صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 14/8/2008

ـ صحيفة السفير :
أصابت جريمة طرابلس الإرهابية كل لبنان واللبنانيين، ولو أن المصابين في الصميم أولا هم جنود المؤسسة العسكرية وأبناء طرابلس والشمال. أصابت الجريمة أيضا، في توقيتها، القمة اللبنانية السورية الأولى من نوعها منذ ثلاث سنوات ونيف، وبيّنت مجددا أن لبنان المنكشف سياسيا وأمنيا، لن يكون المسار الإلزامي لاتفاق الدوحة، هو الضامن لأمنه، بل وجود قرار سياسي بمصارحة تفضي الى مصالحة وطنية... لا يبدو أن أوانها قد حان بعد.
وقد جاءت جريمة طرابلس، غداة الثقة النيابية المئوية التي حصدتها الحكومة الأولى للعهد الجديد، وذلك بعد خمسة أيام من المناقشات، كانت طرابلس حاضرة في طياتها، ولو من باب مزايدة البعض انتخابيا. جاءت الجريمة، بينما تستعد الحكومة لعقد أول جلسة عمل، قبل نهاية الأسبوع الحالي، وعلى جدول أعمالها السلة تعيينات أبرزها ما يتصل بتعيين قائد جديد للجيش، فضلا عن تشديد رئيسها فؤاد السنيورة على أولوية الأمن الوطني، الأمر الذي سيترجم إجراءات تبادر الحكومة الى اتخاذها تدريجيا. جاءت الجريمة، فيما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يحزم أمتعته للتوجه الى دمشق، في زيارة هي الاولى له الى دولة عربية، والثانية الى الخارج بعد فرنسا، مترجماً مضمون خطاب القسم، من جهة، ورصيده الشخصي لدى القيادة السورية، من جهة ثانية، في اتجاه فتح صفحة سياسية جديدة في العلاقات بين البلدين. وعبّرت عن الترجمة وقائع اليوم الأول للزيارة، سواء بالإعلان الرسمي المشترك عن قرار إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا، على مستوى السفراء، هي الأولى من نوعها في تاريخ البلدين، أو "بالحوار السياسي الصريح والدقيق والموضوعي&laqascii117o; من جانب الرئيس اللبناني، وهو الأمر الذي جعل أحد كبار المسؤولين السوريين يبدي إعجابه أمام الصحافيين، عبر قوله إن هذا الحوار هو الأول من نوعه بين قيادتي البلدين منذ سنوات طويلة، وهاجسه الأول لدى الطرفين المصالح المشتركة للشعبين، وكان يستند دائما الى حجج وهواجس وأفكار موضوعية. ويُعدّ قرار إقامة العلاقات الدبلوماسية وتكليف وزيري خارجيتي البلدين بوضعه موضع التنفيذ، خطوة تاريخية في علاقات البلدين، وشكل منذ سنوات طويلة ركيزة أساسية في خطاب شريحة لبنانية تطالب بإصلاح العلاقات الثنائية، إلا أن سوريا اشترطت على الدوام "تحسن المناخ السياسي في علاقات البلدين قبل ذلك&laqascii117o;. ولعل التطورات الأخيرة التي شهدها لبنان، من انتخاب الرئيس ميشال سليمان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون الانتخاب، كلها عناصر مهمة في تحسن هذا المناخ بالمقارنة مع ما ساد العلاقات اللبنانية السورية في الأعوام الأخيرة.
وكان لافتا للانتباه إشارة البيان الصادر عن القصر الجمهوري في سوريا إلى "الأجواء الإيجابية والبناءة جدا&laqascii117o; التي سادت المحادثات "في موضوعي الحدود والمفقودين&laqascii117o;، حيث من المتوقع حصول خطوات ملموسة على هذا الصعيد أيضا ستعلن اليوم في البيان الختامي المشترك. وقد حرص الرئيس السوري على تكريم ضيفه اللبناني، بدءا من لحظة وصوله الى أرض مطار دمشق الدولي، حيث كان على رأس مستقبليه، الى جانب عدد كبير من المسؤولين والوزراء والنواب السوريين، فضلا عن قرار الانتقال من المطار الى قصر الشعب بثلاث طوافات، ومن ثم إقامة مراسم تكريمية للوفد الرئاسي اللبناني، من ضمنها إطلاق ٢١ طلقة ترحيب، وإقامة مأدبة عشاء شارك فيها عدد كبير من المسؤولين السوريين. وعلمت "السفير&laqascii117o; أن البحث خلال الاجتماع الثنائي الذي استمر نحو ثلاث ساعات وثلث الساعة، تناول كل الملفات السياسية المطروحة، وخاصة موضوع تبادل العلاقات الدبلوماسية الذي عُدّ البند الأبرز وربما الوحيد الذي أُعلن عن التوصل الى قرار بشأنه، كما تناول البحث المواضيع الاقتصادية التي تهم الجانبين، وخاصة في مجالات التبادل الاقتصادي والكهربائي والغاز، على أن تستكمل المحادثات الثنائية، صباح اليوم، وتتناول ملف المفقودين والموقوفين في البلدين وموضوع الحدود وضبط المعابر بصورة تفصيلية.
ومن المقرر أن تنتهي القمة بإعلان بيان مشترك يتضمن، حسب مصادر الوفد اللبناني، كل المواضيع التي اتُّفق عليها. وقد يليه عقد مؤتمر صحافي للوزيرين فوزي صلوخ ووليد المعلم، على أن تُحال مواضيع الاتفاق الى لجان مشتركة لبحث التفاصيل التنفيذية لكل منها. وأوضحت المصادر اللبنانية أن المحادثات "كانت صريحة وودية وإيجابية جدا، وسادها جو عال من التفاهم والايجابية من الطرفين&laqascii117o;، وشدد خلالها الرئيس سليمان "على أهمية الزيارة في تكريس العلاقات الأخوية وتطويرها بين البلدين&laqascii117o;، فيما حرص الرئيس السوري في بداية المحادثات على التعبير عن إدانته للعمل الإجرامي الذي وقع في طرابلس وأودى بحياة عدد كبير من الأبرياء.
وقالت مصادر مشاركة لـ"السفير&laqascii117o; "إن وجود أعضاء لجنة المفقودين ضمن الوفد الرسمي من الجانبين، سيساهم في وضع ملف المفقودين في إطاره الإنساني الطبيعي، بمعزل عن المبالغات السياسية، ذلك أن هناك من يعمل على التسييس، واذا استمر بذلك، إنما يؤذي القضية، وعندها لا مانع من العودة الى كل ملف المفقودين منذ بداية الحرب الأهلية في لبنان وماذا فعل أمراء الحرب، وأولهم سمير جعجع، وأين هي المقابر الجماعية ومن رمى لبنانيين وغير لبنانيين، في البحر ومن سلّم للإسرائيليين مواطنين من أبناء بلده&laqascii117o;. وأضافت المصادر "أن الجانب السوري أعد ملفاً موثقاً يتضمن ١٠٩٧ حالة سورية، ونحن نريد أن نقدم إجابات واضحة، وأما الجانب اللبناني، فإن محاولة واضحة حصلت لإغراقه في معادلة أرقام متضاربة ومضخمة، بما في ذلك إحالة أوساخ البعض خلال الحرب على الجانب السوري، علماً بأن الجانب السوري أبدى حرصه على إقفال نهائي لهذا الملف، وانه مستعد لهذه الغاية، بأن يقدم أجوبة واضحة على كل الاستفسارات اللبنانية إزاء هذا الملف&laqascii117o;.
على الصعيد السياسي المحلي، زرعت متفجرة حافلة العسكريين في طرابلس المخاوف من وجود مخطط لمسلسل تفجيرات تدوي أصداؤها في الرسائل الدامية التي تستوطن مدينة طرابلس منذ ٧ أيار الماضي، عندما انطلقت شرارة الاشتباكات المستمرة بأشكال مختلفة في مناطق التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن.
وفي التفاصيل التي أوردها مراسل "السفير&laqascii117o; في طرابلس غسان ريفي، أنه قرابة الثامنة إلا ربعاً من صباح طرابلس القلق، دوّى انفجار هزّ هدوء المدينة في وسطها الحيوي، فتسارعت التكهنات قبل أن يتبين المشهد المأساوي الذي خلّفته عبوة ناسفة وضعها مجهول في شارع المصارف قرب حافلة ركاب وصلت قبل لحظات وتقلّ بضعة جنود من الجيش اللبناني من منطقة عكار وتوقفت لتقلّ جنوداً آخرين كانوا ينتظرون موعد وصولها، فصعدوا إليها وبدأ بعضهم بالصعود إلى حافلة أصغر تنتظر دورها للذهاب نحو مواقع خدمتهم العسكرية في الجنوب اللبناني. ١٤ شهيداً، من بينهم عشرة من العسكريين، و٤٥ جريحاً، بينهم خمسة وثلاثون عسكرياً، بلغت الحصيلة النهائية للتفجير الأول من نوعه منذ متفجرة عين علق في المتن الشمالي قبل نحو سنة ونصف، وبعض الشهداء والجرحى تطايرت أشلاؤهم إلى أسطح البنايات المحيطة.
وسارع الجيش والقوى الأمنية للقيام بمداهمات في الأبنية المحيطة بالانفجار بحثاً عن مشتبه فيهم، وقد أشارت المعلومات الى توقيف أكثر من شخص بوشرت التحقيقات معهم، كما جرى الاستماع الى إفادات كثير من الشهود الذين كانوا موجودين في مسرح الانفجار، وتم سحب كل ما سجلته كاميرات المصارف الموجودة في الشارع قبل الانفجار وخلاله لمحاولة التعرف على الشخص الذي وضع الحقيبة المتضمنة العبوة الناسفة. وأفادت مصادر أمنية لـ"السفير&laqascii117o; بأن العبوة تزن نحو ١٥ كيلوغراماً من مادة الـ تي. إن. تي. الشديدة الانفجار أضيفت إليها كمية كبيرة من المسامير والكرات الحديدية الصغيرة لاستهداف أكبر عدد ممكن من المواطنين، وان تفجيرها تم لاسلكيا. وقد استدعى الانفجار استنفارا سياسيا وأمنيا، حيث قرر رئيس الجمهورية قبل التوجه الى دمشق، دعوة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد استثنائيا عند السابعة من مساء اليوم، فيما ينعقد مجلس الوزراء غدا، وسارع وزير الداخلية زياد بارود للتوجه الى الشمال لمتابعة الوضع عن كثب. وصدرت ردود فعل داخلية منددة بالتفجير،
وصدرت ردود فعل عربية ودولية منددة، أبرزها من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الامن الدولي والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا والاتحاد الأوروبي، بالاضافة الى سلسلة ردود فعل عربية للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وسوريا ومصر والمملكة العربية السعودية التي استنكرت بشدة الانفجار، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر سعودي مسؤول أن بلاده تجدد دعمها ومساندتها للبنان وشعبه، وتدعو جميع المخلصين إلى الالتفاف حول الدولة وتحصين الوضع الداخلي عبر إطلاق مسيرة الحوار. وأكد "وقوف المملكة مجددا إلى جانب لبنان وشعبه ومؤسساته المدنية والعسكرية حتى يستعيد عافيته ويصل إلى بر الأمان&laqascii117o;. وبموجب قرار صادر عن رئاسة الحكومة، بإعلان الحداد العام اليوم، يتوقف العمل لمدة (ساعة) اعتباراً من الساعة الثانية عشرة ولغاية الساعة الواحدة ظهر اليوم على جميع الأراضي اللبنانية، على أن تعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون هذه المدة ويقف اللبنانيون لمدة خمس دقائق عند الساعة الواحدة ظهراً استنكاراً للجريمة.
ـ صحيفة النهار :
شكل 13 آب 'تاريخاً' لتطورين متناقضين وضعا لبنان امام مفترق معقد وغامض. فالتفجير الارهابي في طرابلس صباح امس ايقظ المخاوف من موجة ارهابية جديدة تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار من خلال الاستهداف الواضح للجيش. والثمرة الاولى لزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدمشق، باعلان سوريا ولبنان اقامة علاقات ديبلوماسية بينهما، فتحت الباب امام صفحة جديدة بين البلدين نظراً الى 'تاريخية' هذه الخطوة غير المسبوقة في علاقاتهما التي شابتها تجارب موغلة في السلبية والقطيعة في السنوات الاخيرة.
وفي انتظار استكمال نتائج القمة بين الرئيس سليمان والرئيس السوري بشار الاسد اليوم وما يمكن ان تحقق من نتائج في الملفات الاخرى المدرجة في جدول اعمالها، أثقل تفجير طرابلس على الحكومة التي فوجئت غداة نيلها ثقة مجلس النواب بالتحدي الارهابي الذي ضرب في طرابلس موقعا 14 قتيلاً تسعة منهم من العسكريين ونحو 50 جريحا. واتسم هذا التفجير بخطورة بالغة نظرا الى اختيار مكانه في وسط طرابلس في ساعة الذروة الصباحية لايقاع اكبر عدد من الضحايا. كما ان توقيته استرعى الانتباه نظرا الى تزامنه مع مجموعة تطورات مهمة من ابرزها زيارة الرئيس سليمان لدمشق، وانطلاق الحكومة في عملها غداة نيلها الثقة، وتعزيز الخطوات التي يتخذها الجيش في طرابلس لمعالجة الاشتباكات بين باب التبانة وبعل محسن.
وحيال هذه الاستهدافات الخطيرة للتفجير، علمت 'النهار' ان الاتصالات التي اجريت قبيل توجه الرئيس سليمان، الى دمشق، وبعد وصوله اليها، ادت الى اتفاق بين المعنيين على عقد اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع مساء اليوم، عقب عودة الرئيس سليمان الى بيروت من دمشق. وافادت المعلومات ان ثمة اتجاها الى اتخاذ خطوات استثنائية او القيام بتحرك يكون على مستوى هذا التحدي الارهابي لتحصين الامن، ومواجهة احتمال وجود مخطط لزعزعة الاستقرار برزت ملامحه مع تزامن تفجير طرابلس ومجموعة تفجيرات تلاحقت اخيرا في مخيم عين الحلوة فضلا عن عودة ظاهرة رمي القنابل ليلا بين التبانة وبعل محسن.وقد سقط في انفجار طرابلس العدد الاكبر من الضحايا في سلسلة التفجيرات التي شهدها لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وهو التفجير الثاني يستهدف حافلة للركاب بعد تفجير حافلتين في عين علق في شباط 2007. وتبين ان العبوة الناسفة وضعت قرب حافلة للركاب تعمل بانتظام بين طرابلس والجنوب وتنقل عسكريين. وقدرت زنة العبوة بكيلوغرامين ودست بين حقائب الركاب على مسافة اربعة امتار على الاكثر من الحافلة المستهدفة. وتبين ايضا ان جميع العسكريين والمدنيين الذين قتلوا كانوا يقفون خارج الحافلة على الرصيف في شارع المصارف في انتظار انطلاقها. وقد ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد الذي كشف على مكان الانفجار على مجهول وعلى كل من يظهره التحقيق بجرم الاعتداء على امن الدولة الداخلي والقيام بأعمال ارهابية وتفجير عبوة ناسفة في حافلة مدنية مما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى وألحق الضرر بالمباني والسيارات والمنشآت العامة والخاصة والطرق العامة. واحيل الادعاء على قاضي التحقيق العسكري المناوب مارون زخور الذي انتقل بدوره الى طرابلس وعاين مكان الانفجار وباشر تحقيقاته ميدانيا، وجرى الاستماع الى افادات عدد من الشهود.
واعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مساء امس 'الحداد العام على ارواح الشهداء الضحايا من عسكريين ومدنيين 'الذين سقطوا في التفجير الارهابي و'لذلك يتوقف العمل مدة ساعة اعتبارا من الساعة الثانية عشرة ولغاية الأولى ظهر الخميس (اليوم) على جميع الاراضي اللبنانية'. وطلب في مذكرته من جميع اللبنانيين 'الوقوف مدة خمس دقائق من الأولى ظهراً حيثما وجدوا استنكاراً لهذه الجريمة النكراء وتعبيراً لبنانياً وطنياً شاملاً ضد الارهاب والارهابيين وتضامناً مع عائلات الشهداء الأبرار والجرحى وعائلاتهم'.
وعكس الاستقبال السوري حفاوة بالغة بالرئيس اللبناني الذي وصل للمرة الأولى جواً الى العاصمة السورية في العقدين الاخيرين أقله، وكان الرئيس الاسد وزوجته السيدة اسماء ووزير الخارجية وليد المعلم في استقبال سلمان وزوجته السيدة وفاء والوفد المرافق له في مطار دمشق. كما اقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس اللبناني في قصر الشعب الذي انتقل اليه الرئيسان في طوافتين. (...) وعقب الاجتماع بين الرئيسين تلت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان الاعلان الخاص باقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا وجاء فيه:'في اطار تعزيز العلاقات الاخوية القائمة بين البلدين الشقيقين، ونتيجة للمحادثات التي اجراها الرئيسان بشار الاسد وميشال سليمان في تاريخ 13 آب 2008، فقد اتفق الرئيسان على اقامة علاقات ديبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية على مستوى السفراء، بما ينسجم مع ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي بما في ذلك اتفاق فيينا للعلاقات الديبلوماسية، وتكليف وزيري الخارجية للبلدين اعتباراً من تاريخه، اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك، وفقاً للأصول التشريعية والقانونية في كل من البلدين'.
ومن المقرر ان تستكمل المحادثات اليوم على ان يصدر بيان مشترك في ختام الزيارة. وعلمت 'النهار' ان الدولة السورية هي في صدد التفاوض لشراء قطعة أرض على مقربة من السفارة الكويتية في منطقة بئر حسن لتشييد مبنى السفارة السورية عليها.
ومن واشنطن، نقل مراسل 'النهار' هشام ملحم عن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان اتفاق لبنان وسوريا على اقامة علاقات ديبلوماسية بينهما 'سيكون خطوة اولى وجيدة' اذا تبع ذلك قيام سوريا 'بترسيم الحدود مع لبنان' واحترامها لسيادة لبنان في مختلف المجالات. واضافت ان الحكومة الاميركية كانت دوماً تدعو 'الى علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان على اساس المساواة واحترام سيادة لبنان... واحدى الخطوات المطلوبة منذ زمن هي اقامة علاقات ديبلوماسية مناسبة حيث يكون لسوريا سفارة في لبنان والعكس'. وكانت واشنطن قد نددت بقوة بتفجير طرابلس، ورأت ان المسؤولين عنه يريدون ابقاء لبنان مكانا يسوده الخوف والاضطرابات، واعتبرت ان 'هذا الحادث المأسوي يؤكد مجدداً أهمية وضع كل الاسلحة في لبنان تحت سيطرة مؤسسات الدولة'. وجددت دعمها القوي للجيش اللبناني.وجاء في بيان لوزارة الخارجية الاميركية ان الهجوم في طرابلس كان موجها 'ضد المدنيين وأولئك الذين يعملون من اجل حماية الشعب اللبناني ولضمان استقلال لبنان وسيادته'، في اشارة الى الضحايا من العسكريين. وقال ان الولايات المتحدة ' تدعم بقوة القوات المسلحة اللبنانية بصفتها الحامي الشرعي لامن لبنان، ونحن نقف مع المجتمع الدولي في التزامنا الحازم مواصلة دعم الحكومة اللبنانية، ومؤسساتها الديموقراطية واجهزتها الامنية'. واضاف: 'نحن ندعم الحكومة اللبنانية وجهودها الرامية الى جلب المسؤولين عن هذا العمل الرهيب امام العدالة، ونعبّر عن تعازينا العميقة للقوات اللبنانية المسلحة ولعائلات الجنود والمدنيين الذين قتلوا في هجوم اليوم'.
ـ صحيفة الأخبار :
سجّل اليوم الأول من زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى سوريا نجاحاً، رغم كل التوقعات المعاكسة، سواء لناحية الاستقبال الذي حظي وعقيلته به في دمشق من الرئيس السوري أو لتجاوب الأخير مع البند الأول من المباحثات اللبنانية السورية لناحية التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء. نجح رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان في الطيران فوق الحدود اللبنانية السورية الشائكة، ليحط أمس في العاصمة السورية دمشق، حيث لاقاه ترحيب كسر الجليد القائم بين البلدين منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانسحاب القوات السورية من لبنان. وعلى الرغم من الإرادة الرئاسية بأن تكون الزيارة مع نيل الحكومة الثقة، وبالتالي مواجهة سوريا في الهجوم الإيجابي بإسناد من حكومة جديدة، إلا أن عصف الانفجار الذي وقع في طرابلس شوّش على هذا الحدث، من دون أن يؤدّي إلى ضرب معنى هذه الزيارة وأبعادها، والتي وضعت العلاقات بين البلدين على سكة الدبلوماسية السليمة بين بلدين شقيقين وجارين، بعد أعوام من محاولة إسقاط النظام السوري من لبنان، وتوجيه الاتهام إلى سوريا بالتخريب الأمني على البلاد.وفي لقاء خاطف، اتّفق على مستوى التمثيل الدبلوماسي بالسفراء، وخاصة أن الزيارة لم تقطع بعد نصف مرحلتها التي ستتواصل اليوم، وهي اختتمت أمس بعشاء، وهي مرشحة لتسجيل المزيد من الاتفاقات المبدئية، كاسرة بذلك الأجواء السياسية اللبنانية التي تتوقع فشل الزيارة أو عودة رئيس البلاد خالي الوفاض من دمشق.
والجدير بالذكر أن اتفاق البلدين على التبادل الدبلوماسي سيفتح الباب أمام نقاش كبير بشأن مصير المجلس الأعلى اللبناني ــــ السوري. ففي سياق ردود الفعل على زيارة سليمان، عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار مؤتمراً صحافياً حضره منسّق الأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد وعدد من النواب ومسؤولي 14 آذار. وطرح سعيد رؤية 14 آذار للعلاقات اللبنانية ــــ السوريّة المؤلّفة من 7 نقاط. فرأى أن هذه العلاقات لم تكن سويّة بين دولتين منذ ما يزيد على نصف قرن، ولعلها اليوم، نتيجة القطيعة الرسمية بعد مرحلة طويلة من الوصاية، أعقبتها ثلاث سنوات من هجمة أمنية على لبنان بهدف زعزعة استقراره، في أسوأ أحوالها، نتيجة ردة الفعل الانفعالية المتصلة مباشرة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانتفاضة اللبنانيين الاستقلالية. أما السبب، وفق سعيد، فهو سوء التفاهم التاريخي بين البلدين الذي يرقى إلى فكرة تعسفية قديمة هي أن لبنان &laqascii117o;لواء سوري سليب" ينبغي أن يعود إلى كنف الدولة السورية بطريقة أو بأخرى. من هنا طالب المؤتمرون بإعادة تأسيس العلاقات بين لبنان وسوريا على القاعدة التي حددها اتفاق الطائف، وبالتالي وقف السوريين كل الأعمال التي تهدد أمن لبنان واستقلاله وسيادته، ثم تطبيع العلاقات. وهذا يتطلب أن تمنع الحكومة السوريّة إقامة علاقات عسكرية أو أمنية أو تنظيمية مع مجموعات أو فصائل حزبية أو عسكرية في لبنان، وحصر هذه العلاقات بالحكومتين الشرعيتين، وأن تلتزم الحكومتان، اللبنانيّة والسوريّة، عدم استخدام أراضيهما معبراً لما يمكن أن يهدّد الأمن أو يزعزع الاستقرار في البلد الآخر، وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بصورة قانونية، وإعطاء الأولوية القصوى لتحديد الحدود على الخرائط في منطقة مزارع شبعا، ثم إقامة علاقات دبلوماسية وتبادل السفارات بين البلدين وفقاً للأصول المتعارف عليها في القانون الدولي، إضافة إلى معاونة الحكومة السورية للحكومة اللبنانية في إزالة المراكز الفلسطينية المسلّحة المرتبطة بالسلطات السوريّة، خارج المخيمات، وطبعاً حلّ قضية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، بما يضمن جلاء الحقائق وعودة الأحياء منهم إلى وطنهم وذويهم. ولم ينسَ سعيد طلب إعادة النظر في &laqascii117o;اتفاق الأخوّة والتعاون والتنسيق" بين البلدين، وما تفرّع منه من مؤسسات واتفاقات، ومنها المجلس الأعلى، لأنه أبرم في إطار وصاية سورية، وغلب عليه طابع &laqascii117o;الإلحاق القسري" بدلاً من الطابع التعاوني التنسيقي.
ـ صحيفة البلد :
فــيــمــا اجــمــعــت الــمــواقــف على التضامن مع الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب، فان انفجار طرابلس هو ألاكبر الذي يستهدف الجيش منذ المعارك التي خاضها مع مسلحي 'فتح الاسلام' في مخيم نهر البارد العام الماضي. وفقد الجيش 170 جنديا في هذه الاشتباكات. وأكــــدت مــصــادر امــنــيــة مطلعة لـــ 'صــدى البلد' ان 'بــيــان قيادة الجيش- مديرية التوجيه كان واضحا ومباشرا، فغالبية الشهداﺀ والجرحى من ابناﺀ المؤسسة'. ولفتت الى ان 'البيان تحذيري وتنبيهي في الوقت نفسه لان الارهاب استهدف الجيش والسلم الاهلي من خاصرة الانقسام السياسي الرخوة والسجالات التي خلفتها الآونـــة الاخــيــرة. واستثمر الارهـــاب ثغراتها ونفذ الــى جسم المؤسسة لكنه لن ينجو من العقاب ولو بعد حين'. وأشارت مراجع امنية الى توفر 3 فرضيات يمكن ان تؤدي احداها الى كشف الجريمة.الاولى وهي معاودة خلايا 'فتح الاسلام' الارهابية النائمة نشاطها منذ انتصار الجيش عليها في مخيم نهر البارد العام الماضي بــدﺀا من اغتيال مدير العمليات اللواﺀ فرنسوا الحاج واستهداف حاجز المخابرات في منطقة العبدة بعبوة ناسفة منذ 3 اشهر.ورجحت فرضية 'فتح الاســلام' وفقا للمعطيات التي توفرت بعد رصد في الاسبوعين الماضيين تحرك لمجموعة مؤلفة من 6 اشخاص من الشمال في اتجاه بيروت ومن بيروت فــي اتــجــاه الــجــنــوب (مــخــيــم عين الحلوة) والعودة الى الشمال لتجهيز 'المجاهدين' للذود عن مقاتلي الفكر 'السلفي التكفيري الجهادي' وحلفائهم.وتــذهــب الفرضية الثانية في الجانب السياسي باعتبار انها رسالة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبيل زيارته دمشق ومفادها انه يزور المكان الخطأ وعليه ألا يغرق في التفاؤلات لان ما خفي اعظم. والثالثة الى سورية ومفادها ان السيف ما زال مسلطا على رقبتها لان الفاتورة لم تدفع بعد والحسابات لم تسو بالكامل والجولة الحامية آتية.
واعلن الرئيس ميشال سليمان ان ما حدث جريمة ارهابية و 'ان الجيش والقوى الامنية لن تخضع لمحاولات ارهابها بالاعتداﺀات والجرائم التي تطاولها وتطاول المجتمع المدني وتاريخ الجيش يشهد بذلك'. وقال رئيس الحكومة فــؤاد السنيورة ان 'الجريمة الآثمة في طرابلس اتت لكي تقول لنا وللبنانيين أن المجرمين المتربصين يريدون استمرار حال الــتــوتــر فــي لــبــنــان'. ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن توقيت الاعتداﺀ مع زيارة رئيس الجمهورية الــى ســوريــة انــمــا يستهدف منع تصحيح وتعزيز العلاقة اللبنانية- السورية في كل ما يشوبها. ووصف الانفجار بـ 'الارهابي المجرم'.
وتخوفت مــصــادر امنية مــن ان يشكل انفجار طرابلس الحلقة الاولى في سلسلة تفجيرات وأحداث أمنية متلاحقة، مشيرة الى ان للجماعات الاصولية التي تتمركز في طرابلس وجــوارهــا ولــهــا امــتــداد الــى بعض قرى وجرود منطقة عكار، علاقة من قريب او بعيد باستهداف عناصر الجيش في طرابلس ردا على رفض القوى العسكرية اللبنانية التجاوب مــع طلبات الافـــراج عــن الموقوفين من افرادها في السجون اللبنانية او حتى التخفيف من الاجــراﺀات التي يخضعون لها.
ـ صحيفة المستقبل :
دعا النائب سعد الحريري إلى وضع الجريمة النكراء 'في إطار المحكمة الدولية' كما طالب باجتماع طارئ واستثنائي لمجلس الوزراء يخصص لمدينة طرابلس. وإذ اعتبر أن ما حصل 'استهداف للجيش واستهداف لمدينة طرابلس' ناشد كل القوى السياسية كونها 'مسؤولة عن تضميد جراح طرابلس ومواجهة المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها'. وأدرج الجريمة في 'مسلسل التفجيرات' وعدّها 'استكمالاً لحمام الدم الذي دفعته قوى 14 آذار ولبنان' لأن 'ما يدفعه أهل طرابلس اليوم هو تهديد واضح وصريح بأن من يقف مع الجيش اللبناني لن يسمح له بذلك'. وحذّر الحريري مما يرمي إليه مرتكبو الجريمة 'من ايقاع فتنة بين الجيش وأهل طرابلس (...)'.
واجتمع نواب طرابلس في هذا الصدد في منزل عضو كتلة 'المستقبل' النائب سمير الجسر وطالبوا بـ'وضع حد لميليشيات مغطاة من قوى خارج المدينة تريد النيل من أمنها'. وأكدوا 'أنه إذا كانت الجريمة انتقاماً من الجيش فان كل الناس تقف الى جانب الجيش، تشد من أزره وتعلن تأييدها المطلق له ولكل القوى الأمنية في تأمين استقرار المدينة وأمنها'، وطالبوا بـ'ادراج هذه الجريمة مع الجرائم التي اسندت الى لجنة التحقيق الدولية'.
وأشاد المجتمعون بمبادرة الرئيس فؤاد السنيورة 'إلى تشكيل لجنة خاصة لتأمين الرعاية الاجتماعية والصحية والحاجات المعيشية للمناطق المنكوبة في طرابلس'.
وزير الداخلية زياد بارود الذي انتقل الى طرابلس حيث ترأس اجتماعاً أمنياً، أكد أنّه 'مهما كانت الخلافات فهذه الجريمة يتضرر منها كل اللبنانيين وهذا ما يجعلنا نتوحد اكثر لمواجهة كل الذي يحصل، والموضوع الارهابي مضر بكل اللبنانيين بدون استثناء'. كما شرح بارود ان 'القوى الأمنية تطورت وهي بحاجة الى تمكينها اكثر ليتم التعامل مع مسرح الجريمة بصورة علمية تحفظ الأدلة ولا تضرها(..)'.بدوره شدّد رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط على ان ما حدث 'اعتداء خطير يفترض ان يدفع الحكومة لإعطاء الجيش اللبناني مطلق الصلاحيات لجمع السلاح من كل الأطراف' وان 'لا أمن بالتراضي'. واعتبر ان هذه المهمة 'تتطلب الدعم غير المشروط من كل القوى السياسية، مما يجنب طرابلس أن تكون أوسيتيا جنوبية ثانية جديدة'. كما طالب بـ'رفع الغطاء عن كل التنظيمات المسلحة واتاحة المجال للجيش بقرار سياسي حاسم لضبط الأمن بلا هوادة(..)'. أما رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع فتحدث عن غياب 'مؤشرات التحليل' وأضاف 'هذا الحادث الأول الذي لا أملك فيه أي فكرة أو أي تصور للجهة المسؤولة عنه' ذلك انه 'كثير الغموض على الرغم من فداحته(..)'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد