مجلة 'الشراع'
- قارنوا شهداء قتال العدو وقتلى العدوان على الشعب
تؤكد مصادر في الجيش السوري، أن عدد قتلى الجيش النظامي السوري وحده، دون الأجهزة الأمنية، تجاوز العشرين ألفاً. وأن قتلى الجيش والأجهزة الأمنية منذ بداية الأزمة بلغ حوالى ثمانية آلاف فقط.
وكانت مصادر اعلامية سورية معارضة كشفت عن إصدار السلطة قراراً يقضي بتشييع قتلى الجيش سراً، والتوقف عن تشييعهم من المشافي بعد أن أصبحت أعدادهم أكبر من أن تحصى، ونقلهم بدلاً من ذلك إلى مطارات المحافظات لتسليمهم إلى ذويهم مباشرة كما لو أنهم أكياس من البطاطا! وأضافت ان ((أعداد قتلى الجيش والجهات التابعة له (الاستخبارات العسكرية والاستخبارات الجوية والمؤسسات الأخرى مثل مؤسسة معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية.. إلخ) بلغت أكثر من 25 ألفاً نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي. ولا يشمل هذا الرقم بطبيعة الحال قتلى وزارة الداخلية (الشرطة، الأمن السياسي.. إلخ) ولا قتلى إدارة الاستخبارات العامة. وهذا يعني أن إجمالي عدد القتلى تجاوز الثلاثين ألفاً! وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن عدد شهداء حرب تشرين 1973 بلغ في الحد الأدنى 3000 وفي الحد الأعلى 3500، وفق أرقام غربية وإسرائيلية، فهذا يعني أن الجيش السوري فقد خلال الأزمة الراهنة، وحتى الآن، عشرة أضعاف ما خسره في الحرب المذكورة!
- أكدت مصادر واسعة الاطلاع ان الازمة المالية الايرانية انعكست على أوضاع حزب الله الذي طلب منه ((شد الاحزمة)) من قبل طهران مما انعكس على إنفاقه على عدد من الشؤون الاجتماعية والتقديمات الخاصة به.
وتضيف المصادر ان بعض القيادات في الحزب يتوقع استمرار فترة ((شد الاحزمة)) نحو ستة اشهر
- 'الشراع '
الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي:
اغتيال الحسن أفرح إسرائيل وجواسيسها وأسس لمرحلة سياسية جديدة
الموقف الأميركي خذل قوى 14 آذار في بعض المنعطفات الهامة كعدم دعم التحالف مع عون وفي حرب 2006 و7 ايار
*بدت أميركا في 7 أيار وكأنها على علم مسبق بالأمر وغير منـزعجة
*جمعت أميركا التناقضات وكونت أغلبية نيابية
*يمكن لفريق 14 آذار إذا تعلم من خيبات الماضي وابتعد عن الانانيات ان يعود بقوة كبيرة إلى الساحة
*طبيعي أن نشاهد الغضب في تيار المستقبل ويصرخ من قسوة البعض
*اغتيال اللواء الحسن ستكون له تداعيات سياسية كبيرة
*الاغتيالات بعد الثورة السورية ستضعف حلفاء سوريا وتقوي 14 آذار
أجرى الحوار زين حمود
أكد الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي ان اغتيال اللواء وسام الحسن أفرح الصهاينة ومن بقي من جواسيسهم، لافتاً إلى ان كشفه شبكة ميشال سماحة جعلته هدفاً لمن أزعجه هذا الكشف، وتوقع تداعيات سياسية كبيرة لهذه الجريمة، وحذر من ان من قتل الحسن سيعمل للوصول إلى غيره معتبراً ان الاغتيالات بعد الثورة السورية ستدعم قوى 14 آذار/مارس وتوحدها بينما ستضعف قوى 8 آذار/مارس.
وأشار إلى ان الولايات المتحدة خذلت قوى 14 آذار/مارس في بعض المنعطفات المهمة معتبراً انها جمعت المتناقضات وشكلت منها أغلبية برلمانية انبثقت منها الحكومة الحالية.
هذه المواضيع وغيرها هي محور هذه الحلقة من المقابلة مع الأمين العام السابق لحزب الله.
# شهد لبنان في الأيام القليلة الماضية فورة سياسية لقوى 14 آذار/مارس تخللها هجوم مركز على حزب الله مهددين بالافتراق وحتى الطلاق معه تحت عنوان ((الطلاق حتى العدالة)) كيف تقيم هذا الخطاب الجديد؟
- قوى 14 آذار/ مارس أضعف بكثير مما كانت عليه قبل 7 ايار/ مايو 2008، ولولا الامل بتغيير النظام السوري، وقلب موازين الدعم لأطراف اللعبة اللبنانية، بتقديري لم يبق من 14 آذار/ مارس الا القليل، الذي ليس له شأن، والسبب ليس فقط ضعف قيادة هذا الفريق، وعدم تجانسها، وتعدد مآربها، وانتشار الفساد في صفوفها، وقتل قياداتها وخاصة الرئيس رفيق الحريري، وترهيب الباقين، وعبثهم بفرص النجاح والقوة التي كانوا يملكونها، وتركها تتسرب وتضيع. وتلاحم الفريق الآخر، وتنظيمه القوي، ودعم النظام السوري له، ومظلة شعار المقاومة، واستخدام سلاحها في الداخل، وإحساسهم بالأمان والثقة، ولن اذكر قوة المال والاعلام لأن الفريقين في هذه أسياد، لم يتركوا والحمد لله لصاحب ضمير مكاناً. وانما هناك سبب اهم مما ذكرت وهو الموقف الاميركي، الذي خذل قوى 14 آذار/ مارس في بعض المنعطفات الهامة، وعمل لغير صالحها، وان كان دفع بجريمة اغتيال الرئيس الحريري الى المحكمة الدولية، وأخرج الجيش السوري من لبنان، لكنه لم يدعم فرص التعاون والعمل المشترك بين الجنرال ميشال عون وجماعة 14 آذار/ مارس، وفتح الباب واسعاً امام تحالف عون ومن يمثل وقوى 8 آذار/ مارس، ولن نبخس بعض اطراف 14 آذار/ مارس دورها في التموضع الجديد للجنرال.
وفي حرب 2006 تبخرت أحلام 14 آذار/ مارس على ابواب لعبة التوازنات الاقليمية، التي اعتمدتها السياسة الاميركية في المنطقة، ولم تتمكن من استغلال الحرب لصالحها، وهي التي كانت قاب قوسين من ذلك. وفي 7 ايار/ مايو عام 2008 حين دخل حزب الله وحلفاؤه بسلاحهم الى بيروت، ظهرت السياسة الاميركية وكأنها على علم مسبق، وغير منزعجة، ان لم يكن اكثر من ذلك . ثم حين عاد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من زيارة الولايات المتحدة الاميركية بعد يوم 7 ايار/ مايو الحزين، وقد أبلغه الاميركيون في تلك الزيارة كما يقول حرصهم على النظام السوري، وانهم ليسوا في وارد إسقاطه، وفهم زعيم المختارة الرسالة - وهو الذي سبق وأعلن ما يشبه الحرب على النظام السوري، ويخوض مواجهة عسكرية مكشوفة مع حليف سوريا القوي حزب الله - لهذا كان من الطبيعي ان يعيد النظر بكل سياسته، ومواقفه، ويبتلع بمرارة قاتلة كل قناعاته وآلامه، ويذهب صاغراً ذليلاً يطرق أبواب العفو والغفران، ويتلو صيغاً محددة للإعتذار والتوبة، تحمل الكثير من المهانة، ويلتزم بشروط لا يقبلها الا من ابتلعته ألسنة النار، ونتيجة ذلك انحاز ((الاشتراكي)) ونوابه الى حلفاء دمشق، وأصبحت جماعة 8 آذار/ مارس اغلبية برلمانية، ولهذا أسقطوا وزارة 14 آذار/ مارس، وشكلوا وزارة بمفردهم، وهو ما يمكن ان ينسب بطريقة ما الى السياسة الاميركية، التي جمعت المتناقضات، وشكلت منها اغلبية برلمانية.
لكن مع الربيع العربي، والخطأ القاتل الذي وقع فيه حزب الله، وانحيازه غير المبرر لصالح الفريق الخاسر، وإعلان اميركا عن موقفها الداعم لرحيل النظام السوري، وتمكن المعارضة السورية المسلحة من الاستيلاء على مناطق واسعة من البلاد، استشعر فريق 14 آذار/ مارس بعض القوة والمعنويات، التي عبرت عن نفسها بمواقفه السياسية، وغير السياسية، التي وسمت بالجرأة، والإقدام ، وإن شابها الكثير من التخبط والفوضى، ورغم الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها، يمكن لهم اذا تعلموا من خيبات الماضي، وابتعدوا عن بعض الانانيات، ان يعودوا الى الساحة بقوة كبيرة.
الساسة ينتظرون مع ابليس
# ما رأيك بقرار مقاطعة الحوار وحتى المؤسسات الدستورية في الدولة مثل مجلس النواب؟
- في ظل المواقف المتباينة والمتباعدة لأطراف الحوار، وتغليب منطق المنتصر والمنهزم، والالتزام بمصالح الدول الداعمة للأطراف المتنازعة، لم يكن الحوار حواراً، ولم تعمل المؤسسات الدستورية، ولم يكن مجلس النواب الا مفردة في الصراع الدائر منذ سنوات وسبق لـ8 آذار/ مارس ان مارسوا المقاطعة بأبشع صورها حين انسحبوا من الوزارة وعطلوا البلاد وأغلقوا المجلس النيابي ثم أغلقوا شوارع بيروت بالسواتر الترابية بعد اقتحامها بالسلاح، لهذا لم تحمل قرارات 14 آذار/ مارس جديداً، كل ما في الامر أنها عبرت عن الواقع القائم، بشكل واضح، وأسفرت عن وجه السياسة اللبنانية الثابتة بدون مواربة، وستبقى المؤسسات مشلولة كما كانت، وسيبقى الحوار شتائمياً، ومصالح العباد مطية، وسيبقى الساسة من المنتظرين مع ابليس الى يوم يبعثون. كان الله بعون الشعب.
# ما تعليقك على فورة شارع تيار المستقبل ودخول جماعات أصولية وأطراف سورية على الخط هل نحن ذاهبون نحو فوضى كبرى سبق ان حذرت انت وكثيرون منها؟
- طبيعي ان نشاهد بعض الغضب، ويتفلت الشارع، ويصرخ من قسوة البعض، وهو الذي يعتبر نفسه مستهدفاً بالقتل والكبت والملاحقة، وقد اشتد عود حلفائه في سوريا، وترنح النظام السوري غريمه القديم، ومن الطبيعي ان نشاهد ما حذرنا منه مع تطور الصراع المحتدم في سوريا، وسيطرة المعارضة، وإصرار جماعة 8 آذار/ مارس وعنادها في مواقفها بغير وجه حق، آمل ان يحدث ما ينقذ البلد، ويبدل القناعات، ويحصن لبنان من توجهات بعض الرؤوس الحامية، التي لا تخاف الله، ولا ترحم العباد.
استيعاب الغضب
# ماذا يفترض بالثنائي الشيعي أن يفعل لاستيعاب الغضب الشيعي على سياساته الداخلية والاقليمية خصوصاً ان حزب الله يصرح في العلن ان الهجمة عليه ليست سوى فقاقيع صابون؟
- اولاً: تشكيل وزارة جامعة، ثانياً: التفاهم بشكل كامل حول ملف المحكمة مع آل الحريري، ثالثاً: وضع صيغة حقيقية لبناء الدولة العادلة، وحل مشكلة السلاح، رابعاً: العمل بشكل جدي لخدمة الشعب اللبناني، وخاصة المناطق المحرومة والمظلومة، وحل مشكلات العباد، وهي كثيرة ومزمنة، وعدم حماية اللصوص، والقتلة، والمفسدين، خامساً: إقرار قانون للانتخابات لا يلحظ فيه الا المصلحة العامة بعيداً عن مصالح الاحزاب والمذاهب والطوائف والزعماء، وذلك باعتماد النسبية الكاملة غير المنقوصة، مع الدوائر الأوسع، ومع احترامي لكل الاقتراحات المطروحة في هذا الشأن، لم أجد في أغلبها الا محاولات لسرقة أصوات الناخبين، والهيمنة بغير وجه حق، والتفتيش عن صيغ تمكن هذا الفريق او ذاك من الفوز بمقاعد اكثر في المجلس النيابي، على حساب الدولة والعدالة ووحدة الشعب ومؤسساته. آمل ان يدرك الزعماء اللبنانيون ان مصلحة المواطن ومستقبل البلد أهم بكثير من أنانياتهم، ومصالحهم الخاصة والضيقة. سادساً: التوقف عن دعم النظام السوري، والتوقف عن المشاركة في قتل السوريين، ودعم العمل لإقامة نظام ديموقراطي هناك.
# هل توافق من يقول ان حزب الله خاطف الطائفة الشيعية؟
- خطف الطوائف في لبنان سنة الجميع، لا ينفرد فيها احد، وان كانت الخيارات التي وضعت قيادة حزب الله بعض الشيعة في مواجهة الشعب السوري أغضبت الكثيرين، وجعلتهم يتوجسون مخاطر سياسة قد تخرجهم من ثوبهم، وثقافتهم، ومستقبلهم، لهذا أنصح هذه القيادة ان تعود عن سياستها، قبل ان يتفرق عنها جمهورها، الذي بدأ يتململ ويطالب بالتغيير.
اغتيال حارس الاطفال
# ما هي قراءتك لجريمة اغتيال اللواء وسام الحسن وفي أي سياق تندرج وما هي تداعياتها السياسية والامنية على لبنان؟
- ذكرت في بيان نعي اللواء الحسن ان غيابه أفرح الصهاينة، ومن بقي من جواسيسهم، وفقدت الساحة بغيابه حارس الاطفال الامين المخلص، والساهر على كل باب وفي كل ساحة.
انه دم طاهر سقط دفاعاً عن أطفال لبنان، من قتله أراد ان يزرع الفتنة.
هناك جرائم لا تستطيع ان تخرجها من ظرفها منها اغتيال اللواء وسام الحسن رحمه الله، فإن كشفه لشبكة ميشال سماحة جعله هدفاً لمن أزعجه هذا الكشف. وحتماً سيكون لهذه الجريمة تداعيات سياسية كبيرة، وهي أسست لمرحلة جديدة من العمل السياسي الناشط، ووضعت اصدقاء سوريا في موقع يصعب الدفاع عنه، وهم بعد لم يتمكنوا من لملمة جراح شبكة ميشال سماحة. ومن قتل وسام الحسن أظنه سيعمل للوصول الى غيره، وسيحاول قتل المزيد، لكن من المفيد التذكير بأمر مهم، وهو ان الاغتيالات التي وقعت في لبنان قبل الثورة السورية كانت تضعف جماعة 14 آذار/ مارس واما بعد الثورة السورية فإن الاغتيالات ستضعف جماعة 8 آذار/ مارس وتكشفهم وتدعم الفريق الاول وتوحده وهو ما تلمسنا بعضه في مقتل اللواء الحسن وما سنشاهده بشكل أقوى لو وقعت اغتيالات اخرى لا سمح الله وان غداً لناظره قريب.
# برأيك من يستهدف قيادات قوى 14 آذار/مارس ولماذا؟
- اليوم وبعد الاصطفاف اللبناني مع الاطراف المتصارعة في سوريا لا تستطيع ان تتجنب آثار المعركة هناك، والاستهدافات ان وقعت سواء في صفوف 8 او 14 آذار/ مارس ستكون بسبب هذا الاصطفاف.
# يتهم حزب الله 14 آذار/ مارس بالتهور وينصحهم بالتعقل، هل قيادة حزب الله عاقلة؟
- أمنيتنا ان يعقل الجميع، ويرجعوا الى الصواب، ويتركوا سبل الضلال والفتن.
# ما تعليقك على إبراز إعلام حزب الله الدعم الأميركي خصوصاً والغربي عموماً للحكومة. هل أصبح حزب الله مناصراً للسياسة الأميركية في لبنان لأنها تخدم مصالحه على حساب المبادىء؟
- من الطبيعي ان يستثمر الموقف الغربي من إسقاط الحكومة، ويحاول ان يعطيه أبعاداً تنفعه، لكن السبب وراء الموقف الغربي من الحفاظ على الحكومة هو ما ذكرنا من تخوفه على الاستقرار العام في البلاد.
# هل تؤيد مقاطعة 14 آذار/مارس للحكومة وحتى العمل النيابي؟
- الأساليب التي تعتمدها 14 و 8 آذار/ مارس في المعارضة والموالاة لا يمكن لعاقل ان يقبلها، يجب تغيير كل أساليب العمل السياسي في لبنان. وان كنت أتفهم حراجة موقف 14 آذار/ مارس بعد مقتل اللواء الحسن، والتهديد بقتل المزيد منهم، دون ان يجدوا من الفريق الآخر ما يشعر بالتعاطف معهم.
# هل حقاً عاد مسلسل الاغتيالات إلى لبنان وما هي أهدافه في هذه المرحلة؟
- الظاهر هناك من يسعى لذلك، عله يصل الى الفوضى العامة.
# هل سماحتكم مع التغيير الحكومي؟
- في الظروف الطبيعية مصلحة البلاد ان تكون الحكومة للأغلبية، وعلى الأقلية ان تجلس في صفوف المعارضة، لكن في ظل الفتنة القائمة، والرياح العاصفة، المصلحة قيام حكومة جديدة تجمع الاطراف.
تطهير الهيكل
#وصف بيان 14 آذار/مارس ((المقاومة)) بـ((الكذبة)) هل سماحتكم مع هذا التوصيف حالياً؟
- لا يحق لأحد ان يمس المقاومة بما لا يليق، او يأخذها بجريرة الناكث، هي والله زوافر عزنا، وملاذ أمننا، وقذى عدونا، لا حرمة لنا بدونها، ولا كرامة. لا يقتل الوليد بين الأم والمدعية، فكيف والنـزاع بين مدعيتين. يجب ان نفرق بين ما يجب صونه والحفاظ عليه، وبين ما يجب ردعه والنقمة عليه، فإن ما فعله البعض في بيروت والجبل بالأمس، وما يفعله اليوم في الشام طعن قفا، وغدر بالصفوة من أهل الجهاد والمقاومة، علينا ان نطهر الهيكل من الاشرار والتجار، لا ان نسقطه على أهله، المقاومة ستبقى مقاومة، والكذبة لن تكون مقاومة، ((كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع للناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال)) هذا اذا اردنا الخير لبلدنا وأهلنا. أجدد دعوتي لجعل لبنان كله مقاومة واحدة، بقرار واحد جامع في مواجهة العدو الصهيوني فقط. وأتوجه الى ابنائي في المقاومة ان يحذروا الفتنة واهلها في الشام وفي بيروت، ويكرموا سلاحهم عن دماء المسلمين، ويحبسوه على قتال العدو الصهيوني، أكرمنا الله واياهم عن مضاجع السوء، ومصارع اللئام، وقتال اهل الاسلام.
((أيوب)) الايرانية
# في خضم هذه الاجواء اللبنانية المتشنجة برزت مواقف لإيران حول الطائرة ((أيوب)) بشكل شبه يومي تؤكد ان مهمة الطائرة الاستطلاعية كانت لمصلحتها، من خلال إعلان إيران ان الصور التي التقطتها في كيان العدو وصلت إليها، ألا تعتقد ان في ذلك إحراجاً متعمداً لقيادة حزب الله، أم ماذا؟
- ايران التي تعرضت ظلماً لعدوان غربي بواسطة صدام، استمر ثمانية أعوام، قتل خيرة شبابها، ودمر عمرانها، واليوم الجميع يتوعدها بعظيم الامور وبالحرب، يحق لها ولغيرها من المسلمين ان يحذروا ، ويستعدوا للعدوان، ومن حقها ان تعمل كل ما تستطيعه لردع العدو، ومنعه، وعلينا ان نقف مع اي دولة يمكن ان تتعرض للعدوان الاسرائيلي، هذا اذا كنا حقا أعداء لإسرائيل، ونريد حماية بلادنا، وأنفسنا من غدرها وعدوانها، واما اذا وقفنا نتفرج على بطش اسرائيل بالدول من حولنا، ليس لنا حق حينئذ اذا ما أغارت اسرائيل علينا، ان نلوم او نعتب على احد، هذه سنة الحياة والموت، والقوة والضعف، والنصر والهزيمة.
# هل تتوقع تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة؟
- هذا مرهون بشكل أساسي بتطورات الازمة السورية، وتداعياتها في لبنان.
# من تدعم للرئاسة الاميركية باراك اوباما ام ميت رومني؟
- أسأل الله ألا يحشرنا بين هذين الخيارين وأن يجعل لنا دائماً مندوحة في خيار أفضل.
'الشراع'
- في برنامج ((كلام الناس)) مع الزميل مارسيل غانم فجر النائب نهاد المشنوق قنبلة مدوية من العيار الثقيل عندما كشف ان مسؤولاً أمنياً من حزب الله ضبطته كاميرات المراقبة المزروعة في المنطقة في مكان حصول الانفجار الذي أودى باللواء الشهيد وسام الحسن في منطقة الاشرفية.
لم يعط المشنوق تفاصيل اضافية، ويبدو ان ما أفصح عنه هو كل ما لديه من معلومات، رغم ان مارسيل غانم حاول الاستحصال على المزيد من التفاصيل ورغم ان نائب حزب الله حسن فضل الله اتصل بالبرنامج على عجل لينفي ما ذكره نائب بيروت.
ومنذ إعلان المشنوق ما أعلنه قبل نحو اسبوع، طوي الخبر غير العادي ولم يتم التطرق له بشكل او بآخر كما ان الفريق السياسي الذي ينتمي اليه المشنوق لم يكمل بما بدأه الاخير متابعة او تأكيداً او توضيحاً او حتى نفياً.
وكان احد المواقع الالكترونية ذكر ان احد المتهمين الاربعة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو سليم عياش ضبطت صورة له في منطقة انفجار السيارة التي أودت باللواء الحسن، والسؤال اذا صحت هذه المعلومات هو هل ان ضبط عياش في مكان الجريمة يندرج في مبدأ لا جريمة كاملة، ام ان هناك تعمداً منه للظهور في مكان الجريمة كونه يعرف ان المنطقة مليئة بكاميرات المراقبة، وان في هذا التعمد رسالة واضحة المعنى والدلالات
- ترددت معلومات عن تلقي جماعة التيار الوطني الحر في البقاع الأوسط أسلحة خفيفة من حزب الله، وجرى توزيع بعضها على جنود متقاعدين في الجيش من اعضاء التيار بقيادة شخص من آل .ش.
وذكرت أوساط ان التيار الوطني الحر يعمل على تنشيط جهاز معلومات سبق وان حاول تأسيسه خلال اوائل هذا العام ومن الممكن ان يتم إسناد مسؤولية هذا الجهاز الى ضابط متقاعد في الجيش من منطقة البقاع الشمالي
- ذكرت أوساط في قوى الرابع عشر من آذار/ مارس، ان حزب الله يعيش هذه الايام حالة من الارباكات الامنية والمالية، بحيث ان تطورات الأوضاع في سوريا، وتردي الوضع في لبنان من اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وصولاً الى تنامي ظاهرة التسلح، ونشوء الحركات والتنظيمات والتجمعات السلفية المناهضة لحزب الله وتسلطه على الوضع الامني الداخلي، فضلاً عن شح الدعم المالي الايراني للحزب بسبب ما تمر به ايران من وضع اقتصادي مترد، كل ذلك يؤثر على وضعية حزب الله، ويسهم في المزيد من تشتت قراراته.
وتواصل قيادة الحزب إجتماعاتها لاتخاذ قرارات تنظيمية طارئة بغية معالجة الحالة التنظيمية الداخلية المربكة، بالتنسيق مع عدد من المسؤولين في أجهزة الاستخبارات والحرس الثوري الايراني
- مجلة 'المسيرة'
أوباما الثاني غير أوباما الأول
إيران بالتسوية والأسد بالقوة
إنتهى السباق الى البيت الابيض وباراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة لاربع سنوات ثانية تنتهي في بداية العام 2017. بذلك تكون واشنطن قد طوت صفحة الإنهماك الطويل بالحملات الانتخابية ومرحلة الابتعاد الظرفي عن الشؤون الدولية لتعود من جديد الى خضم التعاطي مع أزمات متراكمة وقضايا مشتعلة تقف منذ اكثر من سنة في قاعة الانتظار مترقبة ما سوف يفرزه الاستحقاق الأميركي من متغيرات ومعطيات جديدة. وإذا كان الناخب الأميركي قد قال كلمته منطلقاً من اعتبارت داخلية بحتة لا صلة للقضايا الدولية بها، فإن التأثير الاكبر لخياره سيكون، للمفارقة، خارج حدود أميركا، حيث تتدافع الأزمات الدولية المعقدة، من ايران الى سوريا الى العالم الاسلامي الملتهب بالأصوليات، في انتظار ما سيفعله أوباما الثاني
- 'المسيرة '
الحريري ـ جنبلاط: إختلافات على البيدر
من السذاجة القول: كانت غيمة صيف وانتهت! ومن الخبث الاستنتاج: أنها مجرد حسابات سياسية ضيقة لا قلب فيها ولا ضمير! ومن الخفة السؤال: وكيف أصبحت العلاقة بين الشيخ والبك؟ ومن البديهي الاستنتاج: عند تغيير الرؤوس إحفظ رأسك! هي أربع معادلات قد يُستدل منها، إذا أحسن القارئون الرؤية، مستقبل 14 و8... اللهمّ ألا يصيب من يقرأ ويغوص دوار وليد جنبلاط!
- مجلة 'الامان'
إغلاق مكاتب حماس في سوريا.. رسالة إلى أمريكا و'إسرائيل'
على مكاتب حركة حماس في دمشق، فأغلقتها وختمتها بالشمع الأحمر، في خطوة جاءت بعد دك المخيمات الفلسطينية – وعلى رأسها مخيم اليرموك - بالصواريخ، ما أدى لاستشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين.
إن هذه الخطوة ليست اعتباطية أو مجرّد تحصيل حاصل لتردّي العلاقات بين الطرفين إثر انحياز حركة حماس إلى الشعب السوري ورفضها البقاء في سوريا، وتبرير جرائم النظام ضد السوريين المطالبين بالحرية.
كان يمكن السلطات السورية إبقاء الوضع على ما هو عليه، طالما أن معظم كوادر حماس غادرت الساحة السورية بقرار من الحركة، ولكن يبدو أن النظام السوري يريد إرسال المزيد من إشارات الاسترضاء إلى الولايات المتحدة و&laqascii117o;إسرائيل"؛ عبر تحقيق مطالب طالما نادوا به قبل اندلاع الثورة السورية.
وقد سبق للنظام أن وجه رسائل بأن البديل له سيكون إسلامياً متطرفاً وجماعات جهادية مسلحة، وربما أوصل رسائل أهم من هذه في الخفاء في محاولة منه للحفاظ على نفسه.
مخطئ من يظن أن هذا النظام سقط أمريكياً وإسرائيلياً، ففي منطق التخوف من البديل الإسلامي الجهادي أو الإسلامي المعتدل، تظل الفرصة لهذا النظام سانحة للبقاء من خلال منع الدعم العسكري أو تضييقه لأبعد الحدود على الثوار السوريين؛ الأمر الذي يعقد قضية إطاحة النظام أو إضعافه عسكرياً، ما دام حاجزاً دون سيطرة الإسلاميين على الحكم.
صحيح أن النظام حانق على حماس؛ بسبب مواقفها المبدئية من سفك الدم السوري، وقد سبق لوسائل إعلامه أن شنت هجوماً لاذعاً على الحركة، وفي مقدمتها رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، إلا أن المعاجلة بقطع كل حبال العلاقة مع حماس التي شكلت مع النظام وإيران وحزب الله ما عرف بمحور الممانعة ضد &laqascii117o;إسرائيل"، قد يوجه رسالة لأمريكا و&laqascii117o;إسرائيل" أن هذا المحور لم يعد قائماً، وأن النظام السوري إن قدر له النجاة من الوضع الحالي فسيعيد النظر في سياساته تجاه المعادلة السابقة.
أما لماذا لم يتخذ النظام خطوة مماثلة ضد حركة الجهاد التي غادر أمينها العام رمضان شلح العاصمة السورية إلى القاهرة، فهذا متعلق بعلاقة هذه الحركة الوطيدة مع إيران وتنسيق خطواتها معها، على خلاف حماس التي أغضبت طهران أخيراً، وكانت دائمة النقد لموقفها من الثورة السورية.
نذكر هنا أنه مع العلاقة المتميزة مع إيران، لم يتورّع النظام السوري عن المفاوضات مع &laqascii117o;إسرائيل"، واستمر في تأكيد رغبته في إقامة علاقات طبيعية مع &laqascii117o;إسرائيل" إذا استرد الجولان بالمفاوضات المباشرة.
لقد كان مصدر صد عملية السلام هو &laqascii117o;إسرائيل" دوماً لا النظام السوري، وإن كتب لهذا النظام النجاة من الثورة الشعبية عليه (لا سمح الله ولا قدر) فإنه سينجح في إيجاد معادلة بقاء وسلام مع &laqascii117o;إسرائيل" برعاية ورضا إيران إن أفسح لها المجال لإيجاد تسوية لبرنامجها النووي مع الغرب.
لم تعد سوريا وإيران تشكلان ما يعرف بمحور الممانعة؛ إذ لا قيمة لهذا المحور بدون فلسطين بعد أن هدأت ساحة لبنان، ولذلك فالأدوار المستقبلية قد تتبدل وتتغير لهذين النظامين، ولكن البوصلة في فلسطين ستظل ثابتة ولو نظرياً على الأقل: مقاومة حتى تحرير الأرض المحتلة.
- 'الامان'
فوز باراك أوباما في الانتخابات الأميركية وتحقيق المصالح العربية
بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، أبدى معظم العرب ارتياحهم لهذه النتيجة. ليس لأن الرئيس الفائز بولاية ثانية باراك أوباما سوف يقلب المعادلة في الشرق الأوسط فيعيد اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، أو يمنحهم &laqascii117o;دولة" هي مجرّد مقعد في الأمم المتحدة، كما أنه لن يغض الطرف عن البرنامج النووي الايراني، حتى السلمي، لأن الكيان الصهيوني يعتبر مجرد وصول ايران الى معالجة نسبة معينة من الطاقة النووية ايذاناً بالعدوان على الكيان الصهيوني.. كما أنه لن يسمح لقوى المعارضة السورية بامتلاك اسلحة ثقيلة يمكن أن تواجه غارات الطيران على منازل المدنيين من الأبرياء والآمنين في المدن والقرى السورية، فذلك ممنوع غربياً وعربياً، لأن المطلوب لدى كل هؤلاء ليس إسقاط النظام السوري، ولا وصول المعارضة السورية الى الحكم.. ولكن المطلوب هو تدمير سوريا أو مجرّد ارهاقها، حكومة وجيشاً وشعباً، وتركها لعشرات السنين تسعى لاعادة اعمار ما تهدّم، واغاثة شعبها المشرّد في الأقطار المجاورة وكل أصقاع الأرض.
هنا فقط قد يكون هناك دور للرئيس الأميركي (أوباما أو رومني) أن يفعل شيئاً، لأن من غير المقبول أو المسموح به ترك نظام قمعي لمدة تلامس العشرين شهراً، وهو يقصف شعبه ويدمّر المنازل بالدبابات والطائرات، والعالم حوله يتفرّج. يقولون ان روسيا هي المسؤول، لأنها تستعمل حق النقض في مجلس الأمن الدولي وتمنعه من اتخاذ قرار حاسم بالتدخل من أجل وقف سفك الدماء في سوريا. لكن متى كان يقع أقل بكثير مما يحدث في سوريا ويبقى العالم متفرّجاً؟ لقد خاضت الادارة الأمريكية حرباً ضروساً ضد العراق عام 2003 تحت عنوان ازالة أسلحة الدمار الشامل دون قرار دولي، وتبيّن بعد ذلك أن العراق لم يكن يملك أي أسلحة للدمار الشامل. وكذلك كان التدخل العسكري الأميركي في أفغانسان عام 2001 لمجرد ملاحقة أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وأميركا ما تزال تقصف وتلاحق، سواء على الأراضي الأفغانية أو الباكستانية أو حتى اليمنيّة. لذلك فإن الموقف الروسي ليس بعيداً عن الموقف الأميركي، وكلاهما يصب في خانة واحدة، هي عدم السماح بسقوط النظام السوري طالما أن البديل غير معروف، أو غير مضمون الأداء، لأن الكيان الصهيوني هو الذي يعني الادارة الأمريكية، سواء كان على رأسها ميت رومني أو باراك أوباما.
وبالعودة الى كلا الرجلين ونتائج الانتخابات الأمريكية والمصلحة العربية والإسلامية لدى كل منهما، فالأول يحمل اسم باراك حسين أوباما، وقد حملته أمه ليتربى مسلماً في اندونيسيا، الى أن عاد الى الولايات المتحدة الأميركية. ومن الطبيعي أن يشعر العرب والمسلمون وكل الآسيويين والأفارقة تجاهه بعاطفة الأخوة، فهو أول رئيس أميركي أسمر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وقد حرص بعد انتخابه رئيساً عام 2008 على أن يخاطب العرب والمسلمين من أبرز بلدين لهما تاريخ عريق، فكان خطابه من القاهرة والآخر من تركيا. لكن ذلك لم ينعكس فعلاً سياسياً علي الأرض. أما الثاني (ميت رومني) فهو من طائفة المورمون، وهي تشكل أقلية على الساحة الأميركية، وهي أقرب الطوائف المسيحية الى المسلمين، لأنها تحرّم شرب الكحوليّات وتعاطي التدخين، وتبيح تعدد الزوجات. وكان رومني أحد العاملين في الكنيسة المورمونية لسنوات في أوروبا، ثم عاد الى الولايات المتحدة ليمارس العمل السياسي.
رغم كل هذه الايجابيات في كلا الرجلين، الا أن أوباما يمتاز بعدة عناصر، أولها أن ولايته الجديدة لا تنتظر شهرين لممارسة سلطاته الدستورية كرئيس للولايات المتحدة، بل هي امتداد لولاية سابقة، وبالتالي فإنه سوف يكون جاهزاً منذ صباح الأربعاء الماضي لممارسة دور أكثر فعالية في السياسة الخارجية، لا سيما ازاء الملف السوري الذي ينتظر الجميع فيه مواقف أميركية وأوروبية وتركية، وبالتالي روسية، أكثر فعالية وانصافاً، مما يحجب دماء الأبرياء الذين كل ذنبهم أنهم مواطنون سوريون ولدوا في حمص أو حماه أو درعا أو دمشق أو حلب. أما العنصر الايجابي الثاني في أوباما فهو أنه كان - وما يزال - يستشعر الروابط التي تشدّه الى العرب والمسلمين من ذوي البشرة السمراء، خاصة أنه عاش سنوات من شبابه مسلماً في مدرسة اسلامية إندونيسيّة، وأنه استدعى (عند بداية ولايته الأولى) مجموعة من المسلمين الناشطين في الساحتين الأميركية والأوروبية، وتدارس معهم عدداً من القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي، وكان يستدعي بعضهم بشكل ثنائي ليتحدث اليه بعيداً عن أعين الرقباء وآذانهم. واذا أردنا مقارنة موقف كل من المرشحين للرئاسة (رومني وأوباما) ازاء القضية الفلسطينية مثلاً، فسنجد أن أوباما يمتاز بأنه أقل سوءاً في مواقفه منها ومن غيرها التي تهم العرب والمسلمين. وهنا يأتي دور العنصر الأهم في المعادلة بين الرجلين، فالرئيس الأميركي حاكم على رأس ادارة، ويبقى قراره مرهوناً بعوامل عدة تتحكم بالقرار بصرف النظر عن توجهاته الشخصية.
والأهم من هذا كله أن في الولايات المتحدة مجموعات ضغط تتحكم بالقرار الأميركي، أبرزها مجموعة الضغط (اللوبي) اليهودية التي تعود جذورها الى عشرات السنين، ويرعاها يهود العالم وعلى رأسهم الكيان الصهيوني، الذي استطاع اقناع الأميركيين والأوروبين بأنه يرعى مصالحهم ويدعمها في العالم العربي. وتأتي بعد اللوبي اليهودي لوبيات أخرى على رأسها المسيحيون الجدد واللوبي الأرمني وغيرهما. أما اللوبي العربي في الساحة الأميركية فلا يتعدى وزنه الانتخابي، وهو ما يزال مشتتاً موزع القوى في مختلف الساحات العربية، فضلاً عن أن يكون له أي وزن نفطي أو سياسي.
ختاماً، لا بدّ من الوصول في الملف السوري الى نهاية للأزمة القائمة، اذ لا يجوز أن يستمر نزف الدم العربي لعشرين شهراً متوالية، كما لا يجوز ان يبقى العالم العربي رهين مأساة لا يستطيع منها فكاكاً. وقد ترك ذلك أثره على كل القضايا الهامة الأخرى، وفي طليعتها القضية الفلسطينية. كما أن استمرار نزف الدم السوري، وعمليات القمع والقصف تفرز احتقانات طائفية ومذهبية وقومية يصعب تلافي ومعالجة تداعياتها، فاللهم عجل بالفرج!
- مجلة 'الصياد'
خطط رئيس الحكومة 'المياومة' أما استراتيجيته فالبقاء فقط
جولةٌ جديدة من الكباش الإقتصادي والمالي تخوضها الحكومة لتمويل سلسلة الرتب والرواتب لإحالتها إلى مجلس النواب للمصادقة عليها ودخولها حيِّز التنفيذ. لكن لعله الكباش الأكبر إذ إنه في حال إقرار 'سلة التمويل' فإن الوضع المالي يُنذِر بشرٍ مستطير ويضع البلاد على حافة خطر إقتصادي، بحسب ما لوحت به الهيئات الإقتصادية.
* * *
من البنود التي ستتضمنها 'سلة التمويل' رفع الضريبة على فوائد الودائع المصرفية من خمسة إلى سبعة في المئة، وهذا البند سيكون مردوده، بحسب الحكومة ما يقارب الـ260 مليار ليرة. هذا المبلغ على أهميته ستكون له انعكاسات سلبية على المودِعين الذين سيجدون أن فوائد ودائعهم ستكون عرضة للتآكل، كما سيجدون أن مدخراتهم ليست في خدمتهم فحسب، بل في خدمة الحكومة! وهذا ما لا تجيزه أي قوانين أو أعراف.
* * *
إن من شأن هذا الإجراء أن يؤدي إلى هروب الودائع والنسبة التي ستهرب سيكون من شأنها تخفيض الجدوى من وراء هذا الإجراء، فما هي هذه العبقرية التي تُحدِّد إجراءً يُعطي عكس مفاعيله؟
ربما هذه الحكومة تعيش من دون ذاكرة، فحين رُفِعَت الضريبة على فوائد الودائع سابقاً إلى خمسة في المئة، إنخفضت إلى حدٍّ ملموس قيمة الودائع في لبنان، نسبةٌ منها ذهبت إلى غير قطاعات فيما نسبةٌ أُخرى 'هاجرت' إلى الخارج. إذا ما وُضِع هذا البند موضع التنفيذ فهل لدى الحكومة 'فكرة' عن نسبة الودائع التي ستُهاجر إلى خارج لبنان أو إلى قطاعات أخرى؟
قد يقول قائلٌ إن الفوائد التي تُعطى في لبنان هي مرتفعة قياساً بالفوائد التي
تُعطى في الخارج، لكن هذه الحقيقة تبقى ناقصة، صحيح ان سائر الدول تُعطي فوائد أقل لكنها تُعطي في المقابل استقراراً أعلى وهذا ما لا يُعطى في لبنان، ففي ظل عدم الإستقرار ما هي الحوافز التي ستُقدَّم إلى المستثمرين في هذه الحال؟
* * *
ومن بنود 'سلة التمويل' أيضاً رفع الضريبة على القيمة المضافة من عشرة إلى خمسة عشر في المئة على الآليات والمركبات والأجهزة الإلكترونية والكماليات. هذا البند سيكون موضع اختبار، فكلما ارتفعت الضريبة على القيمة المضافة كلما انخفض الإستهلاك، إن رفع الضريبة بهذه النسبة من شأنه أن يجعل الناس يُحاذرون الإستهلاك وعليه فإن هذا البند من شأنه أيضاً أن يُعطي مفعولاً معاكساً.
عملياً، هل هذا هو المطلوب؟
بالتأكيد لا، لكن الخطوات التي تتخذها الحكومة يغلب عليها طابع الإرتجالية أكثر مما يغلب عليها طابع الدرس المعمَّق، وهذا ليس غريباً على حكومة تعمل بأسلوب المياومة أكثر مما تعمل بأسلوب التخطيط، إلا التخطيط للبقاء.
- 'الثبات'
تحذيرات من تنامي نفوذ 'النازحين' السوريين في شمال لبنان
حسان الحسن:
عندما تخلّى العالم كله عن 'حماس'، احتضنتها سورية واستقبلت قيادييها، في إطار الدعم السوري - الإيراني لمحور المقاومة والممانعة، والذي كانت 'حماس' تنضوي تحت لوائه، لكن ما أن عصف 'الربيع العربي' بالمنطقة، حتى انقلبت الأخيرة على تاريخ ونهج المقاومة، وانخرطت في المشروع الخليجي الرامي إلى تخريب سورية، التي قدمت كل أشكال الدعم لصمود الشعب الفلسطيني، ومنحته امتيازات اجتماعية لم تمنحها أي دولة عربية، كما كانت تشكل الملاذ الآمن لقادة مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية..
وأدت الامتيازات المذكورة، خصوصاً حق التملك، إضافة إلى تزايد نفوذ 'حماس' في المخيمات الفلسطينية في سورية في السنوات الأخيرة الفائتة، من خلال الدعم غير المسبوق الذي حصلت عليه من القيادة في دمشق، إلى تغلغل بعض الحركات التكفيرية في مناطق الانتشار الفلسطيني على الأراضي السورية، والتي اتخذت من المناطق المذكورة قواعد لانطلاق العمليات الإرهابية التي تستهدف الاستقرار السوري، في محاولة لإقحام الفلسطينيين في أتون الأزمة السورية، وفي هذا الإطار تأتي المعارك التي تدور راهناً في جنوب العاصمة السورية، تحديداً في حي التضامن ذات الغالبية الفلسطينية..
ولم تقف حدود الاعتداءات على الأمن القومي السوري عند هذا الحد، فيؤكد مصدر سوري واسع الاطلاع تورط 'حماس' في الأزمة السورية، من خلال إعداد المسلحين وتدريبهم للقتال في سورية، كاشفاً أن الأجهزة المختصة قتلت إرهابياً تونسياً في حلب، واعتقلت آخرين قادمين من غزة، الأمر الذي أثار حفيظة القيادة السورية، ودفعها إلى إقفال مكاتب 'حماس' بالشمع الأحمر، بعدما تحولت إلى مجرد أداة من أدوات المؤامرة على سورية، على حد قول المصدر.
وفي الشأن الميداني، يلفت المصدر إلى أن المعارك تتركز راهناً في الغوطة الشرقية لدمشق، وفي الشمال السوري وبعض مناطق دير الزور، مؤكداً أن الجيش تمكن من إحباط كل الهجمات التي قام بها المسلحون، في محاولات متكررة فاشلة لدخول دمشق، التي تشهد بعض الأعمال الأمنية في جنوبها، إضافة إلى قيام المسلحين بإطلاق النار وإلقاء أصابع الديناميت في بعض شوارعها الآمنة لإرهاب المواطنين.
ولا ينفي المصدر تأثير العمليات في ريف دمشق على الحياة في العاصمة، خصوصاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، معتبراً أن السوريين يعانون من حالة معيشية صعبة في الوقت الراهن.
وبالانتقال إلى الشمال، يلفت المصدر إلى أن العمليات العسكرية تتركز على محور مدينتي حارم ومعرة النعمان في ريف إدلب، كاشفاً أن القوات المسلحة تمكنت من دخول بعض مناطق الأخيرة، وأن المسلحين بدأوا يفقدون السيطرة عليها.
ويختم المصدر بالقول: 'إن العمليات الإرهابية التي تشهدها سورية راهناً قد تتعب الجيش السوري قليلاً، ولكنها لن تربكه ولن تنهكه'.
وفي سياق متصل، عن الوضع الأمني على الحدود الشمالية - الشرقية، يؤكد مصدر حزبي لبناني مطلع، أن الوضع الأمني في القرى العكارية المحاذية لسورية مستقر نسبياً، ما خلا بعض الخروقات البسيطة، واستمرار بعض عمليات التهريب التي لم تنقطع في شكل نهائي يوماً، معتبراً أن غالبية عمليات التهريب لها بُعد منفعي - مادي أكثر من كونه سياسياً – أمنياً، مستبعداً وجود معسكرات تدريب للمسلحين السوريين في عكار، ولافتاً إلى أن النازحين من سورية منتشرون في مختلف منازل القرى العكارية، وكاشفاً أن إيجار الغرفة الواحدة مع منتفعاتها بلغ خمسمئة دولار أميركي، على نفقة مؤسسات دعم النازحين في الأمم المتحدة.
وحذر المصدر في الوقت عينه من تنامي نفوذ النازحين في شمال لبنان، معتبراً أن الخطورة اليوم تكمن في وجود هؤلاء النازحين بين الأهالي، وليسوا محصورين في بقعة جغرافية محددة، ولافتاً إلى أنهم باتوا يهددون الوضع الأمني في عكار، لاسيما بعد أن قام عدد من النازحين بالاعتداء على المواطنين في قرية 'مشتى حسن'.
وأمل المصدر من السلطات المعنية معالجة التفلت الأمني في عكار، قبل أن تصل الأمور إلى حد لا يمكن معالجتها، وبالتالي تهديد المنطقة بمخاطر داخلية وخارجية أيضاً.