صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 6/9/2008
ـ صحيفة البلد علي الأمين : تبدو احداث 7 ايار في بيروت ماثلة لدى فئات متنوعة داخل 'السنّة'، وكما هناك حالة سخط على اداﺀ حزب الله وبعض حلفائه في بيروت، ثمة حديث متزايد داخل مدينة طرابلس عن سوﺀ الادارة لعملية المواجهة لدى تيار المستقبل وحلفائه، حيث يقول احد مناصري هذا التيار ان النائب سعد الحريري لا يزال مستمرا بخطابه المسالم الذي ينشد الدولة من دون ان يقوم بأي عمل يعيد الثقة الى جمهوره الذي يعاني اليوم من شعور بعجز قيادته على مواجهة خصومها. ويضيف ان السيد حسن نصرالله يتحدث عن تمسكه بالدولة ولكن هذا لم يمنعه من ان يستجلب السلاح ويقيم القواعد العسكرية ويقتحم بيروت وغيرها... 'هم يتحدثون عن الدولة ويستمرون بالتسلح، فيما تيار المستقبل لم يبادر الى اي خطوة تعيد ثقة الشارع البيروتي الى ما كانت عليه قبل هذه الاحداث، هل استطاع الاخير ان يمون على نزع الشعارات التي رفعها من دخل العاصمة عنوة في 7 ايار'؟ ويتابع المصدر نفسه 'هل خرج مناصرو' المستقبل 'من اي مواجهة في شوارع بيروت، ولا اقول الضاحية، بانتصار يشعر المحيطين به بانه قادر على حمايتهم بعدما عجزت القوى الامنية والجيش عن ذلك'. ثمة صورة لبيروت في ايار يتم استحضارها في الشمال اليوم، وهي صورة كفيلة بذاتها ان تجعل من القلق والخوف والانتقام عناوين لا يمكن ثنيها او تجاوزها ما دامت احداث بيروت لم تنته بعد، او انها تركت جرحا مفتوحا على الجراثيم التي يعجز البلد عن مواجهتها.
ـ صحيفة الحياة محمد شقير: قال مصدر قيادي في قوى 14 آذار إن قياداتها التي اجتمعت ليل أول من أمس في قريطم، أجمعت على التعامل مع كلام الرئيس السوري بشار الأسد في شأن طرابلس على انه يحمل تهديداً مبطناً يتجاوز التدخل في الشؤون الداخلية للبنان الى استدراج عروض إقليمية ودولية لتكليف الجيش السوري دوراً أمنياً بذريعة انه وحده القادر على ضرب الإرهاب. ولفت الى ان قيادات 14 آذار أقرت خطة سياسية لمواجهة كل الاحتمالات المترتبة على التداعيات المباشرة لكلام الرئيس الأسد عن طرابلس والمفاوضات المباشرة، &laqascii117o;لا سيما بالنسبة الى النقطة الأخيرة التي تتناقض مع المقررات الصادرة عن القمة العربية التي استضافتها دمشق ولا تلتقي مع الإجماع العربي المؤيد لمبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة العربية في بيروت عام 2002 وبالتالي تنسف روحية التضامن العربي، إضافة الى ان أحداً لا ينوب عن السلطة التنفيذية في لبنان بإلزامها مواقف تتعارض والمصلحة الوطنية العليا". ـ الحياة رندة تقي الدين: اعتبر مصدر فرنسي رفيع مطلع على زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي لدمشق، ان الزيارة كانت &laqascii117o;ايجابية جداً" لأنها اتاحت لباريس التحقق من وجود رغبة حقيقية لدى سورية في الاستمرار في الالتزامات التي قدمتها. وقال ان الرئيس بشار الأسد أكد كل التزاماته بالنسبة الى العلاقة السورية - اللبنانية، وان كل الالتزامات التي تعهدها خلال وجوده في فرنسا ستنفذ من الآن وحتى نهاية السنة.وأوضح ان هذا يمثل بالنسبة الى فرنسا، خريطة طريق واضحة مع سورية حول تبادل السفراء بين بيروت ودمشق، وان الرئيس السوري ابلغ الجانب الفرنسي ان هناك مشكلات مع فئة في لبنان ليست مستعدة لعلاقات طبيعية مع سورية، وان على اللبنانيين ايضاً ان يقدموا على أفعال على الصعيد القانوني، وفقاً للقوانين اللبنانية. وذكر المصدر ان باريس &laqascii117o;تنتظر الآن نتائج عملية لهذه التعهدات"، تتمثل بتبادل السفراء واصلاح المجلس اللبناني - السوري الأعلى ومراجعة المعاهدات الثنائية كي تكون مطابقة لتلك القائمة عادة بين دولتين، وأيضاً تنفيذ أعمال اللجان الثلاث التي شكلت في آب (اغسطس) الماضي بين سورية ولبنان، وهي لجنة ترسيم الحدود ولجنة مراجعة المعاهدة ولجنة المفقودين. ولفت الى ان الأسد التزم تنفيذ كل هذه النقاط حتى نهاية السنة. أما بالنسبة إلى &laqascii117o;حزب الله"، فقد نقل المصدر عن ساركوزي قوله لنظيره السوري إن مزارع شبعا ينبغي ألا تشكل ذريعة لعدم التقدم على صعيد ترسيم الحدود مع لبنان ومراقبتها. وأكد أن الرد السوري تضمن رغبة في التقدم في هذه المواضيع والمساهمة في استقرار المنطقة. وذكر أن الموعد المقبل لتقويم ما تحقق على صعيد الالتزامات المختلفة هو المؤتمر الوزاري المتوسطي المقرر في مرسيليا في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال المصدر ان ساركوزي أعاد تذكير الاسد بأن هناك محكمة دولية ستحاكم المتهمين باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وأن هذه المحكمة مسار لا عودة عنه، وان فرنسا لا تقبل الافلات من العقاب.
ـ صحيفة السفير خضر طالب: وسط كل تلك العاصفة السياسية التي أثارتها تصريحات الرئيس السوري، فإن ثمة استنتاجات أصبحت شبه معلنة ولم يعد ممكناً دفن الرؤوس في الرمال لعدم رؤيتها، ومن أبرز هذه الاستنتاجات: ـ إن سوريا عادت لتحدد استراتيجيتها في لبنان ورؤيتها، من موقع مختلف ولكن من موقع المؤثر في لبنان الذي تراعي الدول الكبرى الأهمية الحيوية للبنان بالنسبة لسوريا. ـ إن مشكلة طرابلس هي صندوق البريد الذي ينقل رسائل "العتاب&laqascii117o; و"الصراخ&laqascii117o; و"التهديد&laqascii117o; بين المملكة العربية السعودية وبين سوريا. ـ إن الخلافات السورية ـ السعودية في ذروتها، وهي مرشحة للترجمة بمزيد من التوتر بينهما. ـ إن الاتصالات التي قام بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بين دمشق والرياض لم تصل إلى نتائج مرضية حتى الآن. إلى ماذا تفضي تلك الاستنتاجات؟ ثمة أقاويل تتردد في بعض صالونات السياسة أن الوضع في طرابلس والشمال مقبل بعد عيد الفطر على "تطورات دراماتيكية&laqascii117o; ليصبح في عين العاصفة السياسية ـ الأمنية بالإنابة، لكن تلك الأقاويل التي تتردد ما تزال توضع في خانة التهويل، باعتبار أن "صواعق&laqascii117o; المأزق الأمني يجري تعطيلها بسرعة والتي يشكل فيها الجيش اللبناني حتى الآن "كاسحة ألغام&laqascii117o; تحاول الصمود أمام التحديات الأمنية المتحركة والمربكة.
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: تبلغت وزارة الخارجية والمغتربين من السفارة الاسبانية لدى لبنان ان وزير الخارجية الاسباني ميغل انخل موراتينوس سيزور بيروت في 15 الجاري 48 ساعة يجتمع خلالها الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمرة الاولى منذ انتخابه رئيسا ويطلع منه على التطورات الايجابية سياسيا وامنيا في ضوء ما طبق من 'اتفاق الدوحة' والبنود الاخرى المتبقية التي تعثر تطبيقها حتى الآن. وافادت مصادر ديبلوماسية في بيروت انها لم تتلق معلومات عما اذا كان موراتينوس يحمل افكاراً جديدة لدعم انطلاقة الاوضاع الجديدة في البلاد، لا سيما في معالجة انهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا. واشارت الى ان موراتينوس مهتم بالتهديدات الاسرائيلية المتعاظمة ضد لبنان ومن المتوقع ان يثير هذا الموضوع مع المسؤولين الذين سيلتقيهم خلال زيارته لتل ابيب في 14 من الجاري، وسيسعى الى تعطيلها في حال تبينت له جديتها. كذلك سيبحث مع المسؤولين السوريين في 17 من الجاري في سبل دعم الاستقرار السياسي والامني في لبنان، وسيتطرق الى موقف الرئيس بشار الاسد من الوضع في طرابلس والدعوة الى القضاء على تطرف القوى السلفية ونتائجها.
ـ صحيفة النهار إميل خوري: اكثر من مراقب يستبعد امكان التوصل الى اجراء انتخابات نيابية ربيع السنة المقبلة اذا ظل الوضع الامني على اضطرابه والتوتر السياسي على حاله، وخصوصاً اذا تقرر اجراء الانتخابات في يوم واحد بحيث تصبح القوى الامنية والعسكرية عاجزة بعديدها عن حفظ الامن في كل لبنان. ولا شيء يتيح اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في اجواء ملائمة تضمن الحرية المطلقة للناخب والمرشح، سوى التوصل الى ايجاد حل لموضوع السلاح خارج الشرعية او التوصل الى تشكيل لوائح ائتلافية ان لم يكن في كل الدوائر الانتخابية فأقله في الدوائر الحساسة والتي يشتد فيها التنافس السياسي او المذهبي. ولا بد من اجل التوصل الى تشكيل هذه اللوائح من مساع جادة تشارك فيها مراجع سياسية ودينية فاعلة، ورعاية عربية ودولية لهذه المساعي.
ـ صحيفة النهار علي حماده: في قضية الزميلة 'لوريان لوجور' لا جديد نسبة الى تاريخ الصحافة، ولكن الغريب هنا ان ينبري طرف ميليشيوي في عهد 'سلم' مفترض، لا بل في عهد يفترض ان تكون فيه القوانين وحدها وسيلة لفض الخلافات ليوزع التهديدات المبطنة في حق العاملين في الصحيفة، والطرف المذكور غافل عن حقيقة ان الصحافة الحرة في لبنان وان خشيت على سلامة العاملين فيها، لم يخفها يوما لا الاغتيال ولا التفجير ولا الاغلاق، فهي كانت قبل الميليشيا، وستبقى بعد ان تزول تلك الحالة المنافية لمعنى لبنان الحقيقي الذي لا يستقيم إلا بالحرية. من هذا المنطلق لا نخشى هؤلاء وان كنا نؤمن بأن جهة استهدفت مثقفين كباراً احدهم تسعيني طريح الفراش وقد فقد بصره، لن تمتنع عن استهداف أي صحافي يمثل الحرية وحق التعبير، اي نقيض ايديولوجيا الدوائر المحكمة الاغلاق التي تعجن ناسها بغية تحويلهم الى 'ماكينات' كارهة لكل ما يرمز اليه لبنان التنوع، والتعددية، والحريات. وفي قضية النقيب الشهيد سامر حنا يدرك المعتدون كما الجيش نفسه ان حنا قتل برصاص غير شرعي، وغير فردي. لقد قتل برصاص الدويلة. وما تسليم احد القتلة بحل حقيقي، انما انهاء هذه الحالة الشاذة التي لن تقدم لا للبنانيين ولا لبيئتها المباشرة إلا الدم والدموع والحروب التي لا تنتهي. هذا بالنسبة الى 'بيت القصيد'، اما التابعون فلا يستحقون نقطة حبر واحدة!لذلك كله نحن مع 'لوريان لوجور'، احد اعمدة الاستقلال اللبناني الاساسية... ظالمة كانت ام مظلومة!
ـ صحيفة النهار سركيس نعوم: هل يمكن ان تتعايش اسرائيل النووية مع ايران النووية في حال لم 'يضرب' احد الاخيرة عسكرياً وتالياً في حال امتلاكها تكنولوجيا انتاج الطاقة النووية القابلة لاستعمال مزدوج سلمي وعسكري؟ المصادر الديبلوماسية الغربية المطلعة وبعضها اميركي تعتقد ان ذلك ممكن وخصوصاً اذا سبق هذا التعايش تفاهم فعلي بين اميركا وايران يفتح آفاقاً امام تفاهم او على التقاء في المصالح بين ايران واسرائيل. ويبقى ممكناً اذا استمر العداء بحكم علاقة هاتين الدولتين لان اسرائيل هي مصلحة حيوية واستراتيجية اميركية ولان ايران لا تستطيع او هكذا يفترض ان تهدد هذا النوع من المصالح الاميركية بعد التفاهم بينهما. وهناك مثل مهم على ذلك هو تعايش الهند وباكستان النوويتين رغم العداء المزمن بينهما والحروب السبع، على الارجح، التي خاضتاها في ما بينهما في العقود الماضية مع الاشارة الى ان احتمال توصلهما الى تفاهم قد لا يبقى مستحيلا. الا ان ما لا تتعايش معه اسرائيل ولن تتعايش معه تؤكد المصادر نفسها هو استمرار 'حزب الله' بوضعه الحالي في لبنان. اي استمراره واجهة لقوى اقليمية معادية لها واستمراره مسلحاً بالاف الصواريخ وكل انواع الاسلحة واستمراره جيشاً بعد تعايش اميركا وايران او تفاهمهما، وبعد قرارهما التعايش. طبعاً لن تمانع اسرائيل في بقائه حزباً سياسياً. لكنها سترفض بقاءه دولة مسلحة حتى الاسنان. وترجح المصادر اياها ان تنجح اسرائيل في حال اجتياز التعايش المشار اليه اعلاه الامتحان او الامتحانات في اقناع الجميع بمن فيهم حلفاء الحزب او رعاته وحماته 'بإقناعه' وبالطرق المناسبة بالتحول الى الحياة الحديثة وبالتخلي عن دولته او الدويلة أو بالتخلي عنه وتركها 'تتصرف' معه.
ـ صحيفة الأخبار نزار عبود: طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إسرائيل بتعويض للبنان، يقارب مليار دولار حسب تقدير البنك الدولي، عن الأضرار البيئية والمادية الناجمة عن تدمير معمل الجية الحراري خلال عدوان تموز 2006.وجاء في تقريره الذي سيقدمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أواخر الشهر الجاري &laqascii117o;أن الإهدار النفطي الذي نجم عن تدمير إسرائيل لمعمل الجية سبّب تلويثاً كبيراً للساحل اللبناني طال قعر البحر. وامتد إلى الدول المجاورة، ولا سيما سوريا".
ـ صحيفة المستقبل بول شاوول: نظن أن هذا المنحى الاستبدادي والقمعي في محاولة تعطيل الصحافة، سيستمر وسيتصاعد كلما شعر بتوع 8 آذار وعلى رأسهم حزب الله وفي مؤخرتهم المرنانة ميشال هللويا، بالعزلة الشعبية، وبالرضوخ لإرادة الخارج، والحاجة الى إسكات كل ما من شأنه أن يفضح مخططاتهم الانقلابية، وممارساتهم الفاشية الغستابوية على أكثرية الشعب اللبناني: فالأقلية التي تريد اغتصاب السلطة وتدمير الدولة، والكيان، هل توفر الصحافة أو أي صحافي (تهدده) أو الاعلام أو الأحزاب؟ إن هؤلاء 'صُنعوا' وفُبْركوا في أقبية المخابرات لمثل هذه الأدوار، فهل من استغراب أو من اندهاش! وفي النهاية، نوجه تحية الى 'لوريان لوجور' العريقة، التي كان لها دور كبير في صناعة المجتمع، وفي حماية الحرية في أقصى الظروف، لها منّا التحية، والتضامن، ولهؤلاء، منّا، الإدانة، والاستنكار الى أبعد من الإدانة والاستنكار.فالفاشية عبرت... وسيعبر أبناؤها وورثتها البررة عندنا!
ـ صحيفة المستقبل ثريا شاهين: تفيد أوساط دبلوماسية غربية واسعة الإطلاع أن فرنسا تعتبر خرق الاستقرار اللبناني خرقاً لاتفاق الدوحة، وهي لا ترى مصلحة لدمشق في الدخول العسكري أو الأمني.
ـ صحيفة المستقبل نصير الأسعد: في 26 آب الماضي، وخلال الجلسة النيابية التشريعية، أثير 'فجأة' موضوع التنصت على الهواتف المحمولة. ذلك أن وزير الاتصالات أفاد أنه 'علم' في الآونة الأخيرة أن ثمة تنصتاً غير مشروع تقوم به 'جهات رسمية'، وأنه طلب من 'الشركات' التوقف عن الاستجابة لـ'الجهات الرسمية'.. أي ما يكفي للقول إن التنصت قائم على قدم وساق من أيام الحكومة السابقة منذ العام 2005. وفي متابعة لهذا الموضوع، لفتت أوساط على قدر كبير من الإطلاع الى أن 'توقيت' إثارة موضوع التنصت، سياسي بامتياز. وبحسب معلومات هذه الأوساط، فإن 'حزب الله' إستكمل خلال الفترة السابقة ليس فقط بناء شبكة اتصالاته ('سلاح إشارته') وتعميمها، بل وسائل التنصت التي يحتاج إليها أيضاً بحيث بات في وسعه ممارسة التنصت على 'أوسع' نطاق. بكلام آخر، يتبين ان إثارة التنصت الذي تقوم به 'جهات رسمية' حسب إدعاء فريق 8 آذار، ما هي إلا 'قنبلة دخانية' للتغطية على 'إتصالات' الحزب وتنصته. في 27 آب الماضي، إعتدي على الجيش اللبناني في سجد في إقليم التفاح جنوباً. أجبرت طوافة عسكرية على الهبوط بعيد إقلاعها أو منعت من الإقلاع أصلاً، وقٌتل النقيب الطيار سامر حنا واحتُجز معاونه لبعض الوقت وحُقّق معه قبل إطلاقه. وقد قيل الكثير في هذا 'الحادث' مواقفَ سياسية وتحليلاً. غير أنه، وفي حدود المعلن فقط، فإن عنصراً من 'المقاومة' هو من أطلق النار وجرى تسليمه الى القضاء العسكري. وفي انتظار التحقيق، أراد الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله، في خطابه الرمضاني مساء أول من أمس إقناع اللبنانيين بأن 'الحادث' فردي، أي أن 'المقاوم المتحمّس' التبست عليه أمور فبادر من تلقاء نفسه الى اطلاق النار.. في رأس الضابط الشهيد، كاشفاً ـ على الطريق ـ ان 'حزب الله' لا يجبر أياً من أعضائه على تسليم نفسه وأن تسليمه الى القضاء كان فردياً أيضاً (!)وفي متابعة لهذا 'الملف'، تؤكد أوساط على قدر كبير من الإطلاع ان 'حزب الله' الذي كان أقام منذ مدة 'منطقة أمنية' محظورة على غيره، في إقليم التفاح شمال الليطاني، إستكمل قبل فترة غير محددة توسيع هذه 'المنطقة الأمنية' الى تخوم مدينة صيدا، واتخذ قراراً بحظر الدخول اليها أو المرور فيها أو 'الظهور' قربها على أيٍّ كان لا سيما 'الدولة' وجيشها، وهو حصّنها ويسيّر دوريات فيها.إذاً، يتبين ان الإعتداء على الجيش وقتل الضابط الطيار الأسبوع الماضي حصلا تزامناً مع استكمال 'منطقة أمنية' لـ'حزب الله' ومع قرار لديه بترجمة كونها خطاً أحمر يُمنع تجاوزه...والحال أن كل ما سبق يتزامن هو أيضاً مع 'خطة' ينفذها 'حزب الله' منذ فترة وتقضي بتوسيع 'المربعات الأمنية' التابعة له، أي التي يسيطر عليها مباشرة والتي يسيطر عليها بواسطة 'حلفاء'، من العاصمة بيروت الى طرابلس والشمال، مروراً بالبقاع وعلى 'ضفاف الجبل' وداخل مناطق مسيحية على ما تفيد معلومات الأوساط نفسها. وفي ضوء ما تقدم، يتبيّن أن 'حزب الله' يمضي في 'استراتيجية التنصت والمناطق والمربعات الأمنية'، أي استراتيجية 'هبش' ما يسعه من البلد. لم يعد من شك في أن 'حزب الله' لا يريد حواراً وطنياً، أو بكلام أدقّ لا يريد حواراً جدياً ومنتجاً. وهو لا يكتفي بوضع شروط سياسية بل هو يفرض شروطاً 'ميدانية'.على أن اللافت في الاستراتيجية التي يمضي 'حزب الله' في إعتمادها، هو أنه 'يزاوج' بين ما يمكن القول إصطلاحاً أنه 'خطة دفاعية ضد العدو الإسرائيلي' من ناحية و'خطة دفاعية ضد الداخل اللبناني' من ناحية أخرى، وذلك في إطار الاستعداد لمواجهة أي حرب إسرائيلية. اللافت ـ والخطير ـ هنا، هو أن 'حزب الله' يُعدّ في حال أي عدوان إسرائيلي للسيطرة على الداخل عسكرياً وأمنياً، أي لـ'استرهان' البلد، خصوصاً أن الحزب يقول إن أي عدوان إسرائيلي مقبل سيتّخذ صيغة اجتياح بري بالدرجة الأولى، انطلاقاً من معطياته ومتابعاته. أما اللافت ـ والخطير ـ الآخر، فهو أن 'حزب الله' يبدو ذاهباً الى الإنتخابات النيابية العام المقبل باستراتيجية 'المربعات الأمنية'، والتي هي بمثابة 'مواقع إرتكاز' في المناطق اللبنانية للتدخّل في سير العملية الانتخابية وتحديد نتائجها. وهكذا تخدم 'المربعات الأمنية' خطة التوتير المتواصل في المناطق التي يريد 'حزب الله' أن 'يكسر' غالبيتها السياسية. ومن هنا، لا مبالغة في القول أن ثمة 'كلاً متكاملاً': التحكم بالانتخابات النيابية المقبلة ونتائجها للتحكم بالاستراتيجية الدفاعية للتحكم بالسلطة والتحكم بالدولة.. فلماذا الحوار إذاً؟ مساء أول من أمس، سمع اللبنانيون السيد حسن نصرالله يقول 'يا حبيبي على هكذا حوار' في معرض إتهامه فريقاً من اللبنانيين بـ'الحقد' على 'حزب الله' لأن هذا الفريق أعطى قراءته المختلفة لما تعرّض له الجيش في سجد.. وبعد أن اتهم هذا الفريق بالعمل على 'سلخ جلده' وأكد أن 'الجلد لن يُسلخ والأيام بيننا'. ألا يحق للبنانيين أن يقولوا 'يا حبيبي' على الحوار وعلى هكذا إستعدادات لمواجهة إسرائيل وعلى هكذا إستعدادات للإنتخابات؟
ـ صحيفة المستقبل أسعد حيدر: (...) المطلوب من الاسد ( أميركيا) معروف جداً، إذ ليس لديه المال ليقايض به كما فعل القذافي. لديه التحالف مع إيران، وحلم واشنطن سلخ دمشق عن طهران، لإبعاد يد الأخيرة عن ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط والملف الفلسطيني، وعلاقاته مع 'حزب الله' وحركة 'حماس' والعراق. هذه الملفات أساسية واستراتيجية لواشنطن ومنها ما يمسّ مباشرة أمنها القومي مثل الملف العراقي.حتى الآن يشدّد الرئيس الأسد على رفضه للمقايضة، لأنه يعلم جيداً انه لا يمكنه الذهاب إلى التفاوض عام 2009و'سلته' فارغة، بالعكس عليه أن يضيف إليها ما يمكنه، لأنه كلما رفع رصيده من الأوراق المهمة نجح أكثر في المفاوضات، لكن واشنطن ليست بيروت، وهي تعرف أكثر من غيرها أين تضغط وكيف توجع. حالياً، يبدي الاسد 'نواياه الطيبة'، ومنها ان لبنان سيلحق دمشق على مسار المفاوضات المباشرة بمعنى إذا قبلت واشنطن رعاية هذه المفاوضات، فإن 'هديته' انضمام لبنان إلى هذا المسار. منذ الآن يقول الكثيرون لماذا العجلة والكلام عن الاستعدادات المطلوبة لهذا الاستحقاق؟ بمعنى آخر يجب انتظار ما سيحصل بعد ذلك لكل حادث حديث!. إذا كان ذلك صحيحاً، فإن على اللبنانيين وخصوصاً 'حزب الله'، متابعة حياتهم الهادئة والآمنة جداً، حتى وصول الدعوة المضمونة للانضمام إلى طاولة المفاوضات على أساس وحدة المسار والمصير. والثابت في هذه الحالة ان ما طُبخ يكون قد طُبخ. فالمعروف ان المفاوضات غير المباشرة تعمل على إنضاج 'الطبخة' حتى إذا انتقل المتفاوضون إلى المرحلة التالية يكون قد انتهى كل شيء. الوعد الذي قطعه الرئيس السوري بحضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بانضمام لبنان إلى المفاوضات المباشرة، يعني ضمناً تكفله بمعالجة عقدة 'حزب الله'. أمام هذا 'الوعد' فإن إشكالية نشأت بين دمشق و'حزب الله'، وكلام السيد حسن نصرالله عن عدم تخلي المقاومة عن سلاحها حتى ولو عادت مزارع شبعا، هو كما يبدو جزء من هذا السجال العلني لأول مرة، ولذلك فإنه يمكن فهمه بدون مبالغة، بأن 'الحزب والمقاومة لن ينتظرا نتائج المفاوضات غير المباشرة حتى يتخذا موقفاً يحميهما من مقايضات المفاوضات عندما تصبح مباشرة.
ـ صحيفة المستقبل خالد العلي: أجمعت أطراف سياسية متنوعة المشارب الايديولوجية على أن خطاب السيد حسن نصرالله الأخير في إفطار هيئة دعم المقاومة كان الأوضح في تبيان وظيفة سلاح 'حزب الله' وذلك عن طريق تجاوز الكلام الديبلوماسي وحتى أوراق التفاهمات التي عقدها أو يزمع عقدها مع هذا الطرف أو ذاك. ففي الوقت الذي يمسك هذا الحزب بسلاحه وحيداً عندما يتناول استراتيجية الدفاع والتحرير يقلل من أهمية أي دور يمكن أن تكون قد لعبته أطراف لبنانية أخرى في مقاومة إسرائيل مستنتجاً عقم إجراء حوار حول تلك الاستراتيجية لأنها تتجاوز لبنان وما تبقى من أراضيه محتلاً. مصدر سياسي تابع خطاب السيد نصرالله رأى ان هاجس أمين عام 'حزب الله' هو السلاح في مواجهة الحوار حول دوره وموقعه، فقد استحضر أوراقا قديمة قدمتها أطراف سياسية في معرض تساؤلها عن سبب مصادرة الحزب لحق مقاومة إسرائيل فدعا هؤلاء إلى خوض غمار المقاومة خاصة وأن الحزب لم يكن خلال السنتين الماضيتين يقاتل عند مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من قرية الغجر. ويعتبر المصدر ان أحداً لم ينس الدور الذي لعبته المقاومة الوطنية اللبنانية يوم احتلال بيروت والجبل والجنوب من قبل إسرائيل وقد أشار السيد نصرالله في أوقات سابقة إلى هذه المقاومة وقدر دورها ربما في معرض الحديث عن بعض حلفائه الحاليين لكن المقاومة كانت قائمة وفاعلة إلى لحظة الدخول السوري على خط عملياتها وقد يطول الشرح في هذا المجال لكن يضيف المصدر لا يجوز التقليل من أهمية ما كانت عليه المقاومة في تلك المرحلة حتى يبرر الحزب احتكاره الراهن للسلاح وبالتالي فرض صيغ محددة للتعاطي معه تحت عناوين الاستراتيجيات. ويستغرب المصدر كيف يدعو السيد نصرالله من كان يطالب برفع احتكار المقاومة إلى خوض غمار الحرب ضد إسرائيل خاصة بعد أن أثبتت 'حوادث 7 أيار' ان الجميع يملك سلاحاً فردياً ومتوسطاً وحتى ثقيلاً!!، في وقت تتصاعد الدعوات إلى إطلاق حوار حول سلاح الحزب وبالتالي حول استراتيجية دفاعية. ويقول المصدر ان معظم الذين كانوا يطالبون فيما مضى بلعب دور في محاربة إسرائيل انخرطوا أو هم على الطريق في مشروع الدولة وجعلها الأداة والوسيلة لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة.. فمحاولة الحزب الهروب من استحقاق الحوار حول سلاحه ووضع سياسات دفاعية عن طريق إثارة قضايا يقول عنها السيد نصرالله نفسه انها أثيرت منذ زمن بعيد، تؤكد ان الحوار الذي نص عليه اتفاق الدوحة لكي يستكمل في بيروت برعاية رئيس الجمهورية والجامعة العربية غير مقبول من 'حزب الله' وهو يبحث عن ذرائع للتفلت منه. وقد تحوّلت التحليلات السياسية التي أثارتها حادثة سجد وجريمة استشهاد الطيار سامر حنا إلى ما يشبه النعي المسبق لطاولة الحوار المفتوحة عندما قال السيد نصرالله 'عندما يصبح التعاطي مع حادثة المروحية على هذا الشكل ونحن نذهب إلى طاولة الحوار (يا حبيبي ملاّ طاولة حوار) نذهب إليها ببغضاء وأحقاد وتآمر واتهام...'. ويعتبر المصدر ان تذكير السيد نصرالله 'بحوادث 7 أيار' للإشارة إلى وجود سلاح مشبوه غير سلاح 'حزب الله' أعاد فتح جراح لم تندمل بعد، فعوض الاعتذار من أهالي بيروت والجبل على الغزوة التي تعرّضوا لها فهو يبرر استخدام سلاحه في الداخل لأغراض اجتثاث سلاح لا يحارب إسرائيل وهو يعلم بعدم وجود سلاح يومها في بيروت لأن خيار البيروتيين كان وما يزال الدولة، فيما اضطر آخرون في الجبل للدفاع عن أنفسهم جرياً على عادات قديمة في اقتناء السلاح الفردي.. فهذا السلاح يقول المصدر لن تنجح محاولات وضعه مقابل سلاح 'حزب الله' لا نوعاً ولا كمّاً ولا دوراً، وبالتالي لن يخضع إلى سوق المزايدات على طريق التفلت من الحوار حول علاقة الدولة بالتنظيمات المسلحة.. ويتوقف المصدر اخيراً عند تشكيك السيد نصرالله بحقيقة ان الناس تريد الدفاع عن لبنان فهو يدعو إلى التريث في إطلاق الحوار حتى تتبين بعض أوجه تلك الحقيقة، حتى انه لا يتوقف عندها ليبرر استمرار تمسكه بالسلاح فيقول 'لا نتخذ من مزارع شبعا حجّة للاحتفاظ بالسلاح فإذا تحرّرت فسيبقى السلاح لأن المقاومة حاجة دفاعية عن لبنان..'، وبالتالي يسقط أي إمكانية لتولي الدولة مسؤولية التحرير والدفاع عن البلد وفق خطط أو سياسات دفاعية نضعهما بالتفاهم مع كل المعنيين.. فالحزب يحدد خياراته ويمضي فيها ويصادر خيارات الناس والدولة.
ـ صحيفة الأخبار جان عزيز: بعد قمة دمشق الرباعية، يبدو فريق قريطم أمام احتمالين، قد يكونان أخيرين: إمّا خيار الحوار سريعاً، من أجل توسيع نطاق &laqascii117o;التفاهم" نفسه، سعياً إلى حل لمسألة السلاح، وإلى ضمان لوقف عودة النفوذ السوري، وإمّا الرهان على أن الخطوة الفرنسية ـــــ التركية ـــــ القطرية، هي تكتيك أميركي ـــــ إسرائيلي ناجح حتماً، وسيؤدي إلى فك التحالف السوري ـــــ الإيراني، والتالي إضعاف حزب الله وتفكيك واقعه وتحالفاته. علماً أن هذا الرهان الأخير يحمل في طياته بذور العودة إلى سياق عام 1976، مع استبدال الفلسطيني بالشيعي ومفاقمة كل الكوارث المنبثقة من هذا السياق.
ـ صحيفة الأخبار نادر فوز: ثمّة في تيار المستقبل اليوم من يقوم بقراءات نقدية لأداء التيّار خلال الفترة السابقة، وخاصة مرحلة ما قبل 7 أيار. ومن نتائج هذه المراجعات الإقرار أخيراً بأنه كان للأزمة الأيارية انعكاسات داخلية على التيّار. ويقول أحد المتابعين إنه كان جديراً بتيار المستقبل المحافظة على تحالفه مع حزب الله، &laqascii117o;لأنّ تحالفاته الحالية لم تفده سياسياً ولا شعبياً، بل كانت عبئاً عليه". ولم ينس بعض مسؤولي المستقبل انفتاح الرئيس الحريري على حزب الله قبيل اغتياله، ولا يزالون يذكرون كلمة السرّ بين الطرفين لتحديد لقاء: &laqascii117o;عبالي آكل فواكه". ولكن في مقابل هذه الأجواء الداعية إلى الانفتاح على حزب الله، ثمة أصوات في المناطق &laqascii117o;بعيدة عن السمع والاحتكاك" مع &laqascii117o;الحزب" وما يمثل من جمهور.
ـ صحيفة الأخبار حسن عليق: مع تأليف حكومة الوحدة الوطنية والبحث في التعيينات، بدأ الكلام السياسي عن دور فرع المعلومات وهوية الأجهزة الأمنية، وأحد أكثرها إثارة للجدال فرع المعلومات. على سبع حلقات، تبدأ &laqascii117o;الأخبار" اليوم بنشر ملف فرع المعلومات، وتعرِض في الحلقة الأولى للدور المهم الذي أدّاه هذا الفرع بنشوب حرب مخيم نهر البارد التي أدت إلى سقوط أكثر من 400 قتيل. استفاق اللبنانيون صباح 20 أيار 2007 على مقتَلَتين. حصدت الأولى 10 من المنتمين إلى &laqascii117o;فتح الإسلام" في مدينة طرابلس، وتلتها الثانية التي راح ضحيتها 14 فرداً من الجيش اللبناني على تخوم مخيم نهر البارد. بدأت أحداث ذلك الليل بدهم فرع المعلومات 5 شقق سكنية في &laqascii117o;مبنى عبده" ومجمع &laqascii117o;البستان" في شارع المئتين بمدينة طرابلس. وكانت تلك العملية شرارة معارك مخيم نهر البارد التي امتدّت ما يزيد على مئة يوم، ودُمِّرَ فيها الجزء الأكبر من المخيم، وسقط أكثر من 400 قتيل بينهم 163 من أفراد الجيش اللبناني وضباطه. ونتج من العملية لجهة أخرى زيادة انقسام اللبنانيين حول فرع المعلومات ودوره. فمنهم من رأى أن قرار الدهم أنقذ البلاد من مخطط كان سيؤدي إلى تقسيمها وإنشاء إمارة أصولية في الشمال؛ فيما بدا آخرون متيقنين من أن ما نفّذه الفرع هو إحدى حلقات سلسلة توخّت ضرب الجيش وتمهيد الطريق أمام تحويل لبنان أرضاً خصبة للتنظيمات الأصولية التي ستستخدم لاحقاً لضرب حزب الله. ودليل أصحاب الرأي الأخير على ما يقولونه هو عدم تنسيق فرع المعلومات مع الجيش قبل معركة شارع المئتين.