ـ صحيفة المستقبل
بول شاوول:
أن تكون 'مقاومة' فوق الدولة يعني أنها مقاومة ضد الدولة. اليوم يريد حزب الله (تحت شعار المقاومة) أن يقول لنا: إما أن يكون لبنان في خدمة الحزب (تذكروا الأحزاب السابقة) أو لا يكون، وإن على اللبنانيين إما أن يكونوا في خدمة الحزب وارتباطاته الخارجية أو يكونوا كمجرد وسائل في خدمة من يخدمهم الحزب الإلهي سواء في بلاد الأعاجم أو في بلاد الأشقاء. والذي يعود بالذاكرة الى الشعارات التي كانت مطروحة حول 'سلاح المقاومة الفلسطينية' في لبنان، يتأكد من أن الشعارات نفسها، وبالكلمات نفسها، وبالاتهامات نفسها، وبالإعلام نفسه، نتكلم عن 'سلاح مقاومة حزب الله'، والفارق الموضوعي أن إسرائيل كانت تحتل أيام المقاومة الفلسطينية، وها هي انسحبت اليوم، لكن مع بقاء المقاومة الحزبية.
والثابت أن اللبنانيين كما اختاروا طريق الاستقلال بالديموقراطية والمواجهة المدنية، سيختارون أيضاً الديموقراطية والمواجهة المدنية المخططات الإنقلابية المسلحة ضدهم وضد الجمهورية والدولة ولبنان... وهذا ما سنقوله للسيد حسين الخليل أن لبنان موجود قبلَك وقبل كل 'المقاومات' التي افرنقعت، وسيبقى بعدك يا سيد حسين الخليل. ونطمئنك أيها السيد الخليل أن كل سلاح استُجلب على امتداد المراحل الماضية من الخارج لإذلال اللبنانيين أو لقمعهم أو للسطو على إرادتهم... ذاب كالشمع لكي لا أقول كالثلوج... واسأل أسلافك من الميليشيويين و'المقاومين' والمقاولين فعندهم لك بالذات الخبر اليقين. ونطمئنك أكثر أيها الحاج حسين الخليل الجليل أن لبنان ليس أبقى من كل 'المقاومات' التي لم تعد مقاومات، بل أبقى من كل هذه الأنظمة الاستبدادية والفاشية التي صنعت هذه 'المقاومات'، وفبركتها، لتنفّذ مخططاتها تحت شعارات التحرير، لكن طبعاً ضد الحرية والاستقلال!
ـ صحيفة المستقبل
فارس خشّان:
يُلاحظ كثير من السياسيين أن 'حزب الله' متشنّج كثيرا، أقلّه منذ أسبوع، على الرغم من احتفالات النصر التي يُنظّمها كل يوم، تحت عناوين مختلفة، وآخرها 'إسقاطه' لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت! وعلامات تشنّج 'حزب الله' كثيرة، فهو إذا أصدر قائد الجيش بالوكالة اللواء شوقي المصري 'أمر اليوم' من دون إيراد كلمة مقاومة، على الرغم من التشديد على الإنجازات التي لا يمكن إدراجها إلا على قائمة 'حزب الله' كالإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية، يبقى مضطربا ويدور حول نفسه الى أن يأتي التعديل مساء، كما حصل أول من أمس. وهو إن تأخر 'شركاؤه' في لجنة صياغة البيان الوزاري عن إيجاد الإطار الذي يناسبه لذكر إسم 'المقاومة 'رفع الصوت تهديدا، مذّكرا بما أقدم عليه في أيار الماضي حين غزا بيروت وحاول أن يغزو الجبل. وهو إن طلب من المعاون السياسي حسين خليل أن يتكلّم، وجد نفسه يستفز اللبنانيين بربط وجود لبنان بوجود 'المقاومة'. وهو إذا ابتسم الرئيس فؤاد السنيورة، نظّم صفوف 'أدواته' ونشرهم على وسائل الإعلام (يوم أمس كانوا على كل الشاشات التابعة أو المتحالفة معه)من أجل أن يشتموا رئيس الحكومة، متأسفين لبقائه في منصبه الدستوري. وهو إذا أراد أن يُثبت العماد ميشال عون تحالفه، فعليه أن يخرج، ولو من دون مناسبة، الى العلن، مزنّرا نفسه بحزام ناسف، ليقوم بعملية إستشهادية لمصلحة 'لبنانية المقاومة وأبديتها'؟
إلا أن هذه الملاحظة تبقى مشفوعة بعلامة الإستفهام، إذ إن الجميع يبحث في أسباب هذا التشنج الذي يُخرج 'حزب الله' عن طوره، فهل ثمة ما هو مطلوب منه ويفوق قدراته الفعلية؟ أم أنّه يرى في أفق المنطقة ما يُثير هلعه؟ أم أنه مضطر لأسباب ارتباطاته الإقليمية أن يرفع الصوت حتى يصل الى مراكز القرار الدولي؟ أم أنه أصبح مُدمنا على تسجيل الإنتصارات، بحيث يعمل من أجل تصوير صدور البيان الوزاري بأنه إنتصار، تماما كما جعل من إستقالة إيهود أولمرت إنتصارا؟
ـ صحيفة المستقبل
فيصل سلمان:
ثلاث محطات 'خطيرة' ستكون لها انعكاسات مقلقة، تتطلب المتابعة والتحسّب.
1 ـ اليوم تنتهي المهلة المعطاة لإيران لترد على رزمة الحوافز التي قدمتها لها مجموعة الدول 5 + 1 مقابل تخليها عن برنامجها النووي.لا شيء يدل على موقف ايجابي من طهران ويتوقع المراقبون مماطلة هدفها كسب الوقت. السؤال هنا: ماذا ستكون ردة فعل أميركا وأوروبا؟
2 ـ انهيار حكومة ايهود أولمرت ما يعني توقف المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية.إذا كانت المنطقة سائرة نحو حرب ما، فالمتوقع ان يصل إلى رئاسة الحكومة في إسرائيل بنيامين نتنياهو أواخر أيلول.
3 ـ تستعد القوات الإسرائيلية للانسحاب من الجزء المحتل من قرية الغجر اللبنانية الحدودية ومن بعض النقاط إلى الجانب اللبناني من الخط الأزرق وهذا يعني ان إسرائيل ربما تحضر لهدوء على الجبهة اللبنانية ينزع الذرائع من يدي حزب الله.بعض المراقبين يرى ان تساهل حزب الله في ما يختص بالبيان الوزاري مرتبط بقراءة التطورات السابقة الذكر. الحزب يريد تهدئة تريح سوريا ولا تشغل إيران ولكنه في الوقت نفسه، ربما يريد إقفال ملف 'الصراع' الداخلي تحسباً لحرب آتية..والله أعلم.
ـ صحيفة النهار
زيّان :
ما من فئة قادرة على ان تفرض هيمنتها ورأيها وقرارها على الدولة والفئات الأخرى. وما من جماعة تستطيع، مهما أصابها التضخُّم والاستقواء والغرور، أن تستفرد المؤسَّسات وتضع يدها عليها، أو تنصٍّب نفسها بديلة منها.وما من طائفة مخوَّلة ان تحلَّ محلَّ الشرعيَّة، أو تقيم على هامش الدولة الام دويلة لها، تطبق ضمن 'حدودها' ما تعتقد انه قوانين وأُصول وتقاليد خاصة بها. (...) ولمرة أخيرة، يقولون بصوت واحد وداعاً للتقاتل 'الأهلي'، وداعاً للحروب، وداعاً للسلاح.
ـ صحيفة النهار
بيار عطا الله:
يبدي العونيون تفاؤلاً غير محدود بالانتخابات النيابية المقبلة ربيع 2009 ويعرضون نتائج احصاءات واستطلاعات رأي تؤكد انهم فائزون مع حلفائهم لا محالة بجميع مقاعد المناطق المسيحية بدءا من بشري مرورا بدائرة بيروت الاولى وصولا الى قضاء بعبدا، اضافة الى ترتيبات معينة تضمن لهم الحصول على مقاعد في المناطق المختلطة مثل جزين والزهراني وحاصبيا - مرجعيون والبقاعين الغربي والشمالي. بما معناه ان معركة انتخابات 2009 تشكل ضربة قاضية للمسيحيين المناوئين لقوى 8 آذار و'التيار العوني'.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
اعربت مصادر ديبلوماسية بارزة في بيروت عن قلقها حيال 'استمرار التيابنات الحادة بين وزراء فريقي 8 و14 آذار حول وسيلة تحرير الارض المحتلة من اسرائيل، الديبلوماسية او المقاومة بالسلاح، ولو ان هذا الملف طرح خلال جلسة لمجلس الوزراء لكان وزراء 8 آذار استعملوا الثلث المعطل اذا لم يتجاوب وزراء الاكثرية النيابية'. ولم تستبعد لجوء وزراء الاقلية النيابية الى استعمال حق التعطيل في اي ملف حساس كملف المقاومة، وفقاً لما ورد في اتفاق الدوحة. ورأت ان السبب الحقيقي لهذه الخلافات يعود الى الخلل في القوى السياسية بين المعارضة السابقة والموالاة، اضافة الى امتلاك الاولى سلاحاً استراتيجياً غير متوافر لدى السلطات العسكرية الشرعية. وقللت اهمية اتفاق الدوحة الذي وصفته بأنه مجرد تسوية موقتة هدفها الاول وقف التدهور الامني وانتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور سدة الرئاسة نحو ستة اشهر. وسألت عما اذا كانت الحكومة في جلستها المتوقعة الاثنين المقبل 'ستقر مشروع البيان الوزاري في جلسة واحدة ام ان ذلك سيستوجب اكثر من جلسة'. وتأكدت من نواب في الموالاة والمعارضة ان مجلس النواب سيشهد مناقشات حادة خصوصاً حول التمسك بالمقاومة المسلحة، وقد لا يكون هناك اجماع على الثقة التي ستمحض للحكومة. ووصفت مستوى الخلافات بأنه 'يؤكد ان حكومة الاتحاد الوطني لا تعكس حقيقة الاسم الذي تحمله، بل على النقيض من ذلك يمكن وصفها بأنها حكومة تكريس الانقسامات ، ولا سيما في قضية سلاح حزب الله'.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
بات واضحاً للكثيرين ان الإمرة هي لسلاح 'حزب الله'. فهو الذي يقرر الحرب والسلم ايا تكن العبارات التي يتضمنها البيان الوزاري، وهو الذي يفرض القرارات وما لا يعجبه منها يعمد الى تعطيل تنفيذها بشتى الوسائل، بحيث اصبح هذا السلاح ان لم يكن هو الحاكم حاليا فهو المتحكم بالدولة وقراراتها الى ان يصبح هو الدولة وهو صاحب السلطة... ويقول نواب في قوى 14 آذار تأكيدا لذلك، ان 'حزب الله' منذ ان انتصر في حرب تموز، او صمد في وجه الجيش الاسرائيلي، دعاه الرئيس بشار الاسد الى ان يتسلم السلطة لان من ينتصر عسكريا ينبغي ان يكون له الانتصار سياسيا. وجاراه العماد ميشال عون في هذا الموقف كونه حليف 'حزب الله' والمستفيد من انتصاره. واذا كان العماد عون يحرص على تحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين ويربط ذلك ببقاء سلاح 'حزب الله' فان هذه العودة ليست مسؤولية لبنان وحده، بل مسؤولية جميع الدول العربية. فهل يريد العماد عون ان يحكم سلاح 'حزب الله' ليس بيروت فحسب، بل كل لبنان، او ان يتحكم بقرارات الدولة وان يعطي الفلسطينيين مبرراً للاحتفاظ بسلاحهم من اجل تأمين حق العودة؟ وهل يصدِّق العماد عون ان السلاح لا تزال وظيفته التحرير بعدما بات امن الجنوب في عهدة القوات الدولية والجيش اللبناني، وان مزارع شبعا تخضع للقرار 242 الذي يخضع له ايضا الجولان وليس واردا تحريرها بالقوة العسكرية ما دامت سوريا، وهي الدولة المعنية مثل لبنان، تحاول تحرير اراضيها المحتلة بالوسائل الديبلوماسية؟ وما هو رأي العماد عون في قول ايران انها تربط حل مشكلة لبنان بحل موضوع ملفها النووي وما لم تقله سوريا علنا، بل تهمس به، وهو انها مستعدة لحل هذه المشكلة في مقابل عودة نفوذها الى لبنان؟ كل هذا يؤكد ان سلاح 'حزب الله' بات سلاحا اقليميا يخضع مصيره للتسويات والصفقات.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
يشبّه عدد من متابعي الوضع اللبناني عن قرب من لبنانيين وغير لبنانيين بعض ما يجري حالياً في لبنان بما جرى فيه قبل الحروب الاهلية وغير الاهلية التي عصفت به عام 1975 واثناء السنوات الاولى لها. ففي تلك المرحلة تجاهل اطراف لبنانيون موضوع سيادة بلدهم وقوة دولته ومؤسساته فوفروا في مرحلة اولى تغطية شعبية وسياسية واسعة جداً للثورة الفلسطينية التي بدأت تتجمع منظماتها وعناصرها كلها في لبنان بدءاً من عام 1969 - 1970، مكنتها في مرحلة لاحقة من التحول دولة داخل الدولة يخضع لها ليس الفلسطينيون المقيمون تحت سلطتها فحسب بل ايضاً اللبنانيون الحلفاء الذين انتقلوا من مرحلة الشركاء لها الى مرحلة الرعايا.
ما هي اوجه الشبه بين اليوم والمرحلة المشروحة اعلاه؟المتابعون عن قرب للوضع اللبناني انفسهم يقولون ان هناك اوجه شبه عدة، لكن أبرزها اثنان: الاول، وصول فريق لبناني مهم الى مرتبة الصدارة في البلد لاسباب عدة منها عدده وسلاحه ومقاومته احتلال اسرائيل وطردها من لبنان عام 2000 والصمود في وجهها عام 2006. ومنها ايضاً اعتماده التام على محور اقليمي مهم مؤلف من سوريا وايران الاسلامية وتهديده جدياً وعملياً، وإن لم يعلن ذلك رسمياً ولن يعلنه، باقامة حكمه الفعلي في لبنان وإن مع المحافظة في المراحل الاولى ربما على اتفاق الطائف وتوزيعاته السلطوية. وهذا امر جعل الافرقاء الآخرين يخشونه ويسعون الى تجنب سيطرته تماماً مثلما فعل قسم منهم قبل عقود تخلصاً من سيطرة او حكم فريق للآخرين. علماً ان هناك فارقاً مهما بين الوضعين، هو ان الفريق الذي كان مسيطراً قبل عقود كان في حال ضعف مطرد، وان الفريق المسيطر حالياً هو في حال صعود وقوة مطّردَيْن. اما وجه الشبه الثاني، وان يكن لا احد يحكي به لكنه موجود في العقول والضمائر والنفوس وربما ايضاً في المداولات خلف الكواليس وداخل الغرف المقفلة، فهو الاعتماد او محاولة الاعتماد على فريق عربي موجود في لبنان لاقامة التوازن او لمنع السيطرة المخشي منها. والفريق العربي اليوم هو نفسه فريق زمان اي الفلسطينيون، علماً ان هناك ايضاً فارقاً بين الوضع الفلسطيني في لبنان اليوم ووضعه قبل أكثر من ثلاثة عقود. فهو اليوم منقسم ومشرذم و'مخروق' من اجهزة ومنظمات ودول عدة وقليل التسلح قياساً بالماضي. طبعاً لا يعني ذلك انه لا يستطيع ان يساعد في حال الاضطرار، لكنه قطعاً لا يستطيع حسم 'المعركة' اذا وقعت لا سمح الله بل ربما يؤخّر حسمها او يساهم في اقامة توازن ما.
هل ترمي هذه المقارنة الى الغمز من قناة الزعيم الدرزي الابرز وليد جنبلاط الذي دعا الى تذكّر فلسطين والعروبة بعدما 'بالغ' و14 آذار الذي هو احد ابرز قادته في المنطق السيادي؟ كلا. لا نرمي الى ذلك، بل نرمي الى لفت اللبنانيين الاقوياء والضعفاء، علما ان الضعف والقوة قد لا يكونان دائمين، الى ان الوقوع في فخ ليس المذهبية لانهم فيها الآن بل الاقتتال المذهبي قد يدفع جهات فلسطينية عدة الى التدخل ليس فقط حماية لمن يماثلها في المذهب بل ربما حماية لانفسها وخصوصاً في المنطقة التي لها فيها اكبر تجمعات بشرية. وليس ذلك في مصلحة لبنان وكل شعوبه. ونرمي في الوقت نفسه الى تبصير من يخاف كثيراً من الفلسطينيين في لبنان ومن يراهن كثيراً عليهم الى انهم، رغم الكثير من المظاهر وربما العواطف، لم يعد في امكانهم الحسم سلباً او ايجاباً، كما ان حروبهم في لبنان ومع لبنانيين وضد لبنانيين ومع غير لبنانيين على ارضه دفعت معظمهم الى استخلاص دروس كثيرة لعل ابرزها عدم التورط في نزاعات الداخل اللبناني، لان التورط الاول الذي امتد من عام 1969 حتى 1982 لا يزال في الجانب السيئ من ذاكرة اللبنانيين، ولانه تسبب بهزيمة كبيرة للثورة الفلسطينية، ولانه قلّص من دائرة نفوذها العربي رغم انه مكّنها من المحافظة على قرارها المستقل. علما ان كثيرين يتساءلون عن جدوى هذه الاستقلالية في ظل الضعف الكبير عندهم، وكذلك عن جدوى 'مصادرة' العرب القرار نفسه في ظل ضعفهم بل اهترائهم.
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف :
أظهرت المداولات الطويلة حول مضمون البيان الوزاري في موضوع المقاومة جملة امور مهمة من بينها، على الاقل، ان موضوع المقاومة لم يعد امراً مسلماً به كما في السابق، ولم يعد يجد تبريراته الواقعية في ضوء التطورات في الاعوام الماضية وتحديداً منذ عام 2005 والبيان الوزاري للحكومة السابقة. ويعتقد ديبلوماسيون رفيعو المستوى ان 'حزب الله' يعرف اكثر من سواه حدود المقاومة بعد عام 2006، وهم يؤمنون بأن المقاومة لم تعد تشكّل خطراً مباشراً على اسرائيل في ظل القرار 1701 اللهم الا اذا وجّه صواريخ ضدها في حال تعرضت ايران لاعتداء. فلا اي حرب مماثلة يمكن الدخول فيها مجدداً، ولا ايضاً خطف جنود اسرائيليين كما في السابق، ولا حتى عمليات لتحرير مزارع شبعا وخصوصاً ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اعلن مراراً وآخرها في عيد الجيش ان العد العكسي لتحرير مزارع شبعا قد بدأ. فهل تمكن المزايدة على الدولة وديبلوماسيتها، ام ستكون للسلاح مهمة اخرى؟ لقد اعطت التسوية حول البيان 'حزب الله' نصف ما أراد في الاصل.
ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
أبدت مصادر دبلوماسية رفيعة على صلة بتحرّك الأمم المتحدة في بيروت اهتماماً خاصاً بالحوار الوطني الذي يعتزم رئيس الجمهورية ميشال سليمان إدارته في الأسابيع المقبلة مع الأفرقاء المعنيين توصّلاً إلى استراتيجيا دفاعية عملاً باتفاق الدوحة. وهي إذ نوّهت بخبرة الأمم المتحدة في إدارة حوارات وطنية كانت قد أجرتها في دول عدة وسعيها إلى تعميم الخبرة، عزت الاهتمام إلى استجابة المنظمة الدولية طلباً بذلك من الرئيس اللبناني الذي رغب إليها في تقديم المساعدة. وكان سليمان قد أسرّ بذلك إلى نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مارتا رويداس والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية اللذين التقياه أكثر من مرة حول موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، فسأل عن المساعدة التقنيّة التي يمكن أن تقدّمها الأمم المتحدة للبنان حيال الحوار الوطني المرتقب. على الأثر عقدت لقاءات بين مسؤولي مكتب بيروت في المنظمة الدولية وفريق عمل سمّاه رئيس الجمهورية للتشاور في الأمر. إلا أن المصادر الدبلوماسية إياها تميّز بين المساعدة التقنية التي أبرزها تنظيم مؤتمر عن قانون الانتخابات النيابية عُقد في فندق فينيسيا قبل أكثر من شهر، والموقف السياسي من الحوار الوطني الذي يقصر اتفاق الدوحة جدول أعماله على موضوع سلاح حزب الله. إذ يحصر موقف المنظمة الدولية بالقرار 1701، ولا تتعدّى وجهة نظرها حيال الحوار الوطني ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة من أن بتّ مصير سلاح حزب الله يكون ضمن هذا الحوار سعياً إلى الاستراتيجيا الدفاعية.
ـ صحيفة الأخبار
غسان سعود:
لن يكون للتحفظات عن بعض بنود البيان الوزاري التي يحشد لها قائد القوات اللبنانيّة سمير جعجع الطاقات، صدى أكبر من ذلك الذي خلّفته تحفظات جعجع نفسه عن اتفاق الدوحة، الذي تحول رغم هذه التحفظات إلى ما يشبه الدستور بالنسبة إلى نواب جعجع قبل غيرهم.
تمخض الجدل الطويل والممل حول البيان الوزاري عن انتصار معنوي ثالث للمعارضة بعد انتصاريها على صعيد التقسيمات الانتخابيّة في الدوحة وتوزيع الحقائب الوزاريّة. وانتهت لجنة البيان الوزاري بقبول صيغة &laqascii117o;حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في استكمال تحرير بقية الأراضي اللبنانية المحتلة (...)". لتكون بذلك قد التزمت كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن ضرورة وضع &laqascii117o;استراتيجيا تحرير ودفاع"، وزايدت عليه، بحسب قول النائب عباس الهاشم، فأدرجت للمرة الأولى في تاريخ الحكومات بند &laqascii117o;استكمال التحرير" في البيان وتركت استراتيجيا الدفاع لنقاشها على طاولة الحوار. وبالتالي وقعت الحكومة في الفخ الذي نصبته للمعارضة، التي ما كانت تأمل هذا القدر من التأييد الحكومي لتحرير المقاومة والشعب والجيش للأراضي اللبنانيّة المحتلّة.
وينعكس &laqascii117o;انتصار المعارضة الجديد"، على حد وصف نائب آخر، على الانتخابات النيابية المقبلة حتماً، عبر سحب ورقة أساسية من يد الموالاة، قد تكون الأخيرة. فبعد خسارة &laqascii117o;ثوار الأرز" عنواني &laqascii117o;الانتقام لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر الانتخاب زي ما هي"، واستعداء سوريا (في ظل اندفاع رئيس جمهورية التوافق ميشال سليمان لتحسين العلاقات بين البلدين)، ها هم يتخلون عن عنوان نزع سلاح حزب الله. فلا يمكن، بعد بيان تحرير الأرض الوزاري، أي فريق أن يتحدث من الآن وحتى موعد الانتخابات عن نزع السلاح وهو شريك في حكومة كرست هذا السلاح.أما التحفظات فستكون ساقطة حكماً بمجرد مثول وزراء القوى المتحفظة أمام المجلس النيابي، لأن النظام البرلماني يقوم على مبدأ التضامن الوزاري، مع العلم أنه، وفيما الأكثرية مشغولة ببند المقاومة الذي عادت ورضخت لموقف المعارضة سابقاً في شأنه، كان مطبخ المعارضة يضع اللمسات الأخيرة على خروق جديّة في ملفات الاستراتيجيا الدفاعيّة، السلاح الفلسطيني، العلاقات اللبنانية ـــــ السورية، ومواجهة مشاريع التوطين.
ـ صحيفة السفير
عمر ابراهيم ـ المنية :
حتى اللحظة لا معلومات معلنة عن مصير يحيى سكاف بانتظار نتائج الفحوصات المخبرية التي أجريت لجثامين الشهداء، ومن بينهم مجموعة الشهيدة دلال المغربي، حيث من المتوقع وبحسب مصادر مطلعة لـ"السفير&laqascii117o; أن تظهر بشكل نهائي مطلع الأسبوع المقبل كحد أقصى، الأمر الذي من شأنه أن يحدد مصير العديد من الشهداء ومن بينهم يحيى. وأوضحت المصادر"أن سبب التأخير في الإعلان عن نتائج الفحوصات المخبرية يعود لمسائل تقنية ليس إلا، لأن هناك العديد من الجثامين، وبعضها متحلل بشكل كامل، ويتطلب فحصها مزيداً من الوقت&laqascii117o;. بدوره شقيق الأسير يحيى جمال سكاف، قال: "نحن ننتظر نتائج الفحوصات، ونأمل من خلالها تحديد مصير يحيى لوضع حد لمعاناة العائلة وإسدال الستار على هذا الملف&laqascii117o;. وأضاف "نحن لا فرق بالنسبة لنا، اذا كان يحيى شهيداً أم أسيراً، وان كنا نتمنى أن يكون على قيد الحياة، والمهم عندنا اليوم هو معرفة مصيره، لتحديد خطواتنا مستقبلاً&laqascii117o;.
ـ صحيفة السفير
خضر طالب :
الجهود التي تبذل منذ أيام لمدّ جسور فوق الصدوع التي خلّفتها انعطافة جنبلاط الحادة، نجحت عملياً في وقف توسّع تلك الشروخ تمهيداً لوضع إنشاءات تستطيع تحمّل تلك الجسور الحديدية التي تؤمّن عبوراً مريحاً إلى الانتخابات النيابية. وهذا ما تناقشه الاجتماعات العديدة لقوى ١٤ آذار على مختلف المستويات، تمهيداً لإعادة النشاط إلى جسدها المنهك ولاستعادة وحدتها التي تسلّل الصدأ إلى مفاصلها. لكن الجديد في تلك الورشة هو التبديل الذي طرأ في آليات عملها، حيث انتقل "الإشراف الهندسي&laqascii117o; من وليد جنبلاط إلى سعد الحريري الذي حمل عصا القيادة مضطراً بعد أن تركها جنبلاط وكادت تؤدي إلى فوضى عارمة في تلك الورشة.
ـ صحيفة السفير
جورج علم :
حتى الأخير ليس مطلوبا منه أن يكون أكثر من كلمات متقاطعة تنطوي على "كلمة سر&laqascii117o; ليست موجودة في بيروت، بل عند المرجعيات التي هندست هذه المرحلة الانتقالية، والدليل أن ما نشهده منذ فترة، هو أكثر من جدل بيزنطي، وأقل من عصف فكري حول السلاح، وكيفيّة مقاربته في البيان الوزاري بصيغ وسطيّة، فيما يبقى السؤال النقيض مشروعا، ماذا لو قامت إسرائيل باعتداء على المقاومة، أو على بلدة جنوبيّة، هل يفترض بـ"حزب الله&laqascii117o; أن "يطنّش&laqascii117o;، لأن البيان الوزاري يدعوه الى ذلك، أم يفترض به الردّ على الصاع بصاعين وبانتظار الجواب من "الجدل البيزنطي&laqascii117o;، لا يمكن النظر الى الأمور بسلبيّة، ولا بدّ أيضا من أخذ النصف الملآن من الكوب بعين الاعتبار. والدليل أن اتفاق الدوحة هو إنجاز يعيد الوضع في لبنان الى سكة الحل والمعالجة، وان إتمام "صفقة&laqascii117o; تحرير الأسرى وجثامين الشهداء، إنجاز وطني، وتسليم السيوف الى مستحقيها من الضباط المتخرجين، مؤشر إيجابي، والعودة الى الحوار من نافذة اللجنة الوزاريّة المكلّفة بإعداد البيان الوزاري هو عمل إيجابي أيضا، ومع ذلك لا يمكن التعويل على تغطية كل هذه السموات بالقبوات اللبنانية، لأن الهامش المتروك للبنانيين ضعيف ومحدود، فنحن أمام حكومة اسمها أكبر من فعلها، لأنها عمليّا هي حكومة البديل عن الأصيل، وهي حكومة الكيديات والتناقضات، والخلط بين الهواة والمجرّبين، وهذا يعني أن قمة الإنجاز الذي يمكن أن تحققه هو التحضير للانتخابات النيابيّة، والسهر على تنفيذها في مواعيدها، وبأقل الأكلاف الممكنة.