صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 30/8/2008
ـ صحيفة الشرق الأوسط بيروت : تطل بلدة سجد على كامل الجنوب اللبناني وعلى الجليل الاعلى من فلسطين المحتلة، وعلى قسم من الجولان السوري المحتل وعلى شاطئ البحر الابيض المتوسط. وهي تقع شمال نهر الليطاني. ويعود اسمها الى نبي دفن على تلة فيها: فكلمة سجد مرتبطة بمعنى السجود لله. وموقع سجد الجغرافي بين نهري الزهراني والليطاني يمنحها اهمية استراتيجية ويجعلها نقطة وصل بين الجنوب والبقاع. وتقع البلدة في منطقة يطلق عليها اسم جبل الريحان. وهي كانت موقعا عسكريا اساسيا للجيش الاسرائيلي قبل العام 2000 وتعرضت لعمليات متلاحقة من قبل &laqascii117o;المقاومة الاسلامية" كان اهمها عملية في العام 1999 حيث رفع المقاومون اعلام حزب الله في الموقع الذي تحول مذذاك مركزا رئيسيا لانتشارهم في منطقة اقليم التفاح. وقد تحولت سجد بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 الى &laqascii117o;خط الدفاع" الثاني لحزب الله بحسب ما يقول الاهالي الذين يتحدثون عن تحصينات ومواقع عسكرية فوق الارض وتحتها. وتفيد المعلومات ان حزب الله عمد الى شراء بعض الاراضي في المنطقة التي برزت اهميتها بعد صدور قرار مجلس الامن الرقم 1701 وانتشار القوات الدولية المعززة (يونيفيل) جنوب نهر الليطاني، ما جعل سجد &laqascii117o;منطقة مثالية" على حدود منطقة عمل اليونيفيل
ـ صحيفة الشرق الأوسط طارق الحميد : جرائم حزب الله الإيراني بحق لبنان، واللبنانيين، لا تنتهي. لكن المؤسف أن هناك من النواب والساسة اللبنانيين من يجبنون أو يتقاعسون حتى عن التعليق على أفعال الحزب الإيراني، إما بدافع الخوف، أو التواطؤ. وأبسط دليل على ذلك عملية إسقاط طائرة الجيش اللبناني في الجنوب. ميليشيا حسن نصر الله التي تحتل لبنان فعليا، وبقوة السلاح، لم تكتف بإنشاء مربعات أمنية على الأراضي اللبنانية، بل شرعت برسم مربعات جوية، فإذا كان حزب الله الإيراني يملك حق النقض داخل الحكومة اللبنانية، ويملك المربعات الأمنية جويا وأرضيا، ويسيطر على المطار، وله اتصالاته الخاصة، فما الذي بقي في لبنان؟! حزب الله الإيراني الذي احتل بيروت بقوة السلاح، وهذا أمر لم تفعله من قبل إلا إسرائيل، واليوم يسقط طائرة للجيش اللبناني بقوة السلاح في مشهد لم تفعله إلا إسرائيل أيضا من قبل، فما الذي بقى من جرائم لم يفعلها الحزب بحق لبنان الدولة والمواطن. لقد أصبح حزب نصر الله أكثر خطرا على لبنان، دولة ووحدة، ومواطنين، من إسرائيل وسلاحها، ورغم ذلك يخرج نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان ليقول معلقا على إسقاط طائرة الجيش اللبناني إن &laqascii117o;مندسا يعمل لحساب إسرائيل أطلق الرصاص على الطائرة". تعليق نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لا يعني شيئا إلا التواطؤ مع حزب الله الإيراني ضد الدولة اللبنانية والجيش، وإلا أفلا يعلم الشيخ قبلان، خصوصا أن لا سر على الإطلاق في لبنان، بأن الحزب لم يطلق النار وحسب على الطائرة المروحية التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا مرديا أحد طياريها قتيلا بعد أن أصابته الطلقة النارية في الرأس، بل إن المعلومات تشير إلى أن الحزب الإيراني أصر على استجواب الطيار المصاب الآخر قبل أن يسمح بإتمام عملية إسعافه! جرائم حزب حسن نصر الله لا تنتهي، وواضحة للعيان، لكن المؤسف هو تواطؤ بعض القيادات مع الحزب ضد الدولة والجيش، وكلنا يذكر تصريحات الرئيس اللبناني السابق إميل لحود بحق الجيش وقدراته إبان حرب يوليو (تموز) 2006، والتي أطلقها من أجل الدفاع عن حزب الله الإيراني، قائلا إن الجيش ليس مؤهلا لمواجهة إسرائيل. عندما نقول تواطؤا فلسبب بسيط وهو أن حزب الله ما هو إلا خلية إيرانية تعمل وفقا لتعليمات الولي الفقيه، لا من أجل مصلحة لبنان. ويكفي التذكير بالتصريحات الإيرانية الأخيرة التي تقول إن حلفاء إيران الشيعة في العالم العربي سيتولون الرد على أي عمل عسكري تتعرض له طهران، وسبق لحسن نصر الله أن فاخر بكونه فردا في حزب الولي الفقيه. وبعد كل ذلك ما زال بعض اللبنانيين، ومن أجل الصراع على السلطة، يسلمون لبنان، واللبنانيين، قربانا لإيران وأطماعها في المنطقة، على الرغم من أن الحزب لم يدخر سلاحا إلا واستخدمه ضد لبنان، واللبنانيين، يوم احتلال بيروت، واليوم بالاعتداء على الجيش الذي كثيرا ما كان نصر الله يقول إنه رمز لوحدة لبنان. لكن ما أكثر ما قال السيد، وما أكثر ما انقلب على ما قاله كما انقلب على بيروت في السابع من مايو (أيار)!
ـ صحيفة البلد جورج ياسين : أعلن رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فييون في ختام المؤتمر السنوي للسفراﺀ الفرنسيين المعتمدين في العالم انه ينوي زيارة لبنان في الخريف للمساهمة في 'اعادة اطلاق النمو الاقتصادي'.سألت 'صدى البلد' مكتب فييون عن تاريخ الزيارة بالتحديد فأجاب ان الامر سيعلن عنه في وقت قريب.وقال فييون في خطابه أمام السفراﺀ الفرنسيين في باريس: 'ان الدبلوماسية التي يقودها الوزير برنار كوشنير وباشرافه تقوم على الحضور والمبادرات حيث تعطي الاولوية لمصالح فرنسا، تساهم في التوازنات الدولية والدفاع عن حقوق الانسان في وقت تعزز دور الاتحاد الأوروبي'.وأشار الى 'ان المساعي التجديدية التي قام بها الرئيس نيكولا ساركوزي خلقت وضعا غير مسبوق ما اعاد فرنسا الى مركز اللعبة.فعقد اجتماع تاريخي في 13 تموز للدول المتوسطية سمح بجلوس رؤساﺀ الدول حول طاولة، وهو امر لم يحصل في السابق بين بعض رؤساﺀ هذه الدول 'في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود أولمرت.وبعدما تحدث باقتضاب عن دور فرنسا في محاولة منع ايران من الحصول على سلاح نووي اوضح: 'في لبنان ناشدنا من دون استثناﺀ ومن دون مجاملة كل الاطراف للسيطرة على ازمة كادت تتحول الى مواجهات مسلحة جديدة'. وقال: 'سأزور بيروت في الخريف بصحبة وفد مهم جدا من رؤساﺀ الشركات الفرنسية للمساهمة في معاودة اطلاق تنمية لبنان الاقتصادية'. يذكر ان فييون رافق الرئيس ساركوزي في زيارته الاولى بعد انتخاب الرئيس سليمان في السابع من حزيران واجتمع على انفراد برئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
ـ صحيفة البلد علي ضاحي : لا يقل الالــم الذي يعتصر قلب ذوي الشهيد عن الالم الذي يسببه الاستغلال السياسي الــمــتــواصــل للحادثة وللتطورات الامنية المتلاحقة الاخرى وتوظيفها في اطار مصلحي سياسي او حزبي او انتخابي او شخصي.واذا كـــان مــن المبكر التكهن بــمــجــريــات مــا حــصــل قــبــل انتهاﺀ الــتــحــقــيــق الــقــضــائــي العسكري وكــشــف الــمــلابــســات. كـــان لافــتــاً الــحــكــمــة والادراك والــمــســؤولــيــة الوطنية العالية التي تميز بها بيان قــيــادة الجيش- مديرية التوجيه على غرار كل بياناتها. والتي قطعت فيه دابر كل التأويلات والتحليلات والاجــتــهــادات بعد تأكيدها خبر تعرض المروحية لاطلاق نار من قبل مسلحين واستشهاد الطيار وجرح الآخر هامسة ضمنا انه حادث وليس استهدافا مباشرا ومتسلسلا للجيش ومشيرة الى مباشرة التحقيقات.وكان لاول تعليق لـ 'حزب الله' على الحادث صدى ايجابي على الساحة السياسية فــي مــا عــدا مــا نشّز به قائلو كلام الحق الذي يراد به باطل ومنتحلو صفات المقاومة والوطنية ولابسو اثواب فضفاضة على ابدانهم ولا تليق الوانها عليها.والــجــديــر بــالــتــوقــف عــنــده في البيان هو وعــي 'حــزب الله' جيدا لحدود مهماته ونطاق صلاحياته فهو مقاومة شعبية مسلحة هدفها حماية لبنان وشعبه وقادة المقاومة من الاعتداﺀات الاسرائيلية. وهذه المقاومة مشرعة في البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية وتتكامل مع دور الجيش الوطني الواضح الانتماﺀ والعقيدة والهدف وهو حماية لبنان وارضه وسيادته وشعبه. وبالتالي فان 'حــزب الله' وسلاحه لا يرسمان حــدودا لا لدولة 'حزب الله الخارجة عن القانون' والتي تمتلك كما يدعي البعض 'حــدودا وعمقا امنيا او مربعات جوية او برية'. فان لا وجهة لسلاحه الا صــدر الــعــدو الاسرائيلي وبالتالي فان من يقف في الوسط فهذه مشكلته.وفــي المحصلة يــقّــر 'حـــزب الله' ضمنا بجزﺀ من المسؤولية عن الحادث المؤسف والاليم ويسلم كما كان دائما بمرجعية الدولة التي يشكل جزﺀا هاما منها وبقضائه ونزاهته بانتظار جلاﺀ الحقيقة كاملة.
ـ صحيفة البلد
داوود رمال:
جاﺀت حادثة اطلاق النار على الطوافة العسكرية في اقليم التفاح، لتزيد من حجم الحملات المستمرة على 'حــزب الله' وسلاحه، وتلقفتها القوى المناوئة لــه كــي تصعد مــن وتيرة هجومها وانتقاداتها. يقول مصدر مطلع 'خيراً فعلت قيادة الجيش ومعها قيادة حزب الله، في التعاون والتنسيق السريع لتحديد المسؤوليات ومنع استثمار هذه الحادثة بما يعكر صفو العلاقة المتينة بين المؤسسة العسكرية والمقاومة، ويرى 'ان القراﺀة الأولية توصي بأن هناك تقصيراً متبادلاً في التنسيق والتقدير بين الحزب والجيش ادى الى وقوع الحادثة واستشهاد النقيب سامر حنا وان هذا الخلل يتم تحديده ورصــده لعدم وقوعه في المستقبل خصوصاً وان حالة من الحذر والتأهب تعيشها المقاومة بشكل دائم لأنها تتوقع في اي لحظة عملاً عدوانياً اسرائيلياً بأشكال مختلفة وهــذا التحسب ارتفعت وتيرته بعد عدوان تموز '2006.
ـ صحيفة المستقبل بول شاوول إنّه زمن القتلة بامتياز : إسرائيل كعادتها تهدد لبنان بتدميره على رؤوس أهله وتدمير 'البنية التحتية'. إيران تهدد إسرائيل بصواريخ يصل مداها الى كل أرجاء الدولة العبرية. عال! إسرائيل تهدد أيضاً إيران ثم تهدد حزب الله لا سيما بعد 'تيقنها' بأنه ينصب صواريخ تعرض طيرانها للخطر (في لبنان طبعاً).. ومحمد رعد هدد إسرائيل أيضاً بأن حزب الله (اللبناني) سيرشقها بـ11 ألف صاروخ عند أول رصاصة تطلق على إيران (التصريح لبناني ومن لبنان). حزب الله يشيد بالجيش ليعطله ثم ليستوعبه في مفاصله وقيادته الأمنية والعسكرية الاستراتيجية الدفاعية ضد إسرائيل على طاولة لا نعرف إذا كانت 'ستنصب' في خيمة أم على سطح. قانون الانتخابات 'يسلك' في فصله الأول (وزعل جنرال الهزائم ميشال هللويا). وميشال هللويا ما غيرو هدد بدوره بانقلاب يغير الواقع (وهو مع حلفائه ما زالوا أقلية)، طبعاً بأذرع وأطراف وأعضاء سواه! يضاف الى كل ذلك أخبار عن تدفق أسلحة عبر الحدود السورية آتية من بلاد 'الغواصات' الجديدة والقنبلة النووية العتيدة والصواريخ العملاقة بعيداً عن بلاد فارس وغير فارس. طرابلس مهددة بحروب وتقسيمات واعتداءات ودمار وتخريب. الجيش اللبناني لم يستكمل عديده ولا عدته ولا ربما جهوزيته ولا قراراته ولا 'ثقافته' ولا دوره. الميليشيات المظفرة التي تركت 'المقاومة' ها هي تعبث بشوارع بيروت وسعدنايل والشمال بسلاح المقاومة نفسه.إنها اللحظة غير اللبنانية بامتياز التي ترخي زمنها على لبنان. كمّاشات وكلاّبات ونار تحاصره: من الخارج (عبر بعض 'أبناء' الداخل البرَرَة)، ومن الداخل (عبر عملاء الخارج)، على مساحات ملتبسة من الشحن المذهبي والطائفي والمناطقي.
ـ صحيفة السفير جورج علم : ما يزيد من فداحة استشهاد النقيب الطيار، استغلالها سياسيّا وطائفيّا، وتبدو حدود الاستغلال هنا واسعة وسع قائمة المزايدين المستفيدين، حيث راح بعضهم ينفخ فورا في البوق الطائفي والمذهبي، فيما بعضهم الآخر وجد الفرصة مؤاتية للهجوم على ورقة التفاهم بين "حزب الله&laqascii117o; و"التيار الوطني الحر&laqascii117o;، أما الطرف الثالث فوجد في الحادثة ما يمكن البناء عليه لتلميع صورته وتحصين مواقعه في المعركة الانتخابية لموجهة الجنرال وتياره إن في الجرد الماروني، او في المناطق ذات الغالبية المسيحيّة من خلال تأجيج المشاعر والحساسيّات ضد من يتحالفون مع "حزب ولاية الفقيه&laqascii117o;، "الذي يريد ان يحوّل لبنان الى جمهوريّة إسلاميّة إيرانيّة؟!&laqascii117o;. ومع ذلك يبقى التحقيق مهمّا، ولو لم تؤد نتائجه الى إعادة الحياة الى النقيب الشهيد. إنه المحك لاختبار قدرة الدولة ومقدرتها على حماية أبنائها، وفرض العدالة ومنطق القانون. والمحك لاختبار مدى استعداد الاطراف المتورطة للعودة الى سقف الدولة ومؤسساتها.
ـ صحيفة السفير عماد مرمل: يبدو، حسب المعلومات، ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد أبلغ المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته الاخيرة الى بيروت بان الاسرائيليين يعنون ما يقولون وانهم جديون في تنفيذ تهديداتهم إذا نفذ حزب الله عملا عسكريا او أمنيا ردا على اغتيال قائده العسكري عماد مغنية. ولئن كان حزب الله يستبعد حصول عدوان إسرائيلي قريب، واضعا التلويح به في إطار الحسابات الداخلية لقادة العدو، إلا ان الحزب لا يسقط من حسابه إمكان وقوعه في أي لحظة، وهو يتصرف على هذا الأساس ليس الآن فقط وإنما منذ الدقيقة الاولى التي تلت وقف إطلاق النار في ١٤آب .٢٠٠٦ ووفقا للمعطيات التي توافرت لدى أوساط واسعة الاطلاع فان أي حرب إسرائيلية جديدة ستعتمد هذه المرة على الاجتياح البري. ومن المتوقع ـ حسب السيناريو المفترض للعدوان المقبل ـ ان يشارك ما بين ٨٠ و٩٠ ألف جندي إسرائيلي في الاجتياح، على قاعدة ان قادة العدو يفترضون ان القوات البرية تستطيع من خلال احتلال الارض السيطرة على مخازن الصواريخ العائدة للمقاومة، وبالتالي منع إطلاقها في اتجاه فلسطين المحتلة. ويبني حزب الله استعداداته الميدانية، آخذا بعين الاعتبار هذا السيناريو الذي يتحضر له جيدا وخصوصا انه من محبذي المواجهة المباشرة مع العدو، على الارض، حيث يستطيع تحقيق نتائج باهرة كما أثبتت تجربة تموز. واذا كانت "القدرات التسليحية&laqascii117o; المتنامية للحزب تشكل الضمانة الاهم بالنسبة اليه، إلا ان ذلك لا يمنع ان التطورات الدولية التي سجلت مؤخرا ساهمت بدورها في تعزيز أوراقه، ولا سيما بعد "معركة جورجيا&laqascii117o; التي عجلت في اكتمال التحول في موقع روسيا وانتقالها الى "معسكر الممانعة&laqascii117o; في مواجهة الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا. وتأسيسا على هذا التحول، عادت "المظلة الروسية&laqascii117o; لتمتد فوق محور سوريا ؟ ايران - حزب الله - حركة حماس، وتدفق السلاح الروسي من جديد في اتجاه هذا المحور، بعدما أدركت موسكو ان حماية مصالحها لا تكون باعتماد سياسة الانكفاء الى ما وراء الحدود، كما كان سائدا في السنوات الماضية، بل ان رعاية هذه المصالح تتطلب التمدد نحو "الساحات الخارجية&laqascii117o; لبناء خطوط دفاع متقدمة، ومن بينها ساحة الشرق الاوسط، حيث يمكن إيلام الولايات المتحدة وإسرائيل، ردا على تغلغلهما في جورجيا وتحويلها الى منصة معادية لروسيا. وهكذا، قررت موسكو إحياء المحاور الاقليمية والدولية التي يمكن عبرها مواجهة واشنطن وحلفائها، وعاد الروس بقوة الى أزمة المنطقة، وتحديدا من بوابة تحسين الامكانات العسكرية لـ"قوى الممانعة&laqascii117o; التي وجدت في مناخ "الحرب الباردة&laqascii117o;، المستعادة تدريجيا، بيئة إستراتيجية ملائمة لها. وقد استفادت "قوى المواجهة&laqascii117o; سريعا من "عائدات&laqascii117o; إعادة إنتاج الدور الروسي، بعدما فتحت أمامها أبواب صفقات السلاح التي ظلت مقفلة فترة طويلة من الوقت، وعادت موسكو "حاضنة دولية&laqascii117o; للمطلوبين لـ"العدالة الاميركية&laqascii117o;، الامر الذي أدى الى خلط الاوراق مجددا في وعاء المنطقة الممتدة من غزة الى طهران مرورا ببيروت ودمشق. لكن دمشق، وبموازاة خوضها في التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، تتصرف في الوقت ذاته وكأن الحرب واقعة غدا وتواصل إستعداداتها العسكرية على هذا الصعيد تحسبا لكل الاحتمالات.
ـ صحيفة النهار إميل خوري: إذا كانت سوريا لا تخطط، كما تعلن لعودتها عسكريا الى لبنان، فانها لا تخفي رغبتها في العودة اليه سياسيا، وما يهم سوريا في الوقت الحاضر هو تأمين فوز قوى 8 آذار والمتحالفين معها كونها حليفة لها، باكثرية المقاعد في مجلس النواب المقبل، اذ انها تستطيع من خلال هذه الاكثرية ان تجعل الحكم في لبنان يسير بتوجيهاتها وتوجهاتها سياسيا وامنيا واقتصاديا، لا بل تصبح هي التي تحكم لبنان بصورة غير مباشرة، اي بواسطة السياسيين حلفائها. لكن سوريا تعمل مع حلفائها منذ الآن على اساس ان الانتخابات النيابية المقبلة سوف تجري في موعدها، والا كان لها مع هؤلاء الحلفاء موقف من تعطيلها او تأجيلها، ولان الفوز باكثرية المقاعد النيابية يتوقف على نتائج المعركة بين المرشحين المسيحيين ولاسيما في جبل لبنان فان اجتماعات للتنسيق بدأت تعقد بين ممثلين عن 'حزب الله' وممثلين عن 'التيار الوطني الحر' من اجل المباشرة في تأليف اللوائح بعدما اصبحت التقسيمات الانتخابية شبه محسومة. وان 'حزب الله' مستعد لان يجعل العماد ميشال عون يسمي المرشحين المسيحيين في الجنوب وفي البقاع وحتى في بيروت لتعويض بعض الخسارة التي قد تلحق بمرشحيه في بعض دوائر الجبل، وهذا ما جعل العماد عون يقول في جولة على بعض قرى الجنوب ان التفاهم مع 'حزب الله' هو البداية، وان يقول صهره الوزير جبران باسيل انهم استعادوا جزين... وقد اثار ذلك استياء الرئيس بري وردا من النائب علي بزي... وقد تكون هذه هي البداية...
ـ صحيفة النهار علي حماده: بالامس اغتالوا النقيب سامر حنا. قتلوه من دون ان يرف لهم جفن. قتلوه لأنهم توهموا انهم صاروا الشرعية، وصاروا الاقوى، وان لا بشر امامهم. هؤلاء هم القتلة، ونشدد على عبارة 'القتلة' ولا نقول القاتل الذي تسلمه القضاء العسكري، ولا نلتفت اليه، ولا الى البندقية التي اطلق منها رصاصات الغدر كما احسن وصفها ذات يوم النائب وليد جنبلاط الذي فهم يوم اغتيل جبران تويني من كان في الحد الادنى يناصر قتلة ابطال الاستقلال من غير ان يرف له جفن. لا نلتفت الى القاتل، ولا نعيره اهتماما فهو مسيّر وليس مخيّراً، وقد سمموا عقله عندما زرعوا فيه اوهاما جعلته يظن انه صار فوق القانون، والاعراف، والحق في الاختلاف، وحق الآخرين في الحرية، وانه فوق الشرعية، والدولة، لا بل صار فوق البشر له عليهم حق الحياة والموت. أليس هذا هو معنى التمسك بقرار الحرب والسلم ؟ لا نعير الفرد القاتل اهتماماً، لا بل اننا لا نوجّه اليه التهمة بالقتل. بل نوجه اصابع الاتهام الى العقل الواقف خلف ذلك العنصر المغرر به، الى درجة تكاد تجرده من انسانيته. ونتّهم في الوقت نفسه العقلية، والايديولوجيا، والاجندة، وفلسفة تقديم السلاح على البشر. ونتهم هذه العنصرية في الوطنية التي تمارس تارة بالخطاب المعسول، وطورا بالشتائم التي تنهال على اللبنانيين متى اعلنوا انحيازهم الى الاستقلال، والحرية. لا نقيم وزنا للقاتل كفرد، ولا يهمنا ان كان جرى تسليمه لأن المطلوب ليس تسليم قاتل النقيب الشهيد عن حق سامر حنا، بل المطلوب 'تسليم' ذلك المشروع الذي قتل ويقتل اللبنانيين منذ وقت طويل، والذي يحتل عاصمة لبنان بيروت، ويحاول ترهيب المناطق من الجبل الى البقاع الى الشمال لدفع الناس الى الخضوع. وهذا ما لن يحصل لا اليوم ولا غداً، وحتى لو هادن من هادن، او خاف من خاف! ان المطلوب التصدي لذلك المشروع الذي يعمل على تفكيك بلدنا، واخضاعنا افرادا وجماعات. أليس الهجوم على الجيش مرات ومرات، ومعه على بقية الاسلاك الامنية محاولة لفرض سيادة تلك الميليشيا المسلحة لإنتزاع شرعية لن تكون؟ ألم نتعلم بعد من دروس اغتيال فرنسوا الحاج، ووسام عيد؟ٍ بالامس ارادوا توجيه رسالة دموية فقتلوا سامر حنا.وماذا بعد؟ متى يفيق النائمون؟ ومتى ينتفض الخائفون؟
ـ صحيفة النهار راجح خوري: لا يكفي القول إن عملية المروحية وفاجعة استشهاد النقيب حنا هما 'حادث مؤسف ومؤلم جدا وله ملابساته التي سيظهرها التحقيق'، كما جاء في بيان 'حزب الله' الذي تأخر عشرين ساعة تقريبا ليصدر، بينما كان الوضع نهبا للغموض والالتباس والقلق والتفسيرات والمخاوف. ما حصل في منطقة اقليم التفاح التي يسيطر عليها 'حزب الله' فاجعة تتجاوز بالتأكيد الحديث عن 'الألم والقلق' اللذين يفيضان اصلا في لبنان لاسباب كثيرة، كما انها تتجاوز مسألة التحقيق على اهميتها البالغة وضرورتها الملحة، لأن المطلوب في النهاية قيام واقع يمنع تكرار حصول مثل هذه الفواجع اياً يكن مبررها. واذا كانت الحكمة تقضي بالروية وعدم الانسياق في التفسيرات وتقاطع المآرب مع الوقائع، فان من غير الحكمة على الاطلاق ابقاء الامور على هذا المقدار من 'الغموض الهدام' – ويقال عادة 'الغموض البناء'. واذا كان الشهيد النقيب سامر حنا قد سقط بـ'نيران صديقة'، فان الارزة في قلب العلم اصطبغت بأحمر دمائه الطاهرة.
ـ صحيفة النهار
زيّان: استهداف الجيش، من أيَّة جهة كانت، هو دليل على ان اطراف المواجهة في لبنان والمنطقة لا يزالون يرفضون قيام دولة ومؤسسات ونظام في لبنان، مثلما يرفضون أي هدوء وسلام وأمان. ولا يزال بعضهم يسعى الى تحقيق مشروعه، وعلى حساب الدولة، وعلى ظهرها، وعلى أساس تغييب دور مؤسَّسة كبرى مهمّتها الأساسيّة توفير الظروف والاجواء الملائمة لقيام الدولة، وتثبيت كيانها، وحدودها، ووحدتها، وسيطرتها التامة على كامل اراضيها، ووحدها دون سائر الدويلات والميليشيات. لا أحد يتعذَّب ويسأل مَنْ أسقط طوّافة الشهيد سامر حنا، ومَنْ حرضَّ 'فتح الاسلام' على ذبح الجيش في نهر البارد، ومَنْ قتل الضبّاط والجنود تباعاً، وزرافات ووحداناً، وعامداً متغّمداً.
ـ صحيفة النهار روزانا بومنصف: كشفت مصادر سياسية حصول اتصالات على اكثر من صعيد بين عدد من المراجع الكبيرة في الدولة وافرقاء سياسيين من اجل ابقاء رد الفعل على اطلاق النار على المروحية العسكرية تحت سقف معين من التهدئة وعدم تصعيد الامور تمهيدا لمعالجة او محاسبة هادئة توصل الى الغاية المطلوبة من دون اثارة حساسيات معينة على مستويات متعددة طائفية وسياسية، علما ان ثمة قرارا بالتهدئة من بعض القيادات خشية ما قد يذهب اليه لبنان بعد حوادث الشمال والجنوب وبيروت وسواها من المناطق او حتى بعد وقوع حوادث مماثلة. ولاحظ مراقبون كثر انه بعد مرور اكثر من اربع وعشرين ساعة على اطلاق النار من عناصر مسلحة في مناطق سيطرة 'حزب الله' في اقليم التفاح على مروحية عسكرية ، لم يصدر اي موقف مستنكر او مدين للحادث عن اي فريق او طرف في المعارضة سابقا، باستثناء الرئيس سليم الحص القريب منها والمشهودة له المواقف المفصلية، اذ دعا 'حزب الله' الى تفسير الحادث وليس تبريره. واكتفى 'التيار الوطني الحر' بكلام خجول جدا ومقتضب قدم فيه التعزية الى قيادة الجيش واهل الشهيد و'امل في اجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات ومنع الاستغلال السياسي'. وقد كان منتظرا منه ان يدين بوضوح اطلاق النار على المروحية وعلى ضابط في الجيش فيكتسب بعدا انسانيا الا ان ما حصل يجعل الامر يبدو، ويا للاسف' كأن الجيش لفريق دون آخر، او يعمل لغير مصلحة لبنان، او ان ما يقوم به 'حزب الله' هو فوق المساءلة حتى لو كان الحادث حصل نتيجة خطأ غير متعمد او غير مقصود. فهل يجب ان يتكامل الجيش مع 'حزب الله'، كما يقول مسؤولو الحزب، باعتبار انه الاساس في الدفاع عن لبنان وحمايته، ام ان على 'حزب الله' ان يتكامل مع الجيش وفق ما يقول منطق الامور، ولان الجيش هو العمود الفقري للدولة اللبنانية، وذلك في حال سلم اللبنانيون جدلا بمنطق استمرار المقاومة واسباب بقائها؟
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: لم يويّد لبنان طلبا لروسيا نقله سفيرها سيرغي بوكين الى المسؤولين، بتفهُّم الاسباب التي دفعتها الى شن الهجوم العسكري على جورجيا في نزاعها مع اوسيتيا الجنوبية وبالتالي تأييده. وزار بوكين لهذا الغرض كلا من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ شارحا الخلفيات. ولفتت مصادر ديبلوماسية الى ان موسكو متفهمة للموقف اللبناني او على الاقل غير منزعجة منه، بدليل انها ابقت اتصالها الرسمي به وإطلاع المسؤولين على التطورات واتهامها للولايات المتحدة بالتدخل في الصراع والمعلومات عن وجود اميركيين في منطقة النزاع خلال الاعمال الحربية. واعربت مصادر قيادية عن املها في ان تتفهم روسيا موقف لبنان الرسمي وعدم تفسيره بأن وراءه الولايات المتحدة الاميركية او انه يلتقي مع موقف واشنطن لان سياسة لبنان الخارجية يجب ان تعود الى الممارسة الفعلية كما كانت عليه في شكل مستقل والى عدم دخول اي مَحاور ايا تكن لان ارتدادها يكون ايجابيا على لبنان وتصب في مصالحه.
ـ صحيفة النهار ماري كلير فغالي: تعكف اللجنة التحضيرية في القصر الجمهوري على وضع آليات اجرائية للحوار، تتعلق بالشكل والمضمون، وبينما رفض 'حزب الله' الخوض في الموضوع، عزا 'تيار المستقبل' بلسان النائب عمار حوري التأخير في الدعوة الى الحوار الى محاولات 'بعض الاطراف في قوى 8 آذار فرض توجهاتها على حساب الحوار، ولم ير النائب أنطوان زهرا مانعاً من تأجيل الحوار شهراً اضافياً، غامزاً من قناة رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد، الذي اشترط اقرار التقسيمات الانتخابية قبل الحوار. وشدد زهرا على ان الاهم هو ان 'ينتج الحوار حلا للسلاح والا، فهو فاشل'، مشدداً على ان 'التأخير يصب في مصلحة من لا يريد الاستعجال لقيام الدولة من اجل تكريس مكاسب سياسية'. بدوره، وصف حوري 'اشتراط حزب الله اقرار قانون الانتخاب قبل الدخول الى الحوار' بأنه 'مثير للشكوك في نيات الحزب، الذي يأمل ربما في تأجيل الامور الى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة لاعتقاده مع حلفائه بأن لديه فرصاً في الحصول على الغالبية النيابية'. يشدد النائب اكرم شهيب على ان انطلاقة الحوار ليست 'بداية'، بقدر ما هي استئناف له، مما يعني ان اللقاء الرئاسي المرتقب سيشكل 'استكمالاً لطاولة الحوار الاولى عام 2006'، منبهاً الى اهمية الاخذ في الاعتبار هوية المشاركين في الحوار المنتظر. وقال: 'المشرّع الذي ادار مؤتمر الدوحة - اذا صح التعبير - يدرك هذه النقطة. واذ لا يرى شهيب مانعاً من 'اضافة بعض الامور الاساسية' الى بندي الاستراتيجية الدفاعية ووضع آلية لتطبيق ما اتفق عليه في السابق، يحذر في المقابل من اختزال ادوار السلطتين التشريعية والتنفيذية. 'ولذلك، على قوله، 'يجب ان ينحصر البحث في الامور الاساسية كي لا تكون طاولة الحوار ممراً للمس باتفاق الدوحة وبالدستور والطائف'. وعن تزامن الحديث عن البحث في الاستراتيجية مع التهديدات الاسرائيلية باعتبار 'كل الدولة اللبنانية هدفاً'، يجيب زهرا ان للدولة العبرية 'مصلحة في عدم وصول لبنان الى بناء دولة، بدليل انها تقدم في كل حرب او صفقة مسوغاً لحزب الله كي يتمسك بدوره بادعاء نصر جديد. عليه، فإن الهدف من كلامها التأثير على الامكانات الايجابية لتقدم مشروع الدولة'. واذ يربط شهيب نزع السلاح بالتطورات الاقليمية و'ايمان حزب الله بالحياة المشتركة وبقدرة الدولة والمؤسسات الامنية والعسكرية'، يطرح امكان الاستعاضة عن القوة العسكرية 'بالقوة السياسية، على شاكلة الاستراتيجية الدفاعية السورية التي تتجلى في موقف وموقع سياسي. ولا يمنع لبنان بحسب اتفاق الهدنة ان تكون له استراتيجية دفاعية سياسية، مع الافادة من تجربة حزب الله العسكرية الى جانب الجيش اللبناني في مواجهة الاخطار'. وفي انتظار ان يساهم شهر الصوم في تبديد الصورة العامة او في إنضاج ظروف التسوية التي يرتكز اليها الحوار اساساً، هل يتخوف فعلاً 'حزب الله' المهدد اسرائيلياً من استهداف له حول الطاولة؟ وحده الممتنع عن الكلام يجيب عن السؤال...
ـ صحيفة الأنوار إلهام فريحة: ما هي رقعة عمليات الجيش اللبناني? مَن يحددها? ما هو دور السلطة التنفيذية الممثلة بمجلس الوزراء مجتمعاً? - حين وقعت أحداث (الأحد الأسود) في الشياح إحتجاجاً على إنقطاع التيار الكهربائي، لم يتم القبول بأقل من لجنة تحقيق وكشف أسماء المسؤولين ومعاقبتهم، أين مثل هذه المطالبات اليوم? مَن يُحاسب مَن? وكيف ستنتهي قضية المروحية? اللبنانيون يريدون الدولة وليس أي شيء آخر، ولأنهم كذلك، فإنهم غير معنيين بأن يطلبوا الحقيقة من أحد سوى من الدولة، لا يعنيهم ماذا يقول الأطراف والأقطاب و(الجِهات) كل ما يعنيهم أن تقول الدولة ماذا جرى? ولماذا جرى? وكيف جرى?
ـ صحيفة الأنوار رفيق خوري: التحدي المباشر امام السلطة، والجيش وقيادته هو الذهاب الى النهاية في التحقيق الذي يطلبه الجميع في الاعتداء على الطوافة العسكرية واستشهاد النقيب سامر حنا. فلا مجال هذه المرة للادعاء على مجهول كالعادة، لأن من اطلق النار في اقليم التفاح معروف، وهو في عهدة القضاء بعدما سلمه حزب الله. لكن التحدي الأكبر، قبل الوصول الى الاستراتيجية الدفاعية في الحوار الوطني، هو انهاء الالتباس حول بسط السلطة وسيادة الدولة. فلا شراكة في السيادة وان كانت المشاركة في السلطة ضرورية. ولا شيء يبرر اطلاق النار على طوافة للجيش فوق أرض لبنانية، لا الاستنفار ضد التهديدات الاسرائيلية، ولا الواقع الذي عنوانه (خصخصة) الدفاع عن لبنان، بصرف النظر عما تتطلبه المهمة. وأخطر ما يحدث هو ان تكون السيادة ناقصة من الخارج والداخل. ومن حق اي طرف الدعوة الى الامتناع عن (التوظيف السياسي) للحادث الخطير. لكن من واجب الجميع قطع الشك باليقين حول كون الحادث له (وظيفة استراتيجية) أو لا.
ـ صحيفة الأنوار فؤاد دعبول : رحل النقيب سامر حنا الى عالم الشهداء. العزاء الوحيد أمام هذه المحنة، ان اللبنانيين، لم يسقطوا العامل الاسرائيلي بادئ الأمر. وعندما تبين أن الفاجعة، ارتكبتها المقاومة، فإن حزب الله، سارع الى تسليم القاتل. وترك الكارثة في ضمير التحقيق العسكري والقضائي. موقف حزب الله لا تحسد المقاومة عليه. هي تشعر أنها مستهدفة، مثل الجيش اللبناني. لكن الخطأ وقع. وهو خطأ في التصرف. وغباء لا يعالج بالأسف. هل يفهم الناس كافة، ان (التعويض) الوحيد على رحيل الشهيد، في غير زمانه، هو التسليم بعودة الدولة. المقاومة، هي جزء من (استراتيجية دفاعية) سيتم الاتفاق عليها. جريمة (اقليم التفاح) ينبغي ان تكون طريقا الى استعادة الدولة. في تاريخ لبنان، لا أحد استطاع أن يحلّ مكان الدولة. كما هي الأحزاب القوية، وكم هي الفئات الكثيفة شعبيا وسلاحا، (أكلت) رجالها، وهي لم تصبح يوماً في عمر الرجال. من هنا ينبغي للجميع ان يفكّروا في مصير الدولة. سقوط الدولة مثل سقوط الشهيد سامر. إلاّ أن وقوف الدولة على قدميها، هو التعزية الوحيدة لسامر.
ـ صحيفة الحياة داوود الشريان: بصرف النظر عن ارتباط الأحداث الطرابلسية بالتوتر اللبناني، او بالحشد الاقليمي، يمثل ما يجري في هذه المدينة خطرا جديدا على الساحة اللبنانية، وتالياً على الساحة العربية. والخطورة هنا ليست نابعة من تمدد &laqascii117o;حزب الله"، والسيطرة على طرابلس لإتمام سيطرته على الدولة اللبنانية الضعيفة، أو تشييع السنة كما يقال. لكن المشكلة هي في استجابة بعض السنة لاستبدال الشيخ بالأمير، وان شئت محاربة ثنائية الشيخ والأمير، وبالتالي الانتقال بالسنة من وظيفة تشمل كل مفردات السياسة والدولة، الى طائفة تستمد قوتها من الميليشيا وقوة السلاح. بهذا المعنى نجيز القول ان &laqascii117o;حزب الله" نجح في جر بعض السنة الى هذا المزاج، مستغلاً تذمرهم خلال احداث بيروت من انكشافهم، وتخبط تيار &laqascii117o;المستقبل"، بين الخطاب السياسي وإغراء اللغة المذهبية. ولهذا سيسعى &laqascii117o;حزب الله" خلال المرحلة المقبلة الى تشجيع فكرة &laqascii117o;تشييخ السنة"، والدفع ببعض القيادات الدينية السنية الى الواجهة السياسية. فهو يعلم ان العاقبة ستكون له، فالأصولية الشيعية لها ممثل واحد، اما السنة فسيكون لهم في كل حي منبر وإمام. والمفارقة المحزنة أن الطوائف الأخرى تتفرج على هذا العبث، متجاهلة ان انتقال السنة من وظيفة وضمانة الى طائفة وميليشيا يعني عرقنة لبنان. مرة أخرى نلوم تيار &laqascii117o;المستقبل". فهو المسؤول عن هذا التحول الخطير في البوصلة السنية. فهو اختصر الأمة بتيار، واختصر التيار بشخص واحد. والحل هو بمعاودة بناء تحالفات تيار &laqascii117o;المستقبل" لتشمل كل سنة لبنان، بعيدا عن الهيمنة والإقصاء. فالسنة ليسوا &laqascii117o;المستقبل"، و&laqascii117o;المستقبل" يجب ان يتسع للآخرين والحريري أحدهم.
ـ صحيفة الأخبار نقولا ناصيف: انتهى تعيين قائد جديد للجيش مساء أمس بحدّ أدنى من الأضرار في ضوء العاصفة السياسية التي كان قد أثارها في الأسبوعين الأخيرين. ومع أن الرئيس هو المعني الأول بتعيين قائد للجيش، فإن ثمّة معنياً آخر بحكم الأمر الواقع هو حزب الله الذي كان له موقفه من الأمر، ولم يكن يسَع سليمان تجاوزه في أي حال نظراً إلى العلاقة المباشرة على الأرض بين الجيش وسلاح الحزب، التي تقضي باستمرار التنسيق بينهما تفادياً لأي صدام يحتّمه منطق تنافس آلتين عسكريتين على أرض واحدة لا تتمتعان بالشرعية القانونية نفسها. وهذا ما أبرزه إطلاق النار على الطوافة العسكرية الخميس. كان الرئيس قد استمزج حزب الله رأيه في تسمية قهوجي لقيادة الجيش، فلم يلقَ اعتراضاً وإن يكن الحزب قد سمّى في مرحلة سابقة مدير الاستخبارات الذي أدار معه في السنوات الثلاث المنصرمة علاقة تعاون أمني وتبادل جدّي وفاعل للمعلومات. واستند الحزب في تأييده قهوجي وفق ما أبلغه إلى الرئيس إلى عاملين: أولهما أنه سبق له أن عرف قهوجي عندما كان قائداً لقطاع الجنوب أربع سنوات ولم يعترض علاقتهما حادث أو التباس، وثانيهما أنه يفضّل عدم تحمّل وزر دعم تعيين قائد للجيش لئلا يمثّل عبئاً عليه في مرحلة لاحقة ربما صادفت صعوبات ومشكلات. إن حسم الخلاف على تعيين القائد سيشقّ الطريق في الأيام القليلة المقبلة أمام تعيين مدير جديد للاستخبارات يبدو أن المنصب استقرّ على رئيس فرع الاستخبارات في جبل لبنان العميد جوزف نجيم، بعدما كانت قد تساوت الحظوظ بينه والعميد ألبر كرم. وشأن سلفيه في هذا الفرع العميدين ريمون عازار وجورج خوري، يدير نجيم شبكة علاقات سياسية متينة. وتردّد أنه يضطلع بخط اتصال غير مباشر بين نائب الحزب التقدّمي الاشتراكي أكرم شهيب ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.
ـ صحيفة المستقبل فارس خشّان: لم يطلب 'حزب الله' من اللبنانيين في ضوء تداعيات تصدي وحدة من الجيش اللبناني لأعمال الشغب في ساحة مار مخايل أن يتريّثوا في تفسيراتهم وأحكامهم، وأن يتحلّوا بالأخلاق الأفلاطونية التي تحول دون 'استغلالهم' لما حدث، كما فعل في بيانه الصادر تعليقا على اغتيال النقيب الشهيد سامر حنّا برصاصتي قنص غادرتين. بطريقة غير مباشرة أقرّ 'حزب الله' في بيانه الرسمي بمسؤوليته عن استشهاد النقيب الطيّار سامر حنّا، بعدما كانت مصادره قد قالت بوضوح في اتصال مع موقع 'لبنان الآن' الإلكتروني إن الحزب هو من أقدم على إطلاق النار لأن المروحية تجاوزت 'الخط الأحمر'.وتبيّن التحقيقات التي قامت بها ثلاثة أجهزة في الجيش اللبناني فور 'عملية' إقليم التفاح، أن النقيب حنّا إستشهد بفعل إصابته برصاصتين موجّهتين من بندقية قنص. الرصاصة الأولى في القلب والثانية في الرأس. وهذا التوصيف لكيفية حصول الوفاة، يؤكد أن النقيب حنّا كان هو الهدف، على اعتبار أن الملازم عبّود والتقنيين الذين كانوا برفقته لم يُصبهم أيّ مكروه لولا الإصابات الناجمة عن تطاير زجاج مروحية 'غازال' غير المسلّحة وغير المزوّدة بكاميرات والممهور على ذنبها الطويل رسم كبير لعلم لبنان.(...) من هنا بالتحديد، تبدو مسؤولية المؤسسة العسكرية ووزير الدفاع الياس المر ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسائر المسؤولين والقيادات اللبنانية كبيرة للغاية، فإن هم تراخوا وارتضوا بمخرج هدفه حفظ ماء الوجه سيقودون وطنهم لاحقا الى واقع مرير بحيث يأتي اليوم الذي تنتقل فيه الإستراتيجية الدفاعية من مبدأ دمج المقاومة بالجيش الى مبدأ دمج الجيش بالمقاومة. وفي مطلق الأحوال، فإن جميع المسؤولين من دون استثناء يعرفون أن الطريق التي فتحتها 'سلوكية الإسفنجة' في مار مخايل أوصلت البلاد الى السابع من أيّار، ولذلك فهم أمام تحدي معرفة الهدف الذي ستقود إليه الطريق التي فتحتها جريمة إقليم التفاح إن عادوا فرضخوا لـ'سلوكية الإسفنجة' مرة أخرى.( ولفت خشان إلى أن النقيب حنا كان مؤهلاً لتدريب الضباط على قيادة هذا النوع من الطائرات خصوصاً أن لبنان سيتسلم نهاية العام 12 كوبرا من الولايات المتحدة)
ـ صحيفة المستقبل ثريا شاهين: ما هو أبعد من الاهتمام العربي والدولي بالاستقرار والتهدئة في لبنان، ذلك المتصل بالاهتمام بالانتخابات النيابية التي ستكرس طابعاً معيناً سيلقي بظلاله على أي توجه دولي أو اقليمي في شأن الوضع اللبناني للمرحل المقبلة، وسيكون هو الأساس، الأمر الذي يجعل مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع، تربط أي تطورات داخلية أكانت سياسية أو أمنية بالاستحقاق الانتخابي. ذلك أن نتائج الانتخابات النيابية ستؤثر حكماً على الأدوات السياسية الدولية والاقليمية في لبنان. وستنعكس بالتالي، على مسار الصراع بين الطرفين، لما ستحمله من رسائل يسعى كل طرف منذ الآن الى الحصول على مكاسب من خلالها، أو على الأقل الحفاظ على دور ما في ظل ما ستبرزه. كما أن الاهتمام المباشر منذ الآن بالمنحى المحتمل الذي ستسلكه، ومواكبته بعناصر من التفاعل الدولي الاقليمي المحدد أو المبرمج، أو عناصر من ازدياد الضغوط، كلها تصب في إطار خلق أوراق للمساومة، بهدف عدم خسارة الدور، لأن الجميع سيتموضع في إعادة صياغة دوره وفقاً لهذه النتائج.وتتوقع المصادر ازدياد الحركة الديبلوماسية العربية والدولية في اتجاه لبنان، من أجل استطلاع الاستعدادات الانتخابية ومسارها، وبذل الجهود في سبيل الاستقرار والتهدئة في الداخل. وتكشف المصادر الغربية أن الاهتمام العربي والدولي بالانتخابات يمر عبر بوابة التهدئة الى إبراز دور الاعتدال الداخلي، وأهميته في وجه قوى التطرف، بحيث أن دعم التطرف من جهة، سيواجه بتطرف، أو أنه سيسمح للتطرف المقابل بتبرير تطرفه. وإن الصراع بين التطرف المذهبي لن ينحصر في لبنان، بل سيتوسع الى دول المنطقة وهذا ما لا تريده الدول المحورية العربية فيها، التي تنصح أيضاً الولايات المتحدة بالتنبه الى هذه المسألة.وعقدت في مصر اجتماعات عدة حول لبنان، على المستوى الديبلوماسي هدفت الى قراءة الاحتمالات بالنسبة الى الانتخابات النيابية. ويتزامن ذلك، مع نقاش داخل الخارجية المصرية حول إمكان أن تغير مصر لهجتها حيال إيران في ظل التهدئة الأميركية ـ الإيرانية الحالية. وتلاحظ المصادر أن المملكة العربية السعودية باشرت مجدداً بأداء دور التوفيق والاعتدال بين الأطراف اللبنانيين، بشكل بعيد عن أي تراجع أو تنازل حيال الطموحات السورية.وتتحرك أوروبا أيضاً لمعرفة أجواء الانتخابات ولإبلاغ رسائل في أكثر من اتجاه، لا سيما لروسيا الاتحادية بعد التطور في جورجيا، بأن لدى الأوروبيين في لبنان ومواقع عدة في المنطقة، نقاط ارتكاز تجعلهم قادرين على لعب دور مهم لا يمكن التأثير سلباً عليه.
ـ صحيفة المستقبل خالد العلي: قد يكون مفهوماً ان تعمم بعض الاطراف السياسية اجواء تهدئة في معرض تناول حادثة الاعتداء على مروحية للجيش اللبناني على تلال سجد الجنوبية لكن في المحصلة ثمة اعتداء حصل وهناك طرف مسلح اطلق النار على المروحية وقتل قائدها واجرى تحقيقاً مع مساعده وافرج لاحقاً عن المروحية. وتشير اوساط سياسية متابعة الى همس بدأ يتصاعد حول ان الجيش لم يكن قد نسق مسبقاً مع قوى الامر الواقع على الارض بشأن تحليق مروحيات في الاجواء الجنوبية المتوترة اصلاً على خلفية التهديدات الاسرائيلية، الامر الذي اتاح وقوع الحادث الجريمة وفي ذلك استغراب يضاف الى استغراب كيف يمكن للجيش ان ينسق عملياته مع جهات غير رسمية الامر الذي يطرح المزيد من علامات الاستفهام حول ما سمي خطوطا حمراء امام الجيش!! وتخلص الاوساط الى القول ان الحديث عن 'انتظار التحقيق' لن يؤدي الى نتيجة فثمة وضوح في الصورة لا لبس فيه فخطأ الجيش انه لم ينسق مع الممسكين بالارض في تلال اقليم التفاح وهذا من وجهة نظر شرعية ليس خطأ انما من اعتدى على الطائرة سواء خطط لذلك او كان متوتراً واعتقد انها مروحية اسرائيلية مثلاً او انه يتحدث عن وجود خطوط حمراء امام الجيش وعليه التنسيق مع قوى الامر الواقع لتجاوزها. ان من فعل هذا وفكر بذلك او الاثنين معاً هو المسؤول عن الجريمة التي ادت الى استشهاد النقيب سامر حنا فضلاً عن الجريمة المتمادية في مصادرة حق الدولة والشرعية في بسط سلطتها على سائر الاراضي اللبنانية، انها الجريمة المزدوجة.