ـ صحيفة البلد :
أكد مسؤول العلاقات الدولية في 'حزب الله' نواف الموسوي لـ 'صــدى البلد' اننا 'نأخذها على محمل الجد كما جرت العادة دائما في التعاطي مع المواقف الاســرائــيــلــيــة'. واعــتــبــر 'انــنــا نسجلها عدواناً صريحاً على لبنان يفترض ان تتحمل المؤسسات الدولية مسؤولياتها تجاهه وخرقاً للقرار 1701 وشكلاً من اشكال الاعمال العدوانية التي نص على وقفها'.وشدد على 'تحرك المؤسسات الرسمية وفي مقدمها الحكومة لاثبات ان الجانب الاسرائيلي كان ولا يزال في موقع الاعتداﺀ المتحفز على لبنان عبر الرسائل الواضحة والصريحة والموجهة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.ولكن دون ان يعني هذا- التفكير بصيغ تراجعية'. ولفت الى ضــرورة ان 'لا تقع القوى السياسية في دائرة الخوف والتراجع عن مواجهتها بالوسائل الــســيــاســيــة وتــعــزيــز الــقــدرات الدفاعية دون' ابطاﺀ. وأشار الى ان 'الاسرائيليين يدركون جيدا ان حدود المناورات العسكرية امامهم ضيقة'. واوضح ان 'اولولياتهم لا تزال في العمل الامني في اطار استهداف كوادر المقاومة'.
وأضاف: 'الجانب الاسرائيلي يعرف ان اي اعتداﺀ على لبنان لن يقابل بأيد مكتوفة. ولقد اشار رئيس الوزراﺀ ايهود اولمرت الى ان المدن الكبرى ستكون في دائرة القصف ولعل ذلك استدراك منه لحدود العدوان الاسرائيلي لانه يعرف تماما حجم الرد'.وفي السياق ذاته وجه رئيس مجلس الــــوزراﺀ فـــؤاد السنيورة رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة بـــان كــي مـــون لــلاحــتــجــاج على التهديدات التي أطلقها رئيس الــحــكــومــة الإســرائــيــلــيــة أيــهــود
ـ صحيفة السفير :
إذا كانت مصادر رفيعة المستوى في الموالاة والمعارضة، تتلاقى عند نفي وجود موانع او معوقات سياسية او غير سياسية امام تعيين قائد الجيش الجديد وتتوقع حسم الامر في جلسة مجلس الوزراء الخميس. فإن الارضية التوافقية التي يفترض ان يقوم عليها إقرار التقسيمات الانتخابية، لا تبدو صلبة بالكامل، لا سيما ان الاقتراح النيابي المقدم من نائب "حزب الله&laqascii117o; امين شري لاقرار التقسيمات وفق قانون الـ،٦٠ ليس محل اجماع، وثمة تحفظ عليه من جانب فرقاء اساسيين في الموالاة ليس من حيث مضمونه، بل من حيث توقيت إقراره، بمعزل عن المشروع الذي تعده اللجنة النيابية للادارة والعدل.
غير ان اللافت للانتباه في هذا السياق، أن الرأي منقسم حول هذا الاقتراح المدرج كبند اساسي في الجلسة التشريعية الثلاثاء المقبل، فتيار المستقبل، اكدت اوساطه انه لم يحسم موقفه حيال ما هو مطروح، وبالتالي الاقتراح قيد الدرس من كل النواحي، وخصوصا من حيث التوقيت. لكن نائبا بارزا، عكس اكثر من تحفظ على "التبكير بالموضوع&laqascii117o; مع طرح تساؤلات حول موجبات ذلك... "وكأن هناك محاولة لاستباق الاصلاحات، وربما تجاوزها نهائيا&laqascii117o;.
وفي سياق اوضح، يأتي موقف "القوات اللبنانية&laqascii117o;، التي علم انها اجرت في الساعات الماضية نقاشا واسعا حول الموضوع من جوانب متعددة، وتوقفت عند موجبات الاستعجال. وقالت مصادر نيابية قواتية لـ"السفير&laqascii117o;: اننا من حيث المبدأ ملتزمون بتسوية الدوحة وتحديدا في ما خص التقسيمات الانتخابية. ونحن من حيث المبدأ مع التسريع في انجاز قانون الانتخاب في اقرب وقت، وبالتالي نحن مع اقرار القانون دفعة واحدة وليس بالتقسيط. ومن هنا، يجب ان نضع جميعا كل ثقلنا ونحث لجنة الادارة والعدل على التعجيل وعقد جلسات يومية لانجاز المشروع خلال مهلة قصيرة.
وأشارت المصادر الى ان نواب "القوات&laqascii117o; سيتناولون الموضوع في الجلسة من هذه الزاوية، "لانه لا يليق بنا كنواب، ان نقر الدوائر الانتخابية فقط بمعزل عن الاصلاحات.. لذلك سنطلب ان يحصل نوع من الالتزام المعنوي، بأن يتم اقرار القانون بكامله في فترة اسبوعين الى ثلاثة على الاكثر&laqascii117o;.
وفيما اكدت مصادر قريبة من رئيس الحكومة "ان لا اشكالات من حيث المبدأ، حول كل ما اتفق عليه في الدوحة&laqascii117o;، تجنبت الحديث عن الاقتراح بذاته، مؤثرة ترك ذلك الى جلسة الثلاثاء. على ان البارز في هذا السياق، هو ان موقف اللقاء الديموقراطي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط،جاء مغايرا لموقف حلفائه، حيث اعتبرت اوساط فيه ان اقرار التقسيمات امر مهم جدا، يزيل الهواجس في ما خص قانون الانتخاب ويزيل الذرائع، ويفتح الباب بالتالي على استئناف عقد طاولة الحوار قريبا.
وتختلف الصورة في الجانب الآخر، حيث تلاقى موقف قوى المعارضة على اعتبار التسريع بإقرار الاقتراح يريح الجو العام، فضلا عن أن هذه الخطوة تؤكد التزام كل الاطراف باتفاق الدوحة، وعدم ترك الامر للشكوك والهواجس.
وفيما تعتبر المصادر ان إقرار الاقتراح النيابي يضع الاطراف جميعا تحت الاختبار في ما خص صدقية النظرة الى اتفاق الدوحة، علما ان طرحه في جدول اعمال جلسة الثلاثاء لا يأتي استعجالا او تسرعا، بل هو يأتي متأخرا اسابيع متعددة، اذ كان متوقعا ان يصادق عليه مجلس النواب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لكن صرف النظر عن ذلك بعدما استجاب رئيس المجلس نبيه بري لتمنيات نيابية بعدم المزج بين جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والاقتراح الانتخابي، ومن ضمنها تمن من النائب سعد الحريري الذي طلب من الرئيس بري آنذاك التأجيل أسبوعا.
وقد أكد الرئيس بري اهمية اقرار اقتراح التقسيمات الانتخابية الثلاثاء. وقال لـ"السفير&laqascii117o; ان هذا الاقرار "يعني ان كل مبادئ حوار الدوحة قد تم انجازها، ويبقى الحوار المفترض ان يبدأ قريبا (بعد شهر رمضان على الارجح)، كما انه يدفع لجنة الادارة والعدل الى التسريع في انجاز ما تقوم به في ما خص المشروع، والامر الأهم، ان اقرار التقسيمات يزيح قانون الالفين من الطريق، وينهي مفاعيله، او امكانية استخدامه فزاعة من قبل فريق ضد فريق آخر. اضافة الى ان ذلك يفتح الباب لاقامة تحالفات جديدة. والاكثر اهمية هو اننا ننفذ اتفاق الدوحة، ولا اعتقد ان احدا ضد اتفاق الدوحة&laqascii117o;. وأعرب بــري عن استيائه من التشــنجات القائمة سواء في الحكومة او حول الحكــومة، مؤكدا ان المتاريس داخل الحكومة تشل العمــل الحكــومي وتعطل أية محاولة للمعالجة في اي مجال.
وانتقد بري المشككين العازفين على وتر ان لا وجود لحكومة وحدة وطنية، وأن ثمة استحالة لقيام مثل هذه الحكومة، "فلبنان خبر حكومة وحدة في عهد أمين الجميل سميت حكومة العشرة وترأسها الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ويمكن ان نكرر التجربة الآن مع هذه الحكومة. ويبدو مع الأسف ان هناك من نسي انه بعد كل وضع استثنائي، المألوف هو تشكيل حكومة وحدة، والغرابة ان تتشكل حكومة من لون واحد. ثمة استحقاق كبير ومهمة اساسية ووحيدة وهي الخروج من خلف المتاريس السياسية والانتخابية، والانصراف الى معالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي، وإرساء دعائم لتأسيس الدولة، لا سيما أننا في بداية عهد جديد&laqascii117o;. وقال بري: الوضع لا يحتمل التلهي بالامور السطحية او بالتركيز على المواضيع الخلافية فقط. قانون الانتخاب سنصل اليه، والاستراتيجية الدفاعية ستكون على طاولة الحوار، فلماذا تشغلون البلد بالتركيز فقط على الامور المختلف عليها. المطلوب امر واحد، اخرجوا من خلف المتاريس.. والاهم تمهلوا على الانتخابات الى حين حصولها.. فالهم الآن هو في مكان آخر.
ـ صحيفة النهار :
علمت 'النهار' ان موفدا أميركيا سيصل الثلثاء المقبل في اطار مهمة استطلاعية تبرز الاهتمام الاميركي – الفرنسي المتصاعد بالاوضاع اللبنانية في ضوء ما تشهده المنطقة من تطورات. والموفد هو السفير ديفيد هيل المسؤول حاليا عن ملف لبنان في وزارة الخارجية الاميركية. وكان الرئيس السنيورة وجه، بواسطة مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام، رسالة الى الامين العام للمنظمة الدولية يحتج فيها على التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت ومسؤولون اسرائيليون آخرون ضد لبنان. وتمنى على الامين العام 'اعطاء هذا الامر أهمية فائقة واطلاع اعضاء مجلس الامن على مضمون الموقف اللبناني وخطورة التهديدات الاسرائيلية'. وعلم ليلا ان السفير سلام نقل الرسالة الى بان كي – مون. وهذه الخطوة، كما أوضحت مصادر ديبلوماسية لـ'النهار' هي بمثابة اجراء لـ'حفظ الحق اللبناني على المستوى الدولي في حال اقدام اسرائيل على أي عمل ضد لبنان'.وكان رئيس مجلس الوزراء أخذ المبادرة في الجلسة الاخيرة للمجلس بطرح موضوع التهديدات الاسرائيلية للبنان وابلاغ المجلس العزم على التحرك في اتجاه الامم المتحدة.
من جهة أخرى، يعد رئيس مجلس النواب نبيه بري الكلمة التي سيلقيها في مهرجان النبطية في 31 آب في الذكرى السنوية الثلاثين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، ويطرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي ستكون على طاولة الحوار الذي سيرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا في غضون أسابيع. ورجحت معلومات امس ان يكون الموعد بعد شهر رمضان في ايلول المقبل الذي سيشهد تحركا خارجيا للرئيس سليمان في اتجاه نيويورك.
ونقل زوار الرئيس بري عنه ان مبدأ الاستراتيجية الدفاعية ينطلق من 'ان دولة لا تحمي حدودها لن تستطيع ان تحمي عاصمتها'، ضارباً مثلاً اجتياح اسرائيل للبنان عام 1982. وأعاد الى الاذهان طروحات الامام الصدر على صعيد حماية الحدود وشدد على السؤال الآتي: 'هل الجنوب والبقاع الغربي جزء من الخريطة اللبنانية وتراب الوطن؟'. وأضاف: 'ما المانع من حصول لبنان على شبكات صواريخ متطورة لحماية سمائه من خروقات الطائرات الاسرائيلية'.وأشاد بموقف الرئيس سليمان من موضوع استعادة مزارع شبعا وتحريرها. واستبعد حصول خلافات بين افرقاء الحوار على موضوع الاستراتيجية الدفاعية معولاً على موقف رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط في هذا المجال. وقبل حلول موعد طاولة الحوار، ينطلق مجلس النواب الثلثاء المقبل الى التشريع وعلى جدول اعماله 31 مشروعاً واقتراحاً ابرزها اقتراح قانون معجل لاعتماد القضاء دائرة انتخابية.
وقالت مصادر بارزة في الاكثرية النيابية لـ'النهار' ان 'هناك تساؤلات عن جدوى اقرار قانون الانتخاب بالتقسيط بدل انتظار اسبوعين او ثلاثة ريثما تنتهي لجنة الادارة والعدل النيابية من عملها الذي يحظى بتوافق عام'. وتساءلت ما اذا كان اقرار التقسيمات الادارية 'سيؤدي الى ابطاء اقرار الاصلاحات لمعالجة مشاكل المال الذي يستخدم بشكل هائل والاعلام الفاجر والسلاح الفالت؟'.وتوقعت ان يكون الموضوع قيد المتابعة خلال اليومين المقبلين قبل الجلسة النيابية.
والوزير كوشنير الذي يصل مساء غد الاحد الى بيروت، سبقته معلومات ديبلوماسية في بيروت وباريس مفادها ان التوتر الاميركي – الروسي ودخول سوريا على الخط من أجل الحصول على مكاسب عسكرية من موسكو قد اشاعا مناخاً من الحذر في العاصمة الفرنسية. وأفادت مصادر ديبلوماسية في بيروت تحدثت الى 'النهار' ان كوشنير سينصح المسؤولين السوريين عندما يزور دمشق الاثنين المقبل 'بعدم سلوك هذا الطريق'. وأوضحت ان الروس 'لن يغامروا بوضع نظام واق من الصواريخ في يد نظام على حدودهم ويخضع استمراره لعلامات استفهام مستقبلية'، وأضافت 'ان الاميركيين قد يفيدون من فرصة كهذه وإن عبر طرف آخر من اجل امتحان الانظمة الدفاعية الروسية المتطورة في حال تحريكها الى المنطقة'.
وفي رسالة لمراسل 'النهار' في باريس سمير تويني ان مصادر ديبلوماسية فرنسية أشارت الى ان الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية والشؤون الأوروبية برنار كوشنير الى دمشق الاثنين المقبل تتسم باليد الممدودة ولكن مع عيون مفتوحة حتى 'مفنجرة'. وسيكون هدف زيارته لبنان مواكبة عملية انفراج العلاقات اللبنانية – السورية وإجراء تقويم للوضع الداخلي مع المسؤولين اللبنانيين بعد التطورات التي حصلت اثر زيارة الرئيس سليمان باريس للمشاركة في القمة من اجل المتوسط.
(...) وذكرت المصادر ان زيارة كوشنير للبنان ترمي الى التعبير للمسؤولين اللبنانيين عن استعداد باريس مع الاتحاد الأوروبي لمواكبة عملية الانتخابات النيابية. وسيجري محادثات مع الرؤساء سليمان والسنيورة وبري ومع نظيره فوزي صلوخ، كما مع ممثلين للغالبية والمعارضة لاستطلاع الأفاق السياسية بعد القمة السورية - اللبنانية. وسيبحث معهم أيضاً في اللقاء الذي سيعقده مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم في ما يتعلق بالملف اللبناني والعلاقات بين لبنان وسوريا. كذلك سيحاول كوشنير إجراء تقويم للوضع على الساحة اللبنانية من الناحيتين السياسية والأمنية وخصوصاً بعد الانفجار في مدينة طرابلس والتهديدات الإسرائيلية.
وأشارت المصادر الى ان إسرائيل أعربت أمام الأسرة الدولية عن مخاوفها بعد صدور البيان الوزاري وما تضمنه عن 'حزب الله'، وإنها أرسلت اشارات في هذا المعنى الى جميع الأطراف. وقالت ان باريس متنبهة الى هذا الواقع وهي تدعو الافرقاء الى الحذر واحترام القرار الدولي 1701 ووضع حد للخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية. ولفتت الى ان تحسين مراقبة الحدود اللبنانية - السورية ومنع تهريب السلاح يساعدان على تهدئة الأجواء.
اما بالنسبة الى التوافق على الرؤية السياسية للملف اللبناني والعلاقات اللبنانية - السورية بين باريس وحلفائها من المعتدلين العرب، فقالت المصادر ان لا خلاف بين باريس وحلفائها على هذه المسائل وهناك توافق في ما بينهم من حيث الشكل والمضمون، ولكن حصل بعض التباين مع السعودية حول طريقة التعامل مع دمشق.
وسيحض كوشنير المسؤولين السوريين خلال زيارته لدمشق على مزيد من الأفعال في ما يتعلق بالملف اللبناني من أجل علاقات طبيعية كاملة بين البلدين، كما سيدعو الى احترام حقوق الإنسان. بينما سيدعو كوشنير السلطات السورية الى الاضطلاع بدور اكبر في التهدئة في لبنان ويوضح لها ان العلاقات الفرنسية - السورية ستكون تدريجية وستكون الزيارة مناسبة لكوشنير للبحث في المواضيع من دون استثناء. وهي ستكون زيارة سياسية ولا يمكن البحث في علاقات ديبلوماسية مع لبنان قبل قيام علاقات طبيعية كاملة، كما ان الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي يحتاج الى موافقة مجموع دول الاتحاد.
ـ صحيفة المستقبل :
نفى الرئيس فؤاد السنيورة وجود خلافات داخل مجلس الوزراء في شأن تعيين قائد للجيش، لافتا الى ان الموضوع لا يزال محل تشاور. وقال: 'الكلام عن وجود خلافات ليس دقيقا على الاطلاق'. ووصف الحملات التي طاولته في شأن زيارتيه الى مصر والعراق ب'العواصف الفنجانية'، داعيا الى العودة للدستور في موضوع صلاحيات نائب رئيس الوزراء. (...) ومع الزيارة الفرنسية ستعود ميشيل سيسون الى بيروت نهاية الاسبوع لتقديم اوراق اعتمادها كسفيرة للولايات المتحدة الاميركية وذلك بالتزامن مع زيارة مرتقبة لمساعد وزير الخارجية ديفيد ولش لشؤون لبنان لاجراء مباحثات مع المسؤولين في ضوء التطورات الاقليمية والدولية، فيما تحضر دوائر القصر الجمهوري الملفات التي سوف يحملها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك منتصف الشهر المقبل حيث يتوقع ان يلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش ورؤساء دول يشاركون في القمة.
في هذا المناخ، نقلت صحيفة 'الرأي' الكويتية عن مصدر عسكري وصفته بأنه 'قريب جداً' من 'حزب الله' ومعني بـ'الصراع الوجودي'المتمثل باستمرارية المقاومة في لبنان' ان'الحزب أصبح جاهزاً للقيام بعمل ثأري لمقتل القيادي الكبير الحاج عماد مغنية، عندما تسنح الفرصة الميدانية لذلك، مع الاخذ في الاعتبار مستوى الهدف الاسرائيلي، وما له من حيثيات تؤثر على الواقع الصهيوني الحالي وتجنب احراج اي طرف صديق داخلي او خارجي'.
كما نقلت 'الرأي' عن المصدر العسكري قوله: 'ان 'حزب الله' انفق اكثر من 800 مليون دولار لانشاء البنية التحتية العسكرية في الجنوب والبقاع، استعداداً للحرب المفتوحة المفترضة'. وعلى خط متصل بالتهديدات الاسرائيلية اكد الرئيس السنيورة امام الصحافيين في السرايا الكبيرة امس ان 'العدو هو اسرائيل.. ونحن لا يمكن ان نسكت عن التهديدات الاسرائيلية '.
من جهته، اعتبر عضو كتلة 'المستقبل' النائب عمار حوري ان 'التهديدات الاسرائيلية للبنان جدية، وعلينا البدء بالحوار حول الاستراتيجية الدفاعية لتكون المواجهة على أسس صحيحة وكي لا نواجه العدو بساحة منقسمة او متشرذمة'. هذا الموقف أكده لـ'المستقبل' وزير الثقافة تمام سلام الذي شدد على ان 'الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية هو المدخل لإستعادة هيبة الدولة وممارستها لدورها' داعياً الى بدء الحوار لانه 'موضوع حيوي وضروري لتثبيت الامن والاستقرار'.
واكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب اكرم شهيب في حديث الى موقع 'القوات' ان 'اي عمل عدائي من قبل اسرائيل سيواجه بوحدة الموقف اللبناني'، داعياً ايضاً الى 'استئناف الحوار كما تحدث اتفاق الدوحة'، مؤكداً 'حرص '14 آذار' على عدم اخضاع اتفاق الدوحة الى قراءات جديدة او اجتهادات او تغييرات او توسيعات'. وفي سياق الحوار قال عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله: 'اننا في 'حزب الله' نسعى الى الحوار ونستعجل الحوار'. واضاف: 'كل القضايا الخلافية يمكن ان نتحاور حولها.. ونحن على استعداد لأن نتحاور حول كل القضايا العالقة والمختلف عليها بدءاً من الاستراتيجية الدفاعية'. بدوره رأى عضو المجلس السياسي في 'حزب الله' غالب ابو زينب ان 'الشعب والدولة والجيش يجب ان يكونوا الى جانب المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية التي سيتم مناقشتها على طاولة الحوار'، مشيراً الى ان 'عطاءات سوريا تدفعنا الى ان نكون على علاقة جيدة وطبيعية معها'.
وزير العدل ابراهيم نجار الذي رأى ان جلسة مجلس الوزراء 'كانت ناجحة حتى لو تأجل البت في المسائل التي لم يتم عرضها او التوافق بشأنها'، قال: 'في القريب العاجل قد يتم التفاهم على هذه المواضيع سواء بالنسبة الى الصلاحيات او التعيينات او غيرها'. بدوره قال وزير الدولة جان اوغاسابيان: 'ان مجلس الوزراء لن يتمكن من اتخاذ اي قرار اذا لم يتم التوافق مسبقاً طالما هناك الثلث المعطل او المشارك'، الامر الذي اكده النائب فؤاد السعد في حديث اذاعي معتبراً ان 'الطريقة الجديدة للحكم، التي اوجدوها بعد اتفاق الدوحة منعت العمل الا بالتوافق التام بين اعضاء مجلس الوزراء ومن وراءهم من الاحزاب السياسية والكتل، وفي حال عدم الاتفاق يبقى كل شيء مجمداً'.
ـ صحيفة الأخبار :
لم يحل سحب موضوع تعيين قائد جديد للجيش من التداول الرسمي في جلسة الخميس، دون تحوّله إلى مادة رئيسية في مداولات الأقطاب، التي تشير آخر المعلومات حولها إلى استمرار الخلاف داخل فريق الأكثرية على اختيار واحد من المرشحين الأوفر حظاً العميدين جورج خوري وجان قهوجي. وقد عُلم أن النائب وليد جنبلاط تولّى، بعد مشاورة الرئيس نبيه بري والرئيس ميشال سليمان، مفاوضة النائب سعد الحريري في ملف قيادة الجيش وأمور أخرى، وخصوصاً أن جنبلاط أبلغ الأطراف كافة دعمه ترشيح خوري للمنصب دون توضيح أسباب رفضه المرشح الآخر. وفهم أن جنبلاط سمع من الحريري رفضاً لترشيح خوري بناءً على خلفيات تعود إلى زمن سابق، لكن جنبلاط شدّد على دور خوري الإيجابي في منع الانفجار الأمني والعسكري الكبير في البلاد، وقال للحريري إن حزب الله والرئيس بري وحتى العماد ميشال عون لا يعارضون تولي خوري منصب قيادة الجيش، وإن عون لا يميز بين ضابط وآخر من المرشحين لهذا المنصب. لكن جنبلاط لم يخفِ أن في محيط رئيس الجمهورية من يعمل لتولي قهوجي قيادة الجيش، وأن بعض الضباط المقرّبين من سليمان تحدثوا عن تقليد بأن لا يأتي قائد الجيش من المخابرات.
من جانب آخر، لا تزال المفاوضات قائمة بشأن تعيينات تخص نواب حاكم مصرف لبنان ومواقع إدارية أخرى، ولم يجر التأكد من الكلام المنسوب إلى أوساط الرئيس فؤاد السنيورة عن رغبته في إنجاز تغييرات في بعض قادة الأجهزة الأمنية. وقالت مصادر مطلعة إن السنيورة سمع كلاماً واضحاً من جانب قوى المعارضة بأنه إذا قرر تغيير أي منصب في موقع حاكمية مصرف لبنان أو الأجهزة الأمنية، فإن التغيير يجب أن يشمل الجميع دون استثناء. ولذلك فإن النقاش لم يبتّ بعد، ولا سيما أن السنيورة يريد التخلص من نائب الحاكم مروان نصولي لأنه محسوب على النائب بهيج طبارة، ويريد الإتيان بآخر من آل البعاصيري، فيما بدا أن الكلام عن الأجهزة الأمنية محاولة لإعادة المعركة السابقة الهادفة حصراً إلى إبعاد اللواء وفيق جزيني عن إدارة الأمن العام.
وبعيداً عن التعيينات، تكتسب زيارة العماد عون للجنوب بعد غد الأحد أهميّة كبيرة، نظراً لتوقيتها وجغرافيتها ودلالاتها، وقد اتصل بالرئيس بري أمس ووضعه في أجواء الزيارة. وقال في حديث مع &laqascii117o;الأخبار" إن هذه الزيارة هي لأرض افتقدها 33 عاماً، ولها نكهة إنسانية لأنها عودة إلى قريته، إضافة إلى أنها التزام &laqascii117o;فأنا ذاهب إلى أرض المعركة، إلى الأرض التي شهدت انتصار لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه على إسرائيل قبل عامين. وهي بمثابة وفاء وتكريم للشهداء. تحية لاستشهاد البطولة، كما تحية لاستشهاد الطفولة. على أرض الجنوب سقط لنا أبطال، وسقط لنا أطفال، وأنا ذاهب لتحيتهم، من قانا إلى رميش، من شهداء المقاومة والشعب، إلى الشهداء رفاق السلاح في الجيش". وأكد أن الزيارة في نتيجتها &laqascii117o;لقاء الذين تشاركوا الأيام الصعبة والصمود. وسأقول لهم بكل بساطة: جئت لتكريس وحدتنا الوطنية وعيشنا معاً، في الحرب كما في السلام، في الآلام كما في الآمال، في الحصار كما في الانتصار".
وقد استقبل عون أمس القائم بأعمال السفارة الإيرانية مجتبى فردوسي الذي زار أيضاً الوزير فوزي صلوخ، مشيراً إلى أنه يقوم بجولة على كل الأفرقاء &laqascii117o;بهدف إيجاد مناخ مشترك معهم"، بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة.
وفي &laqascii117o;دردشة مع الصحافيين"، يبدو أنها باتت عادة أسبوعية &laqascii117o;بعد أدائه صلاة الجمعة في السرايا الحكوميّة"، أعلن السنيورة، مواقفه من عدد من المواضيع التي أثيرت أخيراً، فردّ على المطالبين بتحديد صلاحيات نائب رئيس الحكومة، بالاستعانة بالرئيس الراحل فؤاد شهاب &laqascii117o;رحمه الله"، الذي &laqascii117o;كان يقول دائماً: &laqascii117o;لدينا الكتاب"، فلنعد إلى ما ينص عليه الدستور"، مردفاً أن &laqascii117o;التعديلات الدستورية لها أسلوب". ووصف الانتقادات التي وجهت إليه في شأن موضوع السفر ومقاطعة وزراء لزيارات خارجية بأنها &laqascii117o;عواصف فنجانية"، وقال: &laqascii117o;التقيت السفير المصري لمعالجة المشاكل التي سبّبتها بعض هذه الانتقادات". ونفى وجود خلافات داخل مجلس الوزراء بشأن تعيين قائد للجيش، مؤكداً عدم طرح الأمر في جلسة الخميس، قائلاً إن &laqascii117o;هذا الموضوع لا يزال موضع تشاور". وجدّد تأكيده &laqascii117o;التفاهم والتنسيق التام مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في كل الأمور، فهذا ما نخدم به الناس من خلال اتفاقنا لا من خلال اختلافنا".
ورداً على سؤال عن بند التقسيمات الانتخابية في الجلسة التشريعية، قال إنه لا يتدخل في هذا الأمر &laqascii117o;لكوني لست نائباً، وما يقرره النواب نسير به"، مستطرداً: &laqascii117o;في أي حال، لقد جرى التوافق على هذا الأمر في الدوحة". كما سئل &laqascii117o;عن التهديدات الإسرائيلية"، ليجيب: &laqascii117o;فلنضع الأمور في نصابها، بالنسبة إلينا العدو هو إسرائيل، هذا ما نكرره باستمرار، نحن لا يمكن أن نسكت عن التهديدات الإسرائيلية، ولذلك طرحت الموضوع أمس (في جلسة مجلس الوزراء الخميس) وسيصار الى إرسال رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة للفته إلى هذه التهديدات التي تقوم بها إسرائيل". والتقى السنيورة أمس الوزير جبران باسيل، الذي شدّد على الفصل &laqascii117o;بين العمل السياسي والحكومي الوزاري الخدماتي"، رافضاً تحت عنوان التضامن الوزاري &laqascii117o;أن نلغي آراء بعضنا بعضاً ولا يعود في إمكاننا أن نعبّر عن تبايناتنا السياسية أو اعتراضنا على بعض الأمور". وقال: &laqascii117o;حين يكون هناك خلاف، كلّ منا يعبّر بحرية عن وجهات نظره المختلفة، ومنها مثلاً موضوع نائب رئيس الحكومة وضرورة إعطائه الدور اللازم، وممارسة دوره دون أية صلاحيات إضافية له أو انتقاص من صلاحيات رئيس الحكومة بأي شكل من الأشكال". ولفت إلى أن سحب هذا الموضوع من النقاش في جلسة مجلس الوزراء جاء بناءً على تمنّي رئيس الجمهورية &laqascii117o;دون أن يعني أنه جرى السكوت عنه أو التراجع عنه. أُجّل هذا الموضوع لإعطائه مزيداً من البحث".
(...) وفي لقاء نظّمه التيار الوطني الحر في بلدة كفرحتى، قال النائب علي بزي: &laqascii117o;إن الدعوة إلى الفتنة وصلتنا، لكننا لن نلبي هذه الدعوة على الإطلاق. نحن ضعفاء وجبناء أمام من يريد أن يستدرجنا إلى الفتنة ونحن أقوياء أمام كل من يريد أن يأخذ بأيدينا نحو الوحدة والجمع لا نحو التفرقة والتفتيت". ودعا النائب حسين الحاج حسن، إلى الكف عن التحريض وإثارة الغرائز، وقال: &laqascii117o;على الذين اعترضوا على التفاهم مع التيار العوني منذ سنوات، والاتفاق مع السنة السلفيين منذ أيام، أن يقولوا على ماذا الاعتراض؟"، مؤكداً أن التفاهم الأول &laqascii117o;لن ينتهي مداه لأنه تفاهم وطني لا انتخابي ولا مصلحي ولا مرحلي". وأكد النائب نبيل نقولا أن التيار &laqascii117o;تيار علماني، لكننا لسنا تياراً إلحادياً. نحن تيار علماني يرى أن القانون هو الذي يحفظ حق كل الطوائف وكل الفئات السياسية، ولا يكون مع فئة ضد فئة، وهذا ما يجب أن نحافظ عليه في لبنان التعددية من خلال العلمنة التي تحفظ لنا حقوقنا كمواطنين". وقال: &laqascii117o;لنا الشرف الكبير، بأننا كنا مع المقاومة، مع حزب الله وحركة أمل، وقد قدما من أجل حرية هذا الوطن دماً وقدّموا من اقتصادهم وأولادهم لبناء هذا الوطن"، معتبراً أن الاتفاق معهما &laqascii117o;هو اتفاق للوصول إلى المواطنية الحقيقية".
وفي محاضرة أمام المشاركين في مخيم لمنظمة الشباب التقدمي، أعلن المنسق العام لقوى 14 آذار فارس سعيد، أن اللقاء الأخير لـ14 آذار &laqascii117o;أكد الاتفاق على الدخول إلى الانتخابات النيابية المقبلة بشكل موحّد"، معتبراً أنها &laqascii117o;ستذهب إلى عملية انتخابية صعبة، من غير الممكن حسم نتائجها"، إذا &laqascii117o;حصلت تغييرات إقليمية كبرى كما هي الحال الآن"، داعياً هذه القوى إلى &laqascii117o;أن تحدّد الاتجاه الصحيح وتأخذ المبادرة وتكون رأس حربة، عندئذ يتحسن الوضع، والجو المسيحي يكون أفضل بكثير عن الانتخابات الماضية، والأجواء داخل 14 آذار جيدة على كل حال".
على صعيد آخر، واصلت حركة &laqascii117o;أمل" توجيه الدعوات إلى مهرجان ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، وزارت وفود منها أمس، رئيس الجمهورية، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، المرجع السيد محمد حسين فضل الله ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة. وأفاد بيان للحركة أن اللقاء مع نصر الله كان &laqascii117o;فرصة لاستحضار قيم وتعاليم الوحدة الوطنية التي حملها الإمام الصدر، والحرص على تلاقي اللبنانيين، وتعزيز منطق التوافق والحوار بينهم، وانفتاح الأطراف اللبنانية بعضها على بعض".
أمنياً اندلع اشكال ليل أمس في منطقة الطريق الجديدة في محلة الدنا بين القوى الأمنية والمواطنين على خلفية حاجز لمصادرة الدراجات النارية المخالفة، ما لبث أن تطور الى قيام بعض المواطنين برشق عناصر القوى الأمنية بالحجارة مما اضطرها الى الرد بإطلاق قنابل غاز لتفريق المحتجين.
ـ صحيفة الحياة :
لاحظت المصادر ان الاختلاف على اسم قائد الجيش يتجاوز هذه المرة الانقسامات التقليدية بين المعارضة والأكثرية نظراً الى ان أي فريق منهما ليس متفقاً على مرشح محدد. وأوضحت ان الخلافات قائمة داخل الأكثرية كما داخل فريق المعارضة، وقالت ان المعنيين بالاتصالات لم يقطعوا الأمل بإمكان التوصل الى توافق بدعم احد المرشحين، وأن الأيام المقبلة ستشهد جولة جديدة من المشاورات مع عودة رئيس تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري الى بيروت التي يفترض ان تسبق موعد عقد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الخميس المقبل. ولم تستبعد المصادر ان يتعزز الاعتقاد السائد بأن توضع مسألة التعيين في عهدة رئيس الجمهورية، في حال بقيت المواقف متباعدة.
وقالت ان هذا الاعتقاد اخذ يتقدم لدى بري والسنيورة باعتبار ان سليمان الذي كان على رأس المؤسسة العسكرية هو أدرى بأوضاعها وقادر على اختيار من يراه مناسباً. خصوصاً ان منصب قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان يعتبران من المناصب الرئيسة في حصة الموارنة في تعيينات الفئة الأولى وبالتالي لا بد من مراعاة هذا الأمر وأن تترك الكلمة الأخيرة لرئيس الجمهورية الذي لم ينقطع عن التواصل مع جميع الأطراف بعيداً من الأضواء لتحقيق التوافق، لأنه لا يريد إقحام المؤسسة العسكرية في التجاذبات السياسية التي ما زالت تتعاظم خلافاً لما كان يتوقعه البعض من اعتدال في الخطاب السياسي بعد قيام حكومة الوحدة الوطنية.
ـ صحيفة اللواء :
بعد الجلسة الهادئة التي شهدتها مداولات مجلس الوزراء أمس الأول، رفع تحالف التيار العوني و'حزب الله' من وتيرة ضغوطاته على رئاسة الحكومة، بذريعة صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء عصام أبو جمرة، عبر شحن الجو السياسي والإعلامي 'بمعزوفة' الصلاحيات، أو تهديد العمل الحكومي بالشلل، في وقت كانت فيه الاتصالات تتركز على مقاربة رسمية للملفات العالقة، بحيث يتم التفاهم حولها تمهيداً لوضعها على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلساته المقبلة.
وفيما أكد الرئيس فؤاد السنيورة ان لا خلافات على تعيين قائد جديد للجيش اللبناني، داخل الحكومة، وان التنسيق والتفاهم قائمان على أحسن حال مع رئيس الجمهورية، فوجئت الأوساط السياسية والنيابية البيروتية، بتطور الإشكال الذي حدث في محلة الطريق الجديدة بين شبان من سكان المحلة وعناصر مخفر المنطقة، والذي أدى الى اطلاق نار وسقوط خمسة جرحى من المدنيين، الأمر الذي أثار استياء لدى الأوساط المتابعة وتساؤلات حول معنى ما حدث، وعما إذا كانت هناك سياسة الكيل بميكالين.
وجاء هذا التطور، في غمرة التجاذبات حول التعيينات في المراكز الأمنية والإدارية الحساسة في الدولة، والخلافات بين القوى السياسية تجاهها، ومسارعة وزراء المعارضة في اثارة الغبار السياسي حول صلاحيات الوزير أبو جمرة، بمساندة واضحة من اعلام 'حزب الله'، حيث بثت قناة 'المنار' في نشرتها الإخبارية مساء أمس، تقريراً، تضمن مقابلة مع أبو جمرة، أكد فيها رفضه الاقامة في البناء الذي تنوي الحكومة استئجاره لوزراء الدولة، وقالت ان استجابة ابو جمرة لرغبة الرئيس سليمان بالامتناع عن اثارة مسألة اقامته وصلاحياته، لن تدوم للأبد، في ظل انزعاج الأول من طريقة تعاطي الرئيس السنيورة شخصياً مع هذه القضية، ولوحت المحطة بأن تأخذ القضية منحى تصعيدياً في الأيام المقبلة، لا سيما في ظل القرار المنشور في العدد 34 من الجريدة الرسمية بتاريخ 21 الجاري، حيث أعطى القرار الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي تفويضاً دائماً ببعض المهام المنوطة برئيس الحكومة وبتوقيع بعض المعاملات أيضاً.
ورد المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة على هذه المعلومات، مؤكداً ان القانون لا يسمح لأي سلطة أن تفوّض أي من صلاحياتها لأي كان إلا إذا أجاز لها القانون ذلك صراحة، مشيراً الى ان ما ذُكر عن هذا الموضوع ليس اكتشافاً جديداً وليست مخالفة تستحق الإثارة، وليس أمراً مخالفاً للقانون، إذ أن القانون نفسه الصادر في المرسوم الاشتراعي رقم 111/59 يجيز لكل وزير، وحتى لكل رئيس وحدة ضمن الوزارة تفويض بعض صلاحياته الإدارية وغير الدستورية للموظفين التابعين له، وهذا ما يجري في كل الإدارات العامة، ويسري أيضاً على رئيس مجلس الوزراء بصفته الرئيس الاداري الاعلى لرئاسة مجلس الوزراء، وهذا ما جرى اعتماده منذ العام 1959'.
وكشفت المصادر، ان السفيرة الاميركية في لبنان ميشيل سيسون التي ستعود الى بيروت في نهاية الاسبوع المقبل، سبق ان وجهت للرئيس سليمان دعوة رسمية لزيارة الولايات المتحدة ولقاء الرئيس بوش، وحددت لذلك شهر تموز الماضي، لكنه رئيس الجمهورية ارتأى في حينه تأجيل هذه الزيارة لتتم في الوقت الذي سيزور فيه نيويورك للمشاركة في إجتماعات الدورة العادية للأمم المتحدة والقاء كلمة لبنان خلالها.
إشكال طريق الجديدة وعلى صعيد الإشكال الأمني في الطريق الجديدة، فقد تبيّن أن قوة من الجيش تدخلت ليل أمس لمنع تجمع أمام مخفر المنطقة، الذي نفّذه شبان من المحلة، في محاولة لاستعادة الدراجات النارية التي تمت مصادرتها وتجميعها أمام المخفر، وروى شهود عيان أن عناصر المخفر قاموا عند الساعة العاشرة ليلاً بنصب حواجز ثابتة وطيّارة لتوقيف الدراجات النارية، حيث فوجئ المواطنون بأن إجراء التوقيف يتناول الدراجات بالجملة، الأمر الذي أثار حفيظة الشبان الذين لجأوا الى المخفر لاستعادتها، وسط رفض العناصر الأمنية، التي استعانت بوحدة من الجيش المتواجدة في المنطقة لتفريق المتجمعين، عبر قنابل مسيلة للدموع وإطلاق النار في الهواء، وأدى الحادث الى إصابة خمسة أشخاص بجروح، وتزامن هذا الحادث مع اتهامات تبادلها كل من نائب طرابلس مصطفى علوش الذي اتهم الجيش بغض النظر عن تمرير أسلحة الى جبل محسن، فيما ردّ مسؤول الحزب العربي الديمقراطي رفعت علي عيد باتهام تيار المستقبل بتسليح أبناء منطقة التبانة.