صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 13/8/2008

ــ  صحيفة السفير :
يلتقي اليوم الرئيسان السوري واللبناني في دمشق في أول قمة يفترض أن تشكل خطوة أولى لا بل نقطة تحول "نحو اعادة الأمور الى حالتها الطبيعية&laqascii117o;، كما قال الرئيس ميشال سليمان لـ"السفير&laqascii117o; عشية الزيارة، مشيرا الى أن الاستعدادات للزيارة من الجانبين "طيبة وايجابية&laqascii117o;، مشددا على أهمية أن تلبي هذه الزيارة وغيرها "مصالح الشعبين الشقيقين&laqascii117o;، واصفا علاقته بالرئيس السوري بأنها "أخوية وجيدة ومميزة&laqascii117o;. وتعتبر هذه الزيارة، "نقطة انطلاق وتأسيسا حقيقيا للعلاقات المستقبلية&laqascii117o; بين البلدين كما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، موضحا لـ"السفير&laqascii117o; أن الرئيس السوري عمّم على جميع القيادات السورية المعنية بأنه يريد جعل هذه الزيارة ناجحة وبناءة ومثمرة.
وأكد المعلم لـ"السفير&laqascii117o; أن سوريا تقارب العلاقات بنظرة مستقبلية وهنا تكمن مسؤولية الطرفين، بأن يقررا هل يريدان فتح الجراح أم تضميدها والانطلاق الى الأمام. نحن من جانبنا تحكمنا النظرة الى المستقبل... ونحن أيضا مرتاحون للتطورات الايجابية المتتالية في لبنان، من انتخاب رئيس الجمهورية الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتوافق على بيانها الوزاري ونيلها الثقة وكلنا أمل أن يستمر التزام الجميع بمضمون وروحية اتفاق الدوحة. وردا على سؤال، قال المعلم أنه منذ زيارته الأخيرة الى بيروت، كان قرار الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد واضحا بأن تكون زيارة الرئيس ميشال سليمان الى دمشق ناجحة وتؤسس للعلاقات المستقبلية، وأشاد بالمواقف الوطنية والقومية المشرفة لرئيس الجمهورية منذ كان قائدا للجيش ومع توليه سدة رئاسة الجمهورية، وقال "نأمل أن تخرج الزيارة بنتائج طيبة لمصلحة الشعبين الشقيقين في بلدين مستقلين ذوي سيادتين&laqascii117o;.  وقال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن سوريا تريد أن تكون الزيارة الأولى للعماد ميشال سليمان بصفته الجديدة "انعطافة ايجابية ومهمة في العلاقات بين البلدين الشقيقين&laqascii117o;، مضيفا في حوار أجرته معه "المنار&laqascii117o; أننا نريد أن يعود الرئيس اللبناني مرتاحا وأن ينعكس ذلك على طاولة الحوار وعلى كل المصالح الحيوية للشعب اللبناني في تعاونه مع الشعب السوري.
وقالت مصادر سورية مطلعة لـ"السفير&laqascii117o; ان الجانبين سيناقشان جدول أعمال واسعا ومفتوحا "يتضمن كل ما يخطر على البال من الملفات المشتركة&laqascii117o;، مشيرة في الوقت ذاته إلى "نية الجانبين الإيجابية بالخروج بنتائج في هذه القمة&laqascii117o;، وقالت أن "القمة هي نقطة انطلاق لفصل جيد من العلاقات الجيدة وهو ما سيحتاج إلى متابعة دؤوبة من الجهات المختصة في البلدين&laqascii117o;. وذكر بيان رسمي سوري أن الجانبين سيبحثان "المواضيع ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي&laqascii117o;.
وذكرت اوساط رسمية لبنانية ان جدول اعمال المحادثات سيكون مفتوحا، وان كل المواضيع ستطرح على الطاولة وسيتم الاتفاق على تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين لمتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. ويتضمن برنامج الرئيس سليمان الذي يصل جوا قرابة الخامسة والنصف عصرا، استقبالا رسميا في قصر الشعب حيث سيعزف النشيدان الوطنيان للبلدين، يلي ذلك انعقاد اجتماع موسع يليه اجتماع ثنائي مغلق ثم عشاء رسمي يقيمه الأسد على شرف ضيفه اللبناني بحضور أفراد العائلتين. ويستأنف الرئيسان محادثاتهما في اليوم التالي، على أن يصدر بيان مشترك يلخص نتائج المحادثات ويتضمن نصا خطيا محددا، يصدر للمرة الأولى، حول الاتفاق على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين.
وكشفت مصادر اعلامية سورية لـ"السفير&laqascii117o; أن الرئيس السوري سيعقد مع ضيفه اللبناني، في ختام القمة، أول مؤتمر صحافي من نوعه، ذلك أنه منذ وصوله الى سدة الرئاسة قبل ثماني سنوات، كان يكتفي بالبيان الرسمي المشترك مع ضيوفه، ولا يعقد مؤتمرات صحافية الا أثناء قيامه بزيارات رسمية الى الخارج وليس عند استقباله أي ضيف عربي أو أجنبي في سوريا.
وتوقعت مصادر سورية "أكثر من خطوة ملموسة&laqascii117o; من هذه القمة، لن تقتصر على قرار الطرفين بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرة إلى إمكان تحريك بعض الملفات الاقتصادية العالقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مواضيع الكهرباء والغاز والنقل. وفي ما يخص موضوع المفقودين لدى الطرفين قالت المصادر أن رئيسي لجنتي المفقودين السوريين واللبنانيين سيكونان حاضرين بين أعضاء الوفدين وأن "لدى الطرفين نية لإقفال هذا الملف نهائيا إلا أنه بحاجة لعمل كباقي الملفات بين البلدين&laqascii117o;. ويرافق الرئيس اللبناني وزير الخارجية فوزي صلوخ والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري ووفد من المسؤولين التنفيذيين والخبراء إضافة إلى وفد إعلامي كبير.
في هذه الأثناء، بدا الانطباع الذي خرج به من تابع وقائع الجلسة النيابية بأيامها الخمسة، وصولا الى مفاجأة استقالة الرئيس حسين الحسيني من المجلس النيابي، أنه كان من مصلحة اللبنانيين فعلا أن يبقى المجلس النيابي مقفل الأبواب طيلة الفترة السابقة، ذلك ان التعطيل القسري للمجلس، كان ارحم للناس، ومنقذا لهم من الوقوع في فخ الديموقراطية الشوارعية، ومساجلات اساسها كيديات واحقاد مذهبية ومناطقية... مربوطة كلها بصناديق الاقتراع. فلقد اريد لجلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة، ان تؤسس لاعادة تلاق سياسي بين "الآذاريين&laqascii117o; بعد فراق اكثر من سنتين، فحولتها العدائية المستحكمة حلبة صراع وتعبير عن واقع التمزق السياسي والوطني، حتى كادت تضرب المؤسسة التشريعية في صميم عملها وهي التي كان يقال عنها حتى الامس القريب انها "ام المؤسسات&laqascii117o;. (...) لم يتمكّن مجلس القضاء الأعلى في اجتماعه أمس، من حسم المسوّدة النهائية للتشكيلات القضائية التي يعكف على إعدادها، وأرجأ متابعة البحث في تفاصيلها نحو أسبوعين على أقلّ تقدير ما لم تطرأ مستجدات تستدعي التأجيل بعض الوقت أيضاً. وفهم أنّ المجلس لم يبتّ بشكل نهائي في المراكز الحسّاسة والمهمّة، بل لا تزال تخضع للدراسة، علما أنه يلزم لاقرار هذه التشكيلات، موافقة سبعة أعضاء من مجلس القضاء لكي تصبح نافذة وتوقع منهم، حتّى ولو اعترضت السلطة السياسية عليها والمتمثّلة بوزير العدل، ولكن جرت العادة أن يجري التوافق عليها مسبقاً منعاً للإحراج.
ـ صحيفة النهار :
الصفحة التي فتحتها جلسة الثقة النيابية لم تطوَ، على رغم نيل الحكومة تأييد 100 نائب في مقابل معارضة خمسة وامتناع اثنين عن التصويت، بل شهدت تداعيات أهمها اعلان الرئيس حسين الحسيني استقالته من المجلس، وانفتاح آفاق تعاون بين رئيسي المجلس والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة ورئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري لاطلاق ورشة عمل مجلسية، وشن 'حزب الله' حملة اعلامية على الاكثرية.
وتشخص الانظار اليوم الى دمشق لمتابعة وقائع القمة اللبنانية – السورية التي تمثل حدثا استثنائيا في تاريخ العلاقات بين البلدين يمكن البناء على نتائجها.
وفاجأ الرئيس الحسيني مجلس النواب امس، وكان آخر المتكلمين في جلسة الثقة بقوله: 'ان أغرب ما في الامر هو ان نكون مدعوين الى الفرح بتعليق قيام الدولة والى تقديم الشكر. وأمام هذه الحقيقة، حقيقة ان السلطة قادرة اذا أرادت، وحقيقة انها حتى الآن لا تريد، أجدني مضطرا الى اعلان استقالتي من عضوية هذا المجلس (...). ثم انصرف. وأحدث هذا الموقف صدمة في القاعة العامة، فوصفه الرئيس بري بأنه موقف 'مؤلم (...) ولعله يكون حافزا لنا جميعا ان نحافظ على لبنان'. وأبدى الرئيس السنيورة أسفا مماثلا عندما اعتلى المنبر ليدلي برد الحكومة في ختام جلسة المناقشات. وتسارعت الاتصالات، فزار الرئيس بري الرئيس الحسيني في منزله المجاور لمقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وتلقى الحسيني اتصالا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وأفاد بيان لمكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية 'أن الرئيس سليمان أبدى للرئيس الحسيني تقديره لدوره وموقعه مشيرا الى ان الوضع الذي يعانيه الرئيس الحسيني يعانيه كذلك معظم اللبنانيين المخلصين التواقين الى انتظام قيام المؤسسات ولعب دورها الوطني وفق الاصول'. واضاف البيان ان الرئيس سليمان 'تمنى على الرئيس الحسيني التريث في الخطوة التي أعلنها في المجلس، لافتا الى ان دوره كمرجعية برلمانية مهم على الصعيدين المجلسي والوطني'.وأجرى السنيورة بدوره اتصالا هاتفياً بالرئيس الحسيني متمنيا عليه التريث في خطوة الاستقالة. ولفت المراقبين ان مطالعة الحسيني التي أنهاها بالاستقالة استعادت مواقف للامام موسى الصدر وللامام محمد مهدي شمس الدين وأركان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في حقبة السبعينات حين كان تأكيد لايمان الطائفة الشيعية بـ'لبنان الموحد بحدوده الحاضرة سيدا حرا مستقلا عربيا في محيطه وواقعه ومصيره ويلتزم التزاما كليا القضايا العربية وفي طليعتها قضية فلسطين'. وقال الحسيني: '(...) كأننا لم نتعلم من تجارب الماضي وكأننا نريد دولة بلا مؤسسات ووطنا بلا مواطنين'.
ختام جلسة المناقشات النيابية التي امتدت طوال خمسة ايام وتكلم فيها 62 نائبا، لم تخل من صخب رافقها من بداياتها. وقد أعلن الرئيس السنيورة في رد الحكومة، بما يشبه الصدى للمداخلات والمساجلات حول الدولة والسلاح خارج الدولة 'ان أول المخاوف يتصل بالامن وهو أولوية أساسية للحكومة، والذي أرى وترون معي أن من واجب الحكومة حفظه على كل الاراضي اللبنانية. ويفترض هذا التزام جميع القوى السياسية تنفيذ ما تعهدته في الدوحة لتوفر لمواطنينا الامن والأمان'.وأضاف: 'لكننا، من طرفنا، سنلتزم التزاما صارما وعبر أجهزتنا الامنية والعسكرية السير قدما في تحقيق الامن والاطمئنان للمواطنين الذي هو هاجسهم الاول'.وتعهد العمل على انجاح تجربة حكومة الوحدة الوطنية 'بكل ما أوتينا من قوة'، لافتا الى 'الصفة الاستثنائية والموقتة' للتجربة، مذكرا بقاعدة 'الاكثرية تحكم والاقلية تعارض'. وشدد على ان الحكومة 'ليست في خصومة مع أحد، ولا تراهن على أحد ضد أحد، وهي لا تقبل ان يزج لبنان بسياسة المحاور'. وفي معرض رده على الاسئلة وصف السنيورة طرابلس بأنها 'مدينة منكوبة' وأعلن تشكيل 'فريق عمل' لمعالجة مشكلاتها.
وتميزت مدخلات اليوم الاخير بكلمة للنائب بهيج طبارة طالب فيها بأن تضم طاولة الحوار الذي سيدعو اليه رئيس الجمهورية 'أشخاصا مستقلين'.كما كانت مداخلة للنائب بطرس حرب جاء فيها: 'لا يمكن القبول باستمرار خطر اسرائيل مستقبلا لتبرير استمرار سلاح المقاومة'، مؤكدا ان 'ليس هناك مفر من مرجعية الدولة الواحدة الموحّدة للقوى الوطنية'.وقد حجب الثقة النواب: بهيج طبارة، اسامة سعد، عاطف مجدلاني، محمد كبارة وصولانج الجميل. وامتنع نائبان هما غسان تويني والياس عطا الله.
وعقد بعد الجلسة اجتماع في مكتب بري ضمنه والسنيورة والنائب الحريري. وعلمت 'النهار' ان البحث تركّز على تعاون مجلس النواب والحكومة وفتح دورة استثنائية من اجل تحريك المشاريع المتصلة بتنفيذ باريس 3.
وتوقع الحريري بعد اللقاء 'اقرار قوانين عدة خلال الاسابيع المقبلة'. ورداً على سؤال تمنى ان يعود الرئيس سليمان من قمة دمشق بـ'نتائج جيدة لمصلحة لبنان'. وأضاف انه لن يقوم 'بأي زيارة لسوريا. وعند احقاق الحق وإظهار العدالة يكون لكل حادث حديث'.وخارج اللقاء في مكتب بري، كانت لرئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، الذي حضر والحريري للمرة الأولى الى جلسة الثقة، لفتة ايجابية حيال ما أدلى به رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد أول من امس من غير ان يسميه، اذ وصف كلامه على بيروت بانه كان 'ايجابياً'. وشدد على 'ان يكون التخاطب هادئاً من الآن فصاعداً، خصوصاً ان الانتخابات بعيدة لحد ما'.
وحملت قناة 'المنار' التلفزيونية التابعة لـ'حزب الله' في مقدمة نشرتها الرئيسية مساء امس على الاكثرية، فقالت: 'ماذا يريد فريق 14 آذار بعد كل الخيبات التي حصدها منذ راهن على راعيه الاميركي وانخرط معه حتى العظم في مشاريع عدوانية على البلد لاستهداف عناصر قوته وعلى رأسها المقاومة؟ كأنه لم يكفهم كل التواطؤات السابقة حتى يستغلوا منبر مجلس النواب الذي يفترض ان يسمع منه اللبنانيون كلمة في الوحدة الوطنية وجسر الهوات وفتح الصفحات الجديدة وطي مرحلة الماضي، فاذا بالنواب الموالين يتخذون من الهجوم على سلاح المقاومة وسيلة لنيل رضا أسيادهم الخارجيين، ملتفتين او غير متلفتين الى الكلام الاسرائيلي الذي يعلي شأن هذه المقاومة'.
أبلغ المنسق العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الى 'النهار' ان الاكثرية ترحّب بـ'المكاسب التي سيعود بها الرئيس سليمان من قمة دمشق على صعيد قضايا ترسيم الحدود والمفقودين والعلاقات الديبلوماسية. وذكر 'ان العلاقات اللبنانية – السورية خضعت عام 1990 لمعادلة ترعاها الولايات المتحدة الاميركية ومؤداها ان البلدين يذهبان الى الحرب معاً والى السلام معاً. وهذا ما انتج في 22 أيار 1991 معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق والمجلس الاعلى السوري – اللبناني على قاعدة وحدة المسار والمصير'. وأضاف: 'ولكن في سنة 2008 يريد حزب الله ان يأخذ لبنان وظيفة القتال، فيما ذهبت سوريا الى مفاوضات السلام مع اسرائيل. فهل يستطيع لبنان ان يتحمل منفرداً تبعات المواجهة؟ وبالتالي، هل يجب ان تستمر المعاهدة بين لبنان وسوريا اذا ما سارا في اتجاهين مختلفين؟'.وأكد سعيد 'ان هذا الموقف ستبلوره الاكثرية اكثر فأكثر ابتداء من اليوم'.
وأفادت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قرر ايفاد وزير الخارجية برنار كوشنير الى بيروت في 23 آب الجاري، أي بعد 10 أيام من انتهاء زيارة الرئيس سليمان الرسمية لدمشق. وقالت ان زيارة ساركوزي للعاصمة السورية في 8 أيلول المقبل 'ترتبط نتائجها مبدئياً باعلان سليمان والاسد قيام العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وتحديد موعد بدئها بعد موافقة الحكومتين وفقاً لاتفاق فيينا لعام 61'.
ـ صحيفة الأخبار :
وقد بدأت جلسة الختام، عادية، وكان أول المتحدثين النائب بهيج طبارة الذي وصف البيان الوزاري بأنه فضفاض، وفيه كم هائل من الوعود والتعهدات لعمر حكومة قصير &laqascii117o;ما ينطوي على استخفاف بقدرة المواطنين على التمييز بين الممكن والمستحيل"، منتقداً صياغة البنود الخلافية على نحو يسمح لكل فريق بأن يفسرها على هواه، سائلاً: &laqascii117o;كيف يمكن أن يختلف اللبنانيون على الإشادة برجال لنا ونساء كتبوا بدمائهم، في زمن الذل والاستسلام، قصصاً رائعة في البطولة، وتسببوا بما نشهده اليوم من إحباط وإرباك لدى العدو".
وتمنى على رئيس الجمهورية أن يدعو إلى الحوار أشخاصاً مستقلين &laqascii117o;لأن الأمور المطروحة للحوار تعني اللبنانيين جميعاً، ولا تقتصر على الفريقين المتخاصمين". وكأولويات، سأل عن تدابير الحكومة لإعادة اللحمة بين فئات الشعب وبلسمة الجراح، وعن موقع قانون الانتخاب في اهتماماتها، وضرورة معالجة هموم الناس المعيشية. وتوقف عند المحكمة الدولية، مشيراً إلى أن اغتيال الرئيس الحريري ليس قضية عائلة أو فئة أو تيار، بل قضية وطن، مستشهداً بأقوال ومواقف للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله والرئيس بري والنائب ميشال عون، ليؤكد أن الجميع يريد الحقيقة، كاشفاً عن لقاءات له مع مسؤولين في حزب الله أواخر عام 2006 &laqascii117o;حين كان مفهوم المحكمة ما زال غامضاً في ذهن الكثيرين، وقد توصلنا إلى توضيح العديد من الأمور في هذا الشأن، إلا أن استشهاد الزميل جبران تويني بعد ذلك بأيام قليلة، وما ترتب عليه من نتائج حال دون المتابعة"، ليختم في هذا الإطار بالدعوة إلى ترك هذه القضية بيد القضاء &laqascii117o;بعيداً عن أي انتقام أو تسييس".
وطالب وزير العدل بأن &laqascii117o;يقف حائلاً دون تدخل السياسيين في شؤون القضاء"، وتحديد واجبات القاضي بوضوح ودقة وإخضاعه للمحاسبة في حال مخالفتها. كذلك طالب بنصوص تمنع الجمع بين الوزارة والقضاء. ثم تحدث عن التنصت، متوقفاً عند ما ورد في البيان من أن الحكومة ستعمد إلى إصدار المراسيم التطبيقية للقانون 140 التي توفر الأطر التشريعية الضرورية لصون سرية التخابر، ليعرب عن دهشته لأن هذ المراسيم &laqascii117o;صدرت منذ حوالى 3 سنوات"! وختم بالقول إن الأزمات التي رافقت تأليف الحكومة والتجاذبات عند إعداد البيان وما جرى خلال المناقشات، عززت الاقتناع بأن هذه الحكومة &laqascii117o;لن تكون قادرة على لم شمل اللبنانيين وعلى تنفيس الاحتقان تمهيداً لقيامها بالمهام التي تنتظرها"، وانطلاقاً من ذلك، أعلن حجب الثقة عن الحكومة.
وفي مداخلة تضمنت 4169 كلمة، انتقد النائب بطرس حرب &laqascii117o;محاولة منع بعض الخطباء من إبداء ملاحظات أو انتقادات لبعض الأحزاب والقوى السياسية"، ودعا إلى التنازل عن الأنانيات والفئويات لإنقاذ الوطن، محذراً من أنه لا أمل بحياة مشتركة مع الاستمرار &laqascii117o;في التعنت ومحاولة فرض مواقفنا على بعضنا البعض، بالقوة أو العنف أو الترهيب". وأشار إلى الثوابت &laqascii117o;التي توحدنا"، ومنها &laqascii117o;أن إسرائيل شرّ ودولة عنصرية"، وترى في لبنان عدوها الأول في الحرب والسلم، ليصل إلى أن اللبنانيين مختلفون على كيفية التحرير والدفاع و&laqascii117o;هذه هي المشكلة بوضوح وصراحة"، داعياً إلى الحياد تحت عنوان سلسلة &laqascii117o;لاءات" أبرزها &laqascii117o;لا تبعية للغرب ولا تبعية للشرق".
ورفض &laqascii117o;القبول بنظرية استمرار خطر إسرائيل مستقبلاً لتبرير استمرار سلاح المقاومة"، معرباً عن تخوفه على الوطن والدولة &laqascii117o;إذا استباح كل مواطن حق التسلح والتدريب والانتظام في منظمات مسلحة ليقاوم بأسلوبه ووفقاً لتقديره الشخصي أو الفئوي". ودعا في موضوع العلاقات مع سوريا، إلى &laqascii117o;التعامل كمتساوين". وأكد رفض لبنان للتوطين، مشيراً إلى أن التشكيك في هذا الموقف &laqascii117o;لا يخدم إلا مصلحة إسرائيل الساعية" إلى التوطين. وطالب بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ليختم بمنح الحكومة الثقة.
وعندما حان دور الرئيس حسين الحسيني، بدأ مداخلته (نصها الكامل ص 32 و33) بالقول المأثور: &laqascii117o;الناس من خوف الذل في ذل"، وتدرج من التاريخ والمواقف والوثائق والأزمات، مستحضراً مواقف وأقوال قادة دينيين وسياسيين، إلى الحاضر، وصولاً إلى اتفاق الدوحة والإتيان &laqascii117o;بحكومة تصادر حرية الوزير (بالاستقالة)، والبيان الوزاري في صفحاته فارغ من كل معنى". ورأى أن الدستور يتعرض للتمزيق و... و... وبينما كان الجميع ينتظر موقفه من الثقة، فاجأهم بالقول: &laqascii117o;أجدني مضطراً أمام حقيقة فرصة قد تكون سانحة (...) إلى إعلان استقالتي، عودة مني إلى أصحاب الثقة (الشعب) التي باسمها يكون عملي". ثم غادر القاعة بهدوء وسط استهجان واستغراب النواب الذين تابعوا خروجه بنظراتهم دون أن يتحرك أحد منهم، فيما اكتفى هو بالرد على أسئلة الصحافيين: &laqascii117o;أنا استقلت من المجلس وليتخذ ما يشاء من إجراءات".
ـ صحيفة المستقبل :
(...) إذ خلص (الحسيني) الى إعلان استقالته من عضوية المجلس النيابي، كان واضحاً انه يعلن نهاية مرحلة في تاريخ الطائفة الشيعية ويعلن انه لم يعد له اي 'مكان' او دور.
في القاهرة، أعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي ان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أجرى اتصالا هاتفياً بالرئيس السنيورة هنأه على نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي.وقال زكي ان بلاده 'تتابع بكل الاهتمام الوضع في لبنان'، لكنه أعرب عن خشيته 'ان يتحول الصدام الكلامي بين بعض الأطراف اللبنانية إلى صدام جديد على الأرض'، مؤكداً ان مصر 'ستظل تقدم ما يمكن لها أن تقدمه لدعم لبنان ولدعم مشروع الدولة اللبنانية ولدعم هذه الحكومة'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد