صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 29/8/2008
ـ صحيفة المستقبل وسام سعادة : يوحي النشاط الأمني والتعبوي المكثّف الذي يقوم به كوادر 'حزب الله' جنوب الليطاني بأنهم في صدد إطلاق حملة ضاغطة ميدانياً على قوات الطوارئ الدولية، وقد تتسمّى هذه الحملة 'انتفاضة القرى الثانية' (نسبة الى 'انتفاضة القرى' التي اندلعت عشية الانسحاب الاسرائيلي في جنوب لبنان عام 1985). الحجّة في ذلك أنّ 'اليونيفيل المعزّزة' بموجب القرار 1701 لا تقف حائلاً دون استمرار الانتهاك الجوي للأجواء اللبنانية من قبل الطيران المعادي، كما أنّها تغض الطرف عن عمليات التوغّل البرّي المحدودة التي رصدها 'حزب الله' في الآونة الأخيرة. الحجّة أيضاً وأيضاً أن قوّات 'اليونيفيل' تتجاوز قواعد الاشتباك، وهذه رزمة تهم يستجمعها الإعلام الحربي لـ'حزب الله' يومياً، وتبدأ من تهمة إبعاد الأعلام الحزبية الصفراء عن الخط الأزرق، إلى تهمة تسجيل أرقام السيارات الخارجة والداخلة من وإلى منطقة عمليات 'اليونيفيل' جنوب الليطاني، إلى تهمة 'التخطيط لتنظيم طلعات جوية'، إلى تهمة 'التجسّس على المقاومين' وعلى شبكة منصّات الصواريخ، ووصولاً إلى التشهير بالتعميم اليونيفيلي الداخلي المتّصل بما يتوجب فعله في حال سقوط طائرة إسرائيلية جنوب لبنان، والذي ينص على 'الوصول إلى المكان قبل مجيء أي عناصر مسلّحة'. معركة 'حزب الله' الآتية هي 'على ما يبدو' معركة مع 'اليونيفيل' بالدرجة الأولى. وكل ما يقوم به 'حزب الله' حالياً وكل ما يقوله مسؤولوه إن باتجاه الداخل أو باتجاه الحدود مسخّر لهذا الغرض. وبذلك نفهم معنى عدم اكتراث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بالتهديدات المتبادلة بين 'حزب الله' و'إسرائيل' وقلقه البالغ في نفس الوقت من تجاوز الحرب للحدود.
ـ صحيفة المستقبل جزين : انشغلت الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية في الجنوب أمس بمتابعة ظروف وملابسات الحادث الأمني الذي استهدف طوافة عسكرية للجيش اللبناني في المنطقة المتداخلة بين جزين واقليم التفاح واسفر عن استشهاد ضابط طيار في الجيش برتبة ملازم أول. فيما ذكرت معلومات ان جنديين اثنين جرحا في الحادث الأمني الأول من نوعه الذي يتعرض له الجيش في منطقة طالما اعتبرت منطقة مغلقة للمقاومة ممثلة بحزب الله ولا تزال. وقد بدا ذلك واضحاً من الانتشار الأمني لعناصر الحزب بعيد وقوع الحادث عند مختلف المفارق التي تربط طريق جزين ـ عرمتى ـ الريحان بتلال وقمم اقليم التفاح ومن بينها تلال سجد حيث وقع الحادث. وأشارت أوساط مطلعة على طبيعة المنطقة التي وقع فيها الحادث وخصوصيتها الجغرافية والأمنية والعسكرية، الى أن كل من يعرف هذه المنطقة وتاريخها، يدرك تماماً أن من الصعب على عصفور أن يخرق أجواءها ـ وليس أرضها ـ لأنها منطقة أمنية منذ ما قبل التحرير ولا تزال، وان ما حدث لا يمكنه أن يخرج عن كونه واحداً من وقائع ثلاث: ـ الأولى، ما أشار اليه بيان قيادة الجيش تصريحاً من أن الطوافة كانت في مهمة تدريبية، وما تضمنه البيان تلميحاً في اشارته الى أن الطوافة تعرضت لإطلاق نار من عناصر مسلحة. ومن المعروف أنه لا يوجد في تلك المنطقة الا الجيش والمقاومة ممثلة بحزب الله. ـ الثانية، التكتم الشديد الذي رافق الحادث وتلاه، وما تم تسريبه لاحقاً من معلومات منذ انتشار الخبر وحتى صدور بيان قيادة الجيش. إذ تضاربت المعلومات في البداية عن طبيعة تحليق الطوافة والمنطقة التي كانت تحلق فوقها وعن مدى اقترابها من الأرض ثم عن عطل فني اضطرها لهبوط اضطراري أسفر عما أسفر عنه. ـ الثالثة، عودة الطوافة للتحليق بعد الظهر بعد ساعات قليلة على وقوع الحادث، ما يخالف فرضية سقوطها من الجو، ويعزز فرضية أنها كانت قريبة جداً من الأرض، وبالتالي يعزز فرضية أن الضابط الطيار استشهد نتيجة اصابته بالرصاص وليس نتيجة هبوط الطائرة الاضطراري. وازاء هذه الوقائع الثلاث، طرحت الأوساط المطلعة أكثر من تساؤل لعل ابرزها: هل كانت المهمة التدريبية تقتصر على الطوافة وحدها. وهل كانت تقتصر على الجيش وحده. وهل تم اطلاق النار على الطوافة قبل هبوطها فعلاً أم بعده؟ أم أنها رسالة جديدة الى المؤسسة العسكرية هذه المرة من الساحة الجنوبية؟.وبموازاة ذلك، علمت 'المستقبل' من مصادر موثوقة أن لجنة مشتركة شكلت من قبل الجيش اللبناني والمقاومة (حزب الله) من أجل فتح تحقيق في ما جرى.
ـ صحيفة الأخبار إبراهيم الأمين : ووفق معلومات المتابعين، فإن إسرائيل بادرت إلى نشاط أمني لافت لرصد ما تطوّر أو تغيّر في حركة المقاومة بعد حرب تموز، وإلى محاولة الحصول على أكبر كمية من المعلومات عن برامج التسلّح على وجه التحديد، وثمّة معلومات وصلتها عن احتمال حصول المقاومة على أسلحة تخص الجو، وهي تعتقد بأن ما يصل إلى الجيش السوري من أسلحة في هذا السياق سوف يصل حكماً إلى حزب الله، ما دفعها إلى خطوات منها: 1 ـــــ إبلاغ سوريا، من خلال وسطاء دوليين وحتى من خلال قناة التفاوض غير المباشرة الموجودة في تركيا، بأن إسرائيل سوف تحمّل سوريا مسؤولية حصول حزب الله على هذه الأسلحة وبالتالي تدفيع سوريا الثمن. 2 ـــــ المبادرة إلى عملية أمنية معقّدة أدت إلى اغتيال العميد محمد سليمان في سوريا، على خلفية أن للرجل علاقة بملف التسليح الخاص بالجيش السوري، وأنه على صلة بحزب الله أيضاً. 3 ـــــ الطلب إلى الدول المشاركة في القوات الدولية رفع وتيرة النشاط الأمني لقواتها في الجنوب، وتحميلها مسؤولية تعرّض طائراتها للنيران أو الإسقاط، وأيضاً مسؤولية عدم وقوع أيّ من جنودها أو من أفراد طاقم أي طائرة تسقط في أيدي المقاومة. 4 ـــــ رفع مستوى التهديد للبنان عموماً، ولفريق الدولة خصوصاً، والقول من خلال قنوات مغلقة ومن ثم عبر التصريحات العلنية، إن إسرائيل سوف تعمد إلى جعل لبنان يدفع ثمن ما يقوم به حزب الله، ولو تطلّب ذلك شنّ حملة عسكرية بهدف تدمير كل البنى التحتية للدولة اللبنانية. ومع أنه لا إشارات على حصاد إسرائيلي إيجابي لكل هذه الطلبات، إلا أن حزب الله وجد نفسه معنياً بالرد على التهديدات وعلى التهويل القائم، وكانت &laqascii117o;الجرعة المحسوبة" التي قدّمها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، حيث توعّد جيش العدو بهزيمة إذا ما فكّر بالاعتداء على لبنان، لكن نصر الله بدا في وضع يدرك فيه أن هناك جانباً من التهديد الإسرائيلي يتصل بالوضع السياسي الداخلي في إسرائيل والمزايدات القائمة عشية استحقاقات سياسية تخص الأحزاب الحاكمة ومستقبل السلطة السياسية هناك، علماً بأنه كلما ارتفع منسوب التهديد الإسرائيلي كان للمقاومة كلامها في هذا المجال... واللافت ما قاله دبلوماسي غربي من أنه سمع كلاماً عن أن حزب الله يجهّز نفسه لمواجهة تهديدات إسرائيل بتدمير البنى التحتية اللبنانية بأن يعمد من جانبه إلى لفت انتباه الإسرائيليين إلى أن بمقدوره القيام بالأمر نفسه، وأن قدراته تتجاوز حدود المواجهة العسكرية المباشرة... ويعترف هذا الدبلوماسي بأنهم في إسرائيل والغرب يعون هذه الحقيقة ويتعاملون معها بجدية حتى ولو لم تخرج بعد عن لسان قائد المقاومة.
ـ صحيفة الأخبار : منذ زمن بعيد، لم تكن زيارة مسؤول مصري إلى لبنان تحتل الموقع الذي احتلته زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، علماً بأن للقاهرة حضورها الخاص في بيروت منذ خروج الجيش السوري من لبنان، والجميع يعرف دورها في دعم وصول الرئيس ميشال سليمان إلى بعبدا &laqascii117o;كبح الجماح"، هو العنوان الذي يلخّصه متابع معنيّ للحركة المصرية في لبنان، ويقصد أن القاهرة تنظر بقلق كبير إلى ما يجري الآن في لبنان، وتشعر بأن الخلافات السياسية الداخلية، والتعقيدات المتصلة بالوضع الإقليمي وطبيعة العلاقات العربية ـــــ العربية، من شأنها تعقيد الأمور أكثر في لبنان، وبالتالي فإن المطلوب لمنع الانفجار الشامل هو كبح جماح كل الأطراف المتورّطين في الأزمة اللبنانية الحالية، ومن دون أن يتوغل كثيراً في الشرح. (...) مع أن كرامي شعر بأن مصر مهتمة بالتواصل مع سوريا لكنه انتبه الى أنها غير مهتمة كثيراً بالتواصل مع إيران، رغم أنه حمل على ما يبدو وجهة نظر مصرية في ما خص سلوك إيران في لبنان والمنطقة، ومن الممكن أن ينقله الى طهران قريباً، لكن المطلعين على وجهة النظر المصرية يعتقدون بأن الأمر ليس على هذا النحو، وأن التواصل المصري ـــــ الإيراني قائم، ولكن هناك خلافات عميقة بين الطرفين في ما خص أموراً كثيرة ليس أقلها ما يجري في العراق، وهو أمر لا ينسحب بالضرورة على موقف مصر من حزب الله في بيروت، برغم أن العلاقة بين الجانبين شهدت تحسناً فقط منذ فترة وجيزة، وحسب ما هو وارد في تقارير عن زيارة أبو الغيط الى بيروت، فإنه كان صريحاً مع الوزير محمد فنيش، إذ إنه أراد أن يكلمه &laqascii117o;بشكل جدي" يعبّر عن رغبة في التواصل والنقاش حتى ولو مع وجود خلافات، ولذلك حرص أبو الغيط على افتتاح لقائه بوزير حزب الله بإبلاغه عتب القاهرة ورفضها لما جرى من أحداث في أيار الماضي، وكان رد فنيش بتوضيح الموقف من زواياه المختلفة، وتركيزه على أن كل ما جرى ما كان ليحصل لولا سلوك الفريق الحاكم في لبنان الذي كان يمكن أن يبقى لسنوات طويلة رافضاً مشاركة الآخرين في إدارة البلد. لكن الوزير المصري كان حريصاً أيضا على إثارة موضوع اللقاء &laqascii117o;الضروري والملح" الذي يجب أن يتم في أسرع وقت بين السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري، وهنا أيضاً رد فنيش بتوضيح أن الرفض يأتي هذه المرة من جانب الحريري لا العكس، وتأكيده أن حزب الله معني وصاحب مصلحة في إعادة التواصل مع الجميع وفي المقدمة مع الحريري وتياره السياسي.
ـ صحيفة السفير غاصب مختار : قد يكون الرئيس سليمان متفاهماً ـ وهو كذلك على الأرجح ـ مع بعض الاطراف الداخلية على عناوين ومواضيع معينة، وقد يتخذ البعض قرارا بتسهيل مهمته في ملف معين، وقد ينجح الرئيس في تحييد أطراف اخرى عن فتح صراع أو خلاف معه، لكن ماذا عن الاطراف الاخرى التي تضع العراقيل أمام انطلاقة حكمه، التي عبّر الرئيس عن عناوينها في خطاب القسم، ومن ثم في خطاب تخريج دورتي ضباط الجيش في الفياضية قبل شهر تقريبا؟ هل يجوز مثلا البدء في ابتزاز الرئيس في مواضيع لا تهمه شخصيا بقدر ما تتعلق بمصلحة الدولة ومؤسساتها، كتعيين قائد للجيش، أو ملء الشغور في المراكز الادارية والامنية، أو تقييده بشروط مسبقة في أمور لها علاقة بإدارة البلد وتقع من صلب صلاحياته، وفي زياراته للخارج وعلاقاته مع الدول، لا سيما مع سوريا، كما هي الحال معه منذ تسلمه موقع الرئاسة الاولى؟ قد يحاول البعض أن يلوي ذراع رئيس الجمهروية من أول الطريق، عبر طلبات وشروط تعجيزية لا تنتهي، إلاّ أن سليمان يتمتع بالحكمة والصبر والتفكّر والمرونة والمناورة، ما يؤهله للخروج من "خروم الشبك&laqascii117o;، لكن مثل هذه المحاولات لا تضر برئيس الجمهورية فقط، بل تضر بالتوازن الهش والدقيق ذاته الذي يراعيه الرئيس سليمان، وليس هناك إلا القلائل ربما من السياسيين الذين يراعون هذا التوازن.
ـ صحيفة السفير جورج علم : يذهب بعض الدبلوماسييّن الى القول بأن الخطط والدراسات الاميركيّة للجيش معقدة وقد تمّ الافصاح عن بعض عناوينها في الزيارات السابقة خصوصا تلك التي قام بها قائد المنطقة الوسطى الاميركيّة الجنرال ديفيد بيتراوس، وقبله خبراء متخصصون في الشؤون الدفاعيّة والاستراتيجيّة، وأن "هذه الصحوة&laqascii117o; الاميركيّة المفاجئة باتجاه لبنان تأتي متزامنة عقب الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى موسكو بعد تفاقم أزمة القوقاز، ومطالبته بنشر منظومة صواريخ روسيّة متطورة، واستعداده لتطوير مرفأي طرطوس واللاذقيّة لاستقبال البوارج وحاملات الطائرات الروسيّة توطئة لبناء قاعدة عسكريّة روسيّة على المتوسط وعلى بعد اميال عن المياه الاقليميّة الاسرائيليّة. وتعتقد هذه الاوساط بأن طموحات الدول الكبرى لا حدود لها، الا ان الغيرة الاميركيّة على الجيش في هذه المرحلة محصورة بالهواجس المحليّة، بعد متفجرة ساحة عبد الحميد كرامي التي اودت بحياة تسعة عسكرييّن، وتزايد التقارير التي تتحدث عن النمو المضطرد للظاهرة الاصوليّة السلفية في العديد من المناطق اللبنانيّة انطلاقا من طرابلس، الى تزايد سلاح "حزب الله&laqascii117o; وقوة فعاليته، الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وفي داخلها، الى السلاح الميليشاوي، مع الاشارة الى ان الجيش الذي خاض معارك شرسة وانتصر على الارهاب في مخيم نهر البارد، وخرج موحّدا، يواجه اليوم اكثر من تحدّ من قبل غالبية الاطراف من دون استثناء، فكما كان مستهدفا من قبل المجموعات الاصوليّة منذ العام ٢٠٠٠ في جرود الضنيّة، ثم في مخيم نهر البارد، ثم في مواقع اخرى، كان مستهدفا ايضا في الشياح وبعد الحوادث التي شهدتها والتي انتهت الى احالة عدد من الضبّاط على المحاكمة للنيل من معنوياته ومناقبيته، وكان مستهدفا حتى من الحكومة اللبنانيّة عندما اتخذت القرار الشهير الذي طاول رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير؟!. وبمعزل عمّا يفكّر به الاميركيون، وما يتناسب مع خططهم في الشرق الاوسط، فإن الجيش يخضع اليوم لسيل من الامتحانات الداخليّة والخارجيّة، والدليل ان ما تعرّض ويتعرّض له، جعله في الموقع الاضعف داخليّا، لان في حسابات البعض ان حادثة الشياح شكّلت سابقة يمكن ان تتكرر، فيما البعض الآخر يرى ان المظلّة السياسيّة الداخلية التي حمت الجيش في مواجهته الارهابيين في نهر البارد قد تشلّعت وذهبت بها رياح التطورات، والدليل ان حوادث السابع من ايار شكّلت انعطافة بالغة الخطورة، لان الامر الواقع الذي فرضه "حزب الله&laqascii117o; على بيروت بقوة السلاح جعل الجيش في الموقع الاضعف داخليّا، وبات اي تعامل معه ينطلق من المعادلة التي فرضها الحزب، وهذا ما ينسحب على الحسابات الناشطة هذه الايام والتي تتمحور حول افضل وأنجع الوسائل للامساك بزمام الوضع المقلق في طرابلس تفاديا للانفجار الكبير.
ـ صحيفة النهار سركيس نعوم : الاصوليون السنّة في لبنان ليسوا تياراً واحداً ولا فريقاً واحداً. لكن بعضهم عريق في تاريخه اللبناني والعربي بل والاسلامي عموماً مثل 'الجماعة الاسلامية' التي يعتبرها المتخصصون بتاريخ الاسلاميين فرعاً لـ'الاخوان المسلمين' التي كانت نشأتها الاولى في مصر الخديوية. وبعضهم الآخر حديث السن والنشأة والتاريخ والتجربة والعدد لا يربط بين اطرافه الكثيرين سوى عنوان الاسلام الاصولي ومقاومة الاسلام المعتدل وخصوصاً على الساحة السنية ومحاولة استحقاق تأييد غالبية السنة في لبنان بعد الذي تعرضوا له على ايدي 'حزب الله' و'جمهوره' من طريق تصوير انفسهم (وربما كل منهم بمفرده) انهم الاقدر على حمايتهم. والاصوليون السنّة اللبنانيون هؤلاء يتغذون من مصادر دعم عدة ابرزها ثلاثة ليس بينها على الاقل في المرحلة الحالية إلا التناقض وربما العداء الذي قد يتطور الى تقاتل. المصدر الاول للدعم هو التيارات الاسلامية الاصولية التي خرجت على الجهات التي اطلقتها فتطرفت في ايديولوجيتها الدينية – السياسية ووضعت نفسها في حال حرب شعواء مع هذه الجهات لهدف اسقاطها انظمة ومؤسسات حكم رغم اسلاميتها واقامة انظمة بديلة منها قد يكون التكفير وللجميع البند الاول في استراتيجيتها. ويشكل تنظيم 'القاعدة' الذي اسسه اسامة بن لادن الملهم او ربما القائد لكل التيارات الاصولية السنية اللبنانية الحديثة سناً وخبرة. والمصدر الثاني للدعم هو الدول العربية السنية في غالبيتها والداخلة في 'كباشات' عدة مع الاصولية الشيعية على مستوى المنطقة والعالم الاسلامي ممثلة بالجمهورية الاسلامية الايرانية ومع حلفائها الاقليميين وفي مقدمهم سوريا بشار الاسد ومع المنظمات التي انشأتها الاولى وتعهدت رعايتها الى الآخر ووفرت لها الثانية الحماية والاخرى التي نشأت بفعل ظروف اخرى والتي وجدت في ايران وسوريا مصدرين للدعم والرعاية والحماية عند الحاجة. وفي مقدم هذه المنظمات على اختلافها 'حزب الله' في لبنان وحركتا 'حماس' و'الجهاد الاسلامي' في فلسطين. فالدول العربية المشار اليها، وفي مقدمها العربية السعودية، تعتبر نفسها معنية بحماية لبنان من 'ايرانية' 'حزب الله' فيه التي تكاد تطغى عند غالبية الشيعة اللبنانيين وتالياً بحماية السنة وغيرهم من اللبنانيين غير المسلمين الذين يرون ان استراتيجيا ايران وسوريا هي اقامة دولة موالية لهما في لبنان قائمة على اساسات شيعية اولها 'حزب الله' ولا مكان فعلياً فيها لـ'الشعوب اللبنانية' الاخرى. وهذا امر يشكل خطراً عليها لانه يكرس سيطرة ايران على كل المنطقة العربية ويمهد لاحقاً لسيطرتها على الخليج كله مع ما يعنيه ذلك من تهميش لكل العرب الآخرين. اما المصدر الثالث للدعم فقد يكون سوريا رغم ان بينها وبين الاصوليات الدينية وفي مقدمها الاسلامية وتحديدا السنية من التــنــاقضات والعداء والتقاتل الكثير، والهدف من هذا الدعم استعمال بعض التيارات الاصولية الصغيرة والحديثة النشأة من اجهزة المخابرات فيها بغية تنفيذ استراتيجيا سياسية وامنية تحقق لكل منها فوائده ومكاسبه. وهو دعم قد تشارك فيه ايضاً جهات مخابراتية اخرى غير سورية، بعضها اقليمي وبعضها دولي، لان هذا النوع من الجهات الاصولية يبقى جاهزاً للتعاون المخابراتي بسبب الخلفيات المتنوعة لقادته وخصوصاً ان معظمهم عمل في لبنان او مع الفلسطينيين على مدى 30 عاماً نصفها كان حرباً ونصفها الآخر كان سيطرة سورية على لبنان جعلت كثيرين يتعاملون مع دمشق مُرغمين في انتظار ظروف افضل. كيف ينظر السنة العاديون في لبنان، اي المواطنون، الى التيارات السلفية والاصولية السنية المتنوعة واحياناً المتناقضة العاملة في بلادهم والساعية الى استقطابهم؟ التطرف يغذّي التطرف. والاصولية تغذي الاصولية. وبهذا المعنى يمكن القول ان الاصولية الشيعية، التي ساهمت بداية من طريق ايران الاسلامية في مساعدة الاصولية السنية على النشاط والعمل والتمدد، صارت العامل الاول الذي دفع هذه الى توفير كل اسباب القوة سياسياً ودينياً وشعبياً ومادياً وتسليحياً وذلك لمواجهة الاولى وخصوصاً بعدما نجح عمودها الفقري 'حزب الله' في اقامة دولته القوية داخل دولة لبنان وبدأ يعمل بثبات للسيطرة على الدولة اللبنانية الضعيفة او لإقامتها على النحو الذي يريد مع المحافظة على بعض المظاهر. وانطلاقاً من ذلك يمكن القول ان كثيرين من السنة صاروا يرون في هؤلاء الاصوليين سنداً لهم وحماية بعدما وجدوا ان تياراتهم المعتدلة التي اولوها ثقتهم لم تستطع ذلك لانها اساساً لم تكن ميليشيات ولم تؤمن بالسلاح. لكن اللافت ان كثيرين من اهل الاعتدال السني الذين يرفضون 'حزب الله' وسياساته، رغم تقديرهم له سابقاً لمقاومته اسرائيل بنجاح، بدأوا يلفتون بعد اجراء مقارنة بين اصولييهم واصوليي الشيعة الى ان اصولييهم غير قابلين للاحتمال وان العيش معهم سيكون صعباً. فأصوليو الشيعة عندهم تنظيم ودولة وقيادات ومراجع يمكن البحث معها. وعندهم ايضاً نوع من الفكر الاجتهادي، وإن موظفاً الآن لخدمة الايديولوجيا الدينية الايرانية، فضلا عن انهم اقلية في العالم الاسلامي الامر الذي يجعلهم يميلون الى التسويات عند تعذر فرضهم استراتيجياتهم او تيقّنهم ان محاولة فرضها بالقوة ستجر عليهم الويلات والخراب. في حين ان أصوليي السنة يكفرون الجميع وينشئون دويلات في كل حي خالية من أي تنظيم. وهذه الامور بدأ غير المسلمين من اللبنانيين يفكرون فيها. وربما كانت هي احد ابرز دوافع التحالف بين جهة مسيحية مهمة وفاعلة جداً مع اصوليي الشيعة في لبنان. وربما كان 'تعاون الاقليات' نقطة انطلاق لتعاون كهذا. وربما كان ذلك هو السبب الذي دفع ولا يزال يدفع اجهزة اعلام هذين الفريقين وحلفائهما الخارجيين في لبنان الى تسليط الضوء على اخطار الاصوليين السنة وعلى تكفير كل من ليس منهم وعلى استعدادهم لاقامة الحد او الحدود على الجميع ولمحاربة الجميع.
ـ صحيفة النهار إبراهيم بيرم : تقيم دوائر القرار في'حزب الله' على اعتقاد مفاده ان كل هذا التصعيد الذي يمارسه تيار 'المستقبل' على وجه التحديد لا يعكس رغبة حقيقية لدى هذا 'التيار' في دفع الامور نحو المواجهة والانفجار، بل ينطوي على رغبة في استدراج صفقات وتفاهمات، وإن بعيداً عن الاضواء.فهذه الدوائر تؤكد ان افتعال التصعيد الاخير من 'تيار المستقبل' ما اتى الا بعدما رفض الحزب في شكل صريح التجاوب مع عروض اتته عبر قنوات غير مرئية من 'تيار المستقبل'، خطوطها العريضة الاتفاق على مجموعة 'تفاهمات' تتصل بالانتخابات النيابية، وبجملة امور تتعلق بالادارة وبالسياسة العامة، على ان يكون ذلك مقدمة لعقد اللقاء الموعود بين الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وزعيم 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري. اما لماذا هذا الصدود، فإن مصادر الحزب تعزوه الى جملة اعتبارات وعوامل ابرزها: لا تخفي مصادر الحزب انها كانت هي المبادرة بعد اتفاق الدوحة وعبر اكثر من جهة، الى طلب عقد تفاهم مع 'تيار المستقبل' يضع حداً لحال القطيعة بين الطرفين، لكن الطرف الآخر ضيّع الفرصة وآثر عدم الرد على اليد الممدودة يومها، وفضل اللجوء الى خيار التصعيد الى الحدود القصوى.اللجوء الى رفع سقف التصعيد والطرق على ابواب كان من المحرمات طرقها سابقاً عبر التجييش والشحن والتهويل الذي لا طائل منه. ويؤكد الحزب انه اخذ منذ زمن قراراً فعلياً بالتهدئة الاعلامية والسياسية والانفتاح على الآخر، لكن في موازاة ذلك لا يخشى اطلاقاً ان يفضي التصعيد الذي يمارسه خصومه، والهجمات الاعلامية التي صارت حملة يومية، الى احداث تحول جذري في مآل الامور والصور، لاعتبارات عدة ابرزها: ان لا مجال لأي فتنة امنية يمكن ان تظهر هنا وهناك. لا مجال للرهان على اي تطورات خارجية او في 'الاقليم' يمكن ان تعيد عجلة الامور الى الوراء. ان الوقت ليس اطلاقاً لمصلحة الفريق الآخر، ومهما حاول هذا الفريق فإن موقف رئيس 'اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يغير من الصورة النمطية المعروفة للموالاة ويفتح الابواب امام مشهد جديد. مهما حاول هذا الفريق تأويل الامور فإن ثمة مشاكل داخله، وهو يسعى احياناً عبر التهويل والتصعيد الى التستير عليها او ارجاء انفجارها. ان المعارضة على يقين بأن الانتخابات ستجري في موعدها، ولن تفلح محاولات تأجيلها، او تغيير نتائجها المتوقعة. (…)
ـ صحيفة النهار روزانا بومنصف : فيما الوفد العسكري الاميركي يبحث في الاسلحة اللازمة التي يحتاج اليها الجيش. من اجل مساعدته في الدفاع عن لبنان وتوفير الحماية. وهذا الامر قد حدا بعضهم الى التساؤل عما اذا كان اطلاق النار على مروحية للجيش هو رد عملاني على هذا الالتزام الاميركي، في وقت لوحظ صمت المسؤولين في المعارضة السابقة من 'حزب الله' وسواه أقله رسميا وظاهريا على المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة الى الجيش منذ معركة نهر البارد، وكذلك صمت هؤلاء على الزيارات المتكررة والمتعددة للموفدين العسكريين الاميركيين للبنان لهذه الغاية، علماً ان الحزب كان يشن حملات سياسية واعلامية ليلا نهارا تأكيداً لهزيمة اميركا في لبنان. ويثير ذلك التساؤل تاليا عما اذا كانت استهداف المروحية يصب في خانة استهداف مساعدة الجيش وتقويته فضلاً عن ابقاء البلاد مشرعة على السيطرة الحزبية لهذا الفريق او ذاك.