صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 8/9/2008

ـ صحيفة الديار
نيكول خطار :
كتب خطار نقلا عن سمير عواد في العرب أونلاين أنّ الجنود الإلمان يقومون بمهام عسكرية تقليدية ويعملون سرا منذ وقت في نشاطات تجسس تشمل مناطق واسعة من العالم، ويستخدمون أجهزة تجسس عالية التقنية في التقاط رسائل اللاسلكي للجيش الروسي في جورجيا والمكالمات الهاتفية لطالبان وحزب الله. ويسأل الكاتب هل تستفيد إسرائيل على سبيل المثال من المعلومات التي يحصل عليها الألمان عن حزب الله أو حماس أو غيرهم. وتملك إلمانيا ثلاث سفن مجهزة بالكامل هي "ألستر" و "أوكر" و أوستي" وجميعها راسية في ميناء مدينة كيل الشمالية. وكانت "ألستر" قد رافقت الأسطول الدولي العامل في مهمة اليونيفيل أمام الساحل اللبناني قبل عامين وقامت بالتجسس على جهات غير معروفة في لبنان. وقامت طائرات حربية إسرائيلي بغارات وهمية فوق السفينة الحربية الألمانية في ذلك الوقت لتحذير من قيامها بالتجسس على الإسرائيليين، ولتثبت أنّ إسرائيل أقوى بلد عسكري في المنطقة . (للقراءة والإطلاع).
ـ صحيفة الأخبار
بسام قنطار :
بمفاجأة واستغراب، هكذا استقبل وزير العدل إبراهيم نجار خبر مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل، بتعويض للبنان قيمته 931 مليون دولار عن الأضرار البيئية والمادية الناجمة عن تدمير «معمل الجية الحراري» خلال عدوان تموز 2006. وقال نجار في اتصال مع «الأخبار» أمس: «أستغرب هذا الطرح! لا أعتقد أن بان كي مون سيطالب للبنان بمبلغ مليار دولار. وأقصى ما يمكنه فعله هو مطالبة إسرائيل باحترام الاتفاقيات الدولية». وأضاف «أمس تحدّثت مع سفيرنا في نيويورك فلم يبلغني أي شيء عن هذا الموضوع». وأمام هذا الإصرار، كان علينا أن نقرأ على معاليه نص التقرير الذي استمع إليه بإصغاء، ثم قال «هذا عظيم»، وطلب إلينا أن نرسل نسخة إلى بريده الإلكتروني الشخصي، واعداً بردّ فعل فور انتهائه من القراءة.
وعن ملف مطالبة إسرائيل بالتعويضات، واللجنة التي ألّفتها وزارة العدل لتحضير ملف ورفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية، قال نجار «من غير المجدي أن نتقدم بدعوى وندفع تكاليف باهظة. معروف أن دعوى كهذه سوف تردّ شكلاً، وبالتالي سينعكس الأمر سلباً على سمعة لبنان دوليا».
أما وزير الخارجية فوزي صلوخ، فقد أكد أنه لم يتبلغ رسمياً بتقرير الأمين العام! لكنه وعد بمتابعة الموضوع عبر الوزارة. واعترف صلوخ بأن لبنان لم يقدم على أي خطوة عملية باتجاه المطالبة الرسمية بالحصول على تعويضات من إسرائيل جرّاء عدوان تموز 2006 أو ما سبقها من أعمال عدوانية. وقال إن «المطالبة بالتعويض بقيت ضمن الحيز السياسي، ولقد ضمّنتها في خطابي أمام الجمعية العامة في الدورة السابقة، وبالتأكيد سوف يعيد لبنان هذه المطالبة في الدورة المقبلة».
إلى جانب هذه المفاجأة الرسمية، تلقّى نائب «رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية» غسان مخيبر خبر التقرير الذي سيقدمه كي مون إلى «الجمعية العامة للأمم المتحدة» «بسعادة كبيرة». هكذا، رأى أن هذه الخطوة تمثّل «تقدماً من جانب الأمم المتحدة في تفعيل المعايير الدولية التي تحكم الأعمال الحربية بما فيها التلوث المقصود». وأمل مخيبر في اتصال مع «الأخبار» أن تمثّل الخطوة «حافزاً للحكومة اللبنانية للتعجيل بإحالة ملف الدعوى القانونية ضد إسرائيل ومطالبتها بالتعويض أمام محكمة العدل الدولية». وانتقد مخيبر «عدم تضمين البيان الوزاري للحكومة أي كلمة تتعلق بهذه المسألة. إضافةً إلى مسألة الدعاوى الفردية التي يمكن أن يتقدّم بها أهالي الضحايا أمام المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من المحاكم الوطنية التي تشمل صلاحياتها جرائم الحرب والإبادة الجماعية».
ـ صحيفة الحياة
محمد شقير:
(...) بالعودة الى لقاء النائب الحريري وعلي عيد في حضور المفتي الشعار، علمت «الحياة» من مصادر مقربة من المجتمعين بأن الأخير افتتح الاجتماع مؤكداً أن رئيس «تيار المستقبل» حضر الى طرابلس خصيصاً لدعم جهود المصالحة وأن ما يهمه هو إنجازها قريباً وأن ليس لديه مشكلة مع أحد والدليل أنه على تواصل مع جميع الأطراف. وخاطب الشعار الحريري قائلاً: ان قدرك أن تكون مثل البحر الذي تصب فيه كل الفضلات ويقوم بتطهيرها. وأنت مثل والدك الشهيد الرئيس رفيق الحريري ولديك قلب كبير يتسع للوطن العربي ككل وليس للبنان فحسب، ونحن على ثقة من أنك قادر بالتعاون مع أهل المدينة والنائب السابق علي عيد واحد منهم لإنهاء الفتنة وإعادة الحياة الى طرابلس.
وتطرق الشعار الى العناوين الرئيسة الواردة في مشروع المصالحة وقال انها تتضمن النقاط الآتية: التسليم بدور الجيش في حفظ الأمن وإزالة كل أشكال المظاهر المسلحة، وعدم اللجوء الى استخدام السلاح لحل أي إشكال طارئ بين هذه المجموعة أو تلك، العمل من أجل عودة النازحين بسرعة الى بيوتهم وأن يصار فوراً الى التعويض عن الخسائر والإسراع في إصلاح الأضرار كي لا يبقى أحد خارج بيته.ولفت الى أن مشروع ورقة العمل هو ملك للجميع لمناقشته وإقراره على أن يرعى الرئيس السنيورة المصالحة.
ورد النائب الحريري بقوله: أنا جئت لأكمل مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا أملك أي مشروع خارج مشروع بناء الدولة العادلة، وكما كان والدي ضد الاقتتال وهدر الدماء ومع الحوار والانفتاح فأنا سائر على هذا الطريق. والدي كان مع الاعتدال وضد التطرف ومع لبنان البلد الذي يبنيه جميع مواطنيه. وأضاف: انني أسأل لماذا الاقتتال وهل من جدوى له، سوى هدر الدماء؟ وهل ان من يتقاتل يريد أن يحصد جائزة ما وأي جائزة ستكون على حساب أهلنا وإخوتنا؟ نحن لا نفرق بين لبناني وآخر، لا بين مسيحي ومسلم أو سنّي وعلوي، وكما هو معروف فإننا على اختلاف في الموقف السياسي، وهو اختلاف مضى عليه أكثر من ثلاث سنوات وهو ناجم عن الانقسام في البلد بين قوى 14 آذار و8 آذار لكن لم يسبق أن حصل قتال بين السنّة والعلويين.وسأل الحريري لماذا حصل ما حصل في طرابلس بعد حوادث بيروت في 7 أيار (مايو) الماضي، وكأن هناك أيدي خفية خارجية تريد اللعب بأمن المدينة وسلامة أهلها.
وأكد الحريري موافقته على كل ما قاله المفتي الشعار مضيفاً: ان الاختلاف في الأمور السياسية يبقى مشروعاً، لكن من غير الجائز أن يقودنا ذلك الى الاقتتال مع بعضنا البعض فجميع الذين سقطوا في الاشتباكات هم شهداء الوطن. ونحن نلتقي مع الأخ علي عيد في دعم المصالحة وفي التفاهم على كل البنود لتكريس الاستقرار في طرابلس وفي كل لبنان. وشكر علي عيد المفتي الشعار على الفرصة التي أتاحها له «للقاء الزعيم الشيخ سعد الحريري». وقال: نحن لسنا في وارد أن نعيش في عزلة عن الآخرين وكما ذكر الأخ سعد فإن جبل محسن حي من أحياء طرابلس يتفاعل معها لأننا لا نسكن في جزيرة نائية. ونحن نوافق الشيخ مالك الشعار قوله أن الخطوة الأولى تبدأ بالمصارحة ومن دونها لا مصالحة ولا لقاء ولا تواصل، وإنني أعلن لكل أهلنا في طرابلس والشمال بأننا سنعمل معاً من أجل التهدئة ولن يكون هناك من قتال بعد الآن.وتم الاتفاق على ضرورة استمرار التواصل من خلال نادر الحريري ورفعت عيد والتدخل في الوقت المناسب لمعالجة أي إشكال طارئ على أن يكون دور الجيش حاسماً في الحفاظ على الاستقرار وفي إيجاد المناخ المناسب لتأمين عودة جميع النازحين.
ـ صحيفة اللواء
صلاح سلام :
بدأها سعد الحريري في الشمال•••هل يكملها حزب الله في بيروت؟! 
جريئة هي المبادرة اللافتة التي قام بها سعد الحريري بزيارة طرابلس الفيحاء، حاملاً معه دعوة المصالحة والتآخي بين أهالي التبانة وجبل محسن: أبناء الدين الواحد والحي الواحد والمدينة الواحدة• وشُجاعة هي المواقف التي أطلقها زعيم تيار المستقبل، ومن قلب عاصمة الشمال بالذات، والتي أكد فيها: <إن أمن الإخوان العلويين هو من أمن طرابلس، هو أمن مسلمي طرابلس ومسيحييها، وأمن كل لبناني•••> ومشدداً على <لبنانية> الإخوان العلويين: <أنتم لبنانيون ونحن لبنانيون، وعلينا ألا نسمح لأي يد غير لبنانية بأن تتلاعب بنا>•
(...) إن تحقيق المصالحة الوطنية فضلاً عن الحقيقية ليست مهمة سعد الحريري وحده، بل هي مسؤولية كل الشركاء في الوطن، ومرّة أخرى خاصة حزب الله، الذي لا بد أن يقوم بمبادرات عملية في هذا الاتجاه، بعيداً عن كل السجال الدائر عن الاستراتيجية الدفاعية وملابسات حادثة المروحية العسكرية، وطبيعة العلاقات الجديدة مع سوريا•  بدأها سعد الحريري في الشمال••• هل يُكملها حزب الله في بيروت••؟!•
ـ صحيفة البلد
علي الأمين :
هل تنتقل رياح الشمال نسيما، عليلا ينعش العلاقة الايجابية بين تيار المستقبل وحزب الله؟ اجواﺀ المصالحة في الشمال تساهم في دفع المصالحات في كل لبنان، كما تنقل اوساط الحريري، لكنها تعتبر ان ما يجري في الشمال منفصل تماما عن العلاقة مع حزب الله التي انفجرت بعد 7 ايار، ولم تتم معالجة ذيولها حتى الآن.
وفيما كان نائب الامين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم يشير الى ان زيارة رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الى طرابلس جيدة وايجابية وتشكل بداية للتراجع عن الاسلوب التحريضي الذي ساد في الآونة الاخيرة "كانت اوساط الحريري ترحب بهذا الموقف وتضع نقاط استفهام حول عبارة" التحريض "التي وردت في كلام الشيخ قاسم. حزب الله الذي اجرى لقاﺀ غير معلن مع الجماعة الاسلامية قبل يومين، شهد عتباً متبادلاً بين الطرفين واتفاقاً على التواصل لمعالجة المشكلات القائمة بينهما، فان مصادر مسؤولة فيه تؤكد ان حزب الله ليس لديه اي مانع من لقاﺀ بين السيد حسن نصرالله والنائب الحريري. المشكلة التي تعيق هذا اللقاﺀ تبدو عملانية حيث يتمسك تيار المستقبل بان يتم اللقاﺀ في مكان ثالث، وهو ما اعتبر لدى حزب الله رفضا للقاﺀ من قبل الحريري لانه يعلم ان الاجراﺀات الامنية للسيد نصرالله تحول دون ذلك. المعلومات تشير الى ان الطرفين يعطيان لمبادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لجمعهما الفرص الممكنة للنجاح، فالرئيس سليمان ينشط على هذا الصعيد في محاولة لاتمامه قبل اطلاق مؤتمر الحوار المزمع. فيما يترقب تيار المستقبل مبادرة جدية من قبل حزب الله تخفف من آثار ما جرى في 7 ايار قبل الانتقال الى تسوية العلاقة بينهما.
ـ صحيفة السفير
حلمي موسى:
تظهر كتب ووثائق جديدة أن الدور الإيراني في الصراع العربي الإسرائيلي ليس قصرا على النظام الإسلامي في طهران، بل كان قائما في عهد الشاه. وقد كشف أرنون عزرياهو، الذي عمل مساعدا لإسرائيل غاليلي في نهاية الستينات ومطلع السبعينات، النقاب عن مشروع إسرائيلي للتعاون النووي مع إيران. وأشار في كتاب له باسم »الصديق وكاتم الأسرار« صدر مؤخرا، إلى أسرار المشروع النووي الإسرائيلي وعلاقته بإيران. ومن المعروف أن غاليلي كان بين الوزراء القليلين في إسرائيل المطلعين على خفايا المشروع النووي، والذين يشاركون في الإشراف عليه وتطويره. ويشير عزرياهو إلى أنه في عهد الشاه تبلورت لإيران طموحات لامتلاك سلاح نووي، وقد حاولت الإدارة الأميركية إحباط هذه الطموحات. ويستذكر ان إسرائيل »عملت بشكل غير حكيم، من وراء ظهر الأميركيين«. ويبين أن »حكماءنا قالوا: نأخذ المال من الشاه، نطور سويا وسائل، وننتج لمصلحتنا سلاحا بأموال إيرانية وبعد ذلك نمنح الشاه ما قمنا بتطويره«. ومع ذلك، يؤكد عزرياهو أن هذا لم يحدث لأنه تمت الإطاحة بالشاه وتغير نظام الحكم هناك. وفي وقت لاحق، تبين أن الأميركيين كانوا يعلمون بالنوايا والأفعال الإسرائيلية، لكنهم لم يقولوا أي شيء. كما تبين أن إسرائيل »مدينة حتى اليوم لإيران بأموال طائلة«.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
تبدأ الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربيّة على مستوى وزراء الخارجيّة اعمالها في اجتماع يعقد مساء اليوم، وبعد مأدبة افطار يقيمها الامين العام عمرو موسى على شرف رؤساء الوفود المشاركة، وتستمر ليوم غد الثلاثاء. ويشارك لبنان بوفد يرأسه وزير الخارجيّة والمغتربين فوزي صلوخ . وفي معلومات خاصة بـ»السفير« ان امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة اغتنم فرصة وجوده في دمشق وبحث مع الرئيس بشّار الاسد على هامش القمة الرباعيّة بعض الافكار التي من شأنها ان تسهم في تنقية الاجواء العربيّة الملبّدة، والتي زادت تشنجا بعد قمة دمشق، خصوصا ان اجتماعات الدورة توفر الفرصة المؤاتيّة للتأكيد على حسن النيات، والانطلاق من ثوابت معينة يمكن البناء عليها لتنقية الاجواء المكفهرة خصوصا مع المملكة السعوديّة. وفي مطلق الاحوال، سيكون للوزير صلوخ اطلالة حيث سيشكر جامعة الدول العربيّة، ودولة قطر على الجهود التي بذلت لإنقاذ الوضع من خلال التوصل الى اتفاق الدوحة، وسيتمنّى على اعضاء مجلس الجامعة تبنّي الاقتراح اللبناني ودعمه لدى الدول الكبرى بوضع مزارع شبعا تحت وصاية الامم المتحدة موقتا بعد انسحاب اسرائيل منها، الى حين التوصل الى تسوية شاملة للنزاع العربي ـ الاسرائيلي. كما سيحمّل اسرائيل مسؤولية نتائج عدوانها على لبنان في تموز ،٢٠٠٦ وتأخرها في تسليم الخرائط حول حقول الألغام التي زرعتها والقنابل العنقوديّة، والتركيز على التهديدات الاخيرة بتدمير البنى التحتية للدولة اللبنانية بذريعة ان »حزب الله« يسيطر على قرارها، والترحيب بالإفراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيليّة، يتقدمهم عميد الاسرى سمير القنطار. وسيطالب الدول الاعضاء بدعم الطلب اللبناني انسحاب اسرائيل الفوري من الجزء الشمالي من بلدة الغجر، ودعم الجيش اللبناني لمواجهة الارهاب والتنظيمات التي تعتدي عليه...
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
استبعدت مصادر ديبلوماسية اجنبية في بيروت ان تشن اسرائيل اي عدوان جديد على لبنان في المدى المنظور ورأت انه اذا كان هناك هجوم فلن يكون الا خلال الخريف".واعتبرت ان تصريحات وزير الدفاع ايهود باراك عن الاستعدادات النوعية لجيش بلاده لشن حرب رابحة ضد "حزب الله"، غير واقعية، وان تكرارها يفقدها صدقيتها. ووصفتها بأنها "مزايدات انتخابية". وذهب احد سفراء الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن الى اعتبار تحذيرات باراك للحزب وسواه من مغبة السعي الى "اختبار قوة" الردع الاسرائيلية، بأنها "ضرب من الهذيان".وافادت ان باراك عندما اثار قضية تعاظم ترسانة الحزب الصاروخية خلال زيارته لواشنطن، في محاولة منه للحصول على ضوء اخضر اميركي بشن هجوم على اهداف للحزب خارج منطقة عمليات قوة "اليونيفيل"، اي شمال الليطاني ومناطق اخرى في البقاع وقريبة من بيروت، جبه بمعارضة غالبية الضباط القياديين ذلك، في الوقت الحاضر. وعزت استبعاد توجيه اي عدوان على لبنان خلال الاسابيع المقبلة، الى الآتي:- اولاً: المفاوضات السورية – الاسرائيلية غير المباشرة الجارية برعاية تركيا، وان اي عدوان على لبنان سيوقفها فوراً.
- ثانياً: انتخاب رئيس جديد لحزب "كاديما" في 17 ايلول الجاري، اي بعد عشرة ايام ومن ثم اختيار رئيس جديد للوزراء بعد استقالة ايهود اولمرت من رئاسة الحكومة بعد انتخاب رئيس الحزب.
- ثالثاً: الخلافات داخل الجيش الاسرائيلي حول مدى جهوزية القوات التي تتلقى تدريبات جديدة للتمكن من خوض معركة جديدة مع مقاتلي الحزب. والدليل على ذلك انتقاد الجنرال الاسرائيلي موشي عبري سوكينيك خطة التدريبات التي يجريها الجيش الاسرائيلي منذ الحرب على لبنان، بقوله: "انها غير كافية لجعل اسرائيل تواجه التحديات المتوقعة". وعزا ذلك الى "شكل التدريبات العسكرية وعدم توفير وسائل واعتمادات للقوات البرية" وسوكينيك كلف انشاء "الطابور الشمالي" اي القيادة التي تشكل حلقة الوصل بين القيادة العسكرية والكتائب الميدانية.
- رابعاً: استبعاد اي ضربة اسرائيلية لايران في المرحلة نفسها وللاسباب ذاتها، لانه وفقاً للمعلومات الديبلوماسية ولتوقعات مسؤولين لبنانيين، سيكون الرد الايراني على تلك الضربة مقروناً برد صاروخي كثيف من الحزب دعماً لايران.
وتداركت بأن استبعاد هجوم اسرائيلي في الاسابيع المقبلة على اهداف للحزب، لا يعني ان الخطر زال بل النقيض، لان اسرائيل بقيادتيها السياسية والعسكرية قلقة للغاية على امنها الاستراتيجي من القوة الصاروخية التي يتمتع بها الحزب. ودعت الى استغلال هذه المرحلة وانشغال اسرائيل بتغييراتها الحزبية والحكومية، بالعمل لتعزيز الاستقرار الامني. وابدت ارتياحها الى مساعي المصالحة الجارية حالياً في طرابلس، ورأت ان نجاحها يعني اقفال هذه الجبهة مما سيزيد ترسيخ الامن الداخلي المطلوب لمواجهة اي عدوان اسرائيلي لا بد من انه آت وان تأخر موعده اسابيع قليلة ودائماً وفق معلومات المصادر نفسها.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
قالت مصادر ديبلوماسية أنه اذا تعثرت المفاوضات الاسرائيلية – السورية لاي سبب من الاسباب، ومن قبل اي طرف فسيكون لفرنسا موقف آخر من سوريا، ويصبح وضع المنطقة على كف عفريت، وتتحول عند ذلك ساحة مفتوحة لحرب اقليمية مدمرة ان لم تكن لحرب عالمية ثالثة بنتيجة عودة الصراع والتجاذب بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا الاتحادية، ويكون السلام عند ذلك سلام الغالب مع المغلوب.وترى المصادر نفسها ان التوصل الى تحقيق سلام اسرائيلي – سوري يؤدي الى الآتي:اولا – يشق الطريق واسعا لتحقيق سلام اسرائيلي – فلسطيني بموافقة كل التنظيمات الفلسطينية.ثانيا – ان الاتفاق بين اسرائيل وسوريا على الوضع في الجولان يؤدي حتما الى الاتفاق على الوضع في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ويصبح على اسرائيل الانسحاب منها بدون شروط. ثالثا – ان تحقيق السلام الاسرائيلي – السوري يؤدي تلقائيا الى حل مشكلة سلاح "حزب الله" وكل سلاح خارج الشرعية، وكذلك حل مشكلة السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها. لقد اصبح واضحا ان "حزب الله" يرفض التخلي عن سلاحه حتى لو انسحبت اسرائيل من مزارع شبعا، وهذا ما اكده اخيرا الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله نفسه، وهذا موقف يقطع الطريق على مساعي وضع هذه المزارع في  عهدة الامم المتحدة كما نص القرار 1701، وان هذا السلاح باق ما دام خطر قيام اسرائيل بالاعتداء على لبنان ماثلا. فليس اذاً سوى تحقيق السلام مع اسرائيل ما ينزع كل الذرائع التي تبرر بقاء السلاح خارج الشرعية، ويجعل قوى التطرف تتراجع امام قوى الاعتدال.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
تشد  مصادر مطلعة على امرين مهمين في معرض شرحها للعلاقات السورية – السعودية في هذه المرحلة. أولهما استمرار غضب المسؤولين الكبار في المملكة على سوريا بشار الاسد، واعتزامها الانتقام منه أو الرد عليه بخطوات مهمة تشكل تهديداً مباشراً للنظام السوري بل ربما تفتح الباب امام تغييره وذلك تكريساً لمبدأ المعاملة بالمثل الذي يشير الى ان في مقابل الانتصار في العراق الذي تجلى بحكم الغالبية له بعد طول حرمان لا بد من انتصار في سوريا بانتقال الحكم فيها الى الغالبية. اما كيف يتم ذلك كله وانطلاقاً من أي ساحة فان المعلومات تشير استناداً الى المصادر الاقليمية نفسها الى ان لبنان سيكون الساحة وان شعوبه ستكون الادوات والوقود وان نقطة الانطلاق ستكون حرباً سنية – شيعية قد تبداً سنية   - علوية في شمال لبنان ثم تتطور لتشمل اهل المذهبين في كل البلاد. اما الأمر الثاني، فهو ادراك سوريا او اقتناعها بأن التيارات السلفية والاصولية التكفيرية الاسلامية في لبنان وتحديداً في شماله باتت تشكل خطراً على أمنها واستقرارها بل على النظام الحاكم فيها. وادراكها او اقتناعها بأن المملكة العربية وربما حلفاءها في الدول العربية وفي مقدمهم مصر قد تكون انخرطت أو بدأت الانخراط في عملية تهديد النظام السوري او اسقاطه انطلاقاً من لبنان وخصوصاً اذا نشبت فيه حرب مذهبية اسلامية – اسلامية وحرب اخرى مسيحية – اسلامية. وذلك تهديد جدي يأخذه المسؤولون في دمشق بجدية كبيرة. انطلاقاً من ذلك يعني الامران المذكوران اعلاه المتعلق أولهما بالسعودية وثانيهما بسوريا ان المعركة شبه المباشرة بينهما قد صارت قاب قوسين أو أدنى. ويعني ان لبنان سيكون ساحتها. ويعني ان الشمال سيكون نقطة انطلاقتها. لكن نتائجها ستبقى مجهولة الى ان تنتهي المعركة وينجلي غبارها.
الا ان من الاسئلة التي تطرح نفسها هنا هل ان الامرين المفترضين صحيحان؟ أي هل ان السعودية ضالعة مثلاً في عملية تغيير النظام السوري بواسطة سنّة لبنان بعد تولي التيارات السلفية والاصولية قيادتهم بدلاً من قياداتهم المعتدلة التي عجزت عن حمايتهم في وجه "حزب الله" وجمهوره وراعيه السوري – الايراني؟ وهل ان سوريا تشعر فعلاً بالخوف على نظامها من اصوليي سنّة لبنان وتحديداً شماله؟
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
يقول بعض الزوار  الأجانب إلى لبنان ان معرفتهم بما تكبدته اسرائيل على اصعدة عدة في حرب تموز 2006 يجعل من الصعوبة الاعتقاد بانها يمكنها ان تخوض حربا جديدة راهنا، خصوصا انها لم تنته بعد من معالجة ذيول تلك الحرب. وما يسري على اسرائيل ينسحب ايضا على "حزب الله" لاعتقاد هؤلاء ان الحزب يقود "حربه" الداخلية الخاصة دفاعا عن استمرارية سلاحه. ويفهم بعض هؤلاء الزوار خوض الحزب حربا سياسية دفاعا عن هذا السلاح خصوصا بالرد على التهديدات الاسرائيلية الكلامية على قاعدة التعامل بالمثل والاعلاء من شأن سلاحه وقدرته الدفاعية. لكن ثمة صعوبة لدى هؤلاء الزوار في الاقتناع بأن الحزب يمكن ان يذهب الى حرب جديدة، ان لم تكن دفاعية كليا ردا على اعتداء اسرائيلي موصوف، لان لا قدرة لا لدى اهل الجنوب خصوصا ولا لدى اللبنانيين عموما على تحمل امر مماثل او القبول به. ثم ان الحزب يعلم، كما يقول هؤلاء، انه انتصر على اسرائيل من زاوية عدم قدرة اسرائيل على ضربه وانهاء وجوده العسكري، لكن الحرب لم تنته انتصارا بالنسبة الى لبنان وفق ما يقول هؤلاء لاعتبارات متعددة، من بينها: التدمير الهائل الذي لحق بالبنى التحتية في لبنان والعدد الكبير من الخسائر في الارواح والمممتلكات والخسائر الاقتصادية الهائلة التي ساهمت في اطاحة قدرات الاقتصاد اللبناني على المدى القصير وتأخير نموه، بالاضافة، وهذا هو الاخطر والاهم، الى ان لبنان تفجر داخليا على الصعيد السياسي في الانقسامات الطائفية التي حصلت على نحو خطير هدد بحرب اهلية اكثر من مرة في العامين الماضيين. والامر الاخير في حسابات الربح والخسارة هو اهم ما يمكن ان تطمح اليه اسرائيل وتحققه. لهذه الاعتبارات يستبعد هؤلاء حربا في المدى القريب، لكن التجارب اللبنانية تبقي المراجع الرسمية على قلقها من مفاجآت تحملها التغييرات المتسارعة في المنطقة وما هو ابعد منها ايضا، خصوصا ان لا احد يمكنه تقديم الضمانات الفعلية في موضوع مماثل.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
وجوه الحاضرين في لقاءات النائب سعد الحريري في الشمال والحشود التي تتجمع على عجل من حول مقر إقامته، والاتصالات المتكررة لدعوة هذه الشخصية أو هذه الجمعية أو هذه العائلة والحماسة التي يلاقيها الرجل في خطبه، كل ذلك يشير الى حقيقة تبدل الوضع هناك، وحيث لا يزال تيار المستقبل يتقدم الآخرين بنقاط عدة، لكن النقاط التي خسرها خلال عامين ونصف، تقود الى بعض النتائج التي ظهرت في زيارات الحريري ولقاءاته:
ـــ إقرار الحريري الضمني، ولو غير المعلن، بتنامي قوة خصومه على اختلاف مواقعهم واتجاهاتهم، بما في ذلك من هو في موقع الحليف له، من تيارات مدنية ودينية وحتى سلفية متشددة، وقد أظهرت إحصاءات واستطلاعات للرأي، تقدم الرئيس نجيب ميقاتي الذي يحسن الوصول الى قواعد الحريري نفسه، وإعادة تموضع الرئيس عمر كرامي واستفادته من تقدمه نحو المبادرة والتأثير الإيجابي لتحوّله أخيراً الى محور اتصالات ذات بعد إقليمي، لطالما كانت حكراً على الحريري نفسه. وإذا كان الحريري ينازع الوزير محمد الصفدي على قواعده، فذلك يعود اصلاً الى التردد الذي تتسم به حركة الصفدي ومواقفه طيلة الفترة السابقة، وشعور أنصاره وتصورهم بأنه يتنازل بطريقة لا تتناسب وموقعه حتى إنه بدأ يخسر كتلته نفسها، وليس ما يقوم به النائب محمد كبارة إلا الدليل الأبرز.
ـ صحيفة الأخبار
عبد الكافي الصمد:
إذا كان بعضهم قد فسّر خطوة الحريري الشمالية بأنها «محاولة منه لمنع السنيورة من قطف ثمار يومه الطرابلسي وتحويله لحسابه الشخصي»، فقد ردها آخرون إلى «تخوّف الحريري وتياره وحلفائه من احتمال تدهور الوضع الأمني في طرابلس، وعكار تحديداً، وأن يأخذ أبعاداً أكثر حدة، بعد الأصوات التي تعالت في الداخل والخارج محذرة من استفحال ظاهرة الأصولية السنّية وتصاعد القوى السلفية، مما قد يبرر للسوريين تدخّلهم، وتكرارهم نسخة التدخل الروسي في جورجيا وفق نسخة لبنانية ــــ سورية منقّحة».
ولقاء الحريري مع الجهة العلوية الأبرز في طرابلس كان الأول من نوعه، وتبيّن فيه أن الحريري «يستعجل إجراء المصالحة أكثر من أي طرف آخر». وقد أصرّ الطرف العلوي على أن تكون «المصالحة مع طرابلس كلّها، لا مع المستقبل وحده الذي هو طرف رئيسي في المشكلة»، والحريري تجاوب مع الفكرة. وقال عيد الابن لـ«الأخبار»: «أصررنا على مشاركة الرئيس كرامي الذي تحمّل معنا الكثير من المتاعب لتجنيب طرابلس مزيداً من المآسي، وأبدى الحريري عدم ممانعة في زيارته ودعوته، وكذلك الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، وكل الفاعليات الأخرى، بمن فيهم السلفيون، لأننا نريد مصالحة حقيقية لا مجرد تبويس لحى». لكن عيد كشف عن أنه استطلع رأي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الأمر، فكان رد الأخير: «نحن مع وأد الفتنة نهائياً في طرابلس»، وكذلك كان موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي «نعدّه أخاً كبيراً لنا، لا مجرد حليف». وقال عيد إنه أشار إلى الحريري بأن «لقاءنا لا يعني أننا في خط سياسي واحد»، موضحاً له «إننا نؤيّد سوريا على رأس السطح، ولا نستطيع كما لا يستطيع لبنان أن يعيش من دونها أو أن يعاديها»، ومضيفاً: «لو كثر عدد السياسيين الذين يعملون مثل المفتي الشعار، لحلّت أغلب المشاكل بينكم وبين السوريين منذ زمن بعيد».
ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة:
ما يجري في طرابلس لا يمكن الوقوف على أبعاده إلا بالمقابلة بين صيغتين مختلفتين للوصل بين جماعات أهلية لبنانية مختلفة. الصيغة الأولى هي "التفاهمات الثنائية" ونموذجها هو التفاهم الذي عقد في شباط 2006 بين "حزب الله" وتيّار العماد ميشال عون، وقد استفاد من لحظة البلبلة التي أعقبت أحداث الشغب في الأشرفية. مثل هذا التفاهم أدّى عملياً وتحت لافتة "الوحدة الوطنية" إلى مزيد من الانقسام المذهبي بين السنّة والشيعة في لبنان، وإلى مزيد من الانقسام السياسي بين مسيحيي عون ومسيحيي 14 آذار. صحيح أن "التفاهم" طرح نفسه كنموذج قابل للتعميم لاحقاً، إلا أن الحصيلة جاءت جدّ متواضعة وانحصرت في استيحاء التيار العوني شيئاً من هذا الأسلوب لتوقيع "وثيقة تفاهم" مع الحزب الشيوعي، وفي الخطوة المجمّدة المتمثّلة بـ"وثيقة التفاهم" الموقّعة بين "حزب الله" وجمعية "وقف التراث" السلفية.  بخلاف "التفاهمات" ووثائقها، تشغل الجهود المتطلّعة لقيام "مصالحات" حيزاً آخر تماماً. إلى الحين، ثمّة نموذجان للمصالحات بعد 7 أيار. النموذج الأوّل طوّره دروز الجبل . النموذج الثاني للمصالحة والأكثر مركزية بالنسبة إلى مصير الاستقلال الثاني هو ذاك الآيل للتحقق في طرابلس، أي في المدينة التي تعرّضت أكثر من سواها لتداعيات 7 أيار، من خلال جولات قتالية متعدّدة، ترافقت مع حركة نزوح داخلية غير مسبوقة منذ أيام الحرب الأهلية. هذا النموذج التصالحي يعني بوضوح أنّ الحراك السيادي الانفتاحي بمقدوره محاصرة النتائج الانتخابية للضغط الأمني، وبالتالي قادر على الاحتفاظ بالأكثرية البرلمانية في حال لم يندفع منسوب الضغط الأمني الحالي لـ"حزب الله" وحلفائه على الصعيد الوطني العام إلى ما من شأنه تكرار عملية 7 أيار مرة أخرى.
ـ صحيفة المستقبل
النائب مصطفى علوش:
قد يكون ضجيج قمة دمشق وحديث الأسد المخزي حول لبنان طَغَيَا على الحديث الرمضاني الذي أدلى به الأمين العام لـ"حزب الله" حول جريمة اغتيال النقيب سامر حنا على يد أحد مقاومي حزبه، واصفاً إياه بالحادث العاديّ وشبهه بالوضع في العراق حيث تقوم جموع الإرهابيين باغتيال قوى الأمن والجيش العراقي تحت غطاء مقاومة الاحتلال. وتحت غِطاء المقاومة يستمر حزب الولي الفقيه في لبنان بقضم يومي للدولة اللبنانية ومؤسساتها وصولاً الى الانهيار الكامل لهذه الدولة لتقوم مكانها الدولة الإسلامية في لبنان تحت لواء الحاكم المطلق والمعصوم المقيم في إيران. لست أدري الى ما يرمي سيادة الأمين العام في تشبيهه الوضع في لبنان بالعراق، فإن كان يتحدث عن الاحتلال هناك فهل هذا يبرر سقوط آلاف الضحايا الأبرياء في التفجيرات العمياء التي نادراً ما طالت قوات الاحتلال! أم أنه يبشرنا بمستقبل مماثل لم يحدث في العراق؟ وإن كانت "المقاومة" العراقية لا تعترف بالدولة في العراق لأنها حكومة تحت الاحتلال مبرراً بذلك عداوته تجاهها، فهل هذا يعني أن سماحة الأمين العام قد أعلن أخيراً عداوته للدولة اللبنانية؟
ولكن الحقيقة الواضحة هي صحة قوله في ان الحدث عاديّ، فالحدث هو محصلة طبيعية لوجود سلطتين مسلحتين على أرض واحدة، وهكذا يكون الحدث العاديّ تصادم السلطتين المسلحتين. وقد يطيب لفلاسفة هذا الحزب تشبيه وضع لبنان بفرنسا أثناء الاحتلال النازي عندما كانت حكومة فيشي متعاونة مع الاحتلال، فهل يعتبر سماحته الحكومة التي يشارك فيها حزبه حكومة تحت الاحتلال؟ولكن الجانب الأخطر كان في تصريح الأمين العام "الجندي في جيش الولي الفقيه" بأنه لا يسلم أحداً الى الدولة حتى لو كان مطلوباً؟ فتصوروا أن المقاوم البطل كان قد قرر عدم تسليم نفسه للقضاء، وتصوروا أيضاً أن استكمال التحقيق في حيثيات "الحادث" تحتاج الى تسليم أعداد أخرى من المقاومين للتحقيق معهم، وتصوروا أيضاً أن الحزب المقاوم قرر عدم تسليمهم لضرورات السرية وأعلنت نتائج تحقيق داخلي يضع الحدث في موقع "الحادث المؤسف" كما بدأ الحليف الملحق العماد ميشال عون في الترويج له في طلاته الأسبوعية، فأين يصبح حينها دور القضاء؟ وهل يكون الفصل بيد قضاء "حزب الله" أو بتكليف شرعي من الولي الفقيه؟ ولكن، وحتى لا نتمادى في "استغلال" القضية كما يقولون، فقد تكون المسألة نتيجة التباس كما صرح "حزب الله"، أو تكون عملاً مقصوداً لتمرير رسالة ما من دولة "حزب الله" الى الدولة اللبنانية، ولكن ما حدث يؤكد أنه مهما بالغ الطرفان في اعتماد التقية في زواجهما القسري، فإن منطق الأمور يؤكد أن الصدام حتمي حتى لو تجاهلنا ارتباط هذا الحزب بالأحلاف الإقليمية، وتخطينا كون أعضائه جنوداً في جيش "الولي الفقيه" مما يجعل وجوده في لبنان كوجود فيلق للحرس الثوري الإيراني. هذا ليس بالطبع محاولة للنيل من "حزب الله" فما قلته هو محط مفخرة لأعضائه، ولكنه مجرد توصيف لوضع قد يجعل من الدخول في الحوار الوطني لبحث قضية سلاح الميليشيات وتنظيم الاستراتيجية الدفاعية مثل حوار الطرشان لأنه محكوم بأفكار مسبقة وقناعات عقائدية من جهة "حزب الله"، وإصرار على وضع كل السلاح تحت سلطة الدولة من قوى 14 آذار وشتان ما بين الطرحين.
ولكن، ومع كل ذلك، فعلينا الإصرار على هذا الحوار والذَهاب إليه بطروح محددة وعقل منفتح حتى تصل التقية الى "باب الدار".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد