صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 20/8/2008
ـ صحيفة البلد علي الأمين : لم يظهر حزب الله اهتماما باعلان الرئيس حسين الحسيني استقالته من عضوية مجلس النواب في الجلسة الختامية لمناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب مطلع الاسبوع المنصرم، بخلاف ما قام به رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري الذي زار الرئيس الحسيني للمرة الاولى في منزله منذ انتخابه رئيسا للمجلس في نهاية العام 1992 خلفا للحسيني، ورغم الامتار القليلة التي تفصل بين مقر الرئاسة الثانية ومنزل الرئيس الحسيني، فان الغزلان ظلت ترعى بينهما، وكان الرئيس بري على غير المألوف من عاداته اتجاه جاره، مكفهر الوجه وهو يشهد موقف الاستقالة، ولم يكن في تلك اللحظة يتصنع الموقف او لا مبال حيال استقالة خصمه السياسي، بدا الرئيس بري وكأنه يتحسس حضوره لحظة اعلان الحسيني الاستقالة ثم مغادرته قاعة المجلس، كأنه كان يشهد على افول مشهد وبداية مشهد له ما بعده. خرج بري من منزل الحسيني بصمت وبخيط من امل بأن تطوى الاستقالة. في موازاة ذلك كان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى يحاول ان يثني الحسيني عن استقالته، وطلب من بري رفضها، لكنه كان يدرك في سريرته ان الامر يتجاوز قرار الاستقالة الى زمن جديد ومعادلات بدأت تترسخ في داخل الطائفة الشيعية، فرضتها المعطيات الجديدة التي ارست حزب الله على رأسها وفي قاعدتها حتى دنت له مقاليد سلطتها، ولم يعد من مكان متاح لمستقلين يستندون الى تراث غير حزبي او ميليشيوي، فالتبعية او الالتزام بقرارات القائد الملهم، او الحزب هو الاساس، وليس من حاجة لاجتهاد، لان النص ما زال يتنزل من سماﺀ والوحي لم يتوقف، فيما زمن الاجتهاد ولّى الى غير رجعة، والبلاد تحتاج الى دماﺀ وجنود ومقاتلين يلتزمون توجيهات تأتيهم من دون ان يتكلفوا ضريبة النقاش او الاعتراض، انه زمان غير زمان، ولا حاجة الى مخلفات الزمن السابق، بكل ما يرمز اليه من تقاليد واعراف سواﺀ كانت سيئة او حسنة. استقالة الحسيني وان لم تسر في مساربها القانونية بعد، فهي بالتأكيد احتجاج على مسار لا يتصل بالاوضاع الدستورية عموما، بل اعتراض على تهميش متماد لكل تمايز في الطائفة الشيعية، حيث لم يشفع للحسيني عند (الامير) التزامه بالتوجهات العامة للقيادة العليا في الطائفة الشيعية، مع احتفاظه بالصمت حيال ما لا يقتنع به من مواقف من دون ان يبدي اعتراضا عليها. ازاﺀ ذلك يمكن القول ان استقالة الحسيني، هي ايذان بسقوط آخر المظاهر غير العسكرية المستقلة في الطائفة الشيعية داخل البرلمان، حيث تبدو المرحلة المقبلة هي مرحلة النائب علي عمار النموذج المقاوم، والمتمسك بشدة بالثوابت الشيعية والملتزم بمقتضيات الوحدة الشيعية ومتطلباتها وحارسها. على ان هناك من يؤكد ان حزب الله لا يريد ان يأتي الى مجلس النواب بخمسين نموذجا من هذا القبيل في انتخابات العام، 2009 رغم التقدير الذي يلقاه عمار من الجمهور والقيادة على سلوكه ومواقفه السياسية. ثمة روايات عدة يتم تداولها بين مناصري حزب الله تشير الى تعديلات في الخريطة النيابية، ويرجح هؤلاﺀ ان حزب الله يتجه الى ترشيح وجوه جديدة غير حزبية لكنها لا تخرج عن الالتزام بقرارات الحزب، كما كان الحال مع النائب السابق نزيه منصور، او كما كان حال الوزير طراد حمادة في مجلس الوزراﺀ السابق. على ان اسماﺀ نواب من خارج الاطار الحزبي مرشحة لان تغادر في المرحلة المقبلة واستبدالها بشخصيات اخرى، كالنائب عبد اللطيف الزين في النبطية، والرئيس حسين الحسيني في بعلبك، فيما لن يحسم امر النائب علي عسيران على هذا الصعيد حتى الآن. ما غيرهم على طاولة الامير فيقلب اسماﺀهم بحثا عن المطيع وصاحب الحنجرة الصادحة والقبضة الهادرة. الا ان السؤال الذي يبرز هل ان تقاسم الحصص النيابية سيبقى على حاله مع الرئيس بري، مسؤول في حزب الله يؤكد ان حزبه سيكون وفيا للرئيس بري ولن يتخلى عن التحالف معه وسيكون هو رئيس مجلس النواب المقبل. على ان الاختبار الذي يترقبه طرفا التحالف الشيعي هو حجم النفوذ السوري في هذا التحالف وحصته فيه.
ـ صحيفة البلد عبد السلام تركماني : يرى مصدر مشارك في 'المطبخ السياسي' لـــ 'تــيــار المستقبل' ان الوثيقة حققت مجموعة اهداف للتيار على مستوى الامساك بالشارع السني وتحسين شــروط التفاوض مع حزب الله مرحليا وتأمين الظروف المناسبة للاستحقاق الانتخابي'. ويقول ان' تيار المستقبل قد نجح (ونجاحاته قليلة عـــادة) فــي ضــرب عصفورين بحجر واحــد بحيث ابلغ عبر اكثر من قناة بأن تحرك الشارع السني عموما (خارج نطاق المتحالفين مع حزب الله) والسلفي خصوصا يجري بعلمه وان نجاح اي لقاﺀ يتطلب مباركته، وهو يــدرك حاجة حزب الله الى الانفتاح على الشارع السني بعد فشل سنة المعارضة في تشكيل حيثية ذات وزن سياسي وشعبي اعقاب احداث بيروت، اما الرسالة الاخرى فكانت موجهه الى الشيخ داعــي الاســلام الشهال الذي بدأ تياره ينمو ويتسع على حساب تيار المستقبل بسبب 'نكسة بيروت' وبسبب المواجهات الدامية في احياﺀ طرابلس الشمالية والتي اتخذت منحى مذهبيا اكثر منه سياسيا، ولتذكر من يهمه الامــر بالحاجة الــى 'غطاﺀ تيار المستقبل في مواجهة الحملة الاعلامية والسياسية على الاصولية والتطرف ومحاولة تعميم ذلك على السلفيين. 'لقد نجحنا باصابة الاهداف التي وضعناها نصب اعيننا' جملة قالها مقرب من 'عرابي الخطة' متابعا 'ان حزب الله لديه الآن وثيقتي تفاهم واحدة مع التيار الوطني الحر واخرى مع بعض السلفيين فكيف سيجمع بينهما؟ وهل سيستمر الهجوم على' المتزمتين والاصوليين 'في الشمال من حليف حزب الله الجنرال عون على موقعي الوثيقة الاخرى؟ اضافة الى ان الوثيقة قد اثارت جزﺀا كبيرا من الشارع السني بدل ان تهدئ النفوس وتخفف من التشنج، وفي الوقت نفسه حسنت وضع تيار المستقبل عشية التحضير لجلسات الــحــوار الــوطــنــي باعتباره اساسيا وفاعلا في الساحة السنية ولا يمكن تجاوزه عبر التفاهم مع عدد من الجمعيات السلفية التي تتعرض الآن لنقد شديد 'لتفردها' وانخراطها في الحوار في الزمان غير المناسب'. الوثيقة التي وقّعت بين حزب الله و15 جمعية سلفية، هدفت الى 'تحصين الساحة الاسلامية'. وتكون وثيقة التفاهم هي الرابعة لبنانيا، بعد تفاهم التيار الوطني الحر- حزب الله، التيار- التنظيم الشعبي الناصري، والتيار- الحزب الشيوعي.
ـ صحيفة الحياة وليد شقير : يقول مراقبون للتحضيرات التي سبقت توقيع &laqascii117o;حزب الله" مع بعض الجمعيات السلفية على ورقة تفاهم، ان المشهد السياسي في شمال لبنان عموماً وفي طرابلس خصوصاً لن يتبدل، وان ما توصل اليه الطرفان ما هو إلا &laqascii117o;انجاز اعلامي" ينم عن رهان الحزب على تسجيل اختراق جديد ولو بحدود متواضعة للشارع السني الذي يدين بأكثريته بالولاء لرئيس كتلة &laqascii117o;المستقبل" النيابية سعد الحريري الذي هو على اختلاف في الوقت الحاضر مع الحزب. ويضيف المراقبون ان الحملات الإعلامية التي واكبت التوقيع على ورقة التفاهم جاءت أكبر بكثير من التوقيع نفسه كحدث سياسي، مستندين في تحليلهم على سعي الحزب الدائم لتسجيل اختراق في الساحة السنية يعتقد أنه من خلاله يمهد لإضعاف &laqascii117o;تيار المستقبل" الذي كان رئيسه النائب الحريري أول من دعا الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله الى الحوار. ويتابع هؤلاء ان ورقة التفاهم بين بعض المجموعات السلفية والحزب تستند بالدرجة الأولى الى تبادل المنافع بغية التقليل من الدور الفاعل لـ &laqascii117o;تيار المستقبل" في الساحة السنية، وصولاً الى تسطير رسالة للخارج بأن قوة الحريري أخذت تتداعى مع ان قيادات في هذه المجموعات السلفية كانت أول من ســارع الى الــتخفيف من الوطأة الــسياسية لــورقة التفاهم على الشارع الطرابلسي من خلال تجويف الورقة من مضمونها الــسياسي تحت عنوان تأكيدها ان مرجعيتها كانت وما زالت عند النائب الحريري وان لا تباين معه. ويقول المراقبون ان ورقة التفاهم لن تمكن بعض المجموعات السلفية من أن تتمدد في الشارع الطرابلسي ما دامت قيادتها لا تتجرأ على القول انها على خلاف مع النائب الحريري، وبالتالي فهي اضطرت الى المجاهرة بهذه العلاقة لقطع الطريق على رد الفعل الطرابلسي من تطويقها في عقر دارها. يضاف الى ذلك ان قوى المعارضة ليست على تناغم في النظرة الى ورقة التفاهم وهذا ما ظهر في الموقف الذي صدر عن رئيس &laqascii117o;تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في نهاية اجتماع التكتل وفيه انه في المبدأ مع الحوار حتى لو كان التفاهم بين الملائكة والشياطين مع ان الوقت لم يسمح له بالإطلاع على المضمون السياسي لورقة التفاهم. فالعماد عون وبعض النواب المنتمين الى التكتل كانوا السباقين في شن هجوم ضد المجموعات السلفية واتهام &laqascii117o;تيار المستقبل" بتزويدها بالسلاح والمال في محاولة لتحميل الطرفين معاً مسؤولية مباشرة حيال الحوادث الأمنية التي اندلعت في الشمال والبقاع الأوسط. ولم يكن في وسع العماد عون أن يكيل المدائح لورقة التفاهم انسجاماً مع موقفه المناوئ للمجموعات السلفية من جهة وتجنباً لرد فعل قاعدته الشعبية التي يبدو أنها رافضة لاستيعاب الأسباب السياسية التي أملت على الحزب التوصل الى تفاهم مع السلفيين بعدما تولى التحريض عليهم والتعبئة الشعبية ضدهم.غير أن موقف عون من الورقة لن ينعكس سلباً على تفاهمه مع &laqascii117o;حزب الله" في ضوء تقدير بعض القوى في المعارضة لأسباب بحث الحزب عن حلفاء جدد في الشارع السني بصرف النظر عن حجم حضورهم السياسي وفاعليتهم على الأرض.
ـ صحيفة السفير ساطع نور الدين : لانها خطوة ناقصة كانت محصلتها سلبية، ولن تساهم الا في تسليط المزيد من الضوء على الهوة السحيقة بين السنة والشيعة في لبنان، التي تمثل انعكاسا لحروب اهلية ضارية تدور في مختلف انحاء العالم الاسلامي، لا سيما العراق، بين اتباع المذهبين الاسلاميين الرئيسيين اللذين يكتشفان كل يوم اسبابا اضافية للفتنة. وثيقة التفاهم التي جرى توقيعها بالامس، بين قوى سلفية سنية وبين قياديين من حزب الله الشيعي، كانت تعبر في المقام الاول عن قلق صحي متبادل ازاء مستقبل العلاقات المضطربة بين المذهبين التي تردت في اعقاب الهجوم على بيروت في ايار الماضي، وعن سعي جدي لتصحيحها ومنعها من الانحدار الى المواجهة الشاملة التي اقتربت منها اكثر من مرة على مدى السنوات الثلاث الماضية. لكن عنوان الوثيقة ومضمونها والتواقيع التي تحملها لم تكن تخدم هذا الهدف المعلن، ولا سيما أنها ارفقت بتحفظ واضح من الجانب السني الذي لا يمثل التيار الاكبر والاقوى عن اهل السنة، ومن الجانب الشيعي الذي اوحى بانه لا يوقع باسم حزب الله كله بل فقط باسم قياديين فيه، على نص يحتوي على خليط عجيب بين ما هو ديني وما هو سياسي، وعلى ادعاء غريب بانه ليس افتاء فقهيا كما ليس عملا انتخابيا. ان يقدم حزب الله على مثل هذه الخطوة في اتجاه تلك الزاوية الضيقة من العالم الاصولي السني، يعني اولا انه يدرك عمق الهوة التي حفرت بين السنة والشيعة في لبنان، نتيجة سياسات وممارسات خاطئة، كما يوحي تاليا انه مستعد للذهاب الى ابعد حدود ممكنة، اي الى خبايا طرابلس بالذات ، من اجل ازالة الشوائب عن صورته كحزب مقاوم همه الاول هو الصراع مع اسرائيل واميركا، وتجنب الفتنة بين المسلمين مهما كان الثمن. لكن اختيار تلك الجهة السلفية بالذات كان بمثابة فخ وقع فيه حزب الله، وادى الى استنفار عصبية سنية كان يفترض اختراقها، وهي سبق ان ثارت عندما اختار الحزب حلفاء من السنة يزايدون عليه في المقاومة والممانعة، وفي الحملة على مؤسستهم الدينية والسياسية... وهو ما ساهم، وللمرة الاولى، في بلورة الهوية الدينية والسياسية للطائفة السنية التي تشعر انها تتعرض في هذه الفترة لواحد من اخطر التهديدات لموقعها ودورها في التاريخ اللبناني الحديث. اما النص نفسه فانه لم يكن يوحي ايضا بان الحزب مستعد لدفع الثمن من اجل تفادي الفتنة. لعل العكس هو الصحيح: من اهداف التفاهم الوقوف في وجه المشروع الاميركي الصهيوني، الذي كان ولا يزال من العناوين الرئيسية للصراع الداخلي، مثله مثل التحالف مع سوريا وايران... الذي كان له دوره ايضا في رسم خطوط الانقسام المذهبي الموجود في نفوس المسلمين السنة والشيعة قبل قيام الولايات المتحدة واسرائيل بقرون. ذهب حزب الله بعيدا جدا عن العنوان السني الافضل للشيعة خاصة، ولبقية الطوائف اللبنانية عامة، لانه الاكثر استعدادا للتعامل مع الحزب بصفته السياسية وليس المذهبية... التي استحضرتها الوثيقة بالمجان.
ـ صحيفة السفير غاصب مختار: ثمة من ينفخ في نار الفتنة لتبقى مستعرة وليبقى البلد مستغرقاً في مستنقع المذهبية والطائفية وينعم هو بنعيم الانقسامات، بينما مثل هذا التفاهم يطفئ نار الفتنة، ومطلوب تعميمه بين "حزب الله&laqascii117o; وباقي التيارات السلفية والإسلامية المعتدلة، وبالأخص مع "تيار المستقبل&laqascii117o;، والأحرى بدار الفتوى ان تبارك أي تقارب بين المسلمين وتحض على توسيعه ليشمل كل اللبنانيين على مختلف مشاربهم الطائفية والسياسية، فيسلم البلد وتبقى الفتنة نائمة.. فلا يلعن الله من يوقظها.
ـ صحيفة الأخبار نقولا ناصيف: لبنان بحكم موقعه هو واحد من قلة بين الدول العربية والأجنبية تتقاطع عنده معلومات العالم ببعديها الإقليمي والدولي، بسبب الدور النشط غير المراقب لأجهزة الاستخبارات العاملة على أرضه، سواء ضمن سفارات دول، أو تبعاً لآليات أكثر تعقيداً عبر شبكات مخبرين وأحياناً شركات ومؤسسات مهمة، وربما ـــ ولعلّه أيضاً ممّا بات من التقاليد اللبنانية ـــ مسؤولين وسياسيين يثابرون على تزويد السفارات وأجهزة الاستخبارات المختفية في ظلّها المعلومات. الأمر الذي سيؤول حكماً إلى أن تجاري دمشق هذا الواقع فتدخل في سباق مع سفارات دول وأجهزة استخبارات للحصول على أكبر مقدار من المعلومات، تحت غطاء دبلوماسي علني، من خلال التدخّل مجدّداً في الشؤون اللبنانية. إنه المؤشر الحيوي للعلاقة الوثيقة بين السفارات ونشاطات أجهزة الاستخبارات. وما سيتعيّن على السفير السوري في لبنان القيام به أسوة بزملائه، سيتعذّر على نظيره اللبناني في سوريا.
ـ صحيفة المستقبل وسام سعادة: نصّت وثيقة التفاهم بين 'حزب الله' و'التيار الوطني الحرّ' الموقّعة في صالون كنيسة مار مخايل بتاريخ 6 شباط 2006 على وجوب 'تفعيل عمل الأحزاب وتطويرها وصولاً إلى قيام المجتمع المدني'. كما التزم التفاهم ضمنياً بمقولة 'العقد الإجتماعي' من خلال ما نصّ عليه من تطلّع إلى 'بناء دولة عصرية تحظى بثقة مواطنيها وقادرة على مواكبة احتياجاتهم وتطلّعاتهم وعلى توفير الشعور بالأمن والأمان على حاضرهم ومستقبلهم'. أما وثيقة فندق 'السفير' الموقعة بين 'حزب الله' وبين 'جمعية وقف التراث' ذات المنبت السلفي والتي سبق لها تعيير العماد ميشال عون بـ'عدم معرفته بالأصول العلمية للدعوة السلفية' فلا مكان فيها لا للمجتمع المدني ولا للعقد الإجتماعي ولا لذكر الدولة من أساس. لأجل ذلك ميمونٌ تجميدها. التناقض بيّن إذا ما بين الوثيقتين، ويمكن القول أن الأخيرة تنسخ (أي تبطل مفاعيل) الأولى. فوثيقة فندق 'السفير' تحرّم دم المسلم إلا أنها تعود فتسقط عن هذا 'المسلم' صفة 'المواطنية' وتنصّ على أنه 'في حال تعرّض أي مجموعة (مسلمة) إلى اعتداء فمن حقها اللجوء إلى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها'. فضلاً عن تشريعها لمنطق الأمن الذاتي، تأتي هذه الفقرة كصدى أكيد لما سبق لغير مسؤول في 'حزب الله' الترويج له، وتحديداً مسؤول 'العلاقات...' نواف الموسوي الذي وضع ما حدث في 7 أيار في نطاق تنفيذ 'عملية الدفاع عن النفس'، وقال في احتفال تأبيني في الدوير في 21 حزيران الماضي 'لقد اعتدي علينا حينها ورددنا هذا الإعتداء بأعلى مناقبية يمكن أن تعرف في تاريخ لبنان'. كذلك تظهر لمسات الموسوي في الصياغة في البند الثاني من الوثيقة. فعلى الرغم من أن موقّعيها يؤكّدون أنها 'ليست موجهة ضد أحد' إلا أن التواتر واضح وجليّ بين قول الوثيقة بالـ'الإمتناع عن التحريض وتهييج العوام لأن ذلك يساهم في اذكاء نار الفتنة ويخرج القرار من أيدي العقلاء فيتحكم بالساحة السفهاء' وبين ما سبق لنواف الموسوي تناوله في الإحتفال التأبيني إياه من 'خطورة استمرار التحريض على المستويين المذهبي والإعلامي' وتحذيره الموجّه لأكثرية الطائفة السنية بالقول 'إذا أردتم تعبئة قاعدتكم مذهبياً وطائفياً فلا مشكلة ولكن تعبأ قاعدتنا في المقابل، مع الفرق أن قاعدتنا معنا وقاعدتكم حين تحرّضونها على هذا النحو فإنكم تنشئون البيئة الحاضنة لظواهر متطرّفة' أضف إلى تحذيره للمجموعات الإسلامية بأن 'أي ظاهرة متطرّفة اذا بدأت في العمل الذي يهدّدونا به، فإن لكل فعل ردّة فعل'. ومن الطريف أيضاً أن الوثيقة التي تدّعي بعد كل ذلك 'أنها ليست موجّهة ضد أحد' وأنّ الموقّعين عليها يعتزلون التكفير حتى اشعار آخر إنما تستعيد من السيّد نواف الموسوي حملته على من كان يسمّيهم بالـ'السفهاء من مصدري الفتاوى'. فهل فاتت الداعية حسن الشهّال هذه المفاتيح التي بها اختط النص وبها يقرأ، مثلما فاته عدم التكافؤ بين ما يتوجّب على أهل السنة وما يتوجّب على أهل الشيعة بموجب البند الرابع من الوثيقة الذي ينص على 'السعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنّة والشيعة'. فهذا النص يتناسى أنه إذا كانت مشكلة الشيعة مع السنّة هي ما يتعرضّون له من 'تكفير' فإن مشكلة السنّة مع الشيعة ناشئة فقهياً واجتماعياً من تراث آخر ينبغي الإقلاع عنه وهو تراث 'التنجيس'، أي ما لم تعطّله بعد بعض الإتجاهات المتطرّفة من الشيعة من 'أحكام النجاسة ضد السنّة' وما يتّصل بها من 'تحريم مجالسة النواصب' أو 'الأكل من طعامهم' أو ما شاكل. (للقرءاة والإطلاع ).
ـ صحيفة المستقبل : من حقنا أن نتساءل، عن سر هذا التركيز على الخطر الوهمي للأصولية الاسلامية السنية، القادمة من الشمال كما يدعي العماد ميشال عون، على أحصنة سوداء وبيضاء، لتسويغ وتبرير اعتقال المئات من الشباب الاسلامي بحجج وأوهام، ليس لها وجود إلا في عقول وأفكار مروجي هذه الأوهام، وليعلم الجميع أن لبنان لا يمكن أن يبنى بأصوليات مسيحية متعددة، أو بأصولية اسلامية، سواء كانت سنية أو شيعية، ومن المعروف علمياً وتاريخياً، أن الأصولية أياً كانت هويتها، لا تنمو وتترعرع، إلا كردة فعل على أصولية مهيمنة مقابلة لها. وإذا كنا نعيب على القوى المعادية الكيل بمكيالين في نظرتها نحو العدالة والحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، فإن الكيل بمكايل متعددة، ستبقى مرفوضة، سواء كانت مكاييل صديقة أو شقيقة، عدوة أو وافدة، وإذا كان هناك من خطر على لبنان والمنطقة من الأصولية وتداعياتها، فلتكن هذه الخطورة من كل الأصوليات، بدءاً من الأصولية الصهيونية الظالمة في فلسطين، الى أصولية المحافظين الحاقدة في أميركا، الى الأصولية الشيعية الفارسية الطامحة في ايران، والى الأصولية الاسلامية السنية في أي مكان.
ـ صحيفة النهار سمير منصور: (...) ولئن يكن التفاهم مضموناً بين طرفين قويين وواسعي التمثيل السياسي والشعبي، فإن 'حزب الله' لم يكن موفقاً في اختيار الشريك في التفاهم الجديد. وخير دليل انه سقط فور توقيعه. واذا كان من الطبيعي راهناً ان يتبادر الى الاذهان ان تفاهماً جدياً ينبغي ان يبدأ بلقاء بين الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله، والنائب سعد الحريري، فان من الانصاف التذكير بأن المعارضة و'حزب الله' تحديداً، كانت مقصّرة حيال شخصيات لها حضورها، سواء من حلفائها المباشرين او ممن هم اقرب اليها من الاكثرية النيابية وقوى 14 آذار. وقد استاء بعض هذه الشخصيات من تجاهله في محطات كثيرة مهمة، وأول هؤلاء كان رئيس 'اللقاء الوطني' المعارض الرئيس عمر كرامي، نتيجة تغييبه مع من يمثل في اللقاء، عن لقاءات مفصلية لأركان المعارضة خارج الاعلام، مما ادى الى تجميد اجتماعات اللقاء'، وان لم يعلن الامر، بل كان كرامي يعزوه الى اسباب امنية وغيرها. وينطبق هذا الواقع من التجاهل والعتب في حالات اخرى على الرئيس سليم الحص و'منبر الوحدة الوطنية' وعلى آخرين مستقلين كالرئيس نجيب ميقاتي، وقد احرجت المعارضة حلفاءها واصدقاءها في محطات كثيرة كان أسوأها حوادث ايار الماضي في بيروت وما رافقها من ممارسات سيئة وما خلفت من جرح عميق، من المكابرة تجاهله وعدم معالجته، ويفترض ان يعالج، ولا بأس اذا كانت البداية بتوجيه التحية من السيد حسن نصرالله، وان جاءت في سياق العموميات اذ 'اخذت في طريقها' سائر المناطق اللبنانية ساحلاً وجبلاً وبقاعاً، وبدت رداً على تحية وليد جنبلاط وتجاوبا مع دعوة منه، اكثر مما كانت بداية معالجة جذرية لتداعيات حوادث ايار الدامية. ولا بد من بداية جدية، ويدرك الجميع ان 'السيّد' هو الاساس في مثل هذه البداية.ويدرك الجميع كذلك الفارق الشاسع – ولا مجال فيه للمقارنة في النتائج – لو كان العناق بالاحضان الذي كان بين ممثلين عن 'حزب الله' وجمعية 'وقف التراث الاسلامي'، كان مثلا بينه وبين سعد الحريري او وليد جنبلاط او الرئيس فؤاد السنيورة او أي ركن اساسي في الاكثرية، والانعكاسات الايجابية الواسعة النطاق التي كان يمكن أن تخلفها صورة من هذا النوع. هذا هو الواقع، شئنا أم أبينا!. ومهما يكن الامر، ومع تأكيد اهمية كل خطوة نحو تفاهم بين طرفين مختلفين في لبنان، فان التفاهم الحقيقي والأهم يكون في التوصل الى فهم مشترك لقيام الدولة بكل مؤسساتها والتي تشكل مظلة للجميع وتختصر كل 'الدويلات' السياسية والطائفية والمذهبية على اختلافها. من هنا اهمية الحوار الموعود بدعوة من الرئيس ميشال سليمان في القصر الجمهوري. فعندما يتفاهم الجميع بصدق على قيام الدولة بكل ما للكلمة من معنى، تصبح التفاهمات الثنائية من باب 'لزوم ما لا يلزم' شرط ان يكون الحوار جدياً وليس على طريقة من يبشرون سلفاً بانهم 'آتون للخربطة'!
ـ صحيفة النهار نبيل بومنصف: أياً يكن حجم الجهة السلفية التي وقّع معها 'حزب الله' وثيقة تفاهم اثارت ما اثارته من ضجة وصخب، فإن المضاعفات الأعمق من الحسابات السياسية للقوى التقليدية حيال هذه الظاهرة بدت غائبة تماماً لا بل مهمشة ومقموعة في مكان ما. لقد أخضعت القوى التقليدية في فريقي الغالبية والمعارضة تعاملها السياسي والاعلامي مع هذه الظاهرة لمعيار وحيد هو القياس المصلحي المباشر في توظيف مغزى هذه الوثيقة سلباً او ايجاباً في ارتدادها على 'حزب الله' الخصم او الحليف. وضمن هذا المعيار افاد هذا التطور 'تيار المستقبل' في اثبات امرين، اولهما تورط 'حزب الله' في إذكاء المناخ المذهبي عبر تحكيم سلاحه في بيروت، وثانيهما اظهار القدرة التمثيلية الساحقة لهذا التيار في الشارع السني بدليل ادعاء كل الجهات السلفية المنقسمة على نفسها تظللها بغطاء 'تيار المستقبل'. قد لا تكون هذه الظاهرة في حجمها الواقعي من العيار الذي يستحق التمعن فيها طويلاً لولا الطابع الدعائي والنفسي الذي خلفته في ابراز الجانب العقائدي الديني الذي بات أحد المكونات المستجدة والمتمددة بقوة في الشارع المسلم في لبنان. فبين اقوى حركة اسلامية في الطائفة الشيعية وتيار سلفي متنام في الشارع السني، يضحي المعيار الحقيقي الذي يتعين على القوى التقليدية التعامل معه هو الى اين يتجه المجتمع السياسي المدني في لبنان؟ واين مسؤولية هذه القوى في حماية هذا المجتمع وعبره الدولة المدنية اولاً واخيراً من التيارات المتشددة؟ فالمسألة لا تتعلق بـ'خطر' يشكله 'حزب الله' على الصيغة، وهو الذي لا ينفك يعلن التزامه اتفاق الطائف ويعقد حلفاً متيناً مع 'التيار الوطني الحر'، ولا كذلك بـ'خطر' خط سلفي يصعب ان يتجاوز بتأثيره حدوداً مناطقية معينة وسط بيئة لبنانية منفتحة ومتعددة. لكن الامر يتصل بما يشكله الاستنزاف المذهبي من خطر لتغذية الخطاب الديني المتطرف، حتى تحت لافتة تفاهمات تبيحها المحظورات. فمثل هذه التفاهمات ليس سوى تراجع خطير لمشروع الدولة المدنية التي تقوم على تخومها وتبتلعها مشاريع رديفة سياسية وأمنية وعقائدية. وبين قوى تقليدية عاجزة وخائفة من رفع خطاب ذي افق علماني وقوى متدينة باتت تمسك بمعظم زمام الشارع، ليس غريباً ان تنزوي 'الدولة المدنية' وتتقهقر مع فلول علمانيين حقيقيين ينقرضون خوفاً او عجزاً او يأساً.
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: يمدد مجلس الامن الدولي سنة، في 27 آب الجاري لغاية 31 آب 2009، للقوة الدولية المعززة في جنوب لبنان 'اليونيفيل'، من دون تغيير في طبيعة مهمتها وعديدها واسلحتها، في جلسة يعقدها بعد الظهر بتوقيت نيويورك. ولم يظهر اي اعتراض من خلال التقارير الديبلوماسية الواردة الى قصر بسترس، من اي من الدول الخمس ذات العضوية الدائمة لدى المجلس. وسيكون هذا التمديد موضع بحث بين المسؤولين الكبار الذين سيلتقيهم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال زيارته لبيروت الجمعة المقبل. ولاحظت مصادر اممية ان الحملة الاسرائيلية على 'اليونيفيل' وحزب الله توقفت، او تراجعت كثيرا مع قرب موعد التمديد لها الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى سبعة ايام، من دون معرفة الاسباب الكامنة وراء ذلك. غير ان مصادر ديبلوماسية اوروبية في بيروت استبعدت ان تكون وراء الحملة الاسرائيلية المركزة ضد الحزب او القوة نية مبيتة لعدوان جديد على لبنان، بل ان تلك الحملة هي عبارة عن نزاعات داخلية بين ليفني وباراك ووزير المواصلات شاؤول موفاز، اما على رئاسة حزب 'كاديما' في 17 ايلول المقبل واما على رئاسة الحكومة للحلول محل ايهود اولمرت. وافادت مصادر واسعة الاطلاع ان غراتسيانو الذي يقود القوة البرية والبحرية، ابرز جدارة في هذين المجالين، على رغم الحملات التي تستهدفه قائدا لـ'اليونيفيل'، ساهرا على امن ضباط تلك القوة وجنودها، والتي تخطط تنظيمات اصولية لشن هجمات عليها. واشارت الى ان الاجراءات والتدابير التي اتخذتها 'اليونيفيل' والجيش في الجنوب وخصوصا جهاز الاستخبارات، والانشاءات الالكترونية والدوريات، حمت القوة الدولية الى الآن من اي هجمات اصولية، على رغم توافر معلومات عن احتمال حصولها في اي وقت.
ـ صحيفة اللواء معروف الداعوق: لا يمكن تصنيف خطوة 'حزب الله' بالتوقيع على وثيقة تفاهم مع بعض ممثلي التيارات السلفية المغمورين في مدينة طرابلس، إلا في سياق فكفكة الموقف السني الموحد إجمالاً في منطقة الشمال، استباقاً لمرحلة الانتخابات النيابية المقبلة. وهي لا ترمي الى وقف الفتنة السنية - الشيعية التي أشعلها 'حزب الله' بغزوة بيروت والاعتداء على أهلها الآمنين بسلاح 'المقاومة' كما هو مُعلن أمام وسائل الإعلام وللإيهام بحرص الحزب على وحدة الصف الإسلامي، وإنما تأتي استكمالاً لمخططه الذي نفذه في أيار الماضي للاستيلاء على السلطة &bascii117ll; ما قام به الحزب، كان بمثابة 'بروفة' لما يحضّر له مع أتباع المخابرات السورية في منطقة الشمال عموماً، قبل الانتخابات النيابية المقبلة، لقطع التأثيرات السياسية المرتقبة لهذه الانتخابات على زعامة الأكثرية وتحديداً تيار المستقبل، وأبلغ دليل على ذلك التأييد المتأخر لبعض رؤساء الحكومات السابقين من الشمال لهذه الوثيقة، التي ماتت بعد ولادتها بساعات معدودة، وظهور مواقف سياسية لشخصيات شمالية كانت حتى الأمس القريب تغط في سبات عميق&bascii117ll; لقد أعطى 'حزب الله' اشارة واضحة بعزمه على الدخول الى الساحة الطرابلسية من خلال التوقيع على هذه الوثيقة، ولكن المفاجأة التي لم تكن في الحسبان، إغلاق هذه الساحة بوجهه وإجهاض خطوته بسرعة قياسية.