صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 15/8/2008

ـ صحيفة الأخبار
عبد الكافي الصمد :
انعطف داعي الإسلام الشهال، مؤسس التيار السلفي في لبنان، نحو اللقاء مع التيارات الجهادية الحركية، فزار فتحي يكن زعيم جبهة العمل الاسلامي في لقاء نادر، تحدث خلاله داعي الإسلام عن &laqascii117o;تفاهم إسلامي إسلامي" (سني) بعدما كانت القوى السلفية في الشمال تخط بداية علاقة ولن تكون قصيرة مع حزب الله. من شارك في الاجتماع يقول إن الشيخ داعي بدا في لحظة حرجة من تاريخه السياسي، وإنه تكلم بإيجابية وخاصة عن &laqascii117o;الهجمة التي يتعرض لها الإسلام في كل العالم، وواجبنا نحن المسلمين التفاهم على القضايا المركزية حتى لو كان هناك خلاف مع القيادات السياسية السنية الاخرى". وسمع داعي الإسلام كلاماً ودوداً من مستقبليه الذين استوعبوا الالتفاتة الإيجابية من الشيخ السلفي. خطوة الشيخ داعي ليست سبّاقة بل استلحاقية، إذ ينتظر أن يعلن يوم الاثنين المقبل رسمياً عن &laqascii117o;بيان نيات" تم التوصل إليه بين حزب الله وقوى فاعلة ووازنة على الساحة السلفية السُنّية، بعد اجتماعات تمهيدية عدة عقدت بين الطرفين، في تحول سيُسهم بإحداث هزة قوية في الأوساط السياسية والدينية، لكونه يصبّ في إطار علاقة الحزب بأطراف توصف عادة بالمتشددة على الساحة السنية. وكان لقاء تمهيدي أخير قد عقد في بيروت يوم الثلاثاء الماضي بين وفد من جمعية وقف التراث الإسلامي وحزب الله، استمر قرابة 5 ساعات، هو الخامس بين الطرفين منذ بداية التواصل بينهما ربيع هذا العام، أثمر توصل الطرفين إلى إعلان &laqascii117o;بيان نيات" بينهما، يُكشف عن مبادئه الأساسية في مؤتمر صحافي مشترك. وكان اللقاء الأخير قد حضره من حزب الله رئيس المكتب السياسي السيد إبراهيم السيد، وأعضاء المكتب السياسي محمود قماطي، عبد المجيد عمار ومحمد صالح (مسؤول الحزب في الشمال)، وحضره من الجانب الآخر رئيس مجلس أمناء وقف التراث الشيخ صفوان الزعبي، وعضوية كل من المشايخ عبد الغفار الزعبي، بشار العجل، علي الشيخ والدكتور محمد عبد الغني.أوساط مقربة من وقف التراث أوضحت أن لقاء الاثنين المقبل &laqascii117o;سيكون لإعلان ولادة عقد وعهد بين قوى سلفية، مع الحزب، وأن معظم ممثلي السلفية سيحضرون اللقاء ما سيمثّل مفاجأة، وقد دُعُوا مسبقاً لأننا لا نريد إبعاد أحد، وحريصون على مشاركتهم فيه"، لافتة إلى أنه إذا غاب البعض عن اللقاء فذلك &laqascii117o;لا يعني رفضهم له، ربما لعدم قبول القاعدة الشعبية في الوسط السني، حسب رأيها، لخطوة كهذه في هذه المرحلة، إلا أنهم يؤيدونها من منطلق شرعي".وكشفت الأوساط أنه &laqascii117o;طرحت فكرة الوحدة الإسلامية، لكن سرعان ما استُبعدت لأنها مستهلكة"، مؤكدة أنه &laqascii117o;لا نهدف إلى الذوبان في حزب الله، ولا الاستفادة منه مالياً، بل جئنا بهدف منع حصول فتنة مذهبية في لبنان، من أجل المصلحة العليا".وعن موقف تيار المستقبل من هذه الخطوة، أوضحت الأوساط &laqascii117o;عقدنا اجتماعات صريحة وواسعة على أعلى مستوى مع مسؤولي التيار، وتحديداً مع النائبين سعد الحريري وسمير الجسر، ووضعناهما في الأجواء، حتى لا تفسّر هذه الخطوة كأنها موجهة ضد المستقبل، أو كأنها اختراق من حزب الله للساحة السنية، وإنما هي التزام شرعي، لأن واجبنا يقضي بمنع الانفجار، وقد لمسنا حرصاً من التيار والحزب معاً على هذا الأمر وتأييده".
ـ صحيفة الأخبار
أنطوان سعد :
حسم رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، أمره، وقرر خوض معركة الانتخابات النيابية في ربيع العام المقبل، انطلاقاً من دائرة كسروان ـــ الفتوح. بعدما استعرض، في الفترة الوجيزة الماضية، احتمالات الترشح عن أحد مقاعد المتن، أو بيروت، أو بعبدا، ووجد أن البقاء في دائرة كسروان ـــ الفتوح أجدى، على رغم تأكده من الفوز بجميع هذه المقاعد، باستثناء مقعد بيروت الذي يحتاج للفوز به إلى تحالف مع شخصية أرثوذكسية بارزة، من طراز نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس. وفي هذا الإطار، تفيد مصادر مطّلعة أن سفره للاجتماع بهذا الأخير لا تزال قائمة، وقد لا يكون موعدها في وقت بعيد. (للقرءاة والإطلاع) .
ـ صحيفة الأخبار
غسان سعود :
معظم النواب الأكثريين الذين سيغادرون كتلهم النيابيّة، إنما يفعلون ذلك نتيجة ميل موازين القوى في دوائرهم لمصلحة المعارضة (5 في بعبدا، 3 في زغرتا، 3 في الكورة، وغيرهم). وبالتالي، فهم يغادرون مطمئنّي البال إلى أنه لا أحد من أهل البيت سيحل محلهم (من قلة إيمانهم بتداول السلطة يفضّلون فوز منافسهم على التنازل لزملائهم). في المقابل، يُنتظر أن يودّع قرابة عشرين نائباً من الأقليّة النيابيّة المجلس.إذ يرجح أن يستبدل النائبان في كتلة التنمية والتحرير عن مقعدي الروم الكاثوليك في جزين والزهراني أنطوان خوري وميشال موسى بآخرين يشارك العماد ميشال عون بتسميتهما، فيما تختار حركة أمل بديلاً من زميل الرئيس نبيه بري في تمثيل مقعدي الزهراني الشيعيين علي عسيران نتيجة ما يصفه أحد المتابعين، بالغياب الكبير لعسيران في وقت كان فيه الصراع السياسي يتطلب من النواب تكثيفاً لجهدهم وحضورهم. وتتأرجح معطيات الحركيين بشأن نائبيهما في صور علي خريس وعبد المجيد صالح، من دون أن يستطيع أحد حسم مَن مِن الاثنين سيحتفظ بلقب &laqascii117o;السعادة". أما النائب أيوب حميد، ورغم خروجه من الحلقة الضيِّقة المحيطة بالرئيس نبيه بري، يعتقد أحد المتابعين الحركيين أن إخراجه من التركيبة النيابيّة سيسلّط الضوء على مشكلة داخليّة في أمل، قد تقضي مصلحة الحركة بإبقائها تحت الرماد في هذه المرحلة.وفي كتلة الوفاء للمقاومة، يُتوقّع أن يستبدَل النائب عن المقعد الماروني في جزين بيار سرحال بآخر يسميه عون. ويتحدث مقربون من الحزب عن احتمال استبدال النائب عن المقعد الشيعي في بيروت أمين شري بالنائب السابق محمد برجاوي، وإعفاء الطبيبين جمال طقش وعلي المقداد والمسؤول في الحزب محمد حيدر من مهماتهم النيابيّة لمصلحة آخرين يتفاعلون أكثر مع هموم الناس والتحديّات السياسيّة. وبحسب أحد المتابعين، ستكون &laqascii117o;تشكيلات حزب الله النيابية" الأقل صخباً، لأن النيابة عند معظم أهل الحزب &laqascii117o;وجعة رأس، تعثّر على المستوى الشخصي أكثر مما تيسّر بكثير".بدورها، ستشهد كتلة التغيير والإصلاح تغييرات تطال نصف نوابها على الأقل. والبداية من جبيل، حيث يرجح أحد أصدقاء العماد عون أن يستبدل النائب شامل موزايا بأحد مسؤولي التيّار في جبيل، ويترك النائب وليد خوري المقعد الماروني الثاني في الدائرة لرئيس بلدية جبيل جان حواط المقرب من رئيس الجمهوريّة. أما في كسروان، فهناك مجموعة أسماء ــ مشاريع نواب تدور في الفلك العوني ولديها إمكانات وحيثيّة شعبيّة أكبر من معظم النواب الحاليين. وسيسعى هؤلاء إلى شغل مقعدي النائبين يوسف خليل وجيلبرت زوين الأقرب، كسروانياً، إلى وداع المجلس النيابي. (للقرءاة والإطلاع).
ـ صحيفة السفير
خليل حرب :
لا علاقة مباشرة بين جورجيا ولبنان. ومع ذلك تبدو المقارنة جذابة. وجدت إسرائيل رابطاً بينهما يعنيها عندما ظهر دورها كلاعب كبير عسكري وامني على الساحة الجورجية وعبرت عن اهتمامها بمصير نظام ميخائيل ساكاشفيلي مثلما اعتادت ان تفعل، وبخبث، في نظرة الافتتان الى بعض قوى السلطة قي لبنان.
لكن بخلاف ذلك، ليس هناك ارتباط واضح المعالم بين جورجيا ولبنان. هذا اذا استثنينا ايضا، الاهتمام الاميركي بكل منهما من زاوية الدفاع عن "الثورتين&laqascii117o; فيهما، "الوردية&laqascii117o; في جورجيا، و"الارز&laqascii117o; في لبنان. فالخطاب الاميركي يكاد يتماثل في ما يتعلق بهما، وبـ"الحركة الوطنية المتحدة&laqascii117o; الجورجية، وبحركة "١٤ آذار&laqascii117o; اللبنانية. فهناك الدفاع عن "مكتسبات&laqascii117o; الثورتين وعن حرية وسيادة واستقلال النظامين في تبليسي وبيروت. لكن الهجوم الروسي على جورجيا، كشف في ما كشف عن ازدواجية في الخطاب الاميركي. فالدفاع عن "سيادة وحرية واستقلال&laqascii117o; البلدين، صار خطابين. عندما شنت اسرائيل حرباً على لبنان في صيف العام .٢٠٠٦ اختفت في ذلك الوقت تعابير سمجة كهذه من الخطاب الاميركي، لتتم الاستعانة بتعابير تبرر وتحرض وتشجع الهجوم الاسرائيلي على "سيادة وحرية واستقلال&laqascii117o; اللبنانيين. وقتها قالت واشنطن ان "حزب الله&laqascii117o; اشعل الحرب باسر الجنديين. الآن تحمل على العملية الروسية، وكأن اوسيتيا الجنوبية لم تهاجمها اولاً نيران ساكاشفيلي. هناك، الهدنة مطلوبة فورا، وهنا كانت لاسرائيل كل ما تشاء من وقت لتحقيق اهدافها. والآن في مواجهة الهجوم الروسي، تستعيد الادارة الاميركية خطاباً يتمسك بـ"سيادة وحرية واستقلال&laqascii117o; جورجيا، ويهدد باجراءات عقابية وردعية ضد موسكو. ويحق للبنانيين والحال هذه، خاصة ممن راهنوا على الاخلاص الاميركي، ان يتساءلوا فعلياً عما اذا كانت دماء اشقائهم ارخص من دماء الجورجيين، وعما اذا كانت الشكوك ما زالت تساورهم بأن الكلام الاميركي المعسول وقتها، لم يكن أكثر من مجرد تجارة سياسية مربحة في زمن "ثورة الارز&laqascii117o;.
ـ صحيفة السفير
غاصب المختار:
علمت "السفير&laqascii117o; من مصادر متابعة في دمشق، ان البحث تركز على تزويد لبنان بالكهرباء والغاز، والاجراءات التنفيذية لذلك. وعلم في هذا المجال، ان موضوع الكهرباء معلق لاسباب فنية وتقنية تتعلق بإنجاز الربط الكهربائي عبر الربط السباعي، وقد بدأت فرق فنية قبل ايام قليلة انجاز وصلة بطول مائتي متر تمتد الى لبنان، ويفترض انجازها خلال ايام قليلة، كما ان الموضوع عالق عند الاردن الذي يستفيد من كل الطاقة التي تصل اليه ولا يمد سوريا ولبنان بحصتهما، وتقرر عقد اجتماع لوزراء الطاقة في لبنان وسوريا والاردن ومصر لبحث حل الموضوع. اما موضوع الغاز فذكرت المصادر المتابعة للموضوع انه محلول، ويحتاج ضخ الغاز الى اعمال تقنية بسيطة.
ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد :
لم يخطئ رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع عندما كشف، بُعيد التفجير الإرهابي في طرابلس أول من أمس، أنّه حائرٌ في تحديد الخانة السياسية للتفجير وفي توجيه إتهام سياسي محدّد إلى جهة معينة في شأنه.'الإجتهاد' الأول: المخابرات السورية (...) . 'الإجتهاد' الثاني: إيران.. و'الإختلاف' مع سوريا
أمّا 'الإجتهاد' الثاني فيرى أصحابُه أنّ التفجير من صنع إيراني، أي بواسطة مجموعات تابعة لإيران. ويستندُ هذا 'الإجتهاد' إلى إشتغال طهران في الجانب الأمني ـ المخابراتي في لبنان خلال السنوات الماضية. ثمّة شبكات 'مشتركة' إيرانية ـ سورية. وثمّة تمويلٌ إيراني حصل لجماعات إسلامية سنّية في طرابلس وغيرها. وهذا النوع من التفجير ليس صعباً على هذه الجهة الإقليمية.وفي الإطار السياسي لهذا 'الإجتهاد' أنّ إيران شديدة الإنزعاج من التطورات اللبنانية ومن تحولها إلى هدف سياسي من جانب فريق سياسي أساسي من اللبنانيين. وفيه أنّ إيران قد ربطت على ألسنة مسؤولين كبار فيها، الإنفراج في لبنان بالإنفراج بينها وبين المجتمع الدولي في المسألة النووية. وفي الإطار السياسي أيضاً أنّ 'الإختلاف' يزداد وضوحاً بين 'الجمهورية الإسلامية' وسوريا، وقد بات كل منهما مساراً منفصلاً عن الآخر، سواء من زاوية تعامل المجتمع الدولي معهما أو من زاوية تعاطي كل منهما مع القضايا الإقليمية. وبهذا المعنى يرى أصحاب هذا 'الإجتهاد' أنّ تفجير طرابلس ـ تماماً لأنّها منطقة حسّاسة طائفياً ومذهبياً ـ هو رسالةٌ دموية بمناسبة زيارة الرئيس سليمان إلى دمشق إلى كلّ من رئيس الجمهورية والنظام السوري بأن الثاني يلتقي الأول 'محسوماً' منه الدعم الإيراني من ناحية، وبأنّ إيران شريك في لبنان من ناحية ثانية، وبأنّ أيّ 'بيع وشراء' من جانب نظام دمشق من وراء ظهرها لن 'يمشي' من ناحية ثالثة...ولكن العلاقات الإيرانية ـ السورية ليست تصادميّة وهنا أيضاً وكما بالنسبة إلى 'الإجتهاد' الأول، فإنّ أصحاب 'إجتهادات' أخرى لا ينفون الثاني ويعتبرونه إحتمالاً كبيراً. بيد أنهم يمتنعون عن الجزم به، ويقولون إنهم مع ملاحظتهم حقيقة أنّ سوريا وإيران باتا مسارين ولم يعودا مساراً واحداً، لا يرون موجباً لتقدير أنّ العلاقات الإيرانية ـ السورية ذاهبةٌ نحو 'الإفتراق' أو 'الطلاق' إلى حدّ 'التصادم' كي يبدأ تبادل رسائل إقليمية أمنية في لبنان وعبره. 'الإجتهاد' الثالث: تطرّف إسلامي ولكن (...).
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف :
تكشف مصادر ديبلوماسية في بيروت انها مع ترحيبها بهذه الخطوة، اي التبادل الديبلوماسي بين البلدين، فان الواقع هو ان الدول الغربية لا تثق حتى الآن بنيات سوريا ازاء لبنان ولا بصدق نياتها في ايجاد حلول للمشاكل بين البلدين. حتى ان بعض هذه المصادر لم يتوقع من الزيارة مفاجآت، وخصوصا في موضوع مزارع شبعا الذي اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفض ترسيمها تحت الاحتلال، على رغم تأكيد الامم المتحدة وسفراء دول غربية عدة انه يمكن الامم المتحدة ان تقوم بذلك وليس مطلوبا من سوريا ولا من لبنان التدخل في هذه العملية. لكن سوريا تستمر تتذرع بهذا الامر رغبة منها في ابقاء المزارع على هذه الحال حتى استعادة الجولان من اسرائيل. والامر نفسه تم توقعه بالنسبة الى موضوع المعتقلين، والذي ابرزت سوريا، مع بدء اثارة موضوع زيارة سليمان، ما سمته 'المفقودين السوريين في لبنان'، اوحى انها توازن بذلك بين الطلبين اللبناني والسوري، وتاليا لا تنوي التجاوب، اقله راهنا، في هذا الموضوع. كما ان هذه الدول تشكك فعلا برغبة سوريا في اعطاء لبنان دفعة واحدة كل ما يطلبه في الملفات العالقة بين البلدين أو حتى في اكتمال مسألة التبادل الديبلوماسي سريعا، لاعتقادها ان سوريا تراهن على جملة متغيرات في لبنان لمصلحتها.
ـ صحيفة النهار
ادمون صعب :
كادت السيجارة ان تحرق أصابع 'ابو فادي'، فأطفأها وأشعل أخرى، ثم أفرغ ما تبقى في ركوة القهوة في الفنجان وساح في رحلة تأمل جديدة: لم يكن هناك سبيل لاستنهاض الهمم لتحرير الارض بغير الربط بين الارض والسماء. ففي اللحظة التي أعطيت فيها الارض قدسية بات الاستشهاد من أجلها تكليفا شرعيا، وخصوصا بعدما أعلن الامام موسى الصدر 'ان مقاتلة اسرائيل حلال'. وقرن الاستشهاد من أجل الارض بوعد المجاهدين بالجنة، ليس لهم وحدهم بل لأهلهم كذلك. لذلك كان المجاهدون يلحون في طلب الشهادة من أهلهم على أساس انه سيقيمون لهم مكانا في الجنة. وعلى هذا الاساس كانت الرحلة الاستشهادية بطاقة عبور الى جنة موعودة، ولكنها بطاقة باتجاه واحد.
ولأن مقاتلة عدو كالاسرائيلي مزود أحدث الاسلحة وأكثرها تطورا لم يكن بالامر السهل، فقد جندت المقاومة كل أسباب الانتصار. إذ هي أعدت جيشا مكتمل الجهوزية. فكان التدريب العالي، والتخصص في المجالات العلمية التي اقتضت توجيه الطلاب في الجامعات نحو العلوم الكهربائية والهندسية والاتصالات وعلوم الكومبيوتر، اضافة الى الرياضيات وعلم الطوبوغرافيا، من أجل اتقان تشغيل المدفعية والاسلحة المتطورة، والتعامل مع الاحداثيات وأجهزة الرصد والتتبع والتنصت في سلاح الاشارة، اضافة الى اتقان اللغة العبرية وادارة شبكات التجسس داخل اسرائيل وخارجها. فضلا عن اقامة منشآت سرية وانفاق تحت الارض لادارة المعارك وتخزين الصواريخ والاسلحة بعيدا من أنظار العدو وطائرات تجسسه. وقد شكلت هذه البنية التحتية لدى المقاومة عنصرا أساسيا في الانتصار الذي تحقق في حرب تموز.
ولأن المناطق التي كانت مسرحا للعمليات افتقرت الى البنية التحتية الصحية، فقد أنشئت في الجنوب مستوصفات ومستشفيات ميدانية، كما بنيت مستشفيات خارج أرض المعركة في الجنوب وبيروت والبقاع لاسعاف الجرحى ومعالجتهم. وتأسست شركات لاستيراد الادوية والمستحضرات الطبية.
ولم توفّر المقاومة مصدرا مشروعاً لتزود المال والمعدات إلا ولجأت اليه، خلافا لحركات المقاومة الشعبية التي كانت تعمد الى الخطف وتقاضي الفديات اضافة الى المتاجرة بالمخدرات، كما في أفغانستان وكولومبيا، لشراء الاسلحة والانفاق على المقاتلين.كذلك اقيمت مؤسسات اجتماعية للاهتمام بأسر الشهداء ومتابعة اوضاعهم الحياتية، وأخرى تربوية لتعليم أولاد الشهداء في كل المراحل الدراسية، بما فيها الجامعية. إنها 'دولة المقاومة' بكل ما في الكلمة من معنى، وليست 'الدويلة' التي يتحدثون عنها بتهكم!وغداً عندما يطرح موضوع المقاومة ومستقبلها من خلال الخطة الدفاعية التي سيضعها رئيس الجمهورية على طاولة الحوار، فانما سيُطرح مشروع كبير، دولة مقاومة كاملة قامت على أكتاف طائفة من اجل استرجاع الارض التي تقف عليها في الجنوب بعدما قارعت العدو بنوع من النضال الإلهي حقاً.
واذ يأتي ممثلو كل 'شعب' الى طاولة الحوار مقدمين ما لديهم لـ'الدولة الاتحادية المستقلة'، سيجدون أن لدى المقاومة دولة جاهزة مستعدة لتقديمها الى أهلها، على أساس ان الذي لم يبخل بالدماء والمهج لن يبخل بالعتاد ولا حتى بالمال.لذلك واهم من يظن ان الغاء المقاومة وإنهاء دورها يكمن ان يتما بشطحة قلم. فلنعقل جميعاً.
ـ صحيفة اللواء :
تحدث السيد علي الأمين خلال الحلقتين السابقتين التي نشرتا عن كثير من الأمور التي يتساءل عنها الناس دوماً، سواء ولاء الشيعة أو قضية ولاية الفقيه وموقعها وأيضاً ضرورة التقريب بين المذاهب ودور العلماء والمرجعيات الدينية في هذا الأمر، واليوم يدخل السيد علي الأمين في كلامه ليناقش اكثر القضايا الشائكة، حيث بين ان أهم مواطن الخلاف بين السنة والشيعة هي مساءلة الخلافة والامامة بعد وفاة الرسول (ص)، كما يشرح المقصود بمفهوم التقية ويرد على بعض المغالين الذين يدعون ان للشيعة قرآناً (يسمى مصحف فاطمة). قضايا شائكة وهامة يطرحها العلامة السيد علي الأمين في المحور الثالث والاخير من حواره اليوم،(للقرءاة والإطلاع).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد