ـ صحيفة السفير:
بعد شغور في رأس الهرم العسكري، استمر منذ انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الخامس والعشرين من أيار الماضي، عيّن مجلس الوزراء امس القائد الثالث عشر للجيش اللبناني، منهيا بذلك فترة ثلاثة اشهر من الجدل والمماحكات السياسية حول مواصفات القائد الجديد للمؤسسة العسكرية. في غضون ذلك تسارعت وتيرة التحقيق في حادث اطلاق النار على مروحية الجيش اللبناني واستشهاد النقيب الطيار سامر حنا، فيما سلم "حزب الله&laqascii117o; مطلق النار على المروحية، كخطوة تندرج في سياق "التعاون الى ابعد الحدود&laqascii117o; الذي قرره الحزب مع الجيش والقضاء لجلاء هذه القضية والملابسات التي تحيط بها من جوانبها كافة. وكما كان متوقعا، عيّن مجلس الوزراء العميد جان قهوجي قائدا للجيش بعد ترفيعه الى رتبة عماد. وجدد في الوقت ذاته للسفراء من خارج الملاك، فيما عيّن السفير ناجي ابي عاصي مديرا عاما لرئاسة الجمهورية. ومن دون الاعلان عن ذلك، تقرر تعيين مدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري سفيرا (في الفاتيكان او في باريس).
وعكست الاجواء التي رافقت طرح التعيين في الجلسة، اعتراضا أبداه وزيرا اللقاء الديموقراطي غازي العريضي ووائل ابو فاعور على الطريقة التي أديرت بها طريقة التعيين، وهو ما دفع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط للاعلان عن عدم رضاه حيال ما جرى، داعيا الى "عدم تكرار مثل هذه المسرحيات في التعيينات المقبلة&laqascii117o; وقال: " كنا بغنى عن بعض المناورات الالتفافية التي تلاها وضع ما سمي بجدول المواصفات بعد أن كان قد حصل الاتفاق سابقا ولن أعلق على ذلك&laqascii117o;. وقالت مصادر وزارية ان اعتراض العريضي وابو فاعور، ارتكز على التأكيد بأن الموقف المبدئي، هو دعم المؤسسة العسكرية بشكل اكيد قولا وفعلا، وترجمة هذا الدعم عمليا على كل المستويات، وايضا في التعامل مع المؤسسة بشكل ودي على الارض، وعدم ارباكها بأحداث أمنية، والدعم الحقيقي يوصل الى ابعادها عن التجاذب السياسي.
وأشارت المصادر الى طريقين تحدث عنهما العريضي وأبو فاعور، كان يفترض ان يتم سلوكهما في التعيين، الاول عبر اعتماد خيار الكفاءة، والمؤسسة العسكرية زاخرة بالكفاءات، ولدى رئيس الجمهورية خبرة اكيدة في هذا المجال. وأما الثاني، فهو اعتماد توافق سـياسي، من خلال اشراك جميع القوى السـياسية وكذلك الوزراء المسـتقلون، لا ان تدار الامور في العتمة، وتجري "الفحوصات&laqascii117o; لدى بعض القوى السياسية، لتنتهي الى الاتفاق على ما تم طبخه في العتمة. ولفتت المصادر الانتباه الى ان خلاصة اعتراض العريضي وأبو فاعور، هي ان الاعتراض هو حصرا على الطريقة وليس على الشخص، والتأكيد على ان الصدق والوضوح هما الافضل مع الحلفاء والخصوم على حد سواء. وعلم في هذا المجال ايضا ان وزيري "القوات اللبنانية&laqascii117o; طوني كرم وإبراهيم نجار، وأيضا الوزير ابراهيم شمس الدين قد تحفظوا، على خلفية عدم إطلاعهم على اجواء التعيين، ولا على جدول المفاضلة، وعلى الاجتماعات التي عقدها بعض الضباط مع سياسيين.
وتجدر الاشارة هنا الى ان اعتراض الوزيرين التقدميين وكذلك تحفظ الوزراء الثلاثة الآخرين، يتقاطع مع التحفظ الذي ابداه البطريرك الماروني نصر الله صفير حيال هذا التعيين من اساسه، والذي عاد وكرره أمام وزير الدفاع الياس المر حينما زاره الاخير في الديمان قبل يومين. وأجواء اللقاء كما وصفتها مصادر واسعة الاطلاع، كانت حادة، حيث عبر البطريرك صفير بوضوح عن انزعاجه واستيائه البالغ، وخصوصا "ان هناك من سبق له ان قطع وعودا قبل انتخاب رئيس الجمهورية، لكنه أخل بها&laqascii117o;.
ويفترض ان يتسلم العماد قهوجي مهامه رسميا الاثنين المقبل في احتفال يقام في اليرزة، ومن المقرر ان يقوم اليوم بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، حيث سيتم وضع شارة "العمادة&laqascii117o;، كما سيقوم بوضع اكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول. وسيقوم ايضا بزيارة خاصة لمنزل اللواء الشهيد فرنسوا الحاج في بعبدا، اضافة الى زيارات لاحقة للمراجع الرسمية. وعلم ان العماد قهوجي قد وضع في جو حسم تعيينه نهارا، وتلقى اتصالات تهنئة مسبقة من العديد من المراجع السياسية. وفي لقاء معه قال لـ"السفير&laqascii117o; انه ليس محسوبا على اي طرف، وإنه فقط ابن المؤسسة العسكرية. وهو كان في الماضي ينفذ اوامر المؤسسة العسكرية ولا ينفذ اوامر هذا السياسي او ذاك. وقال العماد قهوجي: ان المهمة الاولى لي، ستكون اذاعة "امر اليوم&laqascii117o; للعسكريين، وسأحدد في امر اليوم خطة عملي للمرحلة المقبلة. والاولوية اعتبارا من بداية الاسبوع المقبل، هي الانصراف الى إتمام التعيينات والتشكيلات، لان الوضع لا يحتمل أي تأجيل. وما تجدر الاشارة اليه في هذا السياق، ان ترقية العميد جان قهوجي الى رتبة عماد قائد للجيش، تتجاوز ٥٨ من أقرانه العمداء.
في هذا الوقت، وفيما جرى امس، تشييع النقيب الطيار سامر حنا في مسقط رأسه تنورين في مأتم شعبي مهيب، تكثفت التحقيقات في شأن إطلاق النار على الطوافة التابعة للجيش اللبناني، وعقد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد اجتماعا مع قائد الشرطة العسكرية العميد الركن إبراهيم منصور، واطلع منه على التحقيقات الميدانية التي تجريها الشرطة العسكرية في شأن الطوافة، وأعطى توجيهاته اللازمة لمتابعة التحقيق وإتمامه بالسرعة القصوى تمهيدا لإجراء المناسب.
وكما كان متوقعا، اصدر "حزب الله&laqascii117o; بيانا، وضع فيه الحادث في عهدة القضاء داعيا الجهات السياسية كافة الى عدم تقديم تفسيرات لا أساس لها من الصحة على حادثة لم تعلم معطياتها بعد، وترك الأمر للقضاء المختص الذي سيقوم بمسؤولياته كاملة في هذا المجال. واحتسب الحزب الشهيد الطيار شهيدا للمقاومة والوطن كما هو شهيد للجيش، وأكد ان حادث اطلاق النار على الطوافة واستشهاد النقيب حنا، هو حادث "مؤسف ومؤلم جدا وله ملابساته التي سيظهرها التحقيق ان شاء الله&laqascii117o;. وأشار الى ان هذه القضية بكامل تفاصيلها وضعت في عهدة القضاء اللبناني. مؤكدا انه سيتعاون إلى "أبعد الحدود مع الأخوة الأعزاء في الجيش اللبناني ومع الجهات القضائية المختصة بما يكفل جلاء الحقيقة وإحقاق الحق&laqascii117o;. وأتبع "حزب الله&laqascii117o; بيانه بتسليم مطلق النار الى الشرطة العسكرية، وقد بوشرت التحقيقات معه بإشراف القاضي جان فهد.
وكان هذا الموضوع مدار نقاش في جلسة مجلس الوزراء، حيث شدد رئيس الجمهورية على الإسراع في التحقيقات وجلاء الملابسات، كما اعتبر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان الحادث ليس حادثا عابرا، فيما أطلع وزير الدفاع الياس المر المجلس على التفاصيل المتعلقة بالحادث، وعرض جملة وقائع وصفت بالموضوعية، ومنها على سبيل المثال، كما أوردتها مصادر وزارية، ان المروحية التي استهدفت بإطلاق النار عليها، تختلف من حيث اللون، مع اللون المعتمد للمروحيات التي يستخدمها الجيش اللبناني. وأيضا ان العلم اللبناني على المروحية ليس ظاهرا بشكل واضح، كما في سائر المروحيات، علما ان هذه المروحية قد زود بها الجيش حديثا من الإمارات العربية المتحدة. واللافت في هذه الوقائع ايضا، ان المروحية أصيبت بثلاث رصاصات فقط، وأن "الشباب تصرفوا بعد هبوط المروحية بأخلاقية وإنسانية واضحة، وحاولوا إسعاف الجريح وتقديم ما يلزم اليه&laqascii117o;.
وفي موازاة مداخلات بعض الوزراء الذين اعتبروا الأمر خطيرا، جاءت مداخلة الوزير محمد فنيش من جوهر بيان "حزب الله&laqascii117o;، اذ اكد ان هذا الحادث مؤلم ومؤسف، "ونحن نشعر اننا خسرنا الشهيد الطيار، وبالتالي نعتبره واحدا من شهدائنا، علما ان تاريخ المقاومة، لم يسجل ابدا، وجود اية مشكلة مع الجيش، او حتى امكانية ان تكون هناك مشكلة مع الجيش. نحن نترك الامر للتحقيق لكي نصل الى توضيح كل الامور وجلاء كل الملابسات&laqascii117o;.
ـ صحيفة النهار :
استرعى الانتباه اعلان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الدفاع الياس المر 'تسليم أحد مطلقي النار الى القضاء'، مما يعني أن تسليم 'حزب الله' عنصرا واحدا لا يمثل نهاية المطاف قضائيا. مع العلم ان قضية استشهاد النقيب حنا اتخذت أبعادا شعبية كما ظهر في مأتم تشييعه امس في تنورين بقضاء البترون، وأبعادا سياسية شملت معظم الاتجاهات، الامر الذي جعلها قضية تتجاوز احتمالات تقليل شأنها في المدى المنظور. وليلا أبلغ مصدر وزاري بارز في الاكثرية الى 'النهار' ان نتيجة التصويت في مجلس الوزراء 'لن تؤثر في دعمنا للمؤسسة العسكرية من قريب أو بعيد، بل ستزيدنا اصرارا على دعم المؤسسة والمحافظة عليها'.وعلم ان عملية تعيين قائد الجيش وما رافقها ستجعل تعيين مدير جديد للمخابرات يحل محل العميد جورج خوري الذي عين سفيرا للبنان لدى الفاتيكان أكثر صعوبة، ذلك انها ستتطلب مقاربة مختلفة لا بد ان تتبلور في المرحلة المقبلة.
وخارج موضوع الجيش، صدر عن مجلس الوزراء موقف يدين 'التعدي على الاراضي اللبنانية في دير العشاير (عند الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا) من خلال حفر بئرين ارتوازيتين داخل الاراضي اللبنانية في ممتلكات خاصة لمواطنين لبنانيين'. وفي المعلومات الرسمية التي أدلى بها وزير الاعلام طارق متري ان الرئيس سليمان 'أبلغ الى مجلس الوزراء انه يتابع اتصالاته في هذا الخصوص وهو ينتظر اجابة وافية عنه'.ولاحظت مصادر ديبلوماسية ان هذا الموقف الصادر عن حكومة تضم مختلف الاطراف، ومنهم من له علاقة بسوريا يمثل 'تطورا له أهميته'.وكان الوزير ابو فاعور اثار الموضوع ووصفه بانه 'اختراق من الجانب السوري للحدود اللبنانية مسافة 100 متر من أجل حفر البئرين الارتوازيتين'. (...) أما مدير المخابرات، فان تعيينه يتطلب مرسوماً يوقعه رئيسا الجمهورية والحكومة بناء على اقتراح وزير الدفاع. وعلم ان الخيار يدور بين العميدين جوزف نجيم والبر كرم.
وكان 'حزب الله' سلم الشرطة العسكرية 'الشخص الذي أطلق النار على الطوافة'، كما أفاد مصدر قضائي. وقال: 'ان مرتكب الاعتداء هو حالياً في أيدي القضاء العسكري الذي يحقق في القضية'.وقال نائب الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة اجرتها معه مساء أمس قناة 'المنار' التلفزيونية التابعة للحزب: عندما حصلت الحادثة وجدنا فيها ملابسات معينة ورأينا ان افضل طريقة هي احالتها على القضاء بما فيها الاستماع الى افادات الشهود والتحقيق مع مطلق النار ودرس طبيعة المنطقة (...) ولم نقم بأي أمر فيه اشكال مع الجيش اللبناني. هناك التباس واكتفي بهذا المقدار وأترك الرواية النهائية للقضاء'. وسئل هل كان حادث الطوافة رسالة تستهدف الجيش، فأجاب: 'عندنا رسالة واحدة الى الجيش: نحن واياكم في خندق واحد. ولن نسمح للاعبين المتأمركين والمصطادين في الماء العكر بان يلعبوا بيننا'.وعن تعيين العميد قهوجي قائداً للجيش قال قاسم ان الاختيار كان على أساس ان يكون من يشغل هذا المنصب 'قادراً على ان يدير هذه المؤسسة بطريقة موضوعية وألا يكون طرفاً مع أي جهة ضد جهة أخرى (...) والعميد قهوجي يتميز بهذه الصفات ووزيرنا في الحكومة وافق على هذا التعيين'. واستبعد 'حرباً اسرائيلية في القريب العاجل على لبنان'، لكنه أضاف: 'هناك احتمالان: الاول ان يعتبر الاسرائيلي الرد على عملية اغتيال الشهيد مغنية مبرراً للقيام باعتداء معين. والثاني وقوع حرب على ايران فتختلط الاوراق في كل المنطقة'.وكانت العلاقات الاعلامية في الحزب اصدرت بياناً وصف حادث المروحية بانه 'مؤسف ومؤلم جداً وله ملابساته التي سيظهرها التحقيق'.
على صعيد آخر، علم ان 'انتشاراً للواء العاشر في الجيش بدأ أمس في محاور التوتر السابقة في طرابلس. وسيستكمل اليوم.وكان اللواء العاشر قبل ذلك في الجنوب
ـ صحيفة المستقبل :
كان لأقطاب الأكثرية موقف موحّد من استهداف الجيش. رئيس تيار 'المستقبل' النائب سعد الحريري الذي أعرب عن تضامنه مع ذوي الشهيد إزاء الفاجعة التي ألمّت بهم جدّد التأكيد 'على دعم المؤسسة العسكرية والوقوف إلى جانب قيادتها في مواجهة كل التحديات'.أما رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط فاعتبر أن 'الحادث رغم الخسارة الفادحة يحتم ضرورة الإسراع في مناقشة الخطة الدفاعية على طاولة الحوار بحيث تتوحّد كل الجهود الأمنية في إتجاه واحد، أي في مواجهة العدو الإسرائيلي، ونصل إلى مرحلة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية مع دراسة سبل الحفاظ على خصوصية الجنوب والمقاومة ونتفادى تكرار مثل هذه الحوادث التي لا تساهم في دعم الجيش في جهوده الكبرى التي يبذلها على مستوى حماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية (..)'. رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع تمنّى على الحكومة 'انهاء التحقيقات في الحادث بأسرع وقت ممكن وعدم المماطلة بها حتى لا نصل كالعادة إلى نتيجة غير واضحة وغير مجدية'. وقال 'نفهم لو حدث هذا الإعتداء من قبل الإسرائيليين، ولكن أن يتم اطلاق النار على طوافة للجيش اللبناني داخل الأراضي اللبنانية وفي إقليم التفّاح تحديداً بحيث نتج عنه استشهاد ضابط في الجيش، فهذا أمر غير مقبول وغير مفهوم على الإطلاق (..)'.
في غضون ذلك أفاد مصدر قضائي أن 'حزب الله' سلّم شخصاً أطلق النار على طوافة الجيش، وأن 'مرتكب الاعتداء هو حالياً في ايدي القضاء العسكري الذي يحقق في القضية'. غير ان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم اوضح أن 'تسليم مطلق النار على الطوافة العسكرية إلى القضاء للتحقيق معه هو لوضع الأمور على السكة الصحيحة'. وتحدّث قاسم عن 'التباس في الحادث' وأن 'له حدودا ضيقة وليس له اي تفسير سياسي أو أبعاد أمنية وغير أمنية' و'ليس هناك رسائل للجيش اللبناني، وليس من حاجة إلى رسائل' معلناً 'اكتفاءه بهذا المقدار' وتاركاً الأمر 'للقضاء اللبناني كي يتحدث عن رؤيته التي ستكون الرواية الحقيقية'.
وسبق تسليم العنصر المسلّح خروج 'حزب الله' عن صمته ببيان وزّعه واعتبر فيه أن ما جرى كان 'حادثاً مؤسفاً ومؤلماً جداً وله ملابساته التي سيظهرها التحقيق'. واعتبر أن هذه 'القضية وضعت بكامل تفاصيلها في عهدة القضاء اللبناني باعتباره المرجعية الطبيعية والقانونية للبت بها'. وإذ احتسب 'حزب الله' الشهيد حنا 'شهيداً للوطن وللمقاومة كما هو شهيد للجيش' فقد أمل 'من الجهات السياسية كافة عدم تقديم تفسيرات لا أساس لها من الصحة على حادثة لم تعلم معطياتها بعد، وترك الأمر للقضاء المختص.
ـ صحيفة الحياة :
في حين لم يعلن بيان &laqascii117o;حزب الله" صراحة تحمله مسؤولية إطلاق النار على المروحية واستشهاد الضابط الطيار حنا، أعلن مواربة تورط عناصر منه بالحادث، حين أشار في بيانه الى أن &laqascii117o;القضية وضعت بكامل تفاصيلها في عهدة القضاء اللبناني باعتباره المرجعية الطبيعية والقانونية للبت بها". وقالت مصادر قضائية لـ &laqascii117o;الحياة" ليلاً ان &laqascii117o;حزب الله" سلّم الى السلطات المختصة أحد عناصره الذي تردد أنه أطلق النار على المروحية، للتحقيق معه. وعلمت &laqascii117o;الحياة" ان رئيس البرلمان نبيه بري لعب دوراً بعد ظهر أول من أمس، في اتصالاته مع قيادة &laqascii117o;حزب الله" بدعوتها الى إصدار موقف يضع المعالجة المطلوبة في عهدة المؤسسات والقضاء اللبناني، لجلاء الملابسات &laqascii117o;لأنه لا يجوز أن يمر الحادث من دون إجراءات تفادياً لآثاره السلبية على علاقة المقاومة بالمؤسسة العسكرية". وأوضحت مصادر واسعة الاطلاع لـ &laqascii117o;الحياة" ان بري شجع قيادة الحزب على تسليم المشتبه باشتراكهم في إطلاق النار على المروحية العسكرية للقضاء العسكري للتحقيق معهم، وأشارت الى أن جهود بري لقيت تجاوباً. وفيما أمل الحزب في بيانه &laqascii117o;من الجهات السياسية كافة عدم تقديم تفسيرات لا أساس لها" للحادث، بعد أن كانت مصادره أشارت الى وقوعه بسبب عدم التنسيق بين الجيش والمقاومة، فإن الحادث يشكل نكسة لدعوة الحزب الدائمة الى صيغة التنسيق والتكامل بين الدولة والجيش من جهة والمقاومة من جهة ثانية، بدلاً من نظرية قوى الأكثرية بحصرية السلاح بإمرة الدولة والجيش ودمج المقاومة فيه
ـ صحيفة الأخبار :
أجرى مجلس الوزراء سلسلة تعيينات شملت تعيين: السفير ناجي أبي عاصي مديراً عاماً لرئاسة الجمهورية، العميد سالم أبو ضاهر مستشاراً في رئاسة الجمهورية، العميد جان قهوجي قائداً للجيش، وتجديد تعيين السفراء: نواف سلام في بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، رامز دمشقية في ألمانيا، مروان زين في السعودية، خالد زيادة في مصر والجامعة العربية، فاسكين كالمكيان في كازاخستان، وخضر حبيب في غينيا كوناكري، إضافة إلى الموافقة على مشروع قانون ترقية ضباط قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والضابطة الجمركية لأعوام 2006 و2007 و2008.
وفي أول رد فعل على تعيين قائد جديد للجيش، أثنى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، على تعيين قهوجي، قائلاً إنه يملك تلك &laqascii117o;العقيدة التي تتمتع بها المؤسسة العسكرية لناحية العداء لإسرائيل، والتنسيق الدقيق مع المقاومة ومنع الاصطدامات الداخلية وحفظ السلم الأهلي". على صعيد آخر، عُلم أن سفير السعودية عبد العزيز خوجة، نقل إلى رئيس الجمهورية دعوة لزيارة عاجلة جداً إلى الرياض، فاعتذر سليمان لارتباطه بزيارة إلى الدوحة، خشية تفسير تلبيته للدعوة السعودية بأنها موجّهة ضد قطر. وكان سليمان قد اطّلع من النائب روبير غانم على ما توصّلت إليه لجنة الإدارة والعدل في ما يتعلق بقانون الانتخابات النيابية.
وكان رئيس الحكومة قد استقبل صباحاً في السرايا، قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، واطّلع منه على سير التحقيقات في الحادثة. وأكد في الدردشة الأسبوعية مع الصحافيين بعد صلاة الجمعة التي أداها في السرايا مع سفير السعودية، الحرص على ضرورة معرفة الحقيقة كاملةً، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم التسرّع &laqascii117o;في أي استنتاج قبل التحقيق".
وبرز موقف لوزير العدل إبراهيم نجار، الذي قال إنه &laqascii117o;من الصعب أن يكون الحادث مدبّراً أو أن تكون ثمة مكيدة منظّمة ضد الجيش"، أو استهدافاً للجيش، مشدّداً على وجوب أن يأخذ التحقيق مجراه &laqascii117o;ومن ثم نبني على الشيء مقتضاه. أما أن نتحدث اليوم عما يشبه &laqascii117o;فتح لاند"، فهذه تفاصيل سياسية أكثر من أن تكون موضوعية بالمعنى الكامل للكلمة". وأضاف إن هناك &laqascii117o;مفارقة كبيرة جداً اليوم أن تكون مروحية للجيش في متناول رصاص أو سلاح، من المفترض أن يكون صديقاً لهذا الجيش. لذا، علينا التريّث وانتظار نتائج التحقيق في الحادثة، من دون تأزيم الأوضاع والمسارعة إلى الاتهامات. يجب أن نكون موضوعيين، والتأكد ما إذا حصلت هفوة من القوى التي كانت موجودة على الأرض. وفي أي حال، لا أعتقد أن هذه القضية ستبقى طي التغليف أو الكتمان، بل سيجري تناولها جدياً".
ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، ما حدث بأنه &laqascii117o;عدوان"، وقال: &laqascii117o;يجب أن يتذكر الجميع أن المروحية العسكرية التي سقطت نتيجة هذا الاعتداء هي لبنانية وليست إسرائيلية، وأن النقيب الطيار سامر حنا هو لبناني لا إسرائيلي"، ورأى &laqascii117o;أن اللبنانيين لن يعودوا آمنين على أنفسهم وجيشهم في وسط الاعتداءات المتكررة بين اللبنانيين أنفسهم". وقد اتصل النائب سعد الحريري، أمس، بوزير الدفاع واللواء الركن المصري، مستنكراً، ومجدّداً التأكيد &laqascii117o;على دعم المؤسسة العسكرية والوقوف إلى جانب قيادتها في مواجهة كل التحديات". كذلك تقدم التيار الوطني الحر، من قيادة الجيش وعائلة النقيب الشهيد بأحر التعازي، واصفاً ما جرى بـ&laqascii117o;الحادثة الأليمة"، وأمل &laqascii117o;إجراء التحقيق السريع في الحادث، وتحديد المسؤوليات بالسرعة الممكنة كي يضبط الحادث في إطار واقعه الطبيعي ولا يستغل سياسياً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان". ورأى رئيس جبهة العمل الإسلامي فتحي يكن، أن الحادث &laqascii117o;يفتح الباب على مصراعيه أمام توجيه أصابع الاتهام إلى المقاومة ــــ بصرف النظر عن احتمال أن يكون هذا الحادث مدبّراً من قوى مندسّة للإيقاع بين حزب الله والجيش ــــ عشية موعد انتخاب قائد للجيش".وشدد رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، على &laqascii117o;ضرورة انتظار التحقيق، والحذر الشديد من فتح ثغرة أمنية داخلية أمام العدو الإسرائيلي في هذه المنطقة الحساسة من لبنان". ورأى رئيس ندوة العمل الوطني عبد الحميد فاخوري، أن ما حصل &laqascii117o;يضع الكل أمام مسؤولياته، لكشف كل وقائع ما حدث من خلال تحقيق واضح وصريح لتفادي الوقوع في فخ ما ينصبه العدو الإسرائيلي من كمائن لإثارة الخلافات بين الجيش والمقاومة". ورأت الرابطة المارونية أن &laqascii117o;الحادث خطير ولا يمكن تبرير الدافع إليه"، داعية إلى تكثيف التحقيقات لكشف ملابساته وتحديد المسؤوليات &laqascii117o;لكي يُبنى على الشيء مقتضاه".
إلى ذلك، برزت محاولة لاستثمار الحادثة في اتجاه المطالبة بتسريع وضع سلاح المقاومة على طاولة الحوار، تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية، التي أجمعت قوى 14 آذار على أن الحادثة تستوجب اعتبار هذا الأمر أولوية وعند البعض مطلباً وحيداً. وبرّر النائب جنبلاط &laqascii117o;ضرورة الإسراع في مناقشة الخطة الدفاعية"، بتوحيد كل الجهود &laqascii117o;في مواجهة العدو الاسرائيلي ونصل إلى مرحلة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية مع دراسة سبل الحفاظ على خصوصية الجنوب والمقاومة ونتفادى تكرار مثل هذه الحوادث"، داعياً إلى &laqascii117o;الترفع عن كل ما من شأنه إضعاف الجيش، والسعي الجدي والفعلي لا الكلامي لحماية المؤسسة العسكرية ورفض التعرض لها بأي شكل من الأشكال وتحت أي عنوان من العناوين".وطالب النائب عاطف مجدلاني بإحالة الحادثة &laqascii117o;على المجلس العدلي، وتصنيفها في خانة جرائم الإرهاب ضد الدولة، والتعاطي مع مرتكبي هذه الجريمة الموصوفة على أساس ارتكابهم الخيانة العظمى". وطالب بتسريع خطوات بدء الحوار لوضع حد لشعار &laqascii117o;السلاح لحماية السلاح". ورأى النائب ميشال فرعون أن ما حدث &laqascii117o;خطير بتوقيته وأبعاده ودلالاته وحساسية المكان وخصوصيته (...) الأمر الذي يطرح أسئلة وشكوكاً كبيرة عن ظروف الحادث وملابساته ومرتكبيه والهواجس والأهداف الكامنة وراءه، وانعكاساته على أكثر من صعيد". وبعد زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير، قال النائب مصباح الأحدب &laqascii117o;إن استهداف الطوافة هو عملية غير مبررة"، داعياً إلى &laqascii117o;وضع حد فاصل بين سلاح المقاومة الموجه ضد إسرائيل والسلاح الذي شهدناه في الداخل وله وجوه متعددة". وأمل بحث الاستراتيجية الدفاعية &laqascii117o;من دون تباطؤ أو تأخير لأنها الأهم بين كل المواضيع المطروحة".
ـ صحيفة البلد :
نجح 'حــزب الله' بتجاوز قطوع حادث الطوافة العسكرية التابعة للجيش اللبناني بعدما استبق جلسة مجلس الوزراﺀ بتسليم مطلق النار الــى القضاﺀ العسكري الامــر الذي ادى الى تراخي النقاشات، وسحب هــذا الفتيل فــرض نقاشا معمقا بعيداً عن التشنج (...). واستنكرت شخصيات سياسية وحزبية التعرض للجيش، وذهبت مواقف الى توجيه اتهامات مباشرة لـ 'حزب الله' وصلت الى حد المطالبة بمحاكمته، محذرة من صدام بينه وبين الجيش. وبعد 24 ساعة على الحادثة خرج 'حزب الله' عن صمته فأكد في بيان التعاون الــى ابعد الحدود مع الجيش والقضاﺀ لجلاﺀ الحقيقة وإحــقــاق الــحــق، واعتبر ان النقيب الشهيد هــو شهيد للمقاومة.
وعلى صعيد اخر واصل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد هيل امس جولته على القيادات فالتقى النائب العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وعددا من قيادات قوى 14 آذار.
ولخصت مصادر في هذه القوى المطالب التي طرحتها على هيل بالآتي: : اولا مــا بعد اتــفــاق الــدوحــة، وضعت الغالبية الانتخابات في مواجهة السلاح وهــذا الطرح لم يكن دقيقا اذ ان الأصحّ هو وضع ســلاح 'حــزب الــلــه' فــي مواجهة القرار، 1701 على قاعدة ان تنفيذ 1071 الـ يؤمن السلام للبنان، فيما ابقاﺀ السلاح يفسح في المجال امـــام المزيد مــن الــحــروب وحــال عدم الاستقرار. فـ 'حزب الله' يريد المساكنة بين السلاح '1701والـ.
ثانيا: كان تشديد على ضرورة مــشــاركــة الجامعة العربية في طــاولــة الــحــوار لان ايـــران حاضرة على الطاولة من خلال حزب الله، ويفترض تاليا على لبنان الذي يتمسك باتفاق الطائف وبهويته العربية ان يكون حاضرا الى جانب الجامعة العربية.
ثــالــثــا: ضـــرورة اســتــمــرار دعم المؤسسات الرسمية اللبنانية من رئيس الجمهورية الى الحكومة الى مبدأ تداول السلطات، بعدما تبين ان طاولة الحوار التي سيرئسها رئيس الجمهورية تتعرض لضغط 'حزب الله'.
فــي المقابل قــال قــيــادي في الــتــيــار الــوطــنــي الــحــر لـــ 'صــدى البلد'، ردا على السجالات التي يتولاها فريق 14 آذار خصوصا في موضوعي السلاح والامــن، ان هــذا الفريق ليس مقتنعا حتى الآن بالتبدلات التي تحصل على الساحتين اللبنانية والعربية. ورأى ان بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة لجأ هذا الفريق الى المماطلة والــتــمــتــرس خــلــف تقسيمات انتخابية وخطة دفاعية بهدف توتير الاجواﺀ و 'تطيير' الانتخابات النيابية.
ـ صحيفة الديار :
ذكرت مصادر وزارية ان الوزير المر اشار في مداخلته الى تعاون حزب الله الكامل في التحقيقات. وكشفت المصادر انه في وقت كان المجلس يناقش ملابسات هذا الحادث وصلت رسائل SMS على الهواتف النقالة للوزراء تحمل خبر تسليم الحزب لمطلق النار على الطوافة وهذا ما انعكس اجواء ايجابية وارتياحاً واكد مجلس الوزراء على ضرورة اجراء تحقيق شفاف وان المجلس سوف يتابع هذا الموضوع والتحقيق الذي بدأه القاضي جان فهد.