ــ صحيفة النهار :
ينهي مجلس النواب ظهر اليوم مناقشاته الماراتونية للبيان الوزاري للحكومة، بعد ان يكون قد عقد سبع جلسات خلال خمسة ايام بدءاً من مساء الجمعة الماضي، تعاقب فيها على الكلام حتى مساء امس 57 نائباً وبقي على لائحة المتكلمين اليوم ثلاثة نواب، اي ان مجموع الذين ادلوا بمداخلات سيبلغ 60 نائباً.
وبعد رد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة على المتكلمين اليوم، ستطرح الثقة بالحكومة على التصويت وسط توقعات وتقديرات تشير الى امكان نيلها ما بين 106 و108 اصوات.وقالت اوساط نيابية ان هذا العدد الكبير من الاصوات يبدو طبيعياً باعتبار ان مختلف القوى السياسية الكبيرة الممثلة في الحكومة شددت خلال المناقشات على التزامها اتفاق الدوحة وما نشأ عنه وصولاً الى تأليف الحكومة ووضع بيانها الوزاري. واضافت ان الحدة البالغة التي اتسمت بها بعض المناقشات والاشتباكات الكلامية لم تفاجئ احداً لان جلسة مناقشة البيان الوزاري كانت اولى جلسات المناقشة العامة التي عقدها المجلس بعد سنتين من تعطيله شهدتا مسلسلاً طويلاً من الازمات المعقدة والاحتقانات السياسية والامنية والمذهبية. وقد جاءت المناقشات لتعكس سلفاً الصعوبات التي ستواجهها الحكومة وسط واقع محفوف بالتناقضات بين تسوية املت تأليف الحكومة على صورة تركيبة توافقية وتعقديات ضخمة سياسية لا تزال من دون معالجات جذرية.
واكدت الاوساط نفسها ان عدداً محدوداً من النواب سيمتنع عن منح الحكومة الثقة، بعضهم اعلن حجب الثقة في مداخلاته العلنية وبعضهم الآخر تريث في تحديد موقفه حتى لحظة التصويت. وفي ما يمكن اعتباره اخطر حمى تصعيدية شهدتها جلسات المناقشة منذ بدايتها، انفجر في الجلسة السادسة مساء امس اشتباك كلامي بالغ الحدة بين النائب والوزير السابق في 'تيار المستقبل' احمد فتفت وعضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب علي عمار، وكان الطرف الثالث الضمني فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكان مناخ الجلسة تميز باحتقان خلّفه اشتباك كلامي في الجلسة الخامسة التي انعقدت قبل الظهر اذ دار جدل حول موضوع شطب عبارات من كلمات النواب واثارة ما يتيحه النظام الداخلي للمجلس وما يمنعه في موضوع انتقاد احزاب ونواب ومسؤولين. وقد اعترض نواب في كتلة 'المستقبل' على كلمة النائب في 'تكتل التغيير والاصلاح' شامل موزايا الذي شن حملة عنيفة على الحكومة السابقة. وقال النائب علي عمار انه 'مضطر الى ان يُدخل معه الى قاعة الجلسات كتاب للامام الخميني 'لأهدئ اعصابي من جراء انه لا احد من الاخوة في تيار المستقبل او القوات اللبنانية الا وتعرض لنا'. ودعا النواب الى 'عدم التسمية لان حزب الله هو حزب الشهداء والمقاومة'.
وخلال الجلسة المسائية القى فتفت كلمة 'نارية' غمز فيها من قناة بري وانتقد 'حزب الله' بعنف واعتبر ان 'ما هو مسموح للبعض على هذا المنبر غير مسموح للآخرين وان بطريقة لبقة، فاستعمال (كلمة) بلطجة ممنوع اما التخوين فمسموح'. وحمل على 'خطاب سياسي للبعض اعادنا الى ما قبل الدوحة بخطاب تخويني متجدد بل خطاب فتنوي محاولاً حتى اعادة فتح جروح الحرب الاهلية'. وتحدث عن 'كلام توجّه بكثير من الاسفاف والتهديد المبطن والتخوين هنا وفي الخارج لنواب ووزراء وحتى لرئيس الحكومة'. واعلن 'اننا لن نقبل ابداً ان يزايد علينا احد في مشروع المقاومة الوطنية والقومية ضد اسرائيل (...) وفحص الدم اليومي مرفوض لنا ولسوانا'. وقال: 'عندما يستعمل سلاح حزب لارهاب المواطنين فلا يستغربن احد وصفه بالارهابي فهي صفة للواقع وليس للخيار السياسي'.واثارت مداخلة فتفت استياء بري الذي خاطبه قائلاً: 'اشكرك من كل قلبي على ما تناولتني به ولكن سآخذ من كلامك جملتين. اولاً قلت ظننا ان البعض في هذه القاعة قد اتعظ، وثانياً قلت رأينا يحتمل الخطأ، وان شاء الله تأخذ بذلك'.عندها احتد النائب عمار وهاجم فتفت بعنف قائلاً: 'انا العسكري الشمولي والارهابي اقول ان ما سمعناه هو لسان حال الاميركي والاسرائيلي، ونحن معتادون ذلك'. ثم دارت مشادة حادة بين فتفت وعمار الذي قال للاول 'اخرس'، الى ان هدد بري عمار باخراجه من القاعة.
وتحدث في الجلسة المسائية ايضاً عضوا 'اللقاء الديموقراطي' النائبان اكرم شهيب ومروان حماده، فدعا شهيب الى 'التخلي عن لغة التخوين' معتبراً ان 'الرهان هو على عمل الحكومة والا لا قيمة للثقة'. وشدد على ان 'الحوار يجب ان يكون هذه المرة تأسيسياً لبناء الدولة لا مجرد حفلة لقاء تقتصر على اعداد تسويات موقتة'.اما حماده فرأى ان 'ساعة الحسم لم تدق خلافاً لما اعتقده البعض في شوارع بيروت واحياء طرابلس وقرى البقاع ومشارف الجبل، وهي لم تدق كذلك في الدوحة ولا في مناقشاتنا وتصويتنا غداً ولن تدق حول طاولة الحوار'. وقال: 'ساعة الحسم ستدق في الربيع المقبل عندما يختار شعب لبنان بين دولة لبنان الواحد المستقل، ودويلات المحاور والساحات فيما العدالة الدولية التي تمهل ولا تهمل ستطاول حتماً المجرمين في لبنان وخارجه'.
واسترعت كلمة رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد انتباه النواب اذ شكّلت الموقف الرسمي لـ'حزب الله' من المناقشات والبيان الوزاري التي رد عبرها الحزب على الانتقادات التي وجهت اليه. وطالب رعد في كلمته بشطب تعبير 'غزوة' او 'احتلال' كما ورد في كلمات نواب الغالبية عن احداث أيار في بيروت 'والا قدمنا روايتنا' لما جرى. وطلب منه بري ان يقول ما يريد فقال: 'ما كان احد ليقبل في 7 أيار الا بوأد الفتنة التي بدأت باطلاق النار على متظاهرين عزل ثم بانتشار مسلح مستأجر في اكثر من منطقة وكأنه اريد من تلك الفتنة ان ترتسم في احياء بيروت وزواريبها خطوط تماس وتراشق نيران مستمرة'. وقال ان 'المقاومة ضنينة بكل قطرة دم ان تسقط الا في مواجهة العدو الصهيوني وستبقى كذلك'. لكنه شدد على استكمال تنفيذ اتفاق الدوحة. وأضاف: 'علينا جميعاً ان نصدق بالتزامنا التعاون والتفهم المتبادل والتعامل الايجابي المنفتح'، داعياً الى 'الانتقال من خطاب الازمة الى خطاب الحل، ومن استخدام لغة التجريح الى منطق التصويب'. وشدد على انه 'آن الأوان ليقوم كل منا باجراء مراجعة نقدية ذاتية'. واذ أكد 'عدم الخروج على ميثاق الوفاق الوطني والدستور'، خلص الى ان 'لا تعارض على الاطلاق بين المقاومة ومشروع الدولة' وانه 'لم يعد لاثارة موضوع سلاح المقاومة اي مبرر في الوقت الحاضر على الاقل'.
على صعيد آخر، تتجه الانظار غداً الى القمة التي ستجمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس السوري بشار الاسد في دمشق والتي تستمر يومين.وأفاد مسؤول لبناني أمس ان القمة بين الرئيسين ستبحث في خمس قضايا رئيسية في مقدمها اقامة العلاقات الديبلوماسية. وقال ان اقامة علاقات ديبلوماسية بين دمشق وبيروت وفتح سفارتين في البلدين للمرة الاولى في تاريخهما سيكونان في صلب محادثات الرئيسين. واوضح ان القمة ستبحث ايضاً في مصير المجلس الاعلى السوري – اللبناني الذي ينظم العلاقات بين البلدين 'ومعاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق'. وعلى جدول أعمال القمة أيضاً ترسيم الحدود بين البلدين قضية مزارع شبعا. واكد المسؤول ان الرئيسين اللبناني والسوري سيناقشان أيضاً مراقبة الحدود اللبنانية – السورية وتهريب السلاح الى لبنان وسبل مكافحة هذا الامر.ومن الملفات التي ستتطرق اليها القمة ملف المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والذين يقدر عددهم بنحو 650 شخصاً بحسب المنظمات واللجان المعنية بمصيرهم.وستعلن الامانة العامة لقوى 14 آذار في مؤتمر صحافي بعد ظهر اليوم ورقة العمل التي تعدها متضمنة رؤيتها للعلاقات اللبنانية – السورية. وستحدد الورقة موقف هذه القوى من المحاور الأساسية للعلاقات مع سوريا وخصوصاً معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق المعقودة عام 1991 والمجلس الاعلى السوري – اللبناني والاتفاقات الثنائية في مختلف المجالات ومسائل التبادل الديبلوماسي وترسيم الحدود. وعلم ان الورقة ستتضمن مقارنات ووقائع مستقاة من المرحلة السابقة وظروفها وصولاً الى تحديد الموقف من مجمل محاور العلاقات.
الى ذلك، علمت 'النهار' من مصادر مواكبة للتحضيرات الجارية لعقد طاولة الحوار الوطني في قصر بعبدا، ان العمل لا يزال في اطار وضع آليات التشاور مع الافرقاء المعنيين بالحوار وليست هناك مهلة زمنية محددة لبدء الحوار، ذلك ان اللجنة التحضيرية للحوار معنية الآن بالاستماع الى مطالب مختلف الاطراف وتبادل الآراء معهم ليتم في ضوء ذلك وضع جدول اعمال الحوار وفق منطلقات رئيسية يحددها رئيس الجمهورية.وأضافت المصادر ان منطلقات الحوار لم تتبلور بعد وان تكن الاستراتيجية الدفاعية ابرز المواضيع المطروحة فيه.وأوضحت ان اللجنة ستجمع اقتراحات الاطراف وتطلع رئيس الجمهورية عليها ليبني على اساسها قراره اطلاق الحوار غير المحدد بعد بتوقيت او بمدة زمنية.
ــ صحيفة السفير :
لن تكون الطريق أمام زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الى العاصمة السورية، غداً، مزروعة لبنانياً بالنوايا والورود الجميلة. يتوجه، رئيس الجمهورية، الى دمشق، محصنا بالحكومة الجديدة، تشكيلة وبيانا وزاريا وثقة من حوالى مئة نائب فيها، بينهم كل نواب المعارضة، باستثناء واحد، بينما يحجبها أو يمتنع أو يغيب أكثر من ٢٠ نائباً، بينهم بعض النواب المستقلين، ولكن غالبيتهم من فريق الموالاة، وذلك تحت عنوان أو ذريعة "في كنف الدولة&laqascii117o;، ولكن في المضمون ضد المقاومة، في اللحظة التي تواصل فيها إسرائيل توجيه تهديدات يومية للبنان، بالاضافة الى ممارسة ضغوط سياسية كبيرة ضد "اليونيفيل&laqascii117o; عشية التجديد المرتقب لها في مجلس الأمن في السابع والعشرين من الجاري. في الشكل أيضاً، يتوجه رئيس الجمهورية مدشّناً أول قمة مع نظيره السوري بشار الأسد في العاصمة السورية، وكأنه بذلك يعلن عن طي صفحة "البعد اللبناني السوري&laqascii117o; في أزمة وطنية عمرها من عمر زلزال الرابع عشر من شباط .٢٠٠٥
في الشكل، صار للجمهورية رأسها وأنبت موسم الدوحة "حكومة وحدة وطنية&laqascii117o; وقراراً بفتح صفحة جديدة في العلاقة اللبنانية السورية... ويمكن القول، أيضاً، في الشكل، إن سقف الخطاب السياسي لفريق الأكثرية ضد سوريا تراجع الى مستوياته الدنيا، في ظل قرار سياسي بالتركيز على سلاح "حزب الله&laqascii117o; ربطاً بالانتخابات المقبلة ومحاولة دغدغة مشاعر الشارع المسيحي واستثارته ضد العماد ميشال عون و"التفاهم&laqascii117o;. لكن، في المضمون، لا تبدو المهمة الرئاسية اللبنانية الأولى في دمشق سهلة. تشي بذلك عناوين كثيرة، أبرزها مجريات الكرنفال الخطابي لمجلس النواب الذي يدخل اليوم، نهاره الخامس، في ظل استخدام سقف سياسي عالي المستوى ضد "حزب الله&laqascii117o; ومن خلاله سوريا وايران، والطلب من بعض النواب الموالين، ممن لم يكن مقرراً أن يتحدثوا أن يلقوا ما في جعبتهم من عناصر توتير، فيما كانت إخبارية تلفزيون "المستقبل&laqascii117o; تستضيف، ليل أمس، نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وعدداً من المعارضين السوريين، وذلك قبيل أقل من ٤٨ ساعة من توجه رئيس الجمهورية الى دمشق
. في المضمون، أيضاً، ثمة اشارات اقليمية، تشير الى أنه لم يتخذ قرار حاسم بتحييد الواقع السياسي الداخلي عن التجاذبات الاقليمية الاقليمية، ولذلك، تصبح زيارة رئيس الجمهورية، ربطا بما سبقها، وبما ينتظرها من ملفات داخلية وخارجية، أشبه بمحاولة للسير عكس السير، الا إذا.... في غضون ذلك، من المقرر أن يختتم المجلس النيابي، اليوم، جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة فؤاد السنيورة، بالتصويت على الثقة، والتي يتوقع ان تزيد عن المئة صوت من دون أن يعرف ما اذا كان النائب سعد الحريري سيشارك في الجلسة أم لا، فيما عاد رئيس "اللقاء الديموقراطي&laqascii117o; النائب وليد جنبلاط، ليل أمس، من زيارة خاصة الى باريس، دامت ٢٤ ساعة، رافقه خلالها الوزير وائل أبو فاعور.
ومع رد رئيس الحكومة، اليوم، عشية توجه رئيس الجمهورية الى دمشق، تنتهي المسيرة النيابية الخطابية التي انطلقت، ليل الجمعة الماضي، واستمرت خمسة ايام وتوزعت على سبع جولات، ألقيت خلالها اثنتان وستون مداخلة نيابية، ومن ضمنها المداخلات الثلاث التي ستلقى في جولة اليوم، وأبرزها للنائب بهيج طبارة الذي قرر، على ما يبدو حجب الثقة عن الحكومة، بالإضافة الى رد رئيس الحكومة، اليوم، على مناقشات النواب وهو رد بحسب مصادر حكومية "سيتناول كل النقاط التي أثارها النواب، بمضمون سياسي هادئ&laqascii117o;.
وسادت بعض مراحل جلستي الأمس، اجواء متوترة كادت تلامس حد الاحتكاك المباشر مع ارتفاع حدة التعابير والنعوت الهجومية والسلبية التي استعارت كل شعارات مرحلة المواجهة بين الموالاة والمعارضة من التخوين الى التكفير الى "شاي مرجعيون&laqascii117o;، الى سلاح الهيمنة والقتل، والميليشيات و"غزوة بيروت&laqascii117o;، الى الحلف الايراني السوري، الى التناغم مع الاسرائيلي والاميركي، ما كاد يودي بالجلسة الى فوهة انفجار، على خلفية الهجوم المركز والمنظم الذي شنه نواب ١٤ آذار على سلاح "حزب الله&laqascii117o; واستذكار كل عثرات المرحلة السابقة... لولا تدخلات الرئيس بري الذي أكد أنه لا بد من اللقاء والحوار والا ما هو البديل الآخر، وهو تمكن "عونة&laqascii117o; رئيس الحكومة الذي شطب من بعض خطابات نواب الموالاة عبارات منافية لقواعد التعايش السياسي القسري بين الطرفين.
وأحدثت كلمة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، صدمة ايجابية اذ أنها تضمنت كلاماً مسؤولاً ودقيقاً حدد المشهد العام أمام جميع الفرقاء، ملقيا على الجميع مسؤولية التلاقي والشراكة والتوافق ليس على الاستراتيجية الوطنية للدفاع، بل على استراتيجية بناء الدولة. والاهم في ما تضمنه كلام رعد، تجاوزه كل الخطاب الاستفزازي لبعض نواب الأكثرية أكان بالنسبة الى سلاح المقاومة، ام احداث بيروت، وتأكيده في آن معا على ان ما فشل الاسرائيليون والاميركيون في تحقيقه في "حرب تموز&laqascii117o; العدوانية، "لن يتاح لأحد ان ينجح في تحقيقه بالاساليب والمناورات الاخرى&laqascii117o;..
ويكاد يكون الاكثر اهمية في ما قاله رعد، هو الرسالة البالغة الدلالة التي وجهها الى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، والتي جاءت على شكل ملاطفة سياسية، عندما دعا الى الانتقال من خطاب الأزمة الى خطاب الحل، ومن التحفز للاستفزاز الى الحرص على النقاش الموضوعي الهادف والمسؤول، ومن استخدام لغة التجريح الى استخدام منطق التصويب.. وقال "آن الأوان ليقوم كل منا بمراجعة نقدية ذاتية ليعرف أين أخطأ واين اصاب، ولقد احسن من بدأ فعلاً بذلك&laqascii117o;..
واللافت للانتباه ان كلمة رعد انطلقت في جو متوتر، وألقيت في ظل إصغاء تام وانتهت بتصفيق الجميع، ومن بينهم رئيس الحكومة وعدد من الوزراء والنواب الموالين، الذين أكد بعضهم أنهم لمسوا فيها "ايجابية واضحة&laqascii117o;.
وفيما أكدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ"السفير&laqascii117o; إن موضوع التعيينات الأمنية وخاصة في قيادة الجيش اللبناني، لن يبت به الا بعد عودة رئيس الجمهورية من زيارته الى دمشق، علم أن مجلس القضاء الأعلى لم يتوصل إلى حسم نهائي لمسودة التشكيلات القضائية المزمع إجراؤها لتبصر النور قبل بدء السنة القضائية الجديدة في الأول من شهر تشرين الأول المقبل، على الرغم من العجلة التي كانت بادية على المجلس الذي عقد جلسات سريعة لم يكتب لها الانتهاء من تجهيز المسودة النهائية. وتدور أحاديث في العدلية عن أنّ التشكيلات مجمّدة في الوقت الراهن بانتظار حلحلة بعض العقد التي ظهرت من وضع "فيتوات&laqascii117o; على بعض القضاة وتعيينهم في مراكز مهمّة، حيث ظهرت خلافات في وجهات النظر بين المعنيين يعمل على تذليلها.
وتتهم المعارضة "جهات فاعلة في مجلس القضاء تعمل بغطاء سياسي لتسليم مقرّبين منها مراكز مهمّة على حساب قضاة آخرين أعلى درجة من زملائهم، بينما يفترض اعتماد معايير محدّدة في اختيار القضاة وهي الكفاءة والدرجة والمناقبية بحيث تكون هذه التشكيلات منزهة عن أيّ غرض وتعطي كلّ قاض حقّه، لأنّه لا يجوز ان يتمّ القفز فوق قضاة أعلى درجة من زملاء لهم يعطون مراكز متقدمة، بينما يبقى الآخرون في مراكز أقل أهمية، وإن كان البعض يتذرع بأنّ الدرجة تعطي الحقّ لهذا وذاك باستلام هذا المركز او ذاك، ولكن العمل بالتراتبية يعطي كلّ ذي حقّ حقّه&laqascii117o;.
أما بعض مصادر الموالاة، فقد أكدت أنها تضم صوتها الى صوت رئيس الحكومة بالتعبير عن الالتزام الكامل بما سيقرره مجلس القضاء الأعلى.
ـ صحيفة اللواء :
أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري في نهاية اليوم الرابع من جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة الثانية، انه سيتم ظهر اليوم التصويت على الثقة، بعد الاستماع الى رد الحكومة على مداخلات النواب، على ان يسبق ذلك اعطاء الكلام لثلاثة نواب فقط هم الرئيس حسين الحسيني وبطرس حرب وبهيج طبارة، وبذلك يكون عدد النواب الذين تناوبوا على الكلام على مدى خمسة أيام 62 نائباً، استغرقتهم سبع جلسات متتالية، تباروا جميعاً في ما يشبه 'سوق عكاظ' نيابية، لم تخل من 'مبارزات' و'بازارات انتخابية'، ومحاولات تسجيل نقاط سياسية، من فريق على آخر، في لعبة باتت ممجوجة، بعد تسوية الدوحة، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وبما يحتم الخروج من حالة الانقسام السياسي الى التأسيس للعودة بالبلاد تحت سقف المؤسسات.
وتوقعت مصادر نيابية، ان تحصد الحكومة ثقة مضمونة بأغلبية 106 أو 108 نواب، وألا يتجاوز عدد الحاجبين أصابع اليد الواحدة، وربما أقل، إذ ان الذين اعلنوا حجب الثقة حتى الآن هم ثلاثة، سيضاف اليهم اليوم واحد أو اثنان، قد يكون أحدهما الرئيس الحسيني.
وكشفت المصادر عن اتصالات تجري لتكبير حجم الثقة تشارف الإجماع، خصوصاً وانها حكومة العهد الأولى، وتمثل سائر الكتل النيابية في المجلس، فضلاً عن انها محاولة يفترص ان تجمع اللبنانيين في حكومة وحدة وطنية، أو حكومة تمثل الإرادة الوطنية الجامعية، حسب ما يرغب رئيس الجمهورية بأن تكون.
وتأمل المصادر ان يحضر جلسة التصويت على الثقة، الإقطاب الذين غابوا عن جلسات المناقشة، وفي مقدمتهم رئيس كتلة 'المستقبل' النائب سعد الحريري، ورئيس 'اللقاء الديمقراطي' النائب وليد جنبلاط خصوصاً بعدما عاد مساء من باريس على متن طائرة خاصة يرافقه وزير الدولة وائل أبو فاعور.
ــ صحيفة المستقبل :
نجحت كوكبة نواب 14 آذار أمس في تحويل اليوم الرابع من مناقشات البيان الوزاريّ إلى إنتفاضة برلمانية ترفع الصوت عالياً في وجه التهويل على أنواعه، وتؤكّد أن ما جرى بحق عاصمة البلاد وبحق عاصمة الشمال لا يمكن شطبه بجرّة قلم من محضر المجلس. وخرق نواب الأكثرية تحريم كتلة 'الوفاء للمقاومة' لهم ذكر 'حزب الله' بالإسم، وسبّبت تصرّفات 'البلطجة' الفاضحة، على مسمع ومرأى من جميع اللبنانيين، مزيداً من الإضرار بالصورة التي كان يحرص 'حزب الله' على ان يعطيها لنفسه ذات يوم، حتى اختزلت في صورة النائب علي عمّار الذي غالباً ما فقد أعصابه في جلستي الصباح والمساء. وأمام هذه الوثبة الإستقلالية النيابية لم يجد رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' محمد رعد بدّاً من الإستعاضة عن الكلام الزاجر الصرف بالكلام 'الإمتصاصي' أو 'الإستيعابي'، وبعد أن كان رعد نجم تهديد لجنة صياغة البيان الوزاري بلغة اللجوء مجدداً إلى السلاح، إذا به يتحول داعية الإنتقال 'من خطاب الأزمة إلى خطاب الحل' ومن 'لغة التجريح إلى لغة التصويب' بل دعا إلى تبادل 'النقد الذاتي' مثنياً على 'من بدأ فعلاً بذلك'. وكل ذلك طمعاً في 'أن تشطب عبارتي غزوة بيروت واحتلال بيروت التي استعملها البعض أو سأروي روايتنا لما حصل في بيروت في أيار'!...