وتحدث الاسد مطولا عن الوضع في لبنان، الذي رأى أنه لا يزال "هشا&laqascii117o;. وقال في قصر الشعب "تحدثنا عن ضرورة ان يدخل لبنان في هذه العملية (السلام) ولكن في مرحلة المفاوضات المباشرة، والرئيس (ميشال) سليمان متفق معي حول هذه النقطة، فنحن الآن في مرحلة حساسة، وسنتمكن في الجولة الخامسة بحسب ما نأمل من تحقيق شيء واضح&laqascii117o;.
وتابع الاسد "نحن قلقون مما يحصل في شمال لبنان (طرابلس).. وأكدت للرئيس سليمان أن أي شيء إيجابي يتحقق في لبنان لا قيمة له من دون حل مشكلة التطرف والقوى السلفية التي تتحرك في شمال لبنان، وهناك دول تدعم هذه القوى بشكل رسمي&laqascii117o;. وأضاف "طلبت من العماد سليمان ان يرسل المزيد من القوات من الجيش اللبناني إلى الشمال بشكل عاجل. قال (سليمان) هناك لواء متبق في الجنوب و"اليونيفيل&laqascii117o; بحاجة لهذه القوات، وأصررنا على أن إرسال هذه القوات الآن ضروري لحسم هذه المشكلة، وإلا فإن لبنان لن يستقر مع وجود هذا التطرف فيه&laqascii117o;. وفي حديث لتلفزيون "المنار&laqascii117o;، أكد الاسد ان "لا مصلحة لسوريا بالتخلي عن المقاومة وموقفها منها ثابت ولم يتغير&laqascii117o;، موضحا ان دمشق "تتحدث مع الغرب بلغة المصالح وليس بتقديم الهدايا&laqascii117o;. وفي مؤتمر صحافي أعقب القمة الرباعية، التي لم يخرج عنها بيان ختامي، قال الرئيس السوري ان هناك "خطوات ما زالت منتظرة من اللبنانيين، وفي مقدمتها الحوار الذي سيحل أو يفترض أن يحل المشاكل الأساسية العالقة.. كما ان هناك الخطوات القانونية للعلاقات الثئانية وهي تسير قدما وسيكون في يوم من الأيام بعدما تنتهي هذه الخطوات سفراء بين البلدين&laqascii117o;. من جهته، قلل الشيخ حمد من أهمية الأحداث في طرابلس، باعتبار انه يوجد في لبنان مشاكل دائما، معتبرا أن الوضع مطمئن "طالما الجيش متماسك&laqascii117o;. ودعا اللبنانيين إلى التمسك باتفاق الدوحة، مطالبا بالمزيد من الدعم الدولي لعملية التنمية في لبنان. اما ساركوزي، فقال ان "ما قام به الأسد كان أحد الأسباب الذي أعاد العلاقات وبناء الثقة بين لبنان وسوريا، ورئيس الوزراء التركي يؤدي دوراً مهما في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.. وكما قال الأسد، عندما نبدأ بالمفاوضات المباشرة سيكون لتركيا دور تقوم به وآخر للولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا، ونحن على استعداد للقيام بكل هذه الأدوار&laqascii117o;.
وأضاف ساركوزي "نحن بحاجة إلى سوريا في لبنان ومع إيران، والولايات المتحدة تعرف الدور الكبير الذي تقوم به سوريا في هذا الإطار ونحن نتحدث بهذا الموضوع.. ونحن لا نندم على ما نقوم به وتعرف الولايات المتحدة بأي شروط جئنا إلى هنا&laqascii117o;. الرئيس الفرنسي تابع أيضا طمأنة محور الاعتدال العربي، السعودية ومصر، لليوم الثاني، وقال "إن الاجتماع ليس استبعادا لهما. والرباعي لا يمنع الآخرين من الانضمام إليه إذا شاؤوا&laqascii117o;، موضحا أن الأسد قال خلال القمة إنه "ليس بمعزل عن مصر&laqascii117o;. وقال "إننا لا ننحي السعودية، ونسعد بانضمام أي صوت إلينا&laqascii117o;.
ورأى الرئيس الفرنسي ان الأسد "بحاجة لرعاية الولايات المتحدة ونحن جاهزون لذلك وخصوصا إذا ما قرر السوريون والإسرائيليون التحدث معا&laqascii117o;، من دون أن يخفي اختلافه مع الولايات المتحدة في سياستها إزاء سوريا، وهو خلاف لا يكلف الدبلوماسية الفرنسية كثيرا، ولا يشكل مجازفة في العلاقات معها، كما قال مصدر فرنسي، لأن ساركوزي بات مقتنعا ان صفحة الإدارة الحالية قد طويت نهائيا، وأن الرئيس الاميركي جورج بوش لن ينجز انقلابا في الشرق الأوسط قبل مغادرته البيت الأبيض.
وقال مستشار مقرب من ساركوزي ان الهدف الرئيسي "للمجازفة التي أقدم عليها الرئيس الفرنسي بالانفتاح على سوريا، تمثلت على الدوام بانتزاع دور في العملية السلمية مماثل للدور الأميركي ويعكس بوضوح الثقل الفرنسي الحقيقي في المتوسط يساعد على تكريس تطلعاتنا لبناء اتحاد متوسطي حقيقي&laqascii117o;. وأضاف المستشار الفرنسي "ان سهولة الاتصال بين الزعيمين واضحة، فساركوزي رجل براغماتي، والأسد مزيج من تزمت بريطاني وتزمت المشرقي&laqascii117o;. وقال ان ساركوزي بات يثق به "رغم نصائح معاكسة، لم تأت من طرف واحد، كما يمكن أن يعتقد البعض، ولكن من أطراف عربية ودولية عديدة&laqascii117o;.
في المحصلة، كانت ساعة واحدة كفت قمة دمشق وحوارها من أجل الاستقرار. والإعلانات التي أطلقها الرباعي الأسد وساركوزي وأردوغان وأمير قطر، وفت بهدف الدعوة السورية إلى انعقادها: "مواصلة تفكيك ما تبقى من العزلة الدبلوماسية الماضية وبلورة محور عربي دولي في مواجهة محور الاعتدال لمواجهة "التطرف السلفي الذي تدعمه بعض الدول في طرابلس لكي يستقر لبنان ومنع تحويل العرب إلى ساحة من ساحات الحرب الباردة العائدة&laqascii117o;. ورغم ذلك، ظهر اختلاف بين سوريا وقطر من جهة وفرنسا من جهة أخرى حيال إيران. وفيما أكد الأسد أن الحل الوحيد الممكن لحل الأزمة النووية الإيرانية هو الحل السلمي، ورفض الشيخ حمد زج دول مجلس التعاون الخليجي في أي صراع مع طهران، كرر ساركوزي تحذيره من إمكانية شن إسرائيل هجوما عليها.
ـ صحيفة النهار:
في الموضوع اللبناني أيضا الذي احتل حيزاً واسعاً من مناقشات القمة والمحادثات الجانبية التي أجريت على هامشها، شدد الأسد على أن لا مصلحة لبلاده في التخلي عن المقاومة 'لأننا لسنا دولة هدايا'. ونفى في مقابلة خاصة مع قناة 'المنار' التابعة لـ'حزب الله' وجود أي طلب من الغرب لتقدّم سوريا تنازلات من حيث حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وقال: 'لم يطرح علينا هذا الموضوع واعتقد ان هذا الموضوع بالنسبة الى كثير من الدول صار واضحاً... لا نرى مصلحة في التخلي عن المقاومة، فموقفنا واضح دائماً ومازلنا في كل خطابنا السياسي موقفنا ثابت من المقاومة أينما كانت ضد أي احتلال في العراق، في لبنان، في فلسطين، موقفنا ثابت لم يتغير، فهذا الخطاب السياسي لسوريا لم يتغير، ولا يبدو أنه سيتغير ما لم تتغير معطيات الاحتلال نفسها... نحن لسنا دولة نقدم هدايا، نحن دولة نتحدث عن مصالح ونقول لأي دولة أخرى أن نطلب منها أن تطرح مصالحها أمامنا ونرى اين هي المصالح المشتركة'.
وكان الرئيس السوري استهل المؤتمر الصحافي المشترك الذي اعقب القمة بالقول إن 'لبنان كان جزءاً أساسياً من الحديث اليوم ونحن مرتاحون الى الخطوات الإيجابية التي تمت في لبنان ولا سيما بعد مؤتمر الدوحة، فدولة قطر تمكنت بجهود حثيثة من ان تبعد شبح الحرب عن لبنان في هذا المؤتمر وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح... وهناك خطوات لا تزال منتظرة من اللبنانيين وفي مقدمها الحوار الذي سيحل أو يفترض أن يحل المشاكل الأساسية العالقة. أيضاً الخطوات الإيجابية التي تمت كان جزء أساسي منها متعلقاً بزيارة الرئيس ميشال سليمان لسوريا حيث تم الاتفاق على بدء العلاقات الثنائية... والآن الخطوات القانونية في هذا الإطار تسير قدماً وسيكون في يوم من الأيام بعد أن تنتهي هذه الخطوات سفراء بين البلدين'. ولفت إلى أنه في هذا الإطار هناك اجماع على دعم الرئيس سليمان لكي يرعى كل هذه العملية التي بدأت مع انتخابه ولا تزال مستمرة وصولاً إلى الانتخابات انتهاء بكل القرارت التي يقرها المتحاورون في لبنان عندما تنتهي عملية الحوار.
واعتبر ساركوزي ان ما قام به الاسد فى لبنان 'كان له دور مهم في اعادة الاستقرار الى لبنان'، في اشارة الى تسهيل سوريا انتخاب رئيس والتزامها اقامة علاقات ديبلوماسية. وقال إن 'فرنسا تؤكد على استقلال لبنان وسيادته وبدأنا مسيرة مع الرئيس الأسد في هذا الموضوع مرحلة فمرحلة، وهذه المسيرة احترمها الاطراف كافة الذين اضطلعوا بدورهم، ونحن نتمنى ان يستمر هذا وعلينا أن نتكلم ونتفاهم في ما بيننا ونعطي لأنفسنا أهدافاً مستقبلية نلتقي بها لنبني الثقة'. واشار الى ان 'هناك وجهات نظر مختلفة ونحاول تجاوزها وما فعلناه كان لمصلحة اللبنانيين كافة وسنعمل جنبا الى جنب مع سوريا لبناء هذه الثقة'.
والى الوضع في لبنان، حاولت القمة الرباعية اعطاء دفع للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل، كما تناولت البرنامج النووي الايراني 'الخطر' والاوضاع 'المتفجرة' في العراق والحرب في القوقاز وازمة دارفور، وأكدت ضرورة حل هذه الازمات. واختتمت بمؤتمر صحافي شارك فيه الاسد وساركوزي الذي ترئس بلاده الاتحاد الاوروبي والشيخ حمد الذي ترئس بلاده مجلس التعاون الخليجي واردوغان الذي تضطلع بلاده بالوساطة في المفاوضات غير المباشرة. وأعلن اردوغان في المؤتمر ان جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل ستعقد يومي 18 و19 ايلول في تركيا، بعد تأجيل هذه الجولة التي كانت مقررة في السابع من ايلول في اسطنبول بسبب الوضع الداخلي في اسرائيل. وأكد استمرار العملية وأبدى ارتياحه 'الى ما حصلنا عليه من نتائج'. وأوضح الاسد أن استقالة كبير المفاوضين الاسرائيليين يورام توربوفيتش أدى إلى تأجيل هذه الجولة التي كانت ستحدد مسار المفاوضات. وأفاد ان ساركوزي سيضطلع بـ 'دور اساسي في المفاوضات المباشرة' بين سوريا واسرائيل، مشددا على اهمية دور تركيا 'الدولة الوحيدة التي نجحت في اطلاق المفاوضات غير المباشرة في ظروف كان السلام فيها يبدو بعيدا'.
وقال:'نبحث عن صيغة ورقة مبادىء عامة لعملية السلام تكون اساسا للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل'. لكن الانتقال الى التفاوض المباشر يتم 'بعد قيام ادارة اميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام... نحن ننتظر لنرى ما هي توجهات الإدارة الأميركية المقبلة... من دون إدارة أميركية سواء اتفقنا معهم أم لم نتفق، أحببنا هذا الواقع أم لا، الولايات المتحدة أساسية في عملية السلام وقلنا هذا الكلام بشكل واضح لهم وتستطيع فرنسا أن تساعد في هذه الرعاية وأوروبا وأية دولة مهتمة لان الدور الأميركي مهم وأساسي لكنه لا يغطي كل الجوانب بالنسبة الى عملية الرعاية وفي الوقت نفسه أي دور آخر لا يعوض الدور الأميركي'. وكذلك قال انه ينتظر الانتخابات الاسرائيلية مطالبا بدعم 'كل الدول واساسا فرنسا وقطر وتركيا لكي نطمئن الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المقبل سيسير في الاتجاه نفسه لـ (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) اولمرت من خلال استعداده للانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة لكي يتحقق السلام'.
وشدد على التنسيق مع الرئيسين اللبناني والفلسطيني محمود عباس في مجال التفاوض. وقال ان 'المسار الفلسطيني حيوي بالنسبة للمسار السوري' املا بدعم دولي ليكون المسار الفلسطيني 'داعما لا معرقلا الى المسار السوري' مؤكدا 'الاتفاق' مع الرئيس الفلسطيني على ذلك. كما اكد ان الرئيس سليمان 'وافق' على الانضمام الى المفاوضات عندما تنتقل الى مرحلتها المباشرة.
أبدى ساركوزي استعداد بلاده للمساهمة سياسيا وعسكريا في عملية السلام. وقال: 'اذا وافق الاسرائيليون على المبادىء وبدأت المفاوضات المباشرة ففرنسا طبعا مستعدة لمساعدة المفاوضات المباشرة بالطرق الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية'. واضاف إن 'السياسة الحذرة هي التي يمكن أن تخمد نار الفتن في الشرق الأوسط ويجب أن نتقدم ولن نتقدم بمفردنا. وفي ما يتصل بالولايات المتحدة الأميركية نحن أصدقاء للأميركيين ونثق بهم والأميركيون يثقون بفرنسا... وفرنسا تشجع سوريا على خط السلام مع إسرائيل... نحن في حاجة إلى سوريا في لبنان ومع ايران، والولايات المتحدة تعرف الدور الكبير الذي تقوم به سوريا في هذا الإطار ونحن نتكلم في هذا الموضوع وفرنسا تضطلع بدور لكى تفتتح عصر السياسة المنفتحة مع سوريا'. ولفت الى ان 'الأميركيين يعرفون أننا هنا وما هي الشروط التي تجمعنا وبماذا نتكلم وعما سنتكلم وأريد ان أقول لزملائي الحاضرين أن هذا اللقاء الرباعي لا يمنع الآخرين من أن ينضموا إلينا'.
وكشف الرئيس الفرنسي انه سلم نظيره السوري رسالة من والد الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت، موجهة الى نجله المحتجز في قطاع غزة منذ اكثر من سنتين.وقال ردا على سؤال في هذا الشأن: 'انه موضوع لا اود التطرق اليه الا لماما، لان النتائج هي التي تهمني'. واكتفى بالتوضيح ان قطر ستضطلع بدور في الجهود للافراج عن شاليت.وكانت الرئاسة الفرنسية اشارت الى انه لاسباب سياسية وديبلوماسية، ستكون عملية تسليم الرسالة متعرجة لان الرئيس السوري 'لا يريد ان يظهر بمثابة وسيط رسمي' بين حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' واسرائيل وسيسلم الاسد الرسالة الى أمير قطر الذي سيسلمها بدوره الى رئيس المكتب السياسي في 'حماس' خالد مشعل الذي يقيم في دمشق.
وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني، حذر ساركوزي من 'ضربة' توجهها اسرائيل الى ايران وتؤدي الى 'كارثة'، وقال ان ايران 'تجازف كثيرا' بسعيها الى امتلاك السلاح النووي و'ان في وسع سوريا ان تضطلع بدور مهم لاقناع' حليفتها ايران بالعدول عن ذلك.وحذر الاسد من خطورة محاولة حل الخلاف على هذا الملف من غير طريق الحوار، وقال: 'لا احد في العالم يستطيع ان يتحمل نتائج حل غير سلمي لانه سيكون كارثة'. ونوه بالدور الذي تضطلع به قطر من اجل الاستقرار والسلام 'بصمت وبعيدا عن الاضواء'. ورفض امير قطر زج الدول الخليجية فى الصراع مع ايران، وقال: 'نحاول ان نتجنب اي خلاف او صراع بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجى' مؤكدا ان بلاده تعمل على 'تحقيق الامن والاستقرار فى المنطقة'
ونبه الرئيس السوري الى الوضع المتفجر في العراق داعيا الى توسيع التعاون بين دول الجوار لدعم العملية السياسية. وقال: 'سجل الوضع في العراق بعض التحسن' الا ان ثمة مواضيع لم تحل ابرزها 'كركوك وهي قنبلة قد تفجر الوضع بين العرب والاكراد، والفيديرالية وهي قنبلة تفجر الوضع بين السنة والشيعة كما بين العرب والاكراد'. واضاف: 'نحن ندعم العملية السياسية في العراق لكن دعمها وحده لا يكفي. لا بد من عمل سياسي على الارض، نحن نتعاون مع تركيا في هذا المجال'. وابرز ضرورة 'تعاون لاحق مع بعض دول الجوار مثل السعودية والكويت ومصر والاردن وسواها'.
* في باريس، افادت مجموعة 'توتال' النفطية الفرنسية في بيان انها وقعت ثلاثة اتفاقات نفطية وغازية مع سوريا بعد زيارة الرئيس الفرنسي . ووقعت توتال اتفاق اطار 'يقيم شركة استراتيجية مع الشركتين السوريتين الوطنيتين للنفط والغاز' ينص على 'تطوير مشاريع بصورة مشتركة'. ويمدد اتفاق اخر 10 سنين امتياز استثمار 'توتال' لحقل نفطي وغازي في شرق سوريا. وينص اتفاق ثالث على ان تزيد 'توتال' امداد سوريا بالغاز من هذا الحقل. الى ذلك وقعت اربعة اتفاقات اخرى بين السوريين والفرنسيين تتعلق بالكهرباء يشمل احدها إنشاء محطة للطاقة الشمسية، الى اتفاقات في مجال النقل الجوي والسكك الحديد.
* في تل أبيب، علق مصدر رسمي إسرائيلي على تصريحات الاسد خلال القمة الرباعية ، بأن 'أقوال الرئيس السوري عن وجوب تحقيق سلام بين الشعوب وليس فقط بين الحكام والمفاوضين العرب والإسرائيليين، جميلة'، لكنه أضاف: 'أننا لا نزال نرى سوريا تهرب أسلحة إلى حزب الله... الأسد يتحدث عن الاستقرار في لبنان فكيف يتماشى هذا مع استمرار تهريب الأسلحة، فهو يحصل على الأسلحة من إيران ويهربها إلى لبنان... لمصلحة حزب الله، وسوريا غارقة في هذا الموضوع حتى رأسها ... كذلك فإن مشعل وقيادة الحركة موجودون في دمشق وهذه أمور يعرفها الجميع'.
ـ صحيفة المستقبل :
بعد اليوم الطرابلسي الطويل بدعوة من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، في السرايا والذي رسم خارطة طريق على صعيد مقاربة المشاكل في طرابلس والشمال، وغداة إعلان رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري استعداده لدعم المصالحة مع العلويين في طرابلس، لطي صفحة الأحداث الأخيرة وفتح صفحة جديدة بين أبناء المدينة، استحضر الرئيس السوري بشّار الأسد على هامش القمة الرباعية التي جمعت فرنسا وتركيا وقطر وسوريا في دمشق أمس، مسلسل التوترات الأمنية التي يشهدها لبنان، وخصوصاً تطورات الأوضاع في طرابلس، مستعيداً فزّاعة 'التطرف السلفي'، واصفاً الوضع في لبنان بأنه 'ما زال هشّاً'، مؤكداً ان 'الاستقرار لن يتحقق من دون القضاء على مشكلة التطرف والقوى السلفية في شمال لبنان'.
(...) وسارعت قيادات 14 آذار في بيان اصدرته بعد لقاء موسع عقدته في قريطم مساء امس، الى اعتبار أن مواقف الاسد تدخلا 'فاضحا' في الوضع اللبناني، وقالت أن 'كلام الرئيس السوري حول طلبه من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ارسال وحدات من الجيش اللبناني الى الشمال هو تدخل فاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية'. وأضافت ان فيه 'عدم اعتراف بسيادة لبنان واستقلاله، واهانة للرئيس اللبناني بشخصه وموقعه'.كذلك، رأت أن دعوة الاسد لبنان الى الدخول في المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، امرا 'يدخل في الاطار نفسه من التدخل المرفوض في الشؤون الداخلية للبنان'.وختمت بتأكيد ان لبنان 'سيكون الدولة العربية الاخيرة التي توقع اتفاق تسوية مع اسرائيل بعد استرجاع الحقوق العربية كافة (..).
وسط هذه الصورة، لاحظ رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة خلال رعايته حفل إفطار 'جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية' أمس 'اننا على أبواب مرحلة جديدة تجري فيها إعادة للتموضع الإقليمي والدولي ليس على المستوى السياسي فقط، بل وعلى المستوى الاقتصادي'، وقال 'نحن مقبلون على معالجة جملة من أمورنا وقضايانا الكثيرة التي تراكمت علينا. وفي الأسبوع المقبل سنخطو خطوةً نحو تعزيز قدرة مواطنينا على مواجهة الظروف المعيشية والاقتصادية بتصحيح الاجور'.
وأكد السنيورة التمسك بـ 'الثوابت اللبنانية الي بنيناها طوال تاريخنا وتوافقنا عليها'، ومنها ان 'لبنان دولةٌ عربية مستقلة تتعامل مع الأشقاء والأصدقاء انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل القائم على الاحترام المتبادل والندية'، وان 'لبنان واللبنانيين يعارضون حلَّ النزاعات الإقليمية والدولية عن طريق العنف والقوة وسيطرة القوي على الضعيف أو عن طريق تسويتها على حساب لبنان'، مذكّراً بان 'للبنان عدواً وحيداً هو العدو الإسرائيلي'، ولافتاً الى اننا 'نحتكم في علاقاتنا الداخلية إلى الدستور والنظام المدني الذي ترعاه القوانين والأنظمة والمؤسسات الدستورية'، وقال 'نتطلع إلى اقتراب موعد انطلاق الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية كما نص عليه اتفاق الدوحة وذلك للاتفاق على استراتيجية وطنية لحماية لبنان والدفاع عنه'، معتبرا 'ان حماية لبنان تكون أولاً بمشاركة الجميع في القرار عبر المؤسسات الدستورية وحسب القواعد الديمقراطية، وان الامر لا يقتصر على القدرة على رد أي اعتداء بل ينبغي ان يكون المقصود حماية لبنان من ان يُعتدى عليه في المقام الأول'.
وأشار السنيورة الى 'اننا نعمل على معالجة الأوضاع الأمنية معالجة شاملة وحاسمة وبطريقتين: تمكين الجيش والقوى الأمنية من فرض سلطة الدولة وقيامها بواجبها في حماية المواطنين وليس الفصل بين المتقاتلين والطريق الأُخرى التأكيد على الانفتاح والمصالحة'. وأعرب عن اعتقاده ان 'الخلاصة الجوهرية من كل ما جرى هي أن الدولة بمؤسساتها هي المرجع الوحيد وهي التي تحظى بالاحترام والحيادية لدى كل الناس'، معتبراً 'ان الأمن الذاتي مهما قوي وعظم لن يعوض عن وجود الدولة والقوة العسكرية لا تستطيع أن تتمتع بالشرعية أو الصدقية إذا لم تنل شرعيتها من الدولة(..)'.
في المقابل، انتقد الأمين العام لـ 'حزب الله' السيّد حسن نصر الله بشدة طريقة تعاطي قيادات سياسية ووسائل اعلام مع حادثة المروحية العسكرية في سجد، واعتبر ان هذا التعاطي جرى على قاعدة 'الحقد والبغضاء'، وقال 'من أطلق النار على المروحية هو أخ في المقاومة وشريف وما حدث هو حادث مؤلم ويحدث في كل مكان وفي أي جيش في العالم وفي العراق يحدث كل يوم'، مشيراً الى ان 'الأخ الذي أطلق النار هو من طلب تسليمه الى القضاء العسكري لعدم احراج المقاومة'، مضيفا 'نحن ليس لدينا عناصر غير منضبطة، ولكن في الوقت نفسه نحن لم نجلب شبابنا من الشوارع، بل اتوا الى المقاومة للتضحية، كما اننا لا نسلم أحداً غصباً عنه'. واذ سأل نصر الله 'كيف نذهب الى طاولة الحوار بهكذا روحية؟'، أكد ان 'جلد حزب الله لا ولن يُسلخ ولن يستطيع أحد ان يحقق هذه الأمنية (..) والأيام بيننا(..)'.
داخلياً، وفيما تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاوضاع في طرابلس وعكار، مع كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، كان الحراك السياسي يركز على مسألتي تداعيات استهداف المروحية العسكرية وقائدها واطلاق الحوار الوطني.
وفي هذا الإطار، اعتبرت قوى 14 آذار أنه 'فيما يكتفي حزب الله بالكلام القليل والمبهم حول اسقاط مروحية الجيش، وهو المسؤول المباشر عن ذلك، ينبري العماد ميشال عون الى تغطية هذا الاعتداء السافر على المؤسسة العسكرية الذي ادى الى استشهاد واحد من خيرة ضباطها'، ولاحظت ان عون 'وفيما يدعو الى انتظار نتائج التحقيق والكف عن الاستغلال السياسي لهذا الموضوع كما يزعم، ها هو نفسه يستبق التحقيق ويستنتج بكل بساطة ان هذا الاعتداء السافر على الجيش وسيادة الدولة ليس سوى مجرد حادث عابر يحدث في كل دول العالم وفي كل جيوش العالم(..)'.
على صعيد آخر، كشفت مصادر دولية لـ'المستقبل' أن اسرائيل ستخلي الجزء الشمالي من بلدة الغجر بعد ثلاثة أشهر على أبعد تقدير، وتوقعت أن يتم تنفيذ الجزء المتعلق بتطبيق القرار 1701 لجهة الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة من تلك البلدة في شهر كانون الأول المقبل.وقالت المصادر ان قيادة 'اليونيفيل' تقدمت بدراسة حول ما سيكون عليه الوضع في الجزء الشمالي من البلدة للجانبين اللبناني والاسرائيلي، وان الرد اللبناني على تلك الدراسة كان إيجابياً فيما لم تتلق 'اليونيفيل' أي رد بعد عن الدراسة من الجانب الاسرائيلي، مشيرة الى ان من أهم عناصر الدراسة، وضع الجزء الواقع ضمن الأراضي اللبنانية في عهدة 'اليونيفيل' وتحديداً تحت قيادة القطاع الشرقي التي يتولاها الاسبان.ولفتت المصادر الى أن عدد السكان من بلدة الغجر الذين سيكونون في منطقة عمل 'اليونيفيل' يبلغ قرابة الـ315 شخصاً، من مجموع عدد السكان البالغ 1300 نسمة.
ـ صحيفة الحياة :
كشفت مصادر وزارية أن القيادات الأمنية في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي باشرت اتصالاتها مع القوى السياسية تمهيداً لتحويل بيروت الإدارية الى مدينة منزوعة من الصور واللافتات والشعارات. وقالت لـ&laqascii117o;الحياة" إن مجلس الوزراء ناقش هذه المسألة في اجتماعه الأخير، وان لديه توجهاً بتكليف القوى الأمنية بالتدابير والإجراءات التي تحقق التهدئة في العاصمة.
ولفتت المصادر نفسها الى أن نزع اللافتات والصور والشعارات يشمل كل أحياء بيروت والمداخل المؤدية اليها بما فيها الطريق الدولية التي تربط العاصمة بمطار رفيق الحريري الدولي. وأملت أن تلقى الخطوة تجاوباً من جميع الأطراف لما لها من تأثير مباشر في تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي، بموازاة التهدئة في طرابلس بعد اليوم الطرابلسي الطويل الذي رعاه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الثلثاء الماضي في السراي الكبيرة. علما ان اشكالات عدة وقعت في احياء العاصمة نتيجة خلافات على تعليق صور او نزعها.ونقلت المصادر عن السنيورة ارتياحه الى التحسن الأمني في طرابلس بعد تكليف اللواء العاشر في الجيش اللبناني مهمة الحفاظ على الاستقرار فيها، مشيرة الى أن الحكومة واكبت دور القوى الأمنية بإطلاق ورشة إنمائية اقتصادية اجتماعية من ضمن خطة للنهوض بطرابلس والشمال.ونقلت المصادر عن السنيورة قوله إن جميع الذين شاركوا في اليوم الطرابلسي الطويل أكدوا أن طرابلس &laqascii117o;ليست قندهار وان المجتمع المدني بكل هيئاته ماضٍ في دعم دور الجيش في حفظ الأمن والتعاون معه من دون شروط أو قيود، وان الجميع يدرك خطورة الوضع وراغب في أن تستعيد طرابلس دورها الحضاري والثقافي لأنه من غير الجائز إلباسها أي ثوب غير ثوب الحوار والتفاعل بين جميع طوائفها ومذاهبها".
وأعلن السنيورة تعليقاً على الحوادث الأمنية التي تقع في بيروت وطرابلس والجنوب والبقاع ان &laqascii117o;الأمن الذاتي مهما قوي وعظم لن يعوض عن وجود الدولة والقوة العسكرية لا تستطيع ان تتمتع بالشرعية إذا لم تنل شرعيتها من الدولة ومكوناتها... فلماذا نتعب النفس والناس بالتجارب من جديد والتي نعرف نتيجتها؟ تعالوا، كما تعاقدنا، على تعزيز مداميك دولتنا وإعادة ترسيخ بنيانها".
من جهة ثانية، أعلنت المحكمة العسكرية الدائمة براءة 12 متهماً من جريمة التخطيط لمحاولة اغتيال الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله، للشك ولعدم كفاية الأدلة في حقهم، وجرّمت عدداً منهم بتهمة تأليف عصابة مسلحة وتسليح اللبنانيين بهدف الاقتتال والإتجار بالأسلحة.