صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 19/8/2008

ـ صحيفة السفير:
مع دخول المجلس النيابي في عقده الاستثنائي اعتباراً من اليوم، تنطلق ورشة نيابية مكثفة، الاولوية فيها لما يتصل بالشأن الحياتي والمعيشي والانمائي، بالتوازي مع ورشة حكومية يفترض ان تنطلق بدورها بعد عودة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من العراق، التي يزورها غداً للقاء رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ومسؤولين آخرين، لإجراء محادثات سياسية واقتصادية، كما اعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية.
وفيما بقيت زيارتا السنيورة الى كل من مصر والعراق محل سؤال في بعض الأوساط السياسية حول توقيتهما والجدوى المتوخاة منهما، فإنهما أثارتا تساؤلات لدى بعض الوزراء، ولا سيما حول كيفية تشكيل الوفدين الوزاريين المرافقين خارج إطار مجلس الوزراء، وجلسة الخميس مناسبة لهؤلاء الوزراء للوقوف على إجابات تزيل الالتباس، وتحول دون تكرار تجاوز الوزراء المختصين.
على ان الاهم في الجلسة، أنها قد تشكل باكورة الورشة الحكومية، من خلال ملء بعض الشواغر الإدارية، خصوصاً في الفئة الاولى، وإقرار بعض التعيينات الأمنية، الخميس، فيما لو قدر للاتصالات الجارية على هذا الصعيد أن تتجاوز التعقيدات التي ما زالت تعيق الاتفاق على قائد الجيش. وقالت مصادر واسعة الإطلاع إن المسألة يمكن ان تنضج خلال الساعات المقبلة.
في هذا الوقت، ينطلق العقد الاستثنائي للمجلس النيابي، اليوم، ويتصل بالعقد العادي الثاني للمجلس، الذي يبدأ اعتباراً من الحادي والعشرين من تشرين الاول. وعلمت "السفير&laqascii117o; أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قرر جدول أعمال حافلاً بمشاريع متعددة، وقال لـ"السفير&laqascii117o; إنه سيدعو المجلس الى جلسة تشريعية خلال اسبوع، على ان تتبعها سلسلة جلسات خلال شهر أيلول المقبل. بمعنى أن المجلس مقبل في هذه الفترة على ورشة عمل نيابية أولويتها الأمور ذات الطابع المعيشي والاقتصادي.
وقالت مصادر نيابية واسعة الإطلاع، إن القانون الانتخابي الخاص بالتقسيمات المتفق عليها في الدوحة، سيكون أحد ابرز بنود الورشة النيابية. وتحدثت في هذا السياق عن مشاورات جرت في الآونة الأخيرة، على غير صعيد سياسي نيابي، حول إمكان إقرار اقتراح القانون المتعلق بتقسيمات الدوائر الانتخابية وفق قانون ١٩٦٠ المقدم من النائب امين شري، في جلسة تشريعية تعقد قريباً. وخلصت إلى أن التوجه النيابي العام، مع بت التقسيمات سريعاً وبالصيغة التي اتفق عليها في الدوحة، في حين يفضل بعض اطراف الموالاة التريث في هذا الامر وعدم سلق الامور، وبالتالي الانتظار ريثما تنتـهي لجنة الإدارة والعدل من إعداد المشروع الانتخابي بصيغته النهائية وبالإصلاحات المطلوبة، ومن ثم إقراره دفعة واحدة وليس بالتقسيط على دفعتين.
وعلم أن لجنة الإدارة والعدل، قد قطعت شوطاً مهماً في دراستها المشروع الانتخابي وأنجزت الحيّز الأساسي منه بالاستناد الى مشروع لجنة فؤاد بطرس في الشق الإصلاحي، ويبقى أمامها خمس او ست جلسات لوضع المشروع بالصيغة النهائية، وهذا يتطلب بضعة اسابيع، ما يعني ان اقرار القانون في الهيئة العامة خلال الدورة الاستثنائية للمجلس، هو احتمال قوي جداً.
والبارز في ما انتهت إليه اللجنة، هو تحديد السقف الاقصى للنفقات الانتخابية بالنسبة لكل مرشح ب١٥٠ مليون ليرة لبنانية، تضاف اليها ثلاثة آلاف ليرة لبنانية عن كل اسم ناخب وارد في لوائح الشطب. وذكرت مصادر اللجنة ان نقاشا مستفيضا دار حول موضوع البطاقة الممغنطة، وأهميتها لجهة تخفيف اكلاف الانتقال على المرشحين والناخبين في آن معاً، لكن "اسباباً مالية&laqascii117o; قد توجب صرف النظر عنها، اذ ان انجازها يتطلب ما بين ١٥ الى ٢٠ مليون دولار، اضافة الى اسباب تقنية متصلة باقامة "شبكة الانتخاب&laqascii117o; على مستوى كل لبنان، فضلاً عن ان انجازها يتطلب ايضاً فترة زمنية تزيد عن ستة اشهر.
وقالت المصادر إن اللجنة قد تستعيض عن البطاقة الممغنطة، باقرار اعتماد بطاقة الهوية الحالية، وكبديل عن إخراج القيد او البطاقة الانتخابية. وعلى ان يتم من الآن ولغاية موعد الانتخابات النيابية صيف ،٢٠٠٩ إنجاز ما تبقى من بطاقات الهوية للمواطنين الذين لم يحصلوا عليها حتى الآن. وثمة وعد من وزارة الداخلية بتسريع إنجاز هذه البطاقات. لكن المثير للاهتمام في هذا السياق، هو إدراج "رقم الهوية&laqascii117o; الى جانب اسم حاملها في لوائح الشطب. بما يضع حداً لحرمان الناخب من الانتخاب فيما لو طرأ خطأ في اسمه المدرج في لائحة الشطب، ووجود رقم الهوية في اللائحة،عامل مسهّل له لأداء واجبه الانتخابي.
وثيقة التفاهم
على صعيد آخر، وقع "حزب الله&laqascii117o; والتيار السلفي، وثيقة التفاهم بينهما، الأمر الذي حرك ردود فعل متفاوتة في الساحة الاسلامية، خصوصاً من جانب تيارات سلفية في طرابلس عبرت عن غضبها وانزعاجها من خلال حملة قاسية شنها مؤسس التيار السلفي الشيخ داعي الاسلام الشهال على هذا التفاهم، ما دفع تيار المستقبل الى التوضيح عبر النائب سمير الجسر أنه لم يتبن هذه الوثيقة وان النائب سعد الحريري لم يطلع عليها.
وكان رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد وقع مع الداعية حسن الشهال عن "التيارات السلفية&laqascii117o; في لبنان، وثيقة تفاهم لتنظيم العلاقة بين الطرفين وتنفيس الاحتقان في الساحة الإسلامية، وذلك في مؤتمر صحافي حاشد في فندق "السفير&laqascii117o; في بيروت، وتحرّم الوثيقة "أي اعتداء من أي مجموعة مسلمة على أي مجموعة مسلمة أخرى. وفي حال تعرض اي مجموعة الى اعتداء فمن حقها اللجوء الى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها&laqascii117o;. وتؤكد الوثيقة "الوقوف في وجه المشروع الأميركي ـ الصهيوني، والسعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنة والشيعة&laqascii117o;. وتشير الى انه "في حال تعرض "حزب الله&laqascii117o; او السلفيين لأي ظلم ظاهر وجلي من أطراف داخلية او خارجية على الطرف الآخر الوقوف معه بقوة وحزم ضمن المستطاع&laqascii117o;.
ـ صحيفة النهار:
تشعّبت عناوين الاهتمامات والقضايا المدرجة في جدول أعمال الحكم والحكومة هذا الاسبوع، وسط مناخ سياسي لا يوحي تسهيلات من شأنها ان تعبّد الطريق الى القرارات الملحة في بعض الملفات ومن أبرزها التعيينات العسكرية والادارية. فبعد إثارة ضجة حول زيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لمصر، بادر أمس رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون الى اثارة وضع نائب رئيس مجلس الوزراء معتبراً انه وضع 'غير مقبول'، فيما عادت ملامح التجاذبات الساخنة بين 'حزب الله' وبعض قوى الغالبية في ضوء توقيع الحزب 'ورقة تفاهم' مع بعض الجمعيات السلفية.
وتضاربت المعلومات المتوافرة مساء أمس عن موضوع التعيينات، اذ اكدت مصادر وزارية واسعة الاطلاع لـ'النهار' ان هناك مسعى لاقرار تعيين نواب حاكم مصرف لبنان الاربعة الشاغرة مناصبهم منذ الشهر الماضي وقائد الجيش في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل باعتبار ان المناصب الخمسة ذات خصوصية وأهمية تحتمان التعجيل في التعيين، فيما يبقى هناك نحو 10 مناصب او 12 منصباً لمديرين عامين ونحو ستة مناصب لرؤساء مجالس ادارة يمكن ان تحصل تعييناتهم تباعاً وليس ضمن سلة واحدة. لكن المصادر نفسها اوضحت ان الدفعة الاولى من التعيينات لم تنضج بعد لانه لم يتم التوافق على منصب قائد الجيش وخصوصاً على اسم ضابط كبير يتولى منصباً في رئاسة احد الاجهزة ويعتبر المرشح الابرز لقيادة الجيش. وأشارت الى ان جدول اعمال جلسة الخميس سيوزع صباح اليوم على الوزراء وسيتبين من خلاله ما اذا كان موضوع التعيينات سيدرج فيه ام سيُرجأ الى حين توفير التوافق على منصب قائد الجيش الذي ترتبط به سلة التعيينات الحساسة التي ستشمل رؤساء اجهزة امنية اخرى.
وقد استرعى الانتباه في هذا المجال ان عضو 'كتلة التحرير والتنمية' النائب علي حسن خليل اكد ليل أمس ان جلسة الخميس ستشهد تعيين قائد الجيش الجديد وكذلك مدير المخابرات الجديد، مشدداً على أولوية هذا الامر. ولم تستبعد اوساط مطلعة ان يكون هذا الموقف مؤشراً لبداية تصاعد التجاذبات السياسية حول التعيينات وظهورها الى العلن في حال عدم التوصل سريعاً الى بتها.
وتحدثت معلومات عن اتجاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى عقد لقاء مع نقابتي الصحافة والمحررين قريباً انطلاقاً من حرصه على مواكبة المرحلة بمناخات هادئة اعلامياً من دون اي مس بحرية الاعلام، وذلك لاطلاع النقابتين على صورة التوجهات العامة للحكم في المرحلة المقبلة.
وفي السياق عينه، ابرزت زيارة وزير الخارجية الاردني صلاح الدين البشير الذي التقى الرؤساء سليمان ونبيه بري والسنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ، اهتمام بلاده 'بالتنسيق الثنائي والاقليمي' بين عمان وبيروت كما أوضح في حديث الى 'النهار'. وقال ان هدف زيارته التي نقل خلالها دعوة من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى الرئيس سليمان لزيارة عمان هو 'تكثيف التشاور السياسي بين البلدين حول القضايا الثنائية والاقليمية'. وشدد على اهتمام بلاده 'باستقرار لبنان وأمنه واستعادته عافيته وسيره على الخطى الدستورية الصحيحة'. وإذ ذكّر بأن اتفاق الدوحة 'نص على وجود الجامعة العربية في الحوار الوطني ومشاركتها الفاعلة فيه'، اعتبر ان 'الدور العربي يجب ان يكون داعما للحوار اللبناني برعاية الرئيس سليمان ويعزز مسيرة النجاح العربي في اتفاق الدوحة ويسعى الى انجاز خطوات حثيثة في تنفيذه'. وأعلنت بغداد رسميا أمس ان الرئيس السنيورة سيزورها للمرة الاولى على رأس وفد حكومي كبير هذا الاسبوع. وصرح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية بأن السنيورة سيلتقي نظيره نوري المالكي للبحث في جملة قضايا مهمة سياسية واقتصادية. وتعد هذه الزيارة الاولى للسنيورة والثانية لمسؤول لبناني رفيع في غضون شهر بعد زيارة رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري للعراق في 17 تموز الماضي.
أما على الصعيد السياسي، فأثارت وثيقة التفاهم التي وقعها أمس 'حزب الله' وممثلون لبعض التيارات السلفية السنية انتقادات عنيفة من تيارات سلفية اخرى و'تيار المستقبل' وقوى الغالبية. ورأت اوساط بارزة في الغالبية 'ان لجوء حزب الله الى توقيع هذه الوثيقة ينطوي على اقرار ضمني بمسؤوليته عن الاحتقان المذهبي السائد بعدما انكر طوال السنوات الاخيرة وجود أي مناخ لفتنة مذهبية وحاول تحوير الموضوع في اتجاهات سياسية غير واقعية'.وتساءلت: 'اذا لم يكن حزب الله طرفا كما كان يقول في الاحتقان المذهبي ولا يتحمل مسؤولية عنه، فلماذا يوقع مع طرف آخر؟ ولماذا يذهب في اتجاه الشمال وطرابلس؟'
ـ صحيفة الأخبار:
لم يمرّ نهار امس من دون ردود فعل عنيفة ومضادة لتوقيع التفاهم بين عدد من القوى السلفية وحزب الله. حتّى الوزير السابق سمير الجسر الذي كان قد أعلن التأييد، عاد واصدر توضيحاً عكس موقفِه المرحّب، بينما تولّى داعي الاسلام الشهال جبهة الهجوم على التفاهم بخلفية نزاعات قد تكون شخصية الطابع.
لم تبدأ الوثيقة يوم توقيعها. فمنذ اشهر وحزب الله يسعى الى التفاهم مع القوى السلفية. إلا أنّ إشارات متعاكسة كانت تأتي من مدينة طرابلس تحديداً، إذ لم يمانع بعض السلفيّين من اللقاء المضمر، مستعينين على قضاء حوائجهم بالكتمان، بينما كان العديد من مشايخ السلفية في الشمال يتحدث عن عدم الحوار واللقاء مع ممثلي الرافضة واتباع ايران في لبنان، وكانت الاجواء لا تزال تُحقَن من قبل اكثر من طرف، محلي واقليمي، ولم يخفَ يومها الدور السعودي، فالجمعيات السلفية باغلبها تتمول من المملكة العربية السعودية، بينما يحظى بعضها بدعم كويتي وآخر بدعم قطري.
علاقة الشيخ داعي الاسلام الشهال ليست على ما يرام فعلاً مع زوج شقيقته وابن عمه الدكتور الشيخ حسن الشهال. الافتراق وقع منذ اعوام طويلة، رغم اتباع الرجلين منهج السلف الصالح، ورغم ارتباطات فكرية وتأثيرات يتلقاها الطرفان من المملكة العربية السعودية. فقد اختار كل منهما جناحاً، وارتبط كل منهما على طريقته بتيار المستقبل. لم يكن داعي الاسلام دائماً على وفاق تام مع رفيق الحريري، ولا مع ابنه سعد، بينما حافظ حسن الشهال على مسافات تقصر أو تبعد عن الرجلين، وهو لم يبتعد عن السياسة التي يعتبر انها في دين الاسلام ومن صلبه، ولكنه لم يقاتل ولم يُتّهَم كما اتُّهِم وقاتل ابن عمّه داعي.أمّا المجموعات السلفيّة الأخرى التي ضمّها اللقاء في فندق السفير، فهي بأغلبها معروفة بالتقارب مع الوهابية السلفية الكويتية.
لم تكن لحظة تجلٍّ تلك التي تم خلالها توقيع الوثيقة. وامس الاول، زار حسن الشهال الوزير سمير الجسر في منزله، وحضر اللقاء الشيخ صفوان الزعبي، ومن جانب الجسر حضر احمد الايوبي، وأطلع الوفد - بحسب الخبر الرسمي - الجسر على نص الوثيقة. وقال الشهال عقب الزيارة: &laqascii117o;جئنا (...) لنستنير بآرائه في الحوار الذي ندعو اليه بين الفرقاء، وفي الحوار الخاص الذي نريد ان نتابعه بين فريق من السلفيين في لبنان وبين &laqascii117o;حزب الله".
واضاف: &laqascii117o;الامر لا يعدو كونه من الدعوة الى الاسلام، والسياسة في ديننا من ديننا، اما العلاقة مع الاخوة في تيار &laqascii117o;المستقبل"، فنحن وهم في خندق واحد فليطمئن الجميع الى ان الساحة السنية واحدة موحدة".اما الجسر فقال يومها: &laqascii117o;ليس هو اللقاء الاول، فقد كنا مع الاخوان في تواصل وعلى اطلاع لما يحضرونه، ونحن لم نمانع على الاطلاق، ونحن نرحب، وهذا التواصل بينهم وبين &laqascii117o;حزب الله" (...) لتجنيب البلد العنف والتأجيج المذهبي والطائفي، وكل ما يدعو الى الخير نحن معه".
كل ذلك كان يجري بينما يتجاوز حزب الله اطره التقليدية في الشمال، ويعطي ملف السلفية حجماً كبيراً من الاهتمام، ويقيم الاتصالات واللقاءات، ينجح حيناً ويفشل حيناً آخر، بينما كان يخوض ايضا لقاءات مع حزب التحرير الاسلامي الذي ارتكب بحقه خطأ بروتوكولياً ادى الى توتر في العلاقة. كما خاض ما يمكن وصفه بصراع صامت مع الجماعة الاسلامية، مراكماً خبرة واسعة في الملف الاسلامي السنّي، وصولاً الى اللحظة التي امكنه فيها الجلوس في العلن مع ممثّلين لجمعيات من التيار السلفي للوصول الى نص الوثيقة التي يقول عنها الشيخ عبد المجيد عمار انها &laqascii117o;انطلاقاً من نص الوثيقة وبنودها، وتوقيعها من قبلنا ومن قبل قوى في التيار السلفي هو انجاز كبير جدا، ويؤسس لافضل العلاقات مع قوى اسلامية فاعلة، وهو يبعد شبح الفتنة بالكامل كما يبعد شبح السيناريوهات الاميركية القائمة على الفتنة وتفتيت المنطقة عبر الفوضى الخلاقة، ثم ان الطرف الاخر الموقع على الوثيقة هو طرف وازن في الشمال وغير الشمال، وله امتدادات بين الناس وله حيثياته، سواء اكنا نتحدث عن الجمعيات او عن الاشخاص المشاركين في التفاهم".(...)
الا ان للتفاهم مكانا ليعيش، وثمة من ضحى بالكثير ليعقد تفاهماً مماثلاً. فالقوى السلفية تعلم جيّداً أنّ التفاهم مع &laqascii117o;الشيعة" ليس ورقة رابحة جماهيرياً، وان رفع التكفير من الشارع ووضع الملف المذهبي بيد لجنة اختصاصية ليس بالامر السهل، كما ان الدفاع المتبادل والمشترك وحق الدفاع عن النفس امور قد يضطرون لاستخدامها سريعاً ولقضايا تعني السلفيّين اكثر ممّا تعني حزب الله. وفي المقابل، لم يكن لحزب الله ما يخسره هنا، على غرار القوى السلفية الموقعة، الا ان الحزب، من دون شك، سيقدم الكثير لهذا التفاهم اذا ما اراد له ان يعيش.
ـ صحيفة الحياة:
تصاعدت التجاذبات في لبنان حول عقد مؤتمر الحوار الوطني في ظل معلومات عن إمكان تأخيره بسبب تعدد المطالب والمواقف في شأن توسيع المشاركة فيه، وإضافة مواضيع على جدول أعماله، وهو ما كان اقترحه الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله، وعدد من قادة المعارضة، في وقت أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان ان &laqascii117o;رئيس الجمهورية هو الذي ينسق الموضوع وله الرأي الفاصل فيه، وعلينا ألا نعرقل استمراره في وضع الترتيبات والدور الذي يقوم به". وتردد أن الرئيس سليمان يتريث في الدعوة إلى مؤتمر الحوار في انتظار استكمال اتضاح صورة المواقف السياسية وإحداث تقدم في تنفيذ ما اتفق عليه خلال القمة اللبنانية – السورية، خصوصا بند إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وإجراء مشاورات حول تنفيذ ما اتفق عليه من قرارات في مؤتمر الحوار العام 2006.
وعكست المواقف الصادرة أمس من مؤتمر الحوار التجاذب حول انعقاده، فأعلن زعيم &laqascii117o;التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون انه مع &laqascii117o;تصغير المشاركة في الحوار لأن كلما زاد عدد الذين يتدخلون في الموضوع يصعب التفاهم". اما زعيم تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري فرأى أن &laqascii117o;جدول أعمال الحوار واضح ومحدد ويحق لأي طرف ان يطرح ما يريد على طاولة الحوار وخلاف ذلك من مطالب تتعارض مع ما رسمه اتفاق الدوحة لا يخدم نية الوصول الى حوار مسؤول"، محذراً من &laqascii117o;وضع العصي في دواليب الدعوة التي يعمل لها الرئيس ميشال سليمان".
وتزامن التجاذب حول عقد مؤتمر الحوار مع توالي التعليقات على نتائج القمة اللبنانية – السورية. وتلقى وزير الخارجية فوزي صلوخ اتصالاً من موفد الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود - لارسن، هنأه فيه على &laqascii117o;القرارات التي اتخذت في القمة اللبنانية - السورية"، مؤكداً &laqascii117o;ان هذه القرارات سيكون لها وقع إيجابي في المستقبل".
ـ صحيفة الشرق الأوسط:
أثارت &laqascii117o;وثيقة التفاهم" التي وقّعت أمس بين أطراف سلفية لبنانية وحزب الله ردود فعل متباينة في مدينة طرابلس، الموصوفة بأنها قاعدة السلفيين في لبنان بينما افادت انباء عن وساطة من الإخوان المسلمين في مصر ادت الى هذا التفاهم وهو ما نفته الجماعة لكنها باركت الإتفاق. وفيما قلل البعض من أهمية الوثيقة واعتبرها آخرون &laqascii117o;خطوة جبارة  يجب أن تحتذى"، اتضح أنها وقعت من &laqascii117o;وراء ظهر" ممثلي طرابلس والأقطاب السياسيين للطائفة السنية في لبنان، وأنها في تطلعها الى توحيد الصف مع حزب الله أحدثت شرخا عميقا في صفوف السلفيين أنفسهم. وحين سألت &laqascii117o;الشرق الأوسط" المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف عن دور جماعته في التوصل للاتفاق قال ضاحكاً &laqascii117o;يا ريت, ولكنني بعيد كل البعد عن الموضوع, لكن إذا حدث اتفاق بين حزب الله وبين السلفيين في لبنان فهذا شيء نؤيده ونباركه".                  وعما إذا كان حزب الله قد طلب من الجماعة العمل على تحسين صورته   في الخارج، كما افادت انباء قال عاكف متسائلاً &laqascii117o;هل يحتاج حزب  الله إلى من يُحَسِن صورته في الخارج؟، وتابع قائلاً &laqascii117o;يزورونني كثيرون ويتحدثون معي عن صورتهم المشرقة التي أرجو أن تكون كذلك".
ـ صحيفة اللواء:
أما بالنسبة الى وثيقة التفاهم بين 'حزب الله' وأحد التيارات السلفية الممثلة بالدكتور حسن الشهال، فقد قوبلت بتحفظ من قبل الأوساط السلفية الأخرى، والفاعليات السنية في بيروت والشمال، والتي اعتبر بعضها أن هذه الوثيقة تشكل اختراقاً من قبل 'حزب الله' للتيارات السلفية، لأنها اقتصرت على تيار معين، ولم تسع الى معالجة الحساسيات والاشكالات العالقة بعد احداث 7 ايار، ولاحظت هذه الأوساط، ان الوثيقة جاءت قبل أوانها، خصوصاً وان جرح بيروت لم يندمل، فضلاً عن أن النفوس ما زالت حامية، لا سيما في مدينة طرابلس التي قابلتها ببرودة، ورأت فيها محاولة جديدة لاخضاع المدينة، بدلاً من اطفاء النيران المشتعلة في التبانة وجبل محسن، وكان لافتاً في هذا المجال، كلام العماد ميشال عون، حليف 'حزب الله' في ورقة التفاهم المعروفة بينهما، بأنه 'يرحب بالاتفاق بين الملائكة والشياطين' غامزاً بذلك من قناة التيار السلفي المعني بوثيقة التفاهم، فاتحاً في الوقت عينه ملف صلاحيات نائب رئيس الحكومة، مطالباً بأن يرأس جلسات مجلس الوزراء في حال غياب الرئيس، استناداً الى سابقة حصلت في السبعينات.
(...) وكشفت مصادر مطلعة عن اتصالات حثيثة تتم حالياً لإزالة المعوقات من امام تعيين قائد جديد للجيش خصوصاً وأن الاستهدافات التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية، ولا سيما تفجير طرابلس، باتت تحتم التعجيل في حسم هذا الملف، وقالت ان مسعى لتمرير تعيين نواب حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش في جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس المقبل، من خلال التوافق على اسم من بين العمداء الأربعة المطروحة اسماؤهم: جورج خوري، شارل شيخاني، مروان بيطار وجان قهوجي، الا انه لم يتم حتى الساعة توافق على أي اسم من هؤلاء، وأوضح مصدر حكومي لـ'اللواء' ليل امس، بأنه ليس لديه انطباع بأن الموضوع ناضج، سواء بالنسبة الى هذا الموضوع أم بالنسبة الى موضوع نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة، علماً ان ملف التعيينات المطروح يشمل مدراء عامين ورؤساء مجالس ادارة، بما يقارب الـ20 مركزاً، وقال المصدر انه 'من غير المؤكد ان تشهد جلسة مجلس الوزراء تعيينات جديدة'، داعياً الى انتظار جدول اعمال الجلسة الذي سيوزع اليوم، للتأكد عما اذا كان هذا الموضوع مطروحاً ام لا.
في مجال آخر، استأثر توقيع <حزب الله> على وثيقة تفاهم مع أحد التيارات السلفية، ممثلة بالدكتور حسن الشهال، باهتمام، نظراً لانعكاساتها على الساحة الاسلامية، وأحدثت ردود فعل متفاوتة، بين مرحّب من قبل حلفاء الحزب، وبين متحفظ، لا سيما لدى تيار < المستقبل > ، فيما أكدت مصادر في الأكثرية بأن هذا التوقيع يشكل اعترافاَ واضحاً بوجود فتنة سنية - شيعية كابر الحزب طوال ثلاث سنوات في عدم وجودها، معتبرة أن ما حصل يؤكد تسبب الحزب بممارساته وسياساته التي اتبعها بوجود هذه الفتنة التي كرسها التفاهم المذكور.
ـ صحيفة صدى البلد:
أشارت اوساط قريبة من 'حزب الله 'لـ' صدى البلد 'الى ان' ترجمة الــخــطــوات الانفتاحية بـــدأت من خلال خطاب الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الخميس الماضي بــارســال اشـــارات الغزل والمودة الى من يعنيهم الامــر لا سيما رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري 'الف تحية لبيروت'، والاستفادة من صفحة جديدة'.وأوضــحــت هــذه الأوســــاط ان 'الوصول الى توقيع وثيقة التفاهم اقتضى تفاهما وتــوافــقــا سوريا وسعوديا وايرانيا لقطع الطريق امام نشوﺀ حالة متطرفة تسعى الى قيام امارة او خلافة او مملكة والى ما هنالك من مسميات فالنتيجة واحــدة الامــارة السنية المتشددة في الشمال لها ضرر مباشر على سورية باعتبار انها خاصرة تتصل بجغرافيتها مــع ســوريــة وضــرر استراتيجي على المحورين السني السعودي والشيعي الايراني'.
ـ صحيفة المستقبل:
في إطار تكريس 'التضامن العربي' كتوجه عام للمرحلة، أعلن النائب سعد الحريري 'التضامن الكامل مع دولة الإمارات في وجه الإختراق الإيراني الجديد لجزيرة أبو موسى الإماراتية' و'ادانة الإنتهاك الإيراني لمذكرة التفاهم بين البلدين التي أقرت عام 1971'. وأبدى الحريري تطلّعه إلى 'وقفة عربية واسعة ومسؤولة تعيد الاعتبار للتضامن العربي وتوقف مسلسل التمزيق الذي يستهدف أوطاننا ويعرّض شعوبنا لشرور الإنقسام والهيمنة على مقدراتها الوطنية'.
في هذه الاثناء وعلى صعيد آخر، تم امس توقيع ما سمي 'وثيقة تفاهم' بين 'حزب الله' وبين 'التيارات السلفية' أي 'جمعية وقف التراث' ممثلة بحسن الشهّال. ففي أول اعتراف من نوعه بوجود مشكلة شيعية سنية في لبنان وقّع 'حزب الله' نصاً يدين 'أي اعتداء من أي مجموعة مسلمة على أي مجموعة مسلمة أخرى' ويعترف بواقع الفتنة المذهبية من خلال الدعوة لـ'الإمتناع عن التحريض وتهييج العوام لأن ذلك يساهم في إذكاء نار الفتنة' وللـ'الوقوف في وجه المشروع الأميركي ـ الصهيوني الذي من أبرز أدواته اثارة الفتنة وتجزئة المجزأ'. كما يدعو التفاهم 'للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنة والشيعة'. إلا أن الملاحظ أن النص تجاهل تماماً ذكر الدولة لا من قريب ولا من بعيد، بل شرّع هذا النص منطق الأمن الذاتي الخارج عن نطاق الدولة بالقول 'وفي حال تعرض أي مجموعة الى اعتداء فمن حقها اللجوء الى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها'.
ـ صحيفة الديار:
في ما يتعلق بانعقاد طاولة الحوار توقعت مصادر متابعة، ان يأخذ انعقادها بعض الوقت في ‏ظل استمرار التباين حول هذا الامر، خصوصاً ان دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ‏لتوسيع جدول الاعمال ليشمل مناقشة الاستراتيجية الاقتصادية واستراتيجية بناء الدولة، ‏وتوسيع المشاركين. وتتهم مصادر المعارضة  الاكثرية بانها لن تسمح بايصال طاولة الحوار الى تفاهم نهائي حول ‏الاستراتيجية الدفاعية قبل الانتخابات النيابية للاحتفاظ بمادة تحريضية حول سلاح المقاومة، ‏وهذ ما قصده النائب مروان حماده عندما قال ان الحسم سيكون في الانتخابات النيابية، ‏والسؤال هل كلام حماده تعبير عن موقف الاكثرية وماذا سيكون موقف جنبلاط؟
‏ وذكرت مصادر مطلعة ان الرئيس ميشال سليمان اجرى اتصالات مكثفة مع مختلف القوى ‏السياسية بشأن تعيين قائد للجيش في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، وكانت اجواء الاتصالات ‏ايجابية لناحية ازالة التحفظات التي ابداها البعض. ‏ واضافت المصادر انه سيتم تعيين قائد للجيش ومدير للمخ در الى استمرار التباينات حول تعيين نواب لحاكم مصرف لبنان الذين انتهت ‏ولايتهم القانونية اواخر الشهر الماضي.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد