ـ صحيفة الأخبار :
رجحت مصادر لـ&laqascii117o;الأخبار" أن يتم تعيين قائد جديد للجيش في جلسة اليوم، قائلة إن اختيار العميد جان قهوجي بات شبه محسوم، بعدما أسقط جنبلاط تحفظاته على تعيينه، كما فهم من الديمان أن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير تراجع عن اسم العميد جورج خوري، وخصوصاً بعدما حاول مرات عدة الاتصال بالنائب سعد الحريري لبحث أمر تعيين قائد الجيش معه، دون جدوى، حيث كان يتلقى اعتذارات مختلفة: إما أن الحريري خارج البلاد أو مشغول باجتماعات أو لقاءات غداء أو غيرها، ما دفع بصفير إلى التسليم بالأمر. وذكرت هذه المصادر أن وزير الدفاع حاول &laqascii117o;تطييب خاطر صفير، عبر البحث معه في منصب مدير المخابرات في الجيش".
وعشية الجلسة، التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وعرض مع كل منهما التطورات الراهنة، بعدما كان قد تابع مع وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن شوقي المصري، ملابسات حادثة مروحية الجيش في إقليم التفاح، ومسار التحقيقات الأولية. وكانت مروحية للجيش قد تعرضت قرابة الثانية عشرة إلا عشر دقائق من ظهر أمس، لبضع رشقات نارية، أدّت إلى هبوطها اضطرارياً فوق تلة بين سجد وعرمتى في جبل الريحان، وإصابة ربّانها الملازم أول الطيار سامر حنا برصاصة في مؤخر رأسه أدّت إلى استشهاده على الفور، إضافة إلى جرح عسكريين كانا معه. مراسل &laqascii117o;الأخبار" كامل جابر، لفت إلى أن تحليق المروحية أمس كان من ضمن سلسلة نشاطات قامت بها خلال أسبوع من المناورة العسكرية التي نفذها الجيش في المنطقة، وبالتالي لم يغب التنسيق بين قيادة الجيش وقيادة حزب الله الذي ينتشر محازبوه انتشاراً واسعاً في المنطقة. وفيما تضاربت المعلومات بداية عما إذا كان هبوط الطائرة بسبب رشقات رشاشة أو عطل فني، أكد بيان مديرية التوجيه في قيادة الجيش، تعرّضها &laqascii117o;لإطلاق نار من عناصر مسلحة، ما دفع بطاقمها إلى الهبوط الاضطراري"، وأنه &laqascii117o;بوشر التحقيق بالحادث". ومع احتفاظ &laqascii117o;حزب الله" بالصمت طوال نهار امس ورفض مسؤوليه الادلاء بأي تعليق او تصريح، فان لجنة مشتركة منه ومن الجيش بدأت فور وقوع الحادث تحقيقا ميدانيا واسعا ومفصلا لتحديد ما حصل بالضبط. وتركز البحث على سبب اعتماد المروحية مسارا مختلفا عما كانت عليه الامور وفق قواعد التنسيق بين الطرفين، وعن سبب قيام المسلحين بعملية اطلاق النار. علما ان قناة &laqascii117o;المنار" التابعة للحزب كررت في نشراتها الاخبارية امس عبارة &laqascii117o;تعرض المروحية لرصاص مجهول". وذكرت مصادر طبية أن الجيش نقل جثة الشهيد على وجه السرعة بمواكبة سيارة إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية، إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول قرب النبطية. وأنجزت الاستعدادات في المستشفى الحكومي في النبطية لاستقبال الجريحين، إلا أن قيادة الجيش في الجنوب عادت ونقلتهما إلى ثكنة محمد زغيب في صيدا، ثم إلى مستشفى حمود في صيدا. وتحدثت مصادر أمنية لاحقاً، عن أن المروحية المصابة عادت وأقلعت عند الأولى من بعد الظهر، بعدما أصلحها فريق متخصص في فوج الهندسة في الجيش، مشيرة إلى أن وحدات من الجيش، نفذت بعد الحادثة دوريات في محيط سجد وعلى الطريق الممتدة بين العيشية والريحان وعرمتى وأقامت بعض الحواجز الثابتة والمتنقلة. ونعت قيادة الجيش الشهيد حنا الذي رقّي إلى رتبة نقيب بعد استشهاده، مشيرة إلى أنه عازب، من مواليد البترون عام 1982، تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط طيار عام 2002، وتابع دورات دراسية وتدريبية في الداخل والخارج، وحائز أوسمة وتنويه قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.
وقد حذر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، من &laqascii117o;أن يكون هناك مندسّ يعمل لحساب إسرائيل أطلق الرصاص على الطائرة"، داعياً إلى كشف ملابسات الحادثة وإنزال العقوبة &laqascii117o;بمن نفذ ومن كان وراء الجريمة"، كما طالب الجميع بـ&laqascii117o;التبصر والاحتكام إلى العقل والابتعاد عن الشطط والخروج عن القانون والنظام". ووصف الرئيس أمين الجميّل، الحادثة بأنها &laqascii117o;خطيرة جداً"، مكرراً حديثه عن &laqascii117o;وجود مربعات لا نعرف لمن هي خاضعة ولا حتى المسؤول عنها" في &laqascii117o;بعض مناطق الجنوب، وخاصة منطقة جزين وضواحيها". وقال: &laqascii117o;الرسالة وصلت ولا بد من أن تحسم قيادة الجيش أمرها في هذا الموضوع لأنها هي المعنية مباشرة".
ورأى النائب بطرس حرب أن حصول الحادث &laqascii117o;شمالي الليطاني، يطرح تساؤلاً ويثير شكوكاً كبيرة حول ظروفه ومرتكبيه، والغايات والأهداف الكامنة وراء هذا الاعتداء الشنيع". وطالب بالإسراع في كشف الملابسات &laqascii117o;وخصوصاً أن المعلومات الأولية المتوافرة تدعو إلى القلق".
وبعد زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون آسيا والشرق الأوسط ديفيد هيل، إلى مقرّ الأمانة العامة لقوى 14 آذار، سأل النائب فارس سعيد: &laqascii117o;الجيش يحلق فوق الأراضي اللبنانية، فهل يجب أن يأخذ إذناً من أحد؟ (...) هل هناك ترسيم حدود بين الجمهورية اللبنانية ودولة حزب الله، وأراد الحزب اليوم أن يقول إن هناك خطاً أحمر على أعمال الجيش فوق الأراضي اللبنانية؟". وكان هيل قد زار أمس أيضاً الرئيس بري والنائبين وليد جنبلاط وأكرم شهيّب. أمنياً أيضاً، حلقت طائرات حربية إسرئيلية قبيل ظهر أمس، في أجواء المنطقة وصولاً حتى جزين. فيما كانت القوات الإسرائيلية تواصل مناورات بالذخيرة الحية بدأتها منذ يومين في مزارع شبعا المحتلة، واستمرت حتى ظهر أمس. وفي الحوادث الأمنية المتنقلة، أطلق مسلحون من سيارة مجهولة، النار على مقهى قرب محطة الدنا في الطريق الجديدة، وأصابوا الدركي سامر الحاج دياب، وهو مرافق لإحدى الشخصيات السياسية، برصاصة في ظهره، وزوجته من آل فقيه برصاصة فوق رقبتها، وقد نقلا إلى مستشفى الزهراء.
على صعيد آخر، لفت أمس اجتماع الرئيسين رشيد الصلح وأمين الحافظ و20 نائباً حالياً وسابقاً من الذين شاركوا في الطائف، إلى مائدة غداء أقامها الرئيس حسين الحسين لـ&laqascii117o;مناقشة الأوضاع التي يمر بها البلد والعمل من أجل إيجاد حلول جدية لإنقاذ لبنان". كما برزت زيارة قام بها النائب العماد ميشال عون، للمطران جورج خضر، نفى أن تكون تحملأية رسائل سياسية.
&laqascii117o;ابقوا على السمع"... هكذا أجابت السفيرة الأميركية ميشيل سيسون، سائليها عما إذا كانت بلادها ستزوّد الجيش اللبناني بالطائرات والصواريخ. وقالت بعد تسليم نسخة عن أوراق اعتمادها إلى الوزير فوزي صلوخ، تمهيداً لتقديمها إلى رئيس الجمهورية: &laqascii117o;لقد حددنا عدداً من الأولويات، وأجدد القول إن التجهيزات والتدريبات تسيران معاً لأن قوة الجيش وقوى الأمن الداخلي تقوم على قدرة العديد من نساء ورجال، لذا نود العمل على تنمية الموارد البشرية". وذكرت أنها عادت من واشنطن بعد مثولها أمام مجلس الشيوخ للمصادقة على ترشيحها سفيرة في لبنان، ومعها &laqascii117o;سلة من الأولويات والأهداف"، مردفة: &laqascii117o;أعتقد أن وجود جيش لبناني قوي ومؤسسات دولة قوية، أمر يبعث الثقة لدى الشعب اللبناني، ويجعل من هذه الدولة أقوى، والأمر نفسه ينسحب على قوى الأمن الداخلي". وقالت إن &laqascii117o;المساعدات الأميركية تسير بالتوازي على المسارات الأمنية العسكرية من جهة، والسياسية الدبلوماسية من جهة أخرى، والاقتصادية من جهة ثالثة".
ـ صحيفة السفير :
بينما كانت اللمسات الاخيرة توضع على اسم قائد الجيش الذي من المرتقب ان يعينه مجلس الوزراء اليوم، وقع أمس حادث أمني "من خارج النص&laqascii117o;، تمثل في إطلاق النار بالخطأ على مروحية للجيش اللبناني أثناء قيامها بتحليق تدريبي فوق منطقة جبل صافي ـ عرمتى في أعالي إقليم التفاح شمالي نهر الليطاني، ما أدى الى استشهاد الضابط الطيار سامر حنا وجرح رفيقيه. ويبدو ان سوء التنسيق المسبق بين الجيش والمقاومة بخصوص تحليق المروحية، وحالة التوتر والاستنفار القائمة بين صفوف عناصر المقاومة نتيجة التهديدات الاسرائيلية، وطلعات الطيران المعادي المكثفة خلال الايام الماضية، ادت الى حصول "الالتباس&laqascii117o; وإطلاق النار على المروحية بعد الاشتباه باحتمال ان يكون هناك إنزال لكوماندوس اسرئيلي في المنطقة، التي تعتبر من بين احدى اهم مناطق تواجد المقاومة.
وعلمت "السفير&laqascii117o; من مصادر متعددة، ان المروحية وهي من نوع "غازيل&laqascii117o;، كانت تقوم بتدريب على التحليق في الجبال، حيث يقوم سلاح الجو بهذا التدريب عادة في الاماكن الجبلية الوعرة، وحلقت المروحية التي كان يقودها النقيب الشهيد حنا فوق منطقة عرمتى ـ سجد، يعاونه النقيب الطيار محمود عبود، ويرافقهما عنصر تقني، ثم قامت بهبوط تدريبي في إحدى التلال وعادت للتحليق مجددا، فالتبس الامر على بعض عناصر المقاومة الذين ظنوا ان هناك محاولة إنزال اسرائيلية، فأطلقوا رشقا من النار باتجاه المروحية اصابها برصاصة، كما اصيب النقيب حنا برأسه فاستشهد على الفور، فيما تمكن زميله الضابط الطيار محمود عبود من التحكم بالمروحية والهبوط بها اضطراريا فوق احدى تلال بلدة سجد، بعدما اصيب ورفيقه التقني بجروح.
وحين وصل عناصر المــقاومة الى المكان واتضحت لهــم ملابسات الامر، سارعوا الى نقل الضابط الشــهيد الى مستشفى الشــيخ راغــب حرب في النبطية، كما نقــلوا الجريحين الى مســتشفى غسان حمود في صـيدا. وفي حين من المتوقع صدور بيان توضيحي عن المقاومة اليوم، فقد كان لافتا للانتباه ان بعض الشخصيات والاطراف في ١٤ آذار سارعت الى "التوظيف السياسي&laqascii117o; للحادث من خلال التصويب الفوري على المقاومة وصولا الى التساؤل عما إذا كان هناك ترسيم حدود بين الجمهورية اللبنانية وبين دولة "حزب الله&laqascii117o;؟ وتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن شوقي المصري، ملابسات الحادث.
وبينما يناقش مجلس الوزراء في جلسته اليوم ملابسات حادث إطلاق النار على المروحية العسكرية، يبحث من خارج جدول الاعمال تعيين قائد جديد للجيش وقد بات شبه مؤكد ان المجلس سيحسم أمره على هذا الصعيد، بعدما نجحت المشاورات السياسية في تحقيق توافق واسع حول اسم محدد.
وتوقف المراقبون عند الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الدفاع الياس المر الى البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، عشية الجلسة، في ما بدا انها محاولة لنيل موافقة البطريرك على الاسم المقترح لقيادة الجيش، والمغاير للاسم الذي كان يفضله صفير. كما تردد ان النائب وليد جنبلاط غير المؤيد للاسم المتداول، قد يعبر عن اعتراضه عليه، إما من خلال مقاطعة وزرائه للجلسة وإما من خلال امتناعهم عن التصويت. وفي ما خص مسألة تعيين نواب حاكم مصرف لبنان، ابلغ وزير المال محمد شطح "السفير&laqascii117o; ان هذا الموضوع ليس مطروحا لا على جدول الاعمال ولا من خارجه.
في هذه الاثناء، وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى بيروت حيث التقى رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء والنائب وليد جنبلاط. وعلم ان الزيارة بروتوكولية بالدرجة الاولى وتتعلق بتهنئة الرئيس سليمان بانتخابه رئيسا للجمهورية، وتخللها نقاش عام للقضايا الثنائية والحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين والاوضاع الامنية في المخيمات والسلاح الموجود خارجها، ولم تطرح مسألة تطوير العلاقات الدبلوماسية الى مستوى تبادل السفراء باعتبار انه جرى البت في هذه النقطة منذ قرابة العام وهي تنتظر إقرارها في مجلس النواب. وإذ شدد سليمان على "وجوب نزع السلاح خارج المخيمات وإزالة المراكز المسلحة طبقا لمقررات طاولة الحوار الوطني كمدخل لمعالجة المشكلات الاجتماعية للفلسطينيين&laqascii117o;، أكد عباس أن الفلسطينيين في لبنان "تحت القانون وليس فوقه&laqascii117o;، مشيرا الى أن موضوع نزع السلاح خارج المخيمات وإزالة المراكز المسلحة "هو حق اساسي من حقوق الدولة اللبنانية&laqascii117o;. وتوقع "الوصول إلى نهاية للأمور التي تجري في المخيمات&laqascii117o;، مشددا على أن "اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بحق العودة إلى وطنهم، ونحن ضد توطينهم في لبنان&laqascii117o;.
وقال جنبلاط لـ"السفير&laqascii117o; انه استمع من عباس لشرح حول الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ولمس منه ان هناك جوا إيجابيا يحيط بمساعي التسوية، يذكر بالمناخ الذي رافق محادثات كامب ديفيد في السابق، وأضاف: لكن ذلك يبقى برأيي نظريا ولا بد من خطوات عملية لترجمة الايجابية المفترضة الى أفعال. وعن محادثاته مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد هيل، أوضح جنبلاط انه ركز على اهمية الانتخابات النيابية ووجوب إجرائها في موعدها، كشرط للاستمرار في المسيرة الديموقراطية، وشدد امام الزائر الاميركي على ضرورة دعم جهود التهدئة، وخصوصا في طرابلس، منبها الى ان استمرار الفلتان الامــــني في المدينة هو غير مجد وخطير على الجميع. وسأل هيل جنبلاط عن رأيه في التهديدات الاسرائيلية للبنان، فأجابه بان إسرائيل يمكن ان تتذرع بأي شيء لضرب لبنان، ولكن الشعب اللبناني سيقاوم مرة أخرى، وأي عدوان جديد لن يغير شيئا في المعادلة.
الى ذلك، قال جنبلاط لوكالة "رويترز&laqascii117o; ان العلويين يشعرون كأنهم أقلية ويعلمون أنه يمكن حمايتهم، متسائلا: لماذا ينبغي أن نعطي السوريين ذريعة للتدخل مثلما حدث عام ١٩٧٦ عندما طوقت بعض القرى المسيحية، متحدثا عن "تطهير طائفي&laqascii117o; في طرابلس، وأكد ان قدر لبنان أن يطبّع العلاقات مع سوريا.
ـ صحيفة النهار :
أجمعت المصادر المعنية على ان التوافق تمّ على تعيين العميد جان قهوجي قائداً للجيش خلفاً لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي تولى القيادة الى حين انتخابه في 25 أيار وحلّ محله رئيس الاركان اللواء شوقي المصري قائداً للجيش بالنيابة.ولكن القائد الجديد لن يعين في مجلس الوزراء اليوم باجماع الاطراف الممثلين في الحكومة، ذلك ان رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط لم يسقط معارضته تعيين العميد قهوجي. وفهم ان وزيري اللقاء غازي العريضي ووائل ابو فاعور سيثبتان هذه المعارضة في الجلسة اما بالتصويت ضد التعيين في حال طرح الامر على التصويت، وإما بتسجيل التحفظ في حال عدم طرحه.
وكان الرئيس سليمان عقد، على هامش الاستقبال الذي اقامه في قصر بعبدا للرئيس الفلسطيني، اجتماعين منفصلين مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة. ولم يشأ السنيورة عقب اللقاء التحدث الى محطات التلفزيون، ووصف في لقاء سريع مع الصحافيين حادث المروحية العسكرية في سجد بانه 'مؤسف'، داعياً الى عدم التسرع وانتظار التحقيق الذي باشرته الجهات المعنية. وأوضح ان تعيين قائد الجيش بند مدرج على جدول اعمال الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء في السادسة مساء اليوم، لكنه تجنّب التأكيد ان التعيين سيتم في هذه الجلسة. كما نفى ان يكون موضوع تصحيح الاجور مدرجاً على جدول الاعمال، موضحاً ان مشروع القانون لا يزال يحتاج الى صياغة ومتابعة مع القطاع الخاص، لكنه أكد في المقابل التزام المفعول الرجعي من أيار الماضي.
على صعيد آخر، نقل مراسل 'النهار' في واشنطن هشام ملحم امس عن مصادر اميركية مطلعة ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيستقبل في واشنطن الرئيس ميشال سليمان في 25 ايلول المقبل ليناقش معه العلاقات الثنائية وحاجات لبنان الاقتصادية والعسكرية. وتأتي زيارة سليمان للولايات المتحدة في اطار مشاركته في دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك. وقالت مصادر مطلعة على الاتصالات بين واشنطن وبيروت ان الرئيس سليمان كان يفضّل لقاء الرئيس بوش في نيويورك على ان يزور واشنطن لاحقا بعد انتخاب الرئيس الاميركي الجديد. لكن البيت الابيض ووزارة الخارجية اوضحا ان استقبال سليمان في واشنطن 'يعطي الزيارة والمحادثات اهمية اكبر وهو امر جيد لسمعة لبنان'، على حد قول مصدر اميركي لـ'النهار'.
ويتوقع ان يرافق رئيس الجمهورية وزير الخارجية فوزي صلوخ وبعض مستشاريه، لكن التشكيلة النهائية للوفد لم تحدد بعد. وتأتي زيارة سليمان لواشنطن قبل زيارته المرتقبة لايران. ولفتت المصادر الى ان نصائح اسديت اخيرا الى بعض المعنيين في لبنان بضرورة ان يوازن رئيس الجمهورية بين علاقات لبنان الدولية والاقليمية وتفادي زيارة ايران قبل الولايات المتحدة لئلا يعطي ايران وسوريا ذلك النوع من النفوذ القوي او السلبي الذي يمكن ان يقيده في المستقبل ويحد من قدرة لبنان على التحرك الديبلوماسي والدولي.
ـ صحيفة النهار :
لم ترشح حتى ساعة متقدمة من ليل امس اي معلومات واضحة عن مجرى التحقيق في واحد من اخطر الاستهدافات الغامضة للجيش عند تخوم منطقة عازلة ومتداخلة بين جنوب الليطاني وشماله، كما لم يصدر 'حزب الله' اي بيان يرد فيه على التلميحات المباشرة او الاتهامات الضمنية التي طاولته في حادث تلة سجد التي تقع ضمن مناطق نفوذه المعروفة. من اطلق النار على مروحية للجيش كانت تقوم بطلعات تدريبية؟ ومن 'قتل' عمدا ومن مسافة قريبة قائد المروحية النقيب الطيار الشهيد سامر حنا؟
لعل الخوف الكبير الذي اثاره الحادث تمثل في ربطه بمسلسل استهدافات منهجية للجيش منذ اغتيال مدير العمليات العسكرية اللواء الشهيد فرنسوا الحاج عشية تصاعد الكلام على ترشيحه لتولي منصب قائد الجيش بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ومن ثم حصول مجموعة احداث اخرى كان منها تفجير طرابلس قبل اسابيع والذي اودى باثني عشر شهيدا من العسكريين، وصولا الى قتل النقيب سامر حنا امس في حادث بالغ الغموض والالتباس.واذا كانت قيادة الجيش قد اكدت ان المروحية المستهدفة 'تعرضت لاطلاق النار من عناصر مسلحة' في منطقة اقليم التفاح، فان الروايات عن ظروف الحادث تضاربت وسط تعتيم اعلامي فرضه المعنيون على المعطيات المتوافرة عن الحادث، فيما فتح القضاء العسكري تحقيقا في اشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد. واخطر ما اورده بعض الروايات او صدر على السنة بعض السياسيين، هو ان المروحية تعرضت لهجوم وهي على الارض وان المهاجمين بعدما قتلوا النقيب حنا، اعتدوا بالضرب على ضابط آخر. اما الرواية شبه الرسمية فتحدثت عن تعرض المروحية للنيران فيما كانت في طور الاقلاع من بقعة جبلية لدى قيامها بتمارين على الهبوط السريع. ولم تكن قد ابتعدت عن الارض بضعة امتار حتى تعرضت للنيران من سلاح خفيف مما ادى الى استشهاد قائدها.
ـ صحيفة المستقبل :
في حادث خطير ليس الأول في مسلسل استهدف المؤسسة العسكرية، لكنه الأول من نوعه لناحية الشكل والمكان والتوقيت والأهداف والرسائل والجهات المستفيدة، أُجبرت مروحية تابعة للجيش اللبناني على الهبوط في منطقة اقليم التفاح في الجنوب بعد تعرضها لإطلاق نار، واستشهد ضابط وجرح آخرون.
وذكرت 'المركزية' أنه 'وفق معلومات مستقاة من مكان الحادث فإن المروحية لحظة تعرضها لإطلاق النار كانت على علو منخفض جداً لا يتعدى عشرات الأمتار، ما يعزز فرضية استهدافها بشكل أفقي'، وأوضحت 'أن المروحية التي تعرضت لإطلاق النار على دفعتين كان على متنها ضابطان قتل أحدهما فوراً وهو الملازم أول الطيار سامر حنا فيما طوقت عناصر مسلحة الآخر ويدعى محمود عبود وأنزلته رافعة بنادقها في اتجاهه'، وكشفت المعلومات أن قيادة الجيش 'أرسلت الى المكان فوراً فريق إغاثة قوامه ثلاث مروحيات إلا أن العناصر المسلحة في المنطقة منعته من الاقتراب من المروحية المستهدفة وأبلغته وجوب انتظار وصول بعض المسؤولين أولاً'. من جهته نقل موقع 'ناوليبانون' عن مصادر متقاطعة وواسعة الاطلاع أنّ إطلاق النار 'قام به مقاومون تابعون لـ'حزب الله' متمركزون في المنطقة'، مضيفةً أنّ 'المقاومين وبعد أن رصدوا المروحية العسكرية المجهزة بكاميرا تصوير أطلقوا النار عليها بهدف التحذير وتوجيه رسالة قوية بضرورة الابتعاد وليس بقصد القتل الذي وقع عن طريق الخطأ'، لافتة إلى أنّ هذه المنطقة 'منطقة حساسة جداً بالنسبة الى المقاومة، وكانت قيادة الحزب قد شدّدت أكثر من مرة على أهميتها حيث يقع فيها نقطة تقاطع اتصالات تابعة للمقاومة فوق الأرض وتحتها'.
كما نقل الموقع نفسه عن مصادر قريبة من 'حزب الله' أنّ 'عناصر المقاومة هم من أطلقوا النار على المروحية'، وقالت هذه المصادر إن المروحية 'تم إسقاطها لأنها تجاوزت الخطوط الحمر التي سبق لـ'حزب الله' أن حذّر وزارة الدفاع وقيادة الجيش بشأنها وأبلغهم بوجوب الالتزام بها'، مضيفة 'أن الحزب يعتقد أنّ وزارة الدفاع وقيادة الجيش لم تكونا على علم بأن المروحية ستدخل هذه المنطقة الأمنية المحظور الدخول إليها بحسب التنسيق والاتصالات السابقة'.وأبلغ مصدر عسكري وكالة 'فرانس برس' أن 'المروحية كانت في مهمة تدريبية عندما تعرضت لإطلاق نار من مسلحين فوق تلال سُجد ما أدى الى قيامها بهبوط اضطراري'.
ونقل الموقع الالكتروني لـ'القوات اللبنانية' عن مصادر أمنية أن 'الطوافة كانت تقوم منذ أربعة أيام بطلعات تدريبية في المنطقة، وقامت بالهبوط أكثر من مرة على تلة سجد، ولدى هبوطها أمس، هاجمتها مجموعة مسلحة تابعة لـ'حزب الله'، وذكرت المصادر للموقع نفسه أن أفراد المجموعة المسلحة 'كانوا يطلقون النار بشكل مباشر على الطوافة ومن بداخلها، ما أدى الى إصابة الملازم أول حنا بالرصاص في رأسه، قبل أن ينقض المسلحون على قائد المروحية، وهو ضابط من آل عبود، وانهالوا عليه بالضرب ملحقين به كسوراً وأخضعوه للتحقيق لمدة ساعة قبل أن يطلقوا سراحه'. وكشفت اذاعة 'صوت لبنان' أن 'قوى الإغاثة والتحقيق التي حضرت فوراً من قيادة الجيش لم تتمكن من إجراء التحقيقات أو الاتصال بطاقم الطائرة في انتظار الموافقة من قوى الأمر الواقع'.
وقد نعت قيادة الجيش النقيب الطيار الشهيد حنا، فيما أعدّت بلدته تنورين الفوقا تشييعاً شعبياً مهيباً له عصر اليوم بعد أن ينقل جثمانه من المستشفى العسكري إلى مسقط رأسه حيث يحتفل بالصلاة لراحة نفسه قبل أن يوارى في ثرى البلدة،(...) أما 'حزب الله' الذي لم يصدر أي تعليق على ما جرى، فقد أبلغت مصادره 'المركزية' بأن 'لا علم لها بالحادث' نافية أن تكون لها علاقة بالأمر.
وأشار مصدر فلسطيني مقرب من 'منظمة التحرير' لـ'المستقبل' الى أن الرئيس عباس 'أثار مع المسؤولين اللبنانيين موضوع إنشاء لواء عسكري فلسطيني يدعى 'لواء العودة'، يضم عسكريين مدربين من كافة فصائل المنظمة، تكون مهمته حفظ الأمن داخل المخيمات تحت إمرة الجيش اللبناني وبالتنسيق مع قيادته'، لكن هذا المصدر لفت الى أن 'الجانب اللبناني ذكّر عباس بأن إنشاء تشكيل عسكري فلسطيني على الأراضي اللبنانية يحتاج الى مشروع قانون مصدّق عليه من مجلس النواب، وهذا يعني الدخول في جدل لبناني داخلي طويل'، وأضاف هذا المصدر أن أبو مازن 'ناقش مع سليمان ضرورة استغلال الدور الفرنسي المنفتح على دمشق، وخصوصاً زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي المقبلة الى سوريا لإثارة موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي تلعب سوريا دوراً بارزاً في سحبه من الفصائل الفلسطينية الموالية لها'.وأكد المصدر أن أبو مازن أبدى فتوراً واضحاً في لقاء أي من ممثلي فصائل التحالف الفلسطيني (حماس والجهاد) أثناء لقاءاته في لبنان، كإشارة الى أن المفاوضات بين 'حماس' و'فتح' لا تزال تمر في عقبات كثيرة.
عربياً أيضاً، وغداة زيارته إلى بيروت ولقائه كبار المسؤولين اللبنانيين، قدّم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى الرئيس حسني مبارك تقريراً حول نتائج الزيارة التي 'كانت ناجحة وحققت الأهداف المرجوة من حيث تأكيد مصر على اهتمامها البالغ بهذا البلد الشقيق وبأحواله وبحاضر ومستقبل أوضاعه' بحسب ما أعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي.
وأوضح زكي أن أبوالغيط 'ركز في أحاديثه مع المسؤولين اللبنانيين على عرض مصر المساعدة في دعم الدولة ومؤسساتها وكوادرها بما في ذلك الجيش وهو ما لقي ترحيباً من الجميع'، وقال إن 'الاهتمام المصري بلبنان لا يعدّ مهماً فقط في حدّ ذاته، وإنما أيضاً بالنظر الى الارتباطات الاقليمية المعروفة لذلك الوضع'، مشيراً الى أن أبوالغيط 'أكد على الرؤية المصرية القائمة على ضرورة السعي لحل الخلافات اللبنانية في إطار داخلي بحت وامتناع أي أطراف خارجية عن التدخل في الشأن اللبناني'.
وأوضح زكي أن 'مصر تفتح أبوابها للكوادر العسكرية اللبنانية للتدريب في معاهدها وكلياتها العسكرية المتميزة بما يساعد الجيش اللبناني وهو محل إجماع وطني شامل على الاضطلاع بالمهام الموكلة اليه في حفظ الأمن والاستقرار'، وقال إن 'مصر ستواصل العمل الجاد مع الدولة اللبنانية من أجل المساعدة على تجاوز أي عقبات تحول دون وصوله الى الاستقرار المنشود أو تحقيق التنمية المبتغاه لشعبه'.
ـ صحيفة البلد :
تلقت المؤسسة العسكرية امس ضربة موجعة من خلال استهداف مروحية تابعة لها فــوق تلة سجد في منطقة اقليم التفاح ما ادى الى استشهاد الملازم اول الطيار سامر حنا الذي كان على متنها برفقة ضابط طيار آخر هو محمود عبود. (...) ووصــفــت مــصــادر فــي 14 آذار الــحــادثــة بـــ 'الــرســالــة الــواضــحــة الى السلطة والمسؤولين الكبار في الدولة في توقيتها ومضمونها ومفادها انه من غير الممكن تعيين قائد للجيش من دون الحصول على موافقة اطراف المعارضة وحزب الله خصوصا'. واكدت ان 'الرسالة موجهة ايضا في اتجاه العهد الجديد بشخص الــرئــيــس سليمان لإبــلاغــه ضـــرورة ان يحسب حسابا للحزب فــي كل خطوة وعند كل مفترق من المفارق السياسية في الدولة'.