ـ صحيفة السفير:
انشدّ الوسط السياسي اللبناني الى قمة دمشق الفرنسية السورية والى القمة الرباعية التي ستليها اليوم بانضمام أمير قطر ورئيس الوزراء التركي إليها، وذلك من زاوية حضور الملف اللبناني فيها، خاصة أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ربط بين زيارته الى دمشق ووفاء نظيره السوري بشار الأسد بالتزاماته اللبنانية.
غير أن هذا الانشداد لم يحجب الملفات السياسية والأمنية المتحركة، فيما خطا رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خطوة لافتة للانتباه في مضمونها وتوقيتها، وذلك عبر دعوته الى مناقشة صلاحيات رئاسة الجمهورية لجهة إدخال تعديلات على اتفاق الطائف من أجل تعزيز صلاحيات الرئيس في ما خص ثلاث مسائل هي: حل مجلس النواب، حل مجلس الوزراء، مهل التوقيع على القوانين والمراسيم، وأضاف إليها مسألة "توضيح نصاب انتخاب رئيس الجمهورية، حتى لا تتكرر الخلافات حول تفسير الدستور في هذا المجال&laqascii117o;. وإذا كان كلام رئيس الجمهورية، مع وفدي نقابتي المحررين والصحافة، قد جاء قبيل استقباله لاحقا رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، فإن توقيته جاء بعد عودته من الدوحة، وغداة تلقيه اقتراح نواب الموالاة القاضي بتعديل الدستور في موضوع التوطين بحيث يتطلب الإجماع بدل الثلثين كما هو معمول به حاليا. كذلك جاء كلام رئيس الجمهورية بالتزامن مع النقاشات الجارية في لجنة الإدارة والعدل النيابية بشأن رزمة الإصلاحات الانتخابية، بما فيها جعل سن الانتخاب ١٨ سنة، الأمر الذي يحتاج الى قانون تعديل دستوري أيضا، حسب رئيس اللجنة روبير غانم.
وحسم سليمان شكل طاولة الحوار الوطني وموضوعها في المرحلة الأولى بقوله إن الحوار "سيبدأ بحضور أعضاء طاولة الحوار السابقة ويتقرر فيه إمكان توسيعها والمواضيع الاخرى التي ستبحث غير الاستراتيجية الدفاعية&laqascii117o;. وقال إن الامر يعود الى أعضاء لجنة الحوار الحاليين، وعليهم أن يقرروا الأنسب والأفضل في هذا الخصوص. وتحدث سليمان عن حادث الطوافة العسكرية في سجد، فشدد على أن "ما حصل محزن ومؤسف ومؤذ، ولكن الأخطاء تقع، فالنيات غير سيئة والجيش أخذ الموضوع بنظرة واقعية، والمقاومة أخذته بالأهمية المناسبة وهي لم تستهن به، والقضاء يحقق في الموضوع لتحديد المسؤولين والدوافع وإنزال العقوبات المناسبة&laqascii117o;.
وأكد أن الانتخابات النيابية ستجري في وقتها وان لا داعي للمخاوف من تأجيلها، نافيا رغبته بترشيح أشخاص محسوبين عليه لتشكيل كتلة موالية لرئيس الجمهورية، لكن ذلك لا يمنع وجود أطراف سياسية أو مستقلين يريدون أن يكونوا الى جانب الرئيس، وهذا لا يعني أن الرئيس يختارهم.
وكشف أنه اتصل بكل من الرئيسين الفرنسي والسوري وأمير قطر عشية القمة الرباعية في دمشق، واطلع منهم على الموضوع اللبناني فيها، موضحا أن القمة مخصصة للبحث في مفاوضات التسوية في المنطقة، بدليل حضور رئيس الوزراء التركي فيها.
وفيما أعلن الرئيس بري صيامه عن الكلام بعد لقائه الأسبوعي مع رئيس الجمهورية، أكد الرئيس السنيورة بعد زيارته قصر بعبدا، أن موضوع تصحيح الرواتب والأجور سيوضع على جدول أعمال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الذي لن ينعقد هذا الأسبوع. ورفض السنيورة مقولة أن القمة الرباعية في دمشق تعقد على حساب لبنان، وقال إن "جميعهم أصدقاء... وأنا مطمئن إلى أن لدى الجميع إدراكاً وحرصاً على استقلال لبنان وسيادته&laqascii117o;. أضاف "لا شك لديّ بأن جميع الفرقاء الحاضرين في هذا الاجتماع سيدرسون العديد من النقاط، ولكن في ما يختص بلبنان، لديهم حرص شديد على ألا يكون مادة لمشاكل أو لخلافات، بل هناك سعي دائم منهم لدعم لبنان&laqascii117o;.
بدوره، توقف النائب وليد جنبلاط، عند القمة الرباعية "وأهدافها والغاية منها&laqascii117o;، ورسم حولها علامات استفهام، وقال لـ"السفير&laqascii117o;: "أرى فيها نوعاً من الخروج على التضامن العربي وقمة الرياض وموضوع فلسطين، وتنطوي في جانب منها على محاولة عزل بعض الدول العربية، وخصوصا أن الدول المشاركة في القمة لها علاقات جيدة مع اسرائيل&laqascii117o;!
أما رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري فقد أعلن خلال مأدبة إفطار هي الثانية لـ"جيران قريطم&laqascii117o;، أمس، "أنجزنا اتفاق الدوحة وهو مهم ولكن الأهم يبقى اتفاق الطائف. نسمع بتفاهمات من هنا ومن هناك، ولكن اتفاق الطائف هو التفاهم الوطني الوحيد الذي يجب المراهنة عليه والعمل به&laqascii117o;. وأبدى الحريري استعداده لدعم ورعاية مصالحة مع الجميع في طرابلس والشمال لوضع حد للمزايدات، وقال إنه مستعد لبذل ما يمكن من جهود والاجتماع بأي شخصية طرابلسية أو علوية لإنجاز هذه المصالحة لأنه يجب إقفال هذا الملف. أضاف الحريري: "يحاول البعض تحميل تيار المستقبل أسباب الاعتداءات التي حصلت في ٧ أيار على بيروت والمناطق، وفي هذا الإطار أود أن أقول إن هناك أخطاء حصلت، وقد قلت ذلك سابقا، إلا أن السبب الرئيسي لهذه الاعتداءات يعود الى قرار استراتيجي بتجاوز كل الخطوط الحمر في البلد، وأنا أعود وأحذر من أنه اذا تكررت اعتداءات السابع من أيار فسيؤدي ذلك الى كارثة خطيرة تطال الجميع دون استثناء&laqascii117o;.