صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 8/9/2008

ـ صحيفة السفير :
اذا تم إنجاز بعض الترتيبات الشكلية والتقنية، فإن إنجاز المصالحة الطرابلسية بات قاب قوسين وأدنى، بعدما تضافرت كل مكونات الإرادة السياسية لمصلحة طي صفحة الأزمة الأمنية القائمة بين مناطق باب التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن منذ نحو ثلاثة اشهر، والتي كانت نيرانها قد بدأت تتمدد إلى منطقة عكار للمرة الأولى.
ويمكن القول إن محصلة الزيارة التي قام بها رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الى طرابلس والاتصالات التي رافقتها، خاصة من جانب رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري، بالإضافة الى تجاوب القيادات الطرابلسية من دون استثناء، ساهمت كلها إلى حد بعيد في خلق الظروف السياسية المناسبة لقيام اتصالات جدية تؤسس لإنجاز مصالحة تأخرت اثنتين وعشرين سنة فقط.
ولولا الحادثة الأمنية التي حصلت غروب أمس في بلدة بخعون، في قضاء الضنية، قبيل مرور موكب الحريري نحو بلدة سير الضنية للمشاركة في إفطار دعا اليه النائب أحمد فتفت، حيث أصيب خمسة فتيان بجروح في إطلاق النار عليهم أثناء اعتصامهم الاحتجاجي ضد زيارة الحريري، لكانت مفاعيل رحلة رئيس "تيار المستقبل&laqascii117o;، الاستثنائية والثالثة من نوعها منذ انتخابات عام الفين وخمسة، قد شكلت منعطفاً في الدفع إيجابا باتجاه تحقيق المصالحة التي من المقرر أن يرعاها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار قبل نهاية شهر رمضان المبارك، مبدئياً.
لكن المحطة الأهم في الزيارة، تمثّلت بنجاح مفتي طرابلس والشمال في تأمين جمع الرئيس عمر كرامي والحريري في منزل رئيس الحكومة الأسبق الصيفي في بقاعصفرين، حيث زاره الحريري بعيد مشاركته في إفطار تيار المستقبل في الضنية على بعد مئات الأمتار من دارة كرامي. أما المحطة الثانية الأبرز، فتمثلت في عقد لقاء بين الحريري والأمين العام للحزب العربي الديموقراطي النائب السابق علي عيد في "أرض محايدة&laqascii117o; رسمها المفتي الشعار في منزله في طرابلس. وقد خرج اللقاء الثاني بين الحريري وعيد، منذ الانتخابات النيابية عام ،٢٠٠٥ والذي انعقد آنذاك في مقر إقامة الحريري في فندق "كواليتي إن&laqascii117o; في طرابلس أيضاً، بتفاهم كامل على تثبيت السلم الأهلي وإلغاء جميع المظاهر المسلحة وتسليم الجيش مهمة الأمن في طرابلس ومن ثم توفير التعويضات والمشاريع للمناطق المتضررة.
وفي التفاصيل التي أوردها مراسلو "السفير&laqascii117o; في طرابلس والشمال، أنه فور حصول المفتي الشعار على موافقة النائب الحريري المسبقة على اللقاء بينه وبين كرامي، سارع الى زيارة الرئيس كرامي قرابة الساعة السادسة من مساء أمس، حيث أطلعه على مضمون الاتصالات الجارية بشأن المصالحة في طرابلس وكذلك على ضرورة اللقاء بينه وبين الحريري، فرحب كرامي بالزيارة، حيث أبلغه المفتي بموعدها بعد انتهاء الإفطار، وهو ما حصل فعلاً... وكان الرئيس بري على السمع طوال الوقت مع كل من كرامي والشعار والحريري. وقال الرئيس كرامي لـ"السفير&laqascii117o; إن جو اللقاء كان إيجابياً كما كان التوافق كاملاً حول دعم جهود المصالحة، حيث سيعقد اجتماع قريب في دارة المفتي الشعار، تشارك فيه كل القوى والشخصيات السياسية إن شاء الله. أضاف كرامي إن المصالحة، على أهميتها، ليست كافية وحدها والمهم تنفيذ برنامج متكامل للتنمية في طرابلس والشمال، داعياً في الوقت نفسه الى اتخاذ قرار سياسي بتوطيد الأمن وتثبيته ورفع الغطاء عن كل المخلين به، داعياً الى جعل المدينة منزوعة السلاح، وأكد أنه على اتصال مع كل الفرقاء، بمن في ذلك مع النائب السابق علي عيد ونجله رفعت، كما أن التواصل سيستمر بينه وبين الحريري. وحسب المعلومات المتوافرة لـ"السفير&laqascii117o;، حول اللقاء الذي جمع كرامي والحريري، فقد تخللته مراجعة عامة لمرحلة الثلاث سنوات ونصف السنة الماضية، حيث أقر الحريري بأنه يعرف بمدى العلاقة التي كانت تجمع كرامي بوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأكد رغبته بمتابعتها وأن تكون العلاقة بينهما على أحسن ما يرام. وأشار الحريري إلى ان الخلاف السياسي لا يفسد في الود قضية ولا يعني حصول تصادم، مشدداً على جمع الصف ووحدة الكلمة وطي صفحة الماضي.
وأشار كرامي إلى أن الخلاف المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة لم يتسبب بضربة كف في طرابلس، فلماذا حصل ما حصل مؤخراً؟ ورد الحريري ذلك إلى ما حصل في بيروت في ٧ أيار.
وفي سياق التقييم، توافقا على ضرورة الاستعجال بالمصالحة في المدينة لأنها لم تعد تتحمل أكثر تبعات ما يحصل فيها. وأيد كرامي فكرة جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح، وقال إن ما يجري عبارة عن أزمة بلا أي افق سياسي أو عسكري. بينما أكد الحريري رفضه اللجوء إلى السلاح وتشكيل الميليشيات.
وفي النقطة المتعلّقة بالوضع الاقتصادي، تم التوافق على أن الوضع الاقتصادي للمدينة والحرمان الذي تعيشه يزيد من أسباب التوتر وخلق بؤر مؤاتية للاهتزاز الأمني.
وأكد الحريري أن رئيس الحكومة، وفور توافر الاعتمادات المالية للمشاريع والتعويضات، سينتقل تلقائياً الى طرابلس من أجل انجاز المصالحة. وكان الحريري قد بادر فور وصوله إلى طرابلس إلى إجراء اتصال مع كرامي العائد قبل ساعات من زيارة لطهران التقى خلالها الرئيس أحمدي نجاد، وكذلك أجرى اتصالا مع الرئيس نجيب ميقاتي، الذي كان يحزم حقائبه للسفر، حيث وضعه في أجواء المساعي التي يجريها لإنجاز مصالحة برعاية رئيس الحكومة، وهو المخرج الذي تمّ التوافق عليه كإطار لآلية المصالحة التي كان رفض النائب السابق علي عيد أن تتم وفق صيغ تم التداول بها سابقاً، ومنها أن تتم برعاية الحريري شخصيا لأنه بات طرفاً في ما يجري.
في كل حال، استقطبت الحيوية التي أنتجتها زيارة الحريري إلى الشمال ثلة من الاتصالات المكثفة التي شارك فيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس "اللقاء الديموقراطي&laqascii117o; النائب وليد جنبلاط، وكذلك مروحة واسعة من القيادات الطرابلسية والشمالية من أجل تسريع جهود المصالحة ومحاولة إنجازها اليوم الاثنين بوجود النائب الحريري في طرابلس، إلا أن هذا الأمر بدا أصعب من إمكان أن يتم تحقيقه في هذه السرعة لأسباب متعددة... وكانت تلك الجهود قد انطلقت قبل ساعات فقط من انتقال الحريري إلى طرابلس في لقاء عقد في قريطم بين الحريري والنائب السابق أحمد حبوس بحضور النائب سمير الجسر، بقي بعيداً عن الأضواء، قبل أن يستهل الحريري لقاءاته في طرابلس باجتماع شارك فيه عدد من نواب المدينة وفاعلياتها وقيادات سياسية شمالية وتناول السبل الكفيلة بإتمام المصالحة ومعالجة ذيول الأحداث الأخيرة، بما في ذلك التعويض على الأضرار وإعادة النازحين الى منازلهم وإخلاء المدارس تمهيداً لانطلاق العام الدراسي.
وتم تشكيل لجنة سداسية برئاسة المفتي الشعار أوكلت إليها مهمة توسيع دائرة الاتصالات لتهيئة الأرضية للمصالحة، على أن تتم قبل عيد الفطر، وتقاطع ذلك، مع محاولة جرت للاجتماع بين الحريري وعيد في "كواليتي ان&laqascii117o; لم يكتب لها النجاح، الى أن تم توفير مخرج المكان المحايد في منزل الشعار. وفي الوقت نفسه، سارعت اللجنة السداسية، إلى صياغة "وثيقة طرابلس&laqascii117o; التي تتضمن ستة بنود تشدد على تثبيت السلم الأهلي وعدم اللجوء إلى العنف والسلاح، وتؤكد على المصالحة برعاية الدولة، والطلب إلى قيادة الجيش اللبناني في الشمال تحديد جدول زمني لعودة كل النازحين الى منازلهم وتأمين كل ما له علاقة بأمنهم، وتأمين منازل بديلة ومؤقتة للمواطنين الذين يتعذر عليهم العودة الى منازلهم، لعدم صلاحيتها، وذلك عن طريق توفير بدل إيجار لهم والطلب الى الهيئة العليا للإغاثة تسريع عملية تحديد الأضرار في الأرواح والأجساد والممتلكات تمهيداً للتعويض على المتضررين، والتمني على رئيس مجلس الوزراء العمل على تأمين كل التعويضات اللازمة. ومن المفترض أن يطلع الرئيس السنيورة والقيادات الطرابلسية على الوثيقة لدراستها والتوقيع عليها تمهيداً لإتمام مصالحة عامة يرعاها السنيورة خلال عشرة ايام على أبعد تقدير.
وأجرى الرئيس بري، اتصالاً بالنائب الحريري هنأه فيه على الجهود التي يبذلها ورعايته للمصالحة بين ابناء طرابلس، ووعده من جهته بأنه سيسعى لدى كل الأطراف الصديقة المعنية للتعجيل "بإنجاز المصالحة اليوم قبل الغد&laqascii117o;، وعلى قاعدة "خير البر عاجله، وعدم الانتظار شهراً، فالوضع لا يحتمل أي تأخير. ثم لا أحد يعلم من الآن وحتى آخر الشهر بما يمكن ان يطرأ او يحصل... فلا تؤجلوا المصالحة&laqascii117o;. وأبلغه أن رأي رئيس الجمهورية ميشال سليمان (تشاورا هاتفياً مراراً) متفق مع رأيه في هذا المجال. وقال بري لـ"السفير&laqascii117o; إنه اذا كانت المصالحة مطلوبة وأولوية، بين جبل محسن وباب التبانة فإن المصالحة التي لا تقل اهمية، هي مصالحة الطريق الجديدة وجوارها، وإطفاء هذا الفتيل المشتعل. أضاف بري، "إن هذا الأمر ليس متروكاً، فهو ايضاً قيد الاهتمام البالغ والمتابعة الحثيثة توصلاً الى نزع كل اسباب التوتر والإشكالات، قريباً إن شاء الله&laqascii117o;.
ويأتي في هذا الإطار الاجتماع الذي عقد، أمس الأول، في مكتب المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني وحضره مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا عن "حزب الله&laqascii117o;، وأحمد بعلبكي عن حركة "أمل&laqascii117o; ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي وجرى فيه بحث خطة بالتدريج تبدأ المرحلة الاولى منها بإزالة كل الصور والشعارات من شوارع وأحياء بيروت الادارية، وفي ضوء نجاح المرحلة الاولى يتم الانتقال الى بيروت الكبرى ومن ثم الى كل لبنان. وتبلغ ريفي وجزيني من "حزب الله&laqascii117o; و&laqascii117o;أمل&laqascii117o; موافقتهما الكاملة على البدء فورا بنزع الشعارات والصور من كل بيروت الادارية، ولكن مدير عام قوى الأمن استمهل من أجل الحصول على موافقة "تيار المستقبل&laqascii117o;.
من جهته، أعلن الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; السيد حسن نصر الله تأييد ودعم الحزب لمساعي المصالحة في طرابلس والشمال وكل لبنان، ورحب بأي لقاء بين "حزب الله&laqascii117o; و"تيار المستقبل&laqascii117o;، وقال "نحن لا ندخل في صراع طائفي أو مذهبي&laqascii117o;. وأكد أن "حزب الله&laqascii117o; لا ينافس أحداً على السلطة في لبنان. وأبدى استعداده لطي صفحات الماضي والانفتاح على أي حوار. وطالب نصر الله اللبنانيين برفض الفتنة وأي خطاب يدعو اليها، وخاطبهم قائلاً: "لا تكونوا وقوداً لأى صراع وابتعدوا عن العصبية والتعصب لشخص أو لحزب أو لمنطقة، وارفضوا كل صاحب خطاب متوتر يدعو إلى الفتنة&laqascii117o;.وقال نصر الله، فى كلمة متلفزة مساء أمس، موجهة للمشاركين فى حفل إفطار رمضاني في مدينة بعلبك، إنه جاهز للقاء النائب الحريري وكل القيادات السنية السياسية والروحية، مشيراً إلى أنه كان هناك ترتيب للقاء بينه وبين الحريري لكن الخلاف حصل حول مكان اللقاء (القصر الجمهوري) نظراً للترتيبات الأمنية الصعبة المتعلقة به، وأكد استعداد الحزب للقاء على مستوى آخر، اذا تعذر اللقاء بينه وبين الحريري، وأبدى استعداد الحزب أيضا للمشاركة في طاولة الحوار الوطنى "اليـوم قبل الغد&laqascii117o;. ودعا نصر الله الى إطلاق سراح الضباط الأربعة لأنه لم تثبت عليهم أي تهمة أو شبهة خلال كل سنوات الاعتقال.
الى ذلك، تبلغ الرئيس بري من رئيس لجنة الادارة والعدل روبير غانم أن اللجنة تحتاج الى اسبوع لتنهي دراسة اقتراح القانون الانتخابي، "وفي ضوء ذلك سأدعو الى عقد جلسة نيابية خاصة لإقرار القانون قبل ٢٥ أيلول&laqascii117o;. وأعلن بري ترحيبه بسلة البنود الإصلاحية التي وضعتها الهيئة الوطنية، ولا سيما خفض سن الاقتراع الى ١٨ سنة، وقال لـ"السفير&laqascii117o; إن الإصلاحات، على أهميتها، "تبقى ثانوية ما لم تقترن بالبطاقة الممغنطة، التي تمنع التزوير نهائياً، وتتيح للناخب الاقتراع في مكان إقامته، فضلاً عن أنها توفر اعباء مالية ضخمة يتكبدها المرشحون، وخصوصا في مجال النقليات التي تقدر كلفتها بالملايين. وعندما يُسأل بري عما يمنع إنجازها، يجيب: "إنها حزورة&laqascii117o;.
ـ صحيفة النهار :
في ذروة زيارة رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري للشمال، ينعقد في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار مساء اليوم اجتماع المصالحة المنتظر في رعاية رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وحضور جميع الاطراف الطرابلسيين لاعلان 'وثيقة طرابلس' التي بدأت اصداؤها تتردد على المستوى اللبناني العام وأولى تباشيرها التأييد الذي محضه رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله لما سيتحقق اليوم في عاصمة الشمال، على ان يتسع اطار المصالحات لاحقاً كما اقترح نصرالله.
والحدث الشمالي سينتقل غداً الى طاولة مجلس الوزراء حيث يتولى الرئيس السنيورة عرض معطياته، وسيحضر كذلك في الافطار الذي يقيمه رئيس الجمهورية وهو افطار تقليدي سنوي والاول في عهد الرئيس ميشال سليمان الذي سيلقي كلمة في حضور مرجعيات سياسية وروحية بينها المفتي الشعار ورؤساء الوزراء السابقون وخصوصاً الرئيسيان عمر كرامي ونجيب ميقاتي وهما من اطراف المصالحة.
وليلاً ابلغ المفتي الشعار الى 'النهار' ان اجتماع المصالحة في دارته سينعقد في التاسعة والنصف مساء في حضور كل الفاعليات السياسية في المدينة. وقال: 'اعتقد انه اذا عاد المواطنون الى ضمائرهم ووطنيتهم فسيلتقون في بوتقة المحبة والمصالحة، إذ ليس هناك من مبرر لوجود هذا التقاتل لانه لا اساس لفتنة مذهبية او طائفية في الشمال. فمنذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري لم تحدث اية مشكلة بين السنة والشيعة، كما لم تحدث اي مشكلة بين السنة والعلويين، وما حصل هو امر مفتعل ولا علاقة له بالانتماء المذهبي والديني'.واضاف: &ldqascii117o;احيي الروح العالية عند الشيخ سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والفاعليات السياسية الذين شعروا وتحسسوا الآلام وسارعوا الى هذا اللقاء وتوافقوا على ان اقود هذه المسيرة'.
وعلمت 'النهار' ان المشاركين في لقاء المصالحة سيوقعون وثيقة تحمل عنوان 'وثيقة طرابلس' وتتضمن ثماني نقاط: &ldqascii117o;الغاء كل المظاهر المسلحة وموافقة الجميع على ان يتسلم الجيش اللبناني كامل الصلاحيات في مناطق التوتر في طرابلس، تعهد الجميع عدم اللجوء الى السلاح والعنف لاي سبب كان، تدفع التعويضات عن الخسائر البشرية وفي الممتلكات وتأمين عودة النازحين وفق جدول زمني محدد بالاتفاق مع قيادة الجيش، يعطى كل من ليس عنده منزل او مأوى ايجار بيت واثاث من الهيئة العليا للاغاثة، الاتفاق على قبول عرض الصندوق الكويتي لاعادة اعمار شارع سوريا، تتم كل الاتصالات والمساعي من أجل المصالحة من خلال اللقاءات التي تعقد برئاسة المفتي الشعار'. كذلك علمت 'النهار' ان جميع الاطراف قد وافقوا على نص الوثيقة التي ستذاع مساء اليوم.
وعشية الحدث الشمالي، زار النائب الحريري مساء الاحد الرئيس كرامي في دارته في بقاعصفرين في حضور المفتي الشعار، وكان الى جانب كرامي نجله مصطفى والدكتور خلدون الشريف، والى جانب الحريري نادر الحريري ومستشاره الاعلامي هاني حمود.
وقال الدكتور الشريف لـ'النهار' ان اللقاء كان 'ممتازا وتم التطرق فيه الى ثلاث نقاط:
1 – ضرورة استتباب الوضع الامني في طرابلس وتولي الجيش المسؤولية كاملة ورفع الغطاء عن كل مرتكب وحامل سلاح.
2 – يعتبر الرئيس كرامي ان ما جرى في طرابلس هو نتيجة للاهمال المتمادي على المستويين التنموي والانمائي وانه يجب ان تولى هذه القضية أولوية مطلقة لان ايجاد مشاريع في المدينة يؤدي الى انفراجات من شأنها تخفيف الفقر والاحتقان.
3 – الاتفاق على ابقاء التواصل بين الرئيس كرامي والنائب الحريري'.
وأكدت أوساط الحريري ايضا 'ان اللقاء كان ممتازا وتخللته جولة في القضايا الوطنية العامة، وكان التركيز بالتأكيد على طرابلس وتشجيع المصالحة ودعمها'.
وأفاد المكتب الاعلامي للحريري انه تخلل اللقاء 'عرض للشأن الوطني العام مع التركيز على أوضاع طرابلس، وكان التوافق كاملا على ضرورة دعم وتشجيع جهود المصالحة الرامية الى توفير الامن والاستقرار في المدينة في أسرع وقت. كما جرى الاتفاق على متابعة الاتصالات لهذا الهدف في الساعات المقبلة'.
وقبل لقاء بقاعصفرين، رعى الحريري افطارا في سير الضنية دعا اليه النائب أحمد فتفت وحضره المفتي الشعار ونواب ورؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وفاعليات المنطقة وحشد كبير من المواطنين، وقال في كلمة القاها: 'يريدون ضربنا بالدولة، ونحن أهل الدولة (...) خلف الجيش وخلف القوى الامنية. واليوم تتكرر محاولة بعض الصغار خدمة للأسياد أنفسهم اعلاميا وسياسيا ومخابراتيا'.
وقال السيد نصرالله في كلمة متلفزة في افطار 'هيئة دعم المقاومة الاسلامية' في بعلبك: &ldqascii117o;(...) المصالحة مطلوبة في طرابلس، المصالحة مطلوبة في بيروت، المصالحة والحمد لله حصلت لكنها تحتاج الى تثبيت في تعلبايا وسعدنايل'. وأضاف: &ldqascii117o;في ما يعنيني انا والنائب سعد الحريري، انا أعلنت انني جاهز لأجلس معه، والنقاش لم يكن على المبدأ بل كان على المكان. وقد اقتُرح مكان بالنسبة الي الذهاب اليه سهل لكن العودة منه صعبة جدا (...) واذا لم يتيسر اللقاء المباشر الشخصي نتيجة الظروف الامنية لي وللنائب سعد الحريري، لا يمنع ذلك ان تحصل لقاءات على مستوى آخر بين حزب الله وتيار المستقبل'.وخلص الى القول: 'شهر رمضان المبارك، ارجو ان يكون شهراً للمصالحة الطرابلسية، للمصالحة الشمالية والمصالحة الشيعية السنية والمصالحة اللبنانية العامة'.
أمنياً، حصل حادث في بلدة بخعون بقضاء الضنية أسفر عن سقوط ستة جرحى في تبادل للنار بين احد مرافقي النائب فتفت ومناصرين للنائب السابق جهاد الصمد، فتدخل الجيش واعاد فتح الطريق الذي قطع عقب الحادث.
ورداً على ما تردد من انباء، اكدت اوساط النائب الحريري ان الحادث حصل في منطقة لم يمر فيها موكبه في طريقه الى سير الضنية، كما حصل قبل وصول الحريري الى الافطار بنصف ساعة. ووصفت الحادث بأنه جاء على 'خلفية محلية ولا علاقة لموكب الحريري به'.
ـ صحيفة الأخبار :
قبل لقاء كرامي، كان الحريري قد تحدث في إفطار أقامه في منطقة الضنية النائب أحمد فتفت، قال فيه: &laqascii117o;في عام 2000، ركَّبت أجهزة الوصاية تهمة الصدام مع الجيش لأهل هذه المنطقة الطيبين. تذكرون يومها أن الرئيس الشهيد قال لكم من قلب قريطم: يريدون إلصاق تهمة التطرف والإرهاب بنا، ونحن أهل الاعتدال". وأضاف: &laqascii117o;يحاولون اليوم جرّنا إلى مشروع آخر، وهو يقضي بأن يتسلّح كل واحد منا. ولكن أنا ابن رفيق الحريري، أقول لكم إنني ضد هذا المشروع، وسأبقى ضده، لأني لن أحيد عن مشروع رفيق الحريري".وهدّد الحريري &laqascii117o;من يحاول المناورة ويهوّل علينا، نقول له إن المحكمة آتية، وإن هناك لائحة طويلة من المتهمين، وهم يعلمون هذا الأمر. لهذا السبب يعمدون إلى بيع أراضيهم بـ&laqascii117o;بلاش" في مفاوضات مع إسرائيل".
وفي التفاصيل أن شباناً يشكلون مجموعة منشقة عن تيار &laqascii117o;المستقبل" تجمعوا في محلة الشرفة قرب قصر الأحدب في البلدة، وهم يرفعون لافتات تنتقد النائب أحمد فتفت، من غير أن تسمّيه، وكتب على بعضها: &laqascii117o;الضنية 2009 لن تكون كما الضنية 2005"، و&laqascii117o;من أعطيتموه مفاتيح قريطم باع مفاتيح الضنية"، و&laqascii117o;من باع إرث أبيه الضنية لا تعنيه"، و&laqascii117o;أتيت يا شيخ سعد لتعين الفقراء أم لتعين قصر الأمراء" (قصر الأمراء هو مطعم وفندق يملكه قريب للنائب فتفت، وأقيم فيه حفل استقبال النائب سعد الحريري في إفطار غروب أمس).
وأثار تجمع الشبان حفيظة فتفت وأنصاره، وخصوصاً بعدما تدخل عناصر من مخفر درك سير لإبعاد الشبان عن الطريق الذين رفضوا الاستجابة للأمر، وتحججوا بأنهم لا يقومون بأمر غير قانوني، وأنهم يريدون إيصال رسالتهم إلى النائب الحريري على طريقتهم الخاصة. وبعدما فشلت المساعي والاتصالات في فضّ التجمع، وعند الساعة السادسة والربع، وقبل نحو ربع ساعة من مرور موكب النائب الحريري إلى بلدة سير، توفقت سيارة ذات زجاج داكن &laqascii117o;مفيّمة" أمام التجمع، ونزل منها شخصان أطلقا النار باتجاه الشبان، فأصيب خمسة شبان بجروح نقلوا إلى مستشفيات المنطقة، وفر مطلقا النار إلى جهة مجهولة.والجرحى الخمسة هم: خالد البب، محمد عبيد، ياسر عبيد، محمد حمدان ومحمد الزاخوري (حالته خطرة نتيجة إصابته برصاصة في بطنه). وبعد وقوع الحادث تجمهر عدد آخر من الشبان من أقارب الجرحى في موقع الحادث، وقطعوا الطريق التي تصل الضنية بطرابلس احتجاجاً على جرح أبنائهم، بالإطارات والحجارة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، فيما سجل تجنّب قوى المعارضة في المنطقة للمشاركة في التحرك الغاضب.
في هذه الأثناء، كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتحدث في إفطار أقامته هيئة دعم المقاومة في بعلبك، تطرّق فيه إلى موضوع الفتنة المذهبية والفتنة السنية ـــــ الشيعية &laqascii117o;المزعومة" خصوصاً. وأعلن تأييد الحزب لـ&laqascii117o;كل ما يؤمن المصالحة في طرابلس أياً كان من يسعى فيها لأن هذا سيمنع فتنة مذهبية عمياء"، منتقداً من يتهم الحزب بأنه &laqascii117o;يسلّح الناس في طرابلس، ويوم القيامة سيتبيّن أننا من أكثر الأطراف الذين عملوا على وأد الفتنة في طرابلس بعيداً عن الإعلام". ولاحظ أن المصالحة تتم اليوم في طرابلس و&laqascii117o;لم يضع أحد شروطاً على أحد، لا اعتذار ولا أي شيء آخر، علماً بأن ما حدث هناك من تدمير وقتل أكبر بكثير مما حصل في بيروت والكل أخذوا قراراً بالمصالحة لأنهم استشعروا الخطر الداهم".
وأكد نصر الله أن الحزب &laqascii117o;لا يستهدف أيّ فريق سياسي أو طائفة أو مذهب، ولا ينافس أحداً على سلطة. وقد أعطينا حلفاءنا مقاعد وزارية من حصتنا لأن هذا حقهم"، متسائلاً بالقول: &laqascii117o;هل في لبنان من يتخلى عن مواقعه للآخرين؟". وأضاف: &laqascii117o;نحن لدينا وعي عميق لأطماع إسرائيل في المنطقة، ولذا نتمسك بالمقاومة وندافع عن لبنان ونبذل في سبيله كل شيء ولا نريد من أحد جزاءً ولا شكوراً، لا نريد من الآخرين إلا أن يفكوا عنا ولا نريد شيئاً من كل ما يتنافسون عليه"، معتبراً أن المقاومة &laqascii117o;أكثر فريق تضرراً من النزاع في الداخل لأن المقاومة ليست مشروعاً مذهبياً أو طائفياً بل هي منعة للبنان والعرب".
وأعلن الأمين العام لحزب الله أنه &laqascii117o;جاهز للجلوس مع النائب سعد الحريري"، كاشفاً أنه &laqascii117o;اقترح عليّ مكاناً بالنسبة إليّ الذهاب إليه سهل والعودة منه صعبة، ولا أحد يقبل بأن نقع في مشكلة أكبر، فالمشكلة بيننا وبين الإسرائيليين صعبة جداً وهم جديون ونحن كذلك". واقترح أنه &laqascii117o;إذا حالت الظروف الأمنية لي وللشيخ سعد الحريري دون اللقاء فلا مانع من لقاء على مستوى أقل ونحن منفتحون على كل الحلول".
وتطرق إلى التفاهم مع السلفيين فرأى أن &laqascii117o;أيّ تفاهم يكون عادة بين طرفين متباعدين"، مستغرباً الحملة التي شنّت على هذا التفاهم والحديث عن أن &laqascii117o;حزب الله يريد اختراق السنة في لبنان، عن أي اختراق يتحدثون؟". وأضاف: &laqascii117o;لست أنا من يقول من يمثل السنة في لبنان، لدينا علاقات واسعة مع قطاعات واسعة في الشارع السني، وهذا شأن الإخوان السنة. وعندما قالوا لنا (السلفيون) نريد أن نجمّد التفاهم قلنا لهم جمّدوا فنحن نريد تهدئة الساحة لا زعزعتها". ورأى أن &laqascii117o;هناك جروحاً وآلاماً لدى الطرفين، ولكن نحن مصرون على طيّ صفحة الماضي".
ودعا &laqascii117o;الناس الطيبين" لأن لا يكونوا &laqascii117o;وقوداً لأي خلاف أو صراع. دققوا ولا تتحكم بكم عصبياتكم". وتابع: &laqascii117o;أقول للشيعة لا تقبلوا منا كل ما نقول بل ما ترون أنه حق". وختم بالقول: &laqascii117o;ارفضوا كل صاحب خطاب طائفي مذهبي ومن يحرّض بعضكم على بعض، وفتشوا عن كل ما يجمع بينكم".
من جهته رحّب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بزيارة الحريري إلى طرابلس معتبراً أنها &laqascii117o;خطوة جيدة ونشجّعها وهي بداية للتراجع عن أسلوب التحريض لمصلحة الوئام بين الأطراف". وأضاف: &laqascii117o;على كل حال، إن من يسعى في هذا الاتجاه يعلم أين هي العلة وكيف هو الحل".
وأعلن قاسم أن حزب الله لن يكون &laqascii117o;في جلسات الحوار في موقع المتهم وغيرنا يطرح علينا الأسئلة ونحن نجيب ولا يفكرن أحد بأن الاستراتيجية الدفاعية ستحشر حزب الله في الزاوية لأنه يقاتل بل ستحشر الذين ينتقدون كثيراً فهم إما يتفرجون على القتال ضد العدو أو هم غير معجبين بهذه المواجهة". وأضاف: &laqascii117o;الأسئلة الموجودة عندنا للفريق الآخر وهي كثيرة: كيف ستواجهون احتلال الأرض وتحمون لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، وكيف ستمنعون تحليق الطيران المعادي وماذا ستفعلون إذا هجمت إسرائيل على لبنان، وما هو موقعكم الدفاعي وإمكاناتكم لهذا الغرض، وكيف يمكن أن يكون جيشنا قوياً وما هي مساهماتكم في هذا الاتجاه".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد