بمتابعة أوضاعها لاحظوا انها تحت الرصد والمراقبة المشددة، وعندما بدأت هذه المؤسسة تكبر وتظهر حيويتها في مجالها وفي الوسط السياسي خاصة لدى اتخاذها مواقف داعمة للثورة السورية..
كل ذلك جعل قواعد التعاطي من قبل حزب الله مع هذه المؤسسة والشيخ المسؤول عن إدارتها تتغير، وازدادت المخاوف في الحزب من استغلال هذه المؤسسة الدينية الشيعية في دعم الثورة السورية.
وأثار ذلك ما يشبه الريبة من إمكانية مشاركة هذه المؤسسة في نشاط سياسي مستقبلاً، علماً ان معترضين على نشاط الشيخ المذكور لا يخفون نجاحه في الوسط الديني، بعد ان استطاع تشكيل حيوية خارج الدائرة الشيعية وتحديداً في دوائر الطوائف والمذاهب الاخرى، وهذا الامر هو من مسببات صدور قرار بتحجيمه.
ويرى متابعون ان حزب الله توقف ملياً امام نشوء ظاهرة الشيخ احمد الاسير في الوسط السني، وانطلاقاً من خشية نشوء مثل هذه الظاهرة شيعياً فإن الحزب يعمل اليوم على إلغاء او حذف او الامساك بعدة عمامات شيعية ترغيباً او ترهيباً، بالاستيعاب او بالاكراه، بالاغراء او بالتهديد، حتى انتفاء ظروف او امكانية بروز شخصيات ذات تأثير.. وحتى لا تتكرر تجربة احمد الاسير لدى الشيعة.
- 'الشراع':
عضو كتلة 'المستقبل' النائب احمد فتفت: يستطيعون الوصول الى الحريري واغتياله في بيت الوسط من الجو والبحر
مسلسل الاغتيالات عاد بقرار سوري لنقل المعركة من سوريا
*اغتيال اللواء الحسن كان متوقعاً
*يوم الانفجار كان من المفترض ان يلتقي اللواء الحسن بالنائب حوري ليطلعه على رسائل التهديد للنواب
*الصحافة ساهمت في الكشف السياسي للشخص لتجعل الاغتيال مبرراً
*اي سياسي مثل عون يقول هكذا كلام يتحمل مسؤولية أدبية كبيرة لأنه يساهم في انكشاف الامن والسياسيين
*علاقتي مع اللواء الحسن اخوية وصداقة
*التقيت به منذ اكثر من شهر وقال لي انه يمكن ان يكون معرضاً للإغتيال
*هناك أدلة على تورط حزب الله في ثلاث قضايا
*موازنة الحكومة لعام 2012 هي جزء من الحملة على قوى الامن الداخلي
*العقيد عماد عثمان سيجد في المؤسسة ضباطاً محترفين
*لن نقاطع مجلس النواب، لا بل اي اجتماع تشارك فيه الحكومة
*نحن لا نهاجم الرئيس ميقاتي شخصياً بل كرئيس حكومة
*التقدم على السراي الحكومي حركة عفوية وانفعالية وعاطفية
*أخشى على تيار المستقبل من الاغتيالات والابتزاز السياسي
*ممكن ان يصلوا الى بيت الوسط عبر البحر ومن خلال الطائرات
*كلام المفتي يعبر عن رأيه ويمثل حاله
*نتفق مع الاسير على المضمون وليس الاسلوب
*الموقف الدولي لم يساند الحكومة بل الاستقرار
*هذه الحكومة وحزب الله بالذات لا يريدان الانتخابات لأن حزب الله يشعر بالراحة وغير مضطر للمخاطرة
تجاوزت علاقة عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت باللواء المظلوم وسام الحسن الامن والسياسة، لتتوج بعلاقة صداقة وأخوة لم تخلُ من الخبز والملح.
فهو يصفه بصاحب عقل سياسي واستراتيجي وكان مؤهلاً للوصول الى اعلى المراكز في مؤسسة قوى الامن الداخلي.
ومع ذلك فإن اغتياله لم يشكل مفاجأة بالنسبة اليه، ولا حتى للواء المظلوم الذي كان قد تحدث عن هذا الاغتيال خلال لقائه بفتفت منذ اكثر من شهر من تاريخ اغتياله.
يوجه فتفت اصابع الاتهام نحو النظام السوري وأزلامه في لبنان، خصوصاً من يسيطرون على مطار رفيق الحريري الدولي في اشارة منه الى حزب الله، اضافة الى الصحافة والاقلام الصحافية في عدد من الصحف اللبنانية التي ساهمت في الكشف السياسي له لتجعل اغتياله مبرراً.
ويعتبر فتفت ان الهجوم على الحكومة لا يطال شخص الرئيس نجيب ميقاتي لا بل موقع رئاسة الحكومة، معتبراً ان التقدم الذي جرى من قبل عناصر من قوى 14 آذار/ مارس على السراي هو حركة عفوية وانفعالية.
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، يرى فتفت ان مسألة تأجيلها قد تكون واردة لأن الحكومة وحزب الله بالذات لا يريدانها ولا سيما ان حزب الله يشعر بالراحة على وضعه وغير مضطر للمخاطرة في الدخول في عملية انتخابية.
هذه المواضيع وسواها تحدث عنها النائب فتفت في هذا الحوار، فسألناه:
# كيف تقرأ عملية اغتيال اللواء وسام الحسن؟
- اغتيال اللواء الحسن لم يكن مفاجئاً، بمعنى ان اللواء الحسن كان يتوقعه وكان يتكلم أمامنا، خصوصاً في الفترة الأخيرة بعد التهديدات والحملات الاعلامية التي تعرض لها عبر صحيفة ((الاخبار)) و((الديار)) وعبر اللواء جميل السيد والعميد مصطفى حمدان، والكلام الذي ورد عبر الصحف السورية وذلك على اثر اكتشافه لجريمة نقل متفجرات إلى لبنان بواسطة الوزير ميشال سماحة من قبل اللواء علي مملوك.
كان متخوفاً من تعرضه لمحاولة اغتيال في أي لحظة، وكان يتخذ إجراءات أمنية على قدر المستطاع. وبما انه ما من جريمة كاملة، فإنه لا يوجد إجراءات أمنية كاملة ولا بد من وجود ثغرات تمكن المجرمين من القيام بفعلتهم.
وهذا الاغتيال جاء في سياق ثلاث محاولات اغتيال سابقة أو أربع إحداها كانت موجهة إلى اللواء مدير عام قوى الأمن الداخلي أشرف ريفي أو اللواء الحسن وأخرى موجهة إلى سامي الجميل، إضافة إلى محاولة الاغتيال التي نفذت بحق د. سمير جعجع ومن ثم محاولة اغتيال النائب بطرس حرب.
وفي هذا السياق يبدو ان موجة الاغتيالات عادت إلى البلد وهناك محاولات تنجح وأخرى تفشل. ولكن التفكير الاجرامي السوري للأسف مدعوم داخلياً، فالجريمة لا تنفذ إذا لم يكن لها دعم داخلي. لذا نحن أمام مرحلة خطرة في تاريخ البلد، بعد محاولة الاغتيال هذه شعرت 14 آذار/مارس ان هناك ضربة موجهة نحو أمنها، لأن اللواء الحسن كان يتواصل بشكل مباشر مع كل أطراف 14 آذار/مارس مع كل مشكلة أمنية كانت تعترضنا.
وفي يوم الانفجار كان من المفترض أن يلتقي بالنائب عمار حوري في الساعة الثالثة عصراً ليطلعه على رسائل التهديد التي تصل إلى النواب.
عون – الصحافة – الحسن
# هل تعتبر ان المقالات التي نشرت في الوسائل الاعلامية المذكورة كانت بمثابة تهديدات؟
- المشكلة اننا عشنا في كل مرة السيناريو نفسه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بدأت تهديدات قبل شهر ونصف وأدت إلى اغتياله، ومع جبران تويني كذلك الأمر ومن ثم اللواء الحسن فهذا الأمر ليس مصادفة.
في كل مرة يحصل تهديدات من الصحف نفسها فالكاتب الصحفي لا يعلم بالتهديد ولكنه يتلقى تعليمات من مرجعياته السياسية سواء في دمشق أو بيروت، ليذهب في اتجاه معين، وبذلك فإنه يساهم في الكشف السياسي للشخص ليجعل الاغتيال مبرراً بشكل أو بآخر.
أي اعلامي يدعو إلى القتل وأي سياسي مثل العماد ميشال عون الذي يقول عن اللواء الحسن ((اللي بيدق بالتوتر العالي بيتفحم)) فهو يتحمل مسؤولية أدبية كبيرة لأنه يساهم في انكشاف الأمن والسياسيين.
الحسن الصديق
# كيف تصف علاقتك به، هل كنت على علاقة مباشرة معه؟
- نعم منذ ان أصبحت نائباً في العام 1996 تعرفت على اللواء الحسن حيث كان مقدماً في رئاسة الحكومة وعلى مقربة من الرئيس الحريري في العام 1998. تطورت العلاقة من علاقة سياسية إلى علاقة شخصية خصوصاً عندما كنت وزيراً للداخلية. كان صديقاً وزرته في بيته ولم تكن العلاقة سياسية أو أمنية فقط إنما أخوية وصداقة. كنا نلتقي أحياناً مساء على العشاء في مكتبه لنتكلم بأمور معينة، وكانت العلاقة قوية معه.
# متى التقيت به آخر مرة؟
- منذ أكثر من شهر في جلسة مسائية في مكتب اللواء الحسن حيث كنا أصدقاء مشتركين وحينها قال انه يمكن أن يكون معرضاً للاغتيال.
# بماذا كان يتميز؟
- كان لديه القدرة على معرفة الشخص ما إذا كان جدياً أم لا في موضوع الأمن لمجرد ان يستمع إلى قصة أو رواية ما. كان عقلاً أمنياً وكان عقلاً سياسياً استراتيجياً وهذه قيمة الضربة التي وجهت إليه لم توجه إلى شخص عادي. ويشكل فقدانه خسارة على كل الصعد وللوطن لأن شخصية مثل اللواء الحسن لا يمكن إيجادها بسهولة.. وكان مؤهلاً لمراكز متقدمة في قوى الأمن الداخلي. فهذه ضربة إلى قوى الأمن الداخلي وللدولة.
حزب الله والاغتيالات
# من تتهم في اغتيال اللواء الحسن؟
- اغتيال اللواء الحسن يشبه اغتيال النائبين جبران تويني وانطوان غانم. فتبدأ الملاحقة والمطاردة من المطار هناك انكشاف في المطار، شئنا أم أبينا المطار بيد حزب الله. هل هو مسؤول؟ لا أعلم ولكن المطار بيده.
وشاهدنا عندما جاء اللواء جميل السيد كيف استولى حزب الله على المطار ليخرج السيد من دون أن يوجه له أحد كلمة، وهذا مؤشر مهم.
ثانياً، هناك ثلاث قضايا متلبس فيها حزب الله: قضية ميشال سماحة، قضية الشهيد رفيق الحريري حيث يرفض الحزب تسليم أربعة من قيادييه للمحكمة الدولية واعتبرهم قديسين. والأخطر لبنانياً موضوع محمود الحايك في قضية اغتيال النائب بطرس حرب.
فالإسم والشخص معروفان وحزب الله يرفض تسليمه إلى القضاء اللبناني، فحزب الله يستقوي بسلاحه على كل الناس وغير معني بالدولة اللبنانية.
وللأسف هناك أطراف سياسية في الدولة لديها مصلحة في التحالف مع حزب الله من أجل مصالحها أو من أجل شبق السلطة.
# هذا الاتهام أليس سياسياً بامتياز؟
- هذه الاتهامات ليست سياسية لا بل ان هناك أدلة.
# ما هي آخر ما توصلت إليه التحقيقات في FBI؟
- ليس لدي معلومات فالتحقيق يتم بشكل سري. فريق الـFBI اشتغل على الأرض في التحقيقات ولا علاقة له بالسياسة.
# فرع المعلومات نشأ في عهدك عندما كنت وزيراً للداخلية. إلى أي مدى يؤثر غياب الحسن على سير العمل فيه؟
- فرع المعلومات نشأ في التسعينيات، ولكن التطور الكبير كان في العام 2006 بعد ان كان هناك معركة ضد الارهاب.
أثبت هذا الجهاز فعاليته في ثلاثة ملفات أساسية على الأقل:
- جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
- المعركة ضد فتح الاسلام.
- محاربة التجسس الإسرائيلي.
لذا أرى من الحقارة ما تعرض له وسام الحسن وفرع المعلومات من قبل بعض السياسيين الذين يدعون الوطنية أمثال ميشال عون، بالرغم من الانجازات الوطنية الحاصلة على كل المستويات. وآخر إنجاز هو كشف الدور الاستخباراتي السوري في عمليات الاغتيال والتفجيرات في لبنان.
# ولكن إلى اي مدى يؤثر غيابه؟
- الحسن كان إنساناً مهماً جداً وكان مؤسساتياً وترك مؤسسة فعالة جداً وبالتأكيد سوف تتأثر، ولكن لأنه كان يتوقع أن يتعرض لما تعرض إليه، سعى لأن يكون هناك مؤسسة.
والمؤسسة طبعاً لا يمكن أن تعمل دون غطاء سياسي ومالي.
وأنا أستغرب ما فعلته الحكومة في موازنة 2012 حيث أرسلت إلى المجلس النيابي اقتراحاً يرفع الموازنة السرية للجيش اللبناني من 12 مليار إلى 17 مليار، وهذا مبرر.
ويرفع موازنة الأمن العام (4500 عنصر) من مليار ونصف المليار إلى 9 مليار. بينما الأمن الداخلي (30 ألف عنصر) تبقى 10 مليارات كما كانت.
لذا هناك توجه لتغذية أجهزة غير فعالة على حساب المعلومات ومحاولة ضرب المعلومات وهذا مؤشر واضح مارسته هذه الحكومة. وعندما سئل رئيس الحكومة من قبل اللواء الحسن، قال له لم أنتبه وسنرى ماذا سنفعل. وعندما وجهت هذا السؤال في الاعلام إلى وزير الداخلية، قال لي انه يصار إلى العمل على الموضوع منذ عشرة أيام.
# فإذن هناك حملة على قوى الأمن الداخلي؟
- هذه مؤشرات، وأسميها فضيحة في موازنة 2012 وهي جزء من الحملة.
# ماذا تتوقع لرئيس شعبة المعلومات الجديد عماد عثمان؟
- عماد عثمان أعرفه وكان مدير مكتبـي عندما كنت في وزارة الداخلية. وحتى الآن لم أتصل به، وهو يقوم بعمل جيد في خصوص اتصالاته على الصعيد الأمني حيث يتخذ إجراءات أمنية جيدة.
وأوجه له التحية عبركم وأتمنى له كل نجاح. عماد عثمان سيجد في المؤسسة ضباطاً محترفين، رفيعي المستوى، قادرين على القيام بإنجازات وبالتعاون مع الجميع سيستطيع القيام بإنجازات مهمة.
14 آذار موحدة
# فيما يتعلق بلقاء معراب الأخير ما هي أبرز النقاط التي تم التركيز عليها؟
- أولاً كان هناك حملة اعلامية على 14 آذار/مارس انها مشتتة ومختلفة، وكان هذا جزءاً من اللقاء كي نظهر اننا موحدون. وقد انبثقت لجنة عن لقاء معراب تحضر وثيقة سياسية بإسم الكل، وسوف نؤكد على كل ما قلناه في المرحلة السابقة ولماذا نحن ضد الحكومة وأين قصرت الحكومة أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً، ولماذا نحملها المسؤولية. ونقول ان الأمور مفتوحة أمامنا لأي تعاط سياسي سلمي ولكنه شامل، وصولاً إلى مرحلة العصيان المدني السلمي في وجه هذه الحكومة في حال استمرت في ارتكاباتها.
# إلى أين ستصلون في مقاطعة مجلس النواب؟
- نحن لا نقاطع مجلس النواب، بل نقاطع أي اجتماعات ستشارك فيها الحكومة.
أما إذا حصل اجتماع في مجلس النواب ممكن أن نشارك ولكن هناك مشكلة في الأمن والتنقل. فنحن نعمل على اللجنة الفرعية للانتخابات النيابية أنا والرئيس فريد مكاري والنائب سامي الجميل وأكرم شهيب ونعتبر ان هناك تهديداً يحيط بنا وبالتالي نحن لسنا مستعدين للمخاطرة بلا سبب.
الرئيس مكاري عرض أن تكون الاجتماعات في منـزله ويبدو ان هذا الأمر لم يلق تجاوباً لا نريد مقاطعة المجلس النيابي، ولكن شرطة المجلس النيابي تصرفت منذ أيام وكأنها ميليشيا حيث هجمت على المخيم، الذي هو خارج نطاق عملها الجغرافي، والرئيس نبيه بري لم يأخذ أي إجراء.
وهذا الأمر يذكرني بقصة حينما شمتت إحدى المذيعات باغتيال النائب وليد عيدو وطالبت باغتيالي، والرئيس بري لم يتخذ أي إجراء.. أفهم ان الشخص يقع في خطأ ولكن ما لا أفهمه عدم الاعتراف بالخطأ.
# ماذا عن اللجان النيابية؟
- اللجان النيابية إذا وجدت فيها الحكومة لن نكون موجودين وبالاجمال الحكومة تكون موجودة باللجان. ولذا لن نحضر أي شيء يمت إلى الحكومة، والموقف واضح جداً.
# هل 14 آذار/مارس تعمل على الصدمة، بمعنى لا تظهر على الساحة إلا لدى حصول أزمة؟
- لا على العكس، ولكن الحكومة يجب أن لا تستمر وقدمنا لرئيس الجمهورية مذكرة بهذا الموضوع منذ أشهر ولم نصل إلى نتيجة.
# ولكن لماذا يتم استهداف الرئيس ميقاتي بهذا الشكل؟
- لأنه رئيس الحكومة وطبيعي. فهذه أول مرة تأتي حكومة في تحد وانقلاب ويفرض رئيس الحكومة بالقمصان السود.
هل معقول ما حصل آخر فترة، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اتهما سوريا بنسب ارتباط الجريمة في قضية ميشال سماحة، وفي اليوم الثاني يستقبل وزير الخارجية السفير السوري بابتسامة فارهة ويعطيه المنبر ليتكلم ما يريد.
نحن لا نهاجم الرئيس ميقاتي شخصياً ولكننا نهاجمه كرئيس حكومة.
الهجوم على السراي
# ماذا عن الهجوم على السراي الحكومي؟
- ما حصل حركة انفعالية عفوية وعاطفية، وإذا راجعنا الفيلم على ((العربية)) فإن عدد الاشخاص الذين تجاوزوا الحاجز لم يصلوا إلى عشرة أشخاص.
وما حصل ليس هجوماً والعناصر الذين أصيبوا كان بفعل القنابل الغازية التي ردها الهواء عليهم.
# ولكن اغلبية من توجهوا الى السراي كانوا من القوات والكتائب، اين السنة؟
- نحن في 14 آذار/ مارس لا نفكر بـ((اين السني))؟ والذين توجهوا الى السراي كانوا من كل التوجهات السياسية دون استثناء. حتى تبين ان الشخص الذي كان يحمل العلم السوري هو لبناني، تعبيراً عن موقف سياسي.
# هل تخشى على تيار المستقبل في ظل غياب الرئيس سعد الحريري والظروف المادية التي يمر بها التيار، الى جانب الحملات التي تشن عليه من الفريق الآخر؟
- اخشى على التيار بالنسبة للاغتيالات والابتزاز السياسي الذي تمارسه الحكومة، اضافة الى الابتزاز الامني. الآن فهمت الناس سبب غياب الرئيس الحريري، فبالرغم من اجراءات الحسن الامنية استطاعوا الوصول اليه.
ممكن ان يصلوا الى الرئيس الحريري في اي وقت وبيت الوسط مكشوف ممكن ان يطالوه من البحر، فلا نريد ان نضحك على انفسنا، خصوصاً بعد ان ابلغونا انه لديهم طائرات ويمكن ان تحصل اغتيالات من الجو، وكل شيء وارد. لذا نحن امام مخاطر جدية على الصعيد الامني، اما على الصعيد السياسي فأنا على ثقة بضمير الناس ووعيها وخيارات الناس واضحة، فتيار المستقبل يعبر عن خيارات الناس، فقد يكون ليس شعبياً في وقت معين ولكن الناس تدرك ان هذا الموقف الشعبـي الصح، فلا اخشى على التيار في ظل وجود قيادات على الارض، فالرئيس فؤاد السنيورة موجود وفعال جداً، طبعاً لدينا مشاكل مادية ومشاكل حركة ولكن يبقى الامن هو هاجسنا الاساسي.
خارطة سنية
# هل هناك خارطة سنية جديدة في ظل انعدام الإلفة بينكم وبين المفتي محمد رشيد قباني الى جانب الحضور السلفي، وظاهرة الشيخ احمد الاسير؟
- هذه الامور ليست جديدة، فالطائفة السنية لا تشبه الطوائف الاخرى من حيث وجود قيادة واحدة. فالطائفة السنية تعتبر نفسها طائفة الدولة اللبنانية بمعنى انها منفتحة على كل الاطراف. الناس تتعاطف مع الشيخ احمد الاسير لأنه ينـزل على الارض والناس بحاجة الى ذلك. لا اعلم ان كان هناك مصلحة بهذا التصويت اي ان الطائفة السنية تتجه نحو التطرف، فالطائفة السنية معتدلة وستبقى كذلك.
اما كلام المفتي فهو بكل صراحة يعبر عن رأيه ويمثل نفسه.
# ما رأيك بتحركات الشيخ احمد الاسير؟
- الشيخ احمد الاسير هو واقع لأنه يعبر بكلامه عما يفكر به الناس، وما يقوم به هو بأقل سياسة عما نقوم به نحن. خطابه وطني وغير متطرف، وربما الطريقة التي يقوم بها تستفز البعض وتثير الحساسية، الخلاف بيننا وبينه على الاسلوب وليس المضمون، لأننا متفقون معه على المضمون.
# بالنسبة لـ14 آذار/ مارس ايضاً، هل هناك خارطة جديدة لها، خلافاً للعام 2005 حيث كانت تضم العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط، والآن نسمع ونقرأ عن خلاف بين الكتائب والامانة العامة لـ14 آذار/ مارس؟
- العماد عون خرج منذ زمن من 14 آذار/ مارس.. وبرأيي من قبل اغتيال الرئيس الحريري بدأ الجنرال عون يتخذ خطوات بالخروج.
المشاكل بين الكتائب والامانة العامة هي تنظيمية وليست بالمضمون. في الموقف السياسي يتم التنسيق حوله بين الثلاثي: المستقبل، الكتائب والقوات، هناك طبعاً تعبير مختلف في لحظات معينة وقراءات مختلفة، فنحن لسنا حزباً واحداً ولسنا حزب الله والسيد حسن نصرالله يقود الجماهير.
د. سمير جعجع والرئيس أمين الجميل لا يستطيعان ان يتصرفا كما يتصرف الجنرال عون تجاه حزب الله، فنحن نصر على الوجه التعددي والديموقراطي لـ14 آذار/ مارس.
# ما رأيك بالموقف الدولي لمساندة الحكومة؟
- الموقف الدولي لم يساند الحكومة لا بل ساند الاستقرار وخشي من الفراغ، فلنتكلم عن امرين:
- اولاً: الموقف الدولي في الايام الاخيرة بدأ يتبدل لأنه تبين له ان هذه الحكومة هي سبب عدم الاستقرار، وان كل ما حصل في البلد مسؤولة عنه الحكومة.
- ثانياً: الفراغ، ما من شيء اسمه فراغ في لبنان، فحتى لو استقالت الحكومة فهي تبقى لتصرف اعمال لحين تأليف حكومة جديدة.
الانتخابات في مهب التأجيل
# هل تشكك بحصول الانتخابات النيابية ام انها في مهب التأجيل؟
- يبدو ان هذه الحكومة لا تنوي إجراء انتخابات، فهي ترسل الى المجلس مشروع قانون انتخابات كيدياً كي لا يقبل، ثانياً، هي تشكك بانتخاب المغتربين علماً انه موجود في القانون عام 2008، ووزارة الخارجة واضح انها قصرت كثيراً وحتى في اللجان سمعنا ان انتخاب المغتربين لم ينضج بعد، حسب ما سمعنا من حزب الله، لذا هناك مشكلة كبيرة على هذا المستوى.
لذلك الحكومة مجبرة على اجراء الانتخابات اذا بقيت الى ذلك الوقت، على امل ان لا تبقى، لذا بالنسبة لنا حتى تحصل انتخابات وتكون مريحة للجميع اقترحنا الحكومة الحيادية وهي انقاذية، وتستطيع ان تعمل على قانون انتخاب بسرعة ومستعدون لمساعدتها بالمجيء الى مجلس النواب كل يوم، واقترحت القوات والكتائب قانوناً اكثرياً مع دوائر صغرى، وقلنا اننا مستعدون للسير به.
# اذن تشعر ان هذه الحكومة لديها مسعى لتأجيل الانتخابات؟
- لدينا انطباع ان هذه الحكومة وحزب الله بالذات لا يريد الانتخابات لأنه لا يريد تغيير ((الستاتيكو)) الحالي وهو يخشى من اي نتيجة تضرب حلفاءه المسيحيين او السنة. وهو مستقوٍ بالسلاح واستطاع ان يخرق الطائفة المارونية عبر عون وفي الطائفة السنية عبر نجيب ميقاتي.
لذا يشعر بالراحة وليس مضطراً للمخاطرة.
عودة الاغتيالات
# هل تشعر ان مسلسل الاغتيالات عاد مجدداً؟
- طبعاً رجع، اولاً التهديدات التي تلقاها الرئيس سعد الحريري ومحاولات اغتيال سامي الجميل وسمير جعجع وبطرس حرب، واغتيال وسام الحسن.
هذا المسلسل عاد بقرار سوري لنقل المعركة من سوريا الى خارجها ليحولها الى حرب اقليمية تفيده ويظهر للناس انه امام عدوان اقليمي وليس معركة داخلية او ثورة.
# ما سبب عودة الاغتيالات؟
- هذا القرار اتخذته سوريا وحزب الله، ومشاركة حزب الله الى جانب سوريا فضحت التحالف وأصبح على الارض.
# ماذا عن رسائل الـSMS التي وصلتكم؟
- كانت من رقم سوري يبدأ بالرمز السوري 00963، وعلى Trascii117e Caller تبين انه يعود لشخص اسمه حيدر الاسد في سوريا، لا أعلم إذا كان اسماً وهمياً أو حقيقياً.
وبعدها قررت وزارة الاتصالات ان تقطع هذا الرقم وتمنعه من الدخول الى الشبكة اللبنانية، وهذه طريقة سخيفة ولا تحمي بذلك على العكس فالتهديد مستمر دون ان نعلم كيف.
هذا التصرف غير جدي من قبل وزارة الداخلية او الاتصالات، ونحن نريد تحقيقاً أوسع وان يسألوا السلطات السورية.
وأشك ان يسألوا، لأنه في قضية ميشال سماحة ((ما استرجوا)) ان يطلبوا علي مملوك للشهادة، فكيف سيسألون السلطات السورية.
# على من تخشى من القيادات السياسية؟ ومن هو التالي لا سمح الله؟
- هذا الامر لا يعرفه الا المجرم، والذي لن يقصر فإذا استطاع الوصول الى احد سوف يزيله، ففي مرحلة معينة وصلوا الى قتل نواب لأنه كان هناك انتخابات رئاسة جمهورية، وليد عيدو وانطوان غانم. وفي مرحلة معينة لمنع حزب الكتائب من اخذ حجم ودور بوجه التيار الوطني الحر اغتيل بيار الجميل.
وفي مرحلة معينة تم استهداف جورج حاوي، جبران تويني، سمير قصير ومي شدياق. وعندما كان الاستهداف لضرب حكومة الرئيس السنيورة قبل تأليفها جرت محاولة اغتيال الياس المر، وقبله اغتيال الرئيس الحريري وباسل فليحان ومحاولة اغتيال مروان حماده.
هذا مؤشر ان المجرم لديه خارطة سياسية يتصرف على أساسها.
# هل تعتبر ان الفتنة تحصيل حاصل في لبنان، خصوصاً ان الاحداث التي تلت اغتيال اللواء الحسن كانت مؤشراً واضحاً لذلك؟
- الفتنة ليست في الاغتيالات، لا بل في التعاطي مع الاغتيالات.
مثلاً عندما يستقبل وزير الخارجية السفير السوري فهذا تحد واستفزاز كبير وفتنة. وعندما تجتمع الحكومة وتتجاوز مطالب الناس فهذا مؤشر فتنة.
وعندما يهجم حرس مجلس النواب على الخيم فهذه فتنة أيضاً.
والفتنة يتحمل مسؤوليتها حزب الله وحلفاؤه.
# هل سيعود الرئيس الحريري قريباً؟ ام ان اغتيال اللواء الحسن أخّـر ذلك؟
- لا ادري، هذا الموضوع لا أحب ان أعطي رأيي به وهو موضوع أمني، هذا الموضوع متروك للرئيس الحريري وهو الذي يقرر وفق الظروف.
'الشراع'
- يواصل جهاز أمني رسمي عملياته وتحركاته في بيروت بعد تلقيه معلومات عن وصول مجموعات وخلايا أصولية تخطط لعمليات إرهابية.
وكانت دورية أمنية دهمت شقة منذ أسبوع في إحدى المناطق واعتقلت عراقياً يدعى محمود. ع. بعد فرار 3 من زملائه، وهو كان قادماً مع زملائه من العراق وعلى تواصل مع ناشط في القاعدة يحمل عدة ألقاب ومنها ((أبو علي خالد))، والشيخ عبد المولى.. والشيخ نظير..
وفي أحد فنادق الحمراء أوقفت دورية لاستخبارات الجيش خلية إرهابية تضم 3 أشخاص يمني يدعى محمد عبد المعطي ربحي، وشخصين من الجنسية الماليزية وهما رفيق محمود عرفي، ومحمد شعبان رزين، وهما من تنظيم القاعدة شاركا في معارك في اليمن، وكانا يخططان للدخول الى سورية بمساعدة لبناني يدعى أحمد. ب - يحمل جنسية قيد الدرس – وكانا على اتصال بمسؤول في تنظيم القاعدة في سورية.
التحقيقات مع معظم المعتقلين أظهرت انهم كانوا يخططون للقيام بعمليات إرهابية في لبنان، بالتنسيق مع مجموعات فلسطينية داخل مخيم عين الحلوة
- بدأت التعبئة العسكرية في حزب الله في البقاع دورة عسكرية لمجموعات في سرايا الإسناد الناري، حول صواريخ إيرانية متطورة من نوع صاعقة -2 مضادة للدروع والاهداف المحصنة، وقد تسلم الحزب كميات من هذه الصواريخ منذ مدة.
الدورة العسكرية تجري بإشراف خبراء إيرانيين في هذه الصواريخ برئاسة الضابط الايراني ح. ت.
تضم الدورة ما بين 30 الى 45 عنصراً موزعين على مجموعات تضم كل مجموعة 8 عناصر ولكل مجموعة مسؤول حزب الله، ومدرب إيراني من قوات القدس في الحرس الثوري، من سرايا الصواريخ والإسناد البري.
وكان المسؤول العسكري لحزب الله في البقاع ر. م. ش ومعه مسؤول حزبي عسكري عقدا سلسلة من الاجتماعات في مقر للحزب في منطقة علي النهري - رياق في البقاع
- لم يكن ينقص جريدة ((النهار)) إلا ان تعطي فبركة قضية الشاب المزور إيهاب العربي، حجماً يوازي الحجم الذي غطت به جريمة اغتيال اللواء المظلوم وسام الحسن، حتى يثبت ان منطق ميشال عون أصبح ممثلاً لخيارات الجريدة الجديدة.
ومنطق عون: ان هناك هجمة أصولية سنية ممتدة من سوريا إلى لبنان، وان الذين يقاتلون ضد الوحش بشار الأسد، هم أنفسهم الذين ارتكبوا العدوان المزعوم ضد الشاب إيهاب العربي!!
وجريدة ((النهار)) التقطت العربي وقضيته المزعومة، من محطة حزب الله ((المنار)) لتتحف به قراءها في الصفحة الأولى.. ثم تلتزم الصمت بعد ان كشفت استخبارات الجيش ان إيهاب هذا هو من بيئة حزب الله وثقافتها الكارهة لكل رأي آخر في لبنان، خاصة إذا كانت هذه الآراء معبرة عن حق الاعتراض وحق الاستقلال وحق السيادة.. الم يسقط جبران مظلوماً من أجل هذه القيم؟
يبدو ان منطق ميشال عون اخترق ((النهار)) وفتح في صفحاتها كوات لسيادة منطق حلف الاقليات، وأولها حلف المسيحيين والشيعة والعلويين..
ألم تدفع الاقلية العلوية في سوريا ثمن ولائها لبشار الأسد أو صمتها عنه أو تسليمها مصيرها لشبقه للسلطة والمال؟ فلماذا يريد بعض المسيحيين إلحاق أنفسهم بمصير العلويين المؤيدين لبشار؟ إذا كان صحيحاً ان الاصولية قادمة؟
كانت قوة ((النهار)) دائماً انها صوت الأكثرية فلا تنـزع عنها قوتها.
- ذكرت أوساط سورية معارضة ان الاستخبارات التركية تتحرى عن مجموعات تطلق على نفسها اسم ((البشاريون)) تضم مواطنين أتراكاً من أصول سورية من الطائفة العلوية، معظمهم من لواء اسكندرون، كون هؤلاء يقومون بنشاطات أمنية وعسكرية لصالح النظام السوري ومكلفين برصد تحركات المعارضة السورية والجيش السوري الحر في تركيا.
وأضافت المصادر ان شبيحة بشار الأسد صارت تتخذ من منطقة اسكندرون في سوريا مسرحاً لنشاطاتها وتحركاتها
- مسؤول أمني كبير في دولة عربية نصح الرئيس سعد الحريري بعدم السفر الى لبنان، والمشاركة في تشييع اللواء وسام الحسن، نظراً لتوافر معلومات عن مخطط لاغتياله خلال وصوله الى المطار في بيروت بواسطة قناص محترف.
وكان الحريري اتخذ احتياطات وتدابير حتى في تنقلاته وتحركاته في الخارج، بناء لنصائح من جهات أمنية اوروبية
مجلة 'المسيرة'
- حزب الله ـ عون
ذكرت أوساط سياسية قريبة من قوى الثامن من آذار أن حزب الله يشعر بقلق شديد حيال تراجع شعبية العماد ميشال عون في أوساط الناخبين المسيحيين، مشيرة الى أن قلق الحزب ينصب تحديدًا على مناطق جبيل وكسروان والمتن الشمالي حيث لا يكفي الصوت الشيعي لتعويض النقص في الإقبال المسيحي على لوائح الجنرال.
- ماذا بقي بعد انسحاب جنبلاط واستشهاد الحسن؟
14 آذار رؤوس بلا... رأس!
هل تكون مرحلة ما بعد اغتيال اللواء وسام الحسن كما قبلها فيمر الاغتيال كما اغتيالات سابقة بلا ثأر او محاسبة او مساءلة او محاكمة؟ هل تنجح قوى الرابع عشر من آذار في الوصول الى الانتخابات النيابية المقبلة متضامنة وموحدة تحت عنوان واحد ووفق برنامج واحد قادر على انتزاع الغالبية مرة ثالثة، في وقت يتوزع زعماؤها بين منازل لا يغادرونها ومناف لا يعودون منها وتباينات لا يستطيعون إخفاءها او التفلت منها لأسباب مذهبية أو شخصية أو سياسية؟
- مجلة 'الامان'
بعد استيعاب تداعيات اغتيال اللواء الحسن
قوى '8 آذار' وآفاق المرحلة المقبلة
هناك تخوف كبير من ردود الفعل وامكانية إسقاط الحكومة الميقاتية، في تكرار لتجربة إسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
لكن أداء &laqascii117o;قوى 14 آذار" السياسي والاعلامي والشعبي والمحاولة الفاشلة لاقتحام السرايا الحكومية وتراجع احتمالات اسقاط الحكومة الميقاتية، كل ذلك أراح حزب الله و&laqascii117o;قوى 8 آذار" وجعلها تستعيد زخم العمل السياسي واعادة تفعيل العمل الحكومي.
كما شكل الدعم الدولي الاقليمي لحكومة الرئيس ميقاتي &laqascii117o;رسالة ايجابية" تلقاها حزب الله والرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ما جعلهم يتمسكون أكثر ببقاء الحكومة، الا اذا حصل توافق على تشكيل حكومة جديدة.
وقد عمد حزب الله وحركة أمل إلى دعوة أنصارهما الى ضبط أدائهم وعدم القيام بأية ردود فعل خلال الأحداث التي حصلت بعد اغتيال وسام الحسن، وذلك بهدف استيعاب الوضع والحرص على حماية الوضع الأمني وعدم الانجرار للمشاكل أو الاشتباكات مع أنصار &laqascii117o;قوى 14 آذار".
لكن كيف يتعاطى حزب الله وقوى 8 آذار مع التطورات بعد فشل قوى 14 آذار في إسقاط الحكومة الميقاتية؟ وما هي الخيارات والاقتراحات التي تدرسها هذه القوى على صعيد المرحلة المقبلة؟
تفعيل العمل الحكومي
لقد أدى الفشل السريع &laqascii117o;لقوى 14 آذار" في اسقاط الحكومة الميقاتية والدعم الذي تلقاه الرئيس نجيب ميقاتي على الصعيد الدولي والاقليمي، الى اتخاذ قرار سريع لدى القوى التي تتشكل منها الحكومة يدعو الى ضرورة تفعيل العمل الحكومي وعقد جلسات عمل لمناقشة كافة الملفات، دون ان يعني ذلك التخلي عن احتمال الموافقة على تشكيل &laqascii117o;حكومة وفاق وطني" في حال التوافق عليها بين مختلف الأطراف اللبنانية.
وتعتبر قوى &laqascii117o;8 آذار" وفي مقدمها حزب الله وحركة أمل والتيار العوني، ان أداء &laqascii117o;قوى 14 آذار" اعطى الحكومة دفعاً جديداً بعد ان كان الرئيس نجيب ميقاتي قد عبَّر عن استعداده للاستقالة وتشكيل حكومة جديدة بعد اغتيال اللواء وسام الحسن.
وتوضح مصادر مطلعة في حزب الله وقوى &laqascii117o;8 آذار"، أن قوى &laqascii117o;14 آذار" ارتكبت عدّة أخطاء بعد اغتيال الحسن والحملة التي شنّت على رئيس الحكومة، ومن هذه الأخطاء:
1- الدعوة السريعة لاقتحام السرايا الحكومية قبل ان تنتهي مراسم تشييع اللواء الحسن ومرافقه في الوسط التجاري، وقيام مجموعات حزبية لبنانية متنوعة بمحاولة الاقتحام، ما أدى إلى ردود فعل رافضة كذلك داخلياً وخارجياً.
2- حالة الفلتان الأمني التي سادت بعض المناطق وحصول الاشتباكات بين عناصر &laqascii117o;قوى 14 آذار" أو عناصر محسوبة عليها والجيش اللبناني، وعملية اقفال الطرقات، ما أثار الخوف من الفراغ الأمني والسياسي دولياً وداخلياً.
3- عدم وجود خطة واضحة لدى &laqascii117o;14 آذار" بشأن الاستفادة من التعاطف الشعبي الذي حصل بعد اغتيال اللواء وسام الحسن وعدم نجاح الدعوة للاعتصام في بيروت وطرابلس.
4- بروز خلافات في المواقف والأداء بين مختلف قوى 14 آذار وفشل الضغط على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لدفعه إلى الاستقالة من الحكومة.
وكل هذه الأخطاء ساهمت في فشل الحملة على الحكومة وأربكت &laqascii117o;قوى 14 آذار" وساهمت في عودة الحكومة للعمل السريع وعقد جلسات لمجلس الوزراء.
خطة العمل للمرحلة المقبلة
لكن ماذا يحضر حزب الله وقوى 8 آذار للمرحلة المقبلة؟ وهل هناك استعداد لتشكيل حكومة جديدة؟
تتابع قيادات حزب الله &laqascii117o;وقوى 8 آذار" التطورات السياسية والميدانية بعد اغتيال اللواء وسام الحسن بشكل دائم وتدرس كل الاحتمالات والتوقعات، وقد حرص حزب الله على الرد على كل الاتهامات التي وجهت إليه بالقيام بدور تنفيذي في عملية الاغتيال، وتولى النائب حسن فضل الله عملية الرد السريع من خلال سلسلة المقابلات والاتصالات مع وسائل الاعلام، كما عمد قسم العلاقات الاعلامية الى اصدار عدّة بيانات لرد الاتهامات ضد الحزب، وخصوصاً تلك التي اطلقها قائد &laqascii117o;القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع.
أما الرئيس نبيه بري، فتولى قيادة الاتصالات السياسية مع الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وجرت دراسة كل الاحتمالات، ومنها الاستعداد لتشكيل حكومة جديدة شرط التوافق عليها من خلال الحوار بعيداً عن الضغوط السياسية والشعبية.
وتشير مصادر قريبة من أجواء الحزب و&laqascii117o;قوى 8 آذار" ان هناك عدّة أفكار واقتراحات للتعاطي مع المرحلة المقبلة ومنها:
1- تفعيل العمل الحكومي طالما انه لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة ولم يستقل الرئيس نجيب ميقاتي.
2- الاستعداد للحوار مع كل الأطراف والتجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوار.
3- استيعاب الحملات السياسية والاعلانية والشعبية ورفض الانجرار وراء الاستفزازات والحرص على حماية الوضع الأمني.
4- تعزيز العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تقديراً لمواقفه خلال الأزمة ورفضه الخضوع للضغوط التي تعرض لها والتي كانت تدعوه إلى الاستقالة من الحكومة.
5- العمل لتعزيز أجواء الوحدة الوطنية والاسلامية عبر اعادة التواصل مع مختلف الأطراف.
6- متابعة التطورات في المنطقة بعد ان وصلت الأزمة السورية الى الحائط المسدود والعمل لتشجيع الحلول السياسية.
وتعتبر أوساط الحزب و&laqascii117o;قوى 8 آذار" &laqascii117o;ان آفاق المرحلة المقبلة ستكون افضل في ظل تراجع الضغوط الداخلية والخارجية، وان الحوار هو الخيار الوحيد لمعالجة كافة المشكلات ومن أجل البحث في تشكيل حكومة جديدة، أما الضغوط السياسية والشعبية والاعلامية من قبل قوى 14 آذار فهي لن توصل الى أية نتيجة حالياً".
- مجلة 'الصياد'
هكذا توقع الشهيد إغتياله:
مستهدَفون لأننا أخذنا دوراً يرفضونه وحجماً أمنياً ممنوعاً علينا
خيوط أولية... ومرجع أمني يؤكد:
التحقيق سيستغرق وقتاً لكننا سنكشف الجناة
لا ينام رفاق الشهيد. يريدون الحقيقة.
أسبوعان على الغياب، واللواء وسام الحسن يبقى أمانة في الأعناق.
مَن هي الأصابع الخفيّة التي غدرت به، وهو في ذروة التألُّق والإنجازات الأمنية التي تحمي لبنان ورجالاته؟ ولماذا؟
رفاق الشهيد في فرع المعلومات يحاولون إلتقاط الخيوط التي توصِل إلى الحقيقة. لكن طريق الحقيقة مفروشة بالأشواك لا بالورود. ويتربَّص أعداء الحقيقة بالجميع، لئلاّ يطلع عليهم ضوء الشمس فيكشفهم!
في ملف الرئيس رفيق الحريري يحاولون التعتيم، وقبله في ملف الرئيس بشير الجميل والرئيس رينيه معوَّض وكمال جنبلاط وسائر شهداء ثورة الأرز والجيش اللبناني والقوى الأمنية.
قدَر الوطنيين، أن يدفعوا من حياتهم ثمناً للحريّة، فيما آخرون يقبعون في مستنقع الخوف أو التخاذل. والشهداء الذين قدَّموا التضحيات، من اللواء الحسن
إلى الذين سبقوه في موكب الشهادة منذ العام 2005، وقبلهم مواكب الشهداء منذ عشرات السنين، بذلوا حياتهم فيما كان آخرون يجرون الحسابات المصلحية الصغيرة. لكن التاريخ منح الإنتصار للأبطال.
هناك خيوط ربما تقود إلى معرفة الجهة التي أرادت التخلُّص من رأس فرع المعلومات، تمهيداً لضرب الفرع برمته وإنهاء دوره. وأياً تكن النتيجة التي سيصل إليها التحقيق، وربما المحاكمة، فإن الشهيد نفسه كان يعرف مَن هي هذه الجهة. لقد كان لديه ما يكفي من الأدلة والمعلومات والتحليل ليقول إنه مستهدف، كما فرع المعلومات عموماً، وليتوقع هذا الإستهداف في أي لحظة.
ففي لقاء بينه وبين عدد من ضباط شعبة المعلومات في معسكر عرمون، قبل نحو شهر من إستشهاده، شرح اللواء الشهيد الأسباب التي تدفع إلى إستهداف فرع المعلومات. وقال في شريط مصوَّر بثَّته قناة المستقبل، بعد أسبوع من إغتياله: إن هذا الإستهداف المعنوي، والسياسي في بعض الأحيان، ليس سببه أننا مسيَّسون. فليس صحيحاً أننا مسيّسون، وأنتم تعرفون ذلك. والجميع من كل الفئات والطوائف يدركون أننا لم ننفذ أي عمل مسيَّس، منذ العام 2006. إنما نحن مستهدفون لأننا أخذنا دوراً أمنياً حقيقياً، وحجماً أمنياً حقيقياً. وهذا الدور هو ما كان مرفوضاً، وممنوعاً علينا، وأضاف: إننا تعرضنا أيضاً للإستهداف الجسدي. وقد خسرنا بنتيجته 7 شهداء، على رأسهم الرائد وسام عيد، رحِمَهُ الله.
وجاء هذا الكلام للشهيد الحسن متزامناً مع ما كشفه النائب نديم الجميل، الذي قال إن الشهيد أكد له في اللقاء الأخير الذي جمعهما، والذي جرى في الطائرة خلال توجهه الى باريس أخيراً، أهمية أخذ الحذر أمنياً في هذه المرحلة. وأوضح الحسن أنه شخصياً في دائرة الإستهداف، كما هو الحال بالنسبة لكل قيادات 14 آذار.
فاللواء الشهيد كان يدرك أن فرع المعلومات يلامس الخطر. وكان يبلِّغ العديد من الشخصيات المرشحة للإستهداف بأن عليها إلتزام الحذر، ويبلِّغ بعضها أيضاً بأنه مستهدف.
ووفقاً لمرجع أمني،أنه في أعقاب كشف مخطط سماحة، تبلغ اللواء الحسن، وكذلك المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي رسائل بواسطة جهات استخباراتية، مفادها أنهما تخطيا الخطوط الحمر. وقد ردّا على هذه الرسائل بأن الخط الأحمر بالنسبة إليهما هو أمن الوطن والمواطن.
وفي رأي جوني عبدو أن اللواء الحسن يأخذ احتياطات امنية منذ سبع سنوات، لكنه قد يكون تراخى في مرحلة ما. وتحدث عن تسجيلات ستُظهر بعض الحقائق، ومنها تورُّط بعض الصحافيين.
واليوم، تشير المعلومات المتقاطعة إلى أن خطر الإستهداف الجسدي ما زال يهدِّد مجموعة من القادة السياسيين، خصوصاً من فريق 14 آذار. فالرئيس سعد الحريري تدفعه التحذيرات إلى البقاء في الخارج، والدكتور سمير جعجع يلتزم درجات قصوى من الحيطة بعد محاولة الإغتيال التي تعرّض لها في نيسان/أبريل الفائت، وأما النائب وليد جنبلاط - الملتزم أقصى درجات الحذر أمنياً - فهناك مَن يعتقد، بعد الإشكال الذي أثاره مع الرئيس الحريري، انه يحاول التأكيد على وسطيته وإلتزامه الحكومة الحالية، ويريد حماية نفسه من الإستهداف، والعودة إلى تمرير المراحل.
وفي المعلومات المتداولة ما يتعلق بتدابير إستثنائية يلتزمها أركان 14 آذار، كالنائب بطرس حرب الخارج حديثاً من محاولة إغتيال، والنواب أحمد فتفت، هادي حبيش، عمار حوري وخالد ضاهر الذين تلقوا رسائل نصّية عبر هواتفهم يوم إغتيال اللواء الحسن تهدّدهم ورفاقهم، إضافة إلى الرئيس فؤاد السنيورة ونواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب.
وهكذا، يبدو نصف القادة اللبنانيين في دائرة الخطر، فيما هناك قادة يبذلون المستحيل لتجهيل الفاعل، وتجريم المفعول به!
وهناك تساؤلات عن اللغز الذي يجعل الشهداء والشهداء الأحياء والمستهدفين جميعاً من صف سياسي معيّن، وما مِن أحد منهم ينتمي إلى صف آخر!
سلامة التحقيق
التحقيقات في ملف إغتيال اللواء الحسن تتمّ بعيداً عن الأضواء. ويحرص قادة الأمن على عدم البوح بالمعلومات حفاظاً على سلامة التحقيق. كما أوعز المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي بعدم نشر المعلومات عن التحقيق، ما لم تكن منسوبة رسمياً إلى مصادرها. لكن وزير الداخلية مروان شربل أكد، بعد ثلاثة أيام من الجريمة، ان خيوطاً مهمة تكشفت في التحقيق. وأكد أن فريق مكتب التحقيقات الفدرالي آف بي آي غادر لبنان بعدما انهى المهمة التي كلف بها بالتنسيق مع السلطات اللبنانية القضائية المعنية. وقال: لقد نقل الفريق معه ما طلبه من معلومات ومعطيات، ومن بينها عيِّنات من مكان الانفجار بالنظر الى مهمته التقنية والعلمية والجنائية التي طلبت منه. لكنه رفض الدخول في اي تفصيل يتصل بمهمة الفريق، مؤكداً انها تمت في افضل الظروف، وبناء على قرار مجلس الوزراء الذي اعطى المعنيين حرية الافادة من الخبرات الدولية اينما توافرت. وحول نتائج المهمة وما سيحصد لبنان منها قال: ان الفريق سيأخذ وقته الضروري في تحليل المعطيات التي حصل عليها تمهيداً لرفع تقرير مفصَّل، سيأتينا لاحقاً، حول المهمة وما آلت اليه من نتائج.
وعمل فريق مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي وسط إجراءات حماية مشددة، فرضتها القوى الأمنية التي ضربت طوقاً حول المكان، ومنعت الصحافيين والمصورين من الإقتراب منه. وسيُصدر الفريق تقريراً عن خلاصة أبحاثه في خلال أيام، ويسلِّمه إلى المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي الذي قال: إن الفريق الأميركي يتولى مهمة تقديم المساعدة الفنية والتقنية الى السلطات اللبنانية، لكنه لا يشارك في التحقيقات، وليس مخولاً الإطِّلاع على التحقيقات التي أجريت وتجري مع شهود، وليس من طبيعة عمله إستجواب الأشخاص. وأوضح أن عمل هذا الفريق يتمّ بإشرافه الشخصي من الألف الى الياء.
وإلتقى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي مندوباً من مكتب التحقيقات الفيديرالي بعد انتهاء عمل فريقه. وتبلّغ منه إرتياحه إلى مهنية قوى الامن الداخلي واحترافها والمختبر الجنائي التابع لها في متابعة التحقيقات الميدانية ومسح مسرح الجريمة الذي لم يختلف عن عمل الفريق الاميركي احترافاً ونوعاً. وقال للواء ريفي انه لن يتوانى عن تقديم العون ا