- مجلة 'الشراع '
نرجوكم اتركوا شعب سوريا وحده
حسن صبرا:
كتبنا سابقاً ان جورج بوش أهدى العراق لإيران في احتلاله بلاد الرافدين عام 2003. وان باراك أوباما أهدى سوريا لروسيا وإيران معاً، في تشجيعه بشار الأسد ضد الشعب الثائر.
انها حقيقة.. لكنها ناقصة.. لأن المستفيد الآخر من سياسات بوش وأوباما في العراق وسوريا هي إسرائيل.. تلك هي الحقيقة الكاملة.
في مؤتمر لندن قبل أشهر من احتلال العراق، وضعت المعارضات العراقية كلها أساس تقسيم العراق عندما تعاملت معه، كمجموعات طائفية وعرقية بين سنّة وشيعة وأكراد.. لذا أخذت واشنطن قرار احتلال بغداد بعد حصارها 13 عاماً، وكان الكاسب الأكبر هو إيران.. وإسرائيل. في استمرار التدمير المنهجي لسوريا بهمجية وتوحش بشار الأسد وعصاباته، يبدو الكاسبان الاكبران هما دائماً: ايران وإسرائيل. كسبت إيران حكم العراق من خلال جماعاتها المذهبية، وكسبت إسرائيل إخراج العراق من الصراع العربي – الصهيوني، بعد ان شارك ضدها في ثلاث حروب. تكسب إيران تفتيت سوريا إلى دويلات، تسيطر فيها على الدويلة العلوية التي ستصبح دولة شيعية حكماً تتواصل مع حكم شيعة لبنان له تحت قيادة حزب الله، وتكسب إسرائيل قيام دويلات إلى جانبها تكون هي فيها الأقوى دائماً.
لذا، ترسل إيران مقاتلين من حزب الله الشيعي في لبنان وجيش المهدي في العراق، لنجدة العلويين الذين يقودهم بشار، في محاولة لدعم الكيان العلوي المتوقع اعلانه مع سقوط بشار عن حكم سوريا، وترسل أميركا إشارات لإسرائيل بأنها لن تتدخل لوقف عمليات الفرز المذهبـي التي يمارسها بشار في البلاد، وتدمير المدن السنية، وتجييش العلويين للقتال إلى جانبه بعد ان أضاف ((جيش الدفاع الشعبـي)) إلى عصاباته الأخرى الجيش والاجهزة الأمنية والشبيحة فجيش الدفاع الشعبـي شكل أساساً من شباب العلويين الذين تركوا مدن الثورة، ولجأوا إلى الساحل للدفاع عن المناطق العلوية في الساحل والجبال المطلة عليه.
قال بشار للسوريين إما أن أحكمكم إلى الأبد، وإما أن أحرق البلد.. وها هو يفعل.. ورأت إيران، ان سقوط حكم بشار يمكن تعويضه بدويلة علوية تمتد إلى لبنان.. ومن يدري فقد تحصل إيران على جائزة أكبر.. وهي تفتيت تركيا نفسها.. فتتخلص من دولة سنية كبيرة تطمح لأن تقود الدول العربية.. على الأقل في المشرق والخليج العربي في ظل ((النوم في العسل)) الذي تغرق فيه الدول العربية التي كانت يوماً ما كبيرة.
كتبنا، ان العالم كله ترك الشعب السوري فريسة أمام أنياب الوحش المدجج بكل أنواع الأسلحة، والحقد والهمجية.. وهي حقيقة.. لكنها ناقصة.
الحقيقة الكاملة ان هذا العالم يزود هذا الوحش بكل ما يمكنه من استمرار جرائمه.. وبعد ان كنا نطلب من الدول الكبرى أن تساعد السوريين، فإن أعظم أمانينا الآن ان نطلب من هذه الدول أن تقف على الحياد.. فتترك شعب سوريا يسقط هذا الهمجي المفترس، وعصاباته المتوحشة.
- 'الشراع'
الكشف عن عملاء جدد أمنيون في حزب الله يبيعون أسراره
تتكاثر ظاهرة العملاء داخل حزب الله، والذين يرتبطون بالموساد الاسرائيلي منذ سنوات، وقدموا للاستخبارات الاسرائيلية أفضل المعلومات وأخطرها، ويعمل حزب الله على إخفاء الفضائح الأمنية التي تتوالى، واستدعت وصول وفد من جهاز الاستخبارات الايرانية الخارجية لمتابعة التحقيقات مع مسؤولين في الحزب، في مراكز حساسة، والعمل على إجراء تشكيلات ومناقلات في عدد من المواقع العسكرية والامنية والاعلامية، نتيجة الخوف من الخرق الذي يتم اكتشافه يوماً بعد يوم..
ومن المتوقع ان يبدأ حزب الله في الفترة القريبة، إرسال مجموعات من أفضل عناصره الى قصر فيروزي شمالي طهران، للبدء بدورة استخبارات على أيدي مدربين من الاستخبارات الخارجية الايرانية، والى إعادة تنشيط ما كان يعرف بجهاز ((الأمن المضاد)) في الحزب، والذي يعتبر جهازاً لمكافحة التجسس والاختراقات داخل حزب الله.
وعلمت ((الشراع)) ان جهاز الامن اعتقل منذ أيام اللبناني وفيق الطاهر، بتهمة التعامل مع الاستخبارات الاسرائيلية، وهو من مواليد بلدة الناقورة، ومن سكان مدينة بعلبك ومن أقارب النائب حسين الموسوي، بعد ان جرى الكشف عن عمالته خلال التحقيق مع متهمين معتقلين لدى حزب الله في منطقة حارة حريك، من بينهم اللبناني طلال الخليل الذي تبين انه كان على تنسيق غير مباشر مع ناشطين في مكتب أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله في بيروت.
وتبين أيضاً ان وفيق الطاهر يعمل مع الموساد منذ عشر سنوات، وتقرب من النائب الموسوي من خلال المصاهرة، وهو انتقل الى بعلبك لهذه الغاية، وقدم للاستخبارات الاسرائيلية أفضل المعلومات وأهمها.
وترددت معلومات عن ان حزب الله بصدد القبض على مسؤول لديه من اقرب المقربين للسيد حسن نصرالله، بعد ثبوت تورطه بالعمالة لإسرائيل.
وتساءلت أوساط عن سبب إبقاء حزب الله كثيراً من مسؤوليه المتهمين والمتورطين بالعمالة لإسرائيل في معتقلاته، دون الكشف عنهم أو تسليمهم للسلطات اللبنانية، ومن بين هؤلاء مسؤول وحدة الصواريخ في حزب الله محمد الحاج ((ابو تراب))، الذي تطالب عائلته بتسليمه للسلطات اللبنانية، ومحاكمته وفق القضاء اللبناني، لأنه من غير المعقول ان يظل مصيره مجهولاً، ودون محاكمة شرعية، ما يثير القلق حول مصيره وما إذا كان قد جرى إعدامه أو تصفيته بطريقة سرية من قبل الحزب.
ووفق مسؤول في حزب الله، ان الحزب لن يقوم بتسليم ((ابو تراب)) للسلطات اللبنانية، كونه من أهم مسؤولي الحزب، والذي يعرف الكثير من الخفايا والاسرار، والتي يخشى حزب الله من معرفة الدولة اللبنانية بها خلال التحقيق معه.
وكان مسؤول في استخبارات حزب الله، اطلع منذ فترة ومن مسؤولين في الاستخبارات الايرانية، على معلومات مذهلة جرى تسريبها لجهاز استخبارات اوروبي في بيروت عن خفايا أمنية وأسرار وتحركات ونشاطات للمجلس الجهادي في حزب الله، ليتبين ان وراء هذه التسريبات ناشطون امنيون من حزب الله، ومن العاملين في عمق أجهزة استخباراته، وأدى ذلك الى استنفار واسع داخل أجهزة الحزب لتعقب ورصد المشتبه بهم والتحري والبحث عمن يقف وراء هذه التسريبات، وما زالت هذه التحريات قائمة ويشارك بها مسؤولون ايرانيون، ومسؤولون من الحزب
- 'الشراع'
علامات انهيار وشيك للنظام.. وتقدم ديبلوماسي للثورة: لولا مبادرة الخطيب.. لما تحققت مكاسب ميونيخ
إسرائيل تسفر عن دورها المستتر في سوريا: تحالف موضوعي مع إيران لدعم خطة تفتيت سوريا وإنشاء دويلة علوية
*الغارة الإسرائيلية استهدفت ضرب عدة أهداف منها قافلة صواريخ ضخمة لحزب الله
محمد خليفة'
في الاسبوع الماضي أثبتت الحالة السورية أنها سريعة التحولات حبلى بالمفاجآت, مفتوحة على كل الاحتمالات, سياسياً وعسكرياً. قد تكون هذه السمات تعبيراً عن حيوية أو تعبيراً عن ضعف وترد. يتوقف الأمر على الرائي، إن كان من مؤيدي النظام أم من أنصار الثورة, كما يتوقف على الجانب المرئي من المشهد أو الحالة السورية, هل هو مظاهر انهيار النظام, أم مظاهر بطشه وجبروته؟
أسبوع كثيف, اكتظ بتطورات من العيار الثقيل, أولها إعلان رئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب بصورة مفاجئة استعداده لمحاورة ممثلين عن النظام بشروط.. إلى لقاءاته بعد أيام بوزيري خارجية روسيا وإيران. وكان مقدراً لكل من اللقاءين أن يكون مفاجأة مدوية لو جاء وحده, فكيف وقد جاءا معاً في يوم واحد. وبين هذين الحدثين اقتحمت اسرائيل المشهد بشكل سافر للمرة الأولى, وضربت أهدافاً عسكرية في دمشق, أحدها كان قافلة اسلحة صاروخية نوعية مرسلة لحزب الله, وما أعقبها من تطورات, وخاصة زيارة رئيس مجلس الامن القومي الإيراني سعيد جليلي لدمشق لنقل رسالة مساندة للأسد. ولذلك لا بد من تناول هذه التطورات السياسية المهمة كلاً على حدة.
على صعيد المعارضة السياسية:
كانت هذه قد شهدت مراوحة بل تراجعاً مخيفاً في الشهرين الأخيرين موازياً لمراوحة على الصعيد العسكري, وتحديداً على صعيد التسليح النوعي. وعانت المعارضة بشقيها من آثار تراجع الدول الصديقة للشعب السوري عن وعودها التي قدمتها لدعم الإئتلاف قبل إنشائه. جمود وصفه أحد أقطاب المعارضة بأنه وضع الائتلاف على حافة مقبرة. ودفع البعض للتفكير بنعيه. حتى جاءت مبادرة الشيخ معاذ الخطيب الشخصية, فكانت أشبه بصخرة كبيرة في بحيرة ساكنة أصابها التجلد والجمود. كتب على صفحته أنه مستعد للقاء ممثلين عن النظام ليبحث معهم في حل سياسي يوفر على الشعب نزيف الدماء والمعاناة, ووضع شرطين للقاء هما إطلاق المعتقلين جميعاً، وقدرهم بـ 160 ألف معتقل, وتجديد جوازات السفر لعشرات ألوف السوريين في الخارج. وصادف الاعلان المفاجىء قبل يوم من انعقاد الهيئة السياسية للائتلاف في القاهرة. وأحدث ردود أفعال واسعة بين أطراف المعارضة وبين الدول المعنية. هاجمه بقسوة عدد غير قليل من المعارضين ووصف بعضهم الشيخ الخطيب بكرزاي سوريا, واعتبره المجلس الوطني خرقاً للميثاق الذي تشكل الائتلاف عليه, والذي نص بشكل مشدد على عدم التفاوض مع النظام إلا على آليات نقل السلطة, وطالب د. كمال اللبواني الخطيب بالتراجع عن اقتراحه وبالاعتذار أيضاً. أما المحللون فتناولوه من زوايا عديدة واعتبروه دليلاً على بداية تفكك المعارضة الخارجية, وفشلها. وقال أحدهم إن مبادرة رئيس الائتلاف بمثابة: ((انشقاق للخطيب عن الائتلاف!)) وقال آخر : إنها تقرب الائتلاف من هيئة التنسيق في مقاربتها للمخرج عبر حل سياسي بالحوار والتفاوض مع النظام على انتقال تدريجي وهادىء الى نظام جديد. ومع ان النظام هو المعني بالمبادرة لم يصدر رداً رسمياً عليها, واكتفى بتعليقات في صحفه وفضائياته لم تر فيها غير برهان على احساس المعارضة في الخارج بالعجز والاحباط من ناحية وبرهان على صحة سياسات النظام! أما على الصعيد الدولي فقد رحبت بها معظم الدول من المحورين الروسي والغربي على حد سواء. قال الروس إنها خطوة صحيحة, وقالت وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون ((إن الخطيب أثبت انه ليس شجاعاً فقط بل وذكي أيضاً)). ورحبت إيران بالخطوة كما امتدحها القادة الأوروبيون. وعندما اجتمعت الهيئة السياسية للائتلاف لم يعتذر الشيخ الخطيب لكنه شرح موقفه مصراً عليه ومتمسكاً بحقه في طرح ما يراه من أفكار وحلول بدون تخوين وتشكيك بوطنيته والتزامه بمبادىء الائتلاف الأصلية التي أختير رئيساً له على أساسها. واستنكر الهجوم عليه لأنه يشبه أساليب النظام السابق, كما جاء في رده, مومئاً نحو الاخوان المسلمين وحلفائهم في المجلس الوطني الذين بدوا وكأنهم يتصيدون أي هفوة منه حتى يسقطوه أو يحرقوه هو وبعض الشخصيات الأخرى في الائتلاف على أمل أن يستعيد المجلس الوطني موقعه الذي خسره بولادة الائتلاف.
صمد الشيخ الذي يفتقر لأي قاعدة حزبية أو تكتل سياسي يدعمه, وغادر اجتماع القاهرة إلى ميونيخ ليشارك في المؤتمر الدولي حول الأمن بدعوة وترتيب من ألمانيا وبقية الدول الغربية, وخاصة أميركا, حيث التقى بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وهو لقاء اكتسب أهميته لأنه مع ارفع مسؤول في الإدارة الأميركية حتى الآن. واعتبر من حيث التوقيت مؤشراً على رفع مستوى التأييد الأميركي الرسمي للائتلاف السوري وللشعب السوري, لا سيما بعد الحملة الواسعة التي تعرض لها الرئيس باراك أوباما من الشعب السوري ومن شخصيات مرموقة داخل أميركا اعتبرت سياسته خاطئة وجلبت العار للولايات المتحدة. ورأى فيها البعض مؤشراً أيضاً على احتمال تغيير السياسة السابقة مع بداية الولاية الثانية لأوباما بعد افلاس الرهان على جر روسيا الى موقف أكثر إنصافاً من المحنة السورية.
أما بالنسبة لاجتماع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف مع رئيس الائتلاف السوري فقد جاء بغير ترتيب مسبق. ولكن المتحدث الرسمي بإسم الائتلاف د . وليد البني أكد أن قادة الائتلاف كانوا على اطلاع مسبق باحتمال عقد اللقاء بعد العاصفة التي حدثت الشهر الماضي لرفض الخطيب زيارة موسكو ولقاء لافروف قبل أن يعتذر للشعب السوري عن مواقف حكومته المساندة لنظام بشار بالسلاح والمال والنفوذ. وأضاف البني بأن الإئتلاف أعطى تفويضاً للخطيب للقاء لافروف لأن روسيا دولة عظمى, ولا بد من استمرار تبادل الحوار معها, ولكنه كشف أن لقاء الخطيب مع وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي لم يكن مقرراً أبداً ولا متوقعاً, خصوصاًَ وأنه حدث بناء على طلب من الخطيب وليس العكس, بل أضاف د. البني ان الوزير الإيراني تلكأ قبل أن يرد بالإيجاب على طلب الخطيب لمدة يوم كامل. ويعتقد البني ان اللقاء مع صالحي لا جدوى منه لأن الموقف الإيراني متطرف في دعمه لنظام الأسد ولا يؤمل تغييره لأنه لا يستند لحسابات مادية وسياسية بل مبني على أرضية عقائدية بالأساس. ومع ذلك لم ير الناطق الرسمي بإسم الإئتلاف في لقاء الخطيب - صالحي كارثة, أو خرقاً لمبادىء الائتلاف، واعتبره حركة سياسية تفيد ولا تضر لأنها حركت الجمود الذي أحاط بالائتلاف في الشهرين الماضيين.
الجدير بالذكر أن لافروف كان عند وصوله إلى ميونيخ نفى تماماً احتمال اللقاء بالخطيب وقال إن برنامجه مليء ولا يتسع للقاء مع قطب المعارضة السورية التي طالما اتهمها بالمسؤولية عن استمرار سفك الدماء في سوريا وارتباطها بدول الخارج أكثر من شعبها, بل كرر مواقفه الثابتة في حديثه أمام المؤتمر وقال إن العقدة المستعصية في الأزمة السورية تكمن في أن بعض أطراف المعارضة يركزون على تنحي الاسد كأولوية أكثر من اهتمامهم بوقف الدماء. إلا أن لافروف بعد اللقاء مع الخطيب أشاد به, وقال إنه اتفق معه على استمرار الحوار, ودعاه لزيارته, وشجعه على الحوار مع ممثلي النظام دون ان يصدر أي تعبير عن تغير الموقف الروسي من نظام الأسد.
أما الوزير الإيراني فكان أكثر احتفاء بلقاء الخطيب, وعبر عن سعادته به بشكل واضح.
دوافع الوزيرين للقاء الخطيب
لذلك فإن السؤال المهم هنا هو لماذا وافق لافروف وصالحي على لقاء الخطيب..؟؟
الكثير من المحللين والمراقبين رأوا في الموقفين الروسي والإيراني تعبيراً عن إدراك واقعي بقرب سقوط الأسد, وخاصة روسيا التي فاجأ رئيس وزرائها ميدفيديف المشاركين في منتدى دافوس قبل أسبوع فقط وقال في مقابلة مع ((سي إن إن)) إن بشار الأسد ارتكب أخطاء فادحة وان شرعيته تتآكل بسرعة, وانه يتوقع سقوطه قريباً مؤكداً ان روسيا لا تتمسك به, وان حسم مصيره مرهون بالشعب السوري. ويرى المحللون ان روسيا عملت دائماً على أن تكون لها قنوات تواصل وحوار مع كل أطياف المعارضة السورية وسبق أن استقبلت وفدين من المجلس الوطني, رغم عدم اعترافها رسمياً به وبالائتلاف حالياً كممثل شرعي للشعب السوري. ويكاد يجمع المراقبون على ان اللقاء كسب سياسي للمعارضة السورية ما كان له أن يتحقق لولا المبادرة التي طرحها الخطيب قبل ايام, وربط المحللون بينها وبين اللقاءين من زاوية التقدير السليم لمتطلبات الحركة السياسية لا من زاوية الاستجابة لضغوط خارجية جرى التكهن بها. وقد نفى الدكتور البني مطلقاً وجود ضغوط من أي دولة عربية أو غربية. أما عن دوافع الوزير الإيراني للقائه بالخطيب فأشد اثارة للتساؤلات لأن إيران لا تعترف إطلاقاً بالائتلاف الوطني السوري وتتهمه بأبشع الاتهامات مثلها مثل النظام السوري. والأرجح إن صالحي أراد من اللقاء الخداع الدبلوماسي وتمويه موقف بلاده المنحاز للأسد للنهاية, خصوصاً وان الخداع موجه لممثلي الدول الغربية المشاركة في مؤتمر ميونيخ لإظهار إيران دولة سلام واعتدال لا دولة تطرف. ويعتقد أن ما أعطته إيران بالظاهر للمعارضة في ميونيخ محاه سعيد جليلي بزيارته لدمشق ولقائه بالأسد في اليوم نفسه حيث حمل للأسد رسالة جديدة تتضمن دعماً مطلقاً في وجه أي خطر يتعرض له هو ونظامه. يذكر أن جليلي سبق أن زار دمشق في آب/اغسطس الماضي وقدم للأسد تعهدات بالدعم والامداد والتموين في قتاله ضد السوريين وضد الخارج مهما كلف, ويعتقد أنه حثه على زيادة القتل والبطش واستخدام السلاح على أمل إخماد الثورة, وكانت تلك الزيارة محطة فاصلة بين مرحلتين, ارتفع بعدها مباشرة حجم التورط الإيراني في سوريا وازداد منسوب العنف والقتل من جانب النظام .
أما عن الفارق بين موقفي طهران وموسكو حيال المسألة السورية فيتمثل في أن موسكو رغم انحيازها الشديد ما زال يؤمل أن تراجع موقفها لأنها دولة كبرى تحسب خطواتها وفق مصالحها وتستجيب للتأثيرات الخارجية, بينما إيران ذات سياسة غير قابلة للتراجع في سوريا بسبب انحيازها الاعمى للأسد لاعتبارات ايديولوجية وعقائدية بالأساس.
ويمكن الإشارة هنا إلى أن المعارضين السوريين الذين تدعمهم روسيا كان لهم مؤتمر في جنيف قبل ميونيخ بيومين صدرت عنه وثيقة تتضمن سيناريو حل يقوم على مقررات ( جينيف 1 ) الدولية وعلى حل سياسي بالتفاوض مع نظام الأسد وانتقال تدريجي بسوريا الى الديموقراطية. والوثيقة ترجمة لرؤية موسكو, وهيئة التنسيق أو ما يسمى معارضة الداخل.
تدخل اسرائيلي .. ومنطقة عازلة
أما الضربة الإسرائيلية الجوية لسوريا فكشفت أموراً بالغة الأهمية, في صدارتها أن إسرائيل تملك قاعدة معلومات استخبارية وآليات اتصال داخل سوريا على أعلى درجة من الكفاءة تمكنها من مراقبة تطورات الساحة السورية وخاصة ما له علاقة بأمنها, وعلى الأخص مصير الاسلحة الكيماوية, وإمكان نقل بعض انواع الأسلحة الى حزب الله في لبنان تحاشياً لوقوعها في ايدي الثوار ولا سيما الاصوليين. وصرح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك متباهياً أمام مؤتمر ميونيخ ان اسرائيل نفذت ما سبق أن حذرت منه. وبينما حافظت اسرائيل الرسمية على عدم الاعتراف بضربتها الجوية الاسبوع الماضي, فإن وسائل الاعلام العبرية كشفت معلومات مثيرة أولها أن الضربة استهدفت عدداً من الاهداف لا واحداً فقط. من بينها قافلة تحمل صواريخ ضخمة ارض - ارض الى حزب الله، وثانيها مركز البحوث العلمية التابع للاستخبارات العسكرية والمخصص لإجراء بحوث تطوير الأسلحة الكيماوية, وأهداف أخرى ما تزال طي الكتمان. وثالثها قول المصادر الإسرائيلية إن تقديرات الدوائر الأمنية التي خططت للعملية عن احتمال تصدي الدفاعات السورية للهجوم واحباطه كانت مطمئنة مائة في المائة أن بشار الاسد (هكذا بالنص!) أضعف وأجبن من ان يتصدى للهجوم أو أن ينتقم من اسرائيل, وهكذا تمت العملية في أمان واطمئنان. وجاء رد الأسد على العملية بعد اربعة ايام اثناء استقباله للمسؤول الإيراني سعيد جليلي مضحكاً إذ قال إن سوريا لا تريد أن تنجر إلى فخ اسرائيلي هدفه جرها الى حرب في هذه المرحلة!! كما قال إن الهجوم يؤكد أن اسرائيل تعمل على زعزعة أمن سوريا واستقرار المنطقة, وقيل إنه اتفق مع جليلي على استمرار التنسيق في محور المقاومة ضد اسرائيل!
أياً كانت تصريحات الجانبين السوري والإسرائيلي بشأن العملية التي كشفت عن دخول الدولة اليهودية بشكل سافر إلى مستنقع الدم السوري فإنها لا تكفي لإزالة التساؤلات عن بواطن العملية وتوقيتها, وخاصة محاولة اسرائيل مساعدة حليفها الموضوعي بشار الاسد في ازمته المستحكمة ومحاولة صرف الأنظار عن كونه سفاحاً نادر المثال في التاريخ إلى كونه ما يزال بطلاً عربياً للمقاومة والممانعة تحتشد ضده اسرائيل والدول العربية الرجعية والدول الغربية الامبريالية أيضاً. إن بشار بحاجة ماسة لمثل هذه الخدمة حتى ولو كان من نتائجها السخرية منه ومن جيشه المستبسل في قتاله ضد شعبه والمتخاذل في مواجهة العدو الإسرائيلي, لأن لديه بعض العذر في قتاله المستمر منذ سنتين ضد عصابات الارهاب السلفية المتطرفة التي استنزفت قوته.
المهم في كل هذه التطورات, هو الحصيلة الموضوعية التي يتفق عليها الجميع من روسيا وإيران واسرائيل إلى أميركا وأوروبا والدول العربية والاقليمية إن نظام الأسد يوشك أن يسقط فعلاً وبأقرب وأسرع مما يظن البعض, بل وباعتراف الأسد نفسه الذي سمح بخروج والدته إلى دبي وسعيه لنقل بعض اسلحته الاستراتيجية الى حزب الله, لكي لا تقع في أيدي الثوار.
والاخطر مما سبق ما كشفته صحيفة ((صنداي)) تايمز البريطانية يوم الاحد الماضي عن تخطيط اسرائيل لإقامة منطقة عازلة بعمق عشرة أميال داخل الأراضي السورية تشبه المنطقة العازلة التي اقامتها في لبنان بعد غزو 1982 واستمرت حتى تحريرها عام 2000, وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تخطط لاحتمال البقاء في سوريا سنوات طويلة إذا استمرت الأوضاع الأمنية مضطربة, وقالت أيضاً إن كتيبتي دبابات وكتيبة جنود ستدخل المنطقة العازلة لحماية أمن اسرائيل.
والسؤال هنا أيضاً: هل هذه الخطة تتم من جانب اسرائيلي منفرد أم بالتفاهم مع الأسد الذي سيسعى بعد سقوط عرشه بدمشق للانتقال للساحل وإقامة دويلة علوية بحماية إيرانية وروسية مباشرة وبموافقة أو مباركة اسرائيلية مستترة لضرورات الاخراج وحسب.
لم يعد خافياً على أحد في المنطقة أن هناك تلاقيا موضوعياً بين مصالح ومخططات اسرائيل وإيران والطغمة العلوية في سوريا لتفتيتها وتقسيمها, بحيث تكون هناك دويلة علوية, ودويلة كوردية مقابل حصة لإسرائيل. ونقل عن مسؤول أوروبي قال لأحد المعارضين السوريين المعروفين مؤخراً إن الدول الغربية بعد سنتين من الاقتتال والنزف والتدمير وخلق مقدمات التقسيم حققت ما تريده في سوريا.. وقد حان الآن وقت تثبيت النتائج!
'الشراع'
- سرقات سلاح وذخائر كبيرة وضخمة من مستودعات تنظيمات فلسطينية وخاصة حركة ((فتح)) في مخيم عين الحلوة.
وتجري تحقيقات مركزة من أجل الكشف عن ملابسات هذه السرقات التي تبين ان بعضها هدفه الاتجار بالسلاح، خاصة مع ارتفاع أسعار السلاح بشكل غير مسبوق، في حين اشار بعضها إلى ان هناك مجموعة تحضر لإعادة تشكيل تنظيم متطرف كان جرى حله طوعاً قبل أكثر من سنة
- رصدت أجهزة أمن دولة خليجية عربية، قدوم ضابط أمن إيراني مع نائب لبناني إلى الدولة ووضع مركز دراسات استراتيجي يشرف عليه أحد الباحثين اللبنانيين تحت المراقبة..
عاملون في المركز تبلغوا بالمراقبة تساءلوا ان كان هدفها عملية عسكرية ضده، وطلبوا حماية من أمن الدولة الخليجية، ورفعوا اسم النائب اللبناني إلى جهات عدة في لبنان
- لوحظ ان حالة بقايا فتح الاسلام في مخيم عين الحلوة تتعاظم وذلك على حساب ضعف حركة فتح. وبات يقدر عدد عناصر المجموعات المسلحة المتشددة في المخيم بنحو 150 إلى 250 عنصراً. وهم مقسمون إلى عدة مجموعات ويحظون بحماية أمنية من تنظيمات اسلامية متشددة داخل المخيم.
مجلة 'المسيرة'
- كلام خاطف في زيارة خاطفة
ماذا قدمت وماذا أخرّت؟ في كل عمل سياسي خصوصًا، لا بد من ميزان يقيس المردود. البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فاجأ اللبنانيين صباح السبت الماضي بمشاركته في حفل تنصيب البطريرك يوحنا العاشر في قلب دمشق.
وعلى جاري العادة اللبنانية، انقسم اللبنانيون حول الزيارة. فمنهم من هلّل وظن بكركي تأتي بالماء الى طاحونته، ومنهم من عتب معتبرًا الخطوة البطريركية في غير إطارها الصحيح.
أيهما على حق؟ الجواب في ما قدمته الزيارة وما أخرّته، غير التصفيق الحار الذي لقيه غبطته في الكنيسة حيث الاحتفال.
فالواضح أن الراعي زار سوريا في وقت فات فيه أوانُ الشراء والبيع سياسيًا. وإذا عدنا الى الماضي غير البعيد كثيرًا فإن البابا يوحنا بولس الثاني ـ رحمه الله ـ زار لبنان وقبَّل ترابه في ظل الاحتلال السوري من دون أن تكون زيارته يومها صك براءة لبشار الأسد من دماء اللبنانيين، بل هي حصّنت معنويات المسيحيين خصوصًا وأعطتهم جرعة صمود، بل حثتهم على السعي صوب الحرية والاستقلال، وهو ما تحقق في العام 2005.
نعم، زار البطريرك الراعي سوريا وعاد، وعلى المستوى السياسي لا يزال كل شيء مكانه.
- ميقاتي ـ عون
ذكرت مصادر في التيار الوطني الحر أن الخلاف المستجد بين الرئيس نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون لن يصل الى حدود الانسحاب من الحكومة، من دون أن تحدد أسباب هذا الالتزام. لكن مصادر قريبة من السرايا كشفت أن عون تولى كالعادة الدفاع عن مصالح حزب الله ومواقفه من عدد من القضايا وفي مقدمها داتا الاتصالات.
- كشفت أوساط قريبة من قوى المعارضة أن الموقف المشترك من النظام السوري وسلاح حزب الله هو الذي يحول حتى الآن دون انفراط عقد الرابع عشر من آذار، مشيرة الى أن كل الوساطات التي بذلت في الأسابيع الأخيرة لم تنجح في إعادة المياه الى مجاريها بين المستقبل وحلفائه المسيحيين.
- ذكرت أوساط في تيار &ldqascii117o;المستقبل&rdqascii117o; أن الرئيس سعد الحريري أوعز الى مستشاريه بالعمل لإصدار كتاب وثائقي يعدد مخالفات العماد ميشال عون وعدد من نوابه ووزرائه وأنصاره، ردًا على كتاب &ldqascii117o;الإبراء المستحيل&rdqascii117o; الذي أصدره التيار الوطني الحر في ما يتعلق بممارسات الحكومات التي تولاها &ldqascii117o;المستقبل&rdqascii117o; في السنوات الماضية.
- فرصة حرام تضيع
السير نحو التسوية في سوريا جدي إذاً. المعارضة السورية اختصرها معاذ الخطيب من دون بروز رفض لعرضه الأول ولا الثاني للتفاوض مع نظام الأسد. والنظام السوري رد التحية بالموافقة على لقاء موسكو بين المعلم والخطيب. المؤشرات تقول إن القوى الكبرى والرديفة وراء مشروع التسوية، وإن الشرق الأوسط قد يكون مقبلاً على تسويات لا تسوية واحدة، لا سيما في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. فإذا استوت الطبخات الدولية في ما يخص تقاسم النفوذ والمصالح، يكون موسم الإفراج عن شعوب المنطقة قد حل.
- إبراء مَنْ؟
توقف الوسط السياسي والصحافي والدبلوماسي عند الانتقاد الحاد والمر الذي وجهه الوزير السابق شربل نحاس الى الطبقة السياسية كلها كما الى النظام وفساده، ردًا على دعوته الى حضور المؤتمر الصحافي الذي أطلق فيه التيار الوطني الحر كتابه الانتخابي &ldqascii117o;الإبراء المستحيل&rdqascii117o;. ومن أبرز ما قاله نحاس في مقال عنيف اللغة وشامل: &ldqascii117o;إبراء مَنْ؟ محاكمة مَنْ؟ ومواجهة مَنْ، بل ماذا؟ أفراد في فريق سياسي أو نظام مترابط قائم على هدم انتظام الدولة وعلى استقطاع أجزائها، وعلى ارتهان المواطنين وإذلالهم، وعلى استتباعهم وتيئيسهم. السنيورة لم يكن وحده. ولا ميقاتي اليوم وحده. ومحبّذو الإبراء كثر، في المجلس النيابي ومجلس الوزراء، وهم متأهّبون. وليست القصة قصة 8 و14 آذار، ولا قصة طوائف.
- شمال سوريا يفرغ من المسيحيين
يقولون إن عددهم يقارب 7000 نازح سوري مسيحي في لبنان. وليس مستغربا طالما أنهم لا يشكلون أكثر من 10 في المئة من مجموع سكان سوريا. قبل الثورة كانوا&rdqascii117o;يعيشون&rdqascii117o; في ظل نظام قدم لهم ما يمكن أن يعطيهم فرصة العيش بحرية أو من دونها؟ لا فرق. المهم أنهم كانوا يحظون بفرصة مقومات الحياة. اليوم انقسموا على مفهوم البقاء. فصارت الكرامة وحقهم مواطنين لا أهل ذمة أولى من العيش بسلام. وسواء اختلفوا على صفة مهجر أو نازح أو هارب من العنف والفوضى والخطف والاغتصاب، يدركون في قرارة أنفسهم أنهم أمام &ldqascii117o;سيفو&rdqascii117o;(إبادة) جديدة. إنها حال مسيحيي سوريا في ظل الثورة، فكيف سيكون بعدها؟ وهل يبدأ موسم الهجرة المسيحية السورية من لبنان وإليه أو إلى ما لا يعلم الله؟ في دير مار غبريال ـ عجلتون حيث نحو ألف عائلة المشهد أكثر من سوريالي. والشهادات لمن شهد على عدم رجوعه إلى سوريا يوما ما.
- أفرام: المسيحي السوري هو الأضعف
بين هموم أبناء الطائفة السريانية الذين نزحوا إلى لبنان ودول الجوار وهاجس هجرة مسيحيي الشرق يقرأ رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام تفاصيل مسار الأحداث في سوريا وانعكاسها على واقع مسيحيي الشرق. يقول: &laqascii117o;من الصعب وصف حقيقة الوضع في الداخل السوري وتحديدا ما يجري في القرى والمناطق المسيحية لأن الكل يتكتم على نقل الواقع بتفاصيله المرة . لكن المعلومات الواردة إلينا من مصادر كنسية ومؤسسات إنسانية تؤكد أن هناك حال خوف ورعب تسيطر على المسيحيين، مع تسجيل حالات خطف مقابل طلب فدية، إلى عمليات القتل وتدمير كنائس ناتج من وجود فكر اصولي ومناخ إجرامي. وهذا الواقع يؤكد أننا نعيش &laqascii117o;سيفو" أي حرب إبادة وتهجير على مسيحيي سوريا بعد العراق."
- مجلة 'الامان'
الدوائر الغربية والعربية في مواجهة الإسلاميّين عندما وصلوا إلى السلطة
ما يجري في الأقطار العربية التي أسقطت أنظمة الاستبداد والفساد وتحكم الأجهزة الأمنية برقاب العباد، غريب ومريب. فقد انتشرت عدوى ما سمي &laqascii117o;الربيع العربي" قبل سنتين من تونس الى مصر، فليبيا واليمن، وصولاً الى سوريا.. وبدأت في معظم هذه الأقطار مسارات ديمقراطية واضحة المعالم، من انتخابات نيابية ورئاسية، الى استفتاءات على تعديلات دستورية. لكن كل ذلك لم ينعكس استقراراً في الحياة السياسية ولا ازدهاراً في الوضع الاقتصادي. وإذا استثنينا سوريا التي تحوّلت فيها الثورة الشعبية السلمية الى حرب طاحنة، فلا يكاد الانسان يجد مبرّراً لما يجري في بقية الأقطار، من تونس الى مصر فليبيا واليمن. لماذا؟ لا أحد يعلم ولا أحد يجيب. لقد وصلت القوى الإسلامية الى سدّة الرئاسة أو تحت قبة البرلمان عبر انتخابات حرّة ونزيهة لا يشكك بها أحد، فلماذا الانقلاب على نتائجها؟! كل الشعوب الثائرة كانت تنشد الحرية والديمقراطية، وها هي قد تحققت، فماذا يريد الناقمون؟!
في مصر التزمت القوى الإسلامية الفائزة بالانتخابات كل معايير وآليات الديمقراطية، كما التزمت أحكام القضاء، الذي تطاول على مجلس الشعب فقضى بحله، وكاد يقضي بإسقاط رئيس الجمهورية المنتخب.. وضرب الرئيس &laqascii117o;مرسي" أرقى مثال في التواضع ونكران الذات، وهو ما يزال يسكن في شقة مستأجرة في أحد شوارع القاهرة، لا مكان فيه للحرس الجمهوري أو الحماية الأمنية. ويحترم حريات الآخرين (بل فوضاهم وتطاولهم) عندما يحاصرون مقرّه الرئاسي، فيقتحمون أبوابه أو يرشقونه بالحجارة أو بالقذائف الحارقة.. أيّ رئيس على مستوى العالم يسمح بهذا؟! أما في ميدان التحرير فيعتصم عشرات أو مئات من العاطلين عن العمل في خيام منصوبة تمنع المرور وتعطل الحركة الاقتصادية.. يستطيع عشرات من رجال الشرطة ازاحتهم، لكنهم لا يفعلون. فماذا يريد هؤلاء؟! وإلى متى؟!
في تونس التزم رئيس حركة النهضة (راشد الغنوشي) التي حققت أغلبية نيابية، بألّا يشغل منصباً رسمياً، وكلف أحد رجال الحركة (حمادي الجبالي) الذي أمضى ستة عشرة عاماً في سجن النظام البائد برئاسة الحكومة، متحالفاً مع قوى شعبية وطنية وليبرالية. وقد حرص على أن لا يلامس أي قضية تعطل السياحة أو تضرّ بالاقتصاد، حتى لو كانت من البديهيات الشرعية.. لكن القوى السياسية الأخرى لم تهدأ، بل هي تصرّ على التظاهر والاعتصام وتعطيل الحياة العامة تعلقاً بحقها في ذلك. أما الدولة فهي مكلفة بحمايتها ورعاية أنشطتها.. حتى إذا وقع حادث اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، وجهت المعارضة الاتهام الى الحكومة، بل الى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، مع أن الغنوشي وحركته يلتزمون مواقف مرنة جداً إزاء القوى اليسارية والمعارضة، تثير حفيظة حلفائهم الإسلاميين أحياناً.
لا أرى مبرراً لطرح النماذج الإسلامية الأخرى التي تشارك في السلطة أو في الثورة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بشكل دائم هو: ماذا يريد معارضو التيار الإسلامي؟ إذا كانوا يريدون نظاماً فيه حرية وديمقراطية فذلك متحقق وعلى أرقى المستويات، أما إذا كانوا يريدون الثورة واستمرار التظاهر بأي ثمن فإن ذلك ما قد يعتمده الإسلاميون بالمقابل، لكن ذلك سوف يؤدي الى خراب البلد، أي بلد. ويبقى المرجعية هو الشعب، ولسوف يتلقى الرسالة ويستوعبها جيداً، وهو لن يتخلى عن التيار الإسلامي، الذي أثبت أنه الأكثر التزاماً، بالإسلام أولاً وبقضايا الأمة ثانياً، وهنا يبرز احتمال ثالث، هو أن تبرز قوى إسلامية أخرى، تكون أقدر على مواجهة ومجابهة التيارات الليبرالية، ليس فقط في الشارع وإنما كذلك في ساحات التفجير، وذلك ما وقع في ساحات إسلامية معروفة، حين حاصرت الأنظمة الاستبدادية الحركات الإسلامية المنفتحة، أو ما سمي &laqascii117o;الإسلام السياسي"، فبرزت قوى إسلامية جهادية أو متطرفة، تولت ادارة المواجهة بأساليبها المعروفة.
هذا الاحتمال لم يعد مستبعداً على الساحة السورية مثلاً، فالمعروف أن التيار الإسلامي هو الأوسع انتشاراً والأكثر تحملاً للاضطهاد، سواء في الداخل السوري أو في ساحات الانتشار، وأن أبرز قوى هذا التيار هو &laqascii117o;الإخوان المسلمون"، الذين يعود حضورهم السياسي الى أربعينات القرن الماضي. لكن القوى المؤثرة في الملف السوري، عربية وإقليمية ودولية، حريصة على ألا تقدّم أي دعم لهذا الفصيل الإسلامي، وعلى أن تمنع دعمها حتى السياسي لأي اطار تشكله المعارضة، سواء كان المجلس الوطني الذي تشكل العام الماضي في استامبول، أو الائتلاف الذي تشكل بعد ذلك في القاهرة.. وهذا ما دفع رئيس الائتلاف (معاذ الخطيب) لأن يطرح بمرارة مبادرته الأخيرة التي عرض فيها الدخول في حوار مع من يمثل النظام، بعد أن كانت كل قوى المعارضة ترفض ذلك، لأن القناعة باتت معروفة لدى الجميع بأن البديل عن النظام (فيما لو سقط) لن يكون مقبولاً، ليس الدوائر الأمريكية والغربية فقط، وانما العربية والإقليمية كذلك، لا سيما الخليجية التي كانت تقدم الدعم للثورة السورية، في جوانبه السياسية والانمائية.
صحيح أن الدوائر الغربية، والأمريكية تحديداً التي كانت مشغولة بالانتخابات الرئاسية، رصدت تساقط أدواتها في المنطقة واحداً بعد آخر.. وأنها لن تأسف بعدهم على نظام بشار الأسد إذا ما سقط، فهو يلتزم اتفاقية الهدنة مع الكيان الصهيوني دون أي خرق لسنوات طويلة، مع أنه يمارس دعم المقاومة والممانعة على الساحة اللبنانية.. لكن القوى الإسلامية التي قد تكون البديل المرجح سوف تكون أكثر احراجاً وازعاجاً للمصالح الأميركية والصهيونية، نظراً للعلاقة الحميمة التي تربط هذا البديل (الإسلامي) بحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وهذا ما يدفع هذه القوى، عربية وغربية، باتجاه اطالة أمد الحرب، وعدم تمكين المعارضة من تحقيق أي انتصار. كان الله في عون سوريا وشعبها المجاهد.
- 'الامان'
أين أصبح &laqascii117o;تيّار المستقبل" وفريق 14 آذار؟
الظروف السياسية والأمنية التي يعيشها لبنان، أو لناحية أوضاع تيار فريق 14 آذار الذي يعرّف عن نفسه بأنه &laqascii117o;تيار الاستقلال".
والأبرز في مناسبة ذكرى 14 شباط هو وضع &laqascii117o;تيار المستقبل" الذي يمثل العصب الأساسي في فريق 14 آذار، حيث يعيش هذا التيار في نوع من الانفصام السياسي بين ما يريده وما كان يمثله الرئيس الراحل رفيق الحريري، وبين الواقع الشعبي الذي يتألم لحالة الفوضى والضياع التي يعيشها &laqascii117o;تيار المستقبل" في هذه الأيام، وخصوصاً عشية الانتخابات النيابية القادمة، حيث يبدو التيار كأنه يصارع طواحين الهواء، سواء عبر الدخول في صراعات سياسية ودينية غير مبررة على الاطلاق مع دار الفتوى، أو عبر افتقاره إلى الرؤية السياسية الواضحة التي تمكنه من قيادة الشارع بعد انفضاض أو انكفاء حزبي الكتائب والقوات عنه سياسياً، وهو واقع عبّر عنه رئيس &laqascii117o;كتلة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بالقول في معرض تعليقه على حادثة عرسال بالقول: &laqascii117o;اذا كان من حصار فهو من صغار الكتبة والنواب وأبناء النواب الذين يستفيدون من الفراغ وشيء من الضياع في تيار المستقبل، وعينهم على السرايا ورئاسة الحكومة، أو من الذين لهم الباع الطويل في حروب الإلغاء العبثية، فبئس كل تلك الأصوات".
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد ثماني سنوات على اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو: أين أصبح &laqascii117o;تيار المستقبل" وفريق 14 آذار؟
ليس من الضروري عرض المرحلة السياسية والأمنية التي عاشها ويعيشها لبنان طوال السنوات الثماني الماضية لمعرفة ما وصل إليه &laqascii117o;تيار المستقبل" وفريق 14 آذار حالياً. فما يجري على الساحة السياسية في هذه الأيام، وخصوصاً في ما يتعلق بالجدل الدائر والخلافات التي تعصف بفريق 14 آذار حول قانون الانتخاب، كافٍ لإعطاء صورة واضحة عن وضع &laqascii117o;تيار المستقبل" وفريق 14 آذار.
فهذا الفريق يعيش صراعاً داخلياً بين الثوابت الوطنية التي ينادي بها وأهمها السيادة والاستقلال وما عرف سابقاً بـ&laqascii117o;لبنان أولاً" والحسابات الطائفية والمذهبية التي تحرك مكوناته الأساسية والتي أحدثت شرخاً كبيراً في بنيته السياسية والتنظيمية، وقد عبّر عن ذلك بوضوح النائب بطرس حرب فقال إن &laqascii117o;الاتفاق داخل 14 آذار هو على الثوابت الوطنية لا على وجهات النظر من قانون الانتخاب".
وهذا يعني أن فريق 14 آذار يعيش نوعاً من الانفصام السياسي بين ما كان ينادي به سابقاً والحسابات الطائفية والمذهبية الضيقة التي أصبحت تحرك مكوناته الأساسية.
هذه النقطة تحديداً تقودنا الى قانون الانتخاب الذي يمثل الشغل الشاغل للقوى السياسية اللبنانية في هذه الأيام; فهذه القوى على وجه الاجمال تسعى الى قانون انتخابي يحقق الاطمئنان الطائفي والمذهبي لطوائفها ومذاهبها، ولا تهمها على الاطلاق الاعتبارات الوطنية العامة التي كانت أساس انطلاق قوى 14 آذار. لذا، فمن المستغرب جداً أن تنحدر مطالب حزبي الكتائب والقوات اللذين يمثلان العصب المسيحي في فريق 14 آذار الى مستوى المطالبة بقانون انتخابي مثل قانون &laqascii117o;اللقاء الارثوذكسي" بحجة أن هذا القانون يوفر للناخب المسيحي ايصال 64 نائباً مسيحياً صافياً كما قال النائب سامي الجميل وبعض نواب &laqascii117o;القوات اللبنانية".
ويعكس الخلاف الدائر حول قانون الانتخاب الحالة التي وصل اليها هذا الفريق, ويكشف في الوقت نفسه تراجع الدور القيادي لتيار المستقبل في فريق 14 آذار. فرغم أن الرئيس سعد الحريري تقدم بمشروع انتخابي يحقق جزءاً كبيراً جداً من مطالب حزبي الكتائب والقوات، فاقتراحه مشروع قانون قائم على اعتماد الدوائر الصغرى حتى 50 دائرة، هو مشروع حزب القوات اللبنانية، ومطالبته بانتخاب مجلس للشيوخ وفقاً لمشروع &laqascii117o;اللقاء الارثوذكسي" مع إدخال تعديل دستوري على &laqascii117o;اتفاق الطائف" يسمح باستمرار المناصفة في مقاعد المجلس النيابي بين المسلمين والمسيحيين، إلا ان القيادات المسيحية في 14 آذار أبلغته أن &laqascii117o;مشروعه لم يرضِ الناخب المسيحي الذي رأى في طرح &laqascii117o;اللقاء الأرثوذكسي" خشبة خلاصه الانتخابية التي توفر له ايصال 64 نائباً مسيحياً صافياً".
ويعكس الرفض المسيحي لمشروع الرئيس الحريري الانتخابي حالة الضعف والتراجع التي يعيشها &laqascii117o;تيار المستقبل"، حيث كانت القوى المسيحية في 14 آذار في الفترة السابقة تنتظر مواقف الرئيس سعد الحريري و&laqascii117o;تيار المستقبل" حتى تبني على الشيء مقتضاه، إلا أن الحال تبدلت وأصبحت مواقف &laqascii117o;تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري موضع مراجعة ورفض تحت عنوان الحسابات الطائفية والمذهبية لمكونات فريق 14 آذار.
وإذا انتقلنا الى واقع تيار المستقبل في الاطار الاسلامي السني، نرى أنه يعيش صراعاً لا مبرر له مع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. وإذا كان المفتي قباني قد أخطأ في بعض المواقف السياسية كما يرى &laqascii117o;تيار المستقبل"، فإن ذلك لا يبرر وصول الأمور بين دار الفتوى و&laqascii117o;تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري الى ما وصلت اليه. والمؤسف انعكاس الخلاف السياسي بين المفتي والحريري على قضية الزواج المدني المرفوض إسلامياً، والذي يثار دائماً ومنذ فترات طويلة في وجه القيادات الإسلامية كلما طالبت بإلغاء الطائفية السياسية. ومع إدراك الرئيس سعد الحريري أن مطلب تشريع الزواج المدني في لبنان له حسابات سياسية وطائفية، وانه يجري التعمية على هذه المطالب عبر إثارة موضوع الزواج المدني بين فترة وأخرى، ورغم ذلك طلع على اللبنانيين بإعلان موافقته على مشروع الزواج المدني الاختياري، وهذا المشروع كما يعلم الجميع رفضه والده الرئيس رفيق الحريري، وقبله رفضه الرئيس رشيد كرامي وكل القيادات الإسلامية، فجاءت موافقة الرئيس سعد الحريري على مشروع الزواج المدني مثل الطلقة الطائشة التي أخطأت الهدف، وأصابت الصف الإسلامي بحال من التصدع والخلاف، هو في أمس الحاجة للخروج منها والابتعاد عنها.
بالخلاصة، &laqascii117o;تيار المستقبل" بعد ثماني سنوات على اغتيال الرئيس الحريري مثل الفيل الأعمى الذي يمشي خبط عشواء. فهل يبادر &laqascii117o;تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري، وفريق 14 آذار الى مراجعة حساباتهم قبل فوات الأوان؟
- مجلة 'الصياد'
النائب خضر حبيب لـ'الصياد': ١٨ معركة عبثية حصلت في طرابلس في العام ٢٠١٢
دعا النائب في تيار المستقبل خضر حبيب الى ايجاد حل جذري للوضع الأمني بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس، واشار الى ان ١٨ معركة عبثية حصلت في العام ٢٠١٢ في طرابلس، وسقط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى وكلهم من المدنيين.
وحمّل، في هذا الحوار مع الصياد، الحكومة ورئيسها والوزراء من ابناء المدينة مسؤولية الوضع الأمني في الفيحاء، وقال انه قد ينفجر في اي لحظة. وشدد النائب حبيب على مبادرة الرئيس سعد الحريري بالنسبة لقانون انتخاب جديد، واشار الى انه ليس مُنزلا وهو قابل للنقاش والتعديل، خصوصا انه لقي الترحيب من الكثير من القيادات الرسمية والسياسية والروحية في لبنان، فيما جاء الاعتراض عليه من قيادات الصف الثاني والثالث من فريق ٨ آذار.
ورفض حبيب الكلام عن طلب رفع الحصانة عن النائب بطرس حرب مؤكدا ان الطلب لن يمر في مجلس النواب...!
والى نص الحوار:
كيف ترى المشهد العام في منطقة الشمال سياسياً وحزبياً وأمنياً... وكيف هي خارطة التكتلات السياسية؟
- انا لا ارى ان الوضع مطمئن في الشمال عامة وفي طرابلس خاصة، وذلك من منطلق ان الاطراف، تحافظ على استمرار نزاعها في منطقتي جبل محسن والتبانة، على رغم وجود الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ونحن نثني على جهود قائد الجيش... ويؤسفني القول ان المجموعات المسلحة جميعها تتمسك بسلاحها وبفرض هيمنتها على الارض.
ما المطلوب برأيك لضبط هذه الامور التي تشير اليها؟
- المطلوب حلّ جذري في المنطقتين: باب التبانة وجبل محسن، خصوصا ان هناك اربعة وزراء من محافظة الشمال ورئيس مجلس الوزراء من مدينة طرابلس، وهذا ما قد لا يتكرر في المستقبل. وللمناسبة انني اسأل ماذا فعل رئيس الحكومة والوزراء لمدينة طرابلس؟ الجواب لم يفعلوا شيئا!! المدينة في حال من التراجع، الوضع السياسي سيىء جداً، الوضع الامني اسوأ، الوضع الاقتصادي هو اسوأ ما يكون في تاريخ طرابلس، حتى في سنوات الاحداث التي عاشها لبنان كان الوضع والنمو الاقتصادي افضل مما هو عليه اليوم في المدينة.
اليوم اذا وُجه السؤال الى اي تاجر واي صناعي او مزارع عن الاقتصاد والمعيشة، يكون الجواب واحداً: لم نشهد وضعاً اقتصادياً ومعيشياً اسوأ مما نحن عليه اليوم... أيام الحرب اللبنانية الوضع الاقتصادي - المعيشي كان افضل من اليوم بكثير.
اليوم هناك مشكلة أمنية في مدينة طرابلس وهي تنعكس على الوضع الانمائي وعلى الوضع السياحي وعلى الوضع المعيشي وبالتالي الحالة مزرية جدا، والسبب واضح وهو من جراء الوضع الأمني، وأنا اقول بصراحة، كوني ابن هذه المدينة ونائب في المجلس النيابي وامثل الامة جمعاء، لا يجوز ومن غير المقبول بقاء الوضع الأمني في مدينة طرابلس على وضعه الحالي.
مسؤولية الحكومة
من المسؤول ب