صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 30/7/2008

ـ صحيفة السفير
جورج علم :
لم تكن زيارة العراق واضحة بعد من حيث المردود العملي، وإن شكّلت حافزا لأن يستكمل الحريري رسم الدائرة في بيروت بسلسلة من الاتصالات التي اجراها مع القيادات الروحيّة الشيعيّة للاستئناس وتبادل وجهات النظر. فمن الوجهة العمليّة يمكن القول ان الزيارة ما كانت لتتم لولا الضوء الاخضر السعودي، وربما الاميركي ايضا، فيما بقي الهدف عرضة للتحليل والاجتهاد، و"حمّال اوجه&laqascii117o;، في ظل غياب المعلومات المدققة، وان كان يحلو للبعض ان يتوقف عند رمزية الزيارة في ظلّ التشنج السياسي والطائفي والمذهبي، كأنها جاءت بنظر هؤلاء، كبديل معنوي عن لقاء لم يعقد بين النائب الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، او كجواب متواضع عن سؤال افتراضي: ألم يكن لقاء معدّا بإتقان بين السيّد نصر الله والنائب الحريري افضل وأجدى من كل هذه الحركة والتحركات، والأسهل للوصول الى الهدف من دون المرور في عنق الزجاجة؟ ام ان الذي سمح بزيارة بغداد لا يسمح بحصول هذا اللقاء لأن لديه حساباته الاقليميّة وأجندته السياسيّة المختلفة؟!.
وربما ولّدت هذه الزيارة حسابات جديدة. وإذا لم تؤد الى تعبيد الطريق امام هذا اللقاء المنتظر، فإن مردوداتها الايجابيّة مهما علا شأنها ستبقى متواضعة جدّا، لأن الاميركي لا يزال يرفض الوصول الى الضاحيّة حتى ولو كانت الطريق عبر البوابة النجفيّة، وما الكلام العالي النبرة الذي تعمّدته السفيرة ميشيل سيسون امام لجنة الشؤون الخارجيّة في الكونغرس الاميركي، سوى تعبير عن رفض مسبق لأي محاولة من محاولات التقارب، مع الاصرار على عنوان المزارع الذي رفعه يوما الرئيس فؤاد السنيورة باسم الحكومة اللبنانية في مذكرة رسميّة الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والذي عاد فأكد عليه امام وزيرة الخارجيّة كوندليسا رايس عندما زارت بيروت في حزيران الماضي مهنئة العماد ميشال سليمان على انتخابه رئيسا للجمهورية.
ـ صحيفة السفير
جو معكرون واشنطن:
اجرى الوفد الفلسطيني المفاوض في واشنطن امس، محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، تمهيدا لعقد اجتماع ثلاثي مع الطرف الاسرائيلي، في وقت ابدى مسؤول اميركي مرونة حيال تنحي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في سبيل تجاوز اي عامل داخلي يعرقل المحاولة الاخيرة لانقاذ مقررات مؤتمر انابوليس قبل نهاية العام .٢٠٠٨ وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لـ"السفير&laqascii117o;، ان اسرائيل تواجه في هذه المرحلة "بعضا من عدم اليقين في نظامها السياسي&laqascii117o;. لكنه رأى ان الحكومة الاسرائيلية "ملتزمة بالمفاوضات التي هي ليست مشروعا خاصا باولمرت&laqascii117o;، مشيرا الى ان الازمة السياسية قد تؤدي الى "تأخير&laqascii117o; لكنها لا تطرح "مشكلة بنيوية&laqascii117o; امام المفاوضات. من جهته، قال مصدر دبلوماسي فلسطيني لـ"السفير&laqascii117o; ان موقف اولمرت الاخير عن تضاؤل فرص السلام "غير مساعد&laqascii117o;، لكن الطرف الفلسطيني "ملتزم بموقفه الاستراتيجي بالتفاوض&laqascii117o;، لا سيما في هذه الاشهر الاخيرة الصعبة قبل نهاية العام، كاشفا ان رايس ستتوجه الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية بين ١٩ و٢٠ آب المقبل لمتابعة المفاوضات. وأكد المصدر ان الفلسطينيين يفاوضون على قاعدة "كل شيء او لاشيء&laqascii117o; ولن يقبلوا بتأجيل قضايا الوضع النهائي، لا سيما مصير القدس المحتلة، مشيرا الى ان الوفد الفلسطيني لن يتطرق الى مفاوضات الوضع النهائي فقط، بل سيطرح قضايا على الارض مثل توسيع المستوطنات وازالة الحواجز العسكرية واطلاق الاسرى. وعلمت "السفير&laqascii117o; ان الوفد الفلسطيني التقى امس ايضا مستشار الامن القومي في البيت الابيض ستيفان هادلي ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ولش. وقال المسؤول الاميركي ان رايس عقدت اجتماعا دام لساعات وتطرق الى مفاوضات الوضع النهائي مع رئيس الوفد الفلسطيني احمد قريع، الذي يرافقـه رئيـس دائرة شـؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلســطينية صائب عريقات، على ان تلتقي الطرف الاسـرائيلي الذي تمثـله وزيرة الخارجية تسيبي ليفني اليوم (الاربعاء). وتابع المصدر ان المرحلة الثانية ستبدأ اليوم ايضا بعقد اجتماعات ثلاثية، لكنه امتنع عن اعطاء تفاصيل اكثر "لانها سرية ولا تناقش نزولا عند طلب الاطراف&laqascii117o;، مشددا على ان "الهدف يبقى التوصل الى اتفاق مع نهاية العام يعالج قضايا الوضع النهائي واعلان الدولة الفلسطينية&laqascii117o;. وهذه الجولة من المباحثات تأتي بعد جولات سابقة عقدتها رايس في برلين والقدس المحتلة وفي واشنطن، وينتظر ان تعقد جولة اخرى على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في ايلول المقبل.
ـ صحيفة السفير
غاصب مختار :
لا يستقيم منطق هؤلاء مع التجربة المرة التي أدخلوا المقاومة فيها، والأجدر بمن يريد ان يكون حريصا على المقاومة، ألاّ يفاوضها او يبتزها او ينكّد عليها، من اجل ان يضمن لها في بيان الحكومة ـ والمقاومة شريكة فيها ـ مقطعاً لغويا يعطيها شرعية، سبق وانتزعتها بدم شهدائها وجرحاها وجمهورها، وفي انتصارها المدوي في تموز .٢٠٠٦ شرعية المقاومة اما أن تكون مطلقة او لا تكون بغطاء رسمي فقط، انها نبض الشعب وثقافته وروحه، وإلا كيف يضحي هذا الشعب بما ضحى به من اجل نصرة المقاومة اثناء حربها ضد العدو الاسرائيلي في تموز، ومكّنها من الصمود والانتصار، وتحمل ضريبة الدم والتهجير والدمار، ومن ثم المماطلة والمماحكة في دفع التعويضات، إن لم يكن نبضه وروحه ودمه هي من يعطي المقاومة شرعيتها؟ الا ان خطورة هذه المماطلة في رفض تضمين البيان الوزاري عبارة صريحة عن حق المقاومة، تكمن ايضا في ان هذه السياسة هي التي ستحكم تصرف البعض ونهجهم وخططهم للمرحلة المقبلة، سواء في عمر هذه الحكومة القصير او في الحكومات اللاحقة من عهد الرئيس ميشال سليمان. وتفرض الحكمة التي يتحلى بها رئيس الجمهورية ان يُصر على وقف ابتزاز البعض للمقاومة والضغط عليها، وأن يجعل من ثقافة المقاومة عنصر قوة ودفع لعهده.
ـ صحيفة الأخبار
انطون الخوري حرب :
لا يستغرب 'زائر دمشق' أن تستقبل الرئيس إميل لحود كرئيس دولة حيث يستضيفه الرئيس بشار الأسد مع عائلته في حلب لمدة ثلاثة أيام تخللتها جلسات طويلة وعميقة لتقويم الوضع الحالي واستشراف المستقبل، وليعود بعدها لحود وعائلته على متن الطائرة الرئاسية السورية من حلب إلى بيروت وما هذا إلاّ عربون وفاء لمواقفه ومكافأة نهاية الخدمة لارتباط اسمه بكل الإنجازات التي رعاها في عهده وآخرها حرب تموز 2006 وما تلاها (للقراءة والإطلاع).
ـ صحيفة الأخبار
انطوان سعد :
التبدل في السلوك الجنبلاطي وأدبياته لن يبلغ بحسب المراقبين المتابعين لحركة الزعيم الدرزي في أي شكل من الأشكال حد الطلاق مع تيار المستقبل وذلك لجملة اعتبارات منها ما هو تاريخي ومنها ما هو انتخابي، فالزعامات الدرزية باستثناء مرحلة الست نظيرة الوجيزة تتماهى منذ سقوط فخر الدين الثاني مع الإتجاهات السنية الغلبة في لبنان ومنطقة الشرق الأدنى، وحتى في الفترة التي تحالف فيها جنبلاط مع القيادة السورية، كان منسجما مع سياسة القيادات السنية المهادنة للسوريين بعدما كان والده متحالفا معها ضدّ دمشق. وليس سرا أنّ الزعيم الدرزي كان متفقا وعلى تنسيق كامل مع الرئيس رفيق الحريري عندما انفتح على لقاء قرنة شهوان وأسس معه لقاء البريستول (...).
ـ صحيفة الأخبار
فداء عيتاني
شائعات تروج في الشمال يتلقفها علماء دين وسياسيون تتحدث عن انقسام في الرأي داخل المملكة ، فيما تتواتر معلومات عن إرادة المملكة بمتابعة دعمها لما زرعته خلال الأعوام الأخيرة 'حتى ولو استلزم ذلك لتضحية بأرباح سنة نفطية ' بحسب ما يقول أحد كبار القادة السعوديين أمام مواليين لبنانيين، فإنّ هناك من يشير إلى أنّ انقسام القوى السلفية في الشمال هو نتيجة لاختلاف الرأي لدى مموليهم.
ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة:
لا بدّ من إطلاق حوار لبناني أميركي جديّ وعلى المستويين السياسي والفكري، لكيلا يبقى هذا الشأن مصادراً من قبل معجم 'حزب الله' الذي لا يفقه غير التخوين بتهم من نوع 'الإستقواء بالخارج'، 'استدراج الخارج'، 'المراهنة على الخارج'، ومن ثم 'التعنّت رغم تخلي الخارج'. بعد 7 أيار ثمة بالتأكيد 'أزمة ثقة' متبادلة بين الحركة الإستقلالية اللبنانية وبين السياسة الأميركية في المنطقة، وتجاوز هذه الأزمة لا يكون بالعودة إلى مقولات مؤتمر باندونغ و'حركة عدم الإنحياز' (التي حلّت أخيراً على طهران محمود أحمدي نجاد)، ولا يكون كذلك بالدعوة إلى 'مزيد من الإلتحام' بأميركا، على قاعدة 'معاً معاً' في السراء والضراء. المطلوب معادلة ملكة ووسطية في هذا المجال، مع توسيع هامش عدم التأثر بـ'نظرية المؤامرة' التي يروج لها 'حزب الله' عندما يتكلّم عن استقواء واستدراج، ولا يعرف بعد ذلك كيف يدرج نظرية 'التعنّت' في إطارها. لقد منيت الحركة الإستقلالية بضربة أمنية سانحة في 7 أيار. وما زالت الحركة الإستقلالية أمام مهمتين: حصر الأضرار وفتح تحقيق (ذاتي) شامل لتبيان كيف حصل ذلك. ولا يكون ذلك بتبني وجهة نظر 'حزب الله' والتباكي بأن الغرب تخلّى عنا. فالعلاقة بالغرب وبأميركا لا يمكن أن تكون مطروحة في الأصل من زاوية مراهنة وتخلّ. حدود هذه العلاقة هي حدود الحركة الإستقلالية نفسها: أن يكون لبنان دولة مستقلة مثل غيره من الدول، لا أكثر ولا أقل.

ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
عندما أعلن نائب الرئيس الإيراني رضا آغازاده الأسبوع الماضي أنّ التقدّم في المفاوضات بين إيران والمجتمع الدولي حول الملف النووي من شأنه أن يقود إلى حلول في لبنان والعراق وغيرهما، فهو لم يقل أمراً غير معروف ولم يكشف سرّاً. ومع ذلك قال ما قال. وقبله عندما أعلن الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله اعتزازه بالإنتماء إلى حزب ولاية الفقيه فانّه ـ هو أيضاً ـ لم يقل أمراً غير معروف ولم يكشف سرّاً. ومع ذلك قال ما قال. في الحالتين، لا يمكن النظر إلى الإعلانَين بوصفهما خطأ سياسياً أو 'سقطة' سياسية، لانهما تعبير عن 'حاجة' في لحظة من اللحظات. إذاً، في المعاني 'العميقة' للإعلانَين الإيراني والحزب اللهي، معنى عميق رئيسي وهو انّ الجانبين يعلنان معاً انّ 'مقاومة حزب الله' في لبنان ذات أهداف غير لبنانية ومتّصلة بمآل العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي تسويةً أو مواجهةً.لا داعي للقول إنّ الإعلانَين ـ موضوع النقاش ـ يكشفان 'حزب الله' أي انّ الأمور باتت 'عارية' إلى هذا الحدّ.لكن المُستهجن فعلاً، في ضوء ما تقدّم، أن تكون 'مقاومة حزب الله' وسلاحه مندرجَين في هذا الإطار الاقليمي ـ الإيراني وبمثل هذا الوضوح، وأن يطالب 'حزب الله' ببيان وزاري يشرّعهما ـ المقاومة والسلاح ـ من جديد، بل أن يهدّد بعضُ قيادييه ـ ولو تلميحاً ـ بإستخدام القوّة لفرض هذا المطلب.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
لوحظت حركة لافتة لبعض السفراء العرب والاجانب المعتمدين لدى لبنان في الايام الماضية في اتجاه عدد من الزعماء للاستفسار عن الخلافات المستحكمة بين وزراء 14 آذار و8 آذار الاعضاء في لجنة صياغة البيان الوزاري والتي حالت دون انجازه حتى اليوم.وافادت ان المناقشات الدائرة حول حق المقاومة في تحرير ما تبقى من اراض محتلة اسرائيلياً تعتبره الدول المشاركة في قوة 'اليونيفيل' وتلك التي كانت وراء وضع القرار 1701 استعداداً من 'حزب الله' لينفذ عمليات جديدة ضد اسرائيل تحرج القوة الدولية التي بلغ عدد عناصرها 13 الفاً مع اسلحة ثقيلة وبحرية أُحضرت بعد حرب تموز التي شنتها اسرائيل عام 2006.واعربت عن قلقها حيال تصريحات المسؤولين الاسرائيليين التي تتناول ازدياد القوة العسكرية للحزب، والتي تجلت امس بما نقله وزير الدفاع ايهود باراك الى نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني عن مضاعفة الصواريخ التي يمتلكها الحزب ومداها. ولم تستبعد ان يخبئ المسؤول الاسرائيلي نية لشن حرب جديدة على لبنان او انه يطلب من الاميركيين دعماً لوجيستياً وضوءاً اخضر لشن عدوان جديد ربما على مخابئ اسلحة، مع التذكير بأن رئيس الاركان غابي اشكنازي كان زار واشنطن الاسبوع الماضي وقابل كبار المسؤولين فيها ناقلاً الشكوى نفسها من دون الاستخفاف بالمخاوف حول تخصيب الاورانيوم الايراني.ولم تخف استغرابها اتهام باراك وسواه من المسؤولين في بلاده بالاستمرار في انتهاك القرار 1701 والتي بلغت في نظره 'مستوى يهدد التوازن الهش بين القوى في لبنان'. ودعت الى بت الخلافات المطروحة امام اللجنة لانها ستتكرر حول طاولة الحوار.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
اقترح البعض عبر وسائل الاعلام بعد العمليات العسكرية التي قامت بها الجهة المعروفة في العاصمة بيروت في السابع من ايار الماضي جعل هذه المدينة التي ربما يبلغ عدد سكانها ربع عدد اللبنانيين، مع المقيمين في لبنان، منزوعة السلاح، معتبراً ان من شأن ذلك اشاعة الاستقرار فيها وعودتها الى احضان سلطة الدولة والقانون.ومع احترامنا لهذا الاقتراح فإننا نعتقد انه غير جدي. وبما ان الانتماءات المذهبية والطائفية هي الاكثر اهمية في لبنان، فان نزع السلاح في كل لبنان، علما ان لا قدرة لاحد على القيام به في ظل الظروف الراهنة الا اذا حصلت تغيرّات خارجية كبيرة، باستثناء المقاومة، يعني تسليطها وبـ'اللبناني الدارج' تسليط 'شعبها' او جمهورها على سائر 'الشعوب' والجماهير. اولا، لان الدولة ضعيفة بل غير موجودة، ولان مؤسساتها العسكرية والامنية عاجزة ولا احد يريد تقويتها ولا سيما منهم اقوياء اليوم حلفاؤهم الخارجيون. وثانياً، لان المقاومة وكونها ليست جيشاً تضم عشرات الالاف بعد دورات التطويع والتدريب المتكاثرة. وسلاح كل هؤلاء يفترض ان يبقى معهم اي في قراهم ومناطقهم والمناطق التي يعيشون فيها او ان يبقى في متناولهم تحسباً لاي طارىء. وفي حال كهذه لا شيء يمنع استغلال هيبة السلاح هذا في الداخل بحيث يستعمل لجعل ميزان القوة 'طابشاً' لمصلحة جمهور المقاومة ولمدة طويلة جداً.
ـ صحيفة النهار
راجح الخوري:
بكثير من الواقعية وبعقل بارد نقول إنه أياً يكن النص الذي يحدد علاقة الدولة بالمقاومة فانه سيذهب ايضا وايضا الى 'الخرج'، قياسا بالواقع السائد على الارض. فلا الدولة ستقفل الابواب في وجه المقاومة وتمنع 'حزب الله' من تقرير تحركه كما يشاء، ولا 'حزب الله' سيمتنع عن حرية التحرك بانتظار الحصول على أذونات ممهورة بتوقيع الدولة. اذا الخلاف على النصوص الذي طال كثيرا لا يعني شيئا قياسا بما في النفوس من خلافات وانقسامات. وليس خافيا، لا على اللبنانيين ولا على المهتمين بلبنان، ان جوهر الخلاف قائم على محاولات فرض جواب عن السؤال: 'أي لبنان نريد؟'، بما يعني أي خيار استراتيجي يجب أن يأخذه لبنان في وقت تنقسم فيه المنطقة بين 'قوى الممانعة' التي تقودها ايران ومعها سوريا و'قوى الاعتدال' التي تضم معظم الدول العربية وتدعمها اميركا التي تطبق سياسة غبية منحازة الى اسرائيل.
ـ صحيفة النهار
جورج ناصيف:
(...) انت مع احتضان 'المقاومة الاسلامية' في مواجهة الطامعين في تصفيتها، وضد تبعيتها لايران او سوريا، في الوقت نفسه. انت مع سلاح المقاومة ردعا لمطامع اسرائيل، وضد استخدامه هراوة غليظة في حسابات لبنانية مذهبية، في الوقت نفسه. انت مع فكرة 14 آذار الاستقلالية، وضد سلوك معظم قيادييها او مواقفهم الايديولوجية في الوقت نفسه.انت وطني ضد اسرائيل كمشروع صهيوني، استيطاني يهدر الحقوق العربية في الارض والحرية والنمو، وضد الانظمة العربية الاستبدادية او الظلامية، من السعودية الى سوريا، في الوقت نفسه.انت صاحب هويات متعددة، متصالحة متناغمة، انت ارثوذكسي ومسيحي وعربي وذائق للحضارة الاسلامية. ومعجب بالقيم الاوروبية التي باتت كونية، وبالتجربة الاوروبية في بناء الدولة، في الوقت نفسه.انت في الوقت نفسه ضد مشروعين يهددانك: ضد مشروع سوري – ايراني لجعلك جزءا من ترسانة سياسية – ايديولوجية – عسكرية للدفاع عن مصالحهما ايا تكن مصالحك كبلد مستقل،وضد مشروع اميركي – عربي لاستخدامك ساحة رسائل او تصفية حسابات تصب في مصلحة اسرائيل.انت مع مشروع لبناني، يساري، عربي ديموقراطي، علماني، مستقل، خارج المحورين معا.
هذا ليس موقفا تلفيقيا. هذا ليس هروبا من التزام موقف متماسك.هذا ليس ميوعة في الموقف او ضبابية او حيادا بين 'الشر' والخير'.هذا اختيار ان تكون مع اصحاب الحق، ايا كانوا، ان ترفض تصنيفك من القبائل. ان تخرج من المجموع لتكون انت انت، بكل فرادتك وحريتك ومسؤوليتك.... ولو وحيدا او مع قبضة من اشباهك.هل يكفي هذا المقال للاجابة عن السؤال الأبله: أنت مع من؟
ـ صحيفة المستقبل
مصطفى علوش:
أكثر ما يثير في نفسي موجة من السخرية المتعجة هو تباري قياديي حزب الولي الفقيه في تصنيف المواطنين في خطبهم الجماهيرية وغير الجماهيرية، وقد كنت أظن أن هذه المهمة العظيمة هي من اختصاص القيادة العظمى لهذا التنظيم، ولكن يبدو ان عدوى التصنيفات الفوقية قد انتقلت لتعم مختلف الرتب في الحزب الالهي. لقد ظهرت حملة التصنيفات بشكل علني واستفزازي على لسان الأمين العام للحزب في خطبته في يوم الاحتفال بالنصر الالهي يوم خاطب الجمهور المحتشد بيا أشرف الناس، واضعاً هذا الجمهور في أعلى قمة الشرف، مما يضع كل من هم خارج هذا الجمهور في خانة الأقل شرفاً أو ربما يريد أن يقول ان كل من تغيب دون عذر شرعي عن سماع سماحة الأمين العام، معلناً انتهاء صلاحية الدولة اللبنانية وبداية عهد دولة الفقيه، هو مصنف في خانة فاقد نعمة الشرف. وفي وقت لاحق قسم سماحته اللبنانيين الى سبعة أصناف بناء على مدى تسليمهم بمنطق حزبه في مسألة المقاومة فكانت فئة واحدة مضمون نصيبها في المجد وربما في الجنة أما الآخرون فإما ضعفاء أو متخاذلون أو مرتدون أو متآمرون. وقد كنا اعتقدنا أن الأمين العام هو صاحب الحق الحصري بالتصنيف الى أن جاء نائبه ليصنف الوطن بأجمعه فإما هو وطن مقاوم ان سلم الأمر لحزب الله أو هو وطن متآمر ان اختار طريقاً ثانياً. وتمتد حقوق التصنيف الى مسؤول العلاقات الخارجية في هذا الحزب ولكن الآن الى مؤسسة الجيش مصنفاً ضباطها بالموثوقين وبغير الموثوقين، ودائماً بناء على معايير حزب الولي الفقيه. ولو عدنا الى منطق هذا الحزب لوجدنا أن العالم مقسوم الى فسطاتين على طريقة أسامة بن لادن: 'من هم مؤمنون بولاية وهم الأبرار وكل ما عدا ذلك فهم الأشرار'. وبالأمس، وبعد هدوء نسبي أطل رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد ليطلق تصنيفات قديمة متجددة حول الحكومة وحرب تموز الى ما هنالك من نعوت يتفنن قياديو هذا الحزب في إطلاقها على كل من تسوّل له نفسه اعتراض رؤيا الولي الفقيه حول دور لبنان في الدفاع عن برنامج إيران النووي أو في حماية التمدّد السلطوي لدولته في لبنان على طريق السيطرة على كل الشرق الأوسط!
أما آخر التقليعات فهي دخول الجنرال ميشال عون على خط التصنيفات من خلال إعلانه الأمين العام لحزب الله الزعيم الأول على العالم العربي والإسلامي، انه فعلاً زمن الرويبضة. نادرة مناسبة: في غابر التاريخ، انتدت الجمال، وأعلنت العصيان وفوضت قائدها لمناقشة سيدنا سليمان الحكيم بالمطالب، ومثل كبيرها أمامه يعرض القضية باختصار قائلاً: 'لقد خلقنا الله بجثة كبيرة، ومنحنا الصبر وقوة الاحتمال، عبرنا الصحراء، عطشى وعلى ظهورنا الماء، حملنا الأمراء والصعاليك، والاغنياء والفقراء، وسكتنا! ولكن أن يصل الأمر بنا بأن نربط بذيل حمار! فهذا ما لا نرضاه.. ولا نعلم ماذا كان جواب سيدنا سليمان'.
ـ صحيفة المستقبل
عماد شيّا :
مهما قيل عن سلاح 'حزب الله'، ومهما قدم من حجج ومبررات لتبرير وجوده، فان وجود مثل هذا السلاح في أي مكان في العالم خارج ارادة الدولة وادارتها يعتبر سلاحا غير شرعي ويشكل خطرا داهما على الامن والاستقرار، لاسيما بعدما أثبتت الاحداث الاخيرة في بيروت والمناطق الاخرى سقوط مقولة 'استحالة استخدام السلاح في الداخل' لصالح شعار 'السلاح من اجل السلاح'.
ـ صحيفة الديار
جوني منير:
ثمة قناعة لدى الفرنسيين أن تجمع 14 آذار قد أنهى خدماته منذ فترة طويلة. ومن هذه الزاوية ينظر البعض إلى انعطافة وليد جنبلاط الجديدة. ذلك أن هذا البعض وصل إلى مسامعه أن احد الفاعلين جداً من فريق الرئيس الفرنسي والذي يحظى بعلاقة قوية مع كبار المسؤولين السوريين، عمل سراً على تحسين الأجواء بين جنبلاط ودمشق وانتزاع ضمانة ما له. وذلك بعد ان حققت العلاقة بينه وبين قيادة حزب الله في لبنان بعض التقدم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد