صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأحد 31/8/2008

ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد :
لم يعد من شك في أن 'العناصر المسلحة' التي ارتكبت الاعتداء على الجيش في إقليم التفاح الخميس الماضي فمنعت طوافة من الإقلاع وأردت ضابطاً في سلاح الجو، هي عناصر تابعة لـ'حزب الله'.
هذا هو معنى البيان الصادر عن الحزب أول من أمس الذي تحدث عن 'حادث مؤسف ومؤلم جداً' وعن 'تعاون الحزب مع السلطات القضائية المختصة'. وهذا ما يؤكده إقدام الحزب على تسليم أحد عناصره الى القضاء للتحقيق معه.
على أن البيان من ناحية وتسليم العنصر من ناحية ثانية، يفتحان البحث على مصراعيه من زوايا متعددة.
الزاوية الأولى هي أن 'حزب الله' يتحدث في بيانه عن 'حادث له ملابساته'، ولا يوضح ما هي تلك الملابسات التي تجعل مقاتلين ينتمون إليه يتعرّضون لطوافة عسكرية لبنانية قبل أن تقلع او قيد الإقلاع.. والارتفاع ويقتلون ضابطاً لبنانياً ويوقفون آخر. فأين هو 'البعد الاضطراري' للحادث المذكور؟والزاوية الثانية هي أن 'حزب الله' لا يتحدث عن 'خطأ' أدى الى ما أدى إليه بل يكتفي بالحديث عن 'ملابسات' و'إلتباسات'، لكأنما الالتباس في التقدير أو في التصرّف لا يُعدّ خطأ. وهكذا فإن 'حزب الله' يتصرف بوصفه حزباً 'معصوماً' عن الخطأ، وهو لا يعتذر عن خطأ لأنه لا يخطىء(!).
والزاوية الثالثة هي أن ثمة ما يخشى 'حزب الله' التطرّق إليه على ما يبدو من خلال 'الحادث'. هل كان في صدد 'شيء ما' في المنطقة التي حصل فيها الاعتداء على الجيش؟ هل فوجىء عناصره لـ'سبب ما' بوجود طوافة على متنها ضابطان في اللحظة التي جرى فيها الاعتداء؟ هل كان يعد لعملية ما داهمة؟ هل ظن أن المروحية إسرائيلية معادية؟ هل يفضل 'حزب الله' استبقاء الغموض لأن قدراً من التوضيح يمكن أن يورّطه في شيء معين أو أن يكشف جوانب لا يرغب في إنكشافها؟والزاوية الرابعة هي أن 'حزب الله' بتسليمه أحد العناصر يحاول حصر إطلاق النار بواحد. و'الأخطر' أنه واكب التسليم بخطاب 'حماية سياسية' للعنصر، بحيث صار هذا العنصر ذاهباً الى التحقيق بصفة أقرب الى صفة 'الشاهد' لإعطاء إفادته عن 'الملابسات' و'الإلتباسات' وبعد ذلك 'لكل حادث حديث'.

بيد أن ثمة زاوية خامسة، هي الأهم على الإطلاق، لأنها تضع الاعتداء الأخير على المؤسسة العسكرية في إطار العلاقة 'الحقيقية' بين 'حزب الله' والجيش، أي أنها الزاوية التي منها يمكن قراءة الاعتداء في ميزان العلاقة بين الحزب والجيش...يكرر 'حزب الله' على الدوام تمسكه بـ'ثنائية' بين الجيش و'المقاومة'.. وحتى 'المقاومة' في شوارع بيروت، ويعلن ان لا استراتيجية دفاعية الا تلك 'الثنائية'.هذا في المعلن من المواقف. بيد أن المحطات الآنفة تفيد ان 'حزب الله' لا يريد للجيش ان يفرض وجوده، أو ان يسجل انتصاراً يقويه، أو أن تتطور قدراته. ...
من هنا، ليس دقيقاً تماماً ـ في معرض التعليق على الاعتداء الأخير ـ القول إن 'حزب الله' يحاول 'ترسيم الحدود' بين دولته والدولة. الصحيح ان حديثه عن 'الثنائية' يضمر رفضاً لنهوض الجيش ـ والدولة ـ ومنعأً لأي محاولة لـ'نهضة' الجيش. ولذلك، وحتى لو كان 'التحليل' في شأن الاعتداء الأخير لا يكتمل الا باستعراض كل المعطيات والعوامل، وتوقيت هذا الاعتداء بالصلة مع تقاطعات إقليمية معينة، فان 'جريمة سجد' تعكس عدائية من 'حزب الله' تجاه الجيش.. وكفى..


ـ صحيفة المستقبل
عمر حرقوص :
الاعتداءات المتنقلة في المناطق اللبنانية على المواطنين استمر بها 'حزب الله' وأتباعه. وكان آخرها في منطقة دوحة الحص القريبة من بلدة الناعمة الساحلية، حيث قام عدد من عناصر 'حزب الله' بمهاجمة بناء سكني يملكه أشخاص من آل الشيخ موسى بالرشاشات والبنادق الآلية، بعد إشكال بين شابين صغيرين في أحد الشوارع القريبة للمبنى. هذا الإشكال الفردي بين الشابين تحول فجأة إلى 'غزوة' جديدة قامت بها مجموعة كبيرة من السيارات الرباعية الدفع التي تحمل مقاتلين مدججين بالأسلحة والعتاد الحربي.الطريق الهادئة داخل منطقة دوحة الحص لا توحي ان اشكالاً حدث ليلة الجمعة السبت في هذه المنطقة. الطريق التي توصل الى المبنى البعيد عن ازدحام اوتوستراد بيروت صيدا، الأشجار على الجانبين تخفي مدخل البناء الهادىء. تطل امرأة من نافذة منزلها مستطلعة بخوف السيارة التي تقترب. فما مرّ عليهم من جنون المهاجمين يمنعهم من الوقوف على شرفات منازلهم، خصوصاً أن أكثر السكان حملوا أغراضهم ولجأوا الى بيوت أقربائهم في بيروت خوفاً من حملة جديدة تقتلهم هذه المرة.
أمام المبنى تظهر بقايا الهجوم الذي قام به عناصر 'حزب الله'. فراغات الرصاص التي تحمل أرقاماً فارسية، وزجاج المبنى المتناثر على السيارات المصابة، إضافة إلى الفجوات التي تظهر واضحة على الجدران. تقترب امرأة من سكان البناية وتستطلع الشارع خوفاً من عودة 'الأشاوس' وتسأل ان كان العلم اللبناني المرفوع على المبنى لا يدل على هوية الأرض اللبنانية، فهي وخلال الهجوم ظنت ان 'المقاومين' يهاجمون موقعاً إسرائيلياً أو يتصدون لإنزال طائرات مروحية عدوة.تقول ان أولادها كانوا غائبين عن البيت لحظة وقوع 'الغزوة' الجديدة، وهي لم تكن تتوقع أن يتحول بيتها الذي بنته طوال أعوام إلى خربة وبهذا الشكل.... يقول أحد الرجال الباقين في المبنى ان العناصر الحزبية اعتدوا على حارس بناية مجاورة لهم بإطلاق الرصاص على قدميه لأنه رفض أن يفتح لهم باب المبنى. يروي الرجل ان المهاجمين احتلوا سطح البناء القريب وصاروا يطلقون منه النار على مبنى الشيخ موسى من دون أي رحمة للأطفال الموجودين في المنازل.
إحدى الشابات وهي أم لطفلين تضع يدها على رأسها وتخبر عن ضجيج الرصاص الذي لا يتوقف. تقول ان رحلة الهروب بدأت بعد الاشكال، اذ وصلت السيارات وبدأ من فيها اطلاق النار على كل من يتحرك في البناء. وكان 'المقاتلون' يشتمون قاطني البناء ويهددونهم بالدخول إليهم وقتلهم. يرتجف صوتها من رعب الليلة التي مرّت، لكنها تكمل حديثها وهي تشير إلى أثاث بيتها المدمر. فأولادها عاشوا رعباً لم يروا مثله سابقاً.المعركة بدأت قبل آذان المغرب واستمرت إلى ما بعد آذان العشاء، أي أكثر من ساعة ونصف الساعة من إطلاق النار. وتناسى المهاجمون صوت المسجد القريب وأكملوا اطلاق النار بكثافة. في الصباح كان السكان المتبقون في المبنى يحاولون إزالة الركام المتناثر في بيوتهم، فيما لم يذهب الشبان إلى أعمالهم خوفاً من تعرضهم للاعتداء. أحدهم يملك مؤسسة تجارية في خلدة، أبلغ عبر أحد الموظفين محاولة بعض الشبان في وضح النهار خلع أبواب مؤسسته التي تعيش منها العائلة.ليلة المعركة انتظرت العائلات طويلاً وصول الجيش والقوى الأمنية لفك الحصار عنهم. دخل الجيش إلى المنطقة وانسحب عناصر 'حزب الله'، فيما قدم الأهالي شكوى في المخفر علّ العدالة تأتي هذه المرة وتمنح الطمأنينة للمواطنين الذين ظنوا ان قدوم شهر رمضان سيمنع عنهم 'رذالات' من يدعون الإيمان في الشهر الفضيل.


ـ صحيفة النهار
روزانا بو منصف:
ساهم تسليم 'حزب الله' احد مطلقي النار على المروحية العسكرية في تلة سجد في اقليم التفاح ، الى القضاء اللبناني ,في احتواء الغضب والنقمة اللذين كانا يتفاعلان لدى غالبية اللبنانيين. ..

وثمة عاملان او ثلاثة عوامل ساهمت ايضا في حصر مناقشة الموضوع في جلسة مجلس الوزراء وعدم استحواذه على الجلسة باعتباره حدثا جللاً وخطراً، هي عدم استفاضة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الكلام على الموضوع بل هو تحدث عنه على نحو مقتضب جدا. ثم التفسيرات التي قدمها وزير الدفاع الياس المر بناء على التحقيقات الأولية وفيها ان مطلق النار شاب وان المروحية التي كانت تقوم بالتدريبات احتفظت بألوانها الاصلية منذ ما قدمتها الى لبنان دولة الامارات العربية المتحدة ولم تدهن بألوان المروحيات العسكرية اللبنانية، فضلا عن تفاصيل اخرى من مثل ان العلم اللبناني المرفوع على مؤخرة المروحية صغير نسبياً، الى عناصر اخرى تعزز، وفق التحقيقات الاولية على الاقل، نظرية الحادث غير المتعمد. أما العامل الثالث فكان موقف وزير 'حزب الله' محمد فنيش الذي استنكر الحادث مؤكدا ان الحزب يرفضه، خصوصا ان لا مصلحة له في حصوله او في اي حادث من هذا النوع...

لكن كل هذا لا يلغي او يجب الا يلغي اسباب توقيف الجهاز الامني للحزب الضابط المرافق للضابط الشهيد واستجوابه او التحقيق معه، وهو امر أكدته معلومات متقاطعة، بما يشكل مادة للبحث ابعد مما قدم الى القضاء على نحو فوري لاستيعاب نتائج الحادث. كما انه لا يلغي التشكيك الموضوعي في صحة ما قدم من معلومات على خلفية اقفال الاستثمار او التوظيف السياسي ومنع تفاقم الامور. ولكن تبقى شكوك في حقيقة وجود نية لدى الحزب لرسم 'خطوط حمر' لمناطق نفوذه، وخصوصا انه اجتاح بيروت بذريعة حماية شبكة اتصالات لم يعرف او يتعارف يوما عليها على انها من اسلحة 'حزب الله' أو قطاعاته المحمية. وثمة تساؤلات عن طبيعة التفاهمات التي تجري بين الجيش و'حزب الله' في الجنوب والتي جنّبت في الماضي وقوع حوادث مماثلة، وفشل هذه التفاهمات او التنسيق كما سرب بعضهم.
وهناك من يتساءل عما اذا كانت مرجعية الدولة هي التي تسري في الجنوب وفي منطقة سيطرة الحزب، أم ان هناك مناطق محظورة عليها وخصوصا ان احدا لا يستطيع الجزم ان هذا الحادث، حتى مع التسليم بانه وقع خطأ ومن دون خلفيات سياسية او سوى ذلك، لن يشكّل عائقا امام قيام الجيش مجددا بمهمات مماثلة في هذه المنطقة او جوارها، باعتبار انه ربما فهم رسالة ما مباشرة او غير مباشرة والتزمها....وبالنسبة الى مراقبين سياسيين وديبلوماسيين، لا يؤدي اقفال الجدل على التفسيرات السياسية لهذا الحادث الى تجاهل جملة وقائع تساهم في اذكاء التفسيرات وتبررها بقوة. ومن هذه الوقائع ان الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها الجيش منذ حوادث نهر البارد أقله وصولا الى اطلاق النار على المروحية العسكرية، تساهم جميعها في اضعاف الجيش وانهاكه معنوياً قبل انهاكه مادياً ...واخيراً، اذا كان الحادث حصل خطأ، فيتعين على 'حزب الله' ان يوضح ان تعامله مع القضاء اللبناني يتخطى اطار استيعاب المشكلة او احتوائها، وهذا ما ينطبق على المسؤولين الكبار والسلطات المعنية لئلا يكون الانطباع 'بلفلفة' الموضوع مع الحرص على تطويق مفاعليه السياسية فعليا.


ـ صحيفة الأنوار
رفيق خوري :
...الكل يعرف ان الحادث ( الطوافة في سجد ) ليس صاعقة في سماء صافية، سواء حصل بالخطأ أو (الالتباس) أو بالقصد. فقد سبقته حوادث أخطر أو أقل خطورة، بصرف النظر عن تعدد الفاعلين. بعضها اشتباكات وعمليات مسلحة واضحة، وبعضها الآخر اغتيالات وتفجيرات تسجل ضد مجهول. لكن القاسم المشترك في ردود الفعل على الاعتداء الأخير هو الوقوف خلف (العملية القضائية) والدعوة الى الاسراع في (العملية السياسية).
ومن الطبيعي أن يأخذ التحقيق مجراه، وإن كان من الصعب الحصول على الأجوبة الشافية عن الأسئلة القلقة عبر العملية القضائية. كذلك أن ترتفع الدعوات الى بدء الحوار الوطني للبحث في الاستراتيجية الدفاعية والعلاقة بين الدولة والتنظيمات. غير أن الكل يعرف ثلاث حقائق. الأولى إن الحوار، ولو بدأ اليوم، يحتاج الى وقت طويل وانتظار الرهانات على الانتخابات النيابية وعلى تطورات إقليمية لا أحد يعرف كيف تتبلور. والثانية إن بناء الدولة شرط أساسي لوجود سياسة للدفاع عن لبنان يتولى بعدها الجيش صوغ الاستراتيجية العملانية. والثالثة إن الاستراتيجية الدفاعية هي اسم مستعار لتغطية التناقض بين هدفين: واحد تعمل له قوى في الداخل والخارج هو نزع سلاح حزب الله. وآخر تعمل له قوى في الداخل والخارج هو الحفاظ على سلاح حزب الله واعتباره عمود الاستراتيجية الدفاعية التي (يشارك) فيها الجيش.
وليس من السهل التوفيق بين الهدفين. والسؤال، قبل ذلك، هو الى أي حد يمكن رسم خط فاصل بين دورين لسلاح واحد: دور المقاومة ودور التأثير في اللعبة الداخلية إن لم يكن الاستعمال في الداخل? والى اية درجة يمكن الفصل بين الدور اللبناني والدور الاقليمي للسلاح، وإن كان العدو واحداً هو اسرائيل؟


ـ صحيفة الأنوار
نجار لـ'الانوار': لبنان لا ينهار بفاجعة ولا يسقط بسقوط مروحية .
اكد وزير العدل ابراهيم نجار على أن 'لبنان لا ينهار بفاجعة ولا يسقط بسقوط مروحية لأن كرامة الجيش والبلد في الدق'، مشدداً على أن حادث إطلاق النار على مروحية عسكرية عملا 'مريعا وكبيرا'، ودعا لترك التحقيق يأخذ مجراه. واعلن نجار لصحيفة 'الانوار' انه 'حسم منذ اليوم مشروع التشكيلات القضائية عندما طالب مجلس القضاء الأعلى بأن يقدم أفضل ما لديه'، مشيرا إلى أنه لن يتدخل في التسميات. ورأى نجار أن 'قاعدة الحكم في لبنان هي رئاسة الجمهورية'، مشيرا إلى أن الرئيس العماد ميشال سليمان 'يتمتع بكفاية غير محدودة من القيادة'. واعتبر أن 'حزب الله يقول تقريبا، ما كانت تقوله الكتائب، من أن الدولة لا تقوم بواجبها، وبالتالي عليهم أن يقوموا مقامها، نحن أخطأنا في الماضي، وغيرنا يخطئ الآن.


ـ صحيفة النهار
سمير منصور :
لـ'حزب الله' رصيد كبير يغرف منه ساعة يشاء، عند مؤيديه بالطبع، وكذلك عند خصومه في السياسة، ...وكلما 'غرف' الحزب من رصيده في الملمّات وعند الحاجة نتيجة مشكلة في الداخل، تمكن من تعويض ما غرفه بانجاز ما. وعلى سبيل المثال، جاءت استعادة الاسرى من السجون الاسرائيلية فأعادت تصويب البوصلة وعالجت الى حد بعيد الخلل الذي نجم عن التداعيات الكارثية لما حصل في بيروت في 7 ايار الماضي بين 'اجتياح عسكري' وفق الاكثرية، او 'عملية موضعية' وفق منطق المعارضة.وهذا الرصيد الذي راكمه 'حزب الله' من خلال المقاومة واحترام انجازاتها الوطنية، مكنه من مواجهة مآزق كثيرة واجهها في الداخل، وآخرها كان كبيراً جداً. وقد عبّر عن حجمه بالذهول الذي اصاب الجميع لدى اعلان نبأ اطلاق النار على مروحية للجيش واستشهاد قائدها وجرح معاونه في منطقة تخضع لسيطرته المُحكمة عسكرياً وسياسياً.وبعد ذلك، قيل الكثير وأهمه ما نسب الى 'مصادر عسكرية' حول الظروف والملابسات بين استهداف المروحية وهبوطها الاضطراري واستشهاد قائدها واقلاعها من جديد. ومن المؤكد ان 'حزب الله' معني مباشرة بجلاء كل التباس وتوضيحه من خلال التحقيق الذي يفترض قطعاً ان يكون شفافاً وسريعاً ليس فقط حرصا على معنويات الجيش الذي اصابه الكثير نتيجة استهدافات متتالية ... بل منعاً لأي التباس آخر وحرصا على استمرار اعلى درجات التنسيق التي كانت قائمة - ويجب ان تستمر - بين الجيش والمقاومة، ولولاها لما كانت انجازات بالحجم الذي تحقق.واذا كانت مسارعة 'حزب الله' الى تسليم 'احد مطلقي النار' على المروحية العسكرية وفق المعلومات الرسمية بعد جلسة مجلس الوزراء خطوة عملية ومتقدمة في اتجاه معالجة تداعيات ما حصل، فمن الطبيعي ان تستتبع بأفضل التسهيلات للتحقيق العسكري بدءا من المنطقة التي وقع فيها الحادث المأسوي، وهذا أكده 'حزب الله' تكرارا في اليومين الماضيين.ولئن يكن من غير الجائز 'الانقضاض' على الحزب واستباق التحقيق ونسيان كل ما حققته المقاومة على المستوى الوطني، فلن يكون جائزا في الوقت نفسه اغراق التحقيق في التفاصيل والعموميات، ...ومن 'تأكيد المؤكد' ان استعجال البحث في استراتيجية الدفاع' وفي السبل التي تكفل الوصول الى فهم مشترك لهذه الاستراتيجية بكل ما تتضمنه من تنسيق واستيعاب وافادة من امكانات المقاومة وسلاحها في مواجهة اي اعتداء اسرائيلي محتمل، يساعد على الحؤول دون تكرار ما حصل فوق 'تلال سجد' قبل ظهر ذلك اليوم المشؤوم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد